samedi 13 mars 2010

لماذا أطلقنا على كردستان العراق الكيان الصهيوني في شمال العراق ؟

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

لماذا أطلقنا على (كردستان العراق)
الكيان الصهيوني في شمال العراق؟

شبكة البصرة

الدكتور عبدالإله الراوي
لقد وجهت لنا عدة استفسارات عن سبب قيامنا بتسمية (إقليم كردستان) في الكثير من مقالاتنا ب : الكيان الصهيوني في شمال العراق،؟

وظهر بأننا لسنا أول أو آخر من أطلق أو يطلق هذا المصطلح على الإقليم المذكور. ونعتقد بأن أول من أطلق هذه التسمية هو المرحوم بو مدين بقوله (إسرائيل ثانية)، في المقال الذي نشر مؤخرا والذي سنذكره لاحقا.

ولكن قبل ذلك نود أن نوضح بأننا سوف لا نقوم بدراسة العلاقة بين ما يطلق عليهم القادة الأكراد بالكيان الصهيوني، والذي يحتاج إلى كتابة مؤلف خاص، علما بأننا سبق وعرضنا بعضها في مقالنا (الدكتور عبدالإله الراوي : تفتيت العراق والوطن العربي... مطلب صهيوني - صليبي – صفوي.. شبكة البصرة. 10/10/2007) والمقالات الأخرى بنفس العنوان، ولكننا هنا سنعرض فقط قسما ضئيلا من هذه العلاقة والتي ظهر أغلبها بعد كتابتنا المقالات المذكورة وسنركز على تلك التي تقدم صورة سريعة وبسيطة عن سبب اختيارنا هذه التسمية.

ولذا سنقوم بدراسة :

أولا : لماذا أطلقنا على (إقليم شمال العراق) الكيان الصهيوني في شمال العراق؟

عدة أسباب دفعتنا للتمسك بهذه التسمية أو بالأصح لتسمية هذا (الإقليم) ب (الكيان الصهيوني لشمال العراق)، علما بأن هذه التسمية لم نقم بابتكارها كما سنرى، وأهمها :

1 – سنقوم بنقل أغلب الفقرات الواردة في مقال الدكتور عثمان سعدي، الذي كان سفيرا للجزائر في العراق، الذي يقول فيه : "زار الرئيس هواري بومدين بصفته رئيس مؤتمر القمة العربي ومؤتمر عدم الانحياز اللذين عقدا بالجزائر سنة 1973، الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1974، واستقبل من طرف الرئيس ريتشارد نيكسون بحضور هنري كيسنجر وزير الخارجية.

تكلم الرئيس نيكسون فقال: "العلاقة بين الولايات المتحدة والعرب جيدة، توجد بيننا وبين العرب مسألة إسرائيل، ولا بد أن نتجاوز هذه المسألة".

ورد الرئيس بومدين فقال: "نحن العرب نرى أنه يبدو أن الولايات المتحدة لم تكتف (بإسرائيل) واحدة فنراها تعمل على تأسيس (إسرائيل) ثانية في شمال العراق".

روى لي الرئيس بومدين: أن نيكسون اضطرب في كلامه فصار يردد عبارة "(إسرائيل) ثانية... (إسرائيل) ثانية..."، بسبب عدم توقع من أعد له جدول القضايا التي سأثيرها فلم يسجلوا مسألة " إسرائيل ثانية ".. وعند ذاك تدخل أستاذ التاريخ كيسنجر فقال: ' سيادة الرئيس تقصد قضية الأكراد بشمال العراق؟ ' فأجبت : نعم: ' أقصد التمرد الكردي بشمال العراق '، وقصدت ألا أذكر كلمة قضية. وهنا دار الحوار التالي بيني وبين هنري كيسنجر:

ـ سيادة الرئيس، قضية الأكراد تثيرها إيران ضد العراق، ولا دخل للولايات المتحدة فيها.

ـ شاه إيران حليفكم بالخليج العربي، تزودونه بالسلاح كما تزودون (إسرائيل) ليلعب دور (الدركي) على العرب في المنطقة، وأنا على يقين لو تطلبون منه الكف عن دعم المتمردين الأكراد لتوقف، لماذا لا تطلبون من حليفتيكم تركيا وإيران التي يتواجد بهما الأكراد أكثر من تواجدهم بالعراق، أن تعترفا بحقوق الأكراد مثلما اعترف العراق، العراق البلد الوحيد الذي منح حكما ذاتيا للأكراد واعترف بحقوقهم الثقافية.

ـ هذه دول حرة لا سيادة لنا عليها. ثم أنا مستعد لزيارة بغداد لتوضيح موقفنا للعراقيين، بصفتكم رئيس مؤتمر القمة العربية يمكن أن تنقل لهم رغبتي في ذلك.

وكانت العلاقات مقطوعة بين العراق والولايات المتحدة، منذ حرب تشرين الأول (أكتوبر) 1973.

كلفني الرئيس بومدين بتبليغ ما دار بينه وبين نيكسون للعراقيين. استقبلت من الرئيس أحمد حسن البكر، وأبلغته نص المقابلة، وكان البكر يعاني من مرض السكر، فدمعت عيناه وهو يقول: ـ بلغ أخي الهواري بومدين شكر العراق على موقفه هذا، لم يحدث أبدا أن أثار رئيس دولة عربي المسألة الكردية بالعراق مع رئيس الولايات المتحدة، وهذا يدل على أنه عربي أصيل جدير بأن يتحدث باسم العرب في المحافل الدولية. (د. عثمان سعدي : بومدين لنيكسون: (إسرائيل) الكردية. شبكة البصرة.28/10/2008)

وهكذا نرى بوضوح بأن مبتكر (كيان صهيوني في شمال العراق) هو المرحوم بومدين عندما قال (إسرائيل) ثانية.

وفعلا تتحقق الآن رؤية المرحوم بومدين عن غرس كيان صهيوني في شمال العراق. ولكن غرس كيانات صهيونية سوف لا يشمل العراق فقط بل أغلب الدول العربية، وسيتم قريبا، ويا للأسف، غرس كيانين صهيونيين في السودان الشقيق أحدهما في جنوب السودان والآخر في دارفور. ثم يتم زرع كيانات أخرى في أغلب الدول العربية.

فمتى يستفيق شعبنا العربي من سباته الطويل جدا الذي يشبه سبات أهل الكهف؟

2- كما أن قضية التغلغل (الإسرائيلي) في شمال العراق من أكثر القضايا حساسية في ظل تعاون الأحزاب الكردية ودعمها للمشروع اليهودي في العراق، فقد نبهت أحزابا وشخصيات عراقية وإقليمية من خطورة هذا التغلغل ولكن القوى الوطنية العراقية لم تع ما تقوم به هذه الأحزاب و تدير ظهرها عنه، ومؤخرا اتهم زعيم المعارضة التركية الولايات المتحدة بالعمل على تنفيذ خطة وضعتها قبل 14 عاماً، من أجل إقامة دولة كردية مستقلة في منطقة شمال العراق.

وقال دنيز بايكال رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة تمثيلاً في البرلمان، أن المشروع الأمريكي لإقامة دولة كردية مستقلة في شمالي العراق، يستهدف تأسيس “إسرائيل” جديدة في شمال العراق، والمزيد من تجزئة دول الشرق الأوسط.

وأوضح أن الولايات المتحدة تريد من وراء تنفيذ هذا المشروع أن تتاح لها الفرصة والإمكانية للتحرك بشكل سهل في المنطقة، ما اعتبره يتعارض تماماً مع المصالح القومية التركية.

وأعرب بايكال عن دهشته حيال الرد الأمريكي على الطلب التركي الرسمي الذي دعا الولايات المتحدة إلى اتخاذ تدابير لمكافحة عناصر منظمة حزب العمال الكردستاني التركي المحظور المتمركزين في شمالي العراق.

وأضاف أن واشنطن نصحت أنقرة بالتحدث مباشرة مع الحكومة العراقية في هذا الخصوص، لأن العراق " دولة مستقلة ".

وقال: “ الدولة المستقلة يجب أن يكون لديها جيش وطني موحد، لكن في العراق اليوم ثلاثة جيوش هي الجيش الأمريكي، والبيشمركة والقوات العراقية ”. (رئيس حزب تركي: أميركا تعمل لإنشاء إسرائيل ثانية شمالي العراق. صحيفة الخليج الإماراتية. شبكة أخبار العراق. 27/7/2005)
3- نقتطف بعض الفقرات المهمة، المتعلقة بالعلاقة بين الكيان المسخ وقادة الحزبين الصهيونيين في شمال العراق وإقامة دولة مستقلة في شمالنا الحبيب، من محاضرة وزير الأمن الصهيوني في (معهد أبحاث الأمن القومي) للكيان الصهيوني بتاريخ 4/9/2004، والذي قال فيها :

- ليس بوسع أحد أن ينكر أننا حققنا الكثير من الأهداف على هذه الساحة بل وأكثر مما خططنا له وأعددنا في هذا الخصوص. يجب استحضار ما كنا نريد أن نفعله وننجزه في العراق منذ بداية تدخلنا في الوضع العراقي من بداية عقد السبعينات من القرن العشرين , جل وذروة هذه الأهداف هو دعم الأكراد لكونهم جماعة أثنية مضطهدة من حقها أن تقرر مصيرها بالتمتع بالحرية شأنها شأن أي شعب."

- هذا الدعم كان في البداية متواضعا , دعم سياسي و إثارة قضية الأكراد وطرحها فوق المنابر. لم يكن بوسع الأكراد أن يتولوها في الولايات المتحدة وفى أوروبا وحتى داخل بعض دول أوروبا. كان دعم مادي أيضا ولكنه محدود.

التحول الهام بدأ عام 1972. هذا الدعم اتخذ أبعادا أخرى أمنية , مد الأكراد بالسلاح عبر تركيا وإيران واستقبال مجموعات كردية لتلقى التدريب في (إسرائيل) بل وفى تركيا وإيران.

وعن موقف الكيان الصهيوني بعد اتفاق 1975 بين العراق وإيران يقول :

- بعد انهيار المقاومة الكردية كنتيجة للاتفاق مع إيران توزعت قياداتهم على تركيا وسوريا و(إسرائيل). (إسرائيل) وانطلاقا من التزام أدبي وأخلاقي كان من واجبها أن تظل إلى جانب الأكراد وتأخذ بأيديهم إلى أن يبلغوا الهدف القومي الذي حددوه , تحقيق الحكم الذاتي في المرحلة الأولى ومرحلة الاستقلال الناجز بعد ذلك.

وبعد الاحتلال يؤكد :

- العراق الذي ظل في منظورنا (الاستراتيجى) التحدي (الاستراتيجى) الأخطر بعد أن تحول إلى قوة عسكرية هائلة , فجأة تلاشى كدولة وكقوة عسكرية بل وكبلد واحد متحد , العراق يقسم جغرافيا وانقسم سكانيا وشهد حربا أهلية شرسة ومدمرة أودت بحياة بضع مئات الألوف.

- الآن في العراق دولة كردية فعلا , هذه الدولة تتمتع بكل مقومات الدولة أرض شعب دولة وسلطة وجيش واقتصاد وريع نفطي واعد , هذه الدولة تتطلع إلى أن تكون حدودها ليست داخل منطقة كردستان , بل ضم شمال العراق بأكمله , مدينة كركوك في المرحلة الأولى ثم الموصل وربما إلى محافظة صلاح الدين إلى جانب جلولاء وخانقين. "

الأكراد حسب ما لمسناه خلال لقاءات مع مسئولين (إسرائيليين) لا يدعون مناسبة دون أن يشيدوا بنا ويذكروا دعمنا ويثمنوا مواقفنا والانتصار الذي حققوه في العراق فاق قدرتهم على استيعابه.

- نحن نعمل على تطوير شراكة أمنية (واستراتيجية) مع القيادة الكردية رغم أن ذلك قد يثير غضب تركيا الدولة الصديقة. نحن لم ندخر جهدا في سبيل إقناع الزعامة التركية وعلى الأخص رجب أردوغان وعبد الله جول بل والقادة العسكريين أن دعمنا للأكراد في العراق لا يمس وضع الأكراد في تركيا.

- هناك التزام من القيادة الكردية بإعادة تشغيل خط النفط من كركوك إلى خط IBC سابقا عبر الأردن وقد جرت مفاوضات أولية مع الأردن وتم التوصل إلى اتفاق مع القيادة الكردية , وإذا ما تراجع الأردن فهناك البديل التركي أي مد خط كركوك ومناطق الإنتاج الأخرى في كردستان تتم إلى تركيا (وإسرائيل) , أجرينا دراسات لمخطط أنابيب للمياه والنفط مع تركيا ومن تركيا إلى (إسرائيل). " (المشروع الصهيوني في العراق. المضيف. 1/7/2009)

لا نعتقد بأننا نحتاج لتعليق طويل على ما ذكره المسئول الصهيوني حول دعم الكيان الصهيوني، بكل الوسائل، لإقامة كيان صهيوني آخر في شمالنا الحبيب، ولكننا مع ذلك سنذكر:

- لقد ورد بأن سبب دعم التمرد في شمال العراق : لكون الأكراد أثنية مضطهدة من حقها أن تقرر مصيرها.. وإن الكيان الصهيوني ساند الحزبين الكرديين انطلاقا من : التزام أخلاقي وأدبي.. لتحقيق الحكم الذاتي في المرحلة الأولى ومرحلة الاستقلال الناجز بعد ذلك...

ومن حقنا أن نعلق هنا لماذا لم يقم هذا الكيان المسخ بدعم هذه القومية المضطهدة في تركيا وإيران وعددهم يفوق بكثير ما هو في العراق وهم فعلا مضطهدون أكثر في هاتين الدولتين؟ الجواب واضح : وهو أن كلا من النظامين، الإيراني والتركي، ليسا معاديين للكيان الصهيوني.

كما من حقنا أن نتساءل : إذا كان قادة هذا النظام المسخ يساندون القوميات المضطهدة!! فلماذا لم يساندوا العرب والبلوش والأتراك وغيرهم الذين يقمعهم نظام الشاه ثم نظام الملالي فيما بعد، وهم يعلمون جيدا بأن الفرس لا يشكلون إلا أقل من 45% من الشعوب الإيرانية؟.

كما يحق لنا أن نتساءل : لماذا قام هذا الكيان بمساندة الأقلية من البيض في جنوب أفريقيا، وعلى كافة الأصعدة العسكرية والمدنية، الذين كانوا يقومون بعمليات إبادة جماعية للمواطنين الأصليين من الأفارقة؟

من المؤكد بأن الدافع لمواقف الصهاينة ليس أخلاقي أو أدبي بل تحكمه مصالح هذا الكيان المسخ ولكونهم يعلمون جيدا بأن الفرس سواء في زمن الشاة أو تحت نظام الملالي لا يمكن أن يعادون الكيان الصهيوني أو يقفون ضد تطلعاته طالما أن المقصود هم العرب العدو المشترك للطرفين الصهيوني والصفوي.

- لقد ورد في طرح الوزير المذكور بأن الدولة الكردية تتطلع لضم مدينة كركوك في المرحلة الأولى ثم الموصل وربما صلاح الدين إلى جانب جلولاء وخانقين..، وفيما يتعلق بضم نصف العراق أو أغلبه إلى هذا الكيان فقد وضحنا ذلك في مقالنا (الدكتور عبدالإله الراوي : تفتيت العراق والوطن العربي... مطلب صهيوني - صليبي – صفوي. القسم الثاني (5). شبكة البصرة. 22/8/2008)

- بعد احتلال العراق ذكر المسئول الصهيوني بأن : في العراق دولة كردية فعلا.... وهذا ما أكدناه في مقال سابق (الدكتور عبدالإله الراوي : العلاقة بين حكومة بغداد وإقليم كردستان والمعوقات. شبكة البصرة. 5/8/2009)

4 - كشف محلل سياسي (إسرائيلي) بعض خفايا محادثات الخط الساخن لاتصال هاتفي جرى مؤخراً بين الرئيس الأميركي، ورئيس إقليم كردستان في العراق. وتضمنت تحليلاته "تلميحات يهودية" بوعود أميركية سرية لدعم "نشوء دولة كردية مستقلة" في المستقبل، شريطة أن يلتزم البارزاني الآن التعهدات الأميركية بالبقاء ضمن العراق الفيدرالي. (تلميحات يهودية بوعود أميركية سرية لدعم (نشوء دولة كردية مستقلة)! الملف برس. 19/12/09)

3– كتب شاهد عيان عن قوة سيطرة الموساد الصهيوني خلال فترة الحصار الظالمة. ونشير فقط لهذا المصدر آملين أن نقوم بدراسة مفصلة عما ورد في روايته حول هذا الموضوع قريبا. (صلاح صلاح : تحت سماء الكلاب. (رواية). المؤسسة العربية للدراسات والنشر.بيروت. 2005)
علما بأن هذه الرواية منعت من التداول في كل من العراق ومصر والسعودية والأردن، والدول العربية المذكورة قامت بهذا الإجراء بحجة أنها تسيء لعلاقة هذه البلدان بالحكومة العراقية الحالية. (منع رواية عراقية. شبكة البصرة. 18/2/2006)

ثانيا : توطين اليهود وعلاقته بتكوين الكيان الصهيوني في شمالنا الحبيب.

1 – إن قادة حزبي (طالباني وبارا زاني) وقعوا على اتفاقية مع "إسرائيل" مقابل أن تزود تل أبيب الجيش الكردي الذي سيشكل في شمال العراق بصواريخ ستينجر أرض جو وسيارات وعتاد ومستلزمات عسكرية. وطبقاً (للبروتوكول) السري فقد قررت "إسرائيل" توطين 150 ألف يهودي من أصل كردي في منطقة شمال العراق. وحسب هذا الاتفاق فأن اليهود الأكراد سيمتلكون حق الملكية غير المحدودة في القطاع الزراعي والحيواني بالإضافة إلى ذلك سيتم إعطاء المثقفين من المهندسين والتقنيين منهم قطع أراضى في المناطق الغنية بالمعادن الطبيعية والنفط ليقوم اليهود الأكراد بالتنقيب عن المعادن الطبيعية والنفط في منطقة شمال العراق.

أما للتطوير التجاري في كردستان العراق المستقل فأنه تم تأسيس شركات (إسرائيلية) أردنية مشتركة لتفتح لها مكاتب في شمال العراق من أجل المساهمة في النهضة الاقتصادية في كردستان. (خالد عزيز الجاف : الإطراف المتصارعة الطائفية والكردية على عقد اتفاقية العمالة لأمريكا. شبكة البصرة 26/11/2008).

2 - كشف الصحافي والكاتب الأميركي واين مادسن عن معلومات بالغة الأهمية والخطورة حول سعي "إسرائيل" الحثيث للتمدد في العراق استناداً إلى إدعاءات توراتية مرتبطة بما يسمى (إسرائيل) الكبرى من خلال شراء الأراضي في منطقة كردستان العراق.وأشار إلى مسؤولية "الموساد" في تهجير المسيحيين هناك من خلال ارتكاب عمليات قتل لحملهم على الرحيل وشراء أراضيهم، كما جاء في تقرير الصحافي مادسن الذي نشره موقع " أون لاين جورنال ".

ويبدو أن شهية الإطماع الاستعمارية التوسعية لـ (إسرائيل) لا تحدها حدود، فنوايا الهيمنة الكاملة على الضفة الغربية وقطاع غزة والاحتفاظ بمرتفعات الجولان السورية للأبد، إلى جانب التغلغل والتوسع في جنوب لبنان، غدت معروفة للجميع، والآن يبدو أن أنياب (إسرائيل) المفترسة تتهيأ لالتهام أجزاء من العراق، بزعم من جانب (الإسرائيليين) بأنها جزء من (إسرائيل) الكبرى بحسب كتبهم المقدسة.

وتشير تقارير إلى أن (إسرائيل) لديها خطط لترحيل آلاف اليهود الأكراد من (إسرائيل)، وتشمل هذه الخطط المهاجرين الأكراد في إيران، وتنوي (إسرائيل) توطين كل المرحلين في الموصل وسهل نينوى، على أن تتم عمليات ترحيل وتوطين اليهود الأكراد في العراق تحت غطاء زيارة أضرحة ومزارات يهودية مقدسة.

وينقل مادسن عن مصادر كردية، بان (الإسرائيليين) يعملون سراً مع حكومة كردستان الإقليمية لتنفيذ مخطط إلحاق ودمج اليهود الأكراد بمناطق عراقية بإشراف حكومة كردستان الإقليمية.

وقد لاحظ أكراد، وعراقيون مسلمون وتركمان أن الأكراد (الإسرائيليين) بدأوا بعد الغزو الأميركي في العام 2003 يشترون أراضٍ في كردستان العراق، ويعتبرونها عقارات يهودية تاريخية.ويبدي (الإسرائيليون) اهتماماً خاصاً بضريح (ناحوم) في القوش، و (جوناه) في الموصل وكذلك معبد دانيال في كركوك.

كما يسعى (الإسرائيليون) أيضاً للمطالبة بعقارات يهودية خارج الإقليم الكردي، تشمل ضريح حزقيال في قرية الكفل في محافظة بابل بالقرب من النجف، ومعبد عزرا في العزير في محافظة ميسان، بالقرب من البصرة، ويقع الاثنان الضريح والمعبد في مناطق جنوب العراق.وينظر (الإسرائيليون) الذين تدفعهم شهوة التوسع لهذه الأضرحة والمعابد، باعتبارها جزءاً من (إسرائيل) الكبرى مثلها مثل القدس والضفة الغربية، التي يطلقون عليها (يهودا والسامرة).

وذكرت المصادر الكردية والعراقية أن الموساد (الإسرائيلي) يعمل جنباً إلى جنب مع الشركات (الإسرائيلية) والسياح لدعم المطالبة بالعقارات اليهودية في العراق. وقد ظل الموساد يعمل منذ مدة على تدريب قوات البيشمركة العسكرية الكردية،وفقا لتقرير مادسن. وتشير التقارير إلى أن مرتزقة أجانب يساعدون (الإسرائيليين) على تحقيق أطماعهم ومآربهم في العراق، وهؤلاء المرتزقة يتلقون أجورهم من الدوائر الأميركية المسيحية الإنجيلية، التي تدعم فكرة (الصهيونية المسيحية).

ويقول عراقيون وطنيون أن فصائل كردية بارزة تدعم التغلغل (الإسرائيلي) في العراق، ويعتبر الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال الطالباني من أبرز داعمي التغلغل (الإسرائيلي) في العراق. ويعمل قباد الطالباني، ابن جلال الطالباني، ممثلاً (لحكومة كردستان الإقليمية) في واشنطن، حيث يعيش مع زوجته شيري كراهام، وهي يهودية، فيما يدعم الحزب الكردستاني الديمقراطي الذي تزعمه مسعود البارزاني، أنشطة الاستحواذ على الأراضي العراقية التي ينخرط فيها (الإسرائيليون) حالياً.

وتقول التقارير أن، أحد أبناء مسعود البارزاني الخمسة، متورط بشدة مع (الإسرائيليين).وقد تمكن (الإسرائيليون) والمسيحيون الصهاينة، من دخول العراق عبر تركيا ليس عبر بغداد، حيث تسيطر القوات الأميركية. ومن أجل إخلاء الأراضي التي يطالب (الإسرائيليون) بملكيتها، دبر عملاء "الموساد" ومعهم مرتزقة الصهاينة المسيحيين هجمات إرهابية على المسيحيين الكلدانيين، خصوصاً في نينوى، وإربيل، والحمدانية، وبرطلة وتلكيف، وبطنايا، وبعشيقة، والكوشفين، وعقرة، والموصل.وهذه الهجمات التي يدبرها ويشنها (الإسرائيليون) وحلفاؤهم، يشار إليها غالباً على أنها مسؤولية تنظيم القاعدة.

ويقول مادسن إن الهدف النهائي ل (الإسرائيليين)، هو إفراغ المناطق المسيحية في الموصل وجوارها من سكانها، ومن ثم المطالبة بالأرض باعتبارها أراضٍ أو مناطق يهودية توراتية بزعم أنها تشكل جزءاً من (إسرائيل الكبرى).وتعتبر العملية (الإسرائيلية) - المسيحية الصهيونية إعادة لعمليات الإخلاء والتهجير ألقسري، التي حدثت للفلسطينيين تحت الانتداب البريطاني لفلسطين بعد الحرب العالمية الثانية.

في حزيران،2003 زارت بعثة (إسرائيلية) الموصل وقال أعضاؤها إن (إسرائيل) تعتزم وتعمل على تأسيس هيمنة (إسرائيلية) على ضريح جوناه في الموصل، وضريح ناحوم الذي يقع في الأراضي المنبسطة حول الموصل. وقالت البعثة (الإسرائيلية) إن البارزاني يدعم (الإسرائيليين) لتحقيق مآربهم.

وذكر (الإسرائيليون) أن الحجاج الإيرانيين اليهود، والحجاج (الإسرائيليين) سيسافرون عبر تركيا إلى منطقة الموصل وسيستحوذون على الأراضي التي يعيش فيها العراقيون المسيحيون. (إسرائيل) تأمل باستيطان أجزاء من شمال العراق كجزء من (إسرائيل التوراتية). (للموساد " الإسرائيلي " دور في تهجير المسيحيين الكلدان وفق عقيدة استرجاع أراضي يهودية تاريخية شبكة البصرة. 14/2/2009 و.كاتب أميركي: "الموساد" وراء عمليات قتل وترهيب المسيحيين في الموصل! وكالة أور. 7/3/10 و البرزاني يساعد على تحقيق حلم إسرائيل من الفرات إلى النيل المدار/خاص 7/2/09)

3- ودون الإطالة في هذا الموضوع الذي يحتاج إلى مؤلف مستقل نختتم هذه الفقرة بالدعوة التي وجهتها مجلة كردية، صدرت يوم الاثنين 3/8/2009، لليهود الأكراد للعودة (للكيان الصهيوني في شمال العراق)

وقد أثار صدور هذه المجلة الشهرية الجدل في أربيل عندما دعت اليهود من أصول كردية إلى العودة إلى منطقة كردستان، متحدية مخاوف الأكراد المسلمين. وهذه المجلة المسماة " إسرائيل كرد " وتضم نحو خمسين صفحة بالكردية وصفحتين باللغة الإنجليزية توزع نحو 1500 نسخة. وتهتم هذه المجلة بعادات يهود كردستان، وتنشر دراسات عن يهود العراق، وتروج للأهمية الاقتصادية لإقامة علاقات مع (إسرائيل).

علما بأن باغستاني، رئيس تحريرها، حصل على إجازة إصدار المجلة من نقابة صحفيي كردستان، وقالت النقابة في كتاب الترخيص الذي نشرته المجلة في عددها الثاني، إن المجلة تتوفر فيها جميع الشروط القانونية حسب قانون الصحافة في كردستان.
وصدرت مجلة "إسرائيل كرد" وعلى غلافها صورة لامرأة تحمل علم (إسرائيل) وأخرى لنجمة داود، وتضمنت صورا تاريخية عن اليهود الأكراد في كردستان العراق في العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي.

وينظر الإسلاميون الأكراد إلى هذا النوع من المنشورات بعين الريبة، ويقول رئيس كتلة النواب الإسلاميين في (برلمان) كردستان زانا رستابي : " لا أرى أهمية لهذا النوع من المنشورات، خاصة أن الأكراد ينتمون إلى العالم الإسلامي، وأن كردستان جزء من العراق ".

ويعيش اليوم في (إسرائيل) نحو 150 ألفا من اليهود من أصول كردية، يعتقد أنهم كانوا يعيشون منذ القرن الثاني عشر الميلادي في العديد من القرى الواقعة فيما يعرف اليوم بكردستان العراق، وهم من الناطقين بالآرامية.

علما بأن هؤلاء اليهود غادروا المنطقة بعد إنشاء (دولة إسرائيل) بضغط من الوكالة اليهودية، في بداية خمسينيات القرن الماضي، في سياق هجرة اليهود من البلاد العربية، تحت تأثير حرب 1948.

ويقول بغستاني : إن "المعاملة السيئة التي لقيها اليهود في العالم العربي هي التي عقدت مشكلة فلسطين، لأنها فرضت عليهم الهجرة إلى إسرائيل ما استدعى إخراج الفلسطينيين من بلادهم ". ويضيف جندي البشمركة السابق الذي زار (إسرائيل) أربع مرات كانت أولاها سرية سنة 1967: أن الدول العربية إذا استرجعت من هاجروا منها من اليهود وأعادت إليهم ممتلكاتهم فسيكون بإمكان اللاجئين الفلسطينيين العودة إلى بلادهم، لأن (إسرائيل) لن تكون بحاجة إلى أراض إضافية.

كما يؤكد بغستاني : أن ما يطالب به ليس إلا ما ينص عليه (الدستور) من حق كل مواطن في العودة إلى وطنه، وأوضح أن هؤلاء اليهود مواطنون عراقيون. وينفي بغستاني أن يكون قد تلقى أي دعم سري من (إسرائيل)، مع أنها تعلم بوجود مجلته، لأن لدى المجلة موقعا على الإنترنت. وأكد أنه لا يعمل لصالح (إسرائيل) ولكن كردستان بحاجة لليهود الكردستانيين، حسب رأيه.

(لقد تم نشر هذه المعلومات في الكثير من المطبوعات والمواقع ونشير فقط إلى عنوان المقال ومصدرين : مجلة كردية تدعو اليهود للعودة لكردستان : إسلام اونلاين.3/8/09 و الوليد اونلاين مع صورة واضحة على الرابط

http://www.alwaleedonline.com/NewsDetails.aspx?ID=5310)

- لا نرى داع لنعلق كثيرا على هذا المقال ولكننا سنذكر بصورة موجزة :

لم نسمع ولم نقرأ أي تعليق من أي مسئول عراقي حول ما ورد في هذه المجلة، وطبعا لا نتوقع من قادة الحزبين الصهيونيين الكرديين القيام بذلك.

- الإدعاء بأن عودة الأكراد اليهود سيساعد على حل القضية الفلسطينية وعودة الفلسطينيين، فهي كما يقال دعوة حق أريد بها باطل لكون هذا الدعي يعلم يقينا بأن الكيان الصهيوني سوف لا يسمح نهائيا، من خلال المفاوضات المهينة، بالسماح للفلسطينيين بالعودة لديارهم. وسوف يقوم باستيراد يهود آخرين من أوربا وأمريكا.. الخ ليحلوا محل اليهود الأكراد.
- كما أننا نستغرب موقف (الدستور) الصهيوني بالسماح لليهود للعودة للعراق في الوقت الذي لم يسمح فيه الكيان الصهيوني بعودة الفلسطينيين إلى ديارهم. ونحن نرفض رفضا قاطعا السماح لأي يهودي العودة إلى الدول العربية دون موافقة الكيان المسخ بعودة كافة الفلسطينيين المهجرين قسرا من ديارهم.

إن الهدف الحقيقي وراء دعوة الأكراد اليهود إلى شمالنا الحبيب هو إجبار الكيان الصهيوني لدعم إقامة كيان صهيوني فيما يطلق عليه كردستان العراق، لأن وجود يهود في الإقليم، وبأعداد كبيرة، سيفرض على كافة المنظمات (الدولية!!) المرتبطة بالصهيونية العالمية وكافة الدول التي يسيطر عليها (اللوبي الصهيوني) للدفاع عن استقلالية هذا الكيان.

ونعيد هنا بأن هذه العصابات (اللوبي) تعمل منذ مدة طويلة على إقامة كيانات صهيونية في الأقطار العربية وسيحاولون أن يبدأوا بتكوين الأول في العراق ثم بعده في السودان، على الأقل كيانين أحدهما في جنوب السودان والثاني في دارفور، ثم يعملون على إقامة كيانات أخرى في الأقطار الأخرى. للحوثيين في اليمن و للأقباط في مصر.مثلا.. الخ.

وأخيرا من حقنا أن نتساءل:- لماذا لا يفكر الكيان الصهيوني ومن ورائه الدول التي يسيطر عليها (اللوبي) الصهيوني والتي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان وعن الأكراد المظلومين في العراق!! كما أنها تتخذ مواقف متشددة للدفاع عن كافة القليات القومية أو الدينية في كافة الدول العربية، بالدفاع عن الأقليات القومية في الدول الأخرى؟ وبالأخص في تركيا وإيران.
وسنختم مقالنا هذا بالتكلم عن الموقف التركي فقط وبصورة موجزة.

- إن كافة العراقيين كانوا يتصورون بأن الأكراد لا يستطيعون إعلان دولتهم المستقلة لأن تركيا ستقف لهم بالمرصاد، وقد ذكرنا أعلاه قول رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي الذي أكد بأن قيام هذا الكيان (يتعارض تماماً مع المصالح القومية التركية.) وبالأخص إذا علمنا بأن عدد نفوس الأكراد في تركيا قد يتجاوز 20 مليون نسمة وفي إيران أكثر من 12 مليون بينما في العراق فإن عدد نفوس الأكراد لا يصل بأي حال إلى 5 ملايين.

ولذا من حقنا أن نتساءل عن السبب أو الأسباب التي دفعت النظام التركي لتكوين وتطوير العلاقات المتبادلة مع الكيان الصهيوني في شمال العراق، واستعدادها الكامل للاعتراف به ككيان مستقل؟

- نحن نعلم جيدا بأن الكثير من العرب خدعوا بموقف المسئولين الأتراك اثر الاجتياح الصهيوني لقطاع غزة وما قام به الكيان المسخ من مجازر بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، ولكن الحقيقة غير ذلك.

وفق قناعتنا فإن ما قام أو يقوم به القادة الأتراك وتصريحاتهم ضد الكيان الصهيوني ما هي إلا مسرحية للضحك على ذقون العرب السذج.

ونعتقد جازمين بأن أمريكا والكيان الصهيوني عز عليهما أن تستحوذ إيران وحدها على الساحة بأكملها ولذا قاما بدفع تركيا، حليفتهما الثانية بعد إيران، لتقوم بدورها.

وأحد الأهداف من هذه المسرحية هي إشعار الفلسطينيين بأنهم مؤهلين ليكونوا وسطاء في كافة المفاوضات، سواء بين العرب أنفسهم أو بين بعض الدول العربية والكيان الصهيوني.

وعلينا أن نتذكر تصريحات اردوغان في حينها عندما قال : بأن لدينا علاقات طيبة مع كلا الطرفين الفلسطينيين : حماس والسلطة الفلسطينية.

والغرض من هذا الكلام هو أنه في حالة رفض حماس قبول مصر كوسيط بين الطرفين باعتبارها ساهمت مع الكيان الصهيوني في مجزرة غزة وبالأخص برفضها فتح معبر رفح، فستكون تركيا جاهزة للقيام بهذا الدور. ولهذا السبب تم دعوة تركيا للمشاركة في قمة الدوحة. (الدكتور عبدالإله الراوي : ماذا ينتظر العرب من قمة الدوحة؟ شبكة البصرة. 29/3/2009)

وإن الغرض الرئيس للأتراك من ذلك هو فرض ثقلهم في المنطقة ليرغموا أوربا على قبولهم في الاتحاد الأوربي باعتبارهم يشكلون الحجر الأساس في المنطقة التي يطلقون عليها الشرق الأوسط.

وطبعا فإن تركيا ليس لديها أي مانع من تقاسم النفوذ في هذه المنطقة مع الكيان الصهيوني وإيران.. على حساب العرب الذين سيكونون الضحية الوحيدة والخاسر الأكبر في اللعبة في المنطقة.

علما بأن تركيا لديها أطماع كبيرة في العراق وتطمح الاستيلاء على عدة محافظات عراقية. (خارطة تركيا الجديدة تضم ثلت أراضي العراق تقريبا. شبكة البصرة. 22/11/2009. وتوزيع خرائط لتركيا تضم أجزاء من العراق واليونان. أ ش أ. عن صحيفة العراق الالكترونية. 12/6/09)

- نشير هنا ما يؤكد عدم وجود أي عداء بين الكيان الصهيوني وتركيا : حيث أكد الرئيس التركي عبدا لله غول بكون الصرع بين العرب والكيان الصهيوني يتعلق ب(إسرائيل) والفلسطينيين وسوريا. أي هم ممكن أن يكونوا مجرد وسطاء لا أكثر. (غول يقول إن الصراع العربي (الإسرائيلي) قضية تهم فلسطين وسوريا. أخبار الحرية. 15-05- 2009)

- ولكن من حق القارئ العزيز أن يسأل : ولكنك لم تجب أو توضح الأسباب التي تقف وراء موقف الأتراك من تكوين كيان صهيوني في شمال العراق، أي ما هو المبرر لعدم تخوف الأتراك من قيام هذا الكيان؟

نجيب :

1- إن تركيا عضوا في حلف شمال الأطلسي وتوجد قواعد لهذا الحلف على أراضيها. وإن من يقود هذا الحلف هي الولايات المتحدة الأمريكية

- إن النظام الذي يحكم تركيا لديه حلف (استراتيجي) مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني. وقد قام هذا الحلف بعدة مناورات وتدريبات عسكرية مشتركة في هذا المجال.

يضاف لذلك قيام تركيا بشراء كميات كبيرة من الأسلحة والطائرات من الكيان الصهيوني، كما أنها سمحت لهذا الكيان المسخ بالقيام بالتدريب على أراضيها إضافة لإعطائها الحق باستعمال (راداراتها) للتجسس على ما يجري في إيران والعراق. (فضائيتي الشرقية والجزيرة. 17/1/10)
2- ورد في كلمة وزير أمن الكيان الصهيوني، الذي ذكرناه أعلاه تأكيده : أن دعمنا للأكراد في العراق لا يمس وضع الأكراد في تركيا.

3- إن مسئولي الكيان الصهيوني يحرصون على عدم إثارة أية خلافات مع تركيا عند تدخلهم في شمال العراق. ("يديعوت احرونوت": إسرائيل لن تعترف بدورها في شمال العراق الملف. نت 24/10/2007)

4- لقد صرح الطالباني في تركيا بأن (الدولة الكردية ليست موجودة إلا أحلاماً في قصائد الشعر الكردي وليس لها أي نصيب على أرض الواقع) (بيان حزب البعث العربي الاشتراكي حول زيارة الرئيس التركي عبد الله غول غير المرحب بها إلى العراق شبكة البصرة. 30/3/2009)

وطبعا فإن العميل الطالباني يقصد هنا الدولة الكردية الكبرى التي يطلقون عليها كردستان الكبرى والتي من المفروض، وفق تطلعات الأكراد، أن تضم نصف العراق على الأقل مع مناطق تواجد الأكراد في كل من تركيا وإيران وسوريا.

ولذا فإن المسئولين الأتراك واثقون بأن زرع كيان صهيوني في شمال العراق سوف لا يهدد تركيا.

ولهذا السبب فإنهم قاموا بتدريب أكراد العراق منذ عام 1972 وفق ما أكده وزير الأمن للكيان الصهيوني المذكور أعلاه.

وختاما نقول متى يستيقظ العرب من سباتهم العميق ومتى يستطيعوا الاعتماد على أنفسهم بالثورة على حكامهم الخونة وبناء وحدتهم التي تمثل السلاح الوحيد الذي بواسطته يفرضون وجودهم في المنطقة والعالم بعيدا عن الاعتماد على مواقف الدول الأخرى ومصالحها التي في أغلب الأحيان تتناقض كليا مع تطلعات أمتهم؟

والله من وراء القصد

الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
hamadalrawi@maktoob. Com

شبكة البصرة
الجمعة 26 ربيع الاول 1431 / 12 آذار 2010

شفافية ونزاهة الانتخابات في زمن دولة القانون!!

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
شفافية ونزاهة الانتخابات في زمن دولة القانون!!
شبكة البصرة

الدكتور عبدالإله الراوي

نوضح بداية بأننا سوف لا نتكلم عن استبعاد، الذين يقال عنهم كونهم بعثيين، ولا عن لجنة الاجتثاث التي أصبحت لجنة المساءلة والعدالة!! أي لجنة العميل الصهيو- صفوي الجلبي.

ولو كانت توجد قوانين في البلد المحتل لتساءلنا : منذ سبعة سنوات والعملاء يحكمون وطننا الجريح، فإذا كان هؤلاء المبعدين بعثيين مسيئين فلماذا لم تتم إحالتهم للقضاء خلال هذه السنوات الطويلة. ولم لم يتم التفكير بإبعادهم إلا عندما أصبوا مرشحين للانتخابات التشريعية؟؟

في الحقيقة لم تكن لدينا أي رغبة للكتابة في هذا الموضوع ولا المشاركة في هذه الانتخابات وذلك لعدة أسباب أولها نحن لا نؤمن بما يطلقون عليها العملية السياسية وثانيا طالما أن العراق يرزح تحت نير الاحتلالين الصفوي والأمريكي وكما هو معروف لا يمكن أن تتم انتخابات نزيهة في ظل الاحتلال الواحد والعراق كما قلنا تحت احتلالين. ولكن وصلتنا رسالة من أحد الأخوة، والتي سندرجها في نهاية كلمتنا، كانت الدافع الرئيس لكتابة هذه الكلمة.

ولو فرضنا جدلا بأن لدينا رغبة بالتصويت، لغرض القضاء على الطائفية وحكم رجال الدين كما يقال، فستقف أمامنا عدة عقبات أهمها :

1 - هل يوجد، من بين المرشحين، من يستحق أن نمنحه صوتنا؟ فكثير من المخلصين يقولون بأن القضاء على سيطرة المرتبطين بإيران هو التصويت لقائمة علاوي. فلو تجاوزنا عمالته لعدد كبير من أجهزة المخابرات الدولية فهل نستطيع أن ننس المجازر التي قام بها هذا العميل بحق أبناء شعبنا في الفلوجة والنجف؟

2 - في يوم التصويت شاهدنا الكثير من المواطنين منعوا من التصويت لكونهم لا يحملون سوى جواز السفر حيث أن على الناخب أن تكون معه وثيقتين : جواز السفر وشهادة الجنسية العراقية أو بطاقة الأحوال المدنية.
وهنا من حقنا أن نتساءل : هل قامت ما يطلقون عليها هيئة الانتخابات المستقلة جدا جدا!! بتعميم ذلك وهل قامت السفارات بتبليغ العراقيين بما يجب عليهم وهل زودتهم بالتعليمات الضرورية لذلك؟

3- لا يوجد في فرنسا مركز للانتخابات وكان علينا الذهاب إلى هولندا، والمشكلة الأخرى قد نذهب إلى هناك ونتحمل مشاق السفر ولا نجد اسمنا مدرج في سجل الناخبين.
مثلا في فرنسا تقوم عمادة البلدية بتزويد كافة المواطنين الذين لهم حق التصويت بمظروف يحتوي على بطاقة الناخب مع كافة التعليمات المتعلقة بعملية الانتخاب. ويصل هذا المظروف قبل أسبوعين على الأقل من موعد الاقتراع.

4- مدى قناعتنا بأن هذه الانتخابات ستكون نزيهة وشفافة؟

ودون الإطالة في هذا المجال : وطبعا سوف لا نتكلم هنا عن التدخل الإيراني وإرسالهم سيارات محملة بالصناديق المليئة بالاستمارات ولا عن تصريحات نجاد وتدخله السافر في عملية الانتخابات وبالأخص قوله بضرورة عدم السماح للبعثيين بالعودة للحكم أم قيامهم أخرا بتعيين رئيس وزراء قبل انتهاء العملية الانتخابية (خبر عاجل ومهم وتحذير :ليطلع الشعب العراقي الذي تحدى الموت وذهب للتغيير. كتاب عراقيون من أجل الحرية. 9/3/10)

سنشير بصورة سريعة إلى :
لقد ظهر على بعض الفضائيات أحد المراقبين العرب من الأردن موضحا بأن المشرفين على الانتخابات قاموا بنقل صندوق مليء وأوضح بأن هذا يعتبر خرقا فاضحا لأنهم في هذه الحالة بإمكانهم تغيير أو استبدال الاستمارات الموجودة في داخله. (فضائية الشرقية 6/3/10)

كما أظهرت نفس الفضائية عملية التلاعب في سوريا حيث أن المشرفين على الانتخابات يتشددون أحيانا ويتساهلون أحيانا أخرى بالنسبة للوثائق المطلوبة.

- إرغام الجنود والسجناء للتصويت للقوائم الصفوية. (البصرة : اتهام ضباط الجيش بإجبار الجنود على الاقتراع لقوائم معينة الحياة. 7/3/10. وإقالة قائد عسكري عراقي لإجباره الناخبين على التصويت للمالكي. وكالة أور. 8/3/10. مصدر في مفوضية انتخابات نينوى: خروقات كثيرة في التصويت الخاص وبعض الضباط مارسوا ضغطا على الجنود لانتخاب قوائم معينة. وكالة الصحافة المستقلة. 8/3/10. ابتزاز السجناء لإجبارهم علي التصويت لقائمة الحكومة العراقية. بغداد العمارة البصرة ديالي الزمان: 6/3/10)

- إغلاق مراكز انتخابية دون مبرر، إلا لغاية في نفس يعقوب، لكون المشرفين على الانتخابات يعلمون بأن سكان هذه الأحياء لا يصوتون للقوائم المرتبطة بإيران. (مرشحون : حصلت خروقات كثيرة ونحن متخوفون من حصول التزوير. الملف برس. 6/3/10)

- العمليات الإرهابية التي قامت بها العصابات الصفوية في مناطق معينة وتهديد من يصوت لأي قائمة لاتتفق مع طموحاتهم. (حسن الفلوجي : اغلب العمليات الإرهابية كانت في مناطق يتعاطف فيها الناخبون مع القائمة العراقية. وكالة الصحافة العراقية. 6/3/10. و جماعة مسلحة تهدد من يريد انتخاب القائمة العراقية في الديوانية بالقتل. وكالة الصحافة المستقلة. 8/3/10)

أما قضية توزيع المنشورات وتمزيق الإعلانات وشراء الأصوات، فحدث ولا حرج، وطبعا سوف لا نذكر البطانيات ولا المسدسات التي وزعها حزب الهالكي بل سنكتفي بذكر مصدرين فقط. (منشورات وملصقات يوزعها صبية تروج لقائمة وتدعو لعدم انتخاب منافسيها في البصرة!! الملف برس. 6/3/10. و سعر الصوت الانتخابي العراقي 300 جنيه إسترليني.. ووجبة كباب. صحيفة الشرق الاوسط. 8/3/10)

والآن كما وعدنا ندرج نص الرسالة التي وصلت من مانجستر، ولعدم أخذنا رأي الشاهد فسنذكرها هكذا، ونحن واثقون بأن الدكتور كاتب الرسالة مستعد للإدلاء بشهادته فيما إذا شكلت لجنة تحقيقية نزيهة.

الانتخابات فى مانجستر/بريطانيا

انقل لكم ما حدث في الساعة الرابعة من عصر يوم الأحد آخر يوم للانتخابات في مانجستر/بريطانيا والله على ما أقول شهيد :كان معي زوجتي وابني واثنين من الأصدقاء..عندما وصلنا إلى الشخص المسئول عن تحقيق الهويات والجواز: وقفنا أمام الشخص الذي اسمه سجاد.. بتلك اللحظات سلمت علينا بحرارة إحدى العاملات في اللجنة المشرفة على سير الانتخابات ومعروفة هي بمساندتها لقائمة دولة القانون تصور المدعو سجاد هذا.. إننا معها ومن جماعتها؟: فقال لي ما يلي :لا تهتم دكتور ترى إحنا مضبطين شغلنا؟ قلت له : كيف ذلك؟ قال وبالحرف الواحد : كل من يأتي لينتخب نعرف اتجاهه من هويته ومحافظته فعندما يكون من الجانب الآخر نقوم بوضع إشارة صح في أسفل الورقة الانتخابية التي ستسلم له وهذه الإشارة لا ينتبه هو عليها حيث هي مؤشرة على اسم آخر كتلة انتخابية فيقوم هو بوضع إشارة أخرى على الكتلة التي يريد أن ينتخبها..وبهذا تكون ورقته قد احترقت لان هناك إشارتي صح واحد من عندنا وضعناها له بأسفل الورقة من دون علمه وإشارة أخرى هو وضعها.. ونتخلص منه ومن صوته..اقسم بالله العظيم بأن هذا الكلام صدر من عند المدعو سجاد الذي كان مشرفا على الانتخابات في مانجستر/بريطانيا.. والله على ما أقول شهيد
إن ما قدمناه هو غيض من فيض كما يقول العرب في مثل هذه الحالات. ونختم كلمتنا بالقول للمشرفين على هذه المهزلة : تهانينا على النزاهة والشفافية المنقطعتي النظير.!!!!
الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
hamadalrawi@maktoob. Com

شبكة البصرة
الثلاثاء 23 ربيع الاول 1431 / 9 آذار 2010