samedi 9 mai 2009

ماذا ينتظر العرب من قمة الدوحة ؟

http://www.albasrah.net/ar_articles_2009/0309/abdul_290309.htm
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ماذا ينتظر العرب من قمة الدوحة؟

شبكة البصرة

الدكتور عبدالإله الراوي

علينا أن نؤكد بداية أن المواطن العربي لا يهتم بما يطلق عليها قمم عربية أو أية اجتماعات للرؤساء أو للوزراء العرب.. لكونه يعلم جيدا بأنها سوف لا تقدم أي حل لأي موضوع حيوي يتعلق بالواقع العربي كما أنها سوف لا تتخذ أي موقف جدي يؤدي إلى رفع الضيم والظلم الواقعان على الأمة العربية وذلك :
إن آخر قمة عربية اتخذت موقفا منسجما مع إرادة الجماهير العربية هي قمة بغداد عام 1979 والتي دانت، وبعد جهود كبيرة وبالأخص مع حكام السعودية، زيارة العار لأبي رغال (أنور السادات المتصهين) إلى الكيان الصهيوني والتي قررت في نفس الوقت طرد النظام المصري من الجامعة العربية.

أما قمة الخيانة في القاهرة عام 1991 والتي قررت، بأغلبية الأعضاء الحاضرين وليس بالإجماع كما ينص عليه نظام الجامعة العربية، بالمشاركة مع قوات الكفر لغزو العراق اثر دخوله الكويت.

وكانت هذه القمة برئاسة اللا مبارك المتصهين والذي استقى هذا الموقف من سيده بوش الأب.

ولذا بعد هذه القمة فقد المواطن العربي كل ثقة بهذه الجامعة ولم يبق له أي أمل يرتجيه من القمم لإيقاف، ولا نقول لإلغاء، التداعي والانتكاسات التي منيت بها أمتنا.

في الحقيقة إن ما تحتاج له الأمة العربية في هذه المرحلة ليس المصافحة أو تبادل القبل بين الرؤساء ولكن اتخاذ مواقف واضحة ومبدئية لمعالجة القضايا الساخنة في الساحة العربية وبالأخص فيما يتعلق بالعراق وفلسطين والسودان.

ولكن رغم ذلك نرى بعض الجهات لا زالت تأمل من القمة المقبلة في الدوحة أن تتخذ بعض المواقف التي تساند طموحات المواطن العربي عندما تقول : " لقد استقبلت مؤتمراتنا الثلاثة: المؤتمر القومي العربي والمؤتمر العام للأحزاب العربية والمؤتمر القومي – الإسلامي، بالارتياح النسبي ما جرى في الشهرين الماضيين من خطوات عربية – عربية باتجاه المصالحات، مع الحث للانتقال إلى التضامن، كما استقبلت بالارتياح النسبي أيضاً ما تحقق من خطوات المصالحة وتفاهمات أولية فلسطينية – فلسطينية في القاهرة، مع الأمل في الانتقال إلى وحدة وطنية فلسطينية حقيقية تواجه العدوان والاحتلال، وتتصدى للمخططات الصهيو-أمريكية في المنطقة.
من هنا تنظر مؤتمراتنا الثلاثة إلى القمة العربية في العاصمة القطرية – الدوحة، بعين التفاؤل، ولو المشوب بالتشكك، بان تحقق خطوة عملية في اتجاه تضامن عربي يقترب من أماني شعوبنا وتطلعاتها." (المؤتمر القومي العربي والمؤتمر العام للأحزاب العربية والمؤتمر القومي – الإسلامي. إلى مؤتمر القمة العربية – الدوحة – قطر. 24/3/2009)

لا ندري من أين جاء لهؤلاء الذين يدعون بأنهم يمثلون الأحزاب والشعوب العربية والإسلامية هذا التفاؤل أهو الجهل المطبق بالحكام العرب ومواقفهم أم أن ما ذكروه يأتي من باب حسن النية والمجاملة؟

على كل لا نريد أن تعلق أكثر على الرسالة المذكورة لأن الأفضل أن نعود إلى موضوعنا فنقول :

بالنسبة للعراق : فإن أغلب الدول العربية قامت أو تقوم بفتح سفاراتها في بغداد بناء على أوامر السلطات الأمريكية، أي أنها اعترفت وتساند الحكومات التي عينت من قبل قوات الاحتلال.

أما المقاومة العراقية والجماهير المساندة لها فلتذهب إلى الجحيم!! لأن ما يهم الذين يطلق عليهم قادة أو (قوا..) العرب، والذين لم يتركوا لنا أية خرقة لستر عوراتنا، هو الاحتفاظ بكراسيهم. ولذا فإن جميعهم أصبحوا تجارا يبيعون أوطانهم وشعوبهم في سوق النخاسة لتحقيق مصالحهم الشخصية بالركوع أمام قادة الكيان الصهيوني وأمريكا.

ولكن المثير للغرابة أن لهؤلاء الحكام هواية مهمة، إضافة لهواياتهم الكثيرة والتي لا مجال لتعدادها، وهي ولعهم بجمع المبالغ المالية التي يقومون بتسليمها للمصارف الصهيونية في أمركا وأوربا ليتاجروا بها.. بينما هنالك ملايين من المواطنين العرب الذين، لا يتضورون فقط، ولكن يموتون جوعا.

وقبل حوالي سنة نشرت مجلة أمريكية قائمة بأغنى 14 حاكم في العالم، وطبعا المقصود هنا ما أودع باسمه الشخصي وهم غالبا ما يوزعون ثرواتهم على زوجاتهم وأولادهم، وظهر بأن من بين هؤلاء ال 14يوجد سبعة من الحكام العرب. أولهم أتى ترتيبه الثاني في القائمة، وهو رئيس الإمارات ويملك، فقط، 23 مليار دولار. (مجلة أمريكية تصدر لائحة باثرى 15 شخصية حاكمة في العالم و الزعماء العرب في المقدمه بجداره. البيضاء برس. 04-12-2008)

عفوا لقد فاتنا أن نذكر بأن ما يطلق عليه أمين عام الجامعة العربية قام بزيارة العراق حديثا. وفي الحقيقة فهو ليس إلا وزيرا للنظام المتصهين في القاهرة والذي يقوم بتطبيق ما يمليه عليه سيده مبارك.

ولذا ذهب إلى بغداد لغرض الاعتراف بصورة رسمية، باسم الجامعة أو مفرقة العرب، بحكومة المنطقة السوداء المعينة من قبل سلطات الاحتلال وليبارك ما قامت به من مجازر بحق الشعب العراقي على أسس طائفية.

كما أنه قام بزيارة السستاني الإيراني، والذي رفض الجنسية العراقية لحقده على كل ما يمت للعرب بصلة، ليمنحه الشرعية بصفته المرشد الأعلى للإتلاف الشيعي الحاكم وبالنتيجة للحكومة المذكورة لكونه ممثلا للمرشد الإيراني في العراق.

نقول لو أن هنالك فعلا جامعة عربية لكان المفروض بها، وبالأخص بعد مجزرة غزة، الطلب من كافة الدول المطبعة مع الكيان الصهيوني بقطع كافة العلاقات معه، وفي حالة رفض أي منها القيام بذلك أن يتم طردها من هذه الجامعة.

وفي حالة عدم تنفيذ ذلك فما على (سيادة الأمين العام إذا كان لديه ذرة من الشرف) إلا الاستقالة ليبرئ ذمته.

ولكن مثل هذا الموقف شبه مستحيل من وزير النظام المصري المتصهين كما ذكرنا.

ولا ندري لماذا يجب أن يكون الأمين العام دائما من دولة مقر الجامعة ولا يتم تغييره سنويا ليكون من يحل محله من دولة عربية أخرى؟.

كما من حقنا أن نتساءل عن سبب كون منصب الأمانة هذه مدى الحياة. أهو تقليد للرؤساء العرب والذين انتقلت عدواهم هذه إلى دول أخرى آخرها أذربيجان التي طلب رئيسها التجديد بعد أن أنهى دورتين أي ليبقى مدى الحياة. ليس هذا الابتكار الوحيد الذي قام به هؤلاء القادة الأفذاذ!! بتثبيته في قواميسهم ولكن يضاف له سياسة التوريث في الدول العربية التي تدعي بأنها جمهورية!!

أما القضية الفلسطينية : فإن الجامعة العربية قامت بتقديم تنازلات مهينة، مقلدة أو بالأحرى راكضة خلف (منظمة التحرير الفلسطينية) والتي من المفروض أن يطلق عليها (منظمة التعري الفلسطينية) وبالأخص بعد مدريد وأسلو... الخ كما ذكرنا في مقال سابق. (الدكتور عبدالإله الراوي : القذافي ورقصة التعري. التنازلات المتتالية..من عرفات إلى القذافي. شبكة البصرة. 30/12/2005).

ولذا فإن ما يطلق عليها الجامعة العربية سارت على نهج (سلطة التعري) وبدأت بتقديم مبادرات الاستسلام من خلال :

أولا : التنازل الواضح فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، على المستوى العربي، الذي توج في قمة بيروت التي عقدت في نهاية آذار (مارس) 2002، واتي نصت على :

«إن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة المنعقد في دورته العادية الرابعة عشر ـ إذ يؤكد ما أقره مؤتمر القمة العربي غير العادي في القاهرة في يونيو (حزيران) 1996 من أن السلام العادل والشامل خيار استراتيجي للدول العربية يتحقق في ظل الشرعية الدولية، ويستوجب التزاما مقابلا تؤكده إسرائيل في هذا الصدد.

ـ وبعد أن استمع إلى كلمة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز، ولي عهد المملكة العربية السعودية، التي أعلن من خلالها مبادرته داعيا إلى انسحاب إسرائيل الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة منذ 1967، تنفيذا لقراري مجلس الأمن (242 و338) واللذين عززتهما قرارات مؤتمر مدريد عام 1991 ومبدأ الأرض مقابل السلام، والى قبولها قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية. وذلك مقابل قيام الدول العربية بإنشاء علاقات طبيعية في إطار سلام شامل مع (إسرائيل).
ـ وانطلاقا من اقتناع الدول العربية بأن الحل العسكري للنزاع لم يحقق السلام أو الأمن لأي من الأطراف :

1 ـ يطلب المجلس من (إسرائيل) إعادة النظر في سياساتها، وان تجنح للسلم معلنة أن السلام العادل هو خيارها الاستراتيجي أيضا. 2 ـ كما يطالبها القيام بما يلي:

أ ـ الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري وحتى خط الرابع من يونيو (حزيران) 1967، والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان.

ب ـ التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
ج ـ قبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية.

3 ـ عندئذ تقوم الدول العربية بما يلي:

أ ـ اعتبار النزاع العربي ـ (الإسرائيلي) منتهيا، والدخول في اتفاقية سلام بينها وبين (إسرائيل) مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة.

ب ـ إنشاء علاقات طبيعية مع (إسرائيل) في إطار هذا السلام الشامل.

4 ـ ضمان رفض كل أشكال التوطين الفلسطيني الذي يتنافى والوضع الخاص في البلدان العربية المضيفة.

5 ـ يدعو المجلس حكومة (إسرائيل) و(الإسرائيليين) جميعا إلى قبول هذه المبادرة المبينة أعلاه حماية لفرص السلام وحقنا للدماء، بما يمكن الدول العربية و(إسرائيل) من العيش في سلام جنبا إلى جنب، ويوفر للأجيال القادمة مستقبلا آمنا يسوده الرخاء والاستقرار.

6 ـ يدعو المجلس المجتمع الدولي بكل دوله ومنظماته إلى دعم هذه المبادرة.

7 ـ يطلب المجلس من رئاسته تشكيل لجنة خاصة من عدد من الدول الأعضاء المعنية والأمين العام لإجراء الاتصالات اللازمة بهذه المبادرة والعمل على تأكيد دعمها على كافة المستويات وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن والولايات المتحدة والاتحاد الروسي والدول الإسلامية والاتحاد الأوروبي. "

علما بأن المقترح المقدم من قبل ولي عهد السعودية كان يتضمن تنازلات أكبر بكثير كما سنبينه في الفقرة التالية ولكن اعتراض بعض الأطراف العربية أدى إلى أن تتم المبادرة العربية وفق ما ذكر أعلاه.

ثانيا : في منتصف عام 2001 قام الكاتب اليهودي توماس فيردمان بكتابة مقال في صحيفة نيويورك تايمز موضحا بنود مبادرة عبدا لله بن عبدا لعزيز، الذي كان وليا للعهد في ذلك الوقت، وبعد عدة أسابيع ظهر بأن فيردمان هذا هو الذي قدم الفقرات الرئيسية للمبادرة لولي العهد والتي كانت تتنازل عن حق العودة للفلسطينيين ولكن كما ذكرنا فإن بعض الرؤساء العرب أصروا على التمسك بالشرعية الدولية في هذا المجال.

وبعد ستة سنوات على مبادرة بيروت - أي في منتصف عام 2008- والتي تجاهلها كل من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، لكون الأوساط (الإسرائيلية) كانت تعزف على وتر قبول مبادرة (الأمير السعودي) بدلا من المبادرة العربية، مما أدى بالملك السعودي لتقديم مبادرة (عبدالله 2).

ووفق فريدمان نفسه فإن هذه المبادرة القديمة الجديدة تمت بنفس الطريقة، أي بقلم فريدمان.

وعلى ذمة هذا الكاتب فإن (حامي الحرمين) هو الذي كلفه لتقديم التعديلات المطلوبة على المبادرة السابقة على أن تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات الدولية :موت ياسر عرفات- انحدار السلطة الفلسطينية- الحروب (الإسرائيلية) على لبنان وغزة- بناء المستوطنات- تدخّل إيران. ليقدم (حلاً) على أن تتبناه كل من (مصر، الأردن، السعودية، فلسطين،" إسرائيل ")،

ليقدمها في مؤتمر الدوحة، الذي سيعقد نهاية الشهر الحالي.

أما بنود المبادرة الجديدة فهي :

1- انسحاب (إسرائيل) من الضفة والمناطق العربية للقدس الشرقية، وأية أراضٍ تحتفظ بها في الضفة يجبُ أن تُستبدل شبراً بشبر - بأراضٍ من الملْكية (الإسرائيلية). نقول : عبارة الملكية (ألإسرائيلية) لطيفة جدا لكونها اعتراف رسمي بملكية الكيان الصهيوني لفلسطين.
2- يوافق الفلسطينيون (فتح وحماس) على حكومة وطنية تقبل بقوات مصرية من أجل المساعدة على فرض الأمن في غزة وإدارة الحدود، وأيضاً بقوات أردنية في الضفة للقيام بالمهمة نفسها، وتوافق السلطة الفلسطينية على (برنامج مساعدة أمنية) بخمس سنوات مع مصر في غزة والأردن في الضفة، ويركز الفلسطينيون على بناء أمنهم الخاص ومؤسساتهم السياسية من أجل الحصول على الاستقلال التام بنهاية السنوات الخمس.

3- خلال السنوات الخمس تلتزم (إسرائيل) بالانسحاب على مراحل من كل المستوطنات في الضفة والقدس العربية بالوتيرة نفسها التي يعمل فيها الفلسطينيون على تحقيق معايير الأمن والحكم المتفق عليها، وتكون الولايات المتحدة الحكمَ الوحيد في تقرير إذا ما حقق الطرفان هذه المعايير.من حقنا هنا أن نهنئ _ حامي الحرمين على ثقته العالية بالولايات المتحدة لكونها محايدة جدا جدا!!
4- تدفع السعودية جميع نفقات القوات المصرية والأردنية إضافة إلى مليار دولار سنوياً لكل دولة، وكذلك كل احتياجات موازنة السلطة الفلسطينية، وتستند الخطة بمجملها إلى قراري الأمم المتحدة (242 و338)، ويصدق عليها مجلس الأمن الدولي.

وفي هذه الحالة تضمن الدول العربية الموقِّعة على معاهدات سلام مع (إسرائيل) ألا يترك أيُّ انسحاب (إسرائيلي) من الضفة أو القدس العربية فراغاً أمنياً يهدد (إسرائيل)، وهذا الحل العربي سيضع حداً لمحاولات إيران (فرسنة القضية الفلسطينية).

كما ينقل فريدمان عن الملك عبد الله بن عبد العزيز قوله (إن "حل الدولتين" هو أشبه ببناء منزل من دون أسمنت، (الإسرائيليون) والفلسطينيون بحاجة إلى أسمنت السعودية ومصر الأردن كي يحصل (الإسرائيليون) على أمنهم والفلسطينيون على دولتهم المستقلة). (فضيحة سعودية في قمة قطر أبطالها الملك عبد الله واليهودي فريدمان. جريدة المدار. خاص.7/2/2009. و بوش يشيد بمبادرة الأمير عبد الله. إسلام أون لاين.نت/26-2-2002)

ولذا نرى من واجبنا أن نؤكد :

- على تقديم تهانينا ل (خادم الحرمين!!) على ثقته العالية بالصهاينة ليقوموا بكتابة كل ما يطمحون لتحقيقه وليصبح دوره ودور بقية الحكام العرب التوقيع فقط، أي أن يقولوا : موافقون. على طريقة أغلب نواب، إن لم نقل جميعهم، وفي كافة المجالس العربية.
- من المؤكد وكما هو مذكور أعلاه فإن الأمير السعودي لم يقدم مبادرته الأولى إلا بعد موافقة (سلطة التعري الفلسطسنية)
ونفس الشيء بالنسبة للمبادرة الجديدة.

ودليلنا على ذلك : بالنسبة للمبادرة الأولى فقد تم تعديلها بناء على اعتراض الرئيسين السوري واللبناني وليس ممثل المنظمة المذكورة.
- أما بالنسبة للمبادرة الجديدة، فنحن مقتنعون بأن محمود عباس وأزلامه وافقوا عليها مسبقا، ودليلنا :

1- إن عباس المذكور سبق ووافق ومنذ عام 1995 على التنازل عن حق العودة وذلك :

يقول أحد الكتب الفلسطينيين : أن " الوثيقة التي صاغها (يوسي بيلين) وزير الخارجية (الإسرائيلية) سابقا و(أبو مازن) عام 95 بشأن حل الصراع الفلسطيني (الإسرائيلي) بشكل نهائي بين الطرفين،تنسف حق العودة تماما وتتعارض وتطلعات الشعب الفلسطيني وثوابته الوطنية،لا بل أنها تتوافق والرؤية (الإسرائيلية) لسبل حل القضية الفلسطينية والتي تتعامل مع قضية اللاجئين كقضية مادية قابلة للمقايضة! سأتناول في مقالي هذا أهم بنود الوثيقة والتي تتنكر لحق لاجئي شعبنا بالعودة هذه البنود التي تشكل طعنة في ظهر أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ فلسطيني ما زالوا يحملون كواشين أراضيهم ومفاتيح بيوتهم في انتظار العودة الموعودة..
الوثيقة تلك تنسف حق شعبنا في العودة وتنسف احد أهم أركان الميثاق الوطني الفلسطيني الذي أقيمت على أساسه (م.ت. ف) وتقبر حلم الملايين بالعودة إلى ديارهم.. هذا الحق الذي أقرته الأمم المتحدة،لكن تم مسحه على طاولة بيلين- أبو مازن! دون العودة إلى المؤسسات الفلسطينية وحتى دون اخذ رأي لاجئي شعبنا!"
وسوف نكتفي بذكر فقرة واحدة من الوثيقة المذكورة، حول حق العودة والتي تنص على :

"يدرك الطرف الفلسطيني بأن مستلزمات العهد الجديد من السلام والتعايش، بالإضافة إلى الحقائق التي خلقت على الأرض منذ 1948م، جعلت تنفيذ هذا الحق غير عملي؛ لذا يعلن الطرف الفلسطيني استعداده لقبول وتنفيذ إجراءات ستضمن - إلى الحد الذي يكون فيه ذلك ممكنًا - مصلحة خير هؤلاء اللاجئين " (الدكتور عدنان بكرية : وثيقة بيلين – أبو مازن.. رحم الله حق العودة!. شبكة الكاتب العربي. 17/2/2009)

ولذا فإن أي عربي مخلص لأمته يتمنى أن لا تناقش القمة المقبلة أو التي تليها القضية الفلسطينية خشية من تقديم التنازلات المذكورة.
ولكن يجب أن لا يفوتنا طرح الحوار الفلسطيني في القاهرة والذي تتابعه الجماهير الفلسطينية والعربية آملة التوصل إلى اتفاق بين الفصائل الفلسطينية لتوحيد الضفة وقطاع غزة. والذي تم تأجيله انتظارا لما قد تتخذه قمة الدوحة.

إذا فإن هذه القمة ستحدد مسارات الحوار الفلسطيني.
ودون محاولة استقراء ما ستتخذه القمة في هذا المجال، والذي يعرفه حتى الأطفال، لأنه من المؤكد سوف ينسف كافة ما يطلق عليه الثوابت الوطنية الفلسطينية وسيتم الضغط على حماس لتقديم التنازلات المطلوبة.
ولذا من حقنا أن نتساءل هل من المتوقع نجاح هذا الحوار، رغم ذلك... ولكن بأي ثمن؟

إن المتابع للمفاوضات بين (سلطة التعري) وبين حماس يعلم بأنها معقدة جدا. وذلك لأنه لا يمكن أن تتم أية مصالحة دون أن تقوم حماس بتقديم تنازلات جوهرية تمس الثوابت الوطنية الفلسطينية وأهمها :

الاعتراف بالكيان الصهيوني. 2- الالتزام أو الاعتراف بكافة الاتفاقيات التي وقعت عليها السلطة والتي لم يلتزم بها الكيان المسخ. 3- تشكيل الحكومة وطبيعتها وتحديد الأهداف المستقبلية.. الخ

ولذا فإن هنالك من يعتقد بأن هذا الحوار سوف لا يؤدي إلى نتائج ايجابية. (عبداللطيف مهنا : قمة الرياض وحوار القاهرة..واقعية المختلفين وتكاذب النقيضين. كنعان. 17/3/2009)
وحسب قناعتنا فإنه حتى في حالة توقيع اتفاق بين الأطراف المتناقضة فإن هذا الاتفاق سوف لا يدوم.

ولكن قد يقال : بأن هناك احتمال آخر وهو قبول حماس بالأمر الواقع بالموافقة على التنازلات المطلوبة لغرض توحيد الصف الفلسطيني. نقول أن العملية عويصة حقا.

صحيح أن قادة حماس ومنذ موافقتهم على دخول العملية السياسية، أسوة بالخونة من قادة العراق الجديد ووفق قناعتنا فإن كل من يوافق على الدخول في (العملية السياسية) في بلد محتل فإن صفة المقاومة ترفع عنه لتحل محلها صفة عميل كما يطلق على كافة الأحزاب والتنظيمات والأشخاص الذين ساهموا فيما يطلق عليها انتخابات واللعبة السياسية في العراق بعد الاحتلال.

ولكن قد يقال بأن حماس بدأت مضطرة، كما يقال لتقديم التنازلات.

أولا : وأولها هو موافقتها، وبعد استلامها السلطة،على إنشاء " المجلس الشيعي الأعلى " التابع لنظام الملالي في طهران لقاء مبلغ 50 مليون دولار دفعتها إيران لحكومة هنية. (محمود صادق : إيران ونشر التشيع في فلسطين. الوطن العربي. 28/4/2006)

نعم قامت حماس بذلك رغم كونها قريبة للإخوان، بل أن الكثير من المختصين يعتبروها أحد أجنحة الإخوان المسلمين.

السبب الذي دفع حماس لاتخاذ هذا الموقف، حسب تصورنا، هو لكونها أصبحت (سلطة) فإذا هي بحاجة إلى الأموال، لأن قادتها الذين ابتعدوا عن النضال وأصبحوا وزراء ومسؤولين كبار في الدولة (ولكن أين هي الدولة؟) يحتاجون لسيارات فارهة ورواتب مجزية.. الخ أسوة برجال (سلطة التعري).

نحن نرى أنه كان على حماس أن تعلم بأن خلق تنظيم شيعي في فلسطين غرضه الرئيس هو أن يكون (كمسمار جحا) لإيران هدفه خلق الفتنة بين أبناء الشعب الموحد مذهبيا على الأقل.

لأن غرض ملالي إيران الذين لا يؤمنون لا بالإسلام ولا بآل البت، من خلق هذا التنظيم هو إيجاد جواسيس لهم، ليس في فلسطين فقط، ولكن في كافة البلدان العربية لغرض بذر الفتنة وتفتيت الدول العربية.

إضافة لشرذمة الفصائل الفلسطينية، كما عملت في العراق، خدمة لحليفهم : الكيان الصهيوني.

إضافة لذلك فالمفروض بقادة حماس أن يعلموا بأن ملالي طهران لا تهمهم، لا من بعيد ولا من قريب، القضية الفلسطينية وأن تحالفهم مع الكيان الصهيوني معروف وبالأخص منذ فضيحة إيران كونترا. التي كشفت مساندة الكيان المسخ لنظام الملالي خلال الحرب العراقية - الإيرانية، عندما قام هذا الكيان بتزويد إيران بكافة أنواع الأسلحة وقطع الغيار التي كان يستوردها من الولايات المتحدة. وإن هذا التعاون مستمر ولم ينقطع ولكنه موضوع طويل يحتاج إلى بحث مستقل.

ونرى أن نشير هنا إلى مقال مهم يدل على وجود اتفاق بين ملالي إيران والكيان الصهيوني لتقاسم الوطن العربي، حيث يؤكد أحد عملاء ال (سي أيه أي) أن " السيطرة على العرب تتم عبر الاتفاق الإيراني – (الإسرائيلي). (حوار أجراه. تمام البرازي : تفاصيل صفقة واشنطن – طهران. الوطن العربي. 26/12/208)

خلال الاجتياح الصهيوني لغزة، كنا نمني أنفسنا بانتصار المقاومة الفلسطينية على الكيان الصهيوني، وذلك بقتل واعتقال أكبر عدد ممكن من الجنود الصهاينة ولكننا فوجئنا، ويا للأسف، بان مقاومي حماس لم يكن لديهم أي سلاح يستحق الذكر.

ومما يؤكد محدودية قدرة حماس ما يلي :

- أوردت مجلة "جينز ديفنس " الأسبوعية المتخصصة أن تحقيقا داخليا في حركة حماس كشف الأداء الضعيف لجناحه العسكري خلال الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأوضحت المجلة نقلا عن مسؤول كبير في الجناح العسكري لحركة حماس ان تقريرا في نهاية التحقيق سيسلم قريبا للمسؤولين في الحركة ينتقد، كل القرارات تقريبا، التي اتخذها القادة خلال الهجوم (الاسرائيلي.)

وتابعت إن كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس وجهاز الاستخبارات للحركة أقر بوجود قصور في الرد على الهجوم الإسرائيلي الذي قضى على ترسانة الصواريخ التي تملكها حماس ودمر البنى التحتية المهمة في غزة.

وأشارت المجلة في عددها الأخير إلى أن انتقادات حادة وجهت إلى قادة كتائب القسام الذين انهوا التهدئة مع (إسرائيل) من جانب واحد في 19 كانون الأول (ديسمبر) الماضي قبل أن تكون الاستعدادات اللازمة للرد جاهزة." ('جينز ديفنس': تحقيق داخلي يظهر القدرات المحدودة للجناح العسكري لحماس. القدس العربي. 27/01/2009)

- نستعير هنا فقرات من مقال يوضح بان قدرات حماس العسكرية شبه معدومة حيث يقول : فالمقاومة قد لا تملك أسلحة ولو متوسطة المدى على المستوى الأرضي فضلا عن الغياب الكلي للمضادات الجوية من حساباتها،وهذا قد يعني تعريض البلاد والعباد للتدمير المسترسل من غير ردع ولو بالتخويف النفسي،وبذلك فقد كان العدو الصهيوني يصول ويجول فوق رؤوس المدنيين يختار فريسته كدينصور ماكر بكل برودة دم ومن غير عجلة نحو الفر والكر أو الحذر من ردة الفعل للمقاومة،حتى إنه قد تفنن في توظيف القنابل والمواد السامة والمحرمة دوليا بإلقائها على نموذج سينمائي درامي وكلوحات تشكيلية خبيثة وإجرامية لم يشاهد العالم نماذج مثلها من قبل عبر جميع الحروب...

فبماذا كانت ومازالت سترد المقاومة على هذا الطغيان والدمار المتعنت إلى أقصى الحدود وهي قد لا تمتلك معابر مفتوحة للتسلح الثقيل والفعال ولو بصاروخ واحد من نوع أرض جو،كما قد لا تستطيع إسقاط الطائرات العمودية (الهيلوكبتر)فما بالك بطائرات إف16وغيرها؟.

فهل صواريخ القسّام وغراد وغيرها كافية لتحقيق هذا الردع، بالرغم من إيجابيتها في إثبات أن دفاعات العدو الصهيوني قابلة للاختراق بسهولة وبشكل مدمر إذا توفرت الأسلحة المناسبة لذلك؟.

كلا وألف كلا،فهذه الصواريخ من حيث إلحاق الضرر بالعدو والفعالية قد لا تكاد تفجر حتى نفسها فكيف بمحيطها،وهو ما قد شاهدناه عبر القنوات ومن أماكن سقوطها،وهي تكاد تشبه الألعاب النارية التي يستعملها الأطفال في يوم عاشوراء،بل قد استغلت تلك الصواريخ سياسيا من طرف العدو الصهيوني كذريعة للاستمرار في الفتك بأهل غزة الأبرياء وبالتالي كورقة ضغط للحيلولة دون إصدار قرار أممي عاجل،الذي هو ظالم ومتحيز ابتداء،بإيقاف هذه الحرب الإجرامية التي يخوضها الصهاينة من غير تردد أو ارتداع،وهنا قد اختلط السياسي بالعسكري وغابت العدة العسكرية لتغيب معها العدة السياسية في نفس الوقت...

وبناء على ما ذكر أعلاه فإن نفس الكاتب يؤكد محقا بأن المقاومة لم تحقق الانتصار المزعوم وذلك :

تكذب الحقائق مزاعم نصر المقاومة بزعامة حماس ما رأيناه على الأرض من صولان وجولان للدبابات الصهيونية بين المساكن المهدمة والمزارع المهلكة وانسحابها على مهل من غير وجود أثر للمقاومة في ملاحقتها أو مطاردتها رغم إعلان العدو إيقاف الحرب من جانب واحد.

تكذبه الحقائق من خلال رؤيتنا للضحايا المنكوبين والمعطوبين من المدنيين والأطفال والنساء وأشلائهم بينما قد غابت عن الظهور جثث المقاومين وآثارهم لتأكيد وجودهم في حماية أولئك المدنيين العزل، فأين كانوا إذن يقاومون ومن أجل من؟

تكذبه الحقائق بأنه قد كان من المفروض أن تترس المقاومة بعتادها وصواريخها عند الشريط الحدودي لغزة حتى توقع أكبر ما يمكن من الخسائر في صفوف العدو،هذا من جهة،ومن جهة أخرى فقد تؤخر زحف العدو نحو البنايات السكنية والحيلولة دون التفنن بدم بارد في ذبح ساكنيها من غير استعجال للفرار.
تكذبه الحقائق بأن صواريخ المقاومة لم تكد تقتل ولو صهيونيا استيطانيا واحدا سوى ما أحدثته من قليل الرعب لديهم عند سقوط الصاروخ قرب منازلهم،بل إن حجرا عاديا قد يمكن أن يرعب أيا كان حينما يرمى بالقرب منه!." (الدكتور محمد بنيعيش : غزة الدمار غزة الانتصار: أية معادلة؟ شبكة البصرة. 3/2/2009)

يضاف لذلك عدد الشهداء الفلسطينيين بالمقارنة مع عدد القتلى من الصهاينة حيث نشر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان حصيلة عدد القتلى الفلسطينيين خلال الهجوم والتي بلغت 1434 منهم 960 مدنيا و239 شرطيا و235 مقاتلا. وشكك المسؤولون (الإسرائيليون) في هذه الأرقام. وقتل 13 (إسرائيليا.) (جماعة حقوقية: القوات الإسرائيلية خرقت آداب مهنة الطب. القدس. رويترز.23/3/2009)

هذه الحقائق المؤلمة دفعتنا لنتساءل : لماذا لم تزود إيران حماس ببعض الأسلحة المتطورة كالمدفعية ضد الدبابات والصواريخ المتطورة والبعيدة المدى التي ترغم الكيان الصهيوني على إنهاء الاجتياح قبل دخول غزة وقيامة بالمجزرة التي يندى لها جبين البشرية؟

ونحن متأكدون بأن ملالي طهران يملكون مثل هذه الأسلحة (الدكتور عبدالإله الراوي : الاعتداءات الصهيو – أمريكية : لماذا على سوريا وليس على إيران؟ شبكة البصرة. 26/11/2008)

يضاف لذلك : إذا كان ملالي طهران لا يستطيعون تزويد حماي بالأسلحة المذكورة فلماذا لم يطلبوا، على الأقل، من عملائهم في العراق بالضغط على أمريكا وتهديدها بإلغاء الاتفاقية الأمنية وتحريك الأحزاب والكتائب التابعة لنظام طهران للقيام بعمليات ضد الجنود الأمريكيين المتواجدين في العراق إذا لم يجبر الكيان الصهيوني على إيقاف اجتياح غزة فورا وقبل التوغل في هذا القطاع؟

وكذلك الإيعاز لحزب الله، الذي لم نر منه ولم نسمع سوى التهديد، ليقوم بقصف الكيان الصهيوني بما لديه من أسلحة متطورة، بالمقارنة على ما لدى حماس، لإجبار القوات الصهيونية على القتال على جبهتين في آن واحد؟ لماذا بقى هذا الحزب مكتوف الأيدي ولم يحرك ساكنا؟ نحن مقتنعون بأن نصرالله ربما كان لديه الرغبة بقصف الكيان الصهيوني ولكنه لم يحصل على الضوء الأخضر من ربيبته إيران.

ونحن متأكدون بأن ملالي طهران لم يزودوا حماس بهذه الأسلحة لأنهم لا يريدون إغضاب حليفهم الاستراتيجي : الكيان الصهيوني.

ثانيا : إن حماس ولغرض الحفاظ على الوضع الحالي، أو كما يقال على انتصارها المزعوم اضطرت على محاربة المقاومة أسوة بسلطة التعري. وبالأخص عندما طالب عباس من رجال الأجهزة الأمنية، من على شاشات التلفزة بقتل كل مقاوم، وكل من يحمل سلاحا. (شاكر الجوهري : ثنائية البرامج تفرض ثنائية التمثيل. جريدة مصر الحرة.1/2/2009)

ودليلنا على ذلك :

- رام الله (الضفة الغربية) ـ ا ف ب: أوقفت حركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة ناشطين في حركة الجهاد الإسلامي وألزمتهم بتوقيع تعهد بالامتناع عن إطلاق صواريخ على (إسرائيل) ثم أفرجت عنهم، بحسب ما قال مسؤول في الجهاد الإسلامي. وقال مصدر قيادي في سرايا القدس، الجناح المسلح في الجهاد الإسلامي، رفض الكشف عن اسمه في اتصال هاتفي من غزة : " إن جهاز الأمن الداخلي التابع لحماس اعتقل مؤخرا على الأقل عشرة من نشطاء سرايا القدس جنوب قطاع غزة وتحديدا في خان يونس ". وأضاف : " تم الإفراج عنهم بعد تعرضهم للتعذيب والتحقيق معهم لمعرفة من يطلق الصواريخ، وتم إجبارهم على توقيع تعهد بعدم إطلاق صواريخ تجاه الأراضي المحتلة ".

من جهته صرح الناطق باسم شرطة حماس في غزة إسلام شهوان لفرانس برس " لا يوجد تعقيب على هذا الموضوع " (حماس أوقفت ناشطين من الجهاد الإسلامي أطلقوا صواريخ على إسرائيل. القدس العربي. 10/03/2009)

- غزة ـ ا ف ب: أعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية المقالة التابعة لحماس الخميس إن الصواريخ التي أطلقت مؤخرا من قطاع غزة على جنوب (إسرائيل) جاءت " في الوقت الخاطئ"، مؤكدة أنها ستلاحق من يطلقها.

وقالت الوزارة في بيان صحافي إن " الصواريخ التي تطلق من غزة لا علاقة لفصائل المقاومة بها، وتطلق في الوقت الخطأ ". كما أكدت إن أجهزتها الأمنية سوف " تتابع من يقف خلفها ". (حماس: لا علاقة لفصائل المقاومة بالصواريخ التي تطلق من غزة. القدس العربي. 12/03/2009)

وأخيرا قد يوجه لنا سؤال : ماذا على حماس أن تعمل؟

نقول : أن قادة حماس يعلمون جيدا بأن استلامهم ل (السلطة) سيؤدي بهم لا محالة إلى قبول التفاوض، ولو بصورة غير مباشرة في البداية، مع الكيان الصهيوني، وهذا تم فعلا من خلال مفاوضات ما أطلق عليه : التهدئة.

إذا إن أي مفوضات ستقود إلى الاعتراف.. الخ، وبالنتيجة لتقديم تنازلات على حساب المبادئ التي، من المفروض أن تتمسك بها أي حركة تتخذ من المقاومة المسلحة طريقا للتحرير وبالأخص عندما تكون لدى هذه الحركة قناعة تامة بأن المفاوضات لا تؤدي إلى أية نتيجة إيجابية. ولذا أن الجهاد الإسلامي رفض الدخول بالعملية السياسية.

ثالثا : إن قادة حماس تعودوا على أن يكونوا قادة (سلطة) ولذا فإنهم يبحثون على تمديد مدة بقاءهم، وهذا الخبر خير دليل :

كشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى لـ «القبس»، أن حركة حماس بعثت عبر أحد الوسطاء عرضا بصفقة قدمت قبل عدة أيام للرئيس عباس يقضي بالتمديد للمجلس التشريعي الحالي مدة أربع سنوات.
وبحسب هذه المصادر، فإن اقتراح حماس يعني أيضاً التمديد لولاية الرئيس عباس لمدة مماثلة، وهو ما تعتقد الحركة المذكورة أنها مقايضة ربما تغري عباس بقبولها. غير أن المصادر ذاتها نقلت عن الرئيس الفلسطيني تمسكه بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في موعد لا يتعدى 24 كانون الثاني (يناير) القادم، وهي المدة التي ينص عليها القانون الأساسي لإجراء الانتخابات.(حماس تبحث تمديد ولايتها مقابل ولاية الرئيس. القبس. 10/3/2009)
وختاما نقول : كيف سيكون موقف حماس في حالة إصدار قمة الدوحة مبادرة أو توصية تتضمن شروط المصالحة بين سلطة التعري والمقاومة؟ وخصوصا فنحن جميعا نعلم بمضمون تلك الشروط، وهي مطالبة حماس بالتطبيع الكامل مع العدو الصهيوني، أي تركيعها لتوافق على كافة الاتفاقات التي وقعتها سلطة التعري بصورة مباشرة أو غير مباشرة. وبصورة خاصة الاعتراف بالكيات الصهيوني ومنع وجود أي مقاوم، أو بالأحرى أي حامل سلاح، عدا شرطة السلطة التي تعتمد في تسليحها على الكيان الصهيوني؟
فهل أن حماس ستوافق على تقديم التنازلات المذكورة أعلاه، لغرض إنجاح الحوار الفلسطيني وإرضاء الحكام العرب؟
وكما ذكرنا في مقالنا الأول المشار له " أن الذي يبدأ بتقديم تنازل واحد ولو بسيط، بدون مقابل، سوف يستمر بتقديم التنازلات إلى ما لا نهاية، أي كما ذكر الكاتب عادل أبو شنب في قصته " أمريكا.. أمريكا " فإن التي تقوم بخلع قميصها إرضاء لممثل أمريكا، ستقوم بعرض صدرها و.. و. تدريجيا إلى أن تقف عارية تماما. ".
فهل أن حماس وبقية الفصائل (المقاومة) مستعدة لتقديم رقصة التعري (الستربتيز)؟ هذا ما ستكشفه لنا الأيام القادمة.
والله من وراء القصد.

الدكتور عبدالإله الراوي

دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا

hamadalrawi@maktoob. Com
تجدون كافة مقالاتنا التي نشرت بعد الغزو على
http://iraqrawi.blogspot.com
شبكة البصرة

الاحد 2 ربيع الثاني 1430 / 29 آذار 2009

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس

Aucun commentaire: