vendredi 30 novembre 2007


رسالة كمال عبدالغفور للدكتور عبد الاله الراوي:
ملاحظاتك على المؤتمرالشعبي العربي
شبكة البصرة

الاخ العزيز عبدالاله الرواي .

تحية طيبة وبعد،،
لقد اطلعت على ملاحظاتك المنشورة في البصرة نت (ملاحظات على مبادرة المؤتمر العربي) ولاادري هل استفسرت من الاخوة هشام البستاني والاخ فادي ماضي او مني او من اي شخص آخر ولم يعجبك الرد فاضطريت للنشر اما انك نشرت فقط لمجرد انك اردت ان تعلن موقف؟

قد تكون اعتراضاتك وجيهة ولكننا لن نعرف قيمة هذه الاعتراضات الا اذا تمت مناقشتها مع اصحاب الشان فهل طلبت اي استفسار من اي شخص ولم تجد رد مقنع؟

لاحظ ان اعتراضاتك تنطبق على اي دولة بمافيها فرنسا، فهل تعتقد ان الصهاينة لم يخترقوا فرنسا بعد؟

اذا كنت لاترغب في الذهاب الى القاهرة مثلاً فهذا لايعني ان الذين هم على استعداد للذهاب او ان كل الذين يقيمون في القاهرة هم سيئون بالضرورة، كما ان اعتراضك على ماسوف تخرج به المبادرة هو اعتراض غير سلمي ولامنطقي فالاجدر بك ان تنتظر لا ان تحاسب الناس على نتائج لم تتحقق بعد فنص المبادرة كان واضح وتم صياغته من قبل اكثر من شخص ولم نعرف انك اردت اضافة بند او فقرة فرضها الاخوة الذين قاموا مشكورين بجهد تجميع اراء الناس،

لاحظ اخي ان موقفك هذا يعني انه يستحيل على العراقيين او حتى العرب تقديم شيء لبلدهم او امتهم، تقدر تقول لنا كيف سيستطيع الوطنيون العراقيون من الاجتماع في اي بلد اذا ارادوا دون ان تكون اعتراضاتك على المؤتمر الشعبي صالحة في حقهم هم ايضاً؟

اذا كان لنا ملاحظات او كنا معترضين على جهود الاخرين فيجب ان نكون موضوعين في طرحنا وان نستند في هذا الطرح الى الوقائع التي امامنا وكلنا قرأ نص المبادرة ولايوجد فيها مايستحق ان نعترض عليه، اما الخوف من ان تخرج ببنود مخالفة لمنشر فهذا امر يجب ان نتركه للمستقبل فان جاء منها ماهو غير مقبول اعترضنا عليه،

اما التنبأ بان المؤتمر سيسير في خط موسى فهذا مايثير الاستغراب فعلاً،

اخيراً، اذا تعذرت على الاخوة الراغبين بالمشاركة الذهاب الى القاهرة هل تعتقد انه سيتسنى لهم السفر الى اوروبا؟ هل لازالت تجهل انه لايوجد تمويل لهذه المبادرة وان كل اتفق على تحمل مصاريفه الشخصية ومصاريف من يقدر؟

ارجو ان يكون دافعك في مانشرت منفعة العراق لاننا اذا اعترضنا على كل مبادرة لمجرد اننا نشك بسوءها فننا لن نتحرك ولن نساعد احد على التحرك،
تحياتي،
كمال عبدالغفور

رد الدكتور عبدالاله الراوي
الأخ العزيز كمال عبدالغفور المحترم

شكرا على رسالتك االتي تعترض فيها على كلمتي (ملاحظات على عقد مؤتمر شعبي في القاهرة؛ شبكة البصرة. 11/1/2006) وسوف أجيبك لأني أحترم موقفك ولدي الثقة بوطنيتك وإلا لما رأيت أي داع لذلك لآن ما قمت بطرحه، حسب تقديري، لا يحتاج إلى أي توضيح إضافي.
لقد ركزت رسالتك عن سبب عدم استفساري من ذوي الشأن، أقول لك وأكرر وكما أوضحت في الكلمتين السابقتين بأني مبدئيا لا أؤيد عقد أي مؤتمر عربي في القاهرة للأسباب التي ذكرتها ولا أرى داع لإعادتها.
أما قولك بأن الصهيونية اخترقت كافة الدول الأخرى بما فيها فرنسا فأنا لا أنكر ذلك ولكني قلت وأؤكد بأن أكثر دولة في العالم تسيطر عليها الصهيونية هي مصر، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن القاهرة عاصمة أكبر بلد عربي ولذا من العار أن يرفع في سمائها العلم الصهيوني .
وإن عقد أي مؤتمر عربي فيها هو تزكية، من قبل المؤتمرين، لمصر والقبول بالأمر الواقع أي التطبيع مع الكيان المسخ.
ولا أرى أي داع للإجابة على رغبتي الشخصية فأنل طبعا أرفض رفضا مطلقا االذهاب إلى مصر طالما أن الصهاينة هم الذين يتحكمون بأمور هذا البلد.
أما قضية تمويل المؤتمر وقولك بأن كل من المشاركين سيقوم بدفع مصاريفه الشخصية. فأنا أعلم ذلك ولكن هناك مصاريف أخرى كتأجير القاعة وتنظيم المؤتمر .. الخ.
وختاما أرى الاكتفاء بما ذكرت متمنيا نجاح كافة المبادرات المخلصة .
والله من وراء القصد.
أخوك الدكتور عبدالاله الراوي
12/1/2006
شبكة البصرة
الخميس 12 ذو الحجة 1426 / 12 كانون الثاني 2006
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس


الدكتور عبدالاله الراوي


ملاحظات على عقد مؤتمر شعبي في القاهرة

شبكة البصرة


لقد قامت شبكة البصرة بتاريخ 4/1/2006 بنشر كلمة للأستاذ هشام البستاني تتضمن الدعوة نحو تحالف شعبي عربي مقاوم. وإن هذه الدعوة مفتوحة للجميع .

ولهذا نرى أن من حق أي شخص كان ، وبالأخص العربي الذي يشعر بأنه معني بمثل هذه المؤتمرات أو الندوات ، أن يناقش سلبيات أو ايجابيات عقد مثل هذه المؤتمرات .
ونظرا لكوني سبق وساهمت بمناقشة موضوع عقد مؤتمر عربي – أمريكي جنوبي ثم عقد مؤتمر عربي- عربي ، مع بعض الأخوة نذكر منهم الأساتذة كمال عبدالغفور وهشام البستاني وعبدالجبار سعد ، كما قمت بكتابة كلمتين لهما علاقة بعقد مثل هذه المؤتمرات : الأولى تخص (عقد مؤتمر عربي-عربي في القاهرة . شبكة البصرة؛ 25/12/2006) والثانية مناقشة الحلول المقترحة للأزمة العراقية (ملاحظات على مبادرة المؤتمر العربي : شبكة البصرة؛ 8/1/2006)، لذا أرى من حقي، إذا لم يكن من واجبي، توضيح وجهة نظري فيما يتعلق بهذا المؤتمر.

وأود أن أوضح بأني سوف لا أناقش هنا أهداف المؤتمر، بل سأركز على مكان انعقاده.
في كلمتي السابقة (عقد مؤتمر عربي .. عربي) ذكرت بشكل موجز الأسباب التي دعتني لمعارضة عقد المؤتمر المذكور في القاهرة وسوف لا نعيد ذكرها وبإمكان من يرغب الإطلاع عليها مراجعة الكلمة المذكورة، ولكنني هنا سأذكر أسبابا إضافية لمعارضتنا لعقد أي مؤتمر يتعلق بمستقبل الأمة العربية أو بمساندة المقاومة المسلحة، في العراق وفلسطين .... الخ، في القاهرة بشكل خاص أو في مصر بشكل عام.

وأهم هذه الأسباب -:

1- لم يذكر في الدعوة الجهة أو الجهات أو الشخصيات التي تقوم بتنظيم هذا المؤتمر ، كل ما نعلمه أن الأستاذ موجه الدعوة يقول في مقدمتها " استكمالا للقاء التحضيري الذي تم في القاهرة في آذار/مارس 2005 .... " كما ذكر في أحد رسائله الموجهة للأخ كمال عبدالغفور : أنه بعد اللقاء مع بعض الأخوة في القاهرة ... الخ . دون ذكر أي اسم .
2- الجميع يعلم بأنه توجد نسبة ، قد تكون كبيرة أو صغيرة ، من بين الذين يحضرون أو يقومون بتنظيم مثل هذه المؤتمرات مدفوعين من قبل بعض أجهزة المخابرات ، ونحن نعلم غاية المخابرات المصرية ، والتي سنقوم بعرض بعضها ، من التغلغل في هكذا مؤتمرات . وعندما نقول المخابرات المصرية فإننا نقصد ، في نفس الوقت الموساد . لأن التنسيق بين الجهازين معروف منذ عملية التطبيع التي قام بها النظام المصري في عهد الخائن السادات مما ترك مصر مكشوفة ، إن لم نقل عارية كليا ، أمام الموساد الصهيوني منذ إن تم رفع علم الكيان الصهيوني في أكبر عاصمة عربية ( القاهرة ) ولحد الآن.
ولذا فقد تم اختيار القاهرة على هذا الأساس ،أي سيطرة الموساد على كل ما يدور فيها. ولذا فهي أفضل مكان لمثل هذه المؤتمرات أو الاجتماعات بالنسبة لهذا الجهاز الصهيوني
3- إننا نعتقد وبثقة أن من مصلحة الصهيونية بشكل خاص ، والمخابرات المصرية بدرجة أقل ، عقد مثل هذه المؤتمرات في القاهرة لعدة أسباب نذكر منها :
- سهولة مراقبة كل ما يدور فيها والحصول على الأشرطة المصورة والمسموعة لكل من يشارك فيها ومعرفة محل إقامتهم ، ليس ممن يقيم منهم في مصر أو الأقطار العربية الأخرى فحسب ، بل وبشكل خاص المقيمين في البلدان الأجنبية .
وبهذه الحالة يسهل عليها متابعتهم في تلك الدول التي يقيمون فيها بشكل مستمر أو مؤقت ، وحسب علمنا أن غالبيتهم ، وأنا منهم ، يحلمون بالعودة إلى وطنهم وقضاء بقية حياتهم فيه.
لقد قلنا " يسهل عليها متابعتهم " ولكن ليس هذا فقط بل إن الموساد ، وأجهزة المخابرات المصرية ، مستعدة كذلك للتنسيق مع مخابرات البلد الذي يقيم فيه العربي لملاحقته9 ومحاولة ابتزازه.

- إن من مصلحة الموساد التعرف على المناضلين العراقيين ، بشكل خاص ومن بقية الأقطار العربية بدرجة أقل ، لمحاولة معرفة التنظيمات والشخصيات التي لها علاقة بالمقاومة الوطنية البطلة لمحاولة تطويقها وإجهاض أو قتل كل محاولة تقوم بها لمساندة المقاومة ، إضافة إلى محاولة كشف المقاومة أو بعض عناصرها من خلال تحرك الشخصيات المذكورة.

4- نتمنى أن لا يقوم هذا المؤتمر بالتركيز على الشأن العراقي لأننا نخشى بأن يكون ، ما يطرحه ، استمرارا لما قام به العميل الصهيو – أمريكي عمرو موسى في هذا المجال .
نعم إن عمرو موسى أرسل للعراق وقام بتنظيم مؤتمر ، ظاهره الوفاق والمصالحة الوطنية وباطنه في سبيل شق صف القوى المعارضة للاحتلال . وتم عقده في القاهرة أيضا !!
فعلا ، إن الرئيس الأمريكي بوش أرسل هذا العميل للعراق ، بعد أن تأكد بأن وضع قواته أصبح ميئوس منه أمام الضربات القوية والمستمرة للمقاومة الوطنية ، للغرض المذكور أعلاه أي شق صف كافة المخلصين الشرفاء، والمساندين للمقاومة المسلحة البطلة ، بمحاولة إقناع قسم منهم للمشاركة بالعملية السياسية ، وبالنتيجة محاولة شق صف المقاومة الوطنية المسلحة.
وفعلا استطاع إقناع بعض ضعاف النفوس للمساهمة في الانتخابات الأخيرة ودفعهم للتفاوض مع الذين باعوا وطنهم لألد أعداء العراق والأمة العربية ، لقاء الحصول على بعض الكراسي في الحكومة المقبلة كما ذكرنا في رسالتنا للأخ المناضل عبدالجبار الكبيسي (شبكة البصرة : 2/1/2006.) فهل أن غرض هذا المؤتمر وأمثاله إكمال ما قام به عمرو المذكور !!؟
إن التركيز على الشأن العراقي وفي هذه المرحلة ، الحرجة وبالأخص على بوش وأعوانه ، تلزمنا بالحذر من دوافع مثل هذه المؤتمرات وغاياتها وتطلعاتها.

5- إننا ومن خلال ما طرحناه نأمل من كافة العراقيين المخلصين ، وكافة الأخوة العرب مقاطعة مثل هذه المؤتمرات التي لا نعلم من ينظمها أو يشرف عليها أو يقوم بتمويلها. ولذا فإن أحد الدوافع الرئيسة لكتابة هذه الكلمة هو شعورنا بأن هناك الكثير من الأخوة العرب ، الذين لا نشك بوطنيتهم ، قد خدع بهذه الدعوة وأخذ يطبل لها مندفعا بإخلاصه وقناعته بصحة ما طرح من مبادئ عامة ، دون التفكير بدوافعها الحقيقية.
6- وختاما نقول للأخوة المصريين والذين نتوسم فيهم الإخلاص للقضايا العربية ولا نشك بحسن نيتهم :
- منذ متى أصبح النظام المصري المتصهين ديمقرطيا ومنفتحا لعقد اجتماعات أو مؤتمرات تقف ضد الصهيونية والإمبريالية العالمية ؟
- نقول لكم : إذا أردتم فلا وبنية حسنة ، مساندة المقاومة في العراق وفلسطين ومحاربة الإمبريالية ، نتمنى أن تركزون نضالكم على الساحة المصرية للقضاء على النظام المصري ربيب الصهيونية والإمبريالية والذي هو أساس البلاء الذي وقع على العراق وفلسطين.
أعملوا ما تستطيعون كي تجبروا هذا النظام ، على الأقل ، على قطع كافة العلاقات مع الكيان الصهيوني وطرد سفارته من القاهرة.
اعملوا ما بوسعكم لإنهاء سيطرة هذا الكيان على عصب الحياة المصرية وفي كافة المجالات السياسية والاقتصادية ... الخ
وكونوا على ثقة بأنكم بهذا العمل البطولي ستقدمون خدمة جليلة وسند قوي للمقاومة الوطنية في العراق وفلسطين.
نعم إذا استطعتم إنقاذ مصر مما هي عليه من الهوان والذلة والانحطاط ، الذي تعانيه على يد عملاء الكيان الصهيوني والصهيونية العالمية ، فستقدمون الأمل بانبثاق فجر الأمة العربية والإسلامية من جيد ، وستسدون خدمة ما بعدها خدمة ليس للحركات الثورية العربية فحسب بل لكل أحرار وشعوب العالم التواقة للتحرر والعيش الكريم.

وفق االله المخلصين االباذلين دماءهم في سبيل الدفاع عن الدين والوطن والشرف .
واعملوا وتوكلوا على الله (وعليه فليتوكل المتوكلون) صدق الله العظيم.
الدكتور عبدالاله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
hamadalrawi@maktoob.com
شبكة البصرة
الاربعاء 11 ذو الحجة 1426 / 11 كانون الثاني 2006
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس


الدكتور عبدالاله الراوي

ملاحظات على مبادرة المؤتمر العربي

شبكة البصرة


قبل أن نقوم بعرض ملاحظاتنا على المبادرة التي قدمها الأستاذ خيرالدين حسيب والتي تبناها المؤتمر القومي العربي نود أن نبين :

1- ليس لدي أية معرفة شخصية بالأستاذ خيرالدين حسيب ولكن من خلال قراءة بعض المقالات التي نشرها في القدس العربي ومداخلاته في الندوة الفكرية التي نظمها مركز دراسات الوحدة العربية والتي نشر ما دار فيها بكتاب بعنوان (احتلال العراق وتداعياته عربيا وإقليميا ودوليا) ومن خلال مشاهداتي له على بعض الفضائيات العربية تولدت لدي القناعة بأنه رجل وطني ومخلص ، ولهذا السبب لا أريد أن أشكك بوطنيته وإخلاصه كما فعل بعض الأخوة الذين اطلعنا على رسائلهم ومقالاتهم ، منطلقين من توسمنا بأنه طرح مبادرته بنية حسنة محاولا إرضاء كافة الأطراف ومن بينها الحكام العرب وجامعتهم – أو مفرقتهم – وكذلك إرضاء الولايات المتحدة وحلفائها والأمم المتحدة ، منطلقا بإمكانية نجاح مبادرتة بهذا الطرح ، حسب تقديرنا.

لقد تم تبني هذه المبادرة من قبل الأستاذ معن بشور وما يطلق عليه "المؤتمر القومي العربي" ، فنحن من حقنا أن نتساءل : من خول هذا المؤتمر أو غيره للتكلم باسم المقاومة أو باسم العراقيين المعارضين للاحتلال؟
معذرة أرجو أن لا ينظر إلى طرحنا هذا من منطلق قطري، أي أننا نرفض السماح لإخواننا العرب المخلصين بالتدخل في الشأن العراقي .
ولكن من حقنا أن نقول بأنه لا يحق لأي كان أن يضع نفسه بديلا عن المقاومة الوطنية التي تناضل لتحرير وطننا.
وفي هذا المجال يحلو لنا أن نقتطف فقرة من كلمة الأستاذ عبدالله الحوراني التي يقول فيها : " إن المقاومة العراقية والقوى السياسية المناهضة للاحتلال هي التي تقرر مصير العراق الآن وتصنع مستقبله، وبالتالي فإن أي مشروع يحدد مستقبل العراق ونظامه السياسي يجب أن يصدر عنها، أو أن تكون هي صاحبة الرأي الأول والأخير فيه. وحين يصدر عنها فإنه بالتأكيد سيحظى بالدعم والتبني من كل الأطراف العربية الوطنية والقومية." ولكنه، على الأرجح، سوف لا يحظى بموافقة الحكام العرب وجامعتهم .
ويضيف نفس الأستاذ :" وكلنا نعلم أن للمقاومة مشروعها السياسي الذي تقاتل من اجل تحقيقه، وعليه فإن أي مشروع أم مبادرة تطرح يجب أن تكون منسجمة أو متوافقة مع مشروع المقاومة، وبالتالي فإن من الضروري معرفة رأي وموقف المقاومة وقواها السياسية من المبادرة المطروحة، قبل أن يتم تبنيها، وعندها تصبح بالفعل مشروعا وطنيا عراقيا، وقوميا عربيا، يتبناه الجميع ويناضلون من أجل تحقيقه." (ملاحظات على بيان الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي .......: شبكة البصرة 26/12/2005)

ولكن المشكلة العويصة التي تطرح نفسها هنا هو أن صاحب المبادرة ذكر في مقدمتها : " مبادرة وطنية عراقية تعبر عن آراء وإرادة المقاومة الوطنية العراقية والقوى السياسية الوطنية الرئيسية المناهضة للاحتلال ، لإنهاء احتلال العراق وانسحاب قواته دون شرط. "
وفي الوقت الذي نؤكد فيه بأننا لا نمثل أي من فصائل المقاومة ولا تربطنا أية علاقة بالمقاومة الوطنية ولكنا نستغرب كثيرا أن توافق المقاومة على المبادرة المذكورة لما فيها من طروحات بعيدة جدا ولا يمكن أن تنسجم مع تطلعات المقاومة المناضلة والقوى السياسية الوطنية الرئيسية المناهضة للاحتلال .

إننا نقول إذا كان الأستاذ خيرالدين حسيب قد التقى مع بعض العراقيين الذين قبلوا الدخول بالعملية أو اللعبة السياسية ، كالحزب الإسلامي العميل أو مع بعض الهيئات والشخصيات العراقية وغيرهم ممن شارك بالانتخابات الأخيرة والذين حضروا مؤتمر السليمانية مع الحكومة العميلة متطلعين الحصول على بعض الكراسي في الحكومة المقبلة واعتبرهم يمثلون المقاومة " والقوى السياسية ....... " فهذا شأنه ، فنحن لا نوافقه على ما ذهب إليه بالرغم من عدم تشكيكنا بوطنية بعضهم .

وعن هذا الموضوع يقول الأستاذ سعد داود قرياقوس : "لن نغامر إذا ما طرحنا بأن فقرات هذه المبادرة تتناقض روحًا ونصًا مع كل المواقف المعلنة لفصائل المقاومة العراقية وآرائها، وتحديدًا مع فقرات البرنامج الاستراتيجي المركزي لها. فعلى أية أسس استند المبادرون في وصفها بالمعبرة "عن آراء المقاومة وإرادتها؟" هنا يمكن تقديم تفسيرين. الأول، أن يكون طرح "المبادرين" صائبًا، وأن تكون قيادة المقاومة الوطنية قد تراجعت عن مواقفها المبدئية الثابتة! وهذا احتمال غير وارد على الإطلاق، ولا توجد أية مؤشرات تدعمه. والثاني، أن يكون هذا الطرح خاطئًا، والغرض منه تقديم معلومات مغالطة للعراقيين، وإيهامهم بأن المبادرة تحظي ببركة قيادة المقاومة ودعمها! وإذا افترضنا أن هناك من يعتقد بخطأ هذا الاستنتاج، أو أنه يتضمن إجحافًا بحق أصحاب المبادرة، فليقدموا لنا الأدلة على صحة ما ذهبوا إليه، وليصرحوا علنًا بأنهم مخوَّلون من قيادة المقاومة لطرح هكذا مبادرات، والدخول في اتفاقيات مع سفاحي شعب العراق.
أما التصريح بأن المبادرة تعبر عن آراء القوى السياسية الوطنية الرئيسية المناهضة للاحتلال، فإنه ادعاء يبتعد عن الحقيقة بفراسخ. المتعارف عليه في الأدبيات السياسية، تذييل المبادرات، أو المشاريع السياسية بأسماء الجهات المساهمة في إعدادها أو المؤيدة لها. مبادرة الحسيب صدرت كما أسلفنا دون أن تحتوي أسماء الجهات الداعمة لها. ولكي لا نجحف المبادرين ونظلمهم، فأننا أجرينا اتصالات بقيادات أهم الحركات السياسية المناهضة للاحتلال في داخل العراق وخارجه، ونستطيع أن نثبت بكل ثقة بأن جميع من اتصلنا بهم بدون استثناء أكدوا بأنهم أما غير مطلعين على فقرات المبادرة وبنودها، أو أنها لا تعبر عن مواقفهم من قريب أو بعيد. فلماذا إذًا هذا الادعاء؟ وهل أعطى الحسيب لنفسه ولاصدقائه المقيمين في لندن حق للتعبير عن آراء القوى المناهضة للاحتلال؟ ام أن المقصود بالقوى المناهضة للاحتلال، تلك التي أسستها الإدارة الأمريكية من طراز منظمة أيهم السامرائي المقاومة؟ هل بإمكان المبادرين الإفصاح عن أسماء القوى السياسية العراقية المناهضة للاحتلال التي تعبر المبادرة عن إرادتهم؟ (مبادرة خيرالدين حسيب لإنهاء الاحتلال أم لإنقاذه ؟ دورية العراق . 18/12/2005)
ونحن طبعا لا نؤيد الأستاذ سعد بكل ما ذهب إليه، ولكن لا نرى داع لمناقشته على أرائه الشخصية، ولأن همنا الأساس هنا هو مناقشة ما ورد في البادرة.

2- بالإضافة للمقالين المشار لهما أعلاه استلمنا عدة رسائل من كل من الأستاذ كمال عبدالغفور والدكتور عبدالمحسن شلش وكذلك اطلعنا على مقال الأستاذ دجلة وحيد (مبادرة خيرالدين حسيب ومستقبل العراق إلى أين ؛ شبكة البصرة .27/12/2005)
ونظرا لأن الأستاذين سعد داود قرياقوس ودجلة وحيد ناقشا المبادرة فقرة - فقرة لذا سوف تقتصر كلمتنا على مناقشة بعض الفقرات المهمة وتقديم المقترحات . علما بأن أغلب إن لم نقل جميع الاعتراضات ذكرت من قبل الأستاذين الأخيرين ولذا لا نرى داع لذكر من قدم الاعتراض على كل فقرة.
إضافة لذلك سنحاول تقديم مقترحات بديلة عن بعض المواضيع أو الفقرات ، التي وردت في المبادرة ، التي نراها لا تنسجم مع ما تطمح إليه المقاومة والقوى الوطنية العراقية الشريفة . مؤكدين بأن ما نطرحه من مقترحات هنا هو رأي شخصي لم يتم التشاور حوله مع أي حزب أو جهة عراقية أو عربية أو دولية . كما نرى أن يطلق على الميثاق بعد إقراره "الميثاق الوطني لتحرير العراق" .

أولا -: الدور الممنوح للمقاومة والقوى الوطنية.

إن أكثر فقرات المبادرة ذكرت أن يتم ....." بالتشاور مع المقاومة الوطنية العراقية والقوى الوطنية السياسية التي لم تتعاون مع الاحتلال ." ونحن نقترح أن تعاد صياغة كافة الفقرات في هذا الجانب لتصبح " بالاتفاق مع المقاومة ..... ."

ثانيا - : انسحاب القوات الأجنبية.

لقد تم الاعتراض حول ما يخص انسحاب قوات الاحتلال وتضمنت الاعتراضات ؛

1- المدة الممنوحة لهذه القوات للانسحاب والتي " لا تتجاوز ستة أشهر " وحسب قناعتنا يجب أن لا تتجاوز المدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
2- كون المبادرة نصت على " انسحاب القوات الأمريكية وقوات الاحتلال الأخرى " ولم تذكر القوات التي دخلت العراق بطريق غير مشروع وبنت قواعد شبه سرية فيه ومنها القوات الإيرانية والصهيونية. فلماذا لم تنص المبادرة على ضرورة إخراجها من العراق ؟

في هذا المجال لدينا مقترح ، ولدينا الثقة بأن كافة فصائل المقاومة والقوى الوطنية ستوافق عليه، ووفق هذا المقترح يتم إدخال فقرة بإلغاء كافة الوثائق المتعلقة بمنح الجنسية العراقية أو إعادة الجنسية العراقية للعراقيين الحاصلين على الجنسية الأجنبية أو الذين يدعون بأن النظام السابق سحب منهم الجنسية العراقية. وأن يطلب منهم مغادرة العراق فورا.
وكل من لا يغادر العراق منهم ، خلال المدة الممنوحة للقوات الأجنبية ، تتم محاكمته من قبل السلطات القضائية المختصة ووفق القوانين السارية المفعول قبل الاحتلال ، على أساس دخوله العراق بطريق غير مشروع.
على أن يستثنى من هذا الإجراء حاملي ( بطاقة مغترب ) لأن هؤلاء لهم الحق بدخول العراق حسب القوانين العراقية السارية المفعول قبل الاحتلال.
وهذا هو الأسلوب الوحيد الذي يضمن ، بشكل مؤكد ، خروج كافة العملاء والأجانب من العراق.

قد يقال بأن هذا الشرط من الصعوبة أن توافق عليه الكثير من الأطراف ، وبالأخص أولئك الذين دخلوا وطننا الحبيب على ظهور الدبابات الأمريكية. ولكننا نقول لا نرى أي حل آخر لهذه المشكلة.

وهذا لا يعني عدم حق المشمولين بهذا الإجراء بالمطالبة للحصول على الجنسية العراقية لاحقا ، إذا كانوا يدعون بأنهم عراقيون، بل من حقهم تقديم طلبات بواسطة السفارة العراقية ، في البلد الذي كانوا مقيمين فيه قبل الاحتلال ، التي تقوم بإرسالها إلى الجهات المختصة للنظر فيما إذا كانوا عراقيين حقا.
ونفضل تشكيل محاكم مختصة للبت في هذه الطلبات .

هذا بالنسبة للذين يدعون بأن النظام السابق قام بسحب جنسياتهم أو بإسقاط الجنسية عنهم ، أما بالنسبة للمتجنسين بجنسيات أجنبية ، وقضية ازدواج الجنسية ، فإن من له الحق البت في هذا الموضوع طبعا هي السلطة التشريعية ، وهذا لا يتم إلا بعد الانتخابات والتصويت على الدستور الذي قد ينص على ذلك في إحدى فقراته.


ثالثا - : الحكومة العراقية للفترة الانتقالية.

لقد قدمت اعتراضات كثيرة قيما يخص تشكيل هذه الحكومة وصلاحياتها .. الخ.

1- طريقة تشكيل الحكومة المؤقتة :

إن المبادرة اقترحت أن يتم اختيار رئيس الوزراء بالاتفاق من خلال مجلس الأمن وبالتشاور مع المقاومة الوطنية والقوى السياسية....... ويفوض رئيس الوزراء هذا صلاحية اختيار وزارة عراقية بالتشاور غير الملزم مع ممثل الأمم المتحدة في العراق من التكنوقراط ومن عناصر حيادية وغير حزبية ...الخ
ويتبع ونفس الأسلوب في حالة إعفاء أي وزير من المسؤولية .

حسب قناعتنا فإن المقاومة سترفض ، ولها الحق ونحن نؤيدها ، أي تدخل لما يطلق عليه الأمم المتحدة والتي سوف لا تستطيع أن تقوم بأي مبادرة ، أو أن تتخذ أي موقف ، دون موافقة الولايات المتحدة الأمريكية .
ولذا حسب قناعتنا بأنه من الممكن تشكيل الحكومة الجديدة من قبل هيئة تضم بعض الشخصيات العالمية المعروفة مع عدد من ممثلي فصائل المقاومة الوطنية والأحزاب المعروفة التي رفضت الاحتلال ولم تتعاون معه ولم تشارك في أية عملية سياسية خلال فترة الاحتلال وهذه الهيئة ممكن أن تختار بعض الشخصيات العراقية المستقلة ليكونوا أعضاء في هذه الهيئة.

بالنسبة للشخصيات العالمية نقترح مثلا كل من السيد محاضر محمد، الرئيس الاندونيسي السابق، ورمزي كلارك وجورج غلوي ومايكل مور .

أما الأحزاب فهي حزب البعث العربي الاشتراكي، والحزب الشيوعي – الكادر، وحركة القوميين العرب ... الخ.
هذه الهيئة التي نقترح أن يرأسها السيد محاضر محمد ، تقوم وبالتشاور مع كافة القوى الفاعلة في العراق لغرض تشكيل الحكومة العراقية الانتقالية .

كما أننا لا نرى أي داع لتشكيل مجلس استشاري ونقترح أن تقوم الهيئة المقترحة ، ليس بإبداء الرأي أو تقديم المشورة للحكومة الانتقالية، بل بمراقبة هذه الحكومة وردعها في حالة تجاوز الصلاحيات الممنوحة لها .

2 – مدة بقاء الحكومة المؤقتة.

إننا نستغرب أن تقرر المبادرة بأن تكون الفترة الانتقالية لا تزيد على سنتين. وحسب وجهة نظرنا أن هذه المدة طويلة جدا ونرى أن تكون ثلاثة أشهر ولا تزيد على ستة أشهر. لأننا سوف لا نمنحها الصلاحيات المذكورة في المبادرة.
وخلال هذه الفترة يسمح بتشكيل كافة الأحزاب والجمعيات عدا تلك التي تتعارض مع مصلحة العراق العليا أي الأحزاب التي لها علاقة بالكيان الصهيوني أو تعمل على التطبيع معه أو تلك التي تحمل نفسا طائفيا أو لها أية علاقة مع أي بلد أو جهة أجنبية .

3 – الصلاحيات الممنوحة للحكومة الانتقالية.

لقد منح صاحب المبادرة لهذه الحكومة صلاحيات واسعة جدا ، سياسية وتشريعية ... الخ

إن صلاحيات هذه الحكومة من المفروض أن تقتصر على :

- تنظيم الانتخابات التشريعية لتكوين مجلس وطني ، والذي يقوم بدوره بتشكيل الحكومة المؤقتة وإعداد الدستور الدائم الذي يطرح للتصويت.
- العمل على تنفيذ بنود الإعلان المتفق عليه والقيام بالأعمال الإدارية الملحة .

رابعا -: من له حق الانتخاب.

لقد سبق وذكرنا بأنه يجب إلغاء كافة الوثائق المتعلقة بمنح الجنسية للذين ليسو عراقيين وفق القوانين والأنظمة السارية المفعول قبل الاحتلال ، ولذا ولغرض عدم الدخول في مناقشات طويلة لا تؤدي إلا إلى عرقلة المسيرة الديمقراطية في العراق نقترح أن يقتصر حق الترشيح والتصويت ، لحين إقرار الدستور الدائم ، على حاملي البطاقة التموينية الصادرة قبل الاحتلال.
ويعلم الجميع بأن هذا المقترح سبق وطرحه السستاني عندما شرع بريمر والمعينين من قبله ما أطلق عليه ( قانون إدارة الدولة المؤقت ) ، ولكن السستاني ، ولا أحد يعلم لماذا أو كيف تنازل بين عشية وضحاها عن هذا المطلب .
قد يعترض الكثير من العراقيين على هذا الطرح ، وبالأخص أولئك الذين كانوا مقيمين في الخارج وعادوا إلى العراق ، أو الذين لا زالوا مقيمين في الخارج ولكنهم محتفظين بالجنسية العراقية.
فنقول لهم إن تسهيل المسيرة الديمقراطية تحتاج لهذا الإجراء ، وأنا شخصيا سأحرم من المساهمة في هذه الانتخابات رغم احتفاظي بالجواز العراقي وعدم حصولي على أية جنسية أجنبية بالرغم من مرور أكثر من 25 سنة على إقامتي في فرنسا.

خامسا -: الجانب الأمني .

لقد اقترحت المبادرة " حل جميع فصائل المقاومة ...... بعد إعادة تشكيل الحد الأدنى من الجيش العراقي والقوى الأمنية الأخرى ."

كما نصت على " للحكومة العراقية ، وبالتشاور غير الملزم مع الأمين العام للأمم المتحدة والمقاومة الوطنية العراقية ، الحق باستدعاء قوات عربية محدودة من بعض الدول العربية التي لم تحرض أو تسهل احتلال العراق ، لأغراض حفظ السلام – المفروض أن يقول حفظ الأمن- وبالحجم وللمدة التي تقررها الحكومة العراقية."

نحن نقترح أن يتم حل كلفة الكتائب التي شكلت بطريقة غير مشروعة ، وأن يتم استدعاء كافة القوات المسلحة التي قامت سلطات الاحتلال بحلها أي الجيش و قوات الشرطة وقوات الأمن لتضاف إلى الأفراد الباقين من أجهزة الجيش والشرطة والأمن التي قامت بتعيينها الحكومات التابعة للاحتلال .

ولكن قد يوجه لنا سؤالان في هذا المجال ، الأول: لماذا قلت " الأفراد الباقين " ؟ نجيب بأن الغالبية العظمى ممن تم تعينهم في هذه الأجهزة ليسوا عراقيين حسب المعيار الذي ذكرناه أعلاه ، وبالنتيجة سيعودون إلى الدول التي كانوا يقيمون فيها قبل الاحتلال .
والثاني : لماذا وافقت على إبقاء هؤلاء رغم كون تعينهم قد تم من قبل حكومات متعاونة مع الاحتلال ؟ نقول أن الغالبية من هؤلاء دخلوا هذه الأجهزة لغرض واحد وهو توفير الرزق لعائلاتهم . ولذا لا يجوز حرمان هذه العائلات من منفذ رزقها الوحيد وكما يقول المثل العربي ( قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق.)

ولكن قد يقال بأن الكثيرين من قادة القوات المسلحة العراقية ، التي قامت سلطات الاحتلال بحلها ، قاموا ببعض الجرائم في ظل الحكومة السابقة على الاحتلال. نقول نعم من حق كافة الأحزاب والمنظمات تقديم الاعتراضات في هذا المجال إلى الهيئة المذكورة أعلاه التي لها الحق باستثناء عودة من تراه . على أن لا تتم محاكمتهم إلا بعد الانتخابات التشريعية وبعد إقرار الدستور وتشكيل الحكومة .

أما قضية استدعاء قوات عربية فنحن نرفضها رفضا قاطعا ، وذلك لأن كافة الأنظمة العربية ، عدا بعض الاستثناءات النادرة ، تعاونت ، بشكل مباشر ، مع المحتل والدليل على ذلك تواجد سفاراتها في بغداد.

ونحن نؤيد عدم تدخل القوات المسلحة في السياسة وممارسة العمل الحزبي .... " الفقرة 8 من المبادرة " والسبب الذي دعانا لتأييد هذه الفقرة هو أن القوات المسلحة وجدت لخدمة البلد وليس لخدمة حزب معين ، وفي بلد يسمح بالتعددية الحزبية يجب أن تبقى هذه القوات على الحياد.

وأخيرا لا ندري لماذا نص صاحب المبادرة على أن " تلتزم الحكومة العراقية الجديدة بعدم تطوير أسلحة الدمار الشامل ..... " ( الفقرة 16 )
نحن لا نؤيد هذه الفقرة وإذا أريد فرضها على العراق فيجب أن تطبق على كافة دول المنطقة ومن ضمنها الكيان الصهيوني .

سادسا - : القوانين والعقود .

هناك قاعدة فقهية تقول ( إن كل ما بني على الباطل فهو باطل )
ولذا نرى ضرورة إلغاء كافة القوانين والأنظمة والأوامر والعقود والاتفاقات التي أبرمت أو صدرت من قبل سلطات الاحتلال ومن قبل مجلس الحكم السيئ الصيت أو ما يطلق عليه حكومة إقليم كردستان و من قبل كافة الحكومات المتعاقبة منذ احتلال العراق إلى يوم استلام السلطة من قبل الحكومة الانتقالية التي تشكل بعد توقيع الميثاق الوطني المقترح.

يستثنى من ذلك العقود والاتفاقات التي ترى الهيئة ، المذكورة أعلاه ، ضرورة استمرارها لكونها تمس الاحتياجات الحيوية للمواطنين.
علما بأن المبادرة نصت على إلغاء الاتفاقات النفطية فقط " الفقرة 10" ولا ندري لماذا لم تعممها لتشمل كافة العقود والاتفاقات ؟
ليس هذا فقط بل نرى من الضروري أن تلغى كافة عقود بيع الأموال غير المنقولة ، أراض وعمارات ومساكن وشقق وغيرها، التي بيعت لجهات أجنبية أو أشخاص غير عراقيين. وذلك لأن الكويتيين والإيرانيين والصهاينة قاموا بالاستيلاء على الكثير من هذه الأموال .

كما نقترح تعليق كافة عقود بيع العقارات المذكورة بين العراقيين وبالأخص في مدينة كركوك ومحافظتي الموصل وديالى التي يراد تكريدها . والتي أرغم المواطنون العرب على بيعها.

ومعنى التعليق أي لا يصبح العقد قانوني إلا بعد أن تقرر المحاكم المختصة كون البيع تم برضاء حقيقي من قبل الطرفين المتعاقدين. ولم يتم بالإكراه أو التهديد أوبسبب الخوف.

وهناك قضية ، تتعلق بالعقود تحتاج إلى إبداء الرأي بصددها ، حيث أن كاتب المبادرة يلزم الحكومة العراقية الجديدة بالتعامل " مع جميع الشركات والمؤسسات الأمريكية والبريطانية في قضايا إعادة اعمار العراق واستثمار النفط على قدم المساواة مع الشركات والمؤسسات الأخرى العالمية ...."
لا نريد أن نعلق كثيرا على هذه الفقرة بل نقول إن هذا النص يمس بسيادة العراق ، ولا يحق لأحد فرض الوصاية على وطننا .

سابعا - : الجانب المالي والتعويضات .

لقد نصت المبادرة على بعض الجوانب التي تتعلق بهذا الموضوع في الفقرات 11 و 12 .
الفقرة الأولى تطالب بإلغاء كافة العقوبات الصادرة على العراق اثر اجتياحه للكويت ، كما تطالب بإيقاف " أية استقطاعات عن عوائد النفط العراقي ولمدة غير محددة ، وأن يفرج مجلس الأمن عن أي أرصدة مجمدة للعراق ."
أما الفقرة الأخرى فهي تطلب من الولايات المتحدة وبريطانيا تقديم منح للعراق بمقدار 70 مليار دولار كما تطالب هاتين الدولتين بالتدخل لدى الدول العربية لإلغاء ديونها عن العراق والتنازل عن التعويضات المطلوبة ، وأن تعيد تلك الحكومات التعويضات التي استلمتها من عوائد النفط العراقي ( عدا الأفراد والمؤسسات ) .. الخ

نقول هنا : نحن لسنا متسولين لنطلب الصدقات من الدول العربية المذكورة ، وهي بشكل خاص الكويت والسعودية ، بل نحن نطالب بحقنا إن كان لنا حق مشروع .

أما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا فنحن نرفض المنح المقترحة .

إننا نقول أن الدولتين الأخيرتين وبمساعدة بعض الدول الأخرى قامتا بغزو العراق بدون مبرر ، وإن بوش نفسه اعترف بذلك ، ورغم أنف ما يطلق عليه مجلس الأمن ، ولذا من واجبهما تحمل تبعة ذلك .

أي أن تشكل لجنة من بعض الشخصيات العالمية التي عارضت الحرب لتقدر الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بالعراق والعراقيين نتيجة الغزو .

وأن يدفع لذوي كل شهيد من العراقيين والعرب عشرة ملايين دولار ( أسوة بالمبالغ التي دفعت لضحايا لوكربي ) ( انظر مقالنا : شيوخ الكويت ... يهود الخليج ؛ شبكة البصرة .7/10/2005.) وأن تدفع مبالغ مقاربة لكافة المعوقين ، كما يجب تعويض كافة الذين تم اعتقالهم من قبل قوات الاحتلال وما يطلق عليه القوات العراقية ، بدون سبب ، عن مدة اعتقالهم وتعذيبهم .

وطبعا يجب أن تتحمل الدولتان العربيتان المذكورتان حصتهما من التعويضات المذكورة ، لكونهما ساهمتا بشكل مباشر بالغزو المذكور. وهذا لا يعني بأننا سننسى الدول الأخرى التي ساهمت أو ساعدت على غزو بلدنا الذي نزف كثيرا من الدماء ولا يزال.
ولذا نحن لا نوافق على ما ذكر في الفقرة 18 من المبادرة التي تنص على " تلتزم الحكومة العراقية الجديدة كذلك بالطرق السلمية وعدم اللجوء إلى استعمال القوة في أية خلافات بينها وبين الدول العربية الأخرى والدول المجاورة غير العربية والتي حرضت أو ساعدت أو ساهمت باحتلال العراق بشكل أو آخر فيما عدا حالات الدفاع عن النفس .... "

إن هناك مثل عربي مشهور يقول ( لا يضيع حق وراءه مطالب ) ولذا إذا كانت الحكومة العراقية الجديدة لا تستطيع أن تقوم بالمطالبة بالحق بطريق القوة فإن الأجيال اللاحقة سوف لا تنسى حقوق العراق المهضومة.

ويقال بأن بدوي أخذ الثأر بعد ثلاثين سنة ، وعندما سئل : بعد كل هذه المدة الطويلة ؟ قال : فعلا أنا تسرعت . ولكننا نقول نأمل أن تقوم الدول العربية والدول الأخرى بالرضوخ لمطالب العراق المشروعة وعدم دفعه للجوء لاستعمال القوة .

وختاما نقول لماذا يتم معاقبة العراق وإلزامه على دفع تعويضات مجحفة لاجتياحه الكويت ، رغم أنه كان لدى القيادة العراقية في حينه بعض المبررات للقيام بهذا الاجتياح ، وعدم إلزام الولايات المتحدة وحلفائها بذلك ، الذين غزوا العراق بدون أي مبرر ، بدفع التعويضات عن الخراب الذي أصاب العراق والقتل الذي طال والعراقيين ؟ هل لأن الولايات المتحدة تحكم العالم والحكم للأقوى !!؟

سابعا - : القضية الكردية.

لقد سبق واقترحنا حل كافة الكتائب ، وهناك احتمال كبير بأن لا توافق القيادات الكردية على حل ( البيش مركة ) ، فما هو الحل في هذه الحالة ؟
نقول من الواجب أن تتم مناقشة هذا الموضوع والمواضيع الأخرى بروح الأخوة ، فمثلا يعرض ضم الغالبية من ، أو جميع هذه القوات إلى الجيش العراقي .

كما أننا سبق وطرحنا أنه يجب أن تعتبر البطاقة التموينية المستند النظامي الوحيد الذي يمنح المواطن حق التصويت ، وكل حسب مكان إقامته قبل الاحتلال. أي يجب عودة كافة الأكراد والعرب الذين رَحلوا أو ر’حلوا من مناطق سكناهم خلال فترة الاحتلال إلى مناطق أخرى ، إلى مناطق سكناهم التي كانوا يقطنوها قبل الاحتلال.
ولكن سيقال لنا بأن القادة الأكراد سيرفضون رفضا قاطعا مثل هذا الطرح ، لأن هذا يعني فقدانهم لكافة المدن والقرى والأراضي التي قاموا أو يقومون فعلا بتكريدها .

فكيف يقبلون مثلا عودة ، ما لا يقل عن ثلاثة ملايين إنسان أسكنوهم في كركوك وغيرها من المدن والقرى العراقية ، إلى مناطق سكناهم الأصلية وأغلبهم ، كما يعلم الجميع ، قدموا من إيران وليس لهم علاقة لا من بعيد أو قريب بالعراق ؟.

نقول لهم إن هذه القضية مؤقتة لحين إجراء الانتخابات الأولية وسيتم تشكيل هيئات قضائية مختصة لإعطاء كل ذي حق حقه .
وهنا ، طبعا سيقال لنا بأن هذا الطرح سوف لا يقبلوه . الحقيقة إنهم لا يمكن أن يتنازلوا عن كركوك ولا يمكن أن يقبلوا بأي حكم ذاتي يقل عن الاستقلال.
وإنهم حاليا ، واقعيا وقانونيا ، يتمتعون بأكثر من الاستقلال .
نقول ، وهذا رأي شخصي طبعا ، إذا كنتم تريدون الاستقلال فأعلنوا ذلك وبدون أي تردد ، على شرط أن لا يمنح لكم أي شبر إضافي على ما كان تحت سيطرتكم قبل الاحتلال .
وهنا نقول بأن كل من يوافق على منحهم أكثر من ذلك فهو خائن للوطن.

ثامنا - : قضايا أخرى.

1- قضية محاكمة المجرمين ؛

لقد نصت الفقرة 19 من المبادرة على قيام الحكومة لجنة قضائية مستقلة " للتحقيق في جميع الشكاوى عن قضايا ارتكاب جرائم وانتهاكات لحقوق الإنسان في العراق والتواطؤ مع الاحتلال وإرهاب الدولة وأعمال الخطف والقتل على الهوية والابتزاز وغيرها من الجرائم منذ ما بعد ثورة 1958 .... "

لدينا عدة ملاحظات على هذه الفقرة منها :
- يجب إضافة : السرقات المالية و سرقة وتدمير كل ما يتعلق بتراث العراق ، أي ما يتعلق بالمتاحف والمكتبات والدوائر الرسمية وشبه الرسمية والبنى التحتية ... الخ .
- نرى أن الرجوع إلى عام 1958مبالغ فيه ونفضل أن تتم المقاضاة عن الجرائم المذكورة خلال فترة الاحتلال ووفق القوانين والأنظمة العراقية السارية المفعول قبل الاحتلال ، يستثنى من ذلك ، طبعا جرائم نقد أو شتم بعض قادة النظام السابق .
وبالإمكان محاكمة بعض مسئولي النظام السابق إذا أقر المجلس الوطني المنتخب ، بعد التصويت على الدستور، على ذلك.
- لم يطرح مقدم المبادرة قضية المعتقلين السياسيين الذين قامت قوات الاحتلال أو ما يطلق عليه القوات العراقية بتوقيفهم ، لذا نرى أن ينص على إطلاق سراحهم جميعا .
وممكن مناقشة استثناء بعض من يتهم بارتكاب جرائم من قادة النظام السابق ، ولا نقصد بالقادة هنا الكثير من الوزراء والمسئولين الذين لم يقوموا إلا بتنفيذ أوامر القادة المذكورين .
على كل هذه قضية تطرح للمناقشة لتحديد الأشخاص والجرائم التي قاموا بارتكابها.

- نرى أن تشكل لجان مستقلة لغرض تفتيش كافة أفراد القوات الأجنبية عند مغادرتهم للعراق ، وكذلك كافة من لا يعتبر عراقي حسب المعيار المذكور أعلاه ، لأننا نعلم بأن الكثير من هؤلاء قاموا بالاستيلاء أو بسرقة الكثير من القطع الأثرية العراقية وكذلك المبالغ المالية والذهب من المصارف العراقية ومن مساكن المواطنين العراقيين التي قاموا بمداهمتها.
- وأخيرا نرى من المفروض أن يحاكم الرئيس الأمريكي بوش ورئيس الوزراء البريطاني وكل من ساهم معهم بغزو العراق وتدميره لقيامهم بجرائم ضد الإنسانية.

وختاما نحن لا نستطيع أن ندعي بأن ما قدمناه ممكن أن يكون مشروعا كاملا أو متكاملا ، لآن الكمال لله وحده ، حسبنا أنا بذلنا جهدنا في هذا المجال . وقد قال أحد الكتاب العرب المعروفين (عماد الأصفهاني) : " إني رأيت أنه لا يكتب إنسان كتابا في يومه إلا وقال في غده لو غير هذا لكان أحسن ولو زيد كذا لكان يستحسن ولو قدم هذا لكان أفضل ولو ترك هذا لكان أجمل ، وهذا من أعظم العبر وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر ."

والله من وراء القصد.
الدكتور عبدالاله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
hamadalrawi@maktoob.com
شبكة البصرة
الاحد 8 ذو الحجة 1426 / 8 كانون الثاني 2006
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس

الدكتور عبدالاله الراوي

رسالة إلى الأستاذ عبدالجبار الكبيسي

شبكة البصرة


الأخ المناضل عبدالجبار الكبيسي المحترم.
تهاني الحارة بخروجكم سالما من المعتقلات الصهيو – صليبية ، آملا أن يكون لنا لقاء قريب على أرض الوطن بعد التحرير الكامل أو قبل ذلك في باريس أو غيرها في أحد المؤتمرات لدعم المقاومة البطلة إنشاء الله.

لقد اخترت البقاء في العراق فنعم الرأي وتهانينا على هذا الموقف البطولي وبالأخص بعد ما عانيتم من التعذيب على أيدي الصهاينة وأعوانهم.

إن اختياركم هذا يدل على أنكم مصممون على الاستمرار في طريق النضال الصعب، وإن مسئوليتكم كبيرة جدا في هذا الظرف العصيب.

واثقا بأنكم ستبذلون ما بوسعكم لإيقاف تخاذل من تخاذل ممن يدعون الوطنية.. وبشكل خاص أولئك الذين شاركوا فيما أطلق عليه "عملية الانتخابات" أو الذين يبحثون عن موضع قدم في السلطة العميلة.

ويجب التركيز على محاولة إعادة، الذين التحقوا مع الخونة في السليمانية ليقوموا بالتفاوض للوصول إلى طريقة لتقسيم "الكعكة" في الحكومة المقبلة، إلى طريق الصواب.

واثقين بأن وجودكم في العراق مع إخوانكم المخلصين والرافضين للتعامل مع حكومة الاحتلال سيؤدي إلى تغيير مواقف بعض المغرر بهم من هؤلاء، أو الغالبية منهم إن لم نقل جميعهم، وإعادتهم إلى صفوف المناضلين الأبطال أو على الأقل يبقون على مواقفهم السابقة الرافضة للتعامل مع سلطات الاحتلال وأعوانهم.

وفق الله خطاكم، وخطى كافة المخلصين من أبناء عراقنا الحبيب وأبناء ألأمتين العربية والإسلامية، لتحرير بلدنا وكافة الأقطار العربية وبالأخص فلسطين المقدسة من نير الاحتلال البغيض .

والنصر والعزة لأبطال المقاومة الأشاوس. و "آلا إن نصر الله قريب" صدق الله العظيم.

الدكتور عبدالاله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
hamadalrawi@maktoob.com
شبكة البصرة
الاثنين 2 ذو الحجة 1426 / 2 كانون الثاني 2006
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس

الدكتور عبدالاله الراوي

القذافي ...... ورقصة التعري
التنازلات المتتالية .. من عرفات .. إلى القذافي
شبكة البصرة


حسب معلوماتنا أن أول من قام بتقديم رقصة التعري، ممن يطلق عليهم القادة العرب ، هو أبو عمار ياسر عرفات رحمة الله عليه.
ولكن قبل أن نطرح هذا الموضوع على المستوى السياسي ، يحلو لنا أن نقوم بمحاولة معرفة أصل كلمة "ستر بتيز" التي نعتقد بأن أصلها عربي، لأنه بموجب هذه الرقصة فإن الشخص الذي يقوم بهذه الرقصة ينزع كافة ملابسه عدا تلك التي تستر ما بين الساقين. والعامة في كثير من البلدان العربية يطلقون على هذه المنطقة "الطيز" الإست او الفرج . ولذا فإن الرقصة هي "ستر الطيز" .

وطبعا لم نجد هذه الكلمة في المعاجم العربية ولكن وجدنا كلمات مقاربة وتتضمن نفس المعنى تقريبا وإن العامة حوروا الكلمات أو قاموا بإبدال الحرف الأخير كما سنرى .

حسب ما ذكره ابن منظور في لسان العرب:

طزع : رجل طزع وطزيع وطسيع وطيسع : لا غيرة له . والطزع : النكاح.
إذا العامة ربما أخذوا كلمة " الطيز " من الطزع . وأرادوا بة موضع النكاح. ومنها جاءت كلمة " طز " أي الشخص الذي لا قيمة له ، وهو الذي لا غيرة له كما ذكر ابن منظور.

طوس : طاس الشيء طوسا وطئه. والطوس : الحسن. وقد تطوست الجارية : تزينت . ويقال للشيء الحسن : إنه لمطوس والطاؤوس في كلام أهل الشام الجميل من الرجال.
وربما أخذ " الطيز " من المعنى الأخير.

الطاط والطوط والطائط : الفحل المغتلم الهائج. وطاط الفحل الناقة يطاطها.

بعد أن قدمنا الجانب اللغوي نعود إلى الجانب السياسي ، فيقول أحد الكتاب " الستربتيز آلية تأهيل تشترطها أمريكا على من يخنعون لأوامرها ، ويطمعون في حمايتها ، ومن يتشهون العيش بالطريقة التي تروج لها ، ومن يختارون أسهل السبل لنيل الرضا " (رشاد أبو شاور : ستربتيز في السفارة ؛ صحيفة الحقائق. 29/7/2005 )
وهناك " الستربتيز " الوطني : والذي يطلق عليه أحد الشعراء الفلسطينيين " حالة نفل الوعي " . أي تدريجيا . فيقول مثلا : في البداية يطلقون – على العمليات استشهادية .. ثم فدائية .. ثم تفجيرية .. ثم إرهابية.
(زهر أبو قاعود : في مقابلة مع الشاعر الفلسطيني الكبير المتوكل طه. عرب اون لاين. 21/8/2005.

نعود إلى موضوعنا حول " ستربتيز " عرفات ، ولكن قبل ذلك يلزمنا توضيح تنازلات منظمة التحرير الفلسطينية التدريجي أو " الستربتيزي " عن المبادئ التي كانت ملتزمة بها أي الشعار المعروف " التحرير الكامل للتراب الفلسطيني من البجر إلى النهر".
نعم إن المنظمة المذكورة بدأت بتغيير سياستها الرسمية بعد حرب التحريك ، وليس التحرير ، التي قام بها السادات بناء على نصيحة صديقه كيسنجر في تشرين الأول ( اوكتوبر ) 1973، حيث تصورت منظمة التحرير في حينها أن الكيان الصهيوني ممكن أن يوافق على الانسحاب من الضفة الغربية وقطاع غزة ، وإنه لا بد من الاستعداد لمثل هذا الاحتمال بعد الحديث عن امكان تطبيق قرار مجلس الأمن 338 .

ولذا فإن المجلس الوطني الفلسطيني أقر، في حزيران ( يونيو ) 1974 ، ولأول مرة في التاريخ الوطني الفلسطيني التخلي عن شعار ( التحرير الكامل من البحر إلى النهر ) برفع شعار ( إقامة دولة فلسطينية مستقلة فوق جزء من أرض فلسطين ) . وفي المجلس الوطني الذي عقد في الجزائر، في 15/11/1988 ، تم النص على أن الدولة الفلسطينية المنشودة تشمل أراضي الضفة وقطاع غزة ، كما أقر هذا المجلس الاعتراف بقراري مجلس الأمن 242و 338 .
وفي 13/12/1988 انتقلت الجمعية العامة للأمم المتحدة مع ممثلي 159 دولة وبحضور 150 وزيرا للخارجية من نيويورك إلى جنيف للاستماع إلى خطاب ياسر عرفات بعد أن رفضت إدارة ريغن منحه تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية بسبب تهمة الإرهاب .
لكن الرئيس الفلسطيني قدم لوزير الخارجية الأمريكية ما يريده من إدانة واضحة للإرهاب وإقرار بوجود (إسرائيل ) واعتراف صريح بقرار مجلس الأمن 242 ، وعلى هذا الأساس وافقت الولايات المتحدة الأمريكية ولأول مرة على فتح جوار مباشر مع المنظمة.

وخلال مؤتمر صحافي عقده عرفات خلال إقامته في جنيف ، رد الرئيس الفلسطيني على صحافي أمريكي حاول أن يطلب منه من جديد تأكيد قبوله غير المشروط بقراري مجلس الأمن 242 و 338 ، أجابه ياسر عرفات : بالتأكيد قبلت ... ماذا تريدون أكثر ؟ لم يبق إلا الستربتيز .

وفي 2/5/1989، خلال زيارة رسمية لباريس ، أعلن عرفات أن الميثاق الوطني الفلسطيني أصبح " كادوك " وهي كلمة فرنسية تعني الإلغاء أو عفا عليه الزمن بالتقادم. أو انتهى مفعوله بالتقادم .
( هشام القروي : هل لا يزال بالامكان المطالبة بدولة ديمقراطية ثنائية القومية فلسطينية – ( إسرائيلية ) . شبكة الأنترنت للإعلام العربي 20/10/2004 . و أيمن اللبدي : كادوك آخر وتنتهي القضية .... دار ناشري للنشر الالكتروني 4/7/ 2004 . و رحيل أبي عمار السيد ياسر عرفات. شبكة دار العلوم).

وكما نعلم ويعلم الجميع أن التنازلات استمرت وسوف تستمر بفضل الرئيس الجديد أبو مازن .

وبالمقابل أن الكيان الصهيوني لم يقدم لحد الآن أي تنازلات أو أي وعد حتى مجرد وعد بسيط لتطبيق أي من القرارات الدولية ، وإن انسحابه من غزة ما هي إلا لعبة ذكية للضحك على ذقون قادة العالم ، وبالأخص على القادة الفلسطينيين .
نعم لقد انسحب ليفرض سيطرته بشكل أقوى على القطاع وليقوم بقصفه وقتل من يشاء من المناضلين الفلسطينيين وتهديم المنازل على رؤوس قاطنيها من أطفال ونساء وشيوخ – وهذا الكيان هو الذي قدم هذا الأسلوب إلى قوات الاحتلال في العراق - دون تخوف من قيام المقاومة الفلسطينية البطلة بقصف المستعمرات الصهيونية التي قام بإخلائها .
والآن يريد إقامة منطقة عازلة على أراض داخل القطاع وليس في الأراضي التي يسيطر عليها .

ومن جهة أخري فهو حاليا يعمل على بناء 228 مستعمرة جديدة في الضفة ( الجزيرة 27 و 28/12/2005)

إضافة لذلك فإن الكيان الصهيوني وأمريكا يعملان بجد لخلق حرب بين الفصائل الفلسطينية نفسها وذلك من خلال الضغط على محمود عباس بنزع أسلحة مناضلي حماس والجهاد الإسلامي .
وهكذا نرى أن الآمال التي بنى عليها المجلس الوطني الفلسطيني ، عندما بدأ بتقديم التنازلات عام 1974 ، لم تؤد إلا لتقديم المزيد من التنازلات سدى .
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على قصر نظر القادة الفلسطينيين وسذاجتهم عندما أهملوا المقولة المعروفة " ما أخذ بالقوة لا يعاد إلا بالقوة " .
ولذا بات " المشهد الفلسطيني مثيرا للإحباط بكل المقاييس، تسوده البلبلة والفراغ القيادي ، .. السلطة الفلسطينية ضعيفة ، منهارة ، فاسدة ورئيسها بات فاقد الهيبة ، غير قادر على ممارسة مهامه ، ولا يحمل أي مشروع أو رؤية للمستقبل .... فليس صدفة أن يهدد خافيير سولانا الممثل الأوربي الأعلى للسياسة الخارجية بإعادة النظر بالمساعدات المالية الأوربية للسلطة الفلسطينية في حال فازت " حماس " في الانتخابات ، ولم تقبل التخلي عن العنف. ومن المؤسف أن هذه التهديدات لم تواجه بشكل احتجاجي قوي من جانب السلطة ورئيسها، باعتبارها تشكل تدخلا في شؤون البيت الفلسطيني ... الأوربيون الذين يمثلهم السيد سولانا لم يتدخلوا مطلقا لمنع الأحزاب العنصرية اليهودية المتطرفة من المشاركة في الانتخابات (الإسرائيلية )، ولم يعترضوا على دخول الحاخام عفاديا يوسف وكتلته الكنيست (الإسرائيلي) وهو الذي وصف العرب بالحشرات التي يجب سحقها ، أو العنصري الآخر زئيفي الذي يطالب حزبه بطرد جميع العرب من الدولة ( العبرية ).

نقول للسيد عطوان : إن من يقدم رقصة التعري ، لا تؤذيه أو تثير حميته كلمة بسيطة ، لأنه فقد كل ما يمت للكرامة بصلة . ولذا فإن رئيس السلطة المذكور لا يستطيع أن يحتج أو يناقش سادته ، لأنة خاضع كليا لهم.
أما قضية المقارنة بين الموقف الغربي من حماس ومن الأحزاب الصهيونية المتعصبة.
فأنت تعلم جيدا من يسيطر على العالم . والموقف العربي المتخاذل .

وقبل أن نتكلم عن الرئيس الليبي معمر القذافي يجب أن لا نتنكر لمواقفه الشريفة المعارضة لغزو العراق، سواء في قمة القاهرة قبل الغزو الثلاثيني أو قبل وأثناء الغزو الصهيو – صليبي الأخير.

بالنسبة إلى ال " ستربتيز " الذي قام به النظام الليبي فإنه بدأ عندما قامت ليبيا بتسليم الذين يقال بأنهم متهمون ، في قضية " لوكربي و- و.ت.ا. " في بداية شهر نيسان ( ابريل ) 1999.

ثم بعدها استمرت التنازلات عندما وافقت ليبيا إلى تقديم التعويضات لضحايا الطائرتين المذكورتين.
وآخر اتفاق تم حول التعويضات كان في 9/1/2004. في باريس والذي بموجبه تدفع الجمهورية الليبية مبلغ عشرة ملايين دولار عن كل ضحية.

إن المسئولين الليبيين يحتجون بموقفهم هذا – وهم على حق – أن أي نظام عربي لم يقف إلى جانبهم ويقوم بخرق الحصار الذي فرض ظلما وعدوانا على هذا البلد العربي

ولكن قبل أن يتم الاتفاق النهائي على مبالغ التعويضات ، وعشية اعتقال الرئيس العراقي صدام ، قام العقيد القذافي ، وبدون مبرر اللهم إلا لخشيته أن يتم الإطاحة به كما تم بالنسبة لصدام ، بعملية تعرية لا مثيل لها في التاريخ.
نعم لقد كشف عن كل ما لدى ليبيا من الأسلحة والتجارب لتطوير أو صنع أسلحة جديدة ، ومنها المفاعل لصنع القنبلة الذرية، مما فاجأ العالم قاطبة. وبالأخص فإن كافة أجهزة المخابرات ومنها ال (س . ا.ا) كانت تجهل جهلا تاما التقدم الذي وصلته ليبيا في هذا المضمار.
وهكذا قام النظام الليبي قام بعملية تعرية ، غير حضارية ، أي انه ، خلافا لقادة منظمة التحرير الفلسطينية الذين قاموا بعملية " الستربتيز " بشكل حضاري ، أي تدريجي ، فإنه قام بهذه العملية بطريقة مفاجئة وكاملة مرة واحدة تقريبا . هذا إذا استثنينا قضية تسليم المتهمين والموافقة على التعويضات.

ولكن من يقدم تنازلا واحدا كما رأينا يستمر دوما بتقديم المزيد. وهكذا نصل إلى التنازل الذي سوف لا يكون الأخير طبعا وهو يتعلق بموضوع الممرضات البلغاريات.
ولكن قبل أن نتطرق إلى التنازلات في هذا المجال ، نرى بأننا ملزمون بتقديم عرض موجز عن الموضوع:

في عام 1999 تم احتجاز خمس ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني ، بعدها تم إحالتهم إلى المحكمة المختصة في مدينة بنغازي ، بتهمة قيامهم بحقن 426 طفلا، في مستشفى بمدينة طرابلس ، بفيروس ناقل لمرض القضاء على المناعة المكتسبة " الايدز " .

وفي عام 2004 أصدرت المحكمة حكما بالإعدام بحق الممرضات الخمسة والطبيب الفلسطيني بتهمة نشر الفيروس المسبب لمرض " الايدز " ، إلا أن المحكومين دفعوا بتعرضهم للتعذيب للاعتراف بالجريمة، وقاموا باستئناف الحكم .
ضغوط دولية على ليبيا : واجهت ليبيا ـ في هذه القضية ـ ضغوطا غربية مساندة لبلغاريا، مستندة إلى آراء عدد من كبار الأطباء المتخصصين في مكافحة الإيدز، بينهم مكتشف الفيروس د."لوك مونتاغنير"؛ الذي شهد أمام المحكمة الليبية لصالح الممرضات وقال: " إن العدوى انتقلت للأطفال بسبب تلوث داخل المستشفى كان موجودا قبل وصول الممرضات "، وهو ما نفته السلطات الليبية بشدة .
في الوقت نفسه، حثت منظمة "هيومان رايتس ووتش" ـ التي تتخذ من نيويورك مقرا لها ـ المحكمة الليبية العليا على إلغاء حكم الإعدام.
وقالت متحدثة باسم المنظمة: إن لديها مزاعم "تشير إلى أن العاملين الأجانب تعرضوا للتعذيب، وأنه يتعين على المحكمة الليبية أخذ ذلك في الاعتبار، وأن تسقط حكم الإعدام".
وفي العاصمة الفرنسية باريس، تظاهر عشرات الأشخاص؛ للمطالبة بالإفراج عن المتهمين في القضية، ونظمت هذه المظاهرة بمبادرة من المغنية الفرنسية من أصل بلغاري "سيلفي فارتان".


بوش وتدخله المباشر في القضية :
قال بوش ، خلال اجتماعه مع الرئيس البلغاري جورجي بارفانوف في البيت الأبيض الاثنين 18/10/ 2005 ، : يفترض أن تكون الأمور واضحة لدى الحكومة الليبية"، مضيفا أن الممرضات "لا يجب أن يحصلن على العفو فحسب بل أن يخرجن من السجن أيضا".
وأضاف بوش " أن موقف الولايات المتحدة يتمثل في وجوب الإفراج عن الممرضات. لقد ابلغنا موقفنا إلى الحكومة الليبية، وسنستمر في جعل هذه الرسالة واضحة جدا".
طبعا إن بوش وأكثر الغربيين لا يذكرون إلا نادرا الطبيب الفلسطيني.
رد الفعل الليبي كان ،ظاهريا، صارما على مطالب بوش ، وإن وزير الخارجية الليبي عبدالرحمن شلقم صرح :أن بلاده لا تقبل تلقي تعليمات من أحد.

وقال الوزير المذكور في حديث إلى قناة الجزيرة عن دعوة الرئيس الأمريكي جورج بوش ليببا إلى إطلاق سراح خمس ممرضات بلغاريات حكم عليهن بالإعدام في أيار (مايو) 2004:"هذه أمور قضائية لا تتخذ فيها قرارات سياسية".
وتابع الوزير الليبي في كلامه عن الممرضات البلغاريات "انهن متهمات بقتل أبرياء وحكمت عليهن محكمة مستقلة" مضيفا أن القيادة الليبية "لا تتدخل في القضاء ولا يستطيع معمر القذافي أن يصدر قرارا بالإفراج عنهن إطلاقا".
وأضاف شلقم "نحن لا نقبل أن يفرض علينا أحد قرارا أو يعطينا تعليمات".

أي أن الخارجية الليبية اعتبرت ذلك يمس القضاء، وأن الدبلوماسية لا يمكنها التدخل باتخاذ قرارات سياسية، في قضية تخص القضاء.

كان موقف السلطات الليبية بمثابة الرفض المقبول لترويجه أمام أصدقائها الدوليين؛ فهي لا تستطيع رفض المطالب الغربية بشكل مباشر خشية من فقد أصدقاءها، ولا هي تريد الإعلان عن تدخلها بشكل مباشر وعلني في شأن داخلي يمكن أن يثير عليها زوابع لا تحمد عقباها، ولذلك راحت السلطات الليبية تلقي بالقضية برمتها في ملاعب أطرافها، وطالب وزير الخارجية الليبي السلطات البلغارية بالتوصل إلى اتفاق مع أهالي الضحايا؛لإغلاق ملف القضية.
على جاب آخر كان أهالي الأطفال الضحايا يرفضون التعويض المادي، ويطالبون بتطبيق حكم القضاء، وإنزال عقوبة الإعدام، في حق الممرضات البلغاريات؛ اللاتي تسببن في حقن الأطفال بفيروس الإيدز.
وهكذا رأينا أنه ، في الخامس عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) 2005 ، عندما أرجأت المحكمة الليبية العليا النظر في القضية لإتاحة المزيد من الوقت أمام هيئة الدفاع لتقديم أدلة جديدة ، قام أقارب الضحايا الغاضبون بإلقاء الحجارة على الشرطة وهتفوا مطالبين بإعدام من وصفوهم ب ( قتلة الأطفال ) مما اضطر الأوربيون الذين حضروا المحاكمة بمغادرة المحكمة من الباب الخلفي .
( مصطفى رزق :الممرضات البلغاريات في ليبيا .. قضية مزدوجة . الجسر. نل. بتاريخ 1/12/2005 .

، و طرابلس - من عفاف قبلاوي : المحكمة الليبية تقرر إعادة محاكمة . ميدل اسيت ون لاين . 26/12/2005 . و شبكة أخبار ليبيا : 29/12/2005)
وبتاريخ 25/12/، قررت المحطمة الليبية العليا نقض الحكم الصادر في هذه القضية وأمرت بإعادة المحاكمة من قبل دائرة أخرى . ما أثار ارتياحا في صوفيا.
واكد وزير الخارجية الليبي عبد الرحن شلقم أن الحكم "صادق وموضوعي في إطاره القانوني" وانه لا توجد أية صفقة سياسية في هذا الموضوع".
وبعد جلسة استمرت ساعة لم يحضرها المتهمون تلتها جلسة مداولات بين القضاة والمستشارين، أمرت المحكمة بإعادة القضية إلى "محكمة الجنايات في بنغازي شرق) للنظر فيها من قبل دائرة أخرى".
وفور إعلان القرار الذي جرى بعد جلسة عقدت وسط إجراءات أمنية مشددة في طرابلس، عبرت السلطات البلغارية عن ارتياحها لإعادة المحاكمة، معتبرة أنها "فرصة جديد لإطلاق سراح الممرضات الخمس والطبيب الفلسطيني المسجونين منذ أكثر من سبع سنوات."
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية البلغارية ديميتار تسانتشيف ان قرار المحكمة جاء بعد أن " أقرت بوجود مخالفات إجرائية". وأضاف إن "هذا القرار يعطي فرصة جديدة للحصول على ما يتمناه جميع البلغاريين"، أي إطلاق سراح الممرضات.
وأكد وزير العدل الليبي علي الحسناوي أن "محكمة النقض هيئة قانونية واعتبرت أن هذا الحكم بحاجة إلى نقض وإعادة الفصل من جديد في هيئة أخرى غير الهيئة السابقة".
وأوضح إن بدء المحاكمة الجديدة سيتم "خلال شهر على الأكثر".
وأكد وزير العدل الليبي انه "لا توجد أية خلفية سياسية حول هذا الحكم".
أما بالنسبة للولايات المتحدة فقد أشادت بالقرار "الايجابي" الذي اتخذه القضاء الليبي والقاضي بإعادة المحاكمة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن "هذا القرار يشكل تطورا ايجابيا لأنه يزيل خطر تطبيق عقوبة الإعدام".
وذكر المتحدث بان " المجتمع الدولي يعمل مع ليبيا بغية التوصل إلى حل شامل"، وقال : "كما ذكرنا سابقا، لا بد من إيجاد وسيلة تمكن أفراد هذا الفريق الطبي من العودة إلى وطنهم".
علما بأنه تم ، يوم الجمعة 23/12/2005 أي قبل صدور قرار المحكمة الأخير بيومين، اتفاق بين طرابلس وصوفيا لإقامة صندوق للتعويضات لمصلحة الأطفال الليبيين المصابين " بالايدز" واسر الذين توفوا بالمرض، بمشاركة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا. ( عفاف قبلاوي : الكلمة المذكورة أعلاه.)
علما بأن الشعب الليبي رفض هذا القرار وعمت الجماهيرية مظاهرات حاشدة مطالبة بتطبيق العدالة، أي تطبيق أقصى العقوبات بحق الذين قاموا بجريمة حقن الأطفال الليبيين بجراثيم ال "ايدز" . ( أحمد حسين : الهوان العربي في قضية الممرضات البلغاريات. التجديد العربي . 26/12/2005).
معذرة لقد أطلنا بشرح الموضوع ، ولكننا مضطرون لذلك لسببين : الأول لغرض وضع القارئ في الصورة ، والثاني لنكشف زيف ادعاءات المسئولين الليبيين بعدم تدخلهم بشؤون القضاء .
علينا أن نؤكد هنا بأن القضية تحولت من كونها قضائية إلى سياسية ، وإن السلطات الليبية اضطرت إلى تقديم مزيد من التنازلات منذ أن دس أنفه بوش في القضية ، وإن هذه السلطات ليس أمامها أي مخرج آخر غير الرضوخ لأوامر بوش.
نعم فإنه قبل المحاكمة بأيام عرضت طرابلس إلغاء عقوبة الإعدام ، أي السلطات السياسية وليس القضائية، مقابل حصول ذوي الأطفال المصابين على تعويضات مالية ، ولكن بلغاريا رفضت هذا العرض مشيرة إلى أن ذلك يعد اعترافا بتورط الممرضات. ( الجزيرة.نت : 18/12/2005 ). وفعلا تم تكوين الصندوق المشار إليه لهذا الغرض. كما أن وزير الخارجية الليبي عرض رفع عقوبة الإعدام في حالة حصول العائلات المتضررة على مساعدات إنسانية . ( شلقم : إعدام الممرضات البلغاريات ... ؛ شبكة محيط :29/12/2005)
وفي هذا المجال علينا أن نشير إلى ما وصل إليه العرب من الهوان ، عندما نقارن الرفض البلغاري لدفع تعويضات كي لا يعتبر اعترفا بتورط الممرضات ، والموقف الليبي عندما وافقت السلطات الليبية على دفع التعويضات لضحايا الطائرتين المذكورتين أعلاه.
حيث أنه مباشرة بعد الموافقة على دفع التعويضات ، صرح رئيس وزراء ليبيا بأن دفعنا للتعويضات لا يعني اعترافنا بالقيام بالجريمة ، بل كنا مضطرين لذلك لغرض رفع العقوبات التي فرضت علينا.
وفي حينه قامت الدنيا ولم تقعد ، مما اضطر المسئول الليبي على سحب كلامه هذا أمام اعتراض أمريكا وحلفائها على تلك التصريحات. أي أن ليبيا حتى وأن لم تكن مذنبة فهي مجبرة على الاعتراف بأنها قامت بالجريمة ، بينما بلغاريا لها الحق بان ترفض تقديم التعويضات كي لا تعتبر اعترافا بتورط الممرضات في الجريمة . رغم صدور حكم قضائي بذلك.
وإن أغلب المنظمات العربية والدولية أدانت هذه الجريمة البشعة ، وردا على بيان تقدمت به المنظمات النسائية العربية طالبت فيه الأمم المتحدة تكريس يوم عالمي للجريمة تحت اسم يوم " الإدانة العالمي" ، قال عنان :" إن الجريمة بشعة ولكنها تدخل ضمن الجرائم الفردية التي هي من اختصاص القضاء المحلي لأنه لا يوجد ما يشير أن وراءها جهة دولية " ثم أضاف" يجب تعويض المتضررين من جانب بلغاريا على أساس إنساني محض". وقد أثارت تصريحات عنان جمعيات "الرفق بالحيوان" في عدة دول أوروبية لأنها قالت أن اعتماد مبدأ التعويضات في هذا المجال غير مقبولة لأنه لا يمكن تعويض الحيوانات بالمال فيما لو ارتكبت مثل هذه الجريمة ضدها كما تفعل مراكز البحث العلمي ، وأنه يجب معاقبة المجرمين. أما المجالس الجماهيرية الليبية فقد طالبت بسن قانون يمنع العفو عن الجرائم الجماعية، أو الجرائم التي ترتكب ضد الأطفال بغض النظر عن جنسياتهم. وطالبت هذه المجالس أيضا بإقامة نصب تذكارية لضحايا مذبحة " الأيدز " هذه تؤكد أن الشعب الليبي لن يغفر ولن ينسى. ولكن جماعة الإخوان المسلمين عارضت إقامة هذه النصب لأنها مخالفة لنصوص الشريعة، وطالبت بدل ذلك بإقامة الصلوات على أرواح الشهداء. ( أحمد حسين : المقال المذكور.)
إذا إن الأمم المتحدة وعلى لسان أمينها العام اعترفت بصلاحية المحاكم المحلية بالحكم في هذه القضية ، فلماذا لا تقبل أمريكا وأوربا بذلك ؟ .
أن السبب واضح وضوح الشمس ، وهو أن دماءهم غالية الثمن جدا بالمقارنة مع دمائنا ( انظر مقالنا : شيوخ الكويت .... يهود الخليج ؛ شبكة البصرة : 7/10/2005 )
إننا نقول ، لو أن ليبيا في موقف قوي لطالبت بأن يدفع لكل طفل ليبي عشرة ملايين دولار أمريكي وهو المبلغ الذي دفعته ليبيا كما ذكرنا-، لأن الطفل الليبي لا يقل إنسانية عن مثيله الأمريكي أو الفرنسي أو غيره ، إنهم جميعا بشر .
وبدل من ذلك يصرح وزير الخارجية الليبي ، لوسائل الإعلام العربية يوم 28/12/2005 ، بأن عقوبة الإعدام ترفع تلقائيا في مقابل مساعدة إنسانية للعائلات المتضررة . وأكد شلقم أنه : " علينا إيجاد حل لعائلات الأطفال الذين توفوا في حال قبلت ذلك يجب توفير الأدوية والمستشفيات الجيدة للأطفال المرضى عندها سترفع عقوبة الإعدام تلقائيا." ( شلقم : الخبر المذكور أعلاه. )
علما بأن نحو 50 من الأطفال المصابين قد قضوا بسبب الفيروس، فيما ينتظر المئات المصير نفسه". وإن ليبيا أنفقت ـ حتى الآن ـ أكثر من 60 مليون دولار على الأطفال المصابين بالإيدز، الذين أُرسلوا إلى إيطاليا مع عائلاتهم؛ حيث قدمت لكل عائلة شقة وسيارة و19 ألف يورو. ( مصطفى رزق : الكلمة المذكورة. )

نعم نحن نستجدي الصدقات ، المساعدات الإنسانية ، بينما ندفع ما يريدون ونحن صاغرون ، هذا هو قانون الغاب فأين هم العرب اليوم ؟ أين كانوا وكيف أصبحوا .
والسبب الذي أوصلنا إلى هذه الحالة هو ، رقصة التعري منذ الخائن السادات إلى أبو عمار إلى القذافي ، والجميع يقولون أننا كنا مضطرون.
وعلى ذكر " الستر بتيز " فعندما قدم عرفات رقصته في سويسرا قال أحد المسئولين السوريين ، وأعتقد وزير الخارجية في حينه، ولكن رقصة عرفات لا تؤدي إلى نتيجة لأن سيقانه ليست جميلة ولذا سوف لا ينظر عليها أي شخص . نتساءل هنا هل أن سيقان القذافي أجمل وهل سيحصل على أي مكسب على " الستر بتيز" الذي قدمه؟
وكما رأيت قارئي العزيز أن الذي يبدأ بتقديم تنازل واحد ولو بسيط ، بدون مقابل ، سوف يستمر بتقديم التنازلات إلى ما لا نهاية ، أي كما ذكر الكاتب عادل أبو شنب في قصته " أمريكا .. أمريكا " فإن التي تقوم بخلع قميصها إرضاء لممثل أمريكا ، ستقوم بعرض صدرها و .. و . تدريجيا إلى أن تقف عارية تماما . ( انظر المجموعة القصصية للكاتب بعنوان " هالوليا " ومقال : رشاد أبو شاور المذكور أعلاه .)
وختاما نقول لكل الشرفاء من العراقيين ، والشخصيات التي نأمل أن تكون وطنية فعلا ، ابتداء بهيئة علماء المسلمين وكافة الذين خاضوا الانتخابات الأخيرة ، خطا أو اعتقادا منهم بأنها ستكون نزيهة : الحذر.. الحذر من الوقوع في أبسط خطأ ، أي المشاركة في أي عملية سياسية ، لأنكم بعد ذلك ستضطرون للقيام بال" ستر بتيز "
وبعدها لا ينفع الندم.
أما بالنسبة للمقاومة البطلة فنحن واثقون بأن لديهم المناعة من أن يقعوا ضحية الوعود الكاذبة ، ويقوموا بتقديم أي تنازل مهما كان بسيطا ، لآن تقديم أبسط تنازل معناه ضياع العراق إلى الأبد.
لأنها ستؤدي بالنتيجة إلى ما وصلت إليه القضية الفلسطينية والليبية .
والله أكبر والعزة والنصر للمناضلين والمضحين بأنفسهم وأموالهم في سبيل الأمتين العربية والإسلامية ، الذين يسترخصون دماءهم في سبيل الدفاع عن الدين والعرض والوطن ." وبشر الصابرين " صدق الله العظيم.

الدكتور عبدالاله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
hamadalrawi@maktoob.com

شبكة البصرةالجمعة 28 ذو القعدة 1426 / 30 كانون الاول 2005

الدكتور عبدالاله الراوي

عقد مؤتمر عربي ... عربي. في القاهرة
شبكة البصرة

استلمت بتاريخ 25/12/2005 رسالة الأستاذ كمال عبالغفور، التي تتضمن مقترحات الصحافية المصرية ندى القصاص .
ونظرا لكوني سبق وساهمت في موضوع عقد مثل هذا المؤتمر، لذا أرى من واجبي أن أوضح وجهة نظري حول إحدى النقاط التي أثيرت في هذا المجال.
وفي الوقت الذي أشيد فيه بأهمية النقاط التي أثارتها الصحافية المذكورة والتي سوف لا أناقشها في هذه الكلمة الموجزة، فسأحاول التركيز على نقطة مهمة جدا ألا وهي اختيار العاصمة المصرية التي لا يمكن انعقاد مثل هذا المؤتمر فيها للأسباب التالية:

إن سبب كافة النكبات التي عانتها وتعانيها الأمة العربية سببها الأنظمة المصرية المتعاقبة منذ الملك فاروق إلى مبارك المتصهين.

نعم إن الملك فاروق أرسل الجيش المصري العربي والمناضل بأسلحة فاسدة لمحاربة الصهاينة وكانت هذه الأسلحة سببا مباشرا لهزيمة الجيش المصري (د. جمال مجدي حسين : القوى المحركة لثورة 23 يوليو. مجلة الكاتب. العدد 160 – يوليو 1974)
ثم تبعتها زيارة العار لأبي رغال السادات إلى الكيان الصهيوني التي كانت نتيجتها التطبيع الكامل مع الكيان المسخ وعزل مصر عن محيطها العربي.
ثم توجت الخيانة على يد ما يطلق عليه الرئيس الحالي لمصر حسني مبارك والذي أدت مواقفه الإجرامية إلى احتلال العراق.
نعم إن موقفه في مؤتمر الساعات الأخيرة في القاهرة لمحاولة إيجاد مخرج لقضية انسحاب العراق من الكويت .
والكل يعلم بأن الرئيس العراقي صدام حسين كان مستعدا للانسحاب ولكن مبارك، وبناء على أوامر سيده بوش الأب استطاع أن يلزم الجامعة المذكورة بإصدار قرار بمساندة القوات الأجنبية لما أطلق عليه عملية :" تحرير الكويت "

علما بأن هذا القرار صدر بالأغلبية وليس بالإجماع كما ينص عليه ميثاق الجامعة (انظر مقالنا : شيوخ الكويت .... يهود الخليج؛ شبكة البصرة : 7/10/2005).
ولولا ذلك القرار، أي لو أن ذلك المؤتمر وافق على مقترحات صدام حسين لتم سحب البساط من تحت أرجل قادة أمريكا ومن كان يساندهم. ولما عانى العراقيون من حصار أكثر من 12 عاما ، ولما تم استباحة العراق واحتلاله وتدمير تراثه الحضاري وبنيته التحتية ولما استشهد ما يقارب مليوني عراقي .

إذا أن رأس البلاء على العراق والأمة العربية هو النظام المصري الحالي والأنظمة التي سبقته .

يضاف لما ذكرناه، أن نظام مبارك سبق وقام بعقد مؤتمرين في القاهرة باسم المصالحة لمختلف الأطراف العراقية، ولكن في كلا المؤتمرين لم تدع المقاومة العراقية الشريفة للمشاركة بناء على عدم موافقة سلطات الاحتلال ومن يساندها من عملاء الصهيونية وممن يطلق عليهم ، ظلما ، قادة العراق.

إذا بأي وجه يتم قد المؤتمر المقترح في عاصمة دولة هي أساس البلاء لبلدنا وما أصابه من نكبات!!؟ ومن يضمن بأن يستطيع المؤتمر المقترح أن يحقق أي نجاح لا يتفق مع ما تريده قوى البغي والعدوان ، القوى الصهيو- صليبية.

وأخيرا كيف يوافق أي عربي شريف أن يتم انعقاد مؤتمر، يساند المقاومة العراقية والفلسطينية وحقها بالنضال ويطالب بمحاكمة الغزاة وإلزامهم بتحمل كافة تبعات الغزو، في بلد عربي يرفرف في عاصمته علم الكيان الصهيوني؟

وفقنا الله جميعا لما يؤدي لخدمة قضايانا المصيرية وبالأخص قضيتي تحرير العراق وفلسطين .

الدكتور عبدالاله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
25/12/2005
hamadalrawi@maktoob.com
شبكة البصرة
الاحد 23 ذو القعدة 1426 / 25 كانون الأول 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
http://www.albasrah.net/ar_articles_2005/1205/abdal_251205.htm
ترجمة : الدكتور عبدالاله الراوي


حتى القادة العسكريين الأمريكيين لم يعودوا مقتنعين بالانتصار .

Le canard
Même les généraux US ne croient plus en la victoire

شبكة البصرة

هذه ترجمة لمقال بقلم الصحافي كلود انجيلي تم نشره في الصحيفة الأسبوعية الفرنسية لو كنار انشينيه بتاريخ 30/11/.2005
وقد قمنا بترجمته لما فيه من معلومات قيمة جدا حول قرب هزيمة قوات الاحتلال من العراق.
وللأسف لم نطلع عليه قبل كتابة مقالنا الأخير "لا الكيان الصهيوني ولا إيران يمكنها إنقاذك يا بوش. البصرة .نت : 5/12/2005)

الترجمة

إذا كانت مصادرها من واشنطن أو من بغداد أو من العسكريين في الحلف الأطلسي ، فإن كافة المعلومات متطابقة : إن قادة الحرب في العراق يؤكدون بأنه ليس بوسعهم كسب الحرب.

لا يوجد أي مجال، وحتى على الأمد البعيد، لمناقشة إمكانية تحقيق النصر على" المتمردين".
إن رؤساء المارينز ليس لديهم ما يشغلهم سوى التهيؤ للانسحاب من العراق. ولكن من سخرية القدر المأساوي ، أن أمريكا العظمى لا يمكن لها أن تقرر الانسحاب الآن . إلا إذا وافقت على فقد ماء وجهها ، وإن الجنود الأمريكيين مضطرون لخوض المعارك خلال سنوات أخرى قبل أن يستطيعوا العودة إلى بلادهم.

خلال اجتماع لقيادة العمليات الخاصة ، الذي عقد يومي 19 و 20 تشرين الأول ( اوكتوبر) المنصرم في تامبا ( فلوريدا) ، الذي كان قد شارك فيه ملحقون عسكريون أجانب ، كثير من الضباط الكبار الأمريكيين قيموا الوضع في العراق ب " انتفاضة شعبية عامة ليست مقتصرة فقط على الأقلية السنية ".

وإن وزير الدفاع الفرنسي، في أحدى ملاحظاته إلى بعض المقربين، أشار إلى ارتياحه لعملية النقد الذاتي من قبل هؤلاء الضباط الأمريكيين.

اعتراف خبراء عسكريين
صقور البنتاغون يقدمون، بين وقت وآخر، اعترافات تصب في نفس المنحى المشار إليه. عندما يصرحون : بأن القوات العراقية ، جيش وشرطة ، سيكونون قريبا مؤهلين لاستلام ما يتعلق بأمن البلد.

وبدون خشية الوقوع في تناقض، هم أنفسهم يزودون وسائل الإعلام ، الممنوعة من التواجد في العراق ، بأن نتيجة العمليات العسكرية ، التي لا تحصى ، وأخراها " الستار الحديدي " على الحدود العراقية السورية، التي استعملت فيها الطائرات والمروحيات والدبابات ، هي العاشرة أو الثانية عشر عملية عسكرية من نفس النوعية ، في هذه المحافظة " الأنبار " بانتظار العملية المقبلة . وكل هذه العمليات لم يحققوا فيها أي نصر ملموس لحد الآن.
إن الجنرال جوزيف تالوتو، قائد المنطقتين الشمالية والوسطى في العراق، يعترف بأنهم يعانون ، يوميا وبدون انقطاع، من العبوات الناسفة المصنعة محليا والتي تؤدي إلى إلحاق خسائر كبيرة بين صفوفهم.

وأشار تقرير حديث، أعد بعناية في باريس ، موجه إلى البنتاغون ، بأن القوات الأمريكية استطاعت الاستيلاء على " 1300 مدفع هاون و 1300 صاروخ و 2800 قذيفة صواريخ ، التي كان من المتوقع أن تستعمل ، من قبل المقاومة، لأهداف عديدة". ولكن عملية الاستيلاء هذه لم تستطع منح الثقة لهذا الجنرال .
ولهذا السبب فإنه قرر تخفيض عدد المواقع العسكرية الأمريكية في المنطقة المسئول عنها من " 27 إلى 17 " لأنه حسب تقديره بأن تقليل الأهداف ، أمام المقاومة ، سيؤدي إلى تخفيض الخسائر.

وحسب جنرال آخر ، الذي قدم تحليلات تفيد دوائر المخابرات الفرنسية ، : جام كونوي ، مدير العمليات في هيئة القيادة العسكرية الأمريكية ، فإنه أشار إلى أنه بالإضافة إلى تعدد أنواع القنابل المصنعة محليا ، هناك كمية كبيرة من الأسلحة التي تصل عبر الحدود التي لا يمكن السيطرة عليها لكثرة الثغرات فيها .
وإن ممثله في العراق ، الجنرال ريك لينش ، ذكر بأن عدد الهجمات التي قامت بها المقاومة خلال أسبوع واحد " بين نهاية تشرين الأول ( اوكتوبر) وبداية تشرين الثاني ( نوفمبر) " ، بلغت 569 عملية ، و 40% من هذه الهجمات كانت بقنابل مصنعة محليا والتي أدت إلى مقتل 64% من القتلى الأمريكيين .
هذه مجرد صورة لأسبوع خريفي عادي .
وأخيرا ، دليل جديد على اضطراب ومعاناة أمريكا حاليا ، فإن الجنرال لينش قام بدعوة ضباط ونواب ضباط صدام حسين للانخراط في القوات العراقية التي يتم تمويلها من قبل الأمريكان .
وبهذه الدعوة ، يأمل بدون شك ، أنه بواسطة هذه الطريقة يستطيع وضع حد لإبقاء كافة المنتسبين إلى هذه القوات من الشيعة فقط .
وحسب تقرير الجنرال كونوي : أن مجموعات من الخبراء العسكريين الأمريكيين قاموا بالسفر إلى ايرلندا الشمالية وإلى ( إسرائيل ) ، بشكل سري ، لغرض تعلم وسيلة تحميهم من العبوات الناسفة التي توجه من بعد والتي يتم زرعها على جانبي الطرق .

نعم إننا نحتاج إلى التعلم وفي أي عمر نكون .

الرصد الدبلوماسي
السفارات الغربية في بغداد ليس لديها نفس التحليل للأحداث . مثلا في شهر تشرين الأول (اكتوبر) الماضي ، بعد الاقتراع على الدستور ، بارك السفير الأمريكي " الخطوة الكبيرة نحو الديمقراطية " مع ابتسامة عريضة ممتزجة بنوع من التحدي تجاه مخاطبيه.
إن تفاؤله هذا لم يدم طويلا أمام العديد من هجمات المقاومة .

بيرنارد باجوليه ، سفير فرنسا لدى العراق ، غالبا ما يكون متفقا مع نظرائه الأوربيين ، فإن البرقيات التي يرسلها إلى وزارة الخارجية تعتبر تحذيرية ويبدو متشائما من مستقبل الوضع في العراق.
في بدية شهر تشرين الثاني (نوفمبر) ، أشار إلى (الطائفية) للمجتمع العراقي التي تكس نتائج الاقتراع على الدستور والمخاطر لاحتمال مواجهة طائفية .

إن الوضع حسب بيرنارد باجوليه ؛ سيستمر بالاتجاه نحو الأسوأ ، ليس فقط في بغداد التي تسيطر المقاومة على عدة أحياء منها ، ولكن العراق بأكمله يسير نحو حرب أهلية.

ويشير السفير الفرنسي ، أخيرا ، إلى أن التصريحات التي تؤكد على " أن قوات الشرطة والجيش العراقية ستستطيع قريبا من السيطرة على أمن البلاد وعلى حدوده وتحل ، تدريجيا، محل القوات الأمريكية " ما هي إلا أسطورة خيالية.

قبل أسبوعين من الانتخابات التشريعية ، في 15 كانون الأول ( ديسمبر ) ، لا شيء تغيير في العراق ، كما يقال في وزارة الخارجية الفرنسية ، وهم يعلمون أن بوش سيحاول ، هذا الأسبوع أيضا ، طمأنة الرأي العام الأمريكي .

وأخيرا فإن أحد الدبلوماسيين الفرنسيين أكد حول هذا الموضوع ، قائلا : " العامل السياسي والإرهابي للحرب الأمريكية سوف يكون عبئا ثقيلا ، وحتى بالنسبة لنا نحن الأوربيون ، خلال العشرة أو العشرين عام المقبلة.
هذه هي ، أيضا ، نتيجة العولمة.
الدكتور عبدالاله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
hamadalrawi@maktoob.com

نص المقال المترجم
Les généraux US ne croient plus en la victoire

Venues de Washington, de Bagdad ou des cercles militaires de l'Otan, toutes les informations concordent : les chefs de la guerre d'Irak s'affirment incapables de la gagner.
Plus question d'évoquer une victoire, même lointaine, sur les insurgés, les patrons des GLS n'ont d'autre souci que de préparer leur retrait d'Irak.

La puissante Amérique ne peut s'y résoudre dans l'immédiat, sauf à perdre la face, et les boys devront encore se battre durant des années avant de pouvoir lever le camp.
Lors d'une récente réunion du Commandement des opérations spéciales, les 19 et 20 octobre dernier, à Tampa ( Floride), réunion ouverte aux attachés militaires étrangers, plusieurs officiers supérieurs américains ont qualifié la situation de " soulèvement populaire ne concernant pas la seule minorité sunite".
Le ministre français de la Défense, dans une note confidentielle, s'est fait un plaisir de souligner cette amorce d'autocritique.

Aveux d'experts militaires

De tems à autre, les faucons du Pentagone formulent le même vœu pieux : les forces irakiennes, armée et police, seront bientôt capables de prendre en main la sécurité du pays. Et, sans craindre la contradiction, les mêmes fournissent aux médias, interdits de séjourner sur place, bien sûr, le énième bilan de l'offensive " Rideau d'acier" à la frontière irako- syrienne, avec avions, hélicos et chars.
La dixième ou douzième opérations du même genre dans cette province d'Al-Anbar. En attendant la prochaine.

Chaque jour, des attentats sont perpétrés avec des bombes artisanales et nous font très mal, reconnaît le générale Joseph Taluto, patron des régions nord et centre du pays.

Dans un récent rapport, soigneusement épluché à Paris, il signalait au Pentagone la récupération de " 1 300 mortiers, de 1 300 lance-roquettes et de 2 800 munitions d'artillerie destinés à une variété infinie de cible ".
Mais ces prises de guerre n'ont pas pour autant rassuré le général.
D'où sa décision de réduire de " 27 à 17 " le nombre de garnisons US dans les régions qu'il contrôle. Moins de cibles, moins de risque …

Autre général dont l'analyse ont intéressé les services français : James Conway. Directeur des opérations au comité des chefs d'état- major américains, le général Conway évoque , en plus d'une multitude de bombes fabriquées sur place , un flot d'armes franchissant " des frontières très poreuses ".

Son représentant en Irak, le général Rick Lynch, mentionne d'autre part 569 attaques des insurgés en une semaine ( fin octobre – début novembre ), dont 40% avec des bombes artisanales responsables de 64% des morts américains.
C'est la version clinique d'une banale semaine d'automne.

Enfin, nouvelle preuve du désarroi actuel, le même général Lynch vient de lancer un appel aux ex-officiers et sous officiers de Saddam Hussein pour qu'ils s'engagent dans les forces irakiennes équipées par les américains. Dans l'espoir, sans doute, d'en finir avec un recrutement exclusivement chitte.

Plus discrètement, des groupes des spécialistes US seront dépêchés en Irlande du Nord et en Israël, selon le rapport du général Conway, pour y apprendre à se protéger des bombes télécommandées au bord des routes.
On s'instruit à tout âge.

Sentinelles diplomatiques

A Bagdad, les ambassadeurs occidentaux n'ont pas la même analyse des événements.

En octobre dernier, par exemple, après le vote sur la constitution, l'ambassadeur américain saluait ce " grand pas vers la démocratie" en affichant un sourire radieux, mêlé d'une pointe d'agressivité envers ses interlocuteurs.
Son optimisme n'a pas tenu longtemps face à la multiplication des attentats.

Bernard Bolet, ambassadeur de France à Bagdad, est, lui souvent en accord avec plusieurs de ses homologues européens et les télégrammes qu'il adresse au quai d'Orsay sont jugés prémonitoires.

Début novembre, il souligne la " confessionnalisation" de la société irakienne que reflétaient les résultats du scrutin constitutionnel et les dangers de cette " confrontation confessionnelle".

La situation selon Bernard Bajolet, devrait continuer à se dégrader, et pas seulement à Bagdad où certains quartiers sont contrôlés par les insurgés, car l'on assiste à " une dynamique de guerre civile".

Enfin, notait l'ambassadeur de France, annoncer que la police et l'armée irakienne pourraient bientôt assurer la sécurité du pays, des ses frontières, et remplacer progressivement les forces américaines tient de la pure fiction.

A deux semaines des élections législatives du 15 décembre, rien de changé en Irak, dit-on au quai d'Orsay , où l'on sait que Bush va , cette semaine encore, tenter de rassurer l'opinion américaine.

Reste que, et un diplomate français insiste sur ce point," la facture politique et terroriste de la guerre américaine va peser lourd, même pour nous Européens, durant dix ou vingt ans".

C'est cela aussi, la mondialisation.

Claude Angeli
Le canard enchaîné mercredi 30 novembre 2005

شبكة البصرة
الخميس 6 ذو القعدة 1426 8 كانون الأول 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس

http://www.albasrah.net/ar_articles_2005/1205/abdul_081205.htm
الدكتور عبدالاله الراوي

لا الكيان الصهيوني ولا إيران يمكنها إنقاذك يا بوش
شبكة البصرة

بعد تأكد قادة الولايات المتحدة باستحالة نجاح خططهم في العراق اخذوا يتخبطون للبحث عن مخرج ، وبعد اعتراف وزير دفاعهم رامسفيلد يوم 29/11/2005، على شبكة (سي ان ان) بأن " أمل أمريكا الوحيد هو أن تنجح مبادرة الجامعة العربية " . وجوابا على سؤال حول مدى إمكانية نجاح خطته للالتفاف على المقاومة . أجاب :" لن نعرف بنجاح هذه الخطة إلا بعد الانتخابات التي ستتم في 15/12/2005 وبعد أن يتم تشكيل الحكومة العراقية القادمة. فإذا قبل الشعب العراقي بالانخراط في الانتخابات وقبل بمشروعية الحكومة القادمة نكون قد نجحنا."
ولكن حسب تقديرنا فإن وزير الدفاع هذا ومن ورائه المحافظين الجدد يعلمون جيدا بأن لا جامعة الحكام العرب ولا الانتخابات ستساعدهم على الخروج من مأزقهم و إلا لماذا قاموا بالالتجاء إلى إيران ؟

من المؤكد أن رامسفيلد ، قبل تصريحاته هذه قرأ ما كتبه كل من ريتشارد كلارك ، قيصر الاستخبارات الأمريكية في عهد الرئيس كلينتون ، ومارتن فان كريفيلد، الأستاذ في الجامعة العبرية في الكيان الصهيوني، اللذان صرحا بأن " الحرب الأمريكية على العراق كانت خطأ استراتيجيا جسيما" وأضاف الأستاذ مارتن ، في مقال افتتاحي في صحيفة ثقفل اليهودية ، بأن هذه الحرب " أكبر حماقة يشهدها العالم منذ أن أرسل الامبراطور الروماني أغسطس في العام 9 قبل الميلاد جيوشه إلى ألمانيا وخسرها جميعا ." مضيفا أن بوش " يستحق العزل من منصبه." ( واشنطن – من مارتن والكر: كيف ومتى تخرج القوات الأمريكية من العراق. القدس العربي 1/12/2005 )
ولكن بوش (الكاو بوي ) كما عهدناه ، حاول في خطابه - الذي ألقاه يوم 30/11/2005 بالكلية البحرية الأمريكية في انابوليس بولاية ميريلاند - أن يقنع الأمريكيين ، الذين أعمتهم وسائل الإعلام الصهيونية عن رؤية الحقيقة، بأن الوضع في العراق جيدا وإن تدريب المزيد من القوات العراقية سيؤدي إلى السيطرة على الوضع الأمني. كما أشار بأن بقاء القوات الأمريكية في العراق لا تحكمه السياسات في واشنطن ولا الجداول الزمنية المصطنعة بل التقييم الصحيح للقادة العسكريين . مؤكدا أن القوات الأمريكية باقية في العراق حتى تحقيق ما أسماه النصر الكامل رافضا تحديد مهلة للانسحاب الأمريكي من العراق ، وموضحا بأن النصر يحتاج إلى " وقت وصبر"..
ووصف بوش المدافعين عن جدول زمني لسحب القوات الأمريكية من العراق بأنهم مخطئين، مشيرا إلى أن سحب القوات ليس خطة لتحقيق النصر بل خطوة سترسل رسالة إلى من سماهم الإرهابيين بأن الولايات المتحدة ضعيفة ويمكن هزيمتها حسب تعبيره.
وقبل أن نشير إلى ردود الفعل على كلمة الرئيس الأمريكي ننصح القارئ أن ينظر وضعية الجنود الأمريكيين وهم يستمعون إلى كلمة بوش هذه ، والتي نشرتها شبكة البصرة يوم 2/12/2005 نقلا عن مصور رويترز. حيث أن أغلبهم كانوا يغطون في نوم عميق ، بعنوان "لاحظوا كيف استقبل الجنود الأمريكيين قائدهم الأرعن
بوش وخطته لتحقيق النصر في العراق !!!"





إن تصريحات بوش هذه قد أثارت الكثير من الانتقادات لا مجال لذكرها جميعا ولكن ستشير إلى غضب واستهجان الديمقراطيين ، وأنضمت زعيمة المعارضة الديمقراطية في مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوزي إلى صف المنتقدين وأيدت اقتراح النائب جون مورثا الذي طالب قبل أسبوعين بانسحاب فوري للقوات الأمريكية من العراق ، وقالت أن هذه الخطة – أي الانسحاب – ستجعل الولايات المتحدة تشعر بمزيد من الأمان والعراق سيكون أكثر استقرارا. ( الجزيرة. نت : مفكرة الإسلام. 1/12/2005 ). وتوقع مورثا أن معظم القوات الأمريكية ستنسحب من العراق خلال عام واحد . وعلق على خطاب بوش بقوله : لقد توقعت أنه يريدنا أن نعتقد أنه سيبقى على نفس خططه .. ولكن البقاء على نفس الخطط ليس هو ما سيحصل . ( ترجمة : الدكتور فاضل بدران : النائب الأمريكي مورثا: جيشنا في العراق انكسر ويتمزق والانسحاب الكامل سيتم في عام 2006 . شبكة البصرة . 4/12/2005)
إن بوش بخطابه هذا حاول التكابر باعتباره قائد القوة الأعظم في العالم ، نقول على من يضحك بوش ، على نفسه أم على الشعب الأمركي الذي لا يقرأ ولا يرى ولا يسمع ويصدق كل ما تنشرة وسائل الإعلام الصهيونية ؟

ومما يدل على خطأ تفاؤل بوش :

1- إذا كان فعلا واثقا من النصر لماذا يكلف سفيره في العراق بالتفاوض مع المقاومة ؟ ولماذا يطلب من نفس السفير الالتجاء إلى إيران لمساعدته بالخروج من المستنقع العراقي الذي غرق فيه ؟ كما سنبين أدناه.
2- مباشرة بعد كلمة بوش أي يوم 1/12/2005، ذكر تقرير أعده محللان لدراسة الشرق الأوسط ، وهما جيفري وايت الذي عمل لمدة 34 عاما مع الإستخبارات العسكرية الأمريكية و مايكل ايسنشتات المحلل السابق في سلاح البر الأمريكي ، لصالح المعهد الأمريكي لسياسة الشرق الأدنى . أن العراق يمر " بمرحلة حاسمة " ستستمر لمدة بين ستة وتسعة أشهر .
وأوضح المحلل وايت في غداء مع صحافيين " أعتقد أننا سنعرف على الأرجح بعد هذه المرحلة الحاسمة ما إذا كانت القوات الأمريكية قد نجحت أو فشلت ".
وأكد التقرير أنه لم تظهر أي مؤشرات ، في الأشهر ال 32 الماضية بعد الغزو الأمريكي للعراق ، على ضعف حركة المسلحين التي تضم وطنيين وأعضاء سابقين في نظام الرئيس العراقي صدام حسين ومقاتلين إسلاميين.
وأضاف التقرير: رغم قتل آلاف " المتمردين " واعتقال عشرات الآلاف من العراقيين ، تعزز المعلومات حول الحوادث والخسائر بين صفوف القوات الأمريكية ، الشعور بأن " التمرد" لم يكن يوما قويا وقاتلا كما هو حاليا.
ورأى المحللان في المقابل أن حركة المقاومة لم تنجح في الاستفادة سوى من قسم صغير من الأقلية السنية التي تشعر بالاستياء .
وأضاف التقرير : إذا نجحت حركة " التمرد" في استخدام قدرات لم تستغل ، فقد تتمكن من زيادة قدراتها العسكرية إلى حد كبير . ( شبكة عرب أون لاين 2/12/2005، وشبكة محيط ، وصحيفة الزمان 3/12/2005).
3- وأخيرا في يوم 3/12/2005 ، نشرت ( لو كنالر انشينيه ) الأسبوعية الفرنسية الساخرة، مقالا تؤكد فية، بناء على أراء الخبراء وتقارير كثيرة، إلى أن الولايات المتحدة باتت على قاب قوسين أو أدنى من هزيمة منكرة في حربها على العراق . ( الدكتور بهنام نيسان اسناطي : عاجل !عاجل ! دوائر الناتو تتحدث عن هزيمة ساحقة لأمريكا في العراق شبكة البصرة 3/12/2005.)

وللأسباب المذكورة ولغرض محاولة إيجاد مخرج من مأزقهم هذا فقد أخذوا يطلبون النجدة من جهات مختلفة وبالأخص من الكيان الصهيوني وإيران ، إضافة إلى محاولة الادعاء بوجود مفاوضات مع المقاومة.

أولا : محاولة الالتفاف على المقاومة.
الكل يعلم بأن ما قام به عميل المخابرات الصهيونية والأمريكية عمرو موسى من زيارة للعراق وما تبعها من انعقاد ما أطلق علية مؤتمر المصالحة في القاهرة ما هي إلا محاولة لإنقاذ بوش من ورطته أمام تعاظم الهجمات التي تقوم بها المقاومة البطلة.
ولكن هذا المؤتمر كسابقه رفض مشاركة ممثلين لقوى المقاومة الحقيقية الفاعلة في العراق مما أدى إلى فشله الكامل والمتوقع .

وبعد المؤتمر الأخير سمعنا تصريحات المقربين من الطالباني ، العميل الصهيوني ، بوجود اتصالات ، مع بعض فصائل المقاومة . وظهر بأنها تصريحات عارية من الصحة غرضها شق صف المقاومة العراقية البطلة .
ولكن ظهر زيف هذه الادعاءات ، حيث أنه لو كان ما صرح به الطالباني صحيحا لما اضطر السفير الأمريكي في العراق لإعلان استعداده للاتصال بالمقاومة . بل كان من المفروض أن ينتظر ما تؤدي إلية اتصالات الطالباني أولا.

نعم إن زلماي خليل زادة ، سفير الولايات المتحدة والحاكم الفعلي للعراق، أكد ، الاثنين 28/11/2005 ، أن حكومته تسعى لإجراء اتصالات مع بعض " المتمردين " في العراق ،الذين يقاتلون الجيش الأمريكي والحكومة العراقية ، لكنها لن تتفاوض مع الجميع .
وذكر زادة في تصريح لشبكة التلفزة الأمريكية " أي. بي سي." : أنه منفتح على المفاوضات مع أي من مجموعات " المتمردين" باستثناء تلك التي تعلن ولاءها لصدام حسين وأبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق . ( القدس العربي .30/11/2005 و الجزيرة .نت : 29/11/2005)
ومن الطبيعي أن لا تقبل أي من فصائل المقاومة أي عملية تفاوض مع المحتل لأن للمقاومة شروط وطنية معروفة لا يمكن أن تقبلها الولايات المتحدة الأمريكية .
وأمريكا تعلم ذلك ن ولكنها بطرحها هذا تحاول أن توهم العالم بأنها منفتحة لحل الأزمة العراقية هذا من جهة ومن جهة أخرى تحاول ، يائسة ، لشق صف المقاومة المناضلة. أونصب فخ لمعرفة بعض فصائل المقاومة لذا نحذر كافة الماضلين الأبطال من الوقوع في هذا الفخ بإرسال ممثلين عنهم .
حقا إذا كانوا لا يريدون التفاوض مع البعثيين ، وهم يذكرون في جميع تصريحاتهم بأن أغلب عناصر المقاومة هم من البعثيين والحرس الوطني والجيش المنحل ، إذا مع من يتفاوضون !!؟

للأسف أن بعض من يدعي الوطنية اتخذ موقفا ايجابيا من تصريحات زادة المذكورة حيث اعتبر رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني صالح المطلك أن الإدارة الأمريكية بدأت تقترب من العقلانية أكثر من السابق في التعامل مع الشأن العراقي ، مؤكدا أن هذا الاقتراح مطروح منذ نحو ثمانية أشهر.
وأعرب في تصريح للجزيرة عن أمله في تطبيق هذه الفكرة فورا على أرض الواقع . وأضاف أنه يمكن التفاهم مع المجموات التي لها أجندة وطنية وتريد فقط تخليص البلاد من الاحتلال و " ليس مع من يفجرون المدنيين" . (الجزيرة.نت : 29/11/2005)

نقول لهذا الدعي :
1- انك تعلم جيدا من يقوم بقتل المدنيين الأبرياء من العراقيين وأن المقاومة العراقية الشريفة قد استنكرت مثل هذه الأعمال الإجرامية.
إن من يقوم بها فعلا هو الموساد الصهيوني وقوات الاحتلال وكتائب الأحزاب الفارسية ( انظر مقالنا : ماذا ... لو عاد صدام لحكم العراق. شبكة البصرة؛ 2/8/2005 ).

2- إذا كان هذا الاقتراح مطروح منذ ثمانية أشهر كما تقول ولم يؤدي إلى أية نتيجة فلماذا تعتبره أكثر عقلانية ....

إننا نعتقد ، جازمين ، بأن هذه التصريحات لم تطلق مجانا وإن أحد أهدافها الواضحة هو محاولة التقرب من أسيادكم الأمريكان ومحاولة فاشلة ويائسة لكسب بعض الأصوات في الانتخابات المقبلة . والله أعلم.

إن ادعاء الولايات المتحدة تريد التحاور مع بعض فصائل المقاومة ما هي إلا محاولة يائسة وبائسة سوف لا تؤدي إلا إلى إصرار كافة مجموعات المقاومة العراقية الشريفة على النضال المستمر والعمل على رفع قدراتها للإيقاع بمزيد من القتلى في صفوف القوات الغازية، لإجبار بوش وأعوانه الصهاينة إلى الاعتراف بالهزيمة وإرغامهم على الهروب من العراق وهم يجرون أذيال الخزي والعار.

ثانيا -: طلب مساعدة الكيان الصهيوني :
الجميع يعلم بأن لهذا الكيان دورا كبيرا في غزو العراق ومساندة القوات الأمريكية الصليبية قبل وبعد الغزو ، ولكننا سوف لا نتطرق لهذا الموضوع في هذه الكلمة بل سنذكر آخر صرخة أمريكية توجهها لهذا الكيان . .. النجدة .. النجدة .. وذلك اثر قتل العشرات من جنودها على يد المقاومة العراقية الباسلة بالعبوات الناسفة الحديثة التي صنعتها محليا.
نعم لقد قام ،حديثا ، ضباط أمريكيون بالاتصال بنظرائهم من الكيان المسخ طالبين مساعدة قوات الاحتلال في العراق لإبطال مفعول العبوات الناسفة التي يزرعها رجال المقاومة العراقية والتي أدت إلى قتل عشرات ، أن لم تكن مئات ، من الجنود الأمريكيين. وقد أكدت صحيفة هارتس الصهيونية " أن مدير الفريق المشترك لمكافحة العبوات الناسفة البدائية – إنها بدائية ولم يستطيعوا السيطرة عليها أو إبطال مفعولها واضطروا للقيام بطلب النجدة من الكيان الصهيوني فلو لم تكن بدائية فأين يلتجئون !! ؟ - في العراق الجنرال جوزيف فوتيل مساعدة حلفائه من الكيان المسخ في هذا المجال، وأرسل الجنرال المذكور ، عن طريق الملحق العسكري الأمريكي في تل أبيب ، طلبا مستعجلا لغرض الحصول على تكنولوجيا سرية للغاية طورها الكيان الصهيوني لمكافحة العبوات الناسفة . وقال المحلل العسكري من الكيان المذكور المدعو عمير أورين : تم إرسال المعدات المطلوبة مع الدليل والتوجيهات الخاصة بعملها ، في غضون خمسة أيام ، جوا إلى العراق.
وأكد أورين : " أن إنقاذ بوش والجيش الأمريكي في العراق يعتمد على المخابرات العسكرية ( الإسرائيلية ) لمساعدة الأمريكان بإحباط هجمات العبوات الناسفة ، وهي النقطة الأساسية التي تراهن عليها إدارة بوش الآن ."
وفعلا تلقت مجموعة فوتيل الأمريكية شرحا من سلاح الهندسة الصهيوني ومن سلطة تطوير التسلح الصهيوني بتكنولوجيا وأجهزة لتطوير أساليب مكافحة العبوات الناسفة البدائية ، وإن الطلبات الأمريكية على هذه الأجهزة قد ازدادت في الأسابيع الأخيرة اثر قيام القوات الأمريكية تصعيد عملياتها العسكرية في المدن والقرى العراقية ذات الكثافة السكانية العربية السنية وخاصة في غرب العراق.
علما بأن الكيان الصهيوني قد طور هذه الأجهزة للرد على الهجمات التى كانت تقوم بها المقاومة اللبنانية وعلى رأسها حزب الله.
وعلينا أن نشير هنا إلى أن الطلبات الأمريكية لم تكن مقتصرة على تلك الأجهزة بل شملت التكنولوجيا والمعدات العسكرية وطريقة التحقيق مع الأسرى وحرب المدن .
وبالنسبة للتحقيق مع الأسرى فقد قال ، العضو الجمهوري في لجنة القوات امسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي جون ماكين ، : أن مسئولين في الاستخبارات العسكرية ( الإسرائيلية ) زودوا القوات الأمريكية بخبراء في اساليب التحقيق مع الأسرى العراقيين والعرب في المعتقلات الأمريكية بالعراق ، إذ أقنعوا المسئولين العسكريين الأمريكيين بأن الأساليب النفسية أكثر تأثيرا من التعذيب." ( صحيفة المدار : أمركا تستنجد ( بإسرائيل) لإنقاذها من عمليات المقاومة العراقية . 19/11/2005 )

وفي هذا المجال نقول :
1- بالنسبة للتحقيق وأساليبه فإن أبطال العراق قد تعودوا على كافة أنواع التعذيب وإن الأساليب الجديدة سوف لا تؤدي إلا إلى رفع نسبة الهستيريا لدى المحققين ، واللذين كان من بينهم الكثير من الصهاينة ، أما أبناء شعبنا الشرفاء فسوف لا تؤثر عليهم بل ستزيد صمودهم وإيمانهم بالله وبعدالة القضية التي يناضلون من أجلها وهي تحرير أرض وطنهم المقدسة من الصليبيين الجدد وأعوانهم الصهاينة ، والدفاع عن شرفهم وعرضهم .
2- أما قضية الأسلحة : فإذا استطاع الأمريكيون بمساعدة أعوانهم الصهاينة ، فعلا، إبطال مفعول العبوات الناسفة البدائية ، فإن عقلية أبطال وعلماء العراق - بلد العلم والعلماء ومهد الحضارات من سومر وأكد وبابل وأشور إلى العباسيين - التي استطاعت ، خلال أكثر من سنتين ونصف ، قهر أكبر قوة عسكرية في العالم ، أن تخترع عبوات أكثر تطورا وتبتكر وسائل أخرى أكثر فاعلية.
ولذا فإن الكيان الصهيوني ، إذا كان يستطيع مساعدة الأمريكان مرحليا ، فسيكون عاجزا حتما على قهر إرادة الأبطال المجاهدين المؤمنين والمدافعين ، بصدق، عن الدين والوطن والعرض أمام الهجمة الصليبية – الصهيونية . وكما قال سبحانه وتعالى ( قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين .) صدق الله العظيم. أوكما قال الشابي :

إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
وحسب قناعتنا فإن الأمريكان يعلمون ذلك جيدا ... ولذا فهم يحاولون لغرض الخروج من المستنقع الذي أوقعوا أنفسهم فيه إلى البحث عن محاور أخرى ، وخصوصا فإن ما قدمه لهم الكيان الصهيوني من معدات عسكرية وأجهزة لم يؤدي إلى إبطال أو التقليل من تأثير مفعول العبوات الناسفة على جنودهم .
وفي هذا المجال يحلو لنا أن نقوم برصد ما ذكرته بعض وسائل الإعلام يومي الخميس والجمعة المباركة : 1 و 2/12/2005 عن العبوات الناسفة التي طالت القوات الأمريكية والبريطانية ،حصرا، أي سوف لا نذكر ما تعرض له الجنود والشرطة العراقية ، وسوف لا نذكر القتلى أو الجرحى من الجنود الأمريكيين بأسلحة أخرى. كما سنوضح أدناه.
1- حسب ما ذكرته (مفكرة الإسلام ) يوم الخميس
- تدمير شاحنة أمريكية ومقتل سائقها شمال بغداد : ذكر مراسل المفكرة المذكورة نقلا عن شهود عيان من أهالي الطارمية أن عبوة ناسفة زرعت بجانب الطريق العام انفجرت أثناء مرور رتلا من الشاحنات المحملة بالمعدات الأمريكية مسفرة عن تدمير كامل لإحدى الشاحنات المحملة بالمعدات بالكامل ومقتل سائقها المتعاون مع القوات الأمريكية.
- مصرع أربعة جنود أمريكيين في الحبانية : لقي أربعة جنود من القوات الأمريكية مصرعهم في هجوم على دورية أمريكية في مدينة الحبانية غربي الفلوجة ، بعبوة ناسفة شديدة الانفجار زرعت على حافة الطريق قرب مأرب لغسل وصيانة السيارات حوالي الساعة التاسعة من هذا اليوم .
إن عبارة " شديدة الانفجار" أثلجت صدورنا آملين أن تكون العبوة الناسفة المتطورة التي توقعنا أن يقوم بابتكارها رجال المقاومة الأشاوس.
- مقتل وإصابة ثلاثة جنود أمريكيين في بعقوبة : انفجرت عبوة ناسفة مستهدفة رتل للقوات الأمريكية ، في حي " السادة" شرق بعقوبة وأن هذه العبوة زرعت بجانب الطريق المؤدي إلى مركز بعقوبة ، انفجرت أثناء مرور الرتل المذكور الذي كان مكونا من عدة مدرعات وعربات همر مما أدى عن إعطاب إحدى المدرعات ومقتل جندي أمريكي وإصابة اثنين آخرين .
- إصابة أربعة جنود بريطانيين في انفجار بشبه جزيرة الفاو : انفجرت عبوة ناسفة في منطقة الفاو الحدودية مع إيران، وإن العبوة دمرت عربة جيب بريطانية وأصيب أربعة جنود كانوا على متنها أحدهم جروحه خطيرة . وقامت القوات البريطانية مباشرة بتطويق المنطقة بالكامل وشن حملة دهم عشوائية على منازل السنة ،فقط، في المنطقة القريبة من مكان الانفجار.
2 - ذكرت جريدة القدس العربي نقلا عن وكالة ( يو . بي .أي ) تعرض دورية للجيش الأمريكي بمدينة الموصل أمس الأربعاء إلى انفجار عبوة ناسفة أدت ، حسب شهود عيان ، إلى مقتل جندي أمريكي وإصابة اثنين آخرين .
وقال شهود عيان أن الانفجار حصل في حي المثنى شمال مدينة الموصل ، فيما قامت القوات الأمريكية إلى تطويق مكان الحادث وغلق الطرق المؤدية إليه. ( القدس العربي : انفجار عبوة ناسفة يؤدي لمقتل جندي أمريكي وإصابة اثنين آخرين بجروح. 1/12/20045)

3- أما يوم الجمعة المبارك :
- فقد أعلنت قيادة جيش الاحتلال الأمريكي أن عشرة من جنود مشاة البحرية الأمريكية " المارينز " قد قتلوا وأصيب أحد عشر آخرون في انفجار في الفلوجة . وأوضح بيان لجيش الاحتلال أن الهجوم وقع مساء الخميس بواسطة عبوة ناسفة وضعت على جانبي الطريق أثناء مرور دورية أمريكية. وأضاف البيان : أن العبوة المتفجرة كانت مصنوعة يدويا من بقايا عدة قذائف مدفعية كبيرة. ( البصرة.نت . و الجزيرة .وكافة وكالات الأنباء يوم 2/12/2005)
وهذه عبوة تم ابتكارها حديثا أيضا ، والله أكبر والعزة للعرب وللمسلمين.

وذكرت ( مفكرة الإسلام ) أنه تم في نفس اليوم ؛
- انفجار عبوة ناسفة على رتل للقوات الأمريكية في منطقة الدوز في ديالى ، وحسب شهود عيان،أن العبوة زرعت على جانب الطريق الرئيس المؤدي إلى مركز الدوز، وانفجرت أثناء مرور رتل أمريكي مكون من 3 عربات همر وناقلتين للجند. وأسفر الانفجار عن تدمير ناقلة جند أمريكية ومقتل وإصابة 6 جنود كانوا على متنها.
- ذكر مراسل المفكرة : أن المقاومة فجرت ثلاث عبوات ناسفة مستهدفة دورية أمريكية بالمدائن جنوب بغداد. وإن عبوتين انفجرتا على الدورية مما أدى إلى إلحاق أضرار بعربتين من نوع همفي ، فيما انفجرت الثالثة لدى ترجل جنود الاحتلال من العربات بعد الانفجارين بقليل .
وأشار المراسل إلى أن الانفجارات أدت إلى مصرع وإصابة عدد من جنود الاحتلال، دون أن يتمكن من معرفة الخسائر التي لحقت بجنود الاحتلال على وجه التحديد.
- كما ذكر مراسل المفكرة : انفجار عبوة ناسفة على دورية للقوات الأمريكية مكونة من عدة عربات همر في الضلوعية جنوب سامراء.وأسفر الانفجار عن تدمير عربة همر بالكامل ومقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة آخر بجروح .
وقد تبنت جماعة " أنصار السنة والجماعة " مسئوليتها عن الهجوم في بيان وزع في بعض مساجد المدينة حصل المراسل على نسخة منه.
- مقتل وإصابة أربعة جنود أمريكيين في انفجار بكركوك : أدى انفجار لغم أرضي شديد الانفجار – وهذا شديد الانفجار أيضا- استهدف دورية أمريكية ، في حي 1 آذار قرب المعهد الفني العالي بكركوك، ألى قتل جندي أمريكي وإصابة ثلاثة جنود آخرين بجروح كما أصيب مترجم عراقي يعمل مع قوات الاحتلال.
وأكد ملازم في الشرطة العراقية الموالية للاحتلال ، كان قريبا من مكان الحادث، : أن الانفجار أسفر عن مقتل جندي كان يعتلي عربة همفي ، حيث عصف به الانفجار إلى خارج العربة مما أدى إلى كسر في الرقبة وتهشيم في الرأس.
وأشار المصدر إلى أن الجنود المصابين ومترجمهم العراقي تم نقلهم إلى مطار كركوك الذي تتخذه قوات الاحتلال مقرا لها.
- كما أن شبكة "محيط" أشارت إلى أن مصادر إخبارية أفادت : أن عبوة ناسفة انفجرت في منطقة الكفل شمال النجف مستهدفة رتل أمريكي . ولم يستطع المصدر تحديد الخسائر .

ثالثا : الالتجاء إلى إيران .
إن المثل العراقي يقول " ما يجبر على شرب المر إلا الأمر منه " وهكذا فإن بوش وزمرته لم يتركوا بابا إلا وطرقوه محاولين إيجاد علاج أو حل لتورطهم بغزو العراق.
وآخر محاولاتهم التوسل بإيران ، التي يدعون ، زورا وبهتانا ، بأنها عدوهم الأول في المنطقة إن لم تكن على المستوى العالمي ، وإن إيران وكما هو معروف تطلق على الولايات المتحدة : الشيطان الأكبر.

نعم إن بوش فوض سفير الولايات المتحدة لدى العراق ، زلماي خليل زادة، إجراء مقابلات مباشرة مع مسئولين إيرانيين من أجل الحصول على مساعدتهم لاستقرار الوضع في العراق.

وقد نقلت مجلة نيوزويك عن زادة قوله : أن لديه تفويضا صريحا من الرئيس بوش للبدء في حوار مع إيران بخصوص العراق . وأوضح السفير الأمريكي لدى العراق الذي كان سفيرا في أفغانستان : " لقد حصلت على تفويض من الرئيس للتعامل مع الإيرانيين كما تعاملت معهم في أفغانستان بشكل مباشر".
وقد لخص زادة مهمته بالقول : أن الاتصالات مع إيران تهدف إلى تشجيع إيران على اعتماد سلوك ايجابي والابتعاد عن السلوك السلبي . وأضاف سنتحدث بصراحة مطلقة وسنحث إيران على عدم التدخل في الشؤون العراقية.
وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية ، شون مكورماك ، أن الولايات المتحدة ترغب في مقابلة الإيرانيين لمناقشة قضايا مرتبطة بالعراق مؤكدا أن المناقشات لن تتجاوز ذلك الموضوع. ( الجزيرة.نت؛ 29/11/ 2005 . والشرق الأوسط 28/11/2005 )

الكل يعلم بأن المفاوضات مع إيران تنطلق من خشية السيطرة الإيرانية الكاملة على العراق ، أو لنقل على جنوبه بشكل خاص بعد انسحاب قوات الغزو . وذلك أن المحتل الأمريكي كما ذكرنا أخذ يفكر جديا بالهروب من العراق ..إذا إن ما تطلبه أمريكا هو أن تضمن إيران بقاء السيطرة الأمريكية ، ولو الغير مباشرة على العراق .

ولكن الإيرانيين ليسوا أغبياء لهذه الدرجة حيث أنه بعد أن سلمتهم أمريكا العراق على طبق من ذهب وبدون أي جهد فعلي من جانبهم فهم غير مستعدين لتقديم أية تنازلات مجانية لأمريكا . كما أن العراق ليس أفغانستان لأن أفغانستان بلد فقير هذا من جانب ومن جانب آخر إن الغالبية العظمى من سكانه هم من السنة وليس من الشيعة .

وكما أن إيران تحلم ببناء امبراطورية فارسية تشمل الهلال الشيعي وربما تمتد لتشمل كل المنطقة لذا فإن إيران لا يمكن أن تقدم تنازلات لأمريكا في هذا المجال.

إضافة لذلك فإن العلاقات الطيبة التي تربط إيران مع قادة الأكراد الصهاينة وعلى رأسهم الطالباني ، الذي زار إيران مؤخرا للقيام بالوساطة وفتح الحوار بين الولايات المتحدة وإيران ، تعتبر ضمانة إضافية لفرض سيطرتها على العراق حسبما تعتقد.
ولهذه الأسباب فقد رفض وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي ،في أنقرة يوم الأربعاء 30/11/2005 ، فرضية اجراء اتصالات مباشرة بين إيران والولايات المتحدة كما عرض السفير الأمريكي في العراق يوم الاثنين 28/11/2005. ( القدس العربي :1/12/2005 )
إن لجوء أمريكا إلى إيران يدل دلالة لا تقبل الجدل واعتراف صريح بأنها خسرت الحرب في العراق ... وإنها نزلت إلى الحضيض فعلا عندما رفضت إيران الحوار.
إن إيران تعلم بأن أمريكا لم تكن مستعدة لفتح الحوار معها إلا بعد أن عجزت عن إيجاد حل آخر ن وأصبح الملالي هم الملجأ والمنقذ الأخير أو القشة التي يتشبث بها الغريق ضنا منه بأنها ستنقذه من الغرق.

ولذا لم توافق إيران حتى على مجرد فتح الحوار ، إذا كان يقتصر على موضوع العراق فقط، بل ستطلب ثمنا باهظا لتخليص أو لمساعدة أمريكا على الخروج من المستنقع العراقي . وربما ستطلب السماح لها بامتلاك السلاح الذري.

ولكننا نقول لإيران ولبوش ولكافة الأحزاب الصهيونية والمسيحية الصهيونية والمحافظين الجدد الذين يساندن بوش ودفعوه لغزو العراق : بأنكم لا تعرفون الشعب العراقي ومقاومته وصموده .

وإن لا إيران ولا الكيان الصهيوني يستطيع أن ينقذكم من محنتكم ... لا حل لمشكلتكم إلا بالاعتراف بالهزيمة والانسحاب كأذلاء من أرض المكرمات الطاهرة وأرض الأنبياء ، من إبراهيم إلى يونس بن متى (عليهم السلام ) التي دنستموها.

الدكتور عبدالاله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا.
hamadalrawi@maktoob.com
شبكة البصرة
الاثنين 3 ذو القعدة 1426 / 5 كانون الاول 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
http://www.albasrah.net/ar_articles_2005/1205/abdel_051205.htm
الدكتور عبدالاله الراوي*

شيوخ الكويت ..... يهود الخليج
الجرائم والتجاوزات التي يقوم بها حكام الكويت بحق العراق والعراقيين .

خاص بشبكة البصرة
قبل أن يقوم صدام حسين بدخول الكويت كان العميل الأمريكي المتصهين حسني مبارك يطلق على الكويتيين "يهود الخليج".
نعم إن مبارك أطلق هذه المقولة بتاريخ 23/7/1999 وذلك بعد أن أوضح له طارق عزيز ما تقوم به الكويت من تخفيض أسعار النفط بإغراقها السوق العالمي ، والخسارة التي تطال مصر من جراء هذا العمل ، والتي بلغت خلال أشهر أكثر من نصف مليار دولار. حينها قال حسني : وبالحرف الواحد " دول ولاد ........ هم عندنا بيسموهم يهود الخليج. " (طبعا الكاتبة أو طارق عزيز حذف الشتم ووضع بدله نقاط) علما بأن مبارك كرر هذا الكلام عند زيارته الأخيرة للعراق أمام جميع أعضاء الوفدين – المصري والعراقي- (حميدة نعنع : طارق عزيز ... رجل وقضية. المؤسسة العربية للدراسات والنشر. بيروت ص. 118 )
ولا ندري هل أن المصريين قاموا بإطلاق هذه الصفة على الكويتيين بسبب كونهم أنانيين وبخلاء أو لعلاقاتهم الحميمة والمصيرية مع الصهاينة.
وحسب تقديرنا فإن كل هذه الصفات ممكن أن تطلق على حكام الكويت ولكن ليس على الشعب الكويتي لأن هنالك الكثير من الكويتيون ممن يعتز بعروبته ولديه الاستعداد للتضحية في سبيل كرامة هذه الأمة وشرفها.
ولكن قبل أن نقوم بعرض بعض الأعمال الإجرامية والتصرفات المشينة لشيوخ الكويت نرى أن نكمل ما طرحناه عن حسني مبارك وكيف انقلبت آراؤه، حول تقييم شيوخ الكويت، رأسا على عقب.
نعم لقد أصبح الكويتيون أصدقاء وأحباء مبارك هذا منذ تلقيه أوامر بوش الأب أثناء انعقاد القمة العربية في القاهرة لبحث موضوع اجتياح العراق للكويت ومحاولة إيجاد الحل في الساعات الأخيرة.
هذه القمة ، وبعد استلام مبارك الأوامر المذكورة هاتفيا، أصدرت ما يطلق عليها الجامعة العربية قرارها بالأغلبية – مخالفة ميثاق هذه الجامعة الذي ينص على أن تصدر كافة قراراتها بموافقة جميع أعضائها وليس بالأغلبية- بالموافقة على مساندة القوات الأجنبية ل (تحرير الكويت !!!) .
علما بأن صدام حسين كان مستعدا للانسحاب، وقد حمل رسالة بهذا الخصوص لكل من ياسر عرفات وملك الأردن في حينه الحسين بن طلال.
ليس غايتنا في هذا المقال مناقشة هذا الموضوع ولكننا سنحاول توضيح ما يقوم به حكام الكويت من تجاوزات على عراقنا الحبيب بعد أن أصبح يرزخ تحت نير الاحتلال الأمريكي- الصهيوني الذي تسانده مجموعة من العملاء والخونة الغرباء عن هذا الوطن .
هؤلاء الوافدون الذين آخر ما يفكرون به حماية هذا الوطن أو الدفاع عنه ضد ما يقوم به حكام الكويت وإيران من انتهاكات مفضوحة ، لأن هؤلاء الخونة الذين أصبحوا (قادة العراق الجديد!!)ممكن تشبيههم بأصنام الجاهلية – مع الفارق لأن الأصنام هذه لم تكن تؤذي أحدا- الذين لا يستطيعون الدفاع ، ليس عن الوطن، وهو ليس وطنهم طبعا، ولكن حتى عن أنفسهم من الأمريكان والصهاينة لأنهم أصبحوا مجرد أصنام أو بيادق بيد أسيادهم .
وهذا يذكرنا ببيت الشعر العربي المشهور.‘
أرب يبول الثعلبان برأسه لقد ذل من بالت عليه الثعالب

لا نريد الإطالة فيما يخص، الذين أصبحوا بغفلة من الزمن وبفضل الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية، قادة للعراق الأبي لأننا سبق وخصصنا عدة مقالات سابقة بهذا الخصوص نذكر منها (ماذا ... لو عاد صدام لحكم العراق: شبكة البصرة 8/8/2005 و قادة العراق الجديد!! والتطبيع السياسي مع الكيان الصهيوني: شبكة البصرة 25/8/2005)، لأن هدفنا هنا كما ذكرنا ذكر بعض التجاوزات والجرائم التي ارتكبها حكام الكويت بحق العراق والشعب العراقي. ولذا سنذكر وبشكل موجز ؛

أولا – بعض الجرائم والتصرفات التي قام بها حكام الكويت .

1- جرائم شيوخ الكويت بحق العراقيين في السجون الكويتية.
دون الخوض في قيام شيوخ الكويت بقتل وتعذيب عشرات الآلاف من الفلسطينيين وطرد من تبقى منهم بعد عام 1991، سوف نركز بحثنا عن بعض الجرائم التي قاموا بها بحق العراقيين الأسرى أو الذين قاموا باعتقالهم في نفس الفترة أو بعد غزو العراق الأخير عام 2003.

نعم لقد قام هؤلاء الشيوخ بجرائم بشعة بحق الموقوفين العراقيين الذين كانوا في معتقلاتهم، حيث تم قتل وتعذيب أعداد كبيرة منهم ، ثم بيع قسما منهم حديثا إلى دولة الفرس بثمن بخس ، لتقوم إيران بالمتاجرة بهم مع السلطات العراقية مستقبلا.
إن هاتين الجريمتين كافيتان لإطلاق جميع الصفات التي ذكرت على هؤلاء الحكام وبجدارة أو بامتياز.
ولكن قبل الدخول في طرح ومناقشة هذا الموضوع يحق لنا أن نتساءل لماذا لم يثر النظام العراقي السابق موضوع المعتقلين والمفقودين العراقيين في الكويت في الوقت الذي كانت الكويت مصرة بعدم عقد أي مصالحة مع العراق - رغم كافة الوساطات من قبل القادة العرب والجامعة العربية - قبل قيام العراق بإعادة الكويتيين الذين تدعي بأنهم معتقلين في العراق .
سوف نشير في هذه الكلمة إلى الفرق بين دم العراقي والأمريكي والغربي ، ولكن هل أن الكويتي أفضل من العراقي وإن دمه أغلى !!؟
نعم رغم خروج العراق من الكويت منذ ما يقارب خمسة عشر عاما فإن في داخل سجون الكويت آلاف العراقيين غير المسجلين لدى أية منظمة دولية، والآن لدى هذه الدويلة أكبر معتقل أقامته بالتعاون مع اسيادها الأمريكان ومع النظام الأردني المتصهين، هذا دون أن نتكلم عن عشرات الآلاف من العراقيين الذين تقوم السلطات الفارسية باعتقالهم بعيدا عن معرفة أو علم أية منظمة إنسانية.
ورغم تأكيد العراق على عدم وجود كويتيين معتقلين لديه وموافقته على تشكيل لجنة من قبل الجامعة العربية لتقوم بتفتيش كافة السجون والمعتقلات فإن حكام الكويت رفضوا أي حل ، بناء على أوامر أسيادهم الصهاينة والأمريكان، متخذين من هذا الموضوع وسيلة للضغط على العراق ليبقى يرزح تحت العقوبات القاسية وبالأخص الحصار الغاشم الذي استمر 12 عاما.
نعم إن الكويت لم تسجل الأسرى والمعتقلين العراقيين لدى منظمة الصليب الأحمر الدولية انطلاقا من عقدة الثأر وادعائها بفقد 600 أسير كويتي في العراق. وحسب قناعتنا فإن نسبة كبيرة، إن لم يكن جميع هؤلاء المفقودين، قد دخلوا العراق لمساندة المتمردين العراقيين والإيرانيين الذين قاموا بالتمرد في جنوب العراق عام 1991 بناء على أوامر بوش الأب.
نعود إلى موضوع الأسرى العراقيين لنقول: قبل عدة أشهر تم تأسيس (إتحاد الأسرى والسجناء العراقيين) والذي يسعى لإقامة دعوى لمقاضاة الجانب الكويتي وإلزامه بإطلاق سرح كافة المحتجزين لديه من العراقيين.
وحسب السيد محمد ادهام الحمد الأمين العام للإتحاد المذكور : بأنه سيقام مؤتمر دولي بإشراف الأمم المتحدة والصليب الأحمر من أجل تحريك قضية الأسرى والمطالبة بإطلاق سراحهم وتقديم كافة المعلومات المتعلقة بهم إضافة لتنظيم معرض لعرض صور الأسرى ؛ في سوريا وبغداد وفي أحد أروقة الجامعة العربية أيضا. والغرض من هذه الأنشطة واضح، إذ لا تعني تحقيق غايات سياسية أو مكاسب ضيقة بل بهدف تحريك هذا الملف الإنساني وإنهاء معاناة الشباب العراقي في السجون والمعتقلات ووضع حد لعذابهم مع محنة الأسر فهناك آلاف العائلات العراقية التي تنتظر عودة أبنائها أو معرفة مصيرهم على الأقل. (الشاهد المستقل: صدور أحكام الإعدام والسجن المؤبد بحق الأسرى العراقيين في الكويت. 21/6/2005).
كما أكد تقرير صادر عن الإتحاد المذكور : أن عمليات التقصي والتحقيق "التي قام بها الإتحاد بينت أن هناك ما بين 20-25 ألف عراقي مفقود في الحروب التي خاضها العراق .. وإن عدد منهم تم بيعهم أو نقلهم من قبل السلطات الكويتية إلى إيران ولدينا كل الوثائق والأدلة التي تثبت ذلك "وأوضح التقرير أن " الكويت باعت 12600 عراقي إلى إيران وإن الأخيرة لا زالت تحتفظ بهم داخل معسكرات أسر"
كما ذكر التقرير قيام الأكراد ببيع 8100 جندي عراقي "أسروا عند انسحاب الجيش من الشمال عام 1991 حيث تم تجميعهم في قلعة كلار لمدة أسبوعين، وبالتعاون مع القوات الإيرانية تم نقلهم إلى الأراضي الإيرانية وحجزهم في معسكر (كرنك) لمدة أربع سنوات بعدها تم نقلهم إلى معسكر السنك بست (الصخرة الصماء) ولا زال غالبيتهم يقبعون في زنزانات المعسكر الانفرادية بعد تعرض الكثير منهم إلى التعذيب كما تعرض البعض الآخر إلى الإعدام والابادة." . (قدس برس : ناشطون يتحدثون عن اختفاء آلاف العراقيين في معتقلات إيرانية ويحملون الكويت و(البيشمركة ) الكردية المسؤولية. 18/9/2005.)
علينا أن نوضح هنا بأن هؤلاء الأسرى يتكونون من أسرى الغزو الذي قامت بها أمريكا على العراق عام 1991 وغزو 2003 . فبالإضافة للذين تم أسرهم في الكويت عام 1991 بعد انسحاب القرات العراقية . فإن القوات الغازية قامت بنقل آلاف الأسرى العراقيين إلى سجون الكويت وقطر والبحرين لغرض طمس أثرهم.
يضاف إلى هؤلاء أيضا ال(بدون) وهم الكويتيون من أصل عراقي والذين ولدوا وآبائهم في الكويت ولكنهم لم يمنحوا الجنسية الكويتية، ولذا يطلق عليهم ال (بدون) أي بدون جنسية .
هؤلاء الذين أمضوا حياتهم وحياة آبائهم في الكويت التي استباحت دمائهم وأقدمت على اعتقال الآلاف منهم وإصرارها بعدم إطلاق سراحهم وإعدام العديد منهم ومصادرة جميع حقوقهم التي تقرها الأديان والقوانين والأعراف الدولية . (الشاهد المستقل : نفس المقال)
علما بأنه قد أثيرت أمام لجنة الأمم المتحدة للتعويضات في جنيف قضية التعويضات التي تمنح لهؤلاء ال (بدون) والتي يقوم بدفعها العراق وليس الكويت التي كانت ترفض حتى رفع قضية التعويضات التى ممكن أن تمنح لهم أمام اللجنة المذكورة وذلك لعدم اعترافها كونهم كويتيين أولا ولخشيتها من تفسير الخطوة بمثابة اعتراف ضمني بحقهم في المواطنة الكويتية ثانيا. ورغم اعتراض العراق على دفع التعويضات لكونها مسؤولية الحكومة الكويتية ولكن الاعتراض العراقي لم يحقق أي نتائج ايجابية. (الخبر: في تقرير يبين كيف تنهب أموال العراق. 26/7/2005)
وهنا يحق لنا أن نتساءل لماذا يعتبر ما قام به صدام حسين من طرد العراقيين من أصول إيرانية (التبعية) إلى بلدهم الأصلي جريمة لا تغتفر يحاسب عليها القانون ويقوم قادة العراق الجديد بإعادتهم مكرمين إلى العراق دون دفاعهم عن الفلسطينيين والعراقيين الذين تم طردهم من الكويت ؟
إن السبب واضح وضوح الشمس لأن قادة العراق الجدد!! لا يختلفون عن الذين قام صدام بطردهم من العراق ولذا يدافعون عنهم .
نعم إن الغالبية من هؤلاء الوافدين إلى العراق عندما يدافعون عن التبعية الإيرانية ويعتبرونهم عراقيين مئة بالمئة فإنهم في هذا الموقف يدافعون عن أنفسهم، وذلك لأن الغالبية العظمى مما يطلق عليهم قادة العراق ليسوا عراقيين بل من التبعية الإيرانية .
هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن عدم مطالبتهم محاسبة حكام دويلة الكويت لقتلهم وتعذيبهم وطردهم العراقيين والفلسطينيين والكويتيين من أصول عراقية (البدون) فهي بالنسبة لهم قضايا لا علاقة لها بالأولى!! لكون خونة العراق هؤلاء (قادة العراق!!) يلتقون مع شيوخ نفط الكويت في جوانب كثيرة أهمها العمالة للولايات المتحدة الأمريكية وللكيان الصهيوني، لذا لا يمكن أن يدافعوا عن الفلسطينيين أو حتى عن العراقيين إزاء من يلتقون معهم سياسيا وفكريا و(حواسميا) أيضا أي بالسرقة. لأن شيوخ الكويت يسرقون أموال النفط من مواطنيهم ويقدمون فتاتها كهدايا للوافدين الجدد للعراق، هؤلاء الذين لم تكفهم الأموال التي يسرقونها من العراق.
لأن هؤلاء الوافدين يعلمون بأن مدة بقائهم في الحكم قصيرة جدا ولذا لا يستطيعون الانتظار بل عليهم استغلال الفرصة الذهبية المتاحة لهم لتحقيق أكبر قدر من الأرباح !! قبل عودتهم إلى بلدانهم التي كانوا يقطنوها قبل دخولهم إلى العراق كما ذكرنا سابقا (ماذا .. لو عاد صدام المقالة المذكورة).
نعم إن الذي يسمح لأي جهة بإهانة أبناء شعبه والتنكيل بهم ولا يدافع عنهم لا يستحق أن تطلق عليه كلمة سياسي أو قائد، ولكن معذرة، هل أن ساسة وقادة العراق الحاليين هم عراقيون ؟ إن هؤلاء ليس لديهم ذرة من الكرامة ليدافعوا عن أبناء العراق الأبي.

2-إن أغلب إن لم نقل كافة دول العالم ، الغير عربية أو تدعي العروبة ، وافقت على إلغاء أو تخفيض ديونها على العراق إلا هذه الدويلة ، ولو كان هناك قانون دولي عادل لقام بتحميلها مع حليفتها أمريكا كافة الأضرار والخسائر البشرية والمادية التي لحقت بالعراق جراء الغزو الأمريكي الصهيوني للعراق عام 2003. هذا دون أن نذكر بأن هذه الديون قدمت للعراق من الكويت والسعودية وبعض دول الخليج الأخرى أثناء حربه مع إيران أو كتعويض عن دخول العراق إلى الكويت عام 1991.
والجميع يعلم بأن العراق دخل الحرب مع إيرن، وضحى كثيرا، للدفاع عن عروبة الكويت ودول الخليج التي كان الخميني وأعوانه يطالبون بها ويعتبرونها جزءا من الإمبراطورية الفارسية المجوسية ولولا تلك الحرب لاستطاع خميني تحقيق حلمه هذا.
أما بالنسبة للتعويضات عن حرب 1991 فلماذا لا يعوض العراق عن تدمير أغلب إن لم نقل جميع بناه التحتية وقتل مئات الآلاف من أبناءه أثناء وبعد الغزو – الذي قامت به أمريكا بمساندة بريطانيا والكويت وبعض دول الخليج الأخرى ، وبدون أي مبرر، عام 2003 ؟
ويجب أن نشير هنا إلى قيام الرئيس العراقي صدام حسين وربما بحسن نية، بالسماح للكويت باستغلال حقول الرميلة العراقية دون مقابل والتي أصبحت ، بعد غزو العراق عام 1991 ، جزءا من الكويت. (في سبيل الإطلاع بشكل مفصل على ما قامت به الكويت ننصح بقراءة مقالات الدكتور صباح محمد سعيد الراوي : الدور الدنئ لآل الصباح" مغتصبي قصبة كاظمة" في المؤامرة على العراق بدءا من عام 1990 : شبكة البصرة ).

3- وفي هذا المجال نرى أن نذكر بأن شيوخ الكويت هؤلاء تبرعوا لعوائل ضحايا جسر الأئمة بعشرة ملايين دولار نعم عشرة ملايين وليس ألف أو عشرة آلاف!! أرجو أن تحفظ هذا الرقم عن ظهر قلب. أيها القارئ العزيز.
أرأيت هذا الكرم الحاتمي!! أرأيت يا أخي كيف أن هؤلاء الحكام يشعرون بآلام إخوانهم من العرب والمسلمين وكيف يتخذون القرارات الصائبة لمؤاساتهم !!
ولكن مهلا علينا أن لا نتسرع بالحكم ، إن هؤلاء الحكام أنفسهم تبرعوا إلى الولايات المتحدة الأمريكية بنصف مليار دولار لمؤاساة المنكوبين بإعصار كاترينا.
هل قرأت الرقم جيدا نصف مليار دولار أي 500 مليون دولار، أي ما يعادل خمسين ضعفا مما قدموه لضحايا جسر الأئمة. وعلينا أن نشير هنا بأن عدد الذين قتلوا من العراقيين في حادث الجسر المذكور هو تقريبا ضعف عدد ضحايا إعصار كاترينا.
يحق لك الآن أن تسأل عن السبب.، وأنا سأقول لك، أيها القارئ العزيز، ببساطة: أن السبب واضح إن تذكرت عنوان كلمتنا هذه، وذلك لأن العلاقات التي تربط هؤلاء الحكام بأمريكا والصهيونية العالمية أقوى بكثير من رابطة العروبة أو الإسلام أو الجوار.
هذا علما بأن الكويت هي الدولة الوحيدة التي قدمت مساعداتها للحكومة الأمريكية وليس للمنكوبين أو كمساعدات إنسانية أو نقدا لمنظمات إنسانية كمنظمة الصليب الأحمر الأمريكية مثلا ، كما نصت عليه مساعدات الدول الأخرى
(cnn.com/2005/world/9/4/aid.katarina.arabic)
ومن جهة أخرى يجب أن لا ننسى أن الوضع الاقتصادي لأمريكا سيء جدا، كيف لا وهي أفقر دولة في العالم !! وبالأخص فإنها تحتاج لمزيد من المبالغ لدفع قسما منها إلى الكيان الصهيوني، لبناء مستوطنات جديدة في الضفة ولشراء وصنع أسلحة متطورة أخرى لقتل الفلسطينيين والعراقيين.
أما القسم الآخر فليتم صرفها لتدمير ما تبقى من العراق وقتل وتشريد المزيد من أبنائه الشرفاء ولذا فإنهم يحتاجون المزيد من الأموال وخصوصا بعد تعاظم الهجمات التي تقوم بها المقاومة البطلة ولذا فإن شيوخ الكويت تبرعوا لها بالمبلغ المذكور .
عفوا لقد ذكرنا ما تعانيه أمريكا من الفقر المدقع دون أن نذكر بأنهم يصرفون ما لا يقل عن خمسة مليارات دولار شهريا في العراق، لغرض نشر الديمقراطية على جماجم مواطنيه الشرفاء!!
معذرة للقارئ الكريم لأني أخطأت بمحاولة تحليل الأسباب التي دفعت شيوخ الكويت لتقديم المبلغ الكبير جدا لأمريكا بالمقارنة مع ما دفعته للضحايا العراقيين. لقد وجدت السبب الحقيقي ، نعم وجدت الحقيقة ، كما صرخ نيوتن عندما سقطت ، على رأسه التفاحة.
فعلا لقد فاتني بأن حكام الكويت عباقرة !!، حيث إنهم يعلمون بأن دم أي أمريكي يعادل ، على الأقل ، دم مئة عراقي ولذا فلو قمنا بحساب بسيط لوجدناهم قد قاموا بالتبرع على هذا الأساس ، وبالأخص فقد أشرنا بأن عدد ضحايا جسر الأئمة هو ضعف عدد القتلى الأمريكيين من جراء إعصار كاترينا.
إذا علينا أن نوجه لهم ما تستطيع إنتاجه قرائحنا من تعابير الشكر والتقدير لأنهم رفعوا من مكانة العراقي وقيموه تقييما أقل ما نقول عنه أكثر مما يستحق !!
كيف لا وإن ما يدفع من تعويض لعائلة كل جندي أمريكي يقتل في العراق 400 ألف دولار، ( جريدة البصائر : 14/9/2005 .ص.4) أما الشهداء العراقيون الذين سقطوا بأسلحة العدو الغازي الفتاكة والذين بلغ عددهم حوالي مئة ألف أغلبهم من المدنيين، عدا المعوقين، لم يفكر أي إنسان بدفع أية تعويضات لعوائل الشهداء أو للمصابين.
ونفس الشيء بالنسبة لضحايا التعذيب في السجون الأمريكية أو لضحايا قوات غدر أولما يطلق عليها جزافا القوات العراقية.
هذا دون ذكر الذين يقتلون عشوائيا من قبل القوات الأمريكية الغازية والمتعاونين معها.
عفوا لقد فاتني أن أذكر أن رئيس الوزراء العراقي المحترم جدا !! أصدر قرارا ثوريا – من الثور وليس من الثورة-، ولأول مرة، بمنح ضحايا الكاظمية الأبرياء ، اثر تفجير سيارة مفخخة ، يوم 13/9/، 2005قام بها الموساد الصهيوني وأعوانه لمحاولة بذر الفتنة بين أبناء العراق الشرفاء لخلق حرب أهلية تكون نتيجتها تفتيت العراق إلى دويلات وطوائف لا يستفيد منها سوى العدو الصهيوني ومن يسانده ، وأمريكا والمتعاونون معها ومع الكيان الصهيوني ممن يدعون بأنهم عراقيون.
نعم إن قرار الجعفري نص على دفع مبلغ ثلاثة ملايين دينار عراقي لعائلة كل شهيد ومبلغ مليون ونصف مليون دينار عراقي لكل جريح. ( الجزيرة : 14/9/2005)
ويحق لنا أن نتساءل لماذا لا يشمل هذا القرار الضحايا الآخرين !!؟ على كل حال ليس هذا موضوعنا حاليا.
بعد عرض هذه التعويضات ، سنقوم بعملية حسابية بسيطة لنرى كم يعادل دم الشهيد العراقي بالمقارنة مع القتيل من القوات الأمريكية الغازية.
المفروض أن يكون القارئ على علم بأن كل دولار أمريكي يعادل حوالي ألف وخمسمائة دينار عراقي. أي أن الثلاثة ملايين دينار عراقي تساوي 2000 دولار فقط.
ونظرا لكون التعويض الذي يمنح لعائلة الجندي الأمريكي هو 400 ألف دولار ، فبإمكاننا أن نستنتج بأن دم كل جندي أمريكي يعادل 200 شهيد عراقي من شهداء الكاظمية. أما بقية الشهداء والجرحى والمعوقين وعوائلهم فلهم الله.
وهكذا ترى أخي القارئ ، وبالدليل القاطع، بأن حكام الكويت كانوا منصفين !! عندما قدموا تبرعاتهم التي ذكرناها حين اعتبروا أن دم كل أمريكي يعادل دماء مئة شهيد عراقي فقط !!
نعم إن دم الأمريكي والغربي بشكل عام أغلى بكثير من دماء بقية شعوب الأرض دون أن نعلم السبب علما بأن كافة العلماء يؤكدون بأن دماء البشر جميعا حمراء وتتكون من كريات بيضاء وحمراء . إذا ما السبب.؟
عفوا لقد ابتعدنا عن موضوعنا الرئيس ولكن طالما دخلنا في هذا الموضوع علينا أن نقول بأن من حق الجندي الأمريكي أو البريطاني أو غيرة مما يطلق عليه قوات متعددة الجنسيات في العراق أن يقتل ويعذب العراقيين كما يشاء دون حساب.
وبالأخص بعد الضجة الكبيرة التي أثيرت حول الجرائم التي ارتكبت في سجن أبي غريب فإن أقصى عقوبة صدرت حديثا بحق التي يقال بأنها المسؤولة الأولى في هذه القضية هو الحكم عليها بالسجن لمدة ثلاث سنوات فقط .( بادية ربيع: ليندي تعتذر ، لكن بلير ... كنعان ون لاين .3/10/2005)
والسبب واضح كما ذكرنا ، لأنها لم تقتل وتعذب بشرا كالآخرين، لكونهم عراقيين !! ولذا فلم يحصل الضحايا أو أهاليهم على أي تعويضات .
نعم ثلاث سنوات فقط عن جرائم بشعة ليس لها نظير في تاريخ البشرية . ولو أن عراقي قام بقتل مواطن أوعدد قليل من الجنود الأمريكيين أو الغربيين لقامت القوات الغازية بتدمير مدن كاملة وقتل آلاف العراقيين كما حدث في مدينة الفلوجة الصامدة.
وفي هذا المجال سأذكر حادثة وقعت في البصرة قبل حوالي سنة حيث قام جنود بريطانيون بقتل طبيب عراقي، بدم بارد، واعترفوا بأن القتل كان خطأ ولذا دفعوا لأهله مبلغ 1500 دولار. نعم ألف وخمسمائة لا غير. وطبعا لو لم يكن طبيبا لأصبح التعويض أقل بكثير !!
ولكن الويل للعربي الذي يقوم بقتل أو يتهم ، مجرد اتهام ، بقتل أمريكي أو غربي ، فإن ما يجب عليه أن يدفعه لأهل الضحية يعادل ما يقارب عشرة آلاف ما يدفع لمثيله العراقي. وهذا ما تم فعلا عندما اتهمت ليبيا بأن لها يد بسقوط طائرتي ، لوكوربي و أو تي آ، حيث اضطرت لدفع عشرة ملايين دولار لأهل كل ضحية. نعم عشرة ملايين دولار أمريكي وليس دينار عراقي !!
(: l'Affaire Lockerbie . memoire. Academie de Montpellier. 2004 PP. 86 et s. Milad SALEH )
وأخيرا ألا ترى وتسمع وتقرا ،عزيزي القارئ ، كافة وسائل الإعلام العالمية التي تتحدث فقط ، وبشكل مستمر ، عن عدد القتلى في صفوف الجيوش الغازية دون ذكر ،ولو بصورة تقريبية عدد القتلى العراقيين منذ بداية الغزو الأول عام 1991 ولحد الآن. إذا العراقيون ليسوا بشرا كالآخرين !!!

ثانيا - قضية الحدود وتجاوزات شيوخ الكويت.
قبل أن نبدأ بحث هذا الفصل لا بد أن نوضح بأنه منذ أن قامت بريطانيا بإنشاء إمارة الكويت التي اقتطعتها من العراق حتى عام 1991 لم يتم ترسيم الحدود بين العراق والكويت .
حقا أنه بعد العدوان الغاشم باسم تحرير الكويت، وافقت ما يطلق عليه منظمة الأمم المتحدة التي تأتمر بأوامر الولايات المتحدة الأمريكية ، على أن تقوم الكويت بنهب مساحات شاسعة من الأراضي والسواحل العراقية.
هذا دون أن ننسى بأن دويلة الكويت بأكملها تم اقتطاعها من العراق.
لقد سبق وذكرنا بشكل موجز بعض ما تقوم به إيران والكويت للسيطرة على مدن جنوب العراق ( ماذا..لو عاد صدام لحكم العراق. شبكة البصرة. 8/8/2005 ) .

قبل أن نذكر التجاوزات الأخيرة التي قام بها حكام الكويت على الأراضي والمياه العراقية سوف نقوم بذكر بعض الأحداث التاريخية التي لها علاقة بموضوع الحدود العراقية – الكويتية.
أ – نظرة تاريخية سريعة.
لم تكن في نيتي أن أتطرق إلى تاريخ الحدود بين العراق والكويت لأن الجميع يعلم بأن مشيخة الكويت لم تكن إلا قضاء تابع للواء البصرة ، وإن البريطانيين قاموا باقتطاعها من العراق لإنشاء ما أطلق عليه (إمارة الكويت)، حيث أن الجميع يعلم أنه لم يتم الإعتراف بالكويت إلا عام 1961 (الكتور صباح محمد سعيد الراوي : المقالات المشار لها أعلاه.) ولذا لا نرى داع لذكر المحاولات الرسمية لاسترجاع الكويت منذ محولات الملك غازي رحمه الله إلى صدام حسين. ولكني قرأت عدد من المقالات لأحد الكتاب العراقيين فيه سرد لبعض الحوادث الممتعة والتي لها علاقة مباشرة بهذا الموضوع ، مما دعاني أن أقدم موجزا لبعضها. علما بأن هذا الكاتب أخذ هذه الأحداث من مصادر موثقة ذكرها بشكل مفصل . (شاكر الحاج مخلف : الكويت والعراق بين الاحتراب ووحدة التراب (دراسة وثائقية) عدة مقالات نشرت على شبكات؛ محرر جيران وحركة الكفاح الشعبي و الكادر والمدار . وكلمته: الكويتيون يؤيدون عودة الكويت للعراق. الشاهد المستقل. 16/8/2005)
1- الكويت خلال الفترة العثمانية وقبلها.
كاظمة أم الكويت : إن جميع المؤرخين المسلمين كانوا يطلقون على (الكويت) كاظمة ، وفي هذه المنطقة دارت معركة ذات السلاسل سنة 12 هجرية ، والتي حقق فيها المسلمون نصرا حاسما ، وكانت قيادة جيش المسلمين في هذه المعركة مسندة إلى البطل خالد بن الوليد.
وكاظمة أخذت اسم ( الكويت ) من بعد نسبة إلى حصن ( آل عريعر – كوت بني خالد) . وهكذا فإن تسمية (الكويت ) جاءت من تصغير كلمة كوت وهي كلمة عراقية تعني الحصن الصغير.
وإن كاظمة ارتبطت – منذ الفتح الإسلامي إلى مطلع القرن العشرين – إداريا بالبصرة وكان – أمير البصرة – هو الذي يعين الولاة لكاظمة . علما بأن الكاتب يذكر بعض أسماء هؤلاء الولاة.
- متى تم منح شيخ الكويت لقب قائم مقام : يعود إطلاق لقب – القئممقامية –على الكويت إلى عهد الشيخ عبدالله الثاني بن الشيخ صباح الثاني ، الذي كان شيخ الكويت في الفترة 1866- 1892 ، كان الشيخ المذكور يدرك جيدا حقوق أهل البصرة في أرض الكويت، ويخشى غضبهم وغضب تركيا عليه إذا ما فرط بتلك الحقوق ، وذلك عندما جهزت الدولة العثمانية جيشا عراقيا لاستعادة السيطرة على مدينة – الأحساء – العراقية والتي كان سعود بن فيصل يعمل على فصلها عن النجف وذلك عام 1865 ، ولذا بادر الشيخ المذكور بالاتصال بوالي بغداد آنذاك – مدحت باشا- الذي حكم العراق في الفترة من 1869- 1870 ليعرض عليه وضع الكويت تحت تصرف السلطات القائمة في العراق ، وأن تكون الكويت قاعدة عسكرية تركية مقابل الحفاظ على المشيخة، وعلى هذا الأساس منح الشيخ لقب قائم مقام .
- قضية العلم الكويتي : عام 1905 قام المقيم البريطاني في الخليج بمفاتحة الشيخ مبارك الصباح بأن ترفع سفنه علما خاصا – يختلف عن العلم التركي – بحيث أن يصبح من السهل على سلطات الجمارك في الخليج تميز هذه السفن عن تلك التي تحمل العلم العثماني (الهلال والنجمة) ، ولكن الشيخ المذكور كان مترددا ولم يحبذ الفكرة لأنه كان يخشى أن يؤدي مثل هذا العمل إلى مضاعفة عداوة الأتراك نحوه ، ثم وافق أخيرا على رفع نفس العلم بعد وضع كملة – كويت – باللغة العربية على العلم العثماني.
- عام 1914 اثر اندلاع الحرب العالمية الأولى وجه بي كوكس – المقيم السياسي في الخليج رسالة إلى الشيخ مبارك الصباح طالبا منه مهاجمة – أم قصر وصفوان وبوبيان – واحتلالها بالتعاون مع الشيخ خزعل خان والأمير عبدالعزيز بن سعود والشيوخ الآخرين . وقد وعد المقيم المذكور الشيخ مبارك ، في حالة مهاجمته المواقع المذكورة بقيام الحكومة البريطانية بحمايتها له واعترافها " بأن تصبح مشيخة الكويت حكومة مستقلة تحت الحماية البريطانية " وبعض الوعود الأخري.
وهكذا ترى عزيزي القارئ أن هؤلاء الشيوخ جلبوا على الخيانة وتعودوا على التبعية لأعداء العرب والإسلام.
- يذكر الشريف حسين في رسالته الموجهة إلى بريطانيا ، في بداية الحرب العالمية الأولى " إن تعترف إنكلترا باستقلال البلاد العربية من مرسين أدنة حتى الخليج العربي شمالا ومن بلاد فارس حتى خليج البصرة شرقا ، أما بخصوص ولايتي – بغداد والبصرة- فإن على العرب أن يعترفوا بإن مركز ومصالح بريطانيا العظمى الموطدة هناك تستلزم اتخاذ تدابير " ويضيف في رسالته" إن الولايات العراقية ، أي الموصل وبغداد والبصرة والتي تتبعها قائممقامية الكويت ، هي من أجزاء المملكة العربية المحضة ، بل هي مقر حكوماتها على عهد علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) – ثم على عهد عموم الخلفاء من بعده ، وبالنسبة للكويت فإنه اقترح الحل العملي لمشكلة الكويت ، فهو يرى أولا ضرورة زوال الحماية عنها، وإلغاء المشيخة وكذلك إلغاء تسمية القائممقامية ، كما يعتبر الولايات العراقية الثلاث جزءا من كيان الدولة العربية المرتقبة . علما بأن بريطانيا كانت قد تعهدت للشريف حسين بتنفيذ جميع مطالبه بعد نهاية الحرب ودحر القوات التركية ، لكنها بعد أن تحقق لها ما أرادت عادت وتراجعت عن عهودها ، بل هي تراجعت أيضا عن مجمل اتفاقاتها السرية المعقودة مع الدولة العثمانية وروسيا القيصرية ومن أبرزها اتفاقية (سايكس- بيكو ) تلك الاتفاقية التي اعتبرت الكويت جزءا من البصرة .
- في كتاب (سال نامة) أي الكتاب السنوي للدولة العثمانية والذي يتضمن القوانين الجديدة والقرارات والأوامر السطانية ... الخ نجد في الصفحة 578 قرارا بتعيين مبارك الصباح قائم مقام الكويت وتعين نائبا له مع تعيين قائم مقامين آخرين لاقضية أخرى وومتصرف لأحد الألوية العراقية .
للأسف إن الكاتب لم يذكر لنا السنة التي صدر بها الكتاب السنوي. ولكن القضية لا تحتاج إلى دليل آخر إن قائم مقام الكويت كان تابعا لمتصرف البصرة.
- بعد أن ذكر هاتين الحادثتين يقوم الكاتب بعرض بعض المحاولات التي قامت بها شخصيات عراقية وطنية لتحرير الكويت في بداية القرن العشرين، وقبل تأسيس العراق الحديث.
المحاولة الأولى : كانت بقيادة رجب النقيب وذلك عندما شعر بأن آل الصباح يعملون على فصل الكويت عن البصرة. فقد قام هذا المواطن الشريف بحشد الرجال من البصرة واندفع بهم بباخرته، وكانت خطته تهدف إلى النزول على أرض الكويت ومحاصرتها وتطويقها من كل الجهات ثم أسر آل الصباح وجلبهم مكبلين إلى البصرة .
علما بأن هذا المواطن الغيور كان قد وجه إنذارا إلى قائم مقام الكويت مبارك الصباح عام 1901 خيره فيه بين أمرين.؛ إما الموافقة على عودة تبعية الكويت إلى البصرة أو الرحيل عنها، لكن مبارك الصباح استنجد بالحامية البريطانية في بوشهر التي قطعت الطريق على رجب النقيب ورجاله.، ودارت معركة كبيرة في عرض البحر قريبا من جزيرة بوبيان تمكنت خلالها القوات البريطانية من هزيمة رجب النقيب ورجاله بفضل مدفعيتها المتفوقة.
المحاولة الثانية : وبعد عام من المحاولة الأولى أي عام 1902 جرت محاولة أخرى بقيادة أحد رجال البصرة وهو يوسف بن ابراهيم، الذي وصفه عبدالعزيز الرشيد صاحب كتاب تاريخ الكويت بالسندباد المغامر.
كانت الحملة التي قادها يوسف أكبر من حملة النقيب، وقد أعد لها إعدادا جيدا وجمع لها الكثير من الزوارق والسفن والرجال والذخيرة والمؤن. انطلقت الحملة بحرا من منطقة قريبة من أرض الكويت وكان هدف قائدها ورجاله تخليص الكويت وأهلها من آل الصباح ، لكن الأساطيل البريطانية، الحديثة والمجهزة بشكل يختلف كثيرا عن السفن والزوارق التي انطلقت من قرب البصرة، اكتشفت الحملة العراقية في عرض البحر واشتبكت معها في معارك وقتال عنيف. ولعدم تكافؤ القوتين فقد هزمت قوات يوسف بن ابراهيم .
هاتين المحاولتين غير الرسميتين شكلتا علامة على الطريق لاستعادة الحقوق الوطنية من قطاع الطرق واللصوص الذين باعوا شرفهم ووطنهم إلى قوى الشر والظلام من بريطانيين وأمريكيين وصهاينة.

2- الحكومة العراقية وموقفها من وضع الكويت.
كما ذكرنا سابقا سوف نقوم فقط بذكر بعض الحودث المهمة حول هذا الموضوع.
- رواية مهمة توضح حدود الكويت: ذكرها المؤرخ أبو حاكمة في كتابة المنشور في الكويت بعنوان (من هنا بدأت الكويت) ويعتبر هذا الكتاب من أهم المصادر التي ذكرت الوقائع والأحداث التاريخية التي حصلت في الكويت عبر سنوات تكوينها.
يذكر هذا الكاتب حادثة قتل لشخص بريطاني الجنسية، جرت عملية قتله خارج سور الكويت . واتهم في حينها بعملية القتل أحد أفراد أل الصباح.
ولكن أل الصباح رفضوا الاعتراف بالجريمة مؤكدين بأن البريطاني قتل خارج سور الكويت، ولذا فعلى هذا الأساس تكون الجريمة وقعت فوق أرض عراقية وإن المسؤولية تبعا لذلك يتحملها الجانب العراقي . لأن مسؤولية آل الصباح تنحصر في الوقائع التي تحصل داخل سور الكويت فقط. ولهذا طلبوا من الحكومة العراقية دفع التعويض للحكومة البريطانية. علما بأن سور الكويت المذكور في تلك الواقعة كان طوله 750 متر فقط . أي يحدد المنطقة التي سكنوها في أواخر القرن الثامن عشر.
للأسف لم يذكر كاتب المقال تاريخ هذه الحادثة ولكن من خلال الرواية يتضح بأنها تمت بعد تشكيل الحكومة العراقية أي بعد عام 1921أو بالأصح بعد عام 1924 .
ومنذ ذلك التاريخ بدأ شيوخ الكويت بالخروج من ذلك السور وباشروا عملية قضم الأرض العراقية حتى وصلوا إلى أم قصر وهم الآن على أطراف مدينة الزبير.
- إن رئيس الوزراء العراقي ياسين الهاشمي أكد عام 1924 على عائدية الكويت للعرق قائلا : " أن الأراضي العراقية التي كانت تحت ظل السيادة العثمانية يجب أن توحد الآن ، لأن هذه المنطقة، وأعني بها ؛ منطقة شط العرب والخليج العربي ورأس الخليج ، يجب أن تكون دولة واحدة ، ويجب أن لا تكون هناك أية فواصل بين العراق وبين هذه المناطق."
- بتاريخ 25/3/ 1926 نشرت جريدة العراق مقالة بقلم كاتب كويتي عنوانها (الحالة في الكويت) حيث يقول فيها ما نصه " نتابع التطور الذي بدأ في العراق من خلال حكم الملك الهاشمي فيصل الأول ، ونحن نشعر بالفخر لأن أهلنا وجدوا الطريق نحو المعرفة والنور، بينما نحن في الكويت نعيش في عزلة كبيرة، ويعمل أصحاب القرار هنا على بقاءنا بعيدين عن الذي يجري في الدول العربية، إن الأوضاع في الكويت صعبة، نريد من أهلنا في العراق مد يد العون والمساعدة، وعدم تركنا لقمة سائغة في فم بريطانيا وشيوخ آل الصباح".
وبتاريخ 30/9/1928 قامت جريدة النهضة بعمل تحقيقا عن التعليم في العراق .. وقالت في مرض تعليقها على خطوات التطور التعليمي في العراق ، أن رسائل عديدة وصلتها من الشباب الكويتي الذي تعلم في مدارس العراق والذي صار ينادي بضرورة ارتباط الكويت بالعراق ، وهي تنتظر اليوم الذي تعلن فيه الوحدة بين العراق والكويت ، وتزول فيه السيطرة البريطانية من العراق والكويت."
- كما نورد ما ذكره نفس الكاتب حول صرخة أهل الكويت الموجه إلى الملك غازي بن فيصل حيث ذكر أنه في أواسط عام 1929 ازدادت الاستغاثات بالملك غازي من فبل النواب الكويتيين الذين ذكروا في ندائهم "لا يمثل الكويتيون تمثيلا شرعيا غير نوابهم ، نحن عراقيون لحما ودما، نحيا ونموت للراية الهاشمية . أيها الملك المقدس أيها الجيش الباسل صرخة من أعماق القلب فهل من قائل لبيك " كما خاطبته الجماهير الكويتية " تاريخنا يؤيد ضم الكويت للعراق فليسقط الاستبداد أيها الملك المحترم ، أيها الجيش الشجاع صرخة من صميم القلب ألا يوجد من يقول أنا هنا ؟ أين العزيمة والشهامة والتعاطف يا غازي ساعد إخوتك في الكويت ، ما هذا التهاون إن ظروفنا لا تقبلها حتى القرود"
لقد تأثر الملك غازي كثيرا لمعاناة المعارضة في الكويت على يد آل الصباح فأمر بمصادرة أملاك شيخ الكويت في البصرة وحاول التدخل لإصدار عفو عن المعتقلين في الكويت بسبب المظاهرات التي قاموا بها ضد شيخ الكويت، وأخذ يوجه تحذيراته بوجوب الكف عن ملاحقة أحرار الكويت. كما بدأ الملك بالتفكير بضرورة التدخل العسكري في الكويت وذلك بسوق قطاعات من الجيش العراقي نحو الكويت للقيام بالتغيير المطلوب، أي إعادة الكويت إلى الوطن الأم، وقد أراد الملك غازي أن يعتمد على عنصر المباغتة وفرض الأمر الواقع لتنفيذ ذلك. فقرر عدم مفاتحة الوزارة – لأن المسيطر على أكثر الوزارات العراقية في حينه ليس الوزراء العراقيين ولكن مستشاري الوزارات وهم بريطانيين طبعا – وأراد أن تتم العملية بأوامر مباشرة منه ولذا أبلغ متصرف البصرة بالاستعداد لضم الكويت كما أوعز إلى رئيس أركان الجيش بسوق الجيش إلى الكويت فورا.


ب – أهم الوقائع المتعلقة بالحدود منذ غزو العراق الأخير.
1- في زمن مجلس الحكم السيء الصيت طرح أحد أعضائه مضر شوكت وهو في نفس الوقت نائب رئيس ( المؤتمر الوطني العراقي ) موضوع أن تقوم الكويت بتأجير جزيرتي وربة وبوبيان للعراق، لأن العراق لا يملك رصيفا بحريا كافيا لتصدير أو لاستيراد ما يحتاجه من بضائع وبالأخص فيما يتعلق بتصدير النفط . كما أنه لمح بشأن عدم الاعتراف بالترسيم الحالي بين العراق والكويت. عندما قال : " أن المشكلات العراقية الكويتية أوجدها البريطانيون عند تخطيط الحدود حين حرم العراق من منفذ بحري مهم على الخليج العربي ". وأضاف في تصريح لصحيفة الرأي العام الكويتية " كل استراتيجي وسياسي عندما يفكر ينطلق حتما من مصلحة بلده ، ومصلحة العراق أولا وأخيرا تدفعنا إلى المطالبة بأن يكون له هذا الممر المائي على الخليج العربي ." وأضاف أيضا " يشعر العراق بأنه مخنوق في جغرافيته ، ويتنفس بالكاد من موانئه البحرية التي لم يبق منها ما يذكر، وستبقى المشكلة قائمة إلى حين الاتفاق على هذا الموضوع سياسيا واستراتيجيا ، وتحديد الحدود العراقية الكويتية على أسس تعترف بها الأمم المتحدة." ( الرأي العام .9/1/2004 و أبو فيصل أحمد : نائب الجلبي "يقترح" تأجير جزيرتي وربة وبوبيان .. والكويت غضبانة. منتديات شبكة اوز .10/1/2004)
ولكن هذا الطرح تم التشكيك بمصداقيته وحسب جريدة الوطن الكويتية فإن وراء هذا الطرح "ابتزاز الكويت لصالحكم الشخصي" أي الشخص الذي قام بإثارة الموضوع (الوطن .12/1/2004).ونحن نضيف ربما ابتزاز الكويت لصالح حزبه أي حزب الجلبي.
ورغم أن نائب الجلبي قد أكد لنفس الجريدة بأنه يدعو إلى حوار هادئ مع الأشقاء الكويتيين ... فمثل هذا الطرح لا يعني العودة إلى منطق الحرب الذي نرفضه بشكل قاطع ، لكن في الإمكان التوافق الحضاري بين بلدين جارين، على أسس قانونية معروفة تكفل حقوق كل الأطراف ولا تخل بسيادة البلدين"، فإن شيوخ الكويت أقاموا الدنيا ولم يقعدوها (أبو فيصل أحمد : الكلمة المذكورة أعلاه.)
مما دفع العميل الصيوني انتقاض قنبر (راجع مقالنا قادة العراق الجديد !! وعملية التطبيع السياسي مع الكيان الصهيوني ( شبكة البصرة 25/8/2005) ليصرح لراديو سوا بأن هذه التصريحات "هي أفكار مجردة وتصورات شخصية الهدف منها توسيع التعاون بين البلدين " مؤكدا " ليس هناك أي تفكير في التعدي على سيادة الكويت أو التدخل في شؤونها الداخلية ... وهناك توافق وتنسيق بين المؤتمر والجانب الكويتي .." منتديات أوز : مقالة بعنوان : لم يعمر العراق بعد حتى تسعون لخرابه)
كما أن مضر شوكت نفسه قدم ما يشبه الاعتذار عندما زار الكويت في بداية شهر نيسان (أبريل) من نفس العام 2004( الرأي العام 1/4/2004)
وتعليق على هذه التصريحات يقول أحد الكتاب العراقيين عن مضر شوكت هذا " التكنوقراط العراقي اللبيب باع العراق لحسابه الخاص ، فموضوع الموانئ في الكويت سهل للغاية .... فهذا الرجل (التنوقراط) باع سماء العراق وموانئه الجوية وممتلكاته وكل حقوق النقل الجوي في العراق إلى أبد الآبدين ، بالعقد الذي وقعه مع العالية الأردنية وآل خوام ، بالتأكيد لحسابه الخاص فقط، بيعت بدون مقابل .. ووقعوا بالنيابة عني كعراقي ، العراقي الذي عاد بلا سماء، وربما لو بقي بالسلطة هذا الوزير لحين انتخاب وزير حقيقي ، لباع الأرض أيضا ، وربما يكون الآن على وشك أن يوقع عقدا لبيعي أنا شخصيا وأنا لا أدري !!" حمزة الجواهري : التنوقراط العراقي بالواسطة يبيع الفجل وليس المهنية العالية. صوت العراق. 11/1/2004).
علما بأن مضر هذا لا يختلف عن بقية قادة حزب الجلبي بموالاته للكيان الصهيوني حيث أجاب على سؤال لصحيفة الرأي العام ،بتاريخ 1/4/2005 ، : هل أن صيغة الحكم الجديد تتقبل ( الإسرائيليين) ؟ " لن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم –( لقد علقنا على هذه العبارة في مقالتنا المشار لها حول التطبيع )- ولن يعيب على العراق أن تكون له علاقات مع (إسرائيل) إذا كان هناك علاقات بين (إسرائيل ) ومصر مثلا أو الأردن، فالعراق ليس دولة مواحهة ...... لا نريد أن نكون عدوا لأحد وسنترك شرف الدفاع عن فلسطين إلى من يريد الدفاع عنا وسنتفاعل مع القضية الفلسطينية من خلال المحافل الدولية..".

كما أن رئيس الحزب الإسلامي ، عندما كان رئيس مجلس الحكم ، قال ، بتاريخ 21/2/ 2004، جوابا على سؤال لشذا هادي العبيدي عضو بلدية بغداد عندما سألته عن الأراضي العراقية التي سلخت عن العراق مثل التي تم ضمها للأردن والكويت ، : " نحن بحاجة إلى إخواننا العرب من حولنا فلا نستطيع الآن أبدا أن نفاتحهم بقضية الأراضي ، وفي المستقبل لكل حادث حديث." وعلى اثر هذا التصريح فإن حكام الكويت والأردن استغربوا هذه التصريحات وطالبوا بتوضيحات ..الخ ( وكالة الأنباء الكويتية 22/2/2004 والعربية 24/2/2004). كما أن هذه التصريحات قد ضخمت بحيث تصور بعضهم بأن العراق يطالب بضم الأردن والكويت . مما أثار عاصفة احتجاج كويتية ( عمر حسن: الكويت تستغرب تصريحات رئيس مجلس الحكم ... القدس العربي 23/2/2004. و هاني عاشور : صحيفة في بغداد: اشد الناس عداوة للعراقيين الصهاينة والكويتيون.... القدس العربي .نفس التاريخ)
إن ردود الفعل الكويتية والأردنية أجبرت هذا العميل لا أن يبرر طروحاته ولكن إنكارها جملة وتفصيلا عندما اعتبر " التصريحات التي نقلت على لسانه حول ضم أراض أردنية وكويتية للعراق بأنها ملفقة وكاذبة وغير صحيحة مشيرا إلى أنه أبلغ الجهات المعنية في هاتين الدولتين عدم صحة هذه الأنباء، وشدد على أن العراق يرغب في علاقات متميزة مع جميع دول الجوار، ووصف المملكة العربية السعودية بأنها من أهم الدول المجاورة والشقيقة الكبرى التي لم تدخر جهدا لدعم العراق." ( وكالة الأنباء الكويتية 26/2/2004)
نعتقد بأن القارئ لا يستغرب هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس حزب الإخوان المسلمين وهو الذي دخل العراق على ظهور الدبابات الأمريكية وساعد بغزو العراق مما دعا أسياده ليعينوه عضوا في المجلس المسخ ، وليقف موقفا متشددا من المقاومة العراقية البطلة.

قد يقال بأنه رغم ذلك قد قاطع ما أطلق علية الانتخابات التشريعية وهناك احتمال قوي بمقاطعته وحزبه التصويت على الدستور الذي أعد من قبل الصهاينة والأمريكيين، نقول أنه لم ولن يقاطع الانتخابات المذكورة بدافع وطني أو ليقف ضد إرادة أولياء نعمته ولكن لتأكده بأنه وحزبه سيمنون بفشل ذريع لكون كافة العراقيين الشرفاء ، وبالأخص في المناطق التي يتواجد بها حزبه ، يرفضون رفضا مطلقا هذه الانتخابات وأي انتخابات تتم والعراق يرزخ تحت نير الاستعمار.

بعد أن أشرنا إلى موقف مجلس الحكم سنذكر بعض الوقائع التي تدل دلالة واضحة على قيام شيوخ الكويت ، صنيعة الاستعمار البريطاني ، بتجاوزات على العراق والعراقيين.
2- الأحداث الأخيرة في أم قصر: بتاريخ 25/7/2005 قام مئات العراقيين الغاضبين بتحطيم حاجزا حديديا وضعته السلطات الكويتية داخل الحدود العراقية . وقد تجمع المتظاهرون أمام المجلس البلدي في مدينة أم قصر الحدودية ، أو التي أصبحت حدودية بعد قيام الكويت بنهب الأراضي والمياه الإقليمية العراقية، قبل أن يتجهوا إلى الحدود ويقوموا بانتزاع الحاجز المذكور.وانتشر أكثر من 200 عنصر من قوات الأمن الكويتية على هذه الحدود موجهين فوهات أسلحتهم تجاه المتظاهرين. ولكن أبناء أم قصر الأبطال لم يخيفهم هؤلاء أشباه الرجال بل تشاجروا معهم بالأيدي . ( الشاهد. 27/7 و 31/7/2005 و الخبر 30/7/2005)
بل أنم تركوا بنادقهم تتكلم مما دعا اللصوص للهروب، وقاموا برفع العلم العراقي وأوقفوا تمديد الحدود المسروقة . واستنجد اللصوص الجبناء بالوزراء الذين اشتروهم ليجدوا لهم حلا بتسليم الأراضي العراقية التي باعوها ، لأن واجب هؤلاء الوزراء الغرباء هو تدمير العراق وأهله وبيعه لمن يدفع لأنهم غير عراقيين. (بيان اللجنة السياسية – القيادة الموحدة للمجاهدين – بغداد. ( شبكة البصرة 2/8/2005)
علما بأن هذه التجاوزات شملت مساحات واسعة في اليابسة وفي المياه ، إضافة لذلك فإن الأراضي المتجاوز عليها غنية بالنفط ومن أخصب الأراضي الزراعية .
وإن الكويت التي تحتل مساحات شاسعة من الأراضي العراقية ، ستعلن ، بعد تمديد الأنابيب الحدودية ، توزيع الأراضي العراقية التي تريد سرقتها على شركات النفط لتقوم بحفر الآبار وسرقة مخزون حقل الرميلة وحقل الزبير وشحنه مباشرة بواسطة أنبوب حقل الروضتين العراقي إلى ميناء الأحمدي وتصديره. ( بيان اللجنة السياسية . المذكور أعلاه و كهلان القيسي: حدود الكويت الجديدة. شبكة البصرة. 18/9/2005) إضافة لذلك فإن هناك قضية قيام حكام الكويت بمد خط أنابيب ضخم جدا من الكويت المدينة إلى صفوان وأم قصر، ويبلغ قطر هذا الأنبوب حوالي متر واحد ويمتد بمحاذاة الطريق الدولي من صفوان إلى الكويت المدينة .
ويتساءل كاتب الكلمة : " إذا كان هذا الأنبوب هو للمياه أي امتصاص المياه من نهايات شط العرب إلى الكويت فهذه بادرة يتمنى العراقيون على جميع إخوانهم الخليجيين أن يستفيدوا منها ويمكن أن تنظم بعقود معينة أو لقاء مصالح معينة. بدلا من شركات التحلية التي تبيع الماء بعشرة أضعاف سعر النفط أما إذا كان هذا الأنبوب لسرقة النفط والغاز، فنوجه السؤال إلى أهلنا هناك لإيضاح الأمر لنا وأخذ الحق بأيديهم لأن الحكومة الحالية يمكن أن تبيع كل شيء، خصوصا رئيس لجنة النزاهة في الجمعية مهرب محركات الميغ، ووزير الدفاع مستورد سكراب ( السوكو – الهيلوكبتر البولندية)." كهلان القيسي : الكلمة أعلاه.)
علما بأن وزير الإعلام الكويتي يدعي بأن إنشاء الحاجز الحديدي ما هو إلا ممارسة لحقهم من السيادة ، وإن الكويت أنشأت هذا الحاجز لتعزيز الأمن على طول حدودها مع العراق . مشيرا إلى أن هذا الحاجز يقع في أراضي الكويت . وقال ردا على أعمال ( الشغب والتظاهر) على الحدود العراقية الكويتية " أن الكويت تنطلق بقيامها بإنشاء هذا الأنبوب الحديدي من احترامها والتزامها الدائم بقرار مجلس الأمن 833 الخاص بترسيم الحدود ومن حرصها أيضا على أمن منطقة الحدود وبالتالي على أمن واستقرار البلدين وخاصة أمن الأشقاء في العراق " ( الشاهد المستقل – الرقيب- 20/8/2005)
نقول للسيد الوزير المحترم جدا!! شكرا جزيلا على حرصكم هذا !! لحماية أعوانكم وأعوان الأمريكان والصهيونية من الوافدين الجدد والذين أصبحوا قادة العراق بغفلة من الزمن. ولكن يا سعادة الوزير !! هل تؤمن حقا بأن أبناء العراق الشرفاء سيتركونكم تسرقون أرضهم هكذا؟ كما يفعل من يطلق عليهم قادتهم !!

3-- لقد ذكرت صحيفة الخبر العراقية بتاريخ 5/8/2005 موضوع احتدام الجدل داخل ما يطلق عليه الجمعية الوطنية، وسبب هذا الجدل مسألة ترسيم الحدود والأحداث الأخيرة في أم قصر المذكورة أعلاه.
حيث قام أحد اعضاء الجمعية المذكورة وهو جواد المالكي – الرجل الثاني في حزب الدعوة - بقراءة بيان موضحا فيه أن الكويت تجاوزت الحدود التي تم رسمها عام 1991 لمسافة تصل في بعض المناطق إلى كيلومترين .. ثم تجاوز الكويتيون مرة أخرى ودخلوا في بعض المناطق الزراعية العراقية ونصبوا عددا من الأبراج المتعلقة بآبار النفط .
وأكد هذا العضو أن الكويتيين لم يكتفوا بذلك بل قاموا بالاستيلاء على بعض الأحياء السكنية كما قاموا بهدم بعض بيوت سكان هذه المدينة.
وذكر نفس العضو بأن التجاوزات شملت أيضا المياه الإقليمية العراقية والتي يصل عمقها إلى 16 مترا حيث اقتطعت الكويت عشرة أمتار ولم تبق للعراق سوى 6 أمتار.
وقبل أن ينهي هذا العضو الغيور على مصلحة العراق وسكان تلك المناطق كلامه قاطعه أحد القادة السياسيين البارزين بقوله : " يكفي كذب وافتراء" فرد علية هذا العضو الغيور قائلا: " هناك من تواطأ وتقاضى ملايين الدولارات لإعطاء الضوء الأخضر للحكومة الكويتية للقيام بفعلتها ... "
وهنا طلب هذا السياسي الكبير بإحالة العضو المذكور للتحقيق لتجرئه باتهام ذلك السياسي بالتواطئ ، يعني أن الذي يقول الحق لا بد من أن يخضع للتحقيق !! للأسف لم يذكر كاتب الكلمة اسم ذلك المسئول أو مركزه الوظيفي.

كما ذكر عضو آخر من الجمعية المذكورة ، والوطنية جدا !!، : بأن التجاوزات التي قامت بها الكويت مقصودة وإن المزارعين الكويتيين الذين يقومون بشراء عدد من المزارع في الأراضي العراقية ليسوا في الحقيقة مزارعين إنما هم خبراء مكامن البترول .. وإن النفق الذي حفرته الكويت حسب مخططات الأمم المتحدة الذي يمتد من العبدلي شرقا إلى منطقة الشهيد جرمان على الحدود السعودية الكويتية بطول 320 كم ألغي وتم تجاوز هذا النفق بمسافة 2-3 كم داخل الأراضي العراقية ، وقام الكويتيون بوضع أنبوبا حديديا أخذوا بموجبه نصف مدينة أم قصر.
وطالب هذا العضو بتدخل سريع لإعادة الأراضي العراقية المغتصبة ومطالبة الكويت بتعويضات كبيرة جراء تلك التجاوزات التي أدت إلى هدم منازل المواطنين العراقيين.

ثالثا : الموقف المخزي لقادة العراق الجديد!! من هذه التجاوزات.
لقد ذكرنا اتهام عضو المجلس رجال السياسة العراقيين باستلامهم رشاوى من شيوخ الكويت لقاء سكوتهم على تلك التجاوزات وغضب المسئول السياسي الكبير وطلبه إحالة هذا العضو للتحقيق لاتهامه ذلك السياسي بالتواطئ مع حكام الكويت.
ولكن هناك مواقف ثورية أخرى !! لمسئولين كبار في الحكومة الوطنية !! تدل على مدى حرصهم على العراق!! نذكر منها:
وزير الدفاع العراقي سعدون (الدليمي) ، والذي لا يمت لعشائر الدليم المناضلة بأية صلة، حيث أقسم الكثير من أبناء الدليم بأنهم لا يعرفون أي شخص يقر بانتماء العميل المذكور لأي من عشائر الدليم.
كما أصدر أحد أكبر شيوخ الدليم ، محمد المشحن ، بيانا أوضح فيه : " إن عشيرة الدليم تتبرأ إلى الله من المرتد العميل سعدون الدليمي، وهي تؤكد أن ذلك الدعي ليس منها في شيء، وإنما هي لعبة قذرة من قبل الاحتلال وأعوانه حيث نسبوا عميلهم سعدون إلى عشيرتنا كونها سنية ليقال إن نسبة كبيرة من سنة العراق يشاركون في السلطة والحكم.. وإننا بحثنا في بطون عشيرتنا وأفخاذها عن نسب أو طرف خيط يوصلنا إلى ذلك العميل لكننا لم نجده أبدًا، وما هو باعتقادنا إلا إيراني - ابن متعة - جاء ليذبح العراقيين السنة باسم السنة، وهذا بيان للناس لكي لا يخلطوا الأوراق أو يكون ذلك العميل سعدون وصمة عار بجبين العشيرة لشيء لم تقترفه. (شبكة "سيبقى العراق إلى الأبد
12/9/2005.raq4ever.blogspot.com i)
بعد أن أوضحنا أن هذا الخائن لا تربطه أية رابطة بعشائر الدليم سنقوم بتوضيح موقفه من الأحداث الأخيرة.
لقد قام هذا الوزير الشهم!! بتقديم خطة أمنية إلى الطالباني حول التصرفات التي تقوم بها القوات الكويتية واصفا إياها غير حكيمة، قائلا : " لا أتمنى أن يحرجنا الكويتيون في هذه المرحلة ، وإذا كانت لديهم حقوق فنحن مستعدون للتحاور معهم ." ( الخبر .30/7/2005 و الشاهد. 31/7/2005)
نعم هكذا نرى أن وزير الدفاع هذا الذي يصول كالأسد عندما تتعلق القضية بقتل وتشريد العراقيين الشرفاء من الرجال العزل والشيوخ والنساء والأطفال ويقوم بإطلاق تهديداته للمدن الآمنة باجتياحها بالقوات الأمريكية الصهيونية والقوات المساندة لها كما هدد مدن الرمادي والفلوجة وحديثة والقائم وراوة، ولكنه يصبح أجبن من ابن آوى عندما يتعلق الموضوع بالدفاع عن أرض وكرامة العراق والعراقيين، لأنه مضطر للانحناء أمام إرادة أسياده الأمريكان وأسياد نعمته شيوخ الكويت والسعودية وغيرهم .
2-قام بعض رجال السياسة العراقيين – الذين لا يصلحون لأن يكونوا ساسة خيل – بإطلاق "التصريحات المتشنجة والمتعالية وكذلك التملق الواضح لشيوخ الكويت أثناء زيارتهم للكويت لطمأنة القيادة الكويتية على ما حصل على الحدود ....." كما يشير نفس المقال إلى الحنان المتبادل بين أولئك السياسيين العراقيين ، والعراق منهم بريء، والسياسيين الكويتيين على حساب مشاعر العراقيين الذين رفعوا أصواتهم مطالبين بالعدل والإنصاف لما حصل ويحصل لهم من ظلم ونفاق ودعارة سياسية رافقت كل المشاكل .. لا يمكن أن يكون مقبولا عراقيا على المستوى الشعبي.
إضافة لذلك فإن هؤلاء السياسيين العراقيين الذين زاروا الكويت مؤخرا للرد على مظاهرة أو (ثورة الحدود) وصفوا المتظاهرين في البصرة وأم قصر والمطالبين بأرضهم التي تجاوز عليا أنبوب الحدود الكويتي بأنهم (رعاع وسفلة) وإنهم تظاهروا على أسيادهم كما نقلته بالحرف الواحد صحيفة (الرأي العام الكويتية) . (الخبر 30/7/2005)
إن كاتب هذه الكلمة يثير بعض النقاط التي تحتاج إلى تعليق بسيط. فمن جهة فهو يعتبر تصريحات ، الذين يطلق عليهم عراقيون خطأ، (تملق) وحسب معلوماتنا وما هو شائعا فإن التملق يتم من قبل من يقوم به طامحا بالحصول على مكسب ما ، أما هؤلاء الرعاع فمن المؤكد أنهم قبضوا ثمن تصريحاتهم تلك مقدما .. ونقدا وليس نسيئة أو على أقساط.
ومن جهة أخرى فإن نفس ما أطلق عليهم السياسيين العراقيين اتهموا أبناء أم قصر الشرفاء بأنهم (رعاع وسفلة) إن من تنطبق عليه هذه المواصفات ليس المواطن الذي يتظاهر ويقوم بتحطيم الحاجز دفاعا عن أرضه ووطنه وعرضه بل تنطبق فعلا على من يبيع وطنه وشرفه للأجنبي، هذا إن كان هؤلاء الخونة عراقيين فعلا، والعراق بريء منهم براءة الذئب من دم يوسف، و إن كان لديهم ذرة واحدة من الشرف.
كما أن هنالك نقطة أخرى تثير الاهتمام ألا وهي اتهام نفس الساسة للمتظاهرين بأنهم (تظاهروا على أسيادهم) فمن هم الأسياد هؤلاء !! أهم حكام الكويت عبيد الأمريكان والصهاينة أم حكومة الجعفري والطالباني ومن لف لفهم والذي ليس بينهم من يستحق أن تطلق علية كلمة عراقي لأن أغلبهم كما ذكرنا مرارا لا تربطهم بالعراق أية رابطة ولكونهم ارتكبوا الخيانة الكبرى بحق هذا الوطن العزيز . إذا فإن العراقيين الشرفاء الذين دافعو اعن وطنهم هم السادة فعلا وما حكام الكويت وقادة العراق الجديد !! إلا خدما وعبيدا لهم.
وأخيرا علينا أن نوضح للقارئ الكريم بأن الساسة المذكورين كانوا قد أرسلوا من قبل الجعفري رئيس الحكومة المعينة من قبل الأمريكان للاعتذار من الكويت عما حدث. ( الخبر 12/8/2005)
3-الجعفري ، رئيس الوزراء المعين من قبل أسياده الأمريكان، وموقفه من هذه الأحداث.
أكد الجعفري في كلمة أمام الجمعية الوطنية العراقية يوم الأربعاء 9/8/2005 " أن رد فعل عراقي مسلحا وقع على الحدود – لتأزيم العلاقات بين البلدين – مشيرا إلى أن : هناك مشكلة حصلت على الحدود العراقية الكويتية وإن بداية المشكلة هي على أساس أن هنالك تجاوز على الحدود العراقية ولدى التحري تبين أن المعلومة غير دقيقة وكان هناك رد فعل أخذ صبغة مسلحة ".
وأضاف : لقد وصلتني معلومات أولية عن الجهة التي تسببت باستخدام الهاون على الحدود الكويتية. وأوضح أن : هذا الإجراء غير قانوني وغير صحيح والحكومة لا تعلم به ، محذرا من أنه يهدف إلى " توسيع دائرة التأزيم بيننا وبين دولة جارة مثل الكويت ، واعتبر أن الكويت "هي الوحيدة المتضررة على طول التاريخ ."وقال : لذلك أوفدت فريقا من ثلاث شخصيات تحروا وذهبوا إلى الكويت وزاروا الحدود ميدانيا للتعرف على طبيعة المشكلة الموجودة كما التقوا وزير الخارجية الكويتي . كما أكد أنه لم يستلم بعد التقرير عما توصلوا إليه. ( الخبر 12/8/2005 وشبكة .محيط. 20/9/2005)
تضمنت كلمة السيد رئيس الوزراء الموقر!! عدة نقاط تحتاج إلى توضيح أو تعليق.
- إنه ذكر حصوله على معلومات أولية عن الجهة التي تسببت بهذه الأحداث وبشكل خاص التي استخدمت الهاون على الحدود الكويتية ، ولكنه لم يوضح من هي هذه الجهة أهي جماعة الصدر أو حزب البعث العربي الاشتراكي. والكل يعلم بأن كافة مشاكل التي تعانيها حكومتنا الوطنية بجدارة!! تأتي من هذا الحزب. على كل نحن نعتقد بأنه لو كانت معلوماته تشير إلى أن حزب البعث وراء (ثورة الحدود) لما تردد عن ذكرها. ولكن لا لأنه في هذه الحالة سيعترف بشكل مباشر بقوة تنظيمات هذا الحزب في هذه المناطق وهو لا يريد أن يعترف بذلك لكون الجعفري وعصابته يريدون التركيز على أن ما يسمونهم أنصار صدام متواجدون فقط في ما يطلقون عليه ، مع أسيادهم الأمريكان ( المثلث السني) !!
- إنكاره في بداية كلمته وجود تجاوز من قبل الكويت على الحدود الكويتية ، ولكنه في نهاية الكلمة يشير بشكل واضح بأنه لم يستلم التقرير الذي يوضح ما توصل إليه الوفد المرسل من قبله للتحري عن الحقيقة . ولكن على كل حال فهو وأعوانه ليس أمامهم إلا الاعتذار من شيوخ الكويت سواء وقع التجاوز أم لا . كيف لا وهم أنفسهم الذين سمحوا لشيوخ الكويت بالقيام بهذه التجاوزات لقاء ما استلموه نقدا وعدا.
- لقد اعتبر الجعفري ما قام به أبطال أم قصر غير قانوني وغير صحيح . لماذا ؟ بكل بساطة لأنهم لم يأخذوا موافقة حكومته الوطنية !! مسبقا.
نعم إن من يدافع عن داره وأرضه ووطنه هو في وضع غير قانوني وغير صحيح ، هكذا علمه أسياده الصهاينة والأمريكان، الذين يعتبرون هؤلاء إرهابيين!!
نضيف إلى ما ذكرناه، لو أن هؤلاء المواطنين الشرفاء لديهم ذرة من الثقة بهذه الحكومة لما احتاجوا أن يتظاهروا أو أن يصطدموا مع القوات الكويتية ، لأنه من واجب هذه الحكومة أن تقوم بما قاموا به للذود عن الوطن ولما احتاج هؤلاء المواطنين بذل أي جهد.
أو بالاحرى لو أن حكام الكويت يعلمون بوجود حكومة عراقية تدافع عن الوطن لما قامت أصلا بالتجاوزات المذكورة .
وأخيرا نقول بأن ما قدمه الجعفري يناقض بشكل كامل ما أكده عضو الجمعية الوطنية جواد المالكي في بيانه المذكور أعلاه ، وكما ذكرنا فإن المالكي هذا هو الرجل الثاني في حزب الدعوة – الذي يترأسه الجعفري – كما أن المالكي المذكور هو في نفس الوقت رئيس لجنة الأمن والدفاع في الجمعية الوطنية . علما بأن هذا العضو أكد أن ما قدمه من معلوما ت قد توفرت من خلال مشاهدات عينية على الأرض.
نقول لو أن هذا الطرح قد تم من قبل أحد مؤيدي الصدر أو غيرهم لقلنا بأن من حق الجعفري أن يشكك بما طرحه . إذا من هو على حق ومن هو على الباطل ؟ من المؤكد أن الجعفري على باطل لأنه لم يبن معلوماته من خلال مشاهدات على الأرض ولم يستلم تقرير موفديه المخلصين جدا !! والذين ذهبوا إلى الكويت للانحناء أمام شيوخها.
- لقد اعتبر أن الكويت "هي المتضررة على طول التاريخ " أي ما معناه أن العراق كان يعتدي دائما على الكويت ويقتطع من أراضيها ومياهها الإقليمية ليضمها إلى أرضه ومياهه . أما قوله على طول التاريخ ، والسيد رئيس الوزراء عبقري في كل ميادين المعرفة !!، فربما يعتقد بأن الكويت كانت موجودة كدولة لها كيان خاص منذ عهد السومريين أو ربما قبل ذلك بآلاف أو ملايين القرون !!
و الآن وبفضل وجود حكومة وطنية وعادلة جدا وبجدارة !! لا يجوز ، حسب تصور الجعفري أن يقع عليها الظلم بل يجب رفع الحيف عنها وإعطائها ما تريد تعويضا على الظلم الذي لحقها على مر العصور !!
لقد سبق وذكرنا بأن الكويت التي اقتطعتها بريطانيا من العراق كانت حدودها وحسب اعتراف الكويتيين أنفسهم ، حتى بعد تشكيل الحكومة العراقية الحديثة ، لم تكن تشمل إلا المنطقة المحصورة داخل سور الكويت الأول والذي كان طوله 750 متر فقط ثم بعد ذلك التاريخ باشروا بعملية قضم الأرض والمياه العراقية. ولذا فأين هو الظلم يا سيادة أو عفوا يا معالي رئيس الوزراء !!
وطبعا لو وجه لك سؤال حول أعمامك الفرس لقلت نفس الشيء أي أن العرب والعراق ظلموهم ناسيا أو متناسيا سرقتهم وبالتعاون مع البريطانيين، إمارة المحمرة – عربستان – عام 1925، ثم قاموا بابتلاع الكثير من الأراضي العراقية هذا دون ذكر شط العرب .
وللأسف فإن حكام العراق الجديد أو أصنام الجاهلية ، كما ذكرنا في بداية كلمتنا هذه ، بدلا من طلب محاسبة شيوخ الكويت على الجرائم التي ارتكبوها بحق العراق والعراقيين والتجاوزات التي ذكرنا قاموا بمكافئة شيوخ الكويت ، ليس بالاعتذار وتقديم الولاء لهم فقط ، ولكن بمنحهم عقود سخية تؤهلهم لسرقة خيرات العراق ، نذكر منها :
- استحواذ الشركات الكويتية على نسبة 40 بالمئة من حجم المشاريع القائمة وكذلك المشاريع التي في طريقها للتنفيذ.، وبشكل خاص المشروعات النفطية التي تزيد كلفتها على 15 مليار دولار. كما أن الحكومة العراقية المعينة من قبل أمريكا ، تعمل حاليا على إجراء دراسات وتقارير تهدف إلى إشراك الشركات الكويتية في المشاريع داخل العراق سواء بشكل مباشر أو عن طريق شركات عالمية ، وإن هذه الدراسة سيتم تفعيلها خلال الشهر المقبلة لتنفيذ مشروع ضخم ، وهو إقامة منفذ حدودي كبير للعراق ، قامت الشركات الكويتية بعمل دراسات لهذا المشروع. ( شبكة البصرة : 15/9/2005)
- كما صرح مسئول في إحدى الشركات الكويتية العاملة في العراق أن حجم إجمالي المشروعات التي تعمل فيها الشركات الكويتية بالمشاريع النفطية ارتفعت إلى 20 مليار دولار في حين كانت قبل ثلاثة أشهر 15 مليار دولار .، لافتا إلى أن شركته تنتظر المشاركة في مشروع متعلق بالخدمات النفطية قد تصل كلفته إلى 5 مليارات دولار ستطرحه الجهات المعنية خلال الفترة المقبلة. ( شبكة .محيط: 3/10/2005)
هذا دون ذكر ، بشكل مفصل ، العقود التي حصلت عليها الكويت من الجهات الأمريكية ، مكافئة للكويت على مساهمته الفعالة بغزو العراق، من هذه العقود ؛ فوز شركة المخازن الكويتية بمناقصة جديدة من وزارة الدفاع الأمريكية قيمتها نحو 180 مليون دولار ، وتستمر خمس سنوات وتشمل تقديم خدمات تكنولوجية متطورة إضافة إلى الدعم اللوجستي ونظم مناولة البضائع داخل الكويت .
كما أن نفس الشركة أبرمت في شباط (فبراير) الماضي عقدا تتجاوز قيمته ثلاثة مليارات دولار ،مع البنتاغون ، لتأمين مواد غذائية للقوات الأمريكية في العراق وقطر والكويت وأفغانستان ... الخ ( البصائر: 24/8/2005)
سبحان مغير الأحوال !! هل كان لدى شيوخ الكويت هؤلاء القدرة ، في زمن صدام ، على القيام بأبسط اعتداء على العراق أو على العراقيين !!؟ أو نهب خيرات العراق بهذه الطرق الملتوية!!؟
وحسبما يذكر بيان اللجنة السياسية – القيادة الموحدة للمجاهدين -، فإن " الجعفري ، والوزراء ، وعصابات الحكيم وبدر، والدعوة ، والأكراد ، يستلمون أموالا ورواتب من شيوخ الكويت منذ سنة 1990 ، وقبلها ،ولغاية اليوم ، مقابل سندات رسمية يحتفظون بها ، وهذه هي مصيبة العصابات !!
فإذا رفضت العصابات ، الحدود ( المخالفة للقانون الدولي ) فضحتهم الكويت ، وورطهم الغزاة وعاقبهم ، وإذا وافقوا فقد أثبتوا أنهم (وزراء للبيع ) ، وباعوا أرض العراق وزاد سجلهم الأسود خيانة عظمى !! "

لقد ذكرنا سابقا بأنه تم إعادة ( التبعية ) الذين قام صدام بطردهم قبيل الحرب مع إيران مكرمين ، ولكن يجب أن نشير بأن هناك ملايين الإيرانيين الذين عادوا معهم وتم منح الجنسية العراقية لهم . ولكن يجب أن نشير بأن هناك ملايين الإيرانيين الذين عادوا معهم وتم منح الجنسية العراقية لهم .

ليس هذا فقط بل أن جميع هؤلاء تم ضمهم لكتائب الأحزاب العميلة مثل كتائب الجلبي وكتائب حزب الدعوة وبشكل خاص فيلق غدر،التابع للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية الذي يرأسه غزيز الطابطبائي العراقي والذي يدافع عن العراق بامتياز!! كما ذكرنا في كلماتنا السابقة. كما أنهم شكلوا النواة لما يطلق عليه القوات العراقية. هؤلاء هم الذين قاموا ويقومون بقتل البعثيين والعلماء وكافة الشرفاء من أبناء العراق .

إضافة لذلك فإن هؤلاء هم وأعوانهم من الموساد ، الذين قاموا ويقومون بجميع الجرائم التي ينسبوها للمقاومة البطلة والتي يراد منها ، بشكل خاص، زرع الفتنة الطائفية.

نعم إن الذي يسمح لأي جهة بإهانة أبناء شعبه والتنكيل بهم ولا يدافع عنهم لا يستحق أن تطلق عليه كلمة سياسي أو قائد ، ولكن معذرة، هل أن ساسة وقادة العراق الحاليين هم عراقيون ؟
إن هؤلاء ليس لديهم ذرة من الكرامة ليدافعوا عن أبناء العراق الأبي.
وفي هذا المجال يطيب لنا ذكر حادثة وقعت في الثمانينيات ، لا نتذكر التاريخ للأسف، ملخصها : أن الشرطة البريطانية اعتدت على أحد الدبلوماسيين العراقيين وأهانته، فقدمت الحكومة العراقية احتجاجا رسميا مطالبا الحكومة البريطانية التحقيق في الحادث ، ولكن السلطات البريطانية أجذت تماطل ولا تريد عمل أي تحقيق في الموضوع.
وعندما شعرت السلطات العراقية في حينه بأن الحكومة البريطانية لا تريد القيام بالتحقيق ولا بتقديم اعتذارا رسميا أوعزت ، ويقال بأن صدام حسين شخصيا هو الذي أوعز إلى بعض أفراد إحدى القوات الأمنية بإيقاف أحد الدبلوماسيين البريطانيين الكبار في الشارع وإنزاله من سيارته وبسطه بسطة عراقية ، أي ضربه ضربا مبرحا وطرحه أرضا. بعدها صرح مسؤول في وزارة الخارجية العراقية بأن الذين قاموا بالاعتداء على الدبلوماسي البريطاني هم أشخاص مجهولون حسبما أعلمته الجهات المختصة بالتحقيق في الحادث.
وبهذه الطريقة فإن السلطات البريطانية اضطرت مرغمة على معاملة الدبلوماسيين ، وكافة العراقيين المتواجدين على أراضيها، كما تعامل دبلوماسي ومواطني الدول الكبرى.
نعم هذا هو التصرف المطلوب ممن يريد أن يحترم شعبه ووطنه.
حقا إن موقف الحكومة العراقية المعينة من قبل أسيادها الأمريكان " لا تتدخل بأي شأن عراقي كونها حكومة ، وكما يبدو .. إنها غير عراقية " كما يقول أحد الصحافيون العراقيون .. والذي يوضح بأن شيوخ نفط الكويت كانوا بالأمس القريب يتحاشون ذكر اسم صدام أو ذكر الجيش العراقي أو أي شيء عراقي .. أما الآن فيدخلون إلى عمق الأراضي العراقية ويضعون الحواجز كيفما يشاءون .( سعد الآوسي: " صخلة" الكويت والأكراد !! الشاهد المستقل. 2/8/2005)

وفي هذا المجال وعلى ذكر صدام ، وتحاشي ذكر اسمه من قبل الكويتيون، ولكون كلمتنا طويلة نرى من حق القارئ العزيز أن يتمتع باستراحة قصيرة ، ولذا سنروي له نكتة كان العراقيون ينفسون بها وبأمثالها عن مأساتهم بسبب الحصار الجائر الذي فرضته أمريكا والصهيونية العالمية على هذا الشعب الأبي.
النكتة تقول : دخلت امرأة على طبيب أطفال ، وبصحبتها طفلين توأم لا يمكن التفريق بينهما وكان اسم الأول صدام والثاني جابر، ، فحص الطبيب الطفل الأول ووصف له بعض الأدوية ثم فحص الثاني ووصف له أدوية تختلف عن تلك التي وصفها لأخيه.
وهنا سأل الطبيب الأم : كيف ستفرقين بينهما عندما تريدين إعطاء الأدوية لكل منهما ؟
قالت الأم : بكل بساطة فأنا أنادي بصوت عال ... صدام ... صدام ، ثم أنظر .. فالذي يكون لباسه مبلل، أي يبول على نفسه ، هو طبعا جابر ( جابر الصباح).
وأخيرا نقول لحكام الكويت الخونة : انتظروا قليلا..
. فإن المقاومة البطلة ستجبر أعوانكم ، من أمريكيين وحلفائهم، بالهروب من العراق .. وفي هذه الحالة ليس لديكم ولدى أعوان أمريكا من الوافدين إلى العراق ، والذين أصبحوا بغفلة من الزمن قادة العراق ، إلا أن يسرعوا – إن سمحت لهم الظروف – وأنتم معهم بحزم حقائبهم واللحاق بأسيادهم . وإن غدا لناظره قريب .

*دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
Email: hamadalrawi@maktoob.com
شبكة البصرة
الجمعة 3 رمضان 1426 / 7 تشرين الاول 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس