dimanche 8 novembre 2009

أزمة تنظيم حزب (الإخوان المسلمين

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أزمة تنظيم حزب (الإخوان المسلمين)
شبكة البصرة
الدكتور عبدالإله الراوي
لنتساءل أولا هل يوجد حزب موحد باسم (الإخوان المسلمين) في كافة الأقطار العربية؟ وهل هنالك مبادئ واضحة لهذا الحزب يلتزم بها جميع المنتمين له أو على الأقل الذين يطلق عليهم قادة هذا الحزب في فروعه المختلفة؟
للأسف لا يسمح لنا المجال بكتابة كافة الخلافات التي حدثت بين فروع هذا الحزب ولكننا سنشير بصورة موجزة إلى موقف (الحزب الإسلامي) في العراق والذي يعتبر فرعا ل (الإخوان) ثم موقف حزب الإخوان أثناء حرب السويس 1956. ثم نشير إلى رأي هذا الحزب فيما يتعلق بالمعاهدات مع الكيان الصهيوني وبعض المواقف المختلف عليها بين قادة هذا الحزب.
أولا : (الحزب الإسلامي) في العراق وبعض المواقف التاريخية.
1- إن موقف (الحزب الإسلامي) في العراق يتناقض مع أي مبدأ من مبادئ الإسلام وذلك لكونه أصبح عميلا لغزاة العراق من أمريكان وبريطانيين وصهاينة حيث تعاون ولا زال يتعاون مع المحتلين في العراق ولذا نأبى أن يطلق عليه (الحزب الإسلامي) لكونه شوه صورة الإسلام ونفضل أن نطلق عليه (حزب إخوان الشياطين).
2- لا يستطيع أي مسلم نسيان أو تجاهل موقف (الإخوان المسلمين) من حرب 1956 التي قام بها الكيان الصهيوني وفرنسا وبريطانيا ضد الشقيقة مصر إثر تأميمها لقناة السويس.
نعم إن هذا الحزب في ذلك الوقت وقف ضد إرادة الجماهير العربية المساندة لمصر في معركتها التحررية.. أي أنه وقف، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، مع الكيان الصهيوني. وحجة قادة هذا الحزب، كما يعلم الجميع، لكونهم كانوا يختلفون مع المرحوم جمال عبدالناصر. ناسين أو متناسين بأن الحرب كانت بين المسلمين وأعداء الإسلام من صليبيين وصهاينة ولم تكن بين عبالناصر بصفته الشخصية مع إنسان آخر.
ثانيا : الموقف من المعاهدات مع الكيان الصهيوني وقضايا أخرى.
1- عام 2005 أوضح السيد محمد عاكف مرشد (الإخوان المسلمين) بأنه سيحترم كافة المعاهدات الموقعة بين مصر والكيان الصهيوني وبعد شعوره برفض الشارع العربي بصورة عامة والمصري بصورة خاصة لهذا الموقف قال :
(وردا على سؤال حول موقفه من اتفاقات كامب ديفيد التي وقعتها مصر مع (إسرائيل) عام 1979 وفتحت الطريق لتوقيع معاهدة السلام بين البلدين، قال عاكف «إن على الشعب أن يقرر، وإذا كنت في السلطة فإنني سأعرضها على الشعب».) (المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر يصف (إسرائيل) بأنها «ورم سرطاني». القاهرة - أ.ف.ب:
http://www.alriyadh.com/2005/12/16/article115748.html )
فهل هذا الموقف ينسجم مع العدالة السماوية أو الأرضية ولحزب يدعي الإسلام؟. ومن الصعوبة علينا أن نفهم التناقض الفاضح بين اعتبار (إسرائيل) ورم سرطاني وبين الاعتراف بالاتفاقيات الموقعة معها من قبل الخائن السادات. إن أي قضية تطرح من قبل قيادة أي بلد للتصويت يعني تأييد أو قناعة تلك القيادة بأن القضية المطروحة تنسجم مع التطلعات السياسية لقادة ذلك البلد. والعكس صحيح أي عندما تشعر الهيئات السياسية بأن موضوعا معينا لا يخدم مصلحة الوطن ويتعارض مع المبادئ الأساسية للسلطة الحاكمة فالمفروض على تلك السلطة أن تتخذ الموقف المنسجم مع مبادئها دون الرجوع إلى رأي الشارع. اللهم إلا في حالة واحدة وهي الرفض الجماهيري للموقف المتخذ أي إلغاء المعاهدات.
ونحن واثقون بأن الشعب المصري سيرحب وبقوة بإلغاء أي تقارب مع الكيان الصهيوني. ولكن هذا الحزب، وكما يعلم الجميع أسس بالمساعدات المقدمة من السلطات البريطانية. ولذا لا يحق لنا أن نستغرب هذا الموقف الشاذ. وسنوضح في الفقرة التالية الموقف الرسمي للحزب المذكور.
2- إن (برنامج) هذا الحزب انطلق ‘ أيضا، من ضرورة احترام هذه المعاهدات. ودون الدخول في نقاش طويل سنستعير فقرتين من مقال مهم حول هذا (البرنامج) تؤكدان ما ذكرناه حول الموقف من الكيان الصهيوني، وكذلك حول الخلافات أو التناقضات في مواقف قادة هذا الحزب في أغلب القضايا التي طرحت فيه.
- هناك أمر آخر مثير للجدل في (البرنامج)، يتعلق باحترام التصديق علي معاهدات السلام مع (إسرائيل). ويذكر الملف:" نحترم القوانين غير المكتوبة والمعاهدات، والاتفاقات الدولية وكذلك جميع الاتفاقات التي تنادي بالتعاون بين الشعوب لتحقيق العدالة والمساواة....(ص 7) نتبنى مبدأ احترام المعاهدات الدولية والاتفاقات التي تضمن استمرارا العلاقات بين الدول وتوجد إطارا شرعيا لتسوية النزاعات بين مختلف الأطراف.
- وعن إعادة النظر في معاهدة السلام المصرية (الإسرائيلية) عام 1979 فتعد خطوة تسيء بسمعة مصر، وربما تعرضها للعقوبات الدولية. وقد انتقد البرنامج كلا من الدكتور عصام العريان رئيس المكتب السياسي والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد، اللذان رفضا عبارات الدولة الدينية ومعاهدة السلام مع (إسرائيل). كما انتقد كلا من الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة في تونس وكذلك المرشد العام للإخوان المسلمين في سوريا علي صدر الدين البيانوني العبارات التي تشير إلي تكوين مجلس أعلى لرجال الدين وأوضاع كلا من المرأة والأقباط وطالبا بتعديلهما.(
http://ikhwanscope.com/print.php?page=pages&op=pagedetails&topic=29&rid=64 )
وأخيرا نقول من المخجل أن يذكر حزب (الإخوان) بأن إعادة النظر بتلك المعاهدات قد يسيء بسمعة مصر أو تعرضها للعقوبات.. الخ
ونقول لهم كونوا مطمئنين فمنذ زيارة العار للسادات وصلت سمعة قادة مصر إلى الحضيض، بالنسبة للجماهير العربية وغالبية المصريين. أما إذا كان هدفكم إرضاء الكيان الصهيوني ومسانديه فلكم كل الحق. ولكن أين مبادئ الإسلام التي تدعوها؟
وختاما نقول : تهانينا لكافة المنتمين أو المؤيدين لهذا الحزب المتصهين.
الدكتور عبدالإله الراوي دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
hamadalrawi@maktoob. Com
ملاحظة : هذه الكلمة بالأصل كانت عبارة عن تعليق لنشره في صحيفة العرب اليوم.
شبكة البصرة
الثلاثاء 9 ذو القعدة 1430 / 27 تشرين الاول 2009
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط

Aucun commentaire: