samedi 10 juillet 2010

الأكراد والموساد : علاقات عشائرية ، انفصالية وتجارية

الأكراد والموساد : علاقات عشائرية ، انفصالية وتجارية .

ترجمة وتعليق : الدكتور عبدالإله الراوي

سبق وترجمنا عدة مقالات للسيد جيل مونييه ، السكرتير العام لجمعية الصداقة الفرنسية –العراقية ، وكان آخرها : ( عودة الماسونية إلى العراق. شبكة البصرة . 10/2/2010.)
وإن المقال الذي نقوم بترجمته حاليا تم نشره في المجلة الشهرية أفريقيا – آسيا بعددها الصادر في شهر تموز 2010 .

ونظرا لكون المقال يتكلم عن موضوع مهم ، أي العلاقات بين الكيان المسخ والكيان الصهيوني في شمالنا الحبيب ( الدكتور عبدالإله الراوي : لماذا أطلقنا على ( كردستان العراق ) الكيان الصهيوني في شمال العراق . شبكة البصرة . 12/3/2010 ) ، لذا قررنا ترجمته ليطلع عليه القارئ العربي .

ولكن قبل تقديم الترجمة ، وكما عودنا فراءنا الكرام ، سنقوم بإبداء بعض الملاحظات فنقول :-

1- إن ما يطلق عليهم القادة الأكراد يصرحون دائما بعدم وجود علاقات بينهم وبين الكيان المسخ ، وآخر هذه التصريحات ( بارزاني من القاهرة: لا توجد علاقات بين إقليم كردستان العراق ( وإسرائيل ) راديو دجلة. 5/7/10)

نقول إذا كانوا يقصدون العلاقات الرسمية ( الدبلوماسية ) فهم على حق عندما يقولون بأننا لا يمكن أن نقيم علاقات قبل أن تقوم الحكومة المركزية بذلك . ولكن كيف يستطيعون إنكار التغلغل القوي لهذا الكيان في شمالنا الحبيب ؟

ولا نريد الذهاب بعيدا في هذا المجال بل سنشير إلى استطلاع رأي نشر ، باللغة الفرنسية ، في أحد المواقع الصهيونية بعنوان " صحافي كردي صديق مخلص ل ( إسرائيل ) " بتاريخ 4/1/10 . وهذا المقال يوضح بأن 87% من الأكراد يؤكدون بأن الشعب الكردي لديه روابط عميقة مع الكيان الصهيوني و 67% يقولون بأن ( إسرائيل ) ستلعب دورا مهما بتكوين دولة كردية في شمال العراق . انظر الرابط .
http://www.actu.co.il/2010/01/un-journaliste-kurde-ami-sincere-disrael

2- لقد ذكر السيد مونييه " العلاقات الكردية – ( الإسرائيلية ) لا تعود إلى فترة القضاء على النظام الملكي .... " والذي ليس لديه اطلاع كاف على تاريخ العراق سوف لا يستطيع استيعاب هذه الفقرة بصورة واضحة لذا رأينا أن نبين :-

إن مصطفى البرزاني ، قبل ثورة 1958 ، كان لاجئا في الاتحاد السوفيتي وبالنتيجة فإن المخابرات الروسية كان تساند التمرد الكردي ، ولكن بعد قيام الثورة فإن الزعيم عبدالكريم قاسم تقرب للشيوعيين وسمح للبرزاني بالعودة إلى العراق مما دفع المخابرات الروسية بأمر البرزاني التخلي عن السلاح و..
وهنا استغل الكيان الصهيوني هذا الموقف وقام بدعم التمرد الكردي بدلا من ال ( ك.ج.ب ). رغم كون العلاقة بين الأكراد والصهيونية بدأت منذ عام 1930 كما يوضح كاتب المقال .

3- إن الكاتب يشير إلى أن أول زيارة قام بها مصطفى البرزاني للكيان الصهيوني كانت عام 1968 ، أي في زمن عبدالرحمن عارف ، والتي يفهم منها بأنها أول زيارة لمسؤول كردي للكيان المسخ . ولكن أحد الكتاب الأكراد المطلعين يؤكد وبالوثائق ما يلي :

لقد سبقت الكل من العرب والأكراد عندما أشرت علناً عن الزيارة الأولى للقيادة الكردية إلى ( إسرائيل ) أواخر عام 1962م وليس عام 1969، ففي بيتي الخاص ( الوكر القيادي ) وأمامي سلم الشهيد فائق محمد أمين السكرتير العام للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني رقم تذكرة الطائرة ورحلتها ( شركة العال الإسرائيلية ) من جنيف إلى تل أبيب إلى السكرتير العام السيد عزيز محمد وكان الوفد يتكون من السيدين المرحوم إبراهيم أحمد السكرتير العام للديمقراطي الكردستاني والسيد جلال الطالباني عضو المكتب السياسي حينذاك . " (شوكت خزندار: رسالة أخوية إلى الكاتب والمناضل الفلسطيني ، ناصر السهلي . العراق نيوز . 19/5/2006 )

أي أن الزيارة الأولى تمت في زمن عبدالكريم قاسم بعد أن ساءت العلاقة بينه وبين المتمردين الأكراد . كما أن ما ذكره السيد خزندار يدل على عدم دقة السيد مونييه عندما يقول بأن الطالباني قام بعمل علاقات مع الكيان الصهيوني ولكن " بصورة أقل " أي من البرزاني .

4- كما أن الكاتب يشير في آخر المقال عن العلاقات مع الكيان الصهيوني لكل من نيجرفان برزاني و قباد طالباني وعن زواج هذا الأخير من ابنة أحد أعضاء ال ( ايباك ) وفي هذا المجال ننصح القارئ الكريم بقراءة مقال عشتار العراقية حول هذا الموضوع والذي تضمن صور للعروسين المحروسين !! (. إكذوبة اعادة الإعمار : جي گارنر والزواج السري للمحروس قباد . شبة البصرة. 8/2/2009 ) والتي تذكر في آخر المقال عبارة لطيفة تستحق الاشارة لها :
" واحنا كنا زعلانين لما صافح ريّسنا طلباني ايهود باراك في مؤتمر الاشتراكية الدولية. شگد لعد احنا غشمة ؟! اثاري الريس مناسب العشيرة!! "
كما نشير بأنه حسب معلوماتنا فإن قباد لم يعد ممثلا للإقليم في الولايات المتحدة حيث حل محله أحد أولاد مسعود برزاني .
وختاما نقول بأننا كتبنا كثيرا حول هذا الموضوع وسنذكر مقالا واحدا ( الدكتور عبدالإله الراوي : قادة العراق الجديد !! وعملية التطبيع مع الكيان الصهيوني . شبكة البصرة . 25/8/2005) كما ننصح بقراءة كتاب ( شلومو نكديمون : الموساد في العراق ودول الجوار . ترجمة بدر عقيلي . دار الجليل للنشر . عمان . 1997 )

ترجمة المقال

الأكراد والموساد : علاقات عشائرية ، انفصالية وتجارية .

بتشجيع من ( إسرائيل ) ، فإن مسعود برزاني ، رئيس إقليم كردستان للحكم الذاتي ، أخذ ، تدريجيا يتمتع بصلاحيات رئيس دولة .
في شهر أيار ( مايو ) استطاع أن يتوصل إلى اتفاق مؤقت مع بغداد حول عائدات حقول النفط الكردية .

العديد من الدول الغربية قامت بفتح قنصليات لها في اربيل ، التي يمنع فيها رفع العلم العراقي ودخول أي قوات عربية . وإن الإقليم يقوم بمفاوضات مع تركيا لغرض تكوين أسطول بحري تجاري كردي ليتخذ من أحد الموانئ التركية مرسى له .

ورغم كون برزاني لديه ، منذ مدة طويلة جهاز أمن خاص ، فإنه يعمل على تجاوز مرحلة مهمة : إنشاء جيش ( للإقليم ) الكردي . وقد تباحث حول هذا الموضوع مع باراك اوباما ، في شهر كانون الثاني ، بعد أن استشار ، في جنيف ، العميد داني يانوم مدير سابق للموساد .
ووفق الموقع السري الخاص – الذي لا يمكن الاطلاع على ما ينشر فيه إلا للمشتركين لقاء مبالغ – ( المترجم ) -" انتيليجنس اون لاين " فإن الشركة ( الإسرائيلية ) كاميرون للخدمات العسكرية " كاميرون مليتري سيرفس " ستكلف بتوحيد فصائل البيش مركة لهذا الغرض .

نظرية الحلفاء القريبين

العلاقات الكردية – ( الإسرائيلية ) لا تعود إلى فترة القضاء على النظام الملكي عام 1958 ،والتي على أثرها أمرت ال ( ك.ج.ب.) مصطفى البارزاني التخلي عن السلاح وتجميد نشاطات المفارز المسلحة الكردية التي شكلت في طاشقند في اوزباكستان .
وفي هذه الأثناء فإن الموساد قام مقام المخابرات السوفيتية بمساندة المتمردين الأكراد .

في نهاية عام 1930 قام ، العميل السري للوكالة اليهودية ، روبين شيليا ، بزيارة كردستان العراق لغرض إقامة علاقات مع قبيلة البرزاني ، التي قام بعض أفخاذها – المعتنقين للديانة اليهودية – بالهجرة إلى فلسطين .
وإن شيليا كان ، مع دافيد بن غوريون ، مؤسس دولة ( إسرائيل ) ، أحد المنظرين ل " نظرية الحلفاء القريبين " .

وقد تجسدت خطتهم الأساسية عام 1982 من قبل اوديد يينون ، المقرب من وزير الخارجية ( الإسرائيلي ) ،في مقالة نشرت في مجلة ( اوركانيزاسيون سيونست مونديال ) والتي تتضمن تفتيت الدول العربية إلى كيانات قومية أو دينية .

في العراق ، الموساد دخل بصورة مباشرة خلال حكم الأخوين عارف ( 1963-1968 ) .
يليزر تسافرير ، رئيس مكتب كردستان للموساد، من أب كردي وأم مغربية ، كان يقوم بالإشراف على المستشارين ( الإسرائيليين ) الذين يقومون بتدريب البيش مركة ، والتي كان ضباطها قد تدربوا في ( إسرائيل ) .

وفي نفس الوقت كان تسافرير يساعد مسعود برزاني لتكوين البارستان ، جهاز الأمن للحزب الديمقراطي الكردستاني علما بأن تسافرير هذا متقاعد حاليا ، وهو يحلم بأن يكون أول قنصل ل ( إسرائيل ) في كردستان .

مصطفى برزاني قام بزيارة تل أبيب عامي 1968 و 1973 . وبالإضافة إلى لقاء صديقه القديم اكساواجا كسينو ، أحد وجهاء اليهود في مدينة عقرة خلال سنوات 1950 ، فإنه قابل غولدا مائير وموشي ديان .

عام 1980 ، اعترف مناحيم بيغن بأن ( إسرائيل ) تزود المتمردين الأكراد بالسلاح ، وأكد مساندته لتكوين دولة كردية مستقلة في شمال العراق .

لا يحتاج الإنسان أن يكون خبيرا لغرض كشف تأثير ( إسرائيل ) في الحملات المتتالية ضد صدام حسين ، وكذلك الشعار الذي تم رفعه " كركوك قدس الأكراد " .

عملية ذات أهمية كبرى

بعد الاحتلال في 2003 ، فإن العشرات من رجال الموساد دخلوا كردستان بصفة مهندسين مقاولات أو بصفة خبراء في الزراعة .
عملية ، أهمية كبرى ، أثيرت عام 2004 بصحيفة يدعوت احرونوت ، في مقالة أوضحت بأن هذه العملية نظمت من قبل داني ياتوم ورجل الأعمال شلومي ميخاييل .
وإن شركة كودو ، التي أسست من قبل هذا الأخير مع أفراد من قبيلة البرزاني ، حصلت على العقد المثمر جدا ، المتضمن إنشاء مطار اربيل الدولي مع تأهيل الوحدات المكلفة بحراسته .

وهنا من حقنا أن نتساءل عن سبب نفي إياد علاوي ، الذي كان رئيسا للوزراء ، هذه المعلومات ، التي أكدتها قناة ال ( بي.بي.سي ) عندما عرضت ، عام 2006 ، فلما يصور ( الإسرائيليين ) في موقع العمل .

علاقات جلال الطالباني مع ( إسرائيل ) أقل وضوحا .

وهو الذي كان سابقا : ينتقد بشدة قيام مصطفى البرزاني بعمل علاقات مع الموساد ، وهو قام بنفس العمل ولكن بصورة أقل ، وذلك بواسطة والد زوجته إبراهيم أحمد المقيم في لندن تحت حماية " م:16 " جهاز التجسس البريطاني .

وكذلك فنحن نعلم جيدا بأن طالباني تباحث مع شيمون بيرس عام 1978 في السفارة ( الإسرائيلية ) في باريس و .. عام 2008 مع ايهود باراك في اليونان بمناسبة مؤتمر الاشتراكية العالمية التي هو أحد أعضائها .
وقد علل هذا اللقاء ، أمام الشعب العراقي الساخط ، بأن ذلك اللقاء تم بصفته رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني وليس بصفته رئيس الجمهورية العراقية .

حاليا العلاقات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني و ( إسرائيل ) تتم من خلال نيجرفان بارزاني ، أحد أولاد مسعود الخمسة . أما بانسبة للاتحاد الوطني الكردستاني فإن المكلف بهذه العلاقات هو قباد طالباني الممثل لحكومة إقليم كردستان في الولايات المتحدة الأمريكية ، والذي تزوج من الأمريكية شيري كردهام ، ابنة أحد أعضاء الايباك ، اللوبي المساند ل ( إسرائيل ) .

مع هذين الولدين ، فإن الموساد لا يمكن أن يصيبه أي قلق : لأن العلاقات الجيدة مع الكيان المسخ ستكون مستمرة ومضمونة .


الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
hamadalrawi@maktoob. Com


Vendredi Vendredi 2 juillet 2010 5 02 /07 /
نص المقال المترجم

http://www.france-irak-actualite.com/article-kurdes-et-mossad-tribalisme-separatisme-et-business-53319056.html
Vendredi 2 juillet 2010 5 02 /07 /2010 15:51

Kurdes et Mossad :

Tribalisme, séparatisme, et business

par Gilles Munier

(Afrique Asie – juillet 2010)

Conseillé par Israël, Massoud Barzani, président de la Région autonome du Kurdistan irakien, se donne progressivement les attributs d’un chef d’Etat. En mai, il est parvenu à un accord, provisoire, avec Bagdad sur les revenus des champs pétroliers kurdes. Plusieurs pays occidentaux ont ouvert un consulat à Erbil où le drapeau irakien et les troupes arabes sont interdits de séjour. La création d’une marine commerciale mouillant dans un port turc est à l’étude. Disposant depuis longtemps d’un service secret, Barzani s’est engagé dans une étape cruciale : la création une armée « régionale » kurde. Il s’est entretenu de la question, en janvier, avec Barack Obama, non sans avoir consulté au préalable, à Genève, le général Dany Yatom, ancien directeur du Mossad. Selon la lettre confidentielle Intelligence on line, la société israélienne Camerone Military Services, serait chargée de la fusion des milices peshmergas.

Théorie des alliés périphériques

Les relations kurdo- israéliennes ne datent pas du renversement de la monarchie pro-britannique, en 1958, quand le Mossad prit le relais du KGB qui avait ordonné à Mustapha Barzani de déposer les armes et de geler les activités de la brigade kurde formée à Tachkent, en Ouzbékistan. A la fin des années 30, Ruben Shilia, agent secret de l’Agence juive, s’était rendu au Kurdistan irakien pour établir des relations avec la tribu Barzani, dont des clans, de religion juive, ont émigré en Palestine. Shilia était, avec David Ben Gourion, fondateur de l’Etat d’Israël, un des idéologues de la « théorie des alliés périphériques ». Leur dessein préfigurait celui décrit, en 1982, par Oded Yinon, proche du ministère israélien des Affaires étrangères, dans la revue de l’Organisation sioniste mondiale, à savoir la partition des pays arabes en entités ethniques ou religieuses.

En Irak, le Mossad entra physiquement en scène sous les présidences des frères Aref (1963-68). Eliezer Tsafrir, chef d’antenne au Kurdistan, de père kurde et de mère marocaine, dirigeait les conseillers israéliens encadrant les peshmergas. Leurs officiers étaient formés en Israël. Parallèlement, Tsafrir aidait Massoud Barzani à créer le Parastin, service secret du PDK (Parti Démocratique du Kurdistan). Aujourd’hui à la retraite, il rêve d’être le premier consul d’Israël à Erbil.

Mustapha Barzani s’est rendu à Tel-Aviv en 1968 et 1973. Outre son vieil ami Xawaja Xino, notable juif d’Aqra dans les années 50, il rencontra Golda Meir et Moshe Dayan. En 1980, Menahem Begin reconnut qu’Israël fournissait des armes aux rebelles kurdes, et décida de soutenir la création d’un Etat kurde. Il n’est pas besoin d’être expert pour discerner la marque d’Israël dans les campagnes anti-Saddam Hussein qui ont suivi, ou dans l’appellation : « Kirkouk, Jérusalem des Kurdes ».

Opération de grande ampleur

Après l’occupation de l’Irak en 2003, des dizaines d’agents du Mossad camouflés en ingénieurs des travaux publics ou en experts agricoles, entrèrent au Kurdistan. L’opération, de grande ampleur, révélée en 2004 par le quotidien israélien Yediot Aharonot, était organisée par Dany Yatom et l’homme d’affaires Shlomi Michaels. La société Kudo, créée par ce dernier avec des membres de la tribu Barzani, décrocha le juteux contrat de la construction de l’aéroport international d’Erbil et la formation d’unités de commandos. On se demande pourquoi Iyad Allaoui, alors Premier ministre, a démenti ces informations, confirmées en 2006 par la chaîne BBC 2 qui filma les Israéliens à l’œuvre.

Les relations de Jalal Talabani avec Israël sont moins connues. Lui qui, jadis, disait pis que pendre des accointances de Mustapha Barzani avec le Mossad, faisait de même, mais à bien moins grande échelle, par l’intermédiaire de son beau-père Ibrahim Ahmed basé à Londres, protégé du MI6, le service d’espionnage britannique. On sait que Talabani s’est entretenu en 1978 avec Shimon Peres à l’ambassade d’Israël à Paris, et… en 2008 avec Ehud Barak en Grèce lors d’un congrès de l’Internationale socialiste dont il est membre. Pour se justifier devant l’opinion publique irakienne indignée, il déclara l’avoir rencontré uniquement en tant que Président de l’Union Patriotique Kurde (UPK).

Aujourd’hui, les relations du PDK avec Israël sont du domaine de Binjirfan Barzani, un des cinq fils de Massoud. A l’UPK, elles sont l’affaire de Qutab Talabani qui représentait le Gouvernement régional kurde aux Etats-Unis, où il a épousé l’américaine Sherri Kraham, fille d’un membre de l’AIPEC, le lobby pro-israélien. Avec eux aux commandes, le Mossad n’a pas de souci à se faire : la relève est assurée.

لماذا لم يتم ضرب المفاعلات النووية الإيرانية؟ قصة المفاعلات النووية الإيرانية


http://www.albasrah.net/ar_articles_2010/0610/abdul_24610.htm
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لماذا لم يتم ضرب المفاعلات النووية الإيرانية؟ قصة المفاعلات النووية الإيرانية
شبكة البصرة
الدكتور عبدالإله الراوي
قبل أن نتكلم عن موضوع بحثنا نرى من واجبنا توضيح موضوع سوء تفسير موقفنا من قرار مجلس الأمن فيما يتعلق بضرب المفاعل النووي العراقي والذي ذكرناه في مقالنا (الدكتور عبدالإله الراوي : لماذا تم تدمير المفاعل النووي العراقي ولم تقصف المفاعلات الإيرانية؟ شبكة البصرة. 30/4/10) فنقول :
أولا : المراسلات التي تمت بيني وبين الأستاذ صلاح عمر العلي : مباشرة بعد نشر مقالنا المذكور وصلتنا رسالة من الأستاذ صلاح عمر العلي تضمنت الإشادة بالمقال ثم ذكر : غير إنني لاحظت خلال حديثك عن الجهد العراقي الذي بذل داخل أروقة الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن الدولي تحديدا بأعقاب ضرب المفاعل النووي وتدميره شيئا تنقصه الدقة والصواب وكم كان بودي لو حاولت الاتصال بي قبل إكمال مقالتك هذه مستوضحا أو مستفسرا عن تفصيل ما جرى لزودتك بذلك بكل أمانة وصدق ولجنبتك الوقوع بأي خطأ. حيث ذكرت في متن المقالة المذكورة ما يلي:
"وبعد فترة قصيرة من الاجتماع المذكور كانت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة تنسق مع وزير الخارجية العراقي سعدون حمادي والسفير العراقي لدى الأمم المتحدة... الخ." ثم ذكر ما نشر في مقاله الذي سنشير له.
وقد أجبته برسالتي المؤرخة في 2/5/10 والتي ذكرت فيها :
1- إن تركيزي، عندما كتبت هذه الفقرة، كان منصب على الموقف الأمريكي ولذا ذكرت مباشرة "فالرئيس الأمريكي صرح في 16/6/1981 بأنه يُقدّر مدى القلق الذي كانت تشعر به (إسرائيل) تجاه المفاعل النووي العراقي، وأن (إسرائيل) تصرفت هذا التصرف (الرائع!!) في إطار الدفاع عن النفس وأن أمريكا ستستخدم حق (الفيتو) ضد أي قرارٍ يطالب بتوقيع عقوبات على (إسرائيل)!!."
ولم يدر في ذهني اتهام المسؤولين العراقيين حول كون القرار "ضعيفاً وهزيلاً ومخجلاً..." مع تأكيدي بأن السبب هو احتمال استعمال أمريكا لحق الفيتو.
2- إذا سمحت سأشير لرسالتك هذه في مقدمة مقالي المقبل الذي سيناقش سبب عدم ضرب المفاعلات الإيرانية والذي آمل أن أنهيه خلال شهر على أقل تقدير.
وطبعا سأذكر بصورة موجزة بأن مشروع القرار المقدم من قبل الجانب العراقي كان قويا ولكن تم تعديله بناء على الضغوط الأمريكية.
علما بأنه ضمن الظروف الحالية لا أرى من اللائق التهجم على المرحوم سعدون حمادي.
وكان جواب الأخ العلي : من واجبي أن اطمانك بأنني لا أهدف من وراء رسالتي السابقة الإساءة للمرحوم سعدون حمادي مطلقا فهو صديق ورفيق ووزير خارجية يعد من بين وزراء الخارجية العرب القلائل الناجحين والمتميزين في أداء مهماتهم الرسمية إلا أن لدي حساسية مفرطة فيما يتعلق بمثل هذه الإحداث،مما اقتضى التوضيح ووضع الأمور في نصابها الحقيقي أما اقتراحك القاضي بعرض رسالتي في مقدمة الجزء الثاني من مقالتك المذكورة فلا مانع لدي ولكن ربما يقتضيني الواجب أن أعيد النظر في بعض تعابيرها لغرض عدم السماح للقراء الكرام في استغلالها وتفسيرها على غير ما نريد.
وآخر رسالة كتبتها له تضمنت : شكرا جزيلا على رسالتك وأنا واثق بأنك لا تريد الإساءة للمرحوم سعدون حمادي.
علما بأنه اتصل بي الأخ وجدي مردان وأرسل لي نسخة من كتاب ثم اتصلت به هاتفيا وأوضح لي بأنك زودته بنسخة من الرسالة لكونه كان يعمل معكم في تلك الفترة.
على كل أرجو أن تعلم بأني سوف لا أذكر كل الرسالة ولكني سأختار بعض الفقرات حول جهودكم ثم أقول بأنه بسبب ضغط الولايات المتحدة وخشية استعمالها (الفيتو) فقد تم تعديل صيغة القرار.
إذا أحببت بإمكاني الاتصال بكم هاتفيا إذا زودتني برقم هاتف ويفضل أن يكون أرضي وليس نقال لكون الاتصال بالأرضي في أوربا مجانا
مع الاشتراك بالحاسوب.
رقم هاتفي هو.. علما بأني أعمل ليلا ومتأخرا جدا.
والظاهر أن الأستاذ صلاح عمر العلي لم يكن مقتنعا بنشر فقرات من رسالته ولذا قام بنشر الرسالة كاملة في مقاله (تعقيبا على ما ورد في مقالة الدكتور عبد الاله الراوي. شبكة البصرة. 5/5/10)
ثانيا : التعليقات على مقال الأستاذ صلاح : تعقيبا على مقال الأستاذ العلي قامت شبكة البصرة بنشر مقالين هما (محمد رصاص :صلاح عمر العلي الثوري اللا ثوري. شبكة البصرة. 7/5/10) و(وائل علواني : حين تتحدث براقش - صلاح عمر العلي نموذجا - شبكة البصرة. 7/5/10) ولا نرى أن من واجبنا التعليق على هذين المقالين.
ثالثا : عرض وجهة نظرنا بصورة سريعة : لقد ذكرنا بأن الأستاذ صلاح أوضح في رسالته الثانية لنا بمدى احترامه وتقديره للمرحوم سعدون حمادي وبأنه لم يكن لديه أي قصد سيء ولكنه للأسف استعجل بنشر المقال دون إجراء أي تعديل ونعتقد بأن هذا لا يعود لسوء النية كما فسره بعض الأخوة في المقالين المشار لهما. وأنا لا أذكر هذا من باب الدفاع عن أحد ولكن انطلاقا من الرسالة التي وصلتني من الأخ صلاح وثبتها أعلاه.
أما بالنسبة لرأينا فيما يتعلق بقرار مجلس الأمن فنقول :
1- نعتقد بأن كل من الأستاذ صلاح والمرحوم سعدون حمادي كانا مخلصين في موقفيهما، مع اختلاف وجهتي النظر، ووفق قناعتنا فإن وزير خارجية العراق السابق لم يتصرف من تلقاء نفسه بل تنفيذا لتوصيات القيادة العليا في العراق والتي كانت تفضل إصدار قرار يدين العدوان مع ذكر الفقرات التي وردت في القرار بدلا من استعمال حق النقض من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما تم.
2- بالنسبة لفحوى القرار : نحن مقتنعون بأنه ضعيف ولكن كما ذكرنا يعتبر أقصى ما يمكن أن توافق عليه أمريكا ولذا يعتبر نصرا للعراق. أما لماذا هو ضعيف وبعيدا عما يطمح إليه:
أ- كان المفروض أن يقوم مجلس الأمن بتشكيل لجنة لتقدير الأضرار التي لحقت بالعراق وإرغام الكيان الصهيوني على دفع التعويضات.
ب- طالب مجلس الأمن الكيان الصهيوني (إسرائيل) "بوضع منشآتها النووية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.." ولكن هذه الفقرة بقيت حبر على ورق، والسبب يعود لكون المجلس المذكور لم يشكل لجنة لمتابعة تنفيذ فقرات هذا القرار كما أنه لم يقرر فرض عقوبات رادعة على الكيان الصهيوني في حالة رفضه الانصياع لما تطلبه القرار. ونكتفي بهذا القدر لنعود إلى موضوع بحثنا فنقول :
لقد ذكرنا في مقالنا المشار له أعلاه بأن الكيان الصهيوني قام بتدمير المفاعل النووي العراقي لحماية إيران من هجوم نووي عراقي و لترك الحرية لإيران لتطوير برنامجها النووي لكون الكيان المسخ لا يريد أن يحقق العراق انتصارا على حليفته إيران في الحرب التي كانت دائرة في ذلك الوقت، أي أثناء الحرب العراقية الإيرانية.
كما يجمل البروفيسور "ديفيد مناشري" من جامعة تل أبيب والخبير الأول في الشؤون الإيرانية (بإسرائيل) مشهد الميل (الإسرائيلي) لإيران بالقول : طوال فترة الثمانينات لم يقل احد في (إسرائيل) شيئا عن وجود خطر إيراني، لم يتفوه احد حتى بهذه الكلمة. كان الهدف (الإسرائيلي) حتمية هزيمة جيش صدام حسين وبالأحرى الخلاص من جيش عربي يزيد حجمه بمقدار أربعة أضعاف عن حجم الجيش (الإسرائيلي.) (عرض وتحليل: إميل أمين: التعاملات بين (إسرائيل) وإيران والولايات المتحدة.. حلف المصالح المشتركة. تأليف: تريتا بارزي. شبكة البصرة. 12/11/08)
إضافة لذلك فإن فلسفة كسنجر مبنية على : "نحن لسنا ضد امتلاك دولة ما سلاحا نوويا، لكننا ضد أن تملكه دولة غير مسؤولة"، وهي الحجة التي تسلح بها جيمس بيكر عندما سأله وزير خارجية العراق في كانون الثاني (يناير) 1990 : لماذا أمريكا ليست ضد امتلاك (إسرائيل) للسلاح النووي. (همام عبدالخالق عبدالغفور وعبدالحليم ابراهيم الحجاج : (استراتيجية) (البرنامج) النووي في العراق في إطار سياسات العلم و(التكنولوجيا). مركز دراسات الوحدة العربية. بيروت. 2009. ص 193)
ويعلق أحد الكتاب على ذلك بقوله : هي مقولة خطيرة لأنها مخالفة لمعاهدة (الحد من انتشار الأسلحة النووية) هذه الفلسفة معمول بها حتى الآن سواء من أمريكا أو الدول الحائزة على الأسلحة النووية، هذه الفلسفة شملت (إسرائيل) والباكستان حيث أن الهند قد امتلكت السلاح النووي قبل هذه الفلسفة وهي جميعا خاضعة لتعريف الدول المسؤولة..) (سرور ميرزا محمود: المنطقة العربية بين خطرين كلاهما مر: الخطر النووي (الإسرائيلي) القائم ولخطر النووي الإيراني القادم. شبكة البصرة. 23/4/10)
ولا ندري كيف يمكن تكييف الدولة كونها مسؤولة أم لا؟ وما هو المعيار لذلك؟ وكيف تم اعتبار الكيان الصهيوني دولة مسؤولة والعراق دولة غير مسؤولة؟
وهل ممكن اعتبار إيران التي يحكمها نظام الملالي المتخلف والداعم لكل منظمات الإرهاب ومنها القاعدة دولة مسؤولة!!؟
كما أشرنا في نفس المقال إلى أن عقيدة بيغن ترى بأن (إسرائيل) مضطرة لمنع أي تسلح نووي في المنطقة، لم تكن هذه العقيدة هي مجرد شعار إنما جاءت نتيجة من البحث والتطوير شارك فيها العقول اليهودية الموجودة في الغرب والشرق.
إن ما حذر منه البروفسور اليهودي إسرائيل شاحاك في كتابه (أسرار مكشوفة.. سياسات إسرائيل النووية والخارجية) قد تجسد واقعا مؤلما فقد قال في الصفحة 56 من الكتاب:
(أشعر بأن من الواجب تذكير القراء من غير (الإسرائيليين) أنه في حين أن الاستراتيجيات (الإسرائيلية) إقليمية في توجهها فإن اهتمامها بالفلسطينيين ثانوي.. فالحقيقة أن قمع الفلسطينيين لا يهم, لأن هم الاستراتيجية (الإسرائيلية) في نهاية الأمر هو فرض سيطرتها على كامل الشرق الأوسط من خلال انفرادها بسياستها النووية). وقد استغلت (إسرائيل) للهيمنة وتطبيق سياستها التي ذكرها البروفسور اليهودي الحرب العراقية الإيرانية ونقاط ضعف خطيرة في حماية المفاعل العراقي واستثمرت المعلومات والصور التي تلقتها من وكالة الاستخبارات الأمريكية AIC , وهي الوكالة التي تختص بالعمل على تحقيق السياسة الأمريكية في اعتباراتها القائمة على أمن (إسرائيل) (د. سمير محمود قديح : قصة ضرب المفاعل العراقي كما رواها الموساد من هو العالم العراقي الذي نجح الموساد في تجنيده? كيف تتبع الموساد خطوات المسؤولين عن البرنامج النووي العراقي؟ منتديات موقع صفحة العرب. 11/4/2007)
بعد هذه المقدمة سوف نقوم بعرض بحثنا قصة المفاعل النووي الإيراني.
سوف نتكلم بصورة موجزة عن العقود والمفاعلات الإيرانية في زمن الشاه ومنذ ما يطلق عليها الثورة الإيرانية أو بعد وصول خميني للسلطة.
أولا : المفاعلات النووية الإيرانية في زمن الشاه.
لقد بدأت إيران ببذل الجهد للحصول على الطاقة النووية منذ عام 1957 عندما وقع شاه إيران مع ايزنهاور اتفاقية تقوم بموجبها أمريكا بمساعدة إيران للحصول على الطاقة النووية السلمية.
وفي عام 1960 قامت أمريكا بإهداء إيران مفاعلاً نووياً للأبحاث بقدرة 5 ميكاوات كان مخصصاً للعراق عندما كان وطننا مركزاً لحلف بغداد ولكن بسبب قيام ثوررة14 تموز وانسحاب العراق من الحلف المذكور، تم منحه لإيران التي قامت بنائه في جامعة طهران وابتدأ العمل في عام 1967.
جدير بالذكر أن إيران قد وقعت على معاهدة الحد من إنتاج وتجربة الأسلحة النووية في الأول من حزيران (يوليو) 1968م، وأصبح التوقيع نافذاً في الخامس من آذار (مارس) عام 1970. وقد جاء في نص القرار الذي وقعته إيران في الفقرة الرابعة منه أن معاهدة الحد من إنتاج الأسلحة النووية وتجربتها تعترف بما يلي : بأن لإيران الحق في تطوير وإنتاج واستعمال الطاقة النووية للأغراض السلمية دون تمييز يذكر، وامتلاك المواد والأجهزة والمعلومات التكنولوجية والعلمية.
منذ 1970 كان الشاه يعمل على الحصول على السلاح النووي ولذا ففي عام 1973 قام بعقد اتفاقات مع الولايات المتحدة ثم مع فرنسا وألمانيا لبناء مفاعلات نووية، كما قام بشراء 25% من أسهم شركة اوروديف لتخصيب اليورانيوم – وتعود ملكية هذه الشركة لكل من فرنسا وبلجيكا وأسبانيا وايطاليا – وتضمن الاتفاق بأن تطلع إيران على تطوير التكنولوجيا الخاصة بتخصيب اليورانيوم. (راي تاكيه : إيران الخفية. الشطرنج السياسي السري بجمهورية ولاية الفقيه. عرض متعليق : مجدي كامل. دار الكتاب العربي. دمشق.2007. ص 90 وما بعدها و ايريك لوران : بوش وإيران مشار له. ص 86 وما بعدها. و سرور ميرزا محمود : المنطقة العربية بين خطرين كلاهما مر.. مشار له)
تطورت العلاقة الإيرانية الأمريكية النووية بعد حرب أكتوبر عام 1973م، حين امتنع الشاه من أن يدخل لعبة استعمال البترول كأداة ضغط على الولايات المتحدة، وتمكنت إيران من ضخ بترولها إلى الأسواق العالمية وبكميات كبيرة سدت الاحتياج المطلوب في وقته. ولهذا مع عام 1973م كانت الولايات المتحدة الأمريكية تشجع على تطوير المشروع النووي الإيراني السلمي بحجة حاجة إيران إلى طاقة أخرى غير الطاقة النفطية.
وفي عام 1974، قام شاه إيران بتأسيس منظمة الطاقة النووية التي كان هدفها تطوير الطاقة النووية المدنية لغرض الحصول على أكبر كمية من النفط للتصدير.
في عام 1974 أبرم الشاه مع الشركة الألمانية (كرافت وورك يونين) عقدا لبناء مفاعلين لإنتاج الطاقة في منطقة بوشهر بقدره 1200 ميغاواط.
ومع عام 1975م، بدأ المشرع النووي الإيراني السلمي يأخذ طريقه لإنتاج الطاقة الكهربائية، حين أصدر معهد ستانفورد للبحوث التابع للحكومة الأمريكية تقريراً جاء في مضمونة : 'على الولايات المتحدة الأمريكية أن تساعد إيران على بناء 5-7 مفاعل نووية لإنتاج الطاقة الكهربائية'، وبالتالي خلال ثلاثة أشهر من هذا التقرير قامت الشركات الأمريكية ببناء تلك المفاعلات في أماكن متفرقة من إيران.
كان طموح شاه إيران أبعد مما أعلنه معهد ستانفورد الأمريكي، وشده طموحه لبناء 23 مفاعلاً نووياً لإنتاج الطاقة الكهربائية، وبمدة قصيرة جداً وعلى مرأى ومسمع من الولايات المتحدة الأمريكية.
بالإضافة إلى العقود التي وقعها الشاه مع الشركات الغربية، كان هناك عقدان آخران وقعهما الشاه قبل سقوطه مع الصين لبناء مفاعلين نوويين في منطقة داركوفن قرب نهر كارون، الذين تضمنا التعاون التقني لتدريب 800 مهندس وفني إيراني لإدارة وتشغيل مفاعل بوشهر عند الانتهاء منه لكنهما لم يريا النور قط لوصول خميني للسلطة. كما تعاقد الشاه عام 1974 مع الحكومة الفرنسية لبناء مفاعلين نوويين، قدرة كلا منهما950 ميغاواط، إلا أن هذين المفاعلين لم يريا النور أيضا.
كانت الولايات المتحدة الأمريكية تترقب تطور العلاقات النووية الإيرانية السلمية عن كثب، وتحاول أن تتدخل بصورة سريعة لإنهاء أية نية لتطوير السلاح النووي، فعندما واجهت الولايات المتحدة الأمريكية تحديات الشاه بعقد اتفاقيات مع الهند وفرنسا كحقيقة تؤدي إلى الاستغناء عن خبرة الولايات المتحدة الأمريكية نووياً، أرسلت في أكتوبر عام 1977 ممثل الحكومة الأمريكية في وزارة الخارجية سدني سوبر للتفاوض مع الشاه بخصوص البرنامج النووي الإيراني، وتم الاتفاق على إلغاء كل المعاهدات القائمة بين إيران والدول الأخرى، شرط أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بتزويد إيران بثمانية مفاعلات نووية لإنتاج الطاقة الكهربائية. وقد تم التوقيع على شراء هذه المفاعلات رسمياً بين البلدين في العاشر من يوليو عام 1978م. وقد كان الاتفاق شاملاً ويحتوي على تزويد إيران بكل ما يحتاجه المفاعل، بما فيه الوقود النووي وكيفية تطويره ومواده الأساسية. ولكن هذا العقد لم ير النور لوصول خميني للسلطة وقيام مهدي بزركان بإلغاء العقد عام 1979. ولكن مع سقوط الشاه كان مفاعل (بوشهر-1) قد أنجز العمل فيه بما يقارب 90% في حين لم ينجز من مفاعل (بوشهر-2) إلا 50%. (إشراف المستشار أ.د رمزي سلامة.إعداد : حمدان مجزع الشمري. الملف النووي الإيراني : إلى أين؟ مراحل تطور الملف النووي الإيراني : مجلس الأمة الكويتي. تشرين الثاني (نوفمبر) 2007م. على الرابط
http://www.majlesalommah.net/clt/run.asp?id=1175)
أما بالنسبة للتعاون الفرنسي – الإيراني في هذا المجال فقد بدأ منذ عام 1956 ولم ينقطع إلا عام 1979، وإن فرنسا قامت بتدريب وتأهيل الخبراء الإيرانيين في مجال الفيزياء النووية، كما قامت بإرسال خبراء نوويين فرنسيين إلى طهران.
وفي عام 1974 قام الشاه بتقديم قرض إلى فرنسا بقيمة مليار دولار لغرض قيام تعاون وتنسيق مع هيئة الطاقة الذرية الفرنسية.
هل كان هدف الشاه الحصول على القنبلة الذرية؟ يذكر نفس الكاتب الفرنسي بأن الشاه أعلن عام 1974 لوكالة الطاقة الذرية بأن لديه هدف آخر، الذي يبقى بالنسبة له سريا وهو تطوير السلاح الذري لغرض فرض سيطرة إيران على المنطقة، رغم توقيع بلده على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة الذرية.
في ذلك الوقت، هذا الهدف العسكري المعلن بصورة واضحة من قبل الشاه (بطريقة شخصية) لم يصدم أي إنسان في الغرب وبالأخص الولايات المتحدة، ريشارد نيكسون في البيت الأبيض وهنري كيسنجر سكرتير الدولة كانا قد اختارا إيران لتكون (شرطي الخليج). هذا الشرطي المسلح الذي سيتمتع بثقل كبير إزاء جيرانه. ((إريك لوران : بوش وإيران.. نفس الصفحات)
وطبعا المقصود بجيرانه هم العرب ولا يشمل الكيان الصهيوني لكون الشاه كان حليفا لهذا الكيان المسخ.
ثانيا : تطور القدرة النووية الإيرانية بعد وصول خميني للسلطة.
عند مجيء خميني لم يتوقف البرنامج كليا بل أبطأ عمله لمدة سنتين جرى فيه سجن وهروب بعض الكوادر الموالية للشاه واعدم البعض إلا أن تصاعد العمل بدأ في بداية 1982 عندما أرسل الدكتور علي سلطانية مع باحثين في الممثلية الإيرانية في فينا بعد أن علم الإيرانيون بوجود مستشارية علمية للعراق هناك، إن سلطانية هو الآن الممثل الدائم لإيران هناك منذ سنتين بعد أن عمل في منشأة نتانز في التسعينات.
خلال الحرب الإيرانية – العراقية كان الإيرانيون يعملون بشكل هادئ وفق مراجعة شاملة من خلال تجميع وإعادة هيكلة البرامج وإعادة الكوادر القديمة واستقطاب العائدين من البعثات التي أرسلها الشاه وتحفيز العاملين برواتب مغرية مع تنشيط في حضور المؤتمرات العلمية التي لها علاقة بالنشاط النووي.
ومما يذكر أنه خلال الحرب العراقية الإيرانية التي دامت أمداً طويلاً قصفت الطائرات العراقية مفاعل (وبشهر-1) ست مرات، وعلى وجه التحديد في 13 آذار (مارس) 1984م، شباط (فبراير) 1985، 11 آذار (مارس) 1985، 17 حزيران (يوليو) 1986، 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 1987 و 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 1987م. وخلال هذا القصف المركز والمستمر دمر مفاعل بوشهر-1 بالكامل وسوي بالأرض تماماً.
لقد خلقت الحرب العراقية الإيرانية دماراً كبيراً في البنى التحتية الإيرانية، فلذا كان من أول أولويات الدولة الإيرانية بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية البحث عن العقود السابقة مع الدول الأوربية لبناء مفاعلات نووية لتوليد الطاقة الكهربائية. وكانت حكومة رفسنجاني ترى أن توليد الطاقة الكهربائية يعد أساساً في إعادة تشغيل المعامل التي أغلقت منذ زمن الشاه بعد تحسينها لإعادة بناء إيران.
(اللف النووي الإيراني : إلى أين؟ مشار له و سرور ميرزا محمود : المنطقة العربية بين خطرين كلاهما مر.. مشار له.)
بعد هذه المقدمة سنعرض دور بعض الدول بتطوير المفاعلات النووية الإيرانية.
1- التعاون النووي مع باكستان : في نهاية عام 1975 وقعت باكستان مع إيران أول اتفاقية سرية للتعاون النووي. إن امتلاك باكستان لأول (قنبلة إسلامية) خلب لب الإيرانيين. وإن التصريحات المعلنة من فبل خميني، والتي تتضمن بأن أسلحة الدمار الشامل لا تنسجم مع مبادئ الإسلام كان هدفها إخفاء حقيقة التوجه الإيراني وما هي إلا لعبة تدل على قلة الحياء.
آية الله رفسنجاني، الذي يصفة الكثير من الغربيين بكونه معتدل، كان في قلب المفاوضات مع باكستان. وإن مندوبيه التقوا، مرات عديدة في أوربا، مع مساعدين لعبدالقادر خان في سبيل تقديم قوائم تتضمن الاحتياجات الإيرانية.
رفسنجاني الذي أصبح رئيس الجمهورية، بعد أربع سنوات، ظهر بأنه كان يريد أن يطبق المبدأ الذي يتبناه رئيس البرنامج النووي الإيراني. "نحن، المسلمين، علينا أن نصبح قوة فاعلة ومساوية لأي دولة عضمى"
في 1987، قامت إيران بطلب تزويدها بألفي جهاز طرد (سنتريفوجوز) جديدة من نوع ب-1. عند وصول الشحنة اكتشف الخبراء الإيرانيون بأن خان باعهم أجهزة طرد التي سبق واستعملها في مركزه للأبحاث واتي قام باستبدالها بنوع ب.-2 الأكثر تطورا.
نتيجة خيبة أملهم هذه فإن الإيرانيين اتجهوا نحو الوسطاء الأوربيين لمحاولة الحصول على الأجهزة والمواد التي يحتاجونها ولكن دون جدوى.
في بداية عام 1991 تناسى الإيرانيون الضغينة على باكستان، وقاموا مجددا بلقاء المسؤولين الباكستانيين. ولكن هذه المرة كانت اللقاءات بصورة رسمية، حيث قام مسؤولون إيرانيون مكلفين من قبل الرئيس رفسنجاني بالذهاب إلى إسلام آباد عارضين أكثر من 5 مليارات دولار لقاء الحصول على تقنيات خان.
إن العدوان على العراق بعد دخوله الكويت أدى إلى القضاء على القوة الوحيدة في المنطقة التي من الممكن أن تهدد إيران ولكن التواجد المكثف للقوات الأمريكية في المنطقة دفع المسؤولين الإيرانيين لمحاولة الحصول على السلاح الذري ليؤمنوا عدم تعرضهم لأي هجوم.
في شهري آيار (مايو) وحزيران (يوليو) من نفس العام، قام خان بزيارة طهران والتقى بهاشمي رفسنجاني وبالمسؤولين الكبار للبرنامج النووي الإيراني.
بعد عدة أشهر قام رئيس أركان الجيش الباكستاني العميد إسلام بيك بزيارة طهران وأقام عدة أيام في العاصمة الإيرانية مؤكدا قيامهم بتصدير التقنية النووية للجمهورية الإسلامية، علما بأن بيك من الإسلاميين المتشددين والمعادين لأمريكا والذي يكن تعاطف قوي للنظام الإيراني ومقتنع بأن العالم الإسلامي ضحية دائمة لتآمر الصهيونية.
إضافة لذلك فإن هذا العميد صرح لأحد المسؤولين الأمريكيين، الذي كان في زيارة لباكستان، بما يلي " نحن مستمرون بتزويد إيران بالتقنية النووية، حتى لو قامت الولايات المتحدة بقطع المساعدات عنا ".
وفق قناعتنا الشخصية فإن هذا القائد العسكري كان منخدعا بشعارات ملالي إيران بكونهم ضد أمريكا والكيان الصهيوني وهو يجهل الحقيقة بأن تلك الشعارات ما هي إلا وسيلة لخداع العرب والمسلمين وإن الحقيقة عكس ذلك كما سنرى لاحقا.
في ذلك الوقت أصبح خان شخصية أسطورية بالنسبة للرأي العام الباكستاني،والذي يملك في مركزه في كاهوتا 10000 جهاز طرد تنتج اليورانيوم المخصب بدرجة عالية لصناعة ترسانة نووية.
ووفق مفتشي الوكالة الدولية للطاقة النووية، فقد تم من 1994 إلى 1999، ثلاثة عشر اجتماع عمل بين مسؤولين إيرانيين وممثلين عن شبكة خان، أغلبها تمت في دبي. وإن إيران استلمت عام 1995 شحنة مهمة من باكستان.
وفي عام 2003 فإن أحد مفتشي الوكالة المذكورة، اكتشف في إيران آثار يورانيوم مخصب بدرجة عالية، وطبعا فإن الإيرانيين برروا وجود هذه الآثار بأنها جاءت مع أجهزة مستوردة من دول أخرى!!.
وبعد هذه الأحداث وبالأخص بعد الاعترافات الليبية فإن خان وضع من قبل الرئيس الباكستاني تحت الإقامة الجبرية، وتم الاتفاق بين بوش والرئيس الباكستاني بان تترك للرئيس الباكستاني حرية التصرف، فيما يتعلق بخان، على أن يقوم هذا الأخير بكشف تفاصيل تعاونه مع إيران، ويقال بأنه قام بذلك مترددا. (اريك لوران. بوش وإيران.. مشار له. ص 131 وما بعدها)
كما أن دوائر المخابرات الغربية اعتقدت أن باكستان التي امتلكت السلاح النووي سنة 1986 زودت إيران بمساعدات نووية قيمة منها تدريب العلماء الإيرانيين في مجال استخلاص البلوتونيوم وفي أبحاث التخصيب باستخدام الليزرات وأن التدريب جرى في مختبرات الدكتور عبدالقدير خان في (كاهوتا) حيث جرت أبحاث التخصيب وتركيب القنبلة. (مراحل تطور..مجلس الأمة الكويتي. مشار له)
2- دور بعض الدول الأخرى لتطوير الأنشطة النووية الإيرانية.
ولعل أكثر اتفاقيات التعاون النووي أثراً هما الاتفاقيتان اللتان أبرمتهما إيران مع كل من الصين وباكستان (1987و1990) واشتملتا على تدريب العاملين وتبادل الخبرات. وفي إطار اتفاقية الصين اشتمل العقد على تزويد إيران بمفاعل نيوترون (MNSR) بقدرة 27 كيلوواط ومفاعلين نوع 'كونيشان' قدرة 300 كيلوواط.
خلال هذه الفترة أظهر الاتحاد السوفيتي، وهو حليف تقليدي للعراق، رغبة في التعاون نووياً مع إيران. وفي سنة 1990 بدأ مباحثات معها لإكمال مفاعلي بوشهر وتزويدها بمزيد من المفاعلات.
وقد أذاعت الحكومة الروسية في يناير 1995 رسمياً أنها ستكمل بناء وتأهيل مفاعلي بوشهر وبناء ثلاثة مفاعلات أخرى في الموقع نفسه. ومنذ هذا التاريخ والولايات المتحدة تبدي الاعتراض تلو الآخر حول الصفقة الروسية وبأنها ستزود الإيرانيين بالمعرفة التقنية لتعضيد المشروع ألتسليحي. وعلى الرغم من بروز عدة إشكالات تقنية سببها عدم موائمة المعدات الألمانية مع مثيلاتها الروسية ومحاولات أمريكا المتعددة لإجهاض الصفقة خلال فترة غورباتشوف، إلا أن العمل في المفاعلين استمر وقاربا على الاكتمال.
على الجانب الآخر نجحت أمريكا في تعطيل عدة اتفاقيات نووية مع إيران منها الاتفاقية التي أبرمت مع الأرجنتين لتزويد إيران بمفاعل أبحاث لإنتاج البلوتونيوم ومفاعل قدرة إضافية لتقنية فصل وتحويل اليورانيوم، ومع روسيا لتصنيع الماء الثقيل.
وفي عام 1995 بدا واضحاً، من وجهة نظر أمريكية، إن إيران ستحاول الحصول على أسلحة نووية بطريقة أخرى وذلك من خلال شراء مواد مزدوجة الاستخدام من جهات ومصادر غربية. وازداد الخوف من احتمال تصنيع وسائل محلية (كالتخصيب بالطرد المركزي) لإنتاج وقود القنبلة. ونتيجة لهذه التخوفات فرضت أمريكا حظراً شاملاً على إيران وضغطت على روسيا وغيرها من المجهزين 'المحتملين' لوقف أية صادرات تعتبرها من المواد مزدوجة الاستخدام مثل مفاتيح الفولطية العالية (التي يمكن أن تفجر القنبلة) ومسيطرات لاسلكية متخصصة مصممة للتعامل مع حجوم ضخمة من المواد الإشعاعية قد تستخدم في إعادة معالجة اليورانيوم والبلوتونيوم. (مراحل تطور..مجلس الأمة الكويتي. مشار له)
الاستمرار ببناء مصنع تخصيب اليورانيوم ومختبر للوقود في نتانز.
إنشاء شبكة تمويهية للمشتريات الخارجية متوزعة في عدد من بلدان العالم لشراء المعدات والأجهزة وأعادت تصديرها إلى إيران.
الاستفادة من المصانع الإيرانية وخاصة الثقيلة منها لعمل بعض المكونات التي تدخل في مسالك التكنولوجية النووية وصولا لتكنولوجيا السلاح.
عدم إعلان ميزانية محددة ومكشوفة واعتبار أن ميزانيتها غير خاضعة للمسائلة والكشف ويقال هي ضمن ميزانية الحرس الثوري غير المعلنة، إن الحرس الثوري يشرف عليها وهو المسؤول على برامج التسلح البايولوجي والكيميائي.
الإعلان عن بدأ العمل لإنشاء خمسة مفاعلات بحثية وباشرت عام 2004 ببناء مفاعل بقدرة 40 ميكاوات. (سرور ميرزا محمود : المنطقة العربية بين خطرين كلاهما مر.. مشار له. ومراحل تطور.. مشار له)
- وفي 1987 وافقت الارحنتين على تدريب الفنيين الإيرانيين كما حصلت إيران على يورانيوم بقيمة 5،5 مليون دولار وأعادت علاقتها مع عدد من الشركات والخبرات الألمانية. وفي نفس السنة أجرت إيران مفاوضات مع شركات أرجنتينية اسبانية لإكمال بناء محطة بوشهر النووية وبعد انتهاء الحرب في 1988 استفادت إيران من دروسها وحسمت موقفها ألتسلحي نحو إعطاء
الأولوية للسلاح النووي مع تطوير قدراتها الصاروخية فكان لها ما أرادت. ما بين (1991 - 2001) استكملت بنيتها التحتية وتنويع مصادر التكنولوجيا ومنها التوجه إلى الصين التي حصلت منها عام 2001 على 1000 كغ من غاز هكسافلوريد اليورانيوم، مع 400 كغ من مادة تترافلوريد اليورانيوم فضلا عن 400 كغ من مادة ديوكسيد اليورانيوم من دون ان تبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية. إن التوقعات الأمريكية أن إيران حصلت من الصين الكثير من المعامل والخبرات عن طريق اتفاقيات سرية ومنها علنية وتسارعت الإحداث حتى وصلت إيران إلى حالة الإعلان عن نجاحها في تجارب تخصيب اليورانيوم وبناء منظومات الطرد المركزي في جامعة الشريف وسعت إلى الحصول على اسطوانات الفلورين والمغانط اللتين تستخدمان في أجهزة الطرد المركزي؟. ولكن واقع الحال يشير إلى وصول أكثر من 100 خبير نووي روسي إلى موقع بوشهر في أوت من عام 1992. (ا.د. عبد الكاظم العبودي: هل امتلكت إيران قنبلة نووية وكيف؟؟ البرنامج النووي الإيراني بين حقيقة السعي إلى تخصيب اليورانيوم والحقائق المغيبة عن التسلح النووي الإيراني. شبكة البصرة. 1/11/08)
هاليبيرتون، إحدى شركات مجموعة كارلايل الأمريكية ذات الأعمال والإستثمارات الأمريكية بأرقام فلكية، والتي يرأس مجلس إدارتها مجرم الحرب جورج هيربرت بوش "بوش الأب".
هذه هي شركة هاليبيرتون لمن لايعرفها.. والتي كشف تقرير نشرته "ديلي كوز" الأمريكية معززاً بشريط فيديو على ال "يو تيوب" يتعلق بمشكلة التلوث النفطي في خليج المكسيك، وكشفت فيه تحايل هاليبيرتون على موضوع (الحظر) الإقتصادي والتجاري الأمريكي على إيران بتمرير بيع تكنولوجيا نووية إلى إيران متخذة من جزر "كايمان" مركزاً تجارياً لهذا النشاط باعتبار هذه الجزيرة تقع خارج المنطقة الضريبية الأمريكية (!!!) (علي الحمداني: شركة "ديك تشيني" تبيع التكنولوجيا النووية لإيران. شبكة البصرة. 18/6/2010)
بعد هذا العرض السريع لقصة المفاعلات النووية الإيرانية نقول : هل يحق لأي إنسان مهما تكون درجة سذاجته أن يصدق ملالي التقية والمتعة بأنه ليس لديهم أي نية للحصول على السلاح الذري؟ علما بأن ما سنعرضه عندما نتكلم عن القنبلة الإيرانية وعن أسلحة الدمار الشامل الإيرانية سنقدم صورة أكثر وضوحا.
ولكن قبل أن ننهي هذه المقالة من حق القارئ العزيز أن نقدم له فترة استراحة بذكر بعض القضايا التي صادفناها من خلال بعض المصادر التي ذكرت أعلاه.
1- إن الكاتب الفرنسي اريك لوران يذكر في كتابه الذي أشرنا له أعلاه :
أ- بأن صدام حسين وقع ضحية تصوره عن الموقف الأمريكي عندما غزا الكويت، وعندما وافقت المملكة العربية السعودية، بعد ذلك، على تواجد القوات الأمريكية على أراضيها، سأل الكاتب المذكور أحد المسؤولين السعوديين الكبار عن موقفه من تواجد قوات مسيحية على أراضيهم للدفاع عنهم، فكان جوابه : "بأن القرآن سمح للإنسان الجائع بأكل لحم الخنزير."!! أرأيتم الذكاء والعبقرية!!!؟
ب – إن مختبر العالم الباكستاني عبداقادر خان كان يمول من ميزانية سرية في العربية السعودية، من خلال مؤسسات إسلامية تديرها العائلة المالكة، وهذه الأموال هي التي تسمح لإيران بامتلاك السلاح الذري لغرض فرض سيطرتها على المنطقة، والذي يؤدي بالنتيجة بإلحاق الضرر بالسعوديين.
2- إن المترجم لكتاب (سطوع نجم الشيعة) المشار له – والظاهر بأنه مصري لكون الكتاب قامت بنشره مكتبة المدبولي – القاهرة – وقع في أخطاء لا يمكن تجاهلها. منها :
أ – ننقل نصا "وكان والد الخوميني يدعى سعيد مصطفى. ويميز هذا اللقب "سعيد" حامله بأنه من أهل البيت. فكل من يدعى "سعيد" ينسب نفسه للسلالة المباشرة للنبي محمد (ص). وينظم بهذا إلى الأسرة المفضلة التي خصها الله بالسلطة في الدولة الإسلامية بعد وفاة محمد (ص) عام 632...."
لا نريد التعليق على عبارة (خصها الله بالسلطة.. الخ) حيث نرى أنه كان الواجب على المترجم أن يقول "وفق المذهب الشيعي" خلافا للمذاهب السنية..
ولكننا نقول بأن كلمة "سعيد" هذه كررت مئات المرات في الكتاب دون أن ينتبه المترجم بأن المقصود منها "سيد".
ب – كما أن المترجم كرر كلمة "موالي" بدلا من "ملالي"
وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على سعة اطلاع مترجمنا وعبقريته!! اللهم لا شماتة. ولكن من حقنا أن نقول كان على المترجم، والذي حسب تقديرنا قام بترجمة هذا الكتاب دون أن يطلع على أي مقال عن إيران أو عن الشيعة وبالأخص بعد وصول خميني للسلطة في إيران، على الأقل طلب قراءة الترجمة من قبل أحد الذين لديهم إلمام بالموضوع. ولكن الظاهر أن مترجمنا معتد بنفسه وواثقا بمعلوماته عن الموضوع المتعلق بالكتاب المترجم!!
والله من وراء القصد.
الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
hamadalrawi@maktoob. Com
شبكة البصرة
الخميس 12 رجب 1431 / 24 حزيران 2010