dimanche 1 avril 2012

قادة تونس الجدد ومواقفهم من الكيان الصهيوني


http://www.albasrah.net/ar_articles_2012/0312/abdul_300312.htm
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قادة تونس الجدد ومواقفهم من الكيان الصهيوني .
شبكة البصرة

الدكتور عبدالإله الراوي

في مقالنا السابق (الدكتور عبدالإله الراوي : التيارات الإسلامية التي سيطرت على (الثورات العربية) وعلاقتها بالصهيونية. شبكة البصرة. 30/12/2011) تحدثنا عن مصر وفي مقالنا هذا نحاول عرض موقف القادة الجدد الذين سرقوا (الثورة التونسية) من التطبيع مع الكيان الصهيوني من خلال :
أولا : الموقف الرسمي من التطبيع مع الكيان الصهيوني.
ثانيا : حزب النهضة ومواقفه من التطبيع.
ثالثا : موقف بعض الأحزاب الأخرى والجماهير التونسية المناهضة للتطبيع.

ولكن قبل أن نقوم بعرض مواقف القيادات التي أفرزتها الثورة التونسية علينا أن نوضح بأننا لا نريد الطعن ببطولات الشعب التونسي الذي ضحى في سبيل تحقيق الثورة التي كان هدفها القضاء على نظام بن علي الذي كان يسير في ركب أمريكا والكيان الصهيوني.

كما أننا سنضع بين قوسين كلمة (إسرائيل) وأغلب المصطلحات الأجنبية، كما عودنا قارئنا الكريم وقد ذكرنا الأسباب في أكثر من مقال ومنها المقال المشار له أعلاه.

أولا : الموقف الرسمي من التطبيع مع الكيان الصهيوني.
1- لقد تم تعيين خميس الجهيناوي، الذي سبق وترأس مكتب تونس في تل أبيب بين 1996و 2000، مساعدا لوزير الخارجية التونسية.
وكان قرار الحكومة التونسية المؤقتة على تعيين الشخص المذكور قد أثار في حينه جدلا سياسيا واسعا، فيما أعرب ناشطون سياسيون عن استياء شديد إزاء هذا القرار الذي رأوا فيه " خطوة تطبيعية مع (إسرائيل) ".
وترافق هذا الجدل مع تنظيم ندوة شارك فيها يوم الاثنين الماضي نحو 600 شخص للتعبير عن رفض الشعب التونسي للتطبيع مع (إسرائيل)، تم خلالها رفع شعارات تضمنت تهديدا لكل تونسي يقيم علاقات مع الكيان الصهيوني بالموت.
وقد "رفض رئيس الحكومة التونسية المؤقتة الباجي قائد السبسي الأربعاء الانتقادات الموجهة له على خلفية تعيينه قبل نحو أسبوع لدبلوماسي تونسي عمل سابقا في تل أبيب.
ودافع السبسي في كلمة ألقاها الأربعاء أمام أعضاء الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي، عن قراره المتعلق بتعيين الدبلوماسي التونسي خميس الجهيناوي مساعدا لوزير الخارجية رغم الانتقادات الموجهة لهذا الدبلوماسي الذي ترأس مكتب تونس في تل أبيب، الذي بدأ العمل في العام 1996 قبل أن يتم إغلاقه في العام 2000.
وقال السبسي إن الجهيناوي هو موظف دولة، وقد تم تعيينه في المنصب المذكور، ولا يمكنه رفض التعيين، كما أن التعيين يندرج في سياق الحكومة في ذلك الوقت، وبالتالي لا أرى في ذلك أي شيء ". (السبسي يرفض الانتقادات على خلفية تعيين دبلوماسي عمل سابقا في تل أبيب. تونس- (يو بي اي): 14/7/11)

وتعليقنا على كلمة السبسي :
- إن قوله "إن الجيهيناوي هو موظف دولة" فإن هذا المعيار ينطبق على كافة الموظفين في زمن بن علي والذين من المفروض أن يحتفظوا بمواقعهم، عدى الوزراء الذين لا يعتبرون مجرد موظفي دولة، فهل أن السيد رئيس الحكومة يوافق على إبقاء كافة السفراء الذين كانوا قبل الثورة في مواقعهم أو ترقيتهم إلى مواقع أعلى؟ وسؤالنا هذا استند إلى كون خميس الجهيناوي كان ممثلا للدولة التونسية في الكيان الصهيوني أي بدرجة سفير.
وهل سيوافق على إبقاء كافة المسؤولين الكبار في الوزارات والمدراء العامين.. الخ في مواقعهم.؟ وفي هذه الحالة سنقول دون تردد بأن (الثورة) التونسية كان غرضها القضاء على بن علي فقط!!!
- في الحقيقة فإن المدير السابق لمكتب تونس في الكيان الصهيوني يجب تقييمه باعتباره أقذر موظف تونسي قبل الثورة وذلك لكون يديه تم تلطيخهما بدماء الفلسطينيين من خلال مصافحته لأغلب أو لكافة قادة الكيان المذكور الذين هم اكبر مجرمي القرنيين الأخيرين.
ولذا لو وجدت فعلا ثورة في تونس لتم محاكمته بجريمة الخيانة العظمى لوطنه وأمته بدلا من تكريمه.
وأخيرا نعتقد جازمين بأن أمر تكريم هذا الخائن وتعيينه مساعدا لوزير الخارجية تم بناء على أوامر عليا من قبل الصهيونية العالمية التي تتحكم بقرارات أكتر بلدان العالم الغربي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

2- قال كبير أحبار يهود تونس حاييم بيتان، إن الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي دعا اليهود الذين كانوا يعيشون في تونس وغادروها إلى العودة إليها.
ونقلت وكالة الأنباء التونسية الحكومية مساء أمس الاثنين عن بيتان قوله، إن هذه الدعوة جاءت خلال اجتماعه اليوم مع المنصف المرزوقي، في لقاء وصفه بـ" التاريخي).
وأعرب عن ارتياحه لما لمسه لدى المرزوقي من " اهتمام باليهود في تونس، واعتبارهم مواطنين كاملي الحقوق ". (يدعو يهود تونس الذين غادروا البلاد إلى العودة إليها. تونس ـ يو بي أي. 19/12/2011)
لقد سبق ورفضنا دعوة صهاينة العراق للسماح لليهود للعودة من الكيان الصهيوني إلى شمال العراق (الدكتور عبدالإله الراوي : لماذا أطلقنا على (كردستان العراق) الكيان الصهيوني في شمال العراق؟ شبكة البصرة. 12/3/2010)
لكوننا يجب أن لا نسمح بعودة أي يهودي من الكيان الصهيوني إلى أية بقعة من الوطن العربي دون أن يسمح بعودة الفلسطينيين المهجرين قسرا إلى وطنهم الأصلي فلسطين.
ولذا من حقنا أن نستغرب موقف السيد المرزوقي هذا وبالأخص فإن المرزوقي قبل أن يصبح رئيسا لتونس كان رئيسا لجمعية حقوق الإنسان التونسية في باريس. فهل أن حقوق الإنسان ممكن تطبيقها لصالح الصهاينة فقط!!!؟

3- ذكرت صحيفة (المصور) التونسية الأسبوعية، في عددها الصادر الاثنين، إن جهاز الموساد (الإسرائيلي) " عمل بالتعاون مع المخابرات المركزية الأمريكية (سي أي إيه) على تجديد نشاط شبكة جواسيسه في تونس بعد الثورة ".
ونقلت تحت عنوان (خطير: الموساد كثّف نشاطه بعد الثورة في تونس وجربة وسوسة)، عن تقرير لمركز يافا للدراسات والأبحاث، أن شبكة جواسيس " الموساد " تنتشر بعدد من المدن التونسية، حيث يختص كل فرع بنشاط محدد.
وأوضحت أن فرع تونس العاصمة لجهاز الموساد، يهتم برصد الأهداف في الجزائر، فيما يهتم فرع جزيرة جربة (500 كلم جنوب شرق العاصمة) برصد الأهداف في ليبيا، بينما يهتم فرع مدينة سوسة (150 كلم شرق تونس العاصمة) بالقضايا المحلية التونسية.
ووفقا للصحيفة التونسية، فإن شبكة جهاز الموساد (الإسرائيلي) في تونس تركز على 3 أهداف هي " بناء شبكات تخريب وتحريض، ومراقبة ما يجري في الجزائر وليبيا، بالإضافة إلى مراقبة ما تبقى من نشاط فلسطيني في تونس، ومتابعة الحركات الإسلامية السلفية ".
وأضافت أن مهمة الشبكة تشمل أيضا متابعة نشاط المعارضة التونسية، وخاصة منها المناوئة لعملية السلام مع (إسرائيل)، إلى جانب الحفاظ على مصالح الطائفة اليهودية في تونس والجزائر وليبيا.
وأشارت إلى أن جهاز الموساد (الإسرائيلي) " نجح في إحداث قلاقل بتونس قبل الثورة وبعدها، وذلك بهدف تعطيل أية خطوة لإقامة تحالفات (إستراتيجية) مع أطراف تعتبرها (إسرائيل) وأميركا خارجة عن بيت الطاعة ".
ويذكر أن جهاز الموساد الذي تأسس في 13/11/1949، هو الذراع الاستخباري للكيان الصهيوني، حيث تتمحور مهامه حول التجسس وجمع المعلومات، وتنفيذ عمليات سرية في الخارج منها عمليات اغتيال ذهب ضحيتها العديد من القيادات الفلسطينية والعلماء العرب والأجانب. (جهاز الموساد الإسرائيلي يُكثف نشاطه في تونس. تونس- (يو بي اي) :13/2/2012)
من المؤكد أن السلطات التونسية، إن لم تكن متعاونة مع الموساد بصورة مباشرة، فهي على الأقل تغض النظر عن نشاط الموساد.
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تواطؤ السلطات المذكورة مع الكيان الصهيوني وجهازه الخطير.

4- المنصف المرزوقي رئيس النظام التونسي الجديد، والذي جاء بصفقة مع الغنوشي إلى مؤتمر دافوس وحركته الإسلامية، التي فازت كأكثر تنظيم سياسي في الانتخابات (البرلمانية)، صرح قبل ذلك أن تونس ليس لها أعداء، وعلى الفلسطينيين أن يحلوا مشاكلهم مع (الإسرائيليين) بأنفسهم، فماذا يعني ذلك غير التطبيع بعينه مع الكيان الصهيوني؟، لأنه لا ينظر لهذا الكيان انه قائم على العدوان على ارض فلسطين، وان مجرد وجوده يشكل خطراً على الأمة العربية جمعاء بما فيها تونس. (الدكتور غالب الفريجات : الغنوشي يقود تطبيع الإسلام السياسي مع الكيان الصهيوني. شبكة البصرة. 22/2/2012)

5 - قال وزير الخارجية في الحكومة التونسية المؤقتة رفيق عبد السلام، الأحد، إنه لا يؤيد فكرة تخصيص بند في الدستور التونسي الجديد يُجّرم التطبيع مع (إسرئيل)، وأكد أن حكومة بلاده لن تقيم علاقات مع (إسرائيل).
وأوضح عبد السلام في حديث تلفزيوني بثته قناة "حنبعل تي في" التونسية الخاصة، أن خلطاً قد تم في موضوع التنصيص على تجريم التطبيع مع (إسرائيل) في الدستور التونسي الجديد، ولا يعرف من أين أتت " قصة تخصيص بند في الدستور التونسي يُحرم أو يُجرم التطبيع "، موضحاً أن الدستور يُعبر عن مبادئ عامة بسياسات الدولة.
وأكد في المقابل أن الحكومة الحالية لبلاده " لن تقيم علاقات مع (إسرائيل) لسبب رئيسي هو أن (إسرائيل) لا تحترم القانون الدولي، ولا تحترم حقوق الشعب الفلسطيني". (وزير الخارجية التونسية يرفض تخصيص بند في دستور بلاده الجديد يُجرم التطبيع مع إسرائيل. تونس ـ (يو بي اي). 11/3/2012)
نقول لهذا الوزير بأن التطبيع لا يشترط الاعتراف بالكيان الصهيوني وفتح سفارات ولكن للتطبيع أوجه عديدة منها اقتصادي وثقافي وسياحي.. الخ وما تصريحات المسؤولين الذين ذكرناهم والذين سنذكرهم إلا تعبير لا يقبل الجدل عن التطبيع.

ثانيا : حركة النهضة ومواقفها من التطبيع.
1- إن عددا كبيرا من وكالات الأنباء تداولت خلال الأيام الماضية عن قيام راشد الغنوشى بتلبية دعوة معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى الذي أسسته وترعاه منظمة إيباك الصهيونية بالتنسيق مع المخابرات الأمريكية، وإلقاءه محاضرة في المعهد يعلن فيه - قولاً وسلوكاً - التطبيع مع العدو الصهيوني.
إلا أن ما ارتكبه من جرم وطني قومي وإسلامي، خلال الأيام الماضية، متمثلاً في قبوله لدعوة مؤسسة (إيباك) الصهيونية، ومعهد دراسات الشرق الأدنى لزيارة واشنطن والجلوس إلى عتاة المحافظين الجدد فيها، وإعلانه من هناك أنه لا عداءاً مطلقاً مع (إسرائيل)، وأن تونس الجديدة لن يتضمن دستورها أية إشارات بالعداء للكيان الصهيوني وأنه لم يعد يتفق مع مقولة إيران بأن أمريكا هي الشيطان الأكبر ؛ هذا الانهيار الأخلاقي والسياسي لدى الرجل الذي كنا نحسبه إسلامي مستنير، وثوري، وكنا نظنه - وهو أول من يعلم حجم الجرائم الأمريكية و (الإسرائيلية) ضد الفلسطينيين والعرب طيلة الـ 65 عاماً الماضية - سيكون أكثر تعاطفاً مع الحقوق الفلسطينية التي يأتي على رأسها حتمية العداء للمشروع الأمريكي الصهيوني. (د. رفعت سيد أحمد : ما الذي يجمع بين الغنوشى وغليون وإيباك؟! شبكة البصرة. 10/12/2011).
كما أن الغنوشي قد حضر مؤتمر دافوس وهو من يعرف تمام المعرفة إن هذا المؤتمر تقوده وتخطط له الحركة الصهيونية فقد دعي له إلى جانب رئيس الوزراء المغربي عبد الإله بنكيران والذي صرح أن الحركات الإسلامية أكثر انفتاحاً مما يظن البعض وقال " نحن منفتحون جداً ويمكننا ضمان مصالحكم واستثماراتكم بصورة أفضل من قبل، ومصالحنا متكاملة، ماذا تريدون أكثر من ذلك "، وقد أكد كل من راشد الغنوشي وبنكيران " إن على الفلسطينيين أن يقرروا بأنفسهم شأن طبيعة علاقاتهم (بإسرائيل) " مما يعني خروج دائرة الصراع العربي الصهيوني من بعده القومي أو الديني. ((الدكتور غالب الفريجات : الغنوشي يقود تطبيع.. مشار له)

2- تناقلت المواقع التونسية منذ البارحة خبر تصريح راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية: لا عداء للصهيونية في الدستور الجديد! وقد جاء الخبر نقلاً عن مجلة الويكلي ستاندرد الأمريكية في 1/12/2011 خلال لقاء أجراه الغنوشي في العاصمة الأمريكية واشنطن. لن نقول ماذا يفعل الغنوشي في واشنطن... أود فقط لفت النظر أن اللقاء المذكور جرى في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى Washington Institute for Near East Policy، ابحثوا عن اسم ذلك المعهد الذي ألقى فيه الغنوشي محاضرته على الإنترنت: لقد أسسته إيباك AIPAC، اللوبي الصهيوني في الكونغرس الأمريكي عام 1985. هذا تطبيع علني يا جماعة، لا مجرد رسالة للحركة الصهيونية... وتأتي تصريحات غليون لصحيفة الوول ستريت جورنال الأمريكية ضمن نفس السياق. أهلا ربيع عربي!!!
هذا هو الرابط للقاء الغنوشي لمن يريد أن يكذبنا:
http://www.weeklystandard.com/keyword/Rached-Ghannouchi
(الغنوشي يزور اللوبي الصهيوني في واشنطن. شبكة البصرة. 3/12/2011)

وعلى الصعيد نفسه، كشفت مجلة « ويكي ستاندارد » التابعة للمحافظين الجدد أن الغنوشي، وخلال جلسة مع باحثي المعهد أكد أن الدستور التونسي « لن يتضمن إشارات معادية (لإسرائيل) أو للصهيونية »، وأنه « لم يعد يتفق مع مقولة إيران وآية الله الخميني عن أن الولايات المتحدة هي الشيطان الأكبر». وبحسب مارتن كريمر، فإن الغنوشي وحركته أصبحا اليوم، بعد ثلاثة عقود من تبني الإسلام الجهادي المعادي للغرب، جزءا مما بات يسمى اليوم بـ« الإسلام التركي ـ الأطلسي ». (دراسة تحليلية : إسلاميو تونس و المغرب والتطبيع مع (إسرائيل). نواة. اورغ.30/1/12)

3- ويضيف أحد الكتاب المعروفين : أن الغنوشي كان يمكن أن يقول أن (الدستور) لن (يدستر) معاداة الصهيونية، لكن لحركة النهضة موقفاً ثابتاً وتاريخياً ضد الصهيونية، لكنه لم يفعل، بل قال: أن " النزاع الفلسطيني- (الإسرائيلي) " لا يعنيه، لأنه شأن الفلسطينيين و" الإسرائيليين "، وأنه جاء للتحدث عن تونس ومصلحته الخاصة (هكذا!)، وأضاف بأن حزبه لم يضع في برنامجه الانتخابي شيئاً يمنع إمكانية نشوء علاقة مع " إسرائيل "، وأكد على التنسيق مع (الناتو) الذي لن ينقطع، كما نجد في المقتطفات أدناه، وبالتالي لا يمكن أن نفهم ما قاله الغنوشي إلا كرسالة طمأنة للولايات المتحدة والعدو الصهيوني، وكأحد استحقاقات التحالف مع الحلف الأطلسي.
والأهم، وهي النقطة التي غابت عن معظم من التقطوا ما نقلته مجلة الويكلي ستاندرد عن الغنوشي، أن اللقاء الذي قال فيه ما قاله جرى في 30/11/2011 في " معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى "، وهو معهد أسسته إيباك، اللوبي الصهيوني في الكونغرس الأمريكي، عام 1985، وقد كان مارتن أنديك الصهيوني المتعصب المعروف هو المؤسس الفعلي له، وهو معهد يضم في مجلس إدارته عناصر من المحافظين الجدد مثل ريتشارد بيرل...
وهذا، بحد ذاته، وبغض النظر عن أي شيء قاله الغنوشي، أو لم يقله، هو تطبيع علني مع العدو الصهيوني، ولا يمكن إلا أن نفهمه هكذا.
ويترجم الكاتب نص المقابلة مع الغنوشي وأهمها فيما يتعلق بالكيان الصهيوني :
- بالنسبة للنزاع الفلسطيني- (الإسرائيلي)، فإن تلك مسألة معقدة لم تحل مع أن معظم الفلسطينيين قبلوا فكرة حل الدولتين، واليوم هذه المسالة تعني الفلسطينيين (والإسرائيليين) أكثر من أي طرف أخر، وأنا معني بتونس، الجميع معنيون بمصلحتهم الخاصة، وأنا مصلحتي تونس.
- لا أنكر أن موقفي قد تطور، وأنا فخور بأن موقفي قد تطور لأنني إنسان في النهاية، ولدي وثائق تثبت بأني رفضت أن أصنف الولايات المتحدة "الشيطان الأكبر"...
رداً على سؤال حول ما إذا كان الدستور التونسي سيتضمن بنداً يحظر العلاقات مع (إسرائيل) أو الصهاينة؟
- ليس هناك ذكر لقطع إمكانية نشوء علاقات مع (إسرائيل) في برنامجنا. وما أشرت إليه هو وثيقة وقعتها أحزاب المعارضة ومنها النهضة. لكن الدستور يجب أن يتعامل فقط مع السياسات طويلة المدى التي تؤثر على تونس، والنزاع العربي-(الإسرائيلي) ليس واحداً منها.
رداً على سؤال: يوجد في السجل تصريح لك أن حكومة حماس في غزة نموذج للديمقراطية، ألا زلت تعتقد هذا؟
- لا أذكر إطلاق مثل هذه التعليقات حول حماس. لكن ما لا يمكن إنكاره هو أن حماس منتخبة بشكل ديمقراطي، وبالتالي فإنها حكومة شرعية. (د. إبراهيم علوش : حول لقاء الغنوشي، زعيم النهضة التونسية، في معهد صهيوني في واشنطن. شبكة البصرة. 6/12/2011)

4- السيد كيري رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي أوفد فريقا من مساعديه إلى تونس، للتعرف على موقف حركة النهضة من (إسرائيل)، بعد فوز حزبها بأعلى الأصوات في انتخابات المجلس التأسيسي.
وإن الوفد تحدث عن رغبة بعض (الإسرائيليين) في استثمار أموالهم في تونس. ولأنه لا توجد اتفاقات أو معاهدات رسمية بين البلدين حتى الآن، فإن ممثلي النهضة ردوا بأن هذا الموضوع لا يمثل أولوية الآن. وأن الحكومة الجديدة معنية بالوضع الداخلي وكل تركيزها منصب بالدرجة الأولى على إنجاح التجربة الديمقراطية في البلد "
(عادل سمارة : الجزائرية تُقبِّل يد فلسطين ونسيبة، قرضاوي، هويدي وغنوشي يصهينونها. كنعان. 19/12/2011)

5- استنكر حزب النهضة الإسلامي الفائز في انتخابات 23 تشرين الأول (أكتوبر) في تونس الهتافات المعادية للسامية عند استقبال رئيس حكومة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية لدى وصوله إلى مطار تونس.
ودان الحزب في بيان وقعه رئيس الحركة راشد الغنوشي وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه الثلاثاء إن " الشعارات التي لا تنم عن روح الإسلام ولا عن تعاليمه ".
وأكد أن " من قاموا بترديدها تيار هامشي أراد المزايدة على حركة النهضة والتشويش على نشاطاتها ". كما دان الغنوشي " ما تقوم به بعض اللوبيات في أوروبا من تشويه لصورة تونس وانجازات الثورة مستخدمة (فوبيا) الإسلام وممارسات السامية كذريعة لحملتها ".
وكان نحو ألفي شخص العديد منهم من أنصار حركة النهضة الإسلامية تجمعوا إمام مطار تونس لاستقبال هنية الخميس وأطلق بعضهم هتافات مثل " قتل اليهود فرض عين" إضافة إلى شعارات مناهضة (لإسرائيل) ومؤيدة للفلسطينيين. (حزب النهضة التونسي: الهتافات المعادية للسامية لا تنم عن روح الإسلام. تونس- (ا ف ب): 10/1/2012. و اليهود التونسيون يرفضون الزج بهم في النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين. تونس ـ ا ف ب. 9/11/2012)
لا نريد أن نعلق على موقف الغنوشي وحزبه طويلا ولكننا يجب أن نوضح بأنه :-
- في الوقت الذي نعارض فيه أي تطبيع مع الكيان الصهيوني أو السماح لعودة اليهود الذين سبق وغادروا تونس، فنحن ضد التحريض على قتل اليهود التونسيين لكونهم مواطنون تونسيون ويحق لهم التمتع بكافة الحقوق التي يتمتع بها أي مواطن تونسي مسلم أو مسيحي.
- في عام 1978 نشرت مجلة ميرب ريبورت (التي كانت يسارية) مقابلة مع الغنوشي والزهار والترابي، وقالوا جميعاً نحن معركتنا مع (إسرائيل) وليست مع الولايات المتحدة. أليس واضحاً أن هؤلاء السادة ما زالوا على العهد؟ ومن يوالي أميركا هو هل قيِّم على الشعب وعلى العروبة والإسلام؟ ثم هل يمكن لأميركا أن تسمح لأحد أن يواليها ويعادي الكيان الصهيوني؟ لماذا لا يأتي الدين السياسي إلى الحكم في هذا البلد أو ذاك؟ ولكن الكارثة أن يأتي على عجلات التطبيع، الاعتراف بالكيان وتثبيت أنياب الولايات المتحدة في جسد الأمة وتعميق التفتيت العربي. هل يمكن لمؤمن أن يصادق الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، أي وُحوش رأس المال! (عادل سمارة : الجزائرية تقبل... مشار له.)
- كما أن الغنوشي " كان قبل هذه الممارسة التطبيعية يشار إليه انه من رموز المناضلين، الذين ناضلوا ضد كل أنواع القهر والجبروت والطغيان، وله اسمه الذي لا يستطيع احد أن ينكره في الساحة السياسية، وخاصة في الإسلام السياسي كرمز من رموز الحركات الإسلامية المناهضة، ولا يمكن له أن يسقط هذه السقطة عن جهل وبدون وعي. " (الدكتور غالب الفريجات : الغنوشي يقود تطبيع.. مشار له)
- يضاف لذلك فإن حركة النهضة سبق وعبرت عن معارضتها لتصفية القضية الفلسطينية، و فرض التطبيع على الشعب التونسي بالقوة والقسر، إذ تعتبر أن ما قامت به الحكومة التونسية في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، لا يمثل الشعب التونسي وقواه الحية الرافضة للاستسلام، إذ إن تلك الخطوة من التقارب بين الحكم التونسي والكيان الصهيوني في عام 1994، كانت تشكل مساندة صريحة ومتبادلة لإرهاب الدولة الذي تمارسه «إسرائيل » في فلسطين ولبنان.
وحركة النهضة التي تتناقض مع سياسات الحكومة التونسية في عهد بن علي وخياراتها، طالبت بإغلاق المكتب الصهيوني وقطع العلاقات الدبلوماسية مع الصهاينة، و دعت الشعب التونسي و قواه الحية إلى التمسك بالثوابت الإسلامية و الوطنية، ومعارضة سياسة التراجع والتنازلات للعدو الصهيوني، وأكدت أهمية الموقف العربي والإسلامي المتضامن في التعامل مع الغطرسة الصهيونية، ومواجهة سياسات الهيمنة و التمييز التي يمارسها التحالف الأميركي-الصهيوني ضد العرب و المسلمين.
(دراسة تحليلية : إسلاميو تونس والمغرب... مشار له)
بعد ما قدمناه نرى من حقنا أن نقول :
سبحان مغير الأحوال، إن الغنوشي وقادة حركته كانوا في ذلك الوقت لا يحلمون بالسلطة أما الآن فالوضع مختلف فهم مستعدون ليبيع دينهم وكرامتهم من أجل مصالحهم ومصالح حزبهم. والظاهر فإن السلطة تعمي القلوب قبل العيون.
ونؤكد بأن الغنوشي وكما ذكر هو نفسه "موقفي قد تطور، وأنا فخور بأن موقفي قد تطور لأنني إنسان في النهاية." ولكنه للأسف تطور نحور الحضيض أي التنازل عن المبادئ العليا التي من المفروض أن يعتز بها كل عربي أولا وكل مسلم ثانيا. ألا وهي اعتبار فلسطين حجر الرحى لبقاء أمتنا وبعثها. لكون الكيان الصهيوني هو السرطان الذي ينتشر في جسد أمتينا العربية والإسلامية للقضاء على العرب والمسلمين.

6- أكدت إذاعة «صوت إسرائيل» على موقعها الالكتروني الناطق بالعربية يوم الجمعة 27/1/2012 أن زعيم حركة «النهضة» الإسلامية التونسية راشد الغنوشي ورئيس الوزراء المغربي عبد الإله بن كيران قد تم لقاء معهما. وقد قال الغنوشي لمندوب الإذاعة الإسرائيلية في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس إن « على الفلسطينيين أن يقرروا بأنفسهم بشأن طبيعة علاقاتهم مع (إسرائيل) »، وذكرت الإذاعة أنهما « أكدا أن الحركات الإسلامية ستتصرف بموجب القرار الفلسطيني ». ورأى الغنوشي أن « مستقبل علاقات بلاده مع (اسرائيل) يحكمه التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية ». (إسلاميو تونس والمغرب للاستعمار الغربي : ماذا تريدون أكثر بعد أن قدمنا كل ما كنتم تطلبون؟ الغنوشي وبن كيران يتحدثان لصوت إسرائيل. شبكة البصرة. عن، أ. ف. ب، رويترز، أ ب. 28/12/2012. و“دراسة تحليلية : إسلاميو تونس والمغرب... مشار له)
وفق قناعتنا إن مجرد موافقة الغنوشي للتصريح لإذاعة الكيان الصهيوني يقدم دلالة لا تقبل الجدل بموافقته على التطبيع مع الكيان المسخ.

7– بتاريخ 2/11/2011 قام الغنوشي وحمادي جيبالي باستقبال روجيه بيزموث رئيس الطائفة اليهودية في تونس في مقر حركة النهضة.
وكان يرافق بيزموث منذر بن عايد، الرئيس السابق لغرفة التجارة التونسية – الأمريكية.
إن حضور رئيس الغرفة المذكور يدفع للتفكير بأن غرض هذا اللقاء هو محاولة معرفة موقف الغنوشي – الذي سبق وقام بزيارة قطر كأول دولة يزورها بعد عودته إلى تونس - من أمريكا و(إسرائيل). (راشد غنوشي قابل رئيس الطائفة اليهودية في تونس. أما.كم. 4/11/2011. باللغة الفرنسية. كما أن المقال يتكلم عن قطر ووجود القاعدة الأمريكية.. الخ. ولكنه لا يذكر ما تم في هذا اللقاء.
رابط المقال
http://oumma.com/Rached-Ghannouchi-a-recu-le?utm_source=Oumma+Media&utm_campaign=55f8ac7223-RSS_EMAIL_CAMPAIGN&utm_medium=email

من حقنا أن نتساءل عن سبب هذا الاهتمام بالطائفة اليهودية علما بأن عدد اليهود في تونس نحو ألف شخص في حين أنهم كانوا نحو مئة ألف خلال استقلال تونس عام 1956. (حزب النهضة التونسي : الهتافات... مشار له)
ونقول لو وجدت أية طائفة أو مجموعة دينية أو لغوية أخرى بنفس هذا العدد فهل ستحظى بمثل هذا الاهتمام وبهذه الدرجة؟

الجواب سيكون، حتما، بالنفي، ولكن اليهود في تونس تقف خلفهم أقوى منظمة تتحكم بأمريكا وأغلب دول العالم ألا وهي الصهيونية العالمية. ولذا فإن الغنوشي وحركته يحاولون من خلالها كسب رضاء الكيان الصهيوني وأمريكا... الخ.

8- وأخيرا علينا أن نشير إلى أن راشد الغنوشي صرح لصحيفة (السفير) اللبنانية بما يلي :
- إن تونس "لن تعترف أبداً" (بإسرائيل). وهذا الكلام لا قيمة له لأن الكثير من الدول العربية التي لم تعترف رسميا بالكيان الصهيوني لديها علاقات تطبيعية مع الكيان المسخ تفوق ما لدى مصر والأردن اللتان اعترفتا رسميا بالكيان المذكور ونذكر على سبيل المثال لا الحصر كل من المغرب وقطر وأعلب دول الخليج العربي.
- ورداً على سؤال لـ(السفير) عن موقفه من الاعتراف بإسرائيل، قال الغنوشي إنه لا يوجد خلاف بين الحركات الإسلامية على أن فلسطين هي القضية المركزية. وأضاف " لن نعترف أبداً لا بالاحتلال ولا بالكيان. ولا داعي للغرابة، ففلسطين موضع إجماع كل الإسلاميين والقوميين ".
وردا على سؤال عما إذا كان الغرب يوافق على هذا الفصل، قال إنه في كل مرة كان يجتمع فيها إلى المسؤولين الغربيين كانوا يضعون موضوع إسرائيل على الطاولة. "وكنا نقول لهم إننا لا نريد الربط بين الموضوعين، وإلا سنضع في المقابل مسألة كوبا على الطاولة". (الغنوشي: تونس لن تعترف أبدا بإسرائيل. تونس- (يو بي اي). 9/2/2012)

قد يرى القارئ الكريم بأن مواقف الغنوشي هذه لا تنسجم ما ذكرناه أعلاه، فنقول : إن السيد الغنوشي هنا يصرح لصحيفة عربية ولذا فهو يتصور القراء العرب أغبياء ولا يطلعون إلا على ما تنشره وسائل الإعلام العربية فاتخذ الموقف الذي يتبناه كل عربي شريف تجاه القضية الفلسطينية.
أما تصريحاته ومواقفه المذكورة أعلاه فقد قدمها لوسائل إعلام قريبة من الكيان الصهيوني والصهيونية العالمية.

وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على انتهازيته وذكائه الخارق!!! بجهله بما تكنه صدور الشعب التونسي لفلسطين واستهانته بمواقف الشعب العربي من المحيط إلى الخليج العربي والأمة الإسلامية لأرضنا المقدسة في فلسطين.

كما نقول للغنوشي ولحكام تونس الجدد ما ذا تبررون تغلغل الموساد الصهيوني في بلادكم؟ وإليكم الدليل :
ذكرت صحيفة تونسية الإثنين، أن جهاز الاستخبارات (الإسرائيلي) الموساد كثّف نشاطه بعدة مدن تونسية بعد ثورة 14/1/2011 التي أطاحت بنظام الرئيس التونسي السابق بن علي.
وقالت صحيفة (المصور) التونسية الأسبوعية، في عددها الصادر الاثنين، إن جهاز الموساد (الإسرائيلي) " عمل بالتعاون مع المخابرات المركزية الأمريكية (سي أي إيه) على تجديد نشاط شبكة جواسيسه في تونس بعد الثورة ".

ونقلت تحت عنوان (خطير: الموساد كثّف نشاطه بعد الثورة في تونس وجربة وسوسة)، عن تقرير لمركز يافا للدراسات والأبحاث، أن شبكة جواسيس " الموساد " تنتشر بعدد من المدن التونسية، حيث يختص كل فرع بنشاط محدد.

وأوضحت أن فرع تونس العاصمة لجهاز (الموساد)، يهتم برصد الأهداف في الجزائر، فيما يهتم فرع جزيرة جربة (500 كلم جنوب شرق العاصمة) برصد الأهداف في ليبيا، بينما يهتم فرع مدينة سوسة (150 كلم شرق تونس العاصمة) بالقضايا المحلية التونسية.
ووفقا للصحيفة التونسية، فإن شبكة جهاز الموساد (الإسرائيلي) في تونس تركز على 3 أهداف هي " بناء شبكات تخريب وتحريض، ومراقبة ما يجري في الجزائر وليبيا، بالإضافة إلى مراقبة ما تبقى من نشاط فلسطيني في تونس، ومتابعة الحركات الإسلامية السلفية ".
وأضافت أن مهمة الشبكة تشمل أيضا متابعة نشاط المعارضة التونسية، وخاصة منها المناوئة لعملية السلام مع (إسرائيل)، إلى جانب الحفاظ على مصالح الطائفة اليهودية في تونس والجزائر وليبيا.
وأشارت إلى أن جهاز الموساد (الإسرائيلي) " نجح في إحداث قلاقل بتونس قبل الثورة وبعدها، وذلك بهدف تعطيل أية خطوة لإقامة تحالفات إستراتيجية مع أطراف تعتبرها (إسرائيل) وأميركا خارجة عن بيت الطاعة ". جهاز الموساد الإسرائيلي يُكثف نشاطه في تونس. تونس- (يو بي اي): 13/2/2012)
كما سنذكر في الفقرة التالية التطبيع الواقعي مع الكيان المسخ من خلال تصريحات مناهضي التطبيع.

ثالثا : موقف بعض الأحزاب الأخرى والجماهير التونسية المناهضة للتطبيع.
1- مواقف بعض الأحزاب والشخصيات التونسية المؤيدة للتطبيع مع الكيان المسخ.
في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة تم جدل حول إدراج مناهضة التطبيع مع (إسرائيل) ضمن "الميثاق الجمهوري"
ويعتبر البعض أن التطرق لـ"مناهضة الصهيونية" فيه نوع من المغالاة بل يؤكد آخرون أنه يأتي في إطار مزايدات وهو في غير مكانه، إذ أن العقد الجمهوري يبغي " تأمين مناخ سياسي يصلح لإجراء انتخابات تعددية شفافة " لا غير.
ومن بين هؤلاء نذكر :
أ - عصام الشابي القيادي بالحزب الديمقراطي التقدمي أن التعاطي مع فكرة العقد الجمهوري تحكمها جملة من المبادئ والقيم، ومثل هذا العقد مفيد وضروري للتنصيص على مبدأ الجمهورية والديمقراطية واحترام الحريات، وقال " نرفض أن يصبح العقد برنامجا حزبيا "، واعتبر الشابي أن مجال مثل هذه القضايا ليس العقد الجمهوري، فيجب أن تطرح مثل هذه القضايا في أطر أخرى.
من ناحية أخرى اتهم الشابي " البعض " بمحاولة إقحام هذه القضية في إطار غير إطارها وقال " البعض يريد أن يسجل موقفا لا غير"، ولم يستبعد بأن تكون هناك أطراف غير راغبة في هذا العقد الجمهوري، وتريد أن تخرج به عن أطواره الطبيعية حتى تتحول القضية إلى خندق المزايدات (الأيديولوجية) والسياسية.

ب - من ناحيته اعتبر الحبيب القزدغلي أستاذ التاريخ المختص في المسألة اليهودية في تونس وأحد مناضلي حركة التجديد أن اللجنة المنبثقة عن الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة المكلفة بصياغة العقد الجمهوري حسمت أمرها في هذه المسألة وأكد أن مناهضة الصهيونية ليست من ثوابت الشعب التونسي بل هي مسألة بين الفلسطينيين (والإسرائيليين) وهم يتفاوضون من أجل حلها، وقال " يجب علينا نحن أن نساعد الفلسطينين وليس دورنا أن نعرقل جهودهم ".
وأضاف القزدغلي أن التطرق لمثل هذا الموضوع والإصرار على تضمينه في العقد الجمهوري الذي يعدّ خوضا في غير محله وهو افتعال إشكال لإرباك التونسيين، الذين ليس لهم أي إشكال فيما يتعلق بمسألة الهوية، بل ذهب إلى أن هذا الموضوع تم طرحه "من قبل الأطراف الرافضة للعقد الجمهوري"..(في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة جدل حول إدراج مناهضة التطبيع مع إسرائيل ضمن "الميثاق الجمهوري " الرابط
(http://www.assabah.com.tn/article-54382.html)

ج – قام بعض المغنين التونسيين بنشر مقاطع (فيديو) على الانترنت تظهر احدهم وهو يهتف بحياة رئيس الوزراء (الاسرائيلي) بنيامين نتانياهو وذلك نزولا عند رغبة أحد الحاضرين خلال حفل في مدينة ايلات في (إسرائيل).
واظهر تسجيل ثان فنانا آخر وهو يغني في احتفال أقيم بمناسبة الزيارة السنوية إلى كنيس الغريبة اليهودي في جزيرة جربة جنوب البلاد التونسية. (حزب تونسي معارض يدعو إلى يوم وطني ضد التطبيع. المناهضة. 25/2/12)
ويحق لنا وللقراء أن نسأل حكام تونس الجدد وحركة النهضة : هل فكر أحدهم بمحاسبة هذين الخائنين؟

2- المنظمات والأحزاب التونسية الرافضة للتطبيع.
أ- أكد أحمد الكحلاوي رئيس الهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية ومناهضة الصهيونية أن هناك مجموعة ليست لها علاقة لا بالبلاد ولا بالهوية تعمد إلى جعل نقطة مناهضة الصهيونية ثانوية وأضاف أن هناك أساتذة جامعيين يذهبون إلى تل أبيب وهم موجودون في أحزاب ومنظمات تونسية.
وحذر الكحلاي من جهة أخرى من أن التطبيع يغزو تونس في مختلف المجالات التجارية والثقافية والأكاديمية واعتبر ذلك " موروثا عن السلطة السابقة " وقال إن التطبيع مع الكيان الصهيوني هو " استهداف للثورة وأهدافها واستهداف للهوية ".
وشدد الكحلاوي على أن الصهاينة يعملون ضد حرية الشعب التونسي وكرامته وضد قضية الهوية العربية الإسلامية، وهم يدركون أن مسألة الهوية هي مسألة رئيسية وجوهرية وأن قضية فلسطين من صلب أهداف الثورة، قضية الانتماء وقضية فلسطين.
وردا على الآراء التي تعتبر إن الحديث عن مناهضة التطبيع (طوباوي) وفيه كثير من المغالاة، قال : " لن نبرر تعاملنا مع عدونا بأكل الخبز لن نقبل ذلك نهائيا "، ومن ناحية أخرى اتهم "منظمات وأحزاب بأنها تتحصل على أموال أجنبية طائلة وأكد أنها تلعب دورا كبيرا في هذا الإطار، وهي التي " تعمد إلى تذييل هذه القضية الجوهرية ". (في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة.. مشار له)
كما أن الكحلاوي شدد، في ندوة صحفية، على وجوب النص " بكل وضوح " في الدستور التونسي المرتقب، على" مناهضة التطبيع مع (إسرائيل) "، مشيرا إلى أن الهيئة " ستنتقل إلى "باردو" لتنصيب خيمة في " شكل اعتصام " تتواصل إلى حين الاستجابة لمطلبها ".
وتابع الكحلاوي - حسبما ذكرت وكالة الأنباء التونسية الليلة - قائلا إن شرط نجاح الثورات العربية يكمن -على حد قوله - في " إرساء القطيعة الكاملة مع الكيان الصهيوني الذي كان يستفيد من خدمات النظامين السابقين في تونس".. لافتا إلى المرجعية العربية للقضية الفلسطينية، مؤكدا أن قضية فلسطين هي قضية كل العرب.
مستدلا في ذلك بوقائع تاريخية تفيد بأن " انبعاث دولة (إسرائيل) جاء من أجل تفتيت الأمة العربية بأسرها ".
وأشار الكحلاوي من جانب آخر إلى أن الهيئة الوطنية التونسية لدعم المقاومة العربية ومناهضة التطبيع والصهيونية، ستعمل في إطار ورشات من أجل إعداد ورقات عمل تناهض التطبيع في مجال التربية والتعليم والثقافة والسياحة ومختلف الأنشطة الأخرى، ملاحظا أن التصورات المستقبلية للدولة التونسية يجب أن تتجه نحو الانفتاح أكثر على العالم العربي. (هيئة وطنية تدعو لوضع نص بالدستور التونسي المرتقب يجرم التطبيع مع إسرائيل.محيط. 30/1/2012 و دعوات لتضمين الدستور التونسي نصًّا يجرِّم التطبيع. مفكرة الإسلام. 30/1/2012)

ب- من ناحيته أكد عبد الرزاق الهمامي رئيس الهيئة التأسيسية بحزب العمل الوطني الديمقراطي أن الوطنيين الديمقراطيين هم أكثر من وقف في وجه التطبيع وناهضه وأن لهم " موقفا مبدئيا من القضية "، واعتبر أن الصراع مع الصهيونية ليس دينيا وإنما هو صراع بين حركة عنصرية استعمارية حرمت شعبا كاملا من أرضه وأن عداء الصهيونية هو من مظاهر العداء للهيمنة (الامبريالية) على المنطقة وعلى الأمة العربية وقال " الصهيونية أداة لتحقيق أهداف (الامبريالية) ".
من ناحية أخرى أكد أنه ليس هناك مغالاة في طرح مثل هذه القضايا في العقد الجمهوري "حتى لا تخترق الثورة التونسية من قبل أي من الأطراف التي تخدم المصالح (الامبريالية)".
وأوضح الهمامي أن حزبه مع عدم توظيف محور الهوية في الصراع السياسي، فـ" الهوية العربية الإسلامية ليست محل نقاش ولا تجاذب "، واعتبر المطبعين هم أقلية معزولة في المجتمع التونسي.

ج- ويعتبر أحمد براهيمي المنسق العام لحركة الشعب (القومية) أن الشعب التونسي لا يمكن أن يتعامل مع أعدائه وهو يجسد ثوابته بمقاطعة أعدائه، وأكد أن موضوع مناهضة الصهيونية موضوع غير قابل للتنازل عنه.
وربط براهيمي مسألة الاعتراف (بإسرائيل) والتطبيع معها بمسألة المال السياسي الذي يتم ضخه لعدد من الأحزاب من جهات غير معلومة، وقال " المانحون الأجانب يربطون الرضا عن الدولة التونسية بالقبول بالشرق الأوسط الجديد ومن ضمنه الكيان الصهيوني ".
وردا على الذين يعتبرون مسألة مناهضة الصهيونية ليست من مهام العقد الجمهوري أكد براهيمي أن فلسطين ملك مشترك لمختلف العرب وهي أرض عربية وهذه القضية تعتبر من جوهر المسائل لا من فروعها وتونس غير قابلة للانفصال عن الأمة العربية، وأوضح أن المسألة الديمقراطية والحريات ومعاداة الصهيونية كلها أضلاع لذات المثلث.
من ناحية أخرى اعتبر أن الكيان الصهيوني هو رأس حربة متقدم للامبريالية وأداة للحركة الصهيونية التي تعد حركة دينية عنصرية معادية للإنسانية.

د- اعتبر محمد القوماني القيادي بحزب الإصلاح والتنمية أن المهام التي تقوم بها لجنة إعداد الميثاق الجمهوري بالهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة، تهدف إلى طمأنة الأطراف السياسية وإزاحة المخاوف فيما بينها، وقال "نحن مع ميثاق ديمقراطي يتعلق بالفترة الانتقالية، يسجل المشتركات بين الفاعلين السياسيين ويبدد المخاوف المتبادلة ويؤمن مناخا سياسيا يصلح لإجراء انتخابات تعددية شفافة".
واعتبر القوماني أن هناك خلطا بين أن تقوم بتوافق على أسس تبنى عليها حياة سياسية سليمة وبين البحث عن التماهي الكامل الأيديولوجي وكأنما هو في إطار حزب.

من ناحية أخرى وعلى مستوى الموقف من الصهيونية، أكد القوماني أن حزبه مناهض للصهيونية (وإسرائيل) ويعتبرها عدوة للشعب والأمة الإسلامية، واعتبر أن كل عمل من شأنه أن يحاصر (إسرائيل) ويحد منها يدعمه الحزب. (في الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة.. مشار له)
ه- ندّد الناطق الرسمي باسم البعث بالمطبّعين مع العدوّ الصهيوني معتبرا إياهم سرطانا ينخر الجسم العربي في تونس ومستغربا في الوقت ذاته كيف يسمح لوجوه معروفة بتطبيعها مع العدوّ الصهيوني بأن تكون ضمن تشكيلة الهيئة الوطنية لتحقيق أهداف الثورة وأكثر من ذلك تكريمهم من خلال تسمية بعض رموزها في لجنة صياغة مشروع ما يسمى بالميثاق الجمهوري منتهيا إلى توجيه دعوة مفتوحة إلى جماهير شعبنا في تونس لتشكيل هيئات شعبية لمقاومة التطبيع في مختلف مدن الجمهورية تكون مهمتها طرد رموز التطبيع من الهيئات الوطنية المنبثقة بعد ثورة 14 (جانفي) المجيدة. (الناطق الرسمي باسم البعث - القطر التونسي: يفتح النار في وجه دعاة التطبيع في تونس شبكة البصرة. 20/6/2011)

كما أن نفس الناطق أوضح موقف حركة البعث من خلال مقابلة مع صحيفة تونسية. نذكر منها :
س : ولكن مسألة الهوية في تونس تزامنت مع طرح مسألة أخرى لا تقلّ أهمية وهي قضية التطبيع مع (إسرائيل) فما هو موقفكم من ذلك لاسيما وأن هناك اتهامات لعناصر في الهيئة الوطنية لتحقيق أهداف الثورة بتطبيعها مع (إسرائيل)؟؟؟
ج : نحن أولا لسنا طرفا من الأطراف المشكّلة لما يسمى بالهيئة الوطنية لتحقيق أهداف الثورة ولو كنّا طرفا لما رضينا مطلقا بأن يتواجد معنا من لا يستحي من الاعتراف علنا بتطبيعه مع العدوّ الصهيوني.
مسألة التطبيع مع العدو الصهيوني مسألة مصيرية بالنسبة لجماهير شعبنا في تونس مسألة حياة أو موت لا مساومة فيها على الإطلاق شعبنا في تونس قال كلمته في مناسبات متعددة لا صلح ولا اعتراف بكيان الغصب الصهيوني ومجرّد وجود تطبيع سياسي أو ثقافي أو علمي أو (أكاديمي) مع الكيان الصهيوني في اعتقادنا يعتبر خيانة عظمى توجب المحاكمة الشعبية خيانة لدماء شهداء تونس على درب تحرير فلسطين وخيانة لدماء شهداء مجزرة حمام الشطّ وخيانة أيضا لدماء شهداء ثورة الكرامة والحرية ومنهم رفاقنا الشهداء وليد سعداوي في القصرين وشوقي نصري في منزل بوزيان.
ولهذا فإننا في حركة البعث القطر التونسي نطالب بإدراج بند أو مادة في الدستور تنصّ صراحة على تجريم التطبيع مع العدوّ الصهيوني ونعتبر أن خلوّ ما يسمى بالميثاق الجمهوري من أيّة إشارة لهذه المسألة هو دليل قاطع على أن الميثاق لا يرتقي أصلا لأن يكون معبّرا عن طموحات وطلبات وآمال جماهير شعبنا..
ومن هذا المنطلق دعونا في حركة البعث القطر التونسي إلى تأسيس هيئات شعبية لمقاومة التطبيع تكون مهمتها الأساسية تطهير الهيئة الوطنية لحماية أهداف الثورة من كلّ من ثبت تورّطه مباشرة أو بطريقة غير مباشرة في التطبيع مع العدوّ الصهيوني. (حوار مع الناطق الرسمي باسم حركة البعث القطر التونسي. جريدة الرسالة التونسية. العدد 12 السنة الأولى 2011.ص.3)
و- أعلنت خمسة أحزاب قومية ويسارية تونسية، أمس عن تأسيس ائتلاف جبهوي تحت اسم " الجبهة الشعبية 14 (يناير) " لمواصلة النضال الثوري، واتهمت الائتلاف الحاكم بقيادة حركة النهضة الإسلامية بـ" الالتفاف " على المسار الثوري للشعب التونسي.
ونظّم كل من حزب "العمّال الشيوعي" وحركة " الوطنيين الديمقراطيين " وحزب " النضال الشعبي "، وحركة " البعث " والحزب " الشعبي للحرية والتقدم "، اجتماعاً في تونس العاصمة أعلنت خلاله عن تأسيس ائتلاف جديد يجمعها تحت اسم " الجبهة الشعبية 14 (يناير)".
وشارك في اجتماع الأحزاب الخمسة المئات من أنصارها، تم خلاله رفع شعارات منها "لا للتدخل الأجنبي في تونس"، و"ضرورة التصدي لكل أشكال التوظيف السياسي للدين"، و"من أجل تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني"، و"ضرورة المحافظة على مكاسب المرأة". (قوميون ويساريون تونسيون يشكلون ائتلافا حزبيا لمواجهة إسلاميي النهضة. شبكة البصرة. 22/3/2012)
ز– دعا حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدي (معارض معترف به) الخميس إلى جعل أول أيام تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام الذي يصادف غارة للطيران (الإسرائيلي) على مقر فلسطيني في الضاحية الجنوبية للعاصمة التونسية، "يوما وطنيا لمقاومة التطبيع" مع (إسرائيل).
وأوضح الحزب في بيان "انه تم الاختيار على هذا التاريخ باعتباره محطة بارزة في تاريخ الاستهداف الصهيوني لتونس " في إشارة إلى قصف الطيران (الإسرائيلي) لمقر منظمة التحرير الفلسطينية في مدينة حمام الشط في الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس في 1 تشرين الأول (أكتوبر) عام 1985 ما خلف أكثر من ستين قتيلا بين تونسيين وفلسطينيين.
وأضاف البيان " إن مقاومة التطبيع تمثل ركنا أساسيا في المحافظة على الهوية الوطنية والقومية وصيانة أهداف شعبنا العربي والدفاع عن ذاكرته ".
واعتبر أن " الجميع معني بتفعيل هذا اليوم وتسليط الأضواء على تاريخ المواجهة مع الصهاينة وفضح أساليب اختراقهم وبرامج عملهم... ولوهم السلام الذي ينشرونه ويجاريهم في الإيهام به طابور التطبيع السياسي والثقافي في البلاد العربية ".
وأشار الحزب ذي التوجه القومي العربي إلى إن "نشاطات متنوعة ستنظم بالمناسبة للتحسس بمخاطر التطبيع". (حزب تونسي معارض... مشار له)
ب – الشعب العربي التونسي وموقفه من التطبيع.
- لقد ذكرنا في الفقرة الأولى عن تنظيم ندوة شارك فيها نحو 600 شخص للتعبير عن رفض الشعب التونسي للتطبيع.

- شعار معبّر رفعه آلاف الشباب يوم الأحد الماضي في تجمّع بورصة الشغل ثم في المسيرة التي تلته في ذكرى نكبة فلسطين..
هذا الشعار كان بسيطا وواضحا:" الشعب يريد تحرير فلسطين "..
كانت الحناجر ترفع هذا النّداء..في ربط بين صيغة " الشعب يريد ".. وقضية تحرر الشعب الفلسطيني من الاحتلال..أي من كلّ أنواع الظلم سواء كان الظالم " مستبدّا وطنيا "أو أجنبيا..
والاهم ّمن ذلك أن شعارات سياسية وطنية تفرّعت عن شعار" تحرير فلسطين من بينها دعوات ل" تحرير القدس " ومطالبات ملحّة برفض كل أشكال التّطبيع بين قيادات تونس الجديدة والعواصم العربية مع سلطات الاحتلال (الإسرائيلي).
فتيان تونس وفتياتها الذين نزلوا إلى شوارع العاصمة أول أمس رفعوا بوضوح شعارات وطنية بالجملة..من بينها رفض التبعية للخارج وخاصّة رفض التّطبيع مع سلطات الاحتلال (الإسرائيلي)..على الأقلّ إلى ما بعد قيام دولة فلسطينية عاصمتها مدينة القدس العربية..
لقد برزت مجدّدا في تونس أنشطة جمعيات مكافحة التّطبيع مع السّلطات الاستعمارية القديمة بكل أنواعها..بدءا من سلطات الاحتلال (الإسرائيلية)..وهذا تطوّر ايجابيّ والنّخبة التونسية تستعدّ لصياغة " ميثاق جمهوري " جديد.. فلتتّفق النّخب على خطوط حمراء عديدة على رأسها رفض التّطبيع مع الاستعمار بكلّ أنواعه ومع (إسرائيل) خاصّة..إلى جانب الاعتراض جملة وتفصيلا على كل أشكال التمويل الأجنبي للأحزاب والإطراف السياسية.. (تونس والتطبيع.. موعد الصباح. يكتبه كمال بن يونس. الصباح : 18 - 05 – 2011)

- تظاهر عدد من التونسيين، اليوم الجمعة، أمام مقر المجلس الوطني التأسيسي في ضاحية باردو، للمطالبة بتضمين الدستور الجديد للبلاد بند ينص صراحة على تجريم كل أشكال التطبيع مع (إسرائيل).
وتهدف هذه المظاهرة التي تمت تحت شعار " تجريم التطبيع مسؤولية الجميع "، إلى الضغط على نواب المجلس الوطني التأسيسي المنبثق عن انتخابات 23 تشرين الأول (أكتوبر الماضي)، لرفض التطبيع مع (إسرائيل) بكل أشكاله (سياسي أو ثقافي أو اقتصادي)
وكان عدد من المنظمات والجمعيات الأهلية، دعا في وقت سابق إلى تنظيم هذه المظاهرة لتجريم التطبيع مع (إسرائيل)، ودعوة نواب المجلس التأسيسي إلى تطبيق قانون تجريم التطبيع.
وشاركت في تنظيم هذه المظاهرة أكثر من 10 منظمات وجمعيات أهلية منها :- "الرابطة التونسية للتسامح"، و"الجمعية التونسية لدعم فلسطين"، و"الرابطة الدولية للدفاع عن الشعب العربي" و"الهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية ومناهضة التطبيع والصهيونية".
يشار إلى أن وثيقة 'العهد الجمهورية' الصادرة عن الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي خلال شهر حزيران (يونيو الماضي)، تضمنت بنداً نصّ على " التصدي لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني " (مظاهرة في تونس للمطالبة بتجريم التطبيع مع إسرائيل. تونس, ـ يو بي أي. 30/12/2011)
- تظاهر أكثر من ألف شخص في العاصمة التونسية الجمعة للتعبير عن دعمهم ومساندتهم للقضية الفلسطينية،وللمطالبة بنص دستوري يجرم التطبيع مع (إسرائيل)، وذلك لمناسبة الذكرى 36 ليوم الأرض.
وتجمع أكثر من ألف شخص أمام المجلس الوطني التأسيسي رافعين شعارات تنادي بتحرير فلسطين، منها' الشعب يريد تحرير فلسطين'، و'تجريم التطبيع واجب دستوري'.

ووزع المشاركون في هذه التظاهرة التي دعت إليها أحزاب سياسية ومنظمات نقابية وجمعيات أهلية تحت شعار' فلسطين تجمعنا من أجل تجريم التطبيع الصهيوني'، وثيقة تضمنت مشروع مادة دستورية تجرم التطبيع.
وتطرقت هذه المادة إلى حيثيات الصراع العربي (الإسرائيلي)، وخلصت إلى أنه'.. اعتبارا من أن الثورة التونسية نادت بالكرامة والعدالة والحرية، فإن التخلص من الكيان الصهيوني يحقق الحرية للفلسطينيين والعرب والمسلمين وكل شعوب العالم، ولتحقيق هذه الحرية يتوجب مقاومته، ورفض الاعتراف به، وتجريم التطبيع معه'.
يشار إلى أن غالبية الأحزاب والمنظمات والجمعيات الأهلية التونسية كانت أصدرت بيانات لمناسبة الذكرى 36 ليوم الأرض دعت فيها إلى الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني. (أكثر من ألف شخص يتظاهرون في تونس للمطالبة بتجريم التطبيع مع إسرائيل. تونس ـ يو بي آي.30/3/2012)

وأخيرا نقول للغنوشي وحركة النهضة وللمرزوقي ولكافة الذين سرقوا ثورة الشعب التونسي بأن هذا الشعب العربي سيكون لهم بالمرصاد وسيقوض أحلامهم المريضة. ونذكرهم بقوله تعالى :
الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ {الفجر/11} فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ {الفجر/12} فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ {الفجر/13} إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ. صدق الله العظيم.

الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
hamadalrawi@maktoob. Com
تجدون كافة مقالاتنا التي نشرت بعد الغزو على
http://iraqrawi.blogspot.com

شبكة البصرة
الجمعة 7 جماد الاول 1433 / 30 آذار 2012