vendredi 28 janvier 2011

موضوع للمناقشة : إبدال الألف همزة في فاء الكلمة

موضوع للمناقشة : إبدال الألف همزة في فاء الكلمة

شبكة البصرة
الدكتور عبدالإله الراوي

لقد شاع منذ سنوات قليلة، إبدال الألف في بداية الكلمة إلى همزة. وهذا الموضوع بدأ يؤرقنا ولا نستطيع استساغته ولذا قررنا القيام بهذه الدراسة المبسطة لطرحها للمناقشة علنا نجد من يرشدنا إلى المصدر الذي تم الاستناد عليه للقيام بهذا التشويه للغتنا العربية.
نعم إن كافة مذيعي ومقدمي المقابلات والمطارحات المختلفة، وفي كافة الفضائيات العربية، وكذلك الكثير من المسؤولين في عالم السياسة والمثقفين ينحون هذا المنحنى، ولذا رأينا أن نحاول معرفة الذي أفتى باتخاذ هذه القاعدة.

ولذا سنقوم بدراسة موجزة لما يلي :
أولا : تبعات تطبيق القاعدة المستحدثة.
ثانيا : حرف الهمزة وهمزة الوصل والقطع.
أولا : تبعات تطبيق القاعدة المستحدثة.
وفق قناعتنا فإن تعميم هذه البدعة سيؤدي إلى كارثة حقيقية وأهمها :
- وجوب إعادة كتابة كافة النسخ المتداولة من القرآن الكريم. مع إلغاء كافة القراءات السابقة لكتاب الله، أي منع سماع كافة الذين قاموا بقراءة القرآن العظيم بطريقة التجويد.
قد يقال لنا بأن هنالك خلاف بين المصاحف. ولذا سنقوم بعرض سريع لبعض هذه الخلافات وبالأخص بالنسبة للمصاحف المتداولة بين المسلمين في زماننا.
ولنذكر مثلا بسيطا : سوف نعرض للمصحف وفق رواية كل من حفص و ورش وقالون فقط لكون حفص هو المشهور لدى أغلبية المسلمين أما ورش فهو منتشر في المغرب العربي والسنيغال.. الخ. أما رواية قالون عن نافع: فهي شائعة في ليبيا وفي بعض القطر التونسي، وبعض القطر المصري. ذكر ذلك ابن عاشور التونسي في تفسيره "التحرير والتنوير".(أماكن انتشار القراءات اليوم. القراءات.كم 10/11/2007).
فلو بدأنا بالبسملة التي هي الآية الأولى لسورة الفاتحة وفق قراءة حفص فقط، كما أنها مثبتة ووفق كافة المصاحف، في رأس جميع السور عدا سورة التوبة.
فإن القراءة المتفق عليها لدى كل من حفص وورش وقالون هي : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
أي عدم لفظ أية همزة. ولكن إذا أردنا مراعاة البدعة الجديدة علينا أن نكتب ونلفظ : بسم ألله ألرحمن ألرحيم.
ولو نظرنا إلى طريقة كتابة سورة الفاتحة "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ(1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ(3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ(4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ(5) اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ(6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ(7)"
لرأينا بأن الهمزة غير موجودة إلا في الكلمتين التاليتين : إياك وأنعمت. باتفاق حفص وورش وقالون. (الخلاف الوحيد أن وفق ورش وقالون فإن البسملة لا تعتبر ضمن السورة مع اختلاف ترقيم الآيات مع حفص. وهذه الخلافات سوف لا نشير لها لاحقا لعدم وجود علاقة لها ببحثنا)
بينما إذا اتبعنا القاعدة الجديدة فسنضطر لكتابة كافة حروف الألف في فاء الكلمات همزة. وهذا يشمل الكلمات المضافة طبعا، لكون عباقرتنا الجدد لا يفرقون بين همزة الوصل وهمزة القطع كما سنوضح لاحقا.
قد يقال لنا بأن هنالك فرقا، في هذا المجال بين قراءة حفص وقراءة ورش. فنقول نعم هذا صحيح ولكنه لا يشمل فاء الكلمة إلا نادرا،
ومن الاختلافات نذكر مثلا كلمة "يؤمنون" : وفق حفص وقالون (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) (سورة البقرة)
بينما وفق ورش تكتب "يومنون" (سورة البقرة. 2-3)
وعلى العكس نرى كلمة "النبيون" لدى حفص "قُولُواْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ." (البقرة.136)
تصبح "النبيئون" وفق ورش وقالون.
وكذلك فوفق حفص وقالون تثبت الهمزة في "تأمرون" كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ." (آل عمران.110)
بينما حفص " تامرون "... الخ
أما بالنسبة للخلاف بالنسبة لفاء الكلمة فهي حالات نادرة منها مثلا : نرى حفص، في "آمن" لا تثبت الهمزة "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" (البقرة. 285)
بينما وفق ورش وقالون تكتب "ءَامن"
ونفس الشيء بالنسبة ت"آمره" حيث وفق حفص "قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ." وكذلك "آدم" وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ." (البقرة.31 " وهاتين الكلمتين تكتبان وفق ورش وقالون "ءَامره" و"ءَادم".
نعم تثبت الهمزة كتابة فقط، ولكنها لا تلفظ قراءة لأن كافة القراء، وفق ورش لا يحققون الهمزة الثقيلة في هذا المجال بل يلفظونها ألفا مع مدها. ولو لم نشاهد مصف ورش لما علمنا بأن همزة "ءَادم" تكتب بهذه الطريقة. ولكنهم ينطقون الهمزة في "النبيئون" مثلا.
ونكتفي بما ذكرنا من الشواهد.
- كما سنكون ملزمين بإعادة كتابة كافة الأشعار منذ العصر الجاهلي إلى يومنا هذا، وهذا يشمل طبعا كافة المؤلفات التي كتبت باللغة العربية وفي كافة المجالات.
فأي كارثة ممكن أن تصيب لغتنا أكبر من هذه الكارثة؟
ثانيا : حرف الهمزة وهمزة الوصل وهمزة القطع.
سوف نقوم بعرض الهمزة وإبدالها ثم نتكلم عن همزة الوصل وهمزة القطع.
1- الهمزة وإبدالها : يذكر أحد المتخصصين في اللغة العربية بأنه "شاع لدى علماء العربية أن تخفيف الهمز كان لهجة قريش، وأن التحقيق لهجة تميم، وعندما أراد الخليل أن يجعل الخط العربي مطابقا لنطق العربية الفصحى، وضع رمز الهمزة الذي نستخدمه اليوم، والذي لم يكن معروفا في الكتابة من قبل، وقد اقتطع من رأس العين، ولذلك يسمى في بغض الأحيان (القطعة)" (جمال شرباتي : قواعد كتابة الهمزة. ملتقى أهل التأويل. 20/11/2008)
وهكذا نرى بأن الخليل بن أحمد الفراهيدي - أبو عبدالرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري (100هـ/718م - 173 هـ/791م) وهو عربي النسب من الأزد، ولد في عُمان عام 100 هـ، وهو مؤسس علم العروض ومعلم سيبويه وواضع أول معجم للغة العربية وهو العين. (وكيبيديا) – هو من أدخل حرف الهمزة إلى اللغة العربية.
ولذا فإن أكثر علماء العربية قالوا بأن أحرف اللغة العربية 29 حرفا بإضافة الهمزة.
ولكن كافة علماء النحو متفقون على كون الهمزة "حرفا يقبل التليين والإبدال والحذف والتخفيف.. فلا خلاف فيه بين العلماء." (جمال شرباتي : قواعد... المقال أعلاه.)
كما أن ابن الجزري يعتبر الهمزة "من أصعب الأحرف نطقا ولذا عمدت العرب على إبداله أو التسهيل بينه وبين أحد الأحرف التالية الألف والياء والواو، أو إسقاطه تماما من الكلمة أو نقل حركتها إلى الساكن قبلها من أجل التخفيف وتسهيل النطق بالكلمات التي تحوي الهمز" (أحمد الجزائري : بحث في الهمزتين من كلمتين برواية ورش من طريق الأزرق. البستان 1. 6/8/2010)
كما أن ابن عقيل يشير إلى حالات وجوب إبدال الهمزة ألفا. (شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك. محي الدين عبدالحميد. دار الفكر. القاهرة.1964. فصل في زيادة الهمزة.ص 545.)
ولقد بذلنا ما بوسعنا من جهد لمحاولة الحصول على رأي يؤيد إمكانية إبدال الألف إلى همزة ولم نجد إلا ما ذكره ابن جني الذي ذكر بأن إبدال الهمزة إلى ألف هي القاعدة عندما تكون عين الكلمة أما قلب الألف إلى همزة فيعتبر شذوذا. (أبو أوس إبراهيم الشمسان : الإبدال إلى الهمزة وأحرف العلة في ضوء كتاب سر صناعة الإعراب لابن جني. مجلس النشر العلمي. جامعة الكويت. الرسالة 186. 2001-20012. ص 18)
وهنا من حقنا أن نقول : ليت شعري متى أصبح الشذوذ هو القاعدة والقاعدة هي الشذوذ؟ علما بأن ابن جني تكلم عن الهمزة في عين الكلمة وليس في فائها.
- اجتماع همزتين في أول الكلمة : يذكر أحد الدارسين تحت عنوان "إبدال المد من الهمزة" : إذا اجتمع في كلمة واحدة همزتان وجب التخفيف.... ثم إن تحركت أولاهما، وسكنت ثانيهما وجب إبدال الثانية مدة تجانس حركة الأولى، فإن كانت حركة الأولى فتحة أبدلت الثانية ألفا نحو "آمنت"... و"آدم". (إسماعيل سعدي : الإبدال تعريفه.. مرسى الباحثين. 11/7/2010)
كما أن باحث آخر يؤكد بأن كل كلمة اجتمع في أولها همزتان وكانت الأولى متحركة والأخرى ساكنة فالوجه إبدال الهمزة الثانية حرف لين، وحروف اللين ثلاثة "الألف والواو والياء" وهذا الإبدال واجب لكراهية اجتماع الهمزتين في كلمة واحدة.
وسبب ذلك أن الهمزة حرف مثقل فمالوا إلى تخفيفها، فإذا اجتمع في الكلمة همزتان فإن الثقل يكون أشد وأبلغ لذا كان التخفيف أوجب وألزم، فأبدلوا الهمزة الثانية ألفا كآدم وآخر وآمن. انظر : الإبدال والإعلال على الرابط
http://www.zahra1.com/BHOOTH/_derived/Sarf_5.htm
2- همزة الوصل وهمزة القطع :
في بداية دراسة اللغة العربية وقواعد النحو العربي علمنا بوجود نوعين من الأحرف العربية هما الحروف الشمسية والحروف القمرية، وعرفنا بأن أي اسم معرف بالألف واللام إذا أضيف أو جر بحرف جر.. الخ، فإن همزة الوصل – الألف - لا تلفظ نهائيا ويتم ربط الحرف الأخير من الكلمة التي تسبق هذا الاسم بحرف اللام مباشرة إذا كان الاسم يبدأ بحرف قمري أما إذا بدأ بحرف شمسي، فيتصل الحرف الأخير من الكلمة المذكورة بالحرف الشمسي مباشرة.
وهذه قاعدة عامة اتفق عليها كافة علماء العربية، ولا نعلم بوجود خلاف في هذا المجال، والتي تدرس في كافة المدارس الابتدائية عادة.
فنقول : بزغت الشمس. واللفظ يكون بربط التاء بالشين مباشرة مع تشديد الشين، لفظا وكتابة، دون لفظ الألف واللام. وهذا يشمل كافة الأحرف الشمسية.
أما إذا كان الحرف قمريا مثل : شاهدت القمر أو ضوء القمر. فإن همزة الوصل لا تلفظ نهائيا ويتم ربط التاء من، شاهدت، باللام مباشرة، وهذا يشمل، أيضا، كافة الأحرف القمرية.
وهذه القاعدة لم يسمح بتجاهلها أو إلغائها -حسب علمنا- أي من المتخصصين في مجال بحثنا.
أما بالنسبة لهمزة القطع أو الأصلية : فهي التي تكتب وتلفظ همزة دائما مثل : أب، أم، إناء، أنا أذهب.. الخ
ولا نريد أن نرهق القارئ العزيز بالشرح الممل ولكننا سنوضح بعض المراجع، إضافة لما ذكر أعلاه، فقط
- يقول جما الدين بن هشام الأنصاري، بعد أن يذكر بعض الكلمات التي تبدأ بالهمزة، : " تثبت ابتداءً وتحذف وصلا " (قطر الندى وبل الصدى – المتن-.دار السلام.القاهرة. 2002. ص.87)
- الفرق بين همزة الوصل وهمزة القطع. منتدى اللغة العربية وعلومها. على الرابط http://vb.arabsgate.com/showthread.php?t=465625
- وفي سبيل التفريق بين همزة الوصل وهمزة القطع : قم بإدخال حرف الفاء أو حرف الواو، على الكلمة التي تبدأ بالهمزة، فإذا نطقتها فهي همزة قطع ن وإذا اختفت في النطق فهي همزة وصل. مثل فالأب. والولد... الخ. يراجع الرابط
http://medhatfoda.jeeran.com/m3th/naho%203th/3thn1.htm
وننصح القراء الكرام بمراجعة المصدرين التاليين، واللذين يقدمان صورة موسعة للهمزة وأنواعها وطرق كتابتها ولفظها.. الخ :
- الدكتورة عزيزة فوال بابتي: المفصل في النحو العربي. دار الكتب العلمية. بيروت. 1992. الجزء الثاني. ص. 1148-1155
- الشيخ مصطفى الغلاييني: جامع الدروس العربية. المكتبة العصرية. بيروت. الجزء الثاني. ص. 145-160
وختاما نقول : إن أصحاب القاعدة الجديدة والمبتكرة بطريقة معيبة مخالفة للذوق ومؤذية للسامع، دون أن يراعوا أية قاعدة من القواعد التي اتفق عليها جمهور علماء اللغة العربية فهم يقولون مثلا :
حضرت ألصلاة يوم ألجمعة، أو. فاز في ألإنتخابات ألنيابية، أو بالأحرى يقولون "ألبرلمانية" وموضوع استعمال المصطلحات الأجنبية يحتاج لدراسة مستقلة آملين أن يتسنى لنا الوقت لبحثه مستقبلا.
أو حق أللاجئين ألفلسطينيين بالعودة.. الخ.
ولو ركزنا على طريقة لفظ الكثير من مقدمي الأخبار ومراسلي مختلف الفضائيات العربية لوجدنا، ويا للأسف، عدم مراعاتهم الفرق بين الأحرف القمرية والأحرف الشمسية، حيث غالبا ما ينطقون الألف واللام التي تسبق أحد الحروف الشمسية.
ومن منطلق الحرص على لغتنا من عبث العابثين، نوجه ندائنا إلى كافة المثقفين بتوضيح القواعد الصحيحة التي سار عليها علماؤنا الأفاضل.
حيث أن جمهور علماء النحو اتفقوا "على أن الهمزة (ال التعريف) تبدل ألفا لينة في اللفظ." (جمال شرباتي : قواعد.. مشار له)
" وقل رب زدني علما " صدق الله العظيم.

والله من وراء القصد
الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
hamadalrawi@maktoob. Com
للاطلاع على مقالات الدكتور عبد الاله الراوي (اضغط هنا)،
شبكة البصرة
الجمعة 24 صفر 1432 / 28 كانون الثاني 2011
http://www.albasrah.net/pages/mod.php?mod=art&lapage=../ar_articles_2011/0111/abdul_280111.htm

mercredi 19 janvier 2011

هكذا قابلت الرئيس صدام حسين


http://www.albasrah.net/ar_articles_2011/0111/abdul_180111.htm
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
هكذا قابلت الرئيس صدام حسين
شبكة البصرة
الدكتور عبدالإله الراوي
ملاحظتين مهمتين : 1- عندما تكلمنا عن صعوبة مقابلة المنتَخبين الفرنسيين في مقالنا (الدكتور عبدالإله الراوي: وهكذا أصبحت فرنسيا شبكة البصرة 17/10/2010) وعدنا القراء الأعزاء بتقديم هذه الكلمة، وها نحن نفي بوعدنا.
2- علي أن أوضح بأني لم أقابل الرئيس الشرعي للعراق، وهذه الكلمة قمت بكتابتها بعد أن التقيت مع امرأة مغربية قابلت الرئيس صدام حسين وسمعت منها الأسباب التي دعتها للذهاب إلى العراق والظروف التي دفعتها للقيام بالمقابلة التي سنذكرها.
3- إن المغربية المذكورة، للأسف لا تعرف القراءة والكتابة ولذا اضطررت أن أكتب ما قالت مع صياغة ما ذكرت بأسلوب بسيط،
وقد فضلت الطريقة الشبه روائية. آملا أن تحوز رضاكم، قراءنا الأعزاء.
منذ ثلاث أيام لم يدخل الغذاء إلى معدتي، إن كل ما كان يتقبله جسدي الماء والدموع فقط.
شريط الذكريات كان يقف حائلا بيني وبين الطعام، أما نومي فكان عبارة عن كابوس مستمر يتخلله في أغلب الأحيان المنظر الرهيب والمهيب الذي بثته كافة القنوات الفضائية، العربية والعالمية.
هل أصبت بالجنون.. ربما... لأني كما ترون بدأت من نهاية قصتي بدلا من بدايتها.
أولا : رحلة الآلام.
في الواقع إن قصتي غير معقدة، لقد تزوجت في ريعان الشباب وقد أنجبت ثمانية بنات وولدا واحدا.. وفي أحد الأيام أبلغني زوجي بأنه سيقترن بفتاة طالبا مني الموافقة فرفضت قائلة له سوف تنقطع العلاقة بينك وبيني نهائيا. على كل لم يهتم بردي بل تزوج تلك الفتاة.
لقد أصبت بصدمة كبيرة وقررت ترك زوجي دون أن أطلب الطلاق رعاية لوضع أولادي. وهكذا بدأت رحلة الآلام الأولى.
ولكن ما العمل وكيف أستطيع الآن تحمل العبء الثقيل.. إطعام عشرة أفواه، وأنا ليس لدي أي تأهيل أو شهادة دراسية، لا أستطيع تخيل رؤية أولادي يتضورون جوعا أو يتألمون بسبب العوز.. والجوع آفة لا تقهر.. الأم لا يمكنها سماع صراخ أي من أطفالها بسبب خواء معدته أو نقص في احتياجاته الضرورية.
كان في ذلك الوقت أكبر أولادي، بنت عمرها حوالي 16 سنة، وأصغرهم بنت أيضا عمرها 7 سنوات.
على كل شاءت المقادير أن تتصل بي إحدى معارفي، التي تعمل في مكتب للتشغيل الذي لديه علاقات مع الدول العربية، فعرضت علي العمل في العراق.
لم يكن لدي خيار وافقت مرغمة، فقامت بتسليمي ملف يحتوي على استمارات طلبت مني كتابة المعلومات المطلوبة مع تقديم المستمسكات التالية :
- شهادة حسن السيرة، شهادة عدم المحكومية، جواز السفر إضافة إلى عدة صور لي.
وقالت لي بأنه بعد إكمال المعاملة سيتم إرسالك إلى العراق لتعملين عند عائلة مكونة من الأب وهو موظف في إحدى دوائر الدولة وزوجته مدرسة ثانوية ولديهم بنت عمرها 14 سنة وولد عمره 12 سنة.
بعد إكمال الأوراق المطلوبة تم إرسالي للسفارة العراقية التي سهلت سفري بعد حصولي على موافقة الخروج من السلطات المغربية.
سافرت إلى العراق، في ربيع 1983، بعد أن زودت ببطاقة السفر من قبل العائلة العراقية.
وصلت مطار بغداد وكانت المدرسة العراقية في استقبالي.. وبعد السلام عليها مباشرة طلبت مني جواز السفر التي احتفظت به.. اعترضت على ذلك ولكنها قالت لي بأنه يجب أن يبقى في حوزتها.. وهنا شعرت بأني أصبحت مكبلة وإن رحلة الآلام بدأت ثانية في العراق.
في اليوم الأول لإقامتي لدى هذه العائلة وضعت لي المدرسة، ولغرض عدم ذكر اسمها أو كنيتها سأذكرها دائما باسم المدرسة، فراشا في الملحق بمأرب السيارة.. وكانت الروائح التي تنبعث من المكان سيئة بحيث أني لم أستطع النوم رغم معاناة السفر.
وفي اليوم التالي قلت لها : أنا لم آت من الشارع لأنام في هذا المكان.. فانا ربة بيت ولدي أولاد ينتظرون عودتي.. مؤكدة لها بأنه في حالة عدم إيجاد مكان مناسب لنومي فسأضطر لمراجعة وزارة الخارجية شاكية لهم معاملتها لي.. لكوني عاملة في بيتهم وليس عبدة تابعة لها. لأن زمن العبودية انقرض منذ مدة طويلة.
مما أرغمها للرضوخ لطلبي وأعطتني غرفة في الطابق الأول.. وهذه الغرفة كانت مخصصة لوضع الفراش الاحتياط وبعض الحاجيات غير الضرورية ومكان لتجفيف الملابس.
كانت المرأة، حقيقة، سيئة جدا ولا تسمح لي بأي استراحة بل إضافة لأعمال البيت ومداراة طفليها كانت تكلفني بالاعتناء بحديقة المنزل.. الخ.
علما بأني تعرفت على عائلتها التي كانت طيبة جدا وكان والدها تقيا ورعا ولذا لا توجد مقارنة نهائيا بين تصرفاتها وأخلاق والديها.
أما زوجها فلم يتكلم معي نهائيا ولم أتعرف على عائلته.
في نهاية الشهر الأول طلبت منها دفع الأجر المتفق عليه وهو 30 دينارا.. ورفضت قائلة لي : اتركيها تتجمع لدي.
بعد أن أمضيت ثلاثة أشهر طلبت منها أن تدفع لي ما أستحقه من أجور. فقالت : بعدين. قلت لها : أريد إرسال المبالغ لأولادي فرفضت.
ولذا اضطررت لمراجعة وزارة الخارجية.. وشرحت لهم كل تصرفاتها تجاهي ورفضها دفع أجوري. فتم استدعائها وسألوها لماذا لا تدفعي لها أجورها؟ قالت : دفعت لها أجورها وسرقت ذهبي.
فسألوها : هل تسامحيها؟ قالت : نعم أسامحها.
قلت : أنا لا أسامحها لأنها لم تدفع أجوري ولم أسرق منها أي شيء.
سألوني : هل عندك من تذهبين عنده؟ أجبتهم : لا أعرف أحدا.
أرسلونا إلى السفارة المغربية... ولسوء الحظ وجدت هناك الوسيط أو بعبارة أدق السمسار الذي يتعامل مع المكتب المغربي الذي أرسلني إلى العراق، وهذا الشخص، حسب معلوماتي، يستلم 250 دينارا عن كل امرأة تصل إلى العراق وطبعا إنه يعرف جيدا المدرسة التي دفعت له العمولة وعلاقته جيدة معها.
فقال لي مباشرة : انتن المغربيات تسودون وجوهنا. وكان هذا الشخص يعمل في شركة سيارات إضافة لعمله في السفارة.
وهنا تدخل أحد موظفي السفارة طالبا منها أن تقوم بدفع أجوري وأستمر بالعمل لديها.
قالت : أنا لست بحاجة لها وعليها دفع مبلغ بطاقة الطائرة لأدفع لها أجورها وجوازها.
وهنا انكشف كذبها وخداعها، بادعائها في وزارة الخارجية كما ذكرنا بأنها دفعت لي أجوري وبكوني سرقت ذهبها.
على كل تفضل علي أحد موظفي السفارة بتزويدي بعنوان عائلة مغربية من الدار البيضاء تسكن في بغداد، وفعلا قامت هذه العائلة بدفع مبلغ بطاقة الطائرة، فذهبت إلى المدرسة ودفعت لها المبلغ، ولكنها لم تف بوعدها، حيث لم تقم بتسليمي جواز سفري ولا بدفع ما أستحقه من أجور.
فقالت لي ربة العائلة المغربية بأنها تعرف عائلة من الرمادي تسكن في بغداد وهي بحاجة إلى عاملة، ذهبت إلى العائلة المذكورة واستقبلوني بطريقة محترمة وبقيت عندهم 15 يوما. ثم جاءت المدرسة إلى دار هذه العائلة بغيابي، ووضعت حقيبة فيها حلي ذهبية في غرفتي، واستدعت الشرطة لتقول لهم بأني سرقت حليها.
وبعد عودتي إلى الدار تم إلقاء القبض علي وبقيت يومين في المعتقل في مركز الشرطة، ثم عرضت على قاضي التحقيق الساعة 12 ليلا.
وقرر القاضي إطلاق سراحي صباح اليوم التالي، بعد أن شهدت صاحبة الدار واثنان من أولادها بأن المدرسة هي التي جلبت الحقيبة ووضعتها في غرفتي.
ولكن مدير المعتقل أبقاني 15 يوما إضافية سجينة دون معرفة السبب. وبفضل مراجعة أفراد من العالة التي أسكن عندها، لمدير السجن، تم إطلاق سراحي.
فقالت لي بنت صاحبة البيت الذين أسكن عندهم بأن هناك قاض يبحث عن خادمة.. فذهبت إليه وإذا هو نفس القاضي الذي حكم ببراءتي. فقال لي قدمي طلبا لمحاكمة مدير السجن الذي أبقاك 15 يوما رهن الاعتقال دون مبرر، فقلت له أنا أسامحه.
فوافق على أن أعمل في بيته ولكنه طلب رؤية جواز سفري.. فقلت له : إن الجواز لا زال لدي المدرسة.
عدت إلى غرفتي لدى العائلة التي من الرمادي، لقد فاتني أن أذكر بأني لم أعمل عند هذه العائلة التي لم تكن بحاجة لعاملة ولكنهم مع ذلك أعاروني الغرفة دون مقابل علما بأن هذه العائلة تتكون من ربة البيت التي عندها خمسة أولاد متزوجين جميعا ويسكنون في نفس الدار وبنت واحدة، وشرحت لصاحبة الدار عن مشكلتي وكيفية استعادة جواز سفري. فقالت لي : إن الرئيس صدام حسين يقابل، كل يوم خميس، كافة المواطنين الذين لديهم مشاكل لغرض إيجاد الحلول لها.
ثانيا : انقشاع الظلام.
يوم الخميس التالي أخذت الطلب، الذي قامت بكتابته ابنة صاحبة الدار والذي شرحت فيه قصتي بصورة مفصلة مع المدرسة، وأرفقت معه قرار القاضي ببراءتي من التهمة التي وجهت لي والمتعلقة بسرقة الحلي الذهبية، واتجهت إلى القصر الجمهوري الساعة العاشرة صباحا.
عندما وصلت إلى الجناح الذي يقابل فيه رئيس الجمهورية المواطنين وجدت خمسة أشخاص ينتظرون دورهم ن وكنت آخر من قابلهم في ذلك اليوم.
عندما جاء دوري دخلت الغرفة ووجدت أمامي رئيس الجمهورية صدام حسين، سلمت وحياني الرئيس وأشار لي بتسليم الطلب إلى الموظف الذي يجلس خلف منضدة ليس بعيدا عن مكتبه.. ثم طلب مني الجلوس، وسألني : من أين أنت؟ قلت له : أنا مغربية.
فقال : أهلا وسهلا بالمغرب العربي.
بعدها أشار لمدير مكتبه لقراءة عريضتي. بعد انتهاء قراءة الطلب التفت إلي الرئيس قائلا : ما ذا تريدين؟ قلت له : أريد جواز سفري مع مبلغ بطاقة الطائرة وأجوري.
دق الجرس وجاء أحد العسكريين فقال له الرئيس : اذهبوا مع هذه المرأة واطلبوا من صاحبة الدار أن تسلم لها المبالغ المطلوبة مع جواز سفرها، فإذا سامحتها بعد استلام ما تريده اتركوها.. وإذا لم تسمحها اجلبوها وإذا رفضت الدفع اجلبوها.
اتجهنا إلى بيت المدرسة في سيارتين مع خمسة من العسكريين، وصلنا إلى الدار ودق أحد العسكريين الجرس بقوة.. خرجت صاحبة الدار.. وتغير لونها بعد رؤيتها القوة العسكرية.
سألها أحدهم، وقدرت بأنه رئيس المجموعة لكوني أجهل الرتب العسكرية، : أتعرفين هذه المرأة؟
قالت : نعم.. كانت تعمل عندنا ولكونها سيئة طردتها.
في هذه الأثناء وصل زوجها من العمل وكانت الساعة الرابعة بعد الظهر فسألني : ماذا حدث؟
فشرحت له كل شيء. فقال : أنا ليس لدي علم بكل ما ذكرته لي. والتفت إلى زوجته قائلا لها : أعطيها كل ما تريد.
بعد استلامي المبالغ وجواز سفري سألني المسؤول العسكري : هل تسامحيها؟ قلت : نعم. التفت إلى المدرسة وقال لها : هي أحسن منك كثيرا.. ولو كنت مكانها لن تسامحيها.
عدنا إلى القصر الجمهوري وكان الرئيس بانتظارنا، فقابلته وشكرته ودعوت له وحاولت تقبيل يده فرفض.
هكذا كان هذا الرجل. وأرى من حقي أن أتساءل الآن : لماذا أطلق أعداء العراق والأمة العربية على الرئيس صدام حسين " الدكتاتور الكبير!! " وهل هنالك رئيس دولة في العالم كله من يقم باستقبال مواطنيه، وبهذه البساطة والتواضع ورحابة الصدر ودون موعد.. لحل مشاكلهم المستعصية؟
في الحقيقة إن ما كان يقوم به الرئيس الوطني للعراق، في هذا المجال، لم يتم إلا في زمن الرسول (ص) وخلفائه الراشدين وربما قلة قليلة من الخلفاء العظام مثل عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنهم جميعا. ولكن في زماننا هذا لا نجد نهائيا.
بعد تلك المقابلة المباركة انقشع الظلام فعلا ووجدت عملا لدى عائلتي سفيرين عربيين الأول سفير اليمن والثاني سفير موريتانيا.
وأخيرا عدت إلى المغرب بعد أن قضيت أربع سنوات وثلاثة أشهر في العراق.. الذي أحببته كثيرا.. وهذه السنوات سمحت لي بزيارة كافة المزارات والأضرحة، في بغداد، الكاظم وأبا حنيفة وعبداقادر الجيلاني، وكذلك زرت النجف وكربلاء وسامراء.
وفي تلك الفترة لم أسمع بأن هنالك شيعة وسنة وحتى العائلة العراقية التي عملت عندها لا أعلم، ولحد الآن، أهي شيعية أم سنية.. وكذلك المزارات والأضرحة.
وتقع الطامة الكبرى باحتلال العراق وتدميره وخلق الفتنة الطائفية.... ثم أخيرا المنظر الرهيب والمهيب الذي بثته كافة القنوات الفضائية، عندما يتقدم البطل العربي صدام حسين شامخا إلى المقصلة، إنه منظر مهيب حقا، وهو يردد الشهادة رافضا وضع أي غطاء على رأسه أو على عينييه.. بينما كان جلادوه المقنعين بالسواد يرتجفون خوفا وهلعا.
وختاما أقول : نم قرير العين أيها البطل الكبير، فقد كنت رجلا في حياتك ورجلا باستقبالك الشهادة.
شبكة البصرة
الثلاثاء 14 صفر 1432 / 18 كانون الثاني 2011

mercredi 12 janvier 2011

لا لإعدام طارق عزيز ورفاقه.. أطلقوا سراحهم جميعا

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

لا لإعدام طارق عزيز ورفاقه.. أطلقوا سراحهم جميعا

شبكة البصرة

الدكتور عبدالإله الراوي

قبل أن نبدأ مقالنا هذا يحلوا لنا أن نشير لمقال سابق له علاقة مباشرة بموضوع بحثنا

(الدكتور عبدالإله الراوي: ليوث العراق الأبطال في سجون الأنذال.. الدكتور محمد مهدي صالح والسيد طارق عزيز. شبكة البصرة.31/5/2010)

نقول بداية رغم جهود الكثير من الكتاب والصحافيين وكافة المدافعين عن العدالة والحق، ضد المحاكمات الصورية ورفضهم إعدام مسؤولي الحكومة الوطنية الرابضين في سجون الاحتلال، فإن ما يحز بأنفسنا هو الموقف المخزي والمتخاذل لما يطلق عليهم قادة الدول العربية أولا، والموقف الدولي غير المبالي ثانيا.

ووفق قناعتنا فإن هذه المواقف، ممكن تفهمها، لكون سلطات الاحتلال الأمريكية – الإيرانية تساند الحكومة العميلة في العراق، والتي تم تعينها من قبل القوات الغازية والجارة العزيزة جدا!!، ولذا فإن جميع الأنظمة العربية تخشى الطعن أو مجرد التشكيك بما يطلق عليها المحكمة الجنائية العليا، أو أن تطالب، ولو من باب ما يطلق عليه الموقف الإنساني بتخفيف العقوبات أو بإطلاق سراح الأبطال من معتقلاتهم لكونهم لم يقوموا بأية جريمة، بصورة مباشرة، تستحق العقاب. والذين كان من المفروض أن يعتبروا أسرى حرب.

ولكن هل نستطيع أن نعول على هذه الأنظمة الغارقة في عمالتها لأمريكا وللصهيونية وقسما منها للنظام الصفوي في إيران.

هذا إذا قبلنا التصور الخاطئ للكثير منهم بأن هنالك عداء بين أمريكا وإيران.

أما دول العالم (المتحضر!!) فهي الأخرى لا تحرك ساكنا لأن أغلبها محكومة بصورة مباشرة من قبل العصابات الصهيو- أمريكية.

فعلى من نعول إذا ولمن نوجه نداءنا؟ ا للشعوب العربية التي قرأنا على روحها الفاتحة منذ زمان بعيد؟. إذا لم يبق لدينا أي أمل سوى بمقاومتنا البطلة ومواطنينا الشرفاء الذين يساندوها وبعض المخلصين من أبناء أمتينا العربية والإسلامية.

ولكن هل فعلا لا يوجد أي أمل بإحياء شعبنا العربي، وإن الله سبحانه وتعالى " يحي العظام وهي رميم " وهؤلاء لم يموتوا موتا حقيقيا ولكن موتا معنويا، إذا هنالك أمل كبير ببعثهم ونحن واثقون بأن انتصار المقاومة سيوقظهم من سباتهم العميق.

وعلينا أن نشير بأن المظاهرات الأخيرة في تونس والجزائر ممكن اعتبارها بارقة أمل لإحياء جماهيرنا العربية.

من جهة أخرى نحن واثقون بأنه لو توفر ضغط جماهيري عربي وعالمي على حكومة بغداد العميلة فستضطر لإطلاق سراح كافة أبطالنا أو على الأقل إلغاء أحكام الإعدام الصادرة بحق قسم منهم.

لا نريد أن نثقل على قرائنا الأعزاء.. فنقول أنه منذ الاحتلال عام 2003 ولحد الآن فإن أبطالنا عانوا ويعانون من التعذيب والمعاملة الغير إنسانية، والمحاكمات الصورية.. ولم يطلق سراح أي منهم، حسب علمنا،عدا المرحوم الدكتور سعدون حمادي والدكتورة هدى عماش، رغم وجود عدد منهم لم يصدر بحقهم أي حكم لحد الآن ولم يتم إطلاق سراحهم، ومنهم على سبيل المثال الدكتور محمد مهدي صالح، وزير التجارة في الحكومة الوطنية قبل الاحتلال.

ليس غرضنا من كتابة هذا المقال تكرار ما كتبه ألأخوة الأعزاء في هذا المجال، بل سنقوم بترجمة بعض ما نشر باللغة الفرنسية، وبصورة خاصة ما نشر منها بعد صدور حكم الإعدام بحق السيد طارق عزيز ورفاقه.

ولذا سنقوم بتقديم بحثنا المتواضع كما يلي :

أولا : مقتطفات من مقالات كتبت باللغة الفرنسية.
ثانيا : ترجمة مقال أحد الأساتذة الجامعيين الفرنسيين.

أولا : مقتطفات من مقالات نشرت باللغة الفرنسية.

علينا أن نذكر بأن كافة المقالات التي سنذكرها تم نشرها أو إعادة نشرها من قبل السيد جيل مونييه في نشرة جمعية الصداقة الفرنسية -العراقية.

1- الشاذلي القليبي السكرتير العام لجامعة الدول العربية. عنوان المقال : يجب إنقاذ طارق عزيز. جون أفريك. 7-13 تشرين الثاني 2010

- حكم عليه بالإعدام يوم 26/10/10 من قبل القضاء العراقي، إن نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز، من المؤكد بأنه يدافع عن سياسة بلده بحماسة، ولكن ليس لديه مسؤولية مباشرة بالقرارات التي اتخذها الرئيس السابق.

- العلاقات بينه وبين صدام لم تكن واضحة، مع ذلك من المؤكد توجد علاقة إعجاب بينهما، المناضل، أصبح وزيرا لقضايا مهمة بعيون صدام، العلاقات الخارجية، الذي عليه أن يخلص لرئيسه وفي كافة المحن، وهذا الموقف يعتبر نوع من الشعائر المقدسة.

- طارق عزيز لا يتحمل أية مسؤولية مباشرة، ولكنه يدافع، دائما وبحرارة، عن القضايا التي يهتم بها صدام وكأنها تعود له شخصيا، وكمثال على ذلك حرب الثماني سنوات مع إيران.

نص المقال على الرابط

http://www.france-irak-actualite.com/article-revue-de-presse-chedli-klibi-ancien-secretaire-general-de-la-ligue-arabe-lance-un-appel-pour-sauver-tarek-aziz-60901982.html

2- شهادة بول بلتا أو بلطا (كما يكتبه بعض الصحافيين العرب) وهو صحافي وكاتب معروف. هذه الكلمة قيلت في مؤتمر، عقد في باريس يوم 20/11/2010 بعنوان : أراء - مناقشات في سبيل الدفاع عن طارق عزيز وزملائه.

علما بأن السيد بلطا عمل صحافيا في جريدة اللوموند لمدة طوية، وقد زار العراق مرات عديدة بصفته الأخيرة هذه.

- في لقائنا الأول، سألني طارق عزيز : لماذا وكيف تعلمت اللغة العربية. فشرحت له بأن جد أمي كان لبنانيا –يونانيا..... ثم تكلمنا عن المسيحيين الشرقيين، وألح على ضرورة الدفاع عنهم في سبيل أن يعيشوا بصورة جيدة منعا لهجرتهم.

وقال لي أيضا بأنه صديق طفولة لصدام حسين ووعدني بأن ينظم لي لقاء معه، وهذا اللقاء تم في نهاية 1971 ودام ساعتين ونصف.

(تعليق بسيط من المترجم : وهكذا نرى أن السيد طارق عزيز وقيادة الثورة الحكيمة في العراق كانت تعمل كل ما بوسعها للقضاء على أي تعصب ديني أو مذهبي لغرض الحفاظ على وحدة العراق ووحدة شعبه. ولكن منذ وصول عملاء أمريكا والنظام الصفوي في إيران تم محاربة إخواننا المسيحيين من قبل العصابات (المليشيات) الصفوية وعصابات الحزبين الكرديين المتصهينين، والغرض من ذلك إفراغ العراق من أحد مكوناته الرئيسية – المسيحيين – إضافة لما قامت به نفس العصابات وبالأخص التابعة للحزبين الكرديين ضد اليزيدية.

وبالنسبة لما تم بالنسبة للمسيحيين فسبق وذكرنا ذلك في مقالنا (الدكتور عبدالإله الراوي : الإعلام الفرنسي ووثائق ويكيليكس ومسيحي العراق اثر مجزرة كنيسة سيدة النجاة . شبكة البصرة 10/11/2010).

كما يحلو لنا ذكر موقف الرئيس أحمد حسن البكر، رحمه الله، من إخواننا المسيحيين :

يروي شاهد عيان هذه الحادثة : إن الرئيس العراقي البكر كان في اجتماع في القصر الجمهوري ببغداد مع رئيس الكنيسة الآشورية مار يوسف، وبينما هما في الاجتماع نهض البكر ثم ذهب بنفسه وأغلق باب غرفة الاجتماع، والتفت إلى مار يوسف وخاطبه قائلا: أريد أن اطلب منك طلبا فلا تردني به.

وأحس مار يوسف بالارتباك عندما اقترب منه البكر وفاجأه وقال له: أيها الأب.. باركني وصلي علي، أسقط في يد مار يوسف وقال جزعا: هل تريد أن يصدر بعضهم حكما بإعدامي يا سيادة الرئيس؟ فقال له البكر مبتسما:

ومن يصدر عليك حكما أو يقتلك وأنا رئيس العراق؟ هيا افعل ما أقول لك باركني وصلي علي.. وأمام إلحاح الرئيس لم يجد مار يوسف مهربا، وقام بطقوس الصلاة والبركة، والبكر راكع في وضعية من يتلقى بركة القديس.



وفي مناسبة أخرى دعا البكر رئيس الطائفة الآشورية في الولايات المتحدة الأمريكية مار شمعون إلى بغداد، وفي زيارة لهما إلى تكريت لفت الرئيس البكر انتباه مار شمعون إلى حقيقة أن معظم القبور القديمة في تكريت هي قبور مسيحية، فأكد مار شمعون معرفته بهذه الحقيقة، وهنا مازحه الرئيس البكر وقال له: الذي لا تعرفه هو أننا، نحن مسلمي تكريت، ترجع أصولنا إلى المسيحيين الذين خافوا من ضغط المسلمين فأعلنوا إسلامهم، ولذلك كانت معظم القبور قبل ذلك للمسيحيين.. إن صحت الرواية فان في سلوك الرئيس البكر عدة مغاز منها إن التعصب الديني كان لا يحتل مكانا في التربية العراقية، وان قدرا من التسامح والانسجام كان متاحا بين المسلمين والمسيحيين، بل إن تماهيات بين الديانتين كانت محط اعتراف الطرفين. (د. نضال معروف: ما الذي طلبه الرئيس احمد حسن البكر من رئيس الكنيسة الآشورية؟ القدس العربي. 7/1/11)

- وعندما يتكلم بلطا عن التطور الذي حصل في العراق، وزيارته لكثير من المنشآت، وتركيزه على النهضة في مجالي الزراعة والثقافة يقول : لقد زرت جميع المنشآت، وكتبت ما شاهدته في جريدة اللوموند، وتكلمت مع طارق عزيز الذي ساهم في هذه النهضة الثقافية.

التكامل بين صدام حسين وطارق عزيز : لقد استنتجت بأن كافة الإصلاحات لا يمكن أن يتم تنفيذها دون تعاضد قوي بين صدام حسين وطارق عزيز.

رابط المقال

http://www.france-irak-actualite.com/article-tarek-aziz-le-temoignage-de-paul-balta-61376212.html

3- موقف (البرلمان) الأوربي.

- قامت مجموعة من نواب المجلس المذكور، التي تمثل : " نواب اليسار الأوربي الموحد واليسار الخضر لشمال أوربا "، بمطالبة المجلس باتخاذ قرار يتضمن :

أ- عدم شرعية أحكام الإعدام، وكافة الأحكام الأخرى، الصادرة من المحاكم العراقية وذلك لغياب العدالة في العراق منذ قيام القوات الأمريكية بغزوه.

ب- يطالب بإجراء تحقيق دولي شامل عن كافة الجرائم، من تعذيب وإعدامات وسوء معاملة.. الخ، سواء من قبل قوات الاحتلال أو من قبل ما يطلق عليها الحكومة العراقية.

مع الأخذ بعين الاعتبار ما كشفه موقع ويكيليكس من الجرائم البشعة بحق العراقيين ومرتكبيها.

- ولكن المجلس الأوربي تبنى قرارا يتضمن : أسفه بعمق لصدور قرار المحكمة الجنائية العليا العراقية بالحكم بإعدام كل من طارق عزيز وسعدون شاكر وعبد حمود.

كما قدم رجاء وبإلحاح إلى السلطات العراقية بتغيير هذا الحكم وعدم تنفيذ أحكام الإعدام التي صدرت من المحكمة المذكورة.

وهذا الموقف ضعيف جدا كما نرى لأن المفروض أن يطالبوا بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، وثانيا تجاهل المحكومين الآخرين بالإعدام.

رابط المقال

http://www.france-irak-actualite.com/article-tarek-aziz-le-parlement-europeen-demande-de-ne-pas-executer-les-peines-de-mort-61804323.html

4- نداء لجنة مطالبة تحرير المعتقلين السياسيين في العراق

- هذا النداء وجه يوم 3/11/2010 في جنيف من قبل القس ميكل دي ايكوتو بروكمان رئيس سابق للجمعية العامة للأمم المتحدة.

موجز النداء : في سبيل، التعرف على القضية بصورة واضحة، نقول أن المحاكمة غير متسمة بالعدالة، وإن الولايات المتحدة هي المسؤولة عن تنفيذ حكم الإعدام، المتوقع الآن، بحق طارق عزيز.

- وبهذه الطريقة فإنهم ارتكبوا خرق المادتين 3 و 4 من اتفاقية جنيف بكل وقاحة، في الوقت الذي يدعون فيه بأنهم يعملون على معاقبة الأشخاص الذين قاموا بارتكاب جرائم خطيرة على المستوى الدولي.

- بالاتفاق مع مجموعة العمل للأمم المتحدة حول الاعتقالات العشوائية، والتي تم ملاحظتها خلال محاكمة طارق عزيز، وعدم شرعية المحكمة، وعدم مراعاتها للقواعد القضائية التي تفرض عليها الحيادية.، فإن على الولايات المتحدة من الناحية الأخلاقية والالتزام القانوني، أن تعمل لتحرير طارق عزيز.

شريط مسجل

http://www.uruknet.de/?s1=1&p=71678&s2=10

رابط المقال

http://www.france-irak-actualite.com/article-non-tarek-aziz-et-ses-compagnons-ne-sont-pas-sauves-61550122.html

5- النداء الذي قام بتوجيهه جيل مونييه باسم جمعية الصداقة الفرنسية - العراقية.

نداء لتحرير طارق عزيز وكافة المعتقلين السياسيين في العراق. علما بأن هذا النداء وقع عليه عدد كبير من المثقفين والسياسيين الفرنسيين والعرب وغيرهم.

- نطالب بإطلاق سراح طارق عزيز ورفاقه الذين تم الحكم عليهم بالإعدام بناء على محاكمة غير شرعية وجائرة، وكذلك آلاف المعتقلين السياسيين في العراق، الذين تم اعتقالهم دون أمر قضائي ودون توجيه أي اتهام لهم.

- لقد صرح كوفي أنان، السكرتير العام للأمم المتحدة، في شهر أيلول (سبتمبر) 2004 : بأن غزو العراق غير شرعي، وهذا يعني بأن كافة الاعتقالات التي نتجت عن الغزو هي غير شرعية، وكذلك فإن أحكام الإعدام التي صدرت في نهاية تشرين أول (اوكتوبر) بحق كل من : طارق عزيز، سعدون شاكر، عبد حمود، سبعاوي إبراهيم وعبدالغني عبدالغفور، هي غير شرعية أيضا.

- إن عقوبة الحكم بالإعدام علقت من قبل سلطات الاحتلال بين شهر حزيران (جوان) وآب (أغسطس) 2004، ولذا كان على المحكمة الجنائية العليا العراقية، وفق القواعد القانونية الدولية، في هذا المجال تطبيق القانون الذي يراعي مصلحة المتهم.
- كان على المحكمة المذكورة أن تلتزم بما نص عليه القانون العراقي وبصورة واضحة، وذلك بعدم إمكان الحكم على الأشخاص، الذين تجاوز عمرهم سبعين عاما، بالإعدام. وفي حالة ارتكابهم جريمة تقع تحت طائلة هذه العقوبة فإما أن تخفف العقوبة وإما أن يصدر بحقهم مرسوم عفو.

وبالنتيجة فنحن نطالب بإطلاق سراح طارق عزيز وكافة رفاقه الذي حكم عليهم بالإعدام، وجميع المعتقلين السياسيين العراقيين.

http://www.france-irak-actualite.com/article-nouvel-appel-pour-la-liberation-de-tarek-aziz-et-de-tous-les-prisonniers-politiques-en-irak-61425017.html.

6- مقابلة مع المحامي المشهور جاك فيرجس.

لقد زودنا السيد جيل مونييه بموجز مقابلته مع المحامي المذكور، والتي سيتم نشرها في العدد القادم من مجلة أفريقيا – آسيا. وسنقتطف فقرات منها.

- يقول السيد فيرجس : راجعت السفارة العراقية في باريس لغرض الحصول على تأشيرة دخول إلى العراق ورفض طلبي، كما قمت بمحاولة الحصول على موافقة الأمريكان للسماح لي بمقابلة طارق عزيز وباءت محاولتي بالفشل.

ولذا اضطررت بالاكتفاء بتوجيه رسالة، عن طريق جمعية الصداقة الفرنسية – العراقية، إلى المحكمة العراقية موضحا فيها بأنه في حالة قيامها بإصدار عقوبة الإعدام بحق طارق عزيز، فإن قرارهم سيكون غير شرعي كما كان الحكم على صدام حسين الذي كان غير شرعي أيضا.

- عندما تم اعتقال طارق عزيز ورفاقه، كان من الممكن الحكم عليهم بالإعدام وفق القانون العراقي النافذ، ولكن صدر بعد ذلك، أي خلال فترة توقيفهم وقبل محاكمتهم، قانونا ألغى عقوبة الإعدام، إذا وفق قواعد القانون الدولي فإن العقوبة الأخف هي التي يجب تطبيقها.

وإن صدام حسين ألقي القبض عليه في فترة تطبيق القانون الذي صدر من قبل قوات الاحتلال والذي ألغى عقوبة الإعدام، إذا كان المفروض أن تطبق القواعد القانونية الدولية بحقه ولا يحكم عليه بالإعدام.

- نستنتج مما ذكرنا فإن الأحكام الصادرة بحق طارق عزيز وسعدون شاكر ورفاقهما الثلاثة الآخرين، كان من المفروض أن لا يتم إصدارها لكونها مخالفة لأبسط القواعد القانونية الدولية.

ثانيا : ترجمة مقال أحد الأساتذة الجامعيين الكبار.

أنقذوا طارق عزيز. بسرعة

شهادة الأستاذ الجامعي المعروف جاك فافيو

قابلت الرئيس (يقصد أنه كان رئيس المؤتمر الذي ساهم به، وسيكرر ذلك عدة مرات – المترجم) طارق عزيز في مؤتمر عالمي ضد الحصار الذي فرض على العراق : تم عقد هذا المؤتمر عام 2001 وترأسه طارق عزيز.

الرجل أثر في كثيرا، ومنحني بعض الدقائق لتبادل الرأي، قبل الجلسة التي ترأسها.

لقد أثار إعجابي بتوقد ذهنه وحبه الاطلاع على ما يتعلق بي، رغم كوني كنت مدعوا بصورة رسمية من قبل كلية القانون في بغداد لغرض عقد عدة ندوات.

وقد قمت بتكرار تقديم هذه الندوات عام 2002 ثم عام 2003، في الظروف المأساوية التي يعرفها كل العالم الآن بصورة أفضل.

في هذه السنة حملت معي شجرة زيتون السلام، ملفوفة بألوان العلم العراق، والتي أودعت في بيت الحكمة، هذا البيت العراقي الذي نستطيع مقارنته ب (كولج دي فرانس)، والذي يقع على ضفة نهر دجلة.

كان طارق عزيز يمثل ثمانية (بيك : ماجة أو بستوني) من اللعبة الأمريكية. (وهو يقصد طبعا الذين طلب إلقاء القبض عليهم من قبل قوات الاحتلال – المترجم)، الرئيس طارق عزيز دخل التاريخ من أوسع أبوابه، والذي سيكون شخصية بارزة في التاريخ وفي كل العهود، وفي الأسطورة : إنه وطني، تعلق قبل كل شيء بحب بلده، علاوة على ذلك فهو مسيحي، وأخيرا فهو يتقن اللغة الفرنسية (فرانكو فون).

هنالك حاجة لعملية المصالحة الوطنية في هذا البلد، الذي عانى من الضربات الحديدية الموجعة، هذه المصالحة تتم من خلال إعادة بعث ماضيه، الذي تثلم وقلب رأسا على عقب، هذا الماضي الذي يبقى العراقيون متمسكين به وبإرثه، والذي سيبقى دائما، ولا يمكن إلغائه نهائيا.

أي قدر مأساوي لهذا الرجل، أي معاناة غير إنسانية ودون جدوى تحملها خلال سنوات الاعتقال : آن الأوان لوضع حدا لهذه المعاناة بمبادرة طيبة وبرحمة اوغسطينية (نسبة للقديس اوغسطين ونظريته عن الرحمة أو الغفران – المترجم).

ولكن مثل هذا القرار لا يستطيع اتخاذه إلا السلطات العليا، منذ أقدم الأزمنة، ولا يوجد أفضل من هذا القرار الذي من المفروض أن يفتن سلطات هذا البلد : العراق.

إن مصير الرئيس طارق عزيز يتعلق بمحاولة البحث عن إيجاد مخرج إنساني وليس، مؤكدا، قضائي، لأن اللجوء إلى القضاء سيكون مثل طلب وساطة الوحي أيا كان، أي عدم اللجوء إلى " المكينة القضائية " كما أطلق عليها القاضي الشاب : لفرساي : اليكسي توكفيل. (أحد رجال القانون والمؤلفين الفرنسيين المعروفين وبالأخص من خلال ما قدمه من تحليلات فيما يتعلق بالثورة الفرنسية والديمقراطية. ولد عام 1805 وتوفى عام 1859 – المترجم)

أعيدوا الشرف لهذا الرجل بمنحه الحرية. بسرعة.

نص المقال المترجم

http://www.france-irak-actualite.com/article-sauvons-tarek-aziz-vite-64024145.html

Vendredi 31 décembre 2010 5 31/12/2010 11:14

Sauvons Tarek Aziz... Vite!

Témoignage du professeur Jacques Foviaux, Professeur émérite des Universités *

J’ai rencontré le Président Tarek Aziz, dans le cadre d’une réunion internationale organisée contre l’embargo qui frappait l’Irak : c’était, à Bagdad, en 2001. L’homme m’a fait beaucoup d’impression, m’accordant quelques minutes d’entretien avant la séance qu’il présidait. J’ai été frappé par sa vivacité d’esprit et sa curiosité à mon égard, alors que j’étais l'invité officiel de la Faculté de droit de Bagdad pour y donner une série de conférences. J’ai réitéré ces cycles de conférences en 2002, puis en 2003, année où j’ai apporté, dans les circonstances tragiques que tout le monde connaît mieux maintenant, un Olivier de la paix, emballé aux couleurs irakiennes, déposé à la Maison de la Sagesse, équivalent irakien du Collège de France, au bord du Tigre.

Ex-Huit de pique du jeu de l'Amérique, le Président Tarek Aziz est entré de plein pied dans l’histoire, dans l’Histoire, qui surplombe l’histoire et toutes les histoires, dans la légende : c’est un patriote, qui chérit avant tout son pays, c’est un chrétien de surcroît, enfin c'est un parfait francophone. La réconciliation dans ce pays, frappé aux fers du malheur passe par la consolidation du passé, ébréché et bousculé, auquel tous les Irakiens demeurent filialement très attachés, ce qu’il en reste à jamais, que rien n’effacera jamais : quel destin tragique pour cet homme, quelles souffrances inhumaines et inutiles depuis les années de captivité : il est temps d’y mettre fin par un beau geste de clémence et de paix augustéenne, c'est l'exercice majestueux et réservé du pouvoir suprême depuis la plus haute Antiquité, que rien ne peut ravir aux autorités du Pays : l'IRAK.

Le sort du Président Tarek Aziz est à chercher dans une solution humanitaire, surtout pas juridique, qui serait rendue comme l'oracle d'une quelconque "machine à droit", comme la nommait le tout jeune magistrat: de Versailles : Alexis de Tocqueville. ہ cet homme, rendons l'honneur dans la liberté. Vite!
* Histoire du droit à l’histoire.com
http://histoiredudroitahistoire.over-blog.com

الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
hamadalrawi@maktoob. Com
شبكة البصرة
الاثنين 6 صفر 1432 / 10 كانون الثاني 2011