mercredi 14 mai 2008

من يريد اغتيال مفتدى الصدر ؟

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
من يريد اغتيال مقتدى الصدر؟
شبكة البصرة
ترجمة وتعليق : الدكتور عبدالإله الراوي
هذا آخر مقال للسيد جيل مونييه، الذي سبق وترجمنا له مقالين سابقا (ترجمة وتعليق الدكتور عبدالإله الراوي : الصفحة المخفية للقاعدة في بلاد الرافدين. شبكة البصرة. 4/4/2008) ونشر في الكثير من المواقع الأخرى.
والمقال الذي نقوم بترجمته تم نشره في مجلة : أفريقيا – آسيا. أيار (مايو) 2008. ولكون هذا المقال يتضمن بعض القضايا المهمة فكرنا بترجمته. ولكن قبل ذلك سنقدم بعض الملاحظات عليه فنقول :
1- لقد ذكر كاتب المقال بأن مقتدى صرح " يا الله لا تجعل مني ….. " ولكننا لم نجد هذه العبارة في نص بيان مقتدى الذي أعلن فيه تمديد فترة تجميد جيش المهدي. أنظر نص البيان على الرابط :
http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=94563
2- يشير السيد مونييه إلى " منذ ظهور جيش المهدي، في حزيران (يونيو) 2003، فإن الأمريكان والإيرانيين يتساءلون عن كيفية التعامل مع ظاهرة الصدر."
وهنا نحن لا نتفق مع هذا الطرح لأننا مقتنعون بأن لكل من الطرفين مآرب يريدون تحقيقها من خلال التيار الصدري :
أولا: بالنسبة لإيران :
إن نظام الملالي في طهران هو الذي خلق من مقتدى إحدى الشخصيات العراقية التي يشار لها بالبنان، كما يقول العرب، وإن إنشاء جيش المهدي تم بمباركة السلطات الإيرانية كما ذكرنا في مقالنا (الدكتور عبدالإله الراوي : من يقف وراء جريمتي النجف؟ صراع شيعي – شيعي أو سني – شيعي؟. شبكة البصرة. 8/4/2008).
ولكن من حق القارئ أن يتساءل : كيف تقوم إيران بذلك وهي سبق وخلقت المجلس الإسلامي الأعلى في العراق وجناحه العسكري، فيلق غدر، الذي يقوده الذليل الطباطبائي، والذي يطبق حرفيا جميع أوامر أسياده في طهران مع علاقاته المميزة مع سلطات الاحتلال. مع علمها، بصورة لا تقبل الجدل، بالخلافات أو بالأحرى الصراع بين عائله الصدر وعائلة الطباطبائي؟

نجيب على ذلك : إن ملالي طهران وقم يعلمون جيدا بأن مقتدى، هو الوحيد من بين رجال الدين الشيعة العرب، الذي ممكن أن يلتزم بتطبيق ما يملون عليه لسببين :
الأول : أن مقتدى، عدا كونه ابن محمد صادق الصدر، لا يمتلك أية صفة ليصبح قائدا أو شخصية لها قيمتها، فهو يفتقر إلى الدرجة العلمية الدينية، لكونه ليس لديه سوى صفة حجة الله التي منحها له أستاذه الحائري، مستشار خامنئي، كما أنه يفتقر إلى الذكاء والحنكة التي من المفروض أن يتمتع بهما القائد السياسي. ولذا سيبقى مدين للملالي الذين صنعوا منه شخصية ذات قيمة.
الثاني : أن إيران هي التي زودته وتزوده بالأموال والسلاح إضافة لتدريب عناصر جيشه، مما يرغمه لأن يبقى دائما تحت رحمتهم.
ولذا ورغم تأيد إيران لحكومة المالكي لتصفية جيش المهدي في البصرة ومدينة الثورة – التي يطلقون عليها الصدر – فإن مقتدى وتياره :
" ما زال... متمسكاً بولائه لإيران , وما زال تخوفه من فقدان هذا الولاء والذي يعتبر الأساس في وجوده واستمرار ديمومته. " (الهيئة العراقية للاستشارات والبحوث. 12/5/2008)
ولذا فإن ملالي طهران راهنوا على مقتدى وقدموا الدعم له لعلمهم بأنه سيحصل على شعبية كبيرة بين الشيعة، وبالأخص العرب منهم، لكونه عربي ويدعي بأنه ضد قوات الاحتلال.
وهكذا استطاع تجنيد الكثير من العرب الشيعة الذين يقفون ضد احتلال بلدهم، وكذلك الذين يحقدون على فيلق غدر وعائلة الطباطبائي لما قاموا به من جرائم بحق الكثير منهم أو من أقربائهم في إيران.
ولكن ماذا تستفيد إيران من التيار الصدري؟ لملالي طهران عدة أهداف نوجزها بما يلي :
أ- إن إيران وضعت كل ثقلها لغرض أن يفوز الشيعة الموالين لها والمتعاونون مع سلطات الاحتلال بعدد كبير من الأعضاء في مجلس النواب وليتم التصويت على ما أطلق عليه الدستور، الذي استمد أكثر مواده من قانون إدارة الدولة العراقية المؤقت الذي وضعه الصهاينة وبريمر والذي أبقى، بصورة خاصة، على النظام الفدرالي.
ولولا تأييد التيار الصدري لما تم تحقيق ما رسم للعراق من قبل التحالف الثلاثي، الصهيو – أمريكي – صفوي.
ب - إن من مصلحة النظام الإيراني استمرار الفوضى في العراق ولذا فإن مقتدى سيكون الأداة التي بإمكانها تحقيق ذلك.
بعد أن قامت إيران بالتعاون مع قوات الاحتلال والموساد الصهيوني بزرع الفتنة الطائفية، من خلال فيلق غدر وجيش مقتدى، فهي وضعت مخطط للمستقبل البعيد أي في حالة الوصول إلى إنهاء هذه الحرب الطائفية، بناء على وعي العراقيين، فإنها تستطيع تأجيج حربا شيعية – شيعية بين التيار الصدري وجماعة الطباطبائي الحكيم.

يضاف لذلك فإن النظام الإيراني استعمل ويستعمل مقتدى وتياره ورقة ضغط على الأمريكان. أي كلما اقتضت الضرورة فإنها تدفع مقتدى للتمرد على الأمريكان مع إلحاحه على ضرورة انسحاب قوات الاحتلال من العراق لتجبر الولايات المتحدة للتفاوض معها وتقديم ما تريده من تنازلات وبالأخص فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني.
ثانيا : فيما يتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية :
إن كاتب المقال يشير إلى " صدر قرار جورج بوش بإلقاء القبض على مقتدى.. الخ " في الحقيقة إن من أصدر مذكرة إلقاء القبض على مقتدى هو قاض عراقي، رعد الجوحي، ولذا كان المفروض أن يقول : أن بوش أصدر أمرا لتنفيذ قرار القاضي المذكور.
ثم يذكر الكاتب بان سبب عدم تنفيذ الأمر المذكور لأن الاستخبارات العسكرية المرتبطة بقوات الاحتلال تراجعت عن " إلقاء القبض أو قتل مقتدى " لكونها شعرت بأن مقتدى كان على علم بالمكيدة.
ونرى بأن ما ذكر هنا غير مقنع نهائيا، لأن علم الجاني بأن السلطات المختصة ترصده لإلقاء القبض عليه لا يمنع تلك السلطات من ملاحقته. ولكن هنالك أسباب أخرى.
ولكن قبل أن نقوم بطرح الأسباب أو السبب الجوهري، نرى تقديم بعض ما ذكره بريمر حول هذا الموضوع :
إن بريمر يذكر في كتابه (عام قضيته في العراق. ترجمة : عمر الأيوبي. دار الكتاب العربي. بيروت. 2006).
- منذ بداية بروز مقتدى ونشر خبر نيته بتشكيل " جيش إسلامي " طرح بريمر على الجعفري، الذي كان رئيسا لمجلس الحكم السيئ الصيت، قائلا له : " إن مقتدى يشكل خطرا متناميا " و يقول أيضا : " لقد ازداد قلقلنا منذ عدة أسابيع من أنشطة هذا الشاب المثيرة للشغب." كما أشار إلى سيطرة أنصار مقتدى على بعض الجوامع وقيامه بقتل العراقيين. ص ص 159 وما بعدها. وطبعا العراقيين الذين قاموا بقتلهم هم من البعثيين الذي بدأ أزلام مقتدى بتصفيتهم بناء على أوامر أستاذه الحائري.
وكان بريمر في حينه قد أعد خطة لإلقاء القبض على مقتدى ولكن القوات العسكرية الأمريكية تلكأت في تنفيذ قراره. ثم يذكر : " أرسلت قيادة الاستخبارات المركزية في لانغي، فرجينيا، إلى الرئيس، يقصد الرئيس الأمريكي، ما اعتبرته تقيما شبه هستيري عن (مخاطر اتخاذ إجراء بحق مقتدى) ورأت الوكالة أن علينا تجاهله، وإن التأييد الذي يحظى به ضعيف بالفعل، وسيتلاشى بالتدريج. "

نعلق على هذه الرسالة بالقول : إذا كانت لا توجد مخاطر من اتخاذ إجراء بحق مقتدى، أي توقيفه، لماذا طلبت الاستخبارات ت المركزية تجاهله؟ وهل أن الاستخبارات الأمريكية وصل بها الغباء لتعتقد فعلا بأن تأييد مقتدى سيتلاشى؟

لا يوجد عاقل يقتنع بهذا الطرح الساذج، وحسب قناعتنا فإن الوكالة المذكورة تعلم جيدا بأن التيار الصدري سوف لا يتلاشى بل سيصبح قوة كبيرة ومؤثرة. إذا لماذا طلبت تجاهل إلقاء القبض عليه أو قتله؟
وفق تصورنا، كما أن لإيران مقاصدها بدعم مقتدى وتياره، فإن لأمريكا أهداف لا تختلف عن تلك التي تريدها إيران والتي ذكرناها، وهي :
نظرا لقناعتنا بأن أمريكا جاءت للعراق لغرضين : الأول : ذكرناه في بحثنا (الدكتور عبدالإله الراوي : تفتيت العراق.. مطلب صهيوني – صليبي – صفوي. شبكة البصرة. 10/10/2007) وهو تفتيت العراق خدمة للكيان الصهيوني. والثاني : إبقاء قواعد دائمة في العراق أو في الدويلات التي شيتم إنشائها من تقسيم العراق.

ولذا أرادت استعمال التيار الصدري ورقة لتحقيق ذلك. ولكن كيف؟
في حالة وجود ضغط عليها من قبل الأحزاب الشيعية الموالية لإيران كالمجلس الأعلى الإسلامي مثلا، لسحب قواتها من العراق، فإنها ستستعمل مقتدى لإشعال حرب شيعية – شيعية لتبرير بقاء قواتها في العراق.
ونفس المبدأ ينطبق في حالة التقسيم، لا سامح الله، فإنها ستبقي قواتها في الإقليم الشيعي بحجة ضرورة تواجدها لحفظ الأمن، بعد خلق مصادمات بين التيار الصدري وغرمائه من الشيعة.

3- يذكر الكاتب علاقة إيران ببعض المجموعات من تنظيم القاعدة، وقد أوضحنا بصورة مفصلة العلاقة بين القاعدة وإيران في مقالنا (الدكتور عبدالإله الراوي : تنظيم القاعدة.. هل له يد في تفجيرات سامراء الأخيرة؟. شبكة البصرة. 23/7/2007)

4 – يقول السيد مونييه : بأن أعداء الصدر – الذين تم تجنيدهم من قبل رجال النفط يريدون منع الصدر من المشاركة في الانتخابات أو تصفيته.
ولكنه لا يذكر بان منع الصدر من المشاركة في الانتخابات المحلية سيؤدي إلى فوز محقق للمجلس الأعلى الإسلامي وبالتالي تصويت مجالس الجنوب والوسط لصالح تكوين إقليم وسط وجنوب العراق، أي تكوين الإقليم الشيعي وتطبيق النظام الكونفيدرالي.
بينما في حالة فوز مقتدى وحزب الفضيلة في بعض هذه المحافظات سيؤدي إلى وأد أحلام الكيان الصهيوني والطباطبائي وإيران وأمريكا بتفتيت العراق.

5- ذكر الكاتب قضية تسمم مقتدى، ونقول هنا بأن عدة مصادر أكدت بأن قضية التسمم حقيقية وليست إشاعة وإن مقتدى يعالج في أحد مستشفيات طهران. (السيد مقتدى يعالج في مستشفيات إيران من تسمم وحالته الصحية خطرة جدا. جريدة حوارات الالكترونية. 25/2/2008. و أنباء خاصة تؤكد تعرض السيد مقتدى الصدر لمحاولة اغتيال بفعل مواد سامة أو مشعة. النهرين. نت. 20/2/2008)

ترجمة المقال
من يريد اغتيال مقتدى الصدر؟
بقلم جيل مونييه. أفريقيا – آسيا. أيار (مايو) 2008
" صولة الفرسان " العملية العسكرية التي أطلقها المالكي في البصرة في نهاية آذار (مارس)، التي كان المفروض أن تحمل ضربة قاضية على جيش المهدي، الكتائب التابعة لمقتدى الصدر.
ولكن هذه العملية تحولت إلى إهانة لرئيس الوزراء العراقي، وإلى فشل تام بالنسبة للجنرال بيترايوس الذي دعمها.
" اللهم، لا تجعل مني الشخص الذي يسبب أذى للمسلمين أو الذي يزرع التفرقة بينهم. "، هكذا صرح مقتدى الصدر، وهو يقرر، يوم 22 شباط (فبراير) 2008، تمديد تجميد أنشطة جيش المهدي لمدة ستة أشهر أخرى، هذا التجميد الذي تم لأول مرة في شهر آب (أغسطس) الماضي.
إن الأمريكان وحلفائهم، حزب الدعوة والمجلس الأعلى الإسلامي، فرحوا بخبث، لكونهم فسروا، خطأ، قرار الصدر هذا كدليل ضعف من جانب التيار الصدري.
ولذا، عندما قام ديك تشيني في " زيارة مفاجئة " إلى بغداد، طلب منهم، بتاريخ 17 آذار (مارس) 2008، تصفية جيش المهدي في محافظة البصرة، وقد تصورا بأن الفرصة سانحة للتخلص من غريمهم.
بالنسبة لنائب الرئيس الأمريكي، فإن هذه العملية من المفروض أن تسمح للجنرال بيترايوس وللسفير الأمريكي رايان كروكر، للظهور أمام الكونغرس، يومي 8 و 9 نيسان (ابريل)، وهما في موقف قوي عندما يقدمان تقريريهما.
ولكن العملية أخذت مجرى معاكس لما يتوقعون، ولذا فإنهما طالبا بتأجيل عودة الجنود الأمريكيين إلى بلادهم التي كان من المفترض أن تتم في شهر تموز (يوليو)، لغرض مقاومة " عودة العنف ".
يوم 24 آذار (مارس)، أطلق نوري المالكي " صولة الفرسان " العملية العسكرية التي هدفها " فرض الأمن " في البصرة.
القوات الحكومية مع فيلق بدر – كتائب المجلس الأعلى الإسلامي – التي تتكون من 30 ألف عنصر، تم استقبالها بانتفاضة شعبية في البصرة، بالإضافة لمعارك بالأسلحة الثقيلة في الديوانية والسماوة والناصرية والحلة، وفي عدة أحياء في بغداد مثل الصدر والشعلة.
أما في الكوت فإن مساندي المالكي والحكيم اضطروا للهروب خوفا من تصفيتهم.
إن أكثر من ألف من الضباط والجنود والشرطة امتنعوا عن القتال أو التحقوا بجيش المهدي في الوقت الذي كانت فيه الطائرات الأمريكية والبريطانية تقوم بقصف المواقع التابعة للتيار الصدري.
رئيس الوزراء العراقي أصبح قائدا للمعركة، بينما هو يفتقر إلى أية تجربة عسكرية، قام بالتهديد وتوجيه الإنذارات واعتبر " المتمردين الشيعة " ك " أسوأ من القاعدة " ولكن دون نتيجة.
ولذا اضطر وبسرعة لإيقاف الهجوم.
جورج بوش، الذي صرح بتهور، بأن هذه المعركة " فرصة حاسمة في تاريخ العراق الحر "، قبل دون تردد المفاوضات في مدينة قم في إيران، للوصول إلى عمل هدنة مع مقتدى الصدر.
وهذه المفاوضات تمت بحضور قاسم سليماني، قائد قوات القدس المرتبطة بحرس الثورة، علما بأن هذا التنظيم مسجل لدى الولايات المتحدة في قائمة المنظمات الإرهابية.
مكائد، ازدواجية اللعبة، وجرائم.
مباشرة بعد دخوله البصرة، بادر المالكي بالهجوم وبتوجيه إنذارا لمقتدى مطالبا فيه حل جيش المهدي، وبخلاف ذلك سيتم منع التيار الصدري من المشاركة في الانتخابات المحلية " المحافظات "، التي من المقرر أن تجري في شهر تشرين الأول (أكتوبر)
هذا الطلب تم رفضه من قبل آيتي الله السستاني والحائري، ولكن هذا الرفض لم يؤثر على مسيرة الأحداث اللاحقة.
في الحقيقة إن معارك البصرة، ليست فقط صراع بين نوري المالكي وعبدالعزيز الحكيم – رئيس المجلس الأعلى الإسلامي – ضد مقتدى الصدر و آية الله اليعقوبي الذي يقود حزبا صغيرا (الفضيلة)، والذي يعتبر قوة مؤثرة في الإقليم النفطي (البصرة).
ولكن يضاف لذلك عدم التطابق بالآراء بين حزب الدعوة والمجلس الأعلى الإسلامي ن وبالأخص فإن عملية " صولة الفرسان " سمحت للمالكي بتوقيف رئيس المجموعة الإرهابية " ثأر الله "، وملاحقة حزب الله في العراق وحركة سيد الشهداء، هذه التنظيمات المرتبطة بعائلة الحكيم وبالمخابرات الإيرانية.
كما أنه توجد نقطة خلاف أخرى وهي : قضية استحداث الإقليم الشيعي الكبير الذي يمتد من البصرة إلى النجف.
هذا المشروع الذي يدافع عنه عبدالعزيز الحكيم باسم الفيدرالية، يعارضه كل من اليعقوبي البصري والصدر الوطني، كما أن المالكي لا يؤيده.
الحكيم يطالب في الواقع، بالاستقلال شبه الكامل لهذا الإقليم ن مما يعني تطبيق نظام كونفيدرالي في العراق.
منذ ظهور جيش المهدي، في شهر حزيران (يونيو) 2003، فإن الأمريكان والإيرانيين يتساءلون عن كيفية التعامل مع ظاهرة الصدر.
مقتدى ابن آية الله الكبير محمد صادق الصدر، الذي اغتيل عام 1999 في ظروف تدعو للجدل حول من قام بهذه العملية – بين محمد باقر الصدر غريمه المقرب من الإيرانيين وصدام حسين – وإن حجة الله الشاب، الدرجة الدينية التي تسبق درجة آية الله، أصبح أحدى الشخصيات الأكثر شعبية في العراق.
إن عملية الاغتيال، في شهر آب (أغسطس) 2003، في النجف لآية الله محمد باقر الحكيم، زعيم (المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق)، والذي اتهم مؤيدوه مقتدى الصدر بعملية الاغتيال قبل أن يوجهوا الاتهام إلى " النواصب " – مصطلح يستعمل من قبل الشيعة قاصدين به السنة – لم يؤثر على صورة مقتدى لدى مسانديه، لأن موقف القاعدة الشعبية للتيار الصدري هي بالأساس لا تتطابق مع ما يطرحه الإيرانيون.
وهنا يجدر بنا أن نشير إلى أن صدام حسين، الذي كان مختفيا، استنكر عملية الاغتيال هذه.
في نيسان (ابريل) 2004، صدر قرار جورج بوش بإلقاء القبض على مقتدى الصدر في قضية اغتيال عبدالمجيد الخوئي، الذي حدث اغتياله قبل عام من صدور هذا القرار، أية الله هذا كان قد وصل حديثا من لندن وكلن وصوله سببا لتسميم الوضع.
رجل الدين هذا، الذي كان والده يرأس حوزة النجف بين 1970 – 1992، معروف بعلاقاته بالمخابرات العسكرية البريطانية (mi6)، ووفق صحيفة نيوزويك فإن وكالة المخابرات الأمريكية (سي أي آي) منحته 13 مليون دولار في سبيل كسب الشيعة وتوحيدهم خلفه لتطبيق المخطط الأمريكي في العراق.
مثلث الشيطان
بعد عملية الاغتيال المذكورة حاولت إدارة بوش " إلقاء القبض، وفي حالة الضرورة قتل " مقتدى.
ولكن " عملية ستيوارت " التي أثارها الصحافي سيمور هيرش، تم التراجع عنها، لكون الاستخبارات العسكرية التابعة للقوات الأمريكية شعرت بأن الهدف " مقتدى " كان على علم بالمكيدة.
المخابرات الإيرانية، معروفة بكونها عملية، حيث استطاعت المناورة على أغلب الحركات الشيعية – ومن المؤكد على بعض المجموعات الصغيرة من القاعدة أيضا – في سبيل أن يبقى العراق بصورة دائمة في فوضى والأمريكان غائصين في المستنقع.
كما أنها تحالفت مع مقتدى رغم علمها بالنتائج المتوقعة من هذا التحالف ومع كونه يعارض أن تكون المرجعية الشيعية في قم عوضا عن النجف.
مهدد بالتهميش التام، مع احتمال إبعاد تياره عن المشاركة في الانتخابات المحلية " المحافظات " المقبلة في شهر تشرين الأول (أكتوبر)، وإن أعداءه من الشيعة – الذين يتم تشجيعهم من قبل رجال النفط الغربيين، الذين ينتظرون بفارغ الصبر خصخصة النفط – يلقون بآخر أوراقهم.
إنهم يريدون منع الصدر من المشاركة في الانتخابات، أو بالأحرى تصفيته جسديا.
قبل عدة أيام من معارك البصرة، ظهرت إشاعة تؤكد بان مقتدى في غيبوبة " الكوما " اثر تناوله مواد – دست له – سامة أو مشعة.
إن مصدر هذه الإشاعة، وفق الموقع التابع للتيار الصدري " نهرين.نت " : هو " مثلث الشيطان " أي " الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وبريطانيا."
أحد المقربين من مقتدى هدد : " إن الذين أطلقوا هذه الإشاعة، هم الذين يريدون اغتياله. وفي حالة وصولهم لتنفيذ ذلك، فإن العراقيين سيسبحون في بحر من الدماء. "
نقول الله يستر...
الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
hamadalrawi@maktoob.com
تجدون كافة مقالاتنا التي نشرت بعد الغزو على
http://iraqrawi.blogspot.com

نص المقال المترجم

http://www.afrique-asie.fr/images_articles//30/irak.pdf

QUI VEUT ASSASSINER MOQTADA AL-SADR ?
par Gilles Munier (Afrique Asie – mai 2008)
« La charge des chevaliers », opération militaire lancée à Bassora fin mars par Nouri Al-Maliki, devait porter un coup fatal à l’Armée du Mahdi, la milice de Moqtada Al-Sadr. Elle s’est transformée en humiliation pour le Premier ministre irakien, et en déconfiture pour le Général Petraeus qui la soutenait.
« O Dieu, ne faites pas de moi une personne causant du mal aux musulmans ou semant la division dans la communauté », a déclaré Moqtada Sadr, en ordonnant, le 22 février 2008, la prolongation pour six mois du cessez-le-feu qu’il a décrété en août dernier. Les Américains et leurs alliés chiites d’Al-Dawa et du Conseil suprême de la révolution islamique en Irak (CSRII), s’en étaient félicités, hypocritement. Ils interprétaient, à tort, sa décision comme un signe de faiblesse. Aussi, quand Dick Cheney, en « visite surprise » à Bagdad, leur a demandé, le 17 mars 2008, d’éliminer l’Armée du Mahdi de la région de Bassora, ils ont cru le moment venu de se débarrasser de leur rival. Pour le vice-président américain, l’opération devait permettre au général Petraeus et à l'ambassadeur Ryan Crocker d’intervenir au Congrès, les 8 et 9 avril, en position de force pour présenter le nouveau rapport d'étape. L’affaire ayant mal tournée, ils ont plaidé et obtenu une pause dans les rapatriements de soldats après ceux prévus en juillet, pour lutter contre le « regain de violence ».
Le 24 mars, Nouri Al-Maliki a lancé « La charge des chevaliers » une opération destinée à « rétablir la sécurité » à Bassora. Les forces gouvernementales et la Brigade Badr – la milice du CSRII -, soit 30 000 hommes, y ont été accueillies par un véritable soulèvement populaire, avec combats à l’arme lourde à Diwaniyah, Samawa, Nasiriyah, Hilla et dans plusieurs quartiers de Bagdad, comme Sadr City et Choula. A Kut, les partisans de Maliki et d’Al-Hakim se sont enfuis de peur d’être exécutés. Plus d’un millier d’officiers, de soldats et de policiers sont restés l’arme au pied ou ont rejoint l’Armée du Mahdi, tandis que des avions américains et britanniques bombardaient les positions sadristes. Le Premier ministre irakien, devenu chef de guerre alors qu’il n’a pas d’expérience militaire, a menacé, lancé des ultimatums et décrit les « insurgés chiites » comme étant « pires qu’Al-Qaïda », sans résultat. Il a dû rapidement se résoudre à stopper l’offensive. George Bush, qui avait imprudemment déclaré que cette bataille était un «moment décisif dans l'histoire d'un Irak libre», a accepté sans mot dire la négociation d’une trêve avec Moqtada Al-Sadr, à Qom, en Iran, en présence de Qassem Suleimani, commandant de la Force Al-Quds des Gardiens de la Révolution, un Corps pourtant inscrit aux Etats-Unis sur la liste des organisations terroristes…
Intrigues, double-jeux et crimes
Sitôt rentré à Bagdad, Maliki a contre-attaqué en sommant Moqtada Sadr de dissoudre l’Armée du Mahdi, sans quoi son mouvement serait écarté des élections régionales prévues en octobre. Cette exigence a été rejetée par les Grands ayatollahs Sistani et Haeri, mais cela ne présage en rien de la suite des événements. En effet, la bataille de Bassora n’est pas seulement un conflit opposant Nouri Al-Maliki et Abdul-Aziz Al-Hakim – chef du CSRII – à Moqtada Sadr et à l’ayatollah Yaqoubi qui dirige le petit parti de la Vertu (Fadhila), puissant localement dans le secteur pétrolier. Il se double de dissensions entre Al-Dawa et le CSRII. L’opération « La charge des chevaliers » a permis à Maliki d’arrêter le chef du groupe terroriste Tharallah (Vengeance de Dieu), et de s’en prendre au Hezbollah en Irak et au Mouvement Sayyid al-Shouhada, liés à la famille al-Hakim et aux services secrets iraniens.
Autre source de frictions : la création d’une grande région chiite allant de Bassora à Nadjaf. Ce projet défendu par Abdul-Aziz Al-Hakim, est combattu pour des motifs différents par le régionaliste basri Yacoubi et par le nationaliste Sadr, mais aussi par Maliki… au nom du fédéralisme. Al-Hakim réclame en effet, l’autonomie pure et simple de la région, ce qui équivaudrait à transformer l’Irak en confédération.
Depuis l’apparition de l’Armée du Mahdi, en juin 2003, les Américains et les Iraniens se demandent comment gérer le phénomène Moqtada. Fils du Grand ayatollah Mohammad Sadeq Al-Sadr, assassiné en 1999 dans des conditions controversées – l’ayatollah Mohammed Baqir Al-Hakim, son rival pro-iranien, et Saddam Hussein ont été accusés tour à tour du meurtre – le jeune hojatoleslam, titre religieux précédant celui d’ayatollah, est devenu une des personnalités les plus populaires d’Irak.
L’assassinat, en août 2003, à Nadjaf, de l’ayatollah Mohammed Baqir Al-Hakim, leader du CSRII (Conseil supérieur de la révolution islamique en Irak), dont les partisans ont accusé Moqtada avant de s’en prendre aux « nawasib » - terme utilisé par les chiites pour désigner les sunnites qui leur sont violemment hostiles - n’a pas terni son image, au contraire car sa base est anti-iranienne. A noter qu’à l’époque, le Président Saddam Hussein, dans la clandestinité, avait condamné l’attentat.
En avril 2004, l’ordre de George Bush d’appréhender Moqtada pour l’assassinat, un an plus tôt, d’ Abdel-Majid Al-Khoï, un ayatollah fraîchement arrivé de Londres, n’a eu d’autre effet que d’envenimer la situation. Ce religieux, dont le père dirigea la Hawza de Nadjaf de 1970 à 1992, était connu pour ses les liens avec l’Intelligence Service (MI6). Selon Newsweek, la CIA lui avait alloué 13 millions de dollars pour prendre en main la communauté chiite.
La « Triade du Diable »
L’administration Bush a ensuite tenté d’ «arrêter, et si nécessaire d’assassiner » Moqtada. Mais, l’ « Opération Stuart », révélée par le journaliste Seymour Hersh, a été décommandée, le service de renseignement des Marines s’étant aperçu que la cible était au courant du complot. Le soutien sadriste au soulèvement de Falloujah, et les batailles de Nadjaf et de Kerballa livrées par l’Armée du Mahdi contre les troupes américaines, ont fait de leur leader un des symboles de la résistance.
Les services secrets iraniens, connus pour leur pragmatisme, manipulent la plupart des courants chiites – et sans doute des groupuscules proches d’Al-Qaïda - pour maintenir l’Irak en situation de chaos et les Américains dans un bourbier. Avec Moqtada Sadr qui défend la primauté religieuse de Nadjaf sur Qom, l’Iran a conclu une sorte d’alliance, sans illusion quant à son issue.
Menacés à terme de marginalisation, probablement laminés lors des élections régionales d’octobre, ses ennemis chiites – poussés par les pétroliers occidentaux impatients de privatiser les hydrocarbures - jouent leur va-tout. Ils veulent interdire à Sadr de participer au scrutin, voire l’éliminer physiquement. Quelques jours avant la bataille de Bassora, le bruit a couru qu’il était dans le coma, empoisonné par des produits toxiques ou radioactifs. Origine de l’information, selon le site sadriste Nahrein.net : la « Triade du Diable », c'est-à-dire « l’entité sioniste d’Israël, les Etats-Unis et la Grande Bretagne ». Un proche de Moqtada a prévenu : « Ceux qui font courir cette rumeur, sont ceux qui veulent l’assassiner. S’ils y parviennent, les Irakiens nageront dans un bain de sang ». Croisons les doigts…
Source : Afrique Asie de mai 2008 – http://www.afrique-asie.fr/images_articles//30/irak.pdf

شبكة البصرة
الثلاثاء 8 جماد الاول 1429 / 13 آيار 2008
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
http://www.albasrah.net/ar_articles_2008/0508/abdul_130508.htm