mercredi 23 février 2011

هل سيتم إلغاء معاهدة الاستسلام بعد سقوط نظام الرئيس حسني مبارك؟

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
هل سيتم إلغاء معاهدة الاستسلام بعد سقوط نظام الرئيس حسني مبارك؟
شبكة البصرة
الدكتور عبدالإله الراوي
لا يستطيع أي إنسان أن يشكك بوطنية شباب الثورة المصرية ولكن ويا للأسف إن سارقي الثورات هم على أهبة الاستعداد لقطف ثمارها دون أن يقدموا أية خسائر.
ولذا نستطيع أن نؤكد بأن عملاء أمريكا والكيان الصهيوني هم المتربصين بالثورة، والذين، طبعا لا يمكن أن يفكروا بإلغاء الاتفاقية المذكورة.
وبصورة موجزة نذكر أهم المرشحين لقيادة مصر مستقبلا ومواقفهم من الكيان الصهيوني وبالنتيجة من الاتفاقية التي نحن بصدد مناقشتها :
1- عمرو موسى : إن موقفه من الكيان المذكور يتلخص بما يلي.
- لقد قام عمرو موسى بزيارتين معلنتين للكيان الصهيوني، عندما كان وزيرا لخارجية نظام مبارك، وفي كل مرة بدعوى إلقاء محاضرة سياسية في المؤتمر السنوي لمركز بيريز للسلام بتل أبيب. وكان متحدث باسم وزارة الخارجية (الاسرائيلية) قد توقع عقد لقاء بين موسى ووزير الخارجية (الإسرائيلي) أرييل شارون على هامش زيارته (لإسرائيل).
ويتوقع أن يشارك في المؤتمر السنوي لمركز بيريز للسلام المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط دينس روس ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع وعدد من الشخصيات الدولية الحائزة على جائزة نوبل للسلام.(مصادر مصرية.. عمرو موسى يزور (إسرائيل) الأحد المقبل. وكالة الأنباء الكويتية.الشؤون السياسية 05/01/1999)
وهكذا نرى أن هذا الوزير، والذي أصبح أمينا عاما لما يطلق عليه الجامعة العربية، لا يعجبه إلقاء المحاضرات إلا في قلعة الصهيونية العالمية ليتقرب لأسياده وليقدم لهم العربون بكونه أحد جنودهم الاحتياط أي تحت الطلب في وقت يحتاجون له، ومن المؤكد فإن الحاجة حدثت الآن بعد رحيل صديقه مبارك.
- يكشف سلطان – سفير الكيان الصهيوني السابق في القاهرة - أن أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى والمستشار السابق للرئيس مبارك هما أكبر مهندسي مرحلة التطبيع بين العاصمتين على رغم اعتبار موسى من اكبر مناهضي العلاقات التطبيعية مع (إسرائيل)، باعتبار أن موسى كان من الداعين إلى فصل العلاقات السياسية والتطبيعية حتى لا تتأثر مكانة مصر الإقليمية والعربية، مستشهدا بمواقف موسى خلال اجتماعه بوفد الكنيست (الإسرائيلي) في القاهرة عام 1993. (كتاب لسفير (إسرائيلي) يكشف أبطال التطبيع بالأسماء والأفعال: أولهم عمرو موسى! المختصر.22/2/2010)
هل يحتاج هذا الكلام لأي تعليق؟ نقول فقط من المخجل أن يحلم مثل هذا الشخص ليصبح رئيسا لمصر الحبيبة وليصعد على أكتاف أبطال الثورة المصرية لتحقيق أهداف الكيان المسخ.
نقول تهانينا للثورة المصرية إذا أصبح هذا العميل الصهيوني رئيسا لمصر، هذا الدعي الذي لا يفكر بإلقاء خطبه عن السلام أو عفوا الاستسلام إلا في الكيان الصهيوني، ولم لا وهذا الكيان يعتبر المثال الأعلى لحقوق الإنسان والسلام في العالم!! ولا ندري كيف ينسى سيادة وزير الخارجية الجرائم التي يقوم بها هذا الكيان بحق أمتنا العربية والذي تم تكوينه على جثث شهداء هذه الأمة. وتم غرسه كسرطان في قلبها النابض – فلسطين المقدسة. هذا دون أن نقدم ما قام ويقوم به من جرائم تقشعر لها الإنسانية بحق شعبنا العربي في فلسطين.
2- محمد البرادعي : - رغم زياراته لهذا الكيان وبقائه شهورا في معهد بن غوريون وتكرار اجتماعاته مع قادة الكيان الصهيوني. (محسن عبد الله : بديل مبارك يختاره الشعب وليس الغرب. شبكة البصرة. 5/2/2011)
فهو لم يطرح نهائيا – بصفته رئيسا للوكالة الدولية للطاقة الذرية – موضوع امتلاك الكيان الصهيوني لترسانة نووية ضخمة. ولم يقم، ولو من باب مجاملة المصريين والعرب، مطالبته القوى الكبرى ومجلس الأمن على إرغام هذا الكيان للتوقيع على معاهدة حضر انتشار السلاح النووي.
- وتجدر الإشارة إلى أن البرادعي أشاد بالتعاون بين الوكالة و(إسرائيل) في مجالي: منع تسرب الإشعاعات النووية ومنع وصول الأسلحة النووية إلى التنظيمات الإرهابية، حيث أن (إسرائيل) وقعت على معاهدتين بهذا الشأن. ثم أشاد بالقدرات (الإسرائيلية) في مجال استخدام الذرة في الزراعة والطب. ووقع على اتفاقية لدعم وتمويل مشاريع بحث في المجالين مع وزير الصحة (الإسرائيلي)، (داني نافيه : البرادعي ينصح إسرائيل بالجنوح للسلام باعتباره أنجع وسيلة ردع من النووي. الشرق الأوسط. 9/7/2004)
3- أيمن نور : إن أيمن نور، مؤسس حزب "الغد"، كتب مقالة في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أبدى فيها اعتراضه على العدوان على (إسرائيل)، رداً منه على اتهامات اتحاد الشباب (الليبرالي) المصري له بمعاداة السامية. (فى مقال بجريدة وول ستريت جورنال..أيمن نور: أعارض بشدة العدوان على الدولة اليهودية. اليوم السابع. 2/11/2009 ودعوى ضد أيمن نور بتهمة الدفاع عن (إسرائيل) على صفحات جريدة "وول ستريت جورنال" الأمريكية. الرابط
http://www.ibrahimomran.com/vb/showthread.php?t=6848 )
وقال السيد نور بأن الجريدة ذكرت كلمات لم يقلها، ولكنه أكد كونه مع السلام العادل الذي يتفق مع قرارات الأمم المتحدة.(. قال إنه ذكر اليهود ولم يقل "دولة إسرائيل"..اليوم السابع.2/11/2009)
ولكنه أكد بكونه يدعو بِاستمرار لتحقيق حل سلمى وعادل للصراع العربي الإسرائيلي، ويشير أنه صرح في حوار نشر من قبل أن حزب الغد يؤيد كل المعاهدات التي أبرمتها مصر من قبل، إذ أنهم يريدون ضمان السلام مع كل دول العالم. (في مقال بجريدة ول.. اليوم السابع..مشار له)
وهكذا نرى أن مثل هذا الذي يدعي لا يمكن أن يفكر، ولو مجرد تفكير، بإلغاء معاهدة العار.
4- أما (الإخوان المسلمين) فموقفهم واضح من ضرورة احترامهم للمعاهدة المذكورة من خلال :
- إن مرشد الإخوان المسلمين، في حينه، السيد محمد مهدي عاكف صرح لوكالة الاسوشيتد برس على أن " الإخوان لن يسعون لتغيير السياسة الخارجية لمصر ومن ضمنها معاهدة السلام مع (إسرائيل) " (صعود لافت لإخوان مصر وأزمة بين القضاة والحكومة. الجزيرة.نت. 28/11/2005)
- كما أن منهاج الجماعة يشير، بصورة لا تقبل الجدل، بأن إعادة النظر في معاهدة السلام المصرية – (الإسرائيلية) فتعد خطوة تسيء بسمعة مصر، وربما تعرضها للعقوبات الدولية. (الدكتور عبدلإله الراوي : أزمة تنظيم حزب (الإخوان المسلمين). شبكة البصرة. 27/10/2009)
وطبعا فهم حاليا يدعمون ترشيح البرادعي لرئاسة مصر، لكونها قد خولته التفاوض باسمها مع نظام حسني مبارك قبل تنحي الأخير. (البرادعي قدم تعهدات لمبارك. الجزيرة.011/2/1 2)
كما أن القرضاوي، الذي قد يصبح مرشد هذه الجماعة والمعروف بمواقفه المعلنة للقضية الفلسطينية، فلم يشر نهائيا إلى موضوع إلغاء معاهدة الاستسلام مع الكيان الصهيوني التي وقعها أبو رغال - السادات. (إخوان مصر يرفضون النموذج الإيراني وصحافتها تؤكد: القرضاوي ليس الخميني. القدس.20/2/11)
فماذا ننتظر من هذا الحزب الذي أنشأه البريطانيون وأصبح عميلا لهم وللأمريكان سواء في العراق أو في مصر و في كافة الدول العربية والإسلامية.
5- أما حركة (كفاية) والتي أوضحت موقفها بصورة لا تقبل الجدل بمطالبتها بتوقف تصدير الغاز ل(إسرائيل) وإلغاء اتفاقية الكويز. (بيان الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية). كنعان 16/2/11) وكما نعلم فإن اتفاقية الكويز فهي اتفاقية تجارية بين الكيان الصهيوني ومصر والولايات المتحدة عام 2004 والغرض الرئيس الذي كانت تطمح له هو تشجيع تطبيع دول المنطقة مع الكيان المسخ.
ولا نرى داع لذكر مواقف بقية الأحزاب أو الشخصيات المصرية ويعلم الجميع بأن المجلس العسكري الذي يحكم مصر حاليا أوضح التزامه بمعاهدة العار، وإن ايهود باراك شكر طنطاوي على إعلان القوات المسلحة المصرية لكونها ستحافظ على الاتفاقات الدولية وخاصة الموقعة بين مصر والكيان الصهيوني. (طنطاوي كان جاف في حديثة مع باراك. القدس المحتلة- وكالة قدس نت للأنباء. 13/2/2011)
ولذا نقول بأن كافة الثورات العربية مهددة من قبل الثلاثي، الصليبية والصهيونية والصفوية، والذي يتمثل هدفهم الأساس بالقضاء على القومية العربية وتفتيت الوطن العربي (الدكتور عبدالإله الراوي : تفتيت العراق والوطن العربي.. مطلب صهيوني – صليبي – صفوي. شبكة البصرة.10/10/2007)
وقد يكون المستفيد الأول هو النظام الصفوي في إيران (المقاومة العراقية تكشف عن مخطط ايراني جديد وخطير. شبكة البصرة 20/2/11)
ولذا نحذر قادة كافة الحركات الثورية العربية من النتائج التي قد تكون سلبياتها أكثر من ايجابياتها.
وختاما نقول أملنا قوي بأبطال الثورة في مصر، وفي كل أقطار الوطن العربي، لإجهاض كافة المحاولات للالتفاف على ثورته وعدم انتخاب هؤلاء العملاء وإرغام من يفوز بالانتخابات على إلغاء المعاهدة التي أصبحت وصمة عار على مصر. ودون إلغائها سيبقى علم الكيان الصهيوني يرفرف في سماء أكبر عاصمة عربية، قاهرة الأعداء.
ملاحظة : هذه الكلمة كانت جواب على سؤال وجه من قبل مركز الدراسات العربي الأوربي وقمنا ببعض الإضافات البسيطة لكوننا نقوم بكتابة مقال أكثر تفصيلا آملين إنجازه قريبا.
الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
hamadalrawi@maktoob. Com
شبكة البصرة
الاثنين 18 ربيع الاول 1432 / 21 شباط 2011
http://www.albasrah.net/ar_articles_2011/0211/abdul_210211.htm

الموقف الأمريكي تجاه الثورة الجماهيرية في مصر

الموقف الأمريكي تجاه الثورة الجماهيرية في مصر
شبكة البصرة
الدكتور: عبدالإله الراوي
تحية إكبار لشباب تونس الذين قدموا درسا لا ينسى لكافة القوى الوطنية في الوطن العربي والعالم وتحية لشباب مصر الذين استفادوا من النموذج التونسي لقيادة ثورتهم الرائعة.
نقول بداية : إن أمريكا لا تهتم إلا بمصالحها المرتبطة، بصورة مباشرة، بتطلعات وأهداف الكيان الصهيوني والصهيونية العالمية، التي تسيطر على السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية وعلى أغلب، إن لم نقل جميع الدول الغربية.
إذا إن أمريكا لا تلتزم بأي معيار أخلاقي أو التزام أدبي إزاء عملائها. بل هي مستعدة للفظهم كما تلفظ النواة عندما تشعر بأن دورهم قد انتهى ولعدم قدرتهم على تقديم المزيد، وعندما يتوفر البديل الأفضل.
وهذا ما تم بالنسبة لشاه إيران عام 1989، حيث أن الولايات المتحدة غضبت على حليفها الرئيس في المنطقة عندما قام بتوقيع اتفاقية الجزائر مع ممثل العراق، الذي كان في حينه المرحوم صدام حسين، عام 1975. لكون هذه الاتفاقية أدت إلى تدمير نواة الكيان الصهيوني في شمال العراق.
إضافة لذلك فإنها وجدت البديل الأفضل، ملالي إيران الذين كان على رأسهم خميني، والذي استطاعت بواسطته أن تحقق جل أحلامها وطموحات سادتها الصهاينة. ألا وهو تفتيت الدول العربية وخلق الفتنة بين المسلمين.. (الدكتور عبدالإله الراوي: تفتيت العراق والوطن العربي.. مطلب صهيوني - صليبي - صفوي. شبكة البصرة.10/10/2007)
وإن نفس المعادلة تتكرر الآن في مصر حيث أن حسني مبارك، الذي قدم خدمات لا تحصى لأسياده الأمريكان والصهاينة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر : موقفه بالنسبة للعدوان الغاشم على العراق عام 1991 اثر دخوله الكويت ثم غزوه عام 2003، قد انتهى دوره.
ولذا فإن مسؤولي الولايات المتحدة أخذوا يلحون على مبارك، ولو بصورة غير مباشرة، بترك السلطة والالتحاق بابن علي. وإن أمريكا، ستقوم بضرب عصفورين بحجر واحد، : الأول هو التخلص من مبارك والثاني لالتفاف على ثورة الشباب المصري البطل ببديل، في كل الأحوال سوف لا يكون أسوأ منه، لخدمة أهدافهم.
وبالأخص فإن المرشحين لخلافة مبارك هم كل من عمر سليمان، والذي كان المفروض أن يستلم السلطة ولو مؤقتا في حالة رحيل مبارك. أما الآخران فهما كل من محمد البرادعي وعمرو موسى. وهؤلاء الثلاثة هم عملاء بالتأكيد لأمريكا ومستعدون لتنفيذ جميع طموحات الكيان الصهيوني، عدا ربما بيع الغاز المصري لهذا الكيان. وللأسف لا يسمح لنا المجال هنا لتوضيح مواقف كل منهم.
عفوا قد يقال لنا بأنك تجاهلت "الإخوان المسلمين" الذين من الممكن أن يفوزوا بالانتخابات وبالنتيجة سيقومون بفرض سيطرتهم على مصر. نقول : إن هذا الحزب ليس أفضل من الأشخاص الثلاث الذين ذكرناهم أعلاه.
وذلك لأن هذا الحزب أكد أكثر من مرة التزامه بمعاهدة الاستسلام مع الكيان الصهيوني نذكر منها :
- إن محمد مهدي عاكف المرشد العام لهذه الجماعة أكد "على أن الإخوان لن يسعون لتغيير السياسة الخارجية لمصر ومن ضمنها معاهدة السلام مع (إسرائيل)" (الجزيرة.نت. 28/11/2005)
- إن منهاج الجماعة أوضح بأن "إعادة النظر في معاهدة السلام المصرية – (الإسرائيلية) عام 1979 فتعد خطوة تسيء بسمعة مصر." (الدكتور عبدلإله الراوي: أزمة تنظيم حزب (الإخوان المسلمين). شبكة البصرة. 27/10/2009) وختاما نقول بأن أملنا بأبطال الثورة المصرية وبالشعب المصري المناضل لإجهاض أحلام الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني بعدم السماح لمن ذكرناهم بفرض سيطرتهم على مصر الحبيبة. والله من وراء القصد.
ملاحظة : هذه الكلمة كانت جواب على سؤال وجه من قبل صحيفة العرب اليوم التي قامت بنشره وقمنا ببعض الإضافات البسيطة لكوننا نقوم بكتابة مقال أكثر تفصيلا آملين إنجازه قريبا.
والله من وراء القصد
الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
hamadalrawi@maktoob. Com
شبكة البصرة
السبت 16 ربيع الاول 1432 / 19 شباط 2011