mardi 27 juin 2017

كيف فاز ماكرون برئاسة فرنسا 2-3

 
فوز  ماكرون برئاسة فرنسا. ..وسذاجة بعض الفضائيات العربية .. 2=3
 الدكتور عبدالإله الراوي
 
لقد تكلمنا في القسم الأول من هذا البحث عن كيفية فوز ماكرون الذي لا قى دعما كبيرا من قبل المجموعة الصهيونية التي تسيطر على الاعلام ورؤوس الأموال في فرنسا .
وكنا نتوقع أن يكون هذا المقال هو القسم الثاني والأخير ولكننا اضطررنا للتوسع وخصوصا فيما يتعلق بعدم استقلالية القضاء الفرنسي وخضوعه للمجموعة المساندة للكيان الصهوني ..
ولذا سيخصص هذا القسم لعرض ومناقشة القسم الأول من المقابلة التي قدمتها قناة الشرقية بتاريخ 7/5/2017 حول فوز ماكرون .وسنخصص القسم الأخير إن شاء الله حول قضية استقلال الكيان الصهيوني في شمال العراق .
 
وقبل ذلك نوضح بأن المقابلة كانت مع كل من السيد طارق أبو هزيم  والدكتور غازي فيصل ونظرا لكوننا سبق وعرضنا فقرات من أقوال السيد أبو هزيم لذا سنخصص هذا القسم لما طرحه  السيد فيصل من أراء وأفكار .
 
ولذا سنقوم بعرض
القسم الأول : نص ما قاله الدكتور غازي فيصل .
القسم الثاني : مناقشة سريعة للقيم الفرنسية .
 
الفصل الأول : نص ما قاله  الدكتور غازي فيصل .القسم الأول .
 
لقد استمعنا عدة مرات للشريط وحاولنا أن ننقل النص آملين بكوننا لم نقع بأخطاء كبيرة .
 
ولكن قبل ذلك علينا أن نوضح بأن ما سنقدمه لا يراد منه النيل من الأخ غازي لكون تربطنا به علاقات رفاقية وصداقة وحتى عندما كان سفيرا في فرنسا فإن علاقاتنا به كانت جيدة ولكن لتنبيهه لعدم الوقوع مرة أخرى في مثل هذه المواقف بتصريحات بعيدة عن المنطق والواقع وخصوصا فيما يتعلق بإقليم كردستان .
وهنا سنحاول تسجيل نص ما قاله الدكتور غازي فيصل :-
 
أولا : -  ماكرون وفوزه برئاسة فرنسا .
 
يقول السيد فيصل : أكيد هذا الفوز الساحق لماكرون الذي يمثل تيار الوسط التيار( اللبرالي ) ورئيس وزعيم حركة إلى أمام ظاهرة جديدة على صعيد السياسة والانتخابات الفرنسية .
السبب أنه لأول مرة نحن أمام رئيس ليس هو من الديغوليين الجمهوريين وأيضا ليس من الاشتراكيين إذا هو نمط جديد من القادة السياسيين من الرؤساء الفرنسيين
 
أفكار جديدة تنسجم مع تطلعات المجتمع والشعب الفرنسي وأيضا هو يعكس طموحات الاتحاد الأوربي والوحدة الاوربية هو رئيس للتيار الأوربي في داخل اوربا للوحدة الاوربية للعمل الأوربي المشترك .
 
أيضا هذا الفوز يجسد لنا رمزية جدا مهمة هي انتصار الديمقراطية على الفاشية النزعة الاستبدادية النزعة الانعزالية هدف لوبن كان عزل فرنسا عن اوربا وعزل فرنسا عن العالم عزل فرنسا عن النظام الاقتصادي الدولي ورفض الهجرة والمهاجرين وطرد العمال والمهاجرين الأجانب اللي ( يستعملها دائما بدل الذين والتي والذي  ) موجودون في  فرنسا اللي هما ( بدل هم ) من أفريقيا ومن شمال أفريقيا من العرب والمسلمين .
 
إذا نحن الآن أمام هذا الفوز أمام رمزية تؤكد على استمرار الديمقراطية الفرنسية .
هذا التصويت للشعب الفرنسي يؤكد على التمسك بالقيم الديمقراطية التي بدأت وترسخت منذ الثورة الفرنسية حتى يومنا هذا القيم ( اللبرالية ) التحررية المناهضة لمختلف اشكال العبودية والاستغلال والقهر والظلم والتمييز الديني والتمييز العرقي والتمييز الطبقي .. الخ
إذا نحن أمام ( ليبرارية ) اقتصادية جديدة أمام ( ليبرارية ) سياسية جديدة هي غير الاشتراكية الديمقراطية اللي كانت سائدة في فرنسا عبر الحزب الاشتراكي ولا عبر ( اللبرالية ) التقليدية اللي كانت تمثل التيار الأساسي للديغوليين
أيضا هي انتصار لقيم الحرية والتعايش بين الأديان والتنوع القومي والديني والمذهبي واللغوي والثقافي اللي موجودة في فرنسا
 
أولا : فوز ماكرون وفرنسا الديمقراطية !!
 
1- عندما يتكلم السيد غازي عن انتصار الديمقراطية على الفاشية فهو يقصد الانتصار على مارين لو بن ، والمفروض منه كسفير سابق للعراق في فرنسا أن يعلم جيدا بأن اليمين المتطرف لا يمكن أن يفوز نهائيا في المرحلة الحالية وحتى على فرض – وهذا مستبعد جدا- فوزه برئاسة فرنسا فسوف لا يستطيع تشريع أي قانون لكونه لا يمكن أن يحصل على عدد من النواب يؤهله لذلك ولذا سوف يكون مضطرا لتعيين رئيس وزراء من أحد الأحزاب الأخرى والذي لديه أغلبية في الجمعية الوطنية الفرنسية .
 
وخصوصا فإن حزب لو بن لا يمكن بأي حال أن يحصل على أكثر من خمسة نواب في الجمعية المذكورة وهو ليس لديه الآن أكثر من نائبين .
وأظهرت النتائج النهائية أن حزب لو بن - وبعد أن تحالف مع حزب آخر وشخصيات لا علاقة لها بالجبهة الوطنية.- حصل على 8 نواب فقط
ولذا يعتبر كلام السيد فيصل في هذا المجال مجرد لغو لا قيمة له .
 
ثانيا :- كما يتكلم الدكتور غازي عن (  التمسك بالقيم الديمقراطية التي بدأت وترسخت منذ الثورة الفرنسية حتى يومنا هذا القيم ( اللبرالية ) التحررية المناهضة لمختلف اشكال العبودية والاستغلال والقهر والظلم والتمييز الديني والتمييز العرقي والتمييز الطبقي .. الخ . )
 
وهذا الكلام لا نعترض عليه لو أنه  صدر من عراقي كل ما لديه من معلومات عن فرنسا والثورة الفرنسية هو ما تعلمه عن تلك الثورة من خلال كتب التاريخ التي درسوها لنا في الإعدادية أي المبادئ المثالية  لتلك الثورة ..
 
ولكننا لا يمكن أن نقبل مثل هذا الكلام من دكتور ناقش أطروحته في إحدى الجامعات الفرنسية في الدراسات السياسية -حسبما نعتقد - وقضى في فرنسا ما لا يقل عن عشر سنين .
 
 فنقول له يا دكتور المفروض أن تكون لديك قابلية التأكد من تطبيق المبادئ المعلنة حيث أنه في أغلب الأحيان حدوث بون شاسع بين المبادئ المثالية وعملية وضعها على المحك أي موضع التطبيق لكون قد يقع التناقض الواضح بين المبادئ والتطبيق على أرض الواقع وهذا ما حدث في فرنسا .
 
وسوف نقدم وبصورة سريعة بعض الأمثلة على قيام الذين استلموا زمام الأمور في فرنسا بعد الثورة بجرائم تتسم بالهمجية والبربرية
زمام الحكم بعد الثورة الفرنسية قاموا بمجازر لا تحصى  ونذكر منها :-
 
- إبادة الكاثوليكيين . نعم أن قادة الثورة الفرنسية قاموا بعملية إبادة جماعية للكاثوليك باسم العلمانية .
 
- مجازر أيلول ( سبتمبر ) عام 1792 . وهذه المجازر تم تنفيذها بين 2-7 أيلول في باريس وفي مناطق كثيرة أخرى في فرنسا وكان عدد الضحايا في باريس فقط 1300 إنسان .
 
-  عندما تقوم الجمهورية الفرنسية بمجزرة .إغراق ، حرق الأحياء ، اغتصاب وتعذيب شعبها .
هذا هو عنوان المقال الذي نشير له والذي يوضح التناقض بين اعلان حقوق الإنسان والمجزرة التي تمت في إقليم الفونديه .
والمقال الآخر الذي يتكلم عن نفس المجزرة من خلال كتاب بعنوان . لا فونديه الانتقام وهو بالأصل أطروحة دكتوراه نوقشت عام 1987 ثم طبعت عدة مرات .والمؤلف هو رينالد سيشير.
ومن المجازر التي أشير لها في هذين المقالين . نشير إلى قيام المجرمين بسلخ البشر أحياء لاستعمال جلودهم في بعض الصناعات ويتكلم عن الفرق بين جلود الرجال وجلود نساء . كما يشير ‘لى  قيام الثوار بتسخين الافران ثم يقوموا بإلقاء النساء والأطفال داخلها قائلين بأنه هكذا تريد الثورة تسخين خبزها .
 
ليس هذا فقط بل بتاريخ 5/4/1794 قام الجنود بحرق 150 امرأة لغرض استخراج الدهون .
 
وهذا ما أدى إلى أن يتساءل  أحد الكتاب العرب - الذي كتب تعليق على الكتاب المذكور - هو لماذا ما صح في محرقة اليهود ومجازر الأرمن لا يصح في المجازر التي حصلت في مقاطعة فانديه ؟ وكيف يمكن للفرنسيين اليوم أن يطالبوا الأتراك بالاعتراف، وإدانة ما تعرض له الأرمن في بداية القرن الماضي حين يرفضون الاعتراف بما فعلوه بأنفسهم مع إخوتهم الفانديين ؟
(  أنطوان جوكي-باريس : الثورة الفرنسية والمجازر المخفية . غلاف كتاب "فانديه – من الإبادة الجماعية إلى إبادة الذاكرة لرينالد سيشير (الجزيرة نت)  12/1/2012 )
ونود أن نشير أخيرا بأن كل ما طلبه المعارضون الضحايا هو تطبيق مبادئ الثورة الفرنسية وإعلان حقوق الإنسان .
كما سنتكلم على مجازر أخرى في الفصل القادم .إن شاء الله
 
2- الثورة  الفرنسية والمستعمرات  والعبودية .
 
بدأت فرنسا بعد الثورة الفرنسية بغزو الكثير من الدول لغرض الاستعمار حيث أن فرنسا واقعيا لم تكن لديها مستعمرات قبل هذه الثورة  ، وطبعا إن الغرض من الاستعمار  لم يكن نشر مبادئ الثورة وإعلان حقوق الإنسان ولكن لاستعباد شعوب البلدان المستعمرة واستغلال ثرواتها .ولذا أصبحت لديها مستعمرات كثيرة خصوصا في أسيا وأفريقيا .
 
أما فيما يتعلق بإلغاء العبودية  فعلينا أن نشير إلى إن أول إجراء لإلغاء العبودية في فرنسا تم بعد الثورة  بحوالي 60 سنة حيث أن أول قرار يتعلق بهذا الموضوع هو المرسوم المؤرخ في 27/4/1848 علما بأن العبودية في المستعمرات الفرنسية  استمرت لغاية 1905 .
 
بينما في أمريكا فقد تم تحرير العبيد في كافة الولايات قبل الثورة الفرنسية  حيث بدأ عام 1777 وأخر ولاية طبقت ذلك هي ولاية جورجيا عام 1793.
الرابط باللغة الفرنسية
 
يضاف لذلك فإن أغلب مفكري وقادة الثورة كانوا يدافعون عن العبودية و منهم فولتير مثلا .الذي كان يبرر العبودية ويعلن عن عنصرية مفرطة  أو ( غامقة وفق النص )
كما أنه يؤكد تفوق العنصر الأبيض ليبرر وبدون غموض العبودية .
كما أن ميرابو متهم بصورة واضحة بعمليات تهريب وبيع العبيد
 
3- فرنسا واحترام القانون .
 
وفيما يتعلق باحترام فرنسا للقانون فسنشير لحادثة واحدة فقط تدل على أن فرنسا لا تحترم حتى قرار أعلى هيئة قضائية فرنسية عندما يتعلق الأمر بالوقوف ضد حرية المسلمين وذلك :-
اعتقلت الشرطة الفرنسية تسع نساء مسلمات كن ينوين المشاركة في تظاهرة سباحة على شاطئ الريفيرا بمدينة كان الفرنسية لدعم ارتداء البوركيني.
 
وفرضت قوات الأمن الفرنسية إجراءات أمنية مشددة وسط المدينة ما حال دون وصول الفتيات إلى الشاطئ ، الفتيات اقتدن إلى مركز الشرطة حيث تم الاستماع إلى أقوالهن وإطلاق سراحهن بعد ذلك.
جدير بالذكر أن الذى دعا للتظاهرة رجل الأعمال والمليونير الجزائري رشيد نكاز عبر صفحته على فيس بوك والذي طالما دفع الغرامات المتوجبة على النساء لارتدائهن البرقع في فرنسا. (  الشرطة الفرنسية تعتقل المسلمات في تظاهرة نظمها مليونير جزائري. وكالات:  العراق للجميع . 27/5/2017 )
 
علما بأنه سبق وأصدر مجلس الدولة وهو أعلى سلطة قضائية في مجال القضاء الإداري الفرنسي قرارا بالسماح باستعمال اللباس المذكور يراجع ( الدكتور عبدالإله الراوي :  لباس السباحة بين نفاق الإسلاميين وعنصرية الفرنسيين شبكة البصرة 20/9/2016 )
وهذه الاعتقالات تمت في عهد السيد ماكرون طبعا
 
4- القضاء الفرنسي  وسيطرة المجموعة الصهيونية ( اللوبي  ) والكيل بمكيالين.
 
لقد أوضحنا في الفقرة السابقة رفض تطبيق القانون عندما يصب في مصلحة المسلمين  وسنشير هنا إلى تأثير ( اللوبي ) المسيطر في فرنسا على القضاء الفرنسي وسنكتفي بذكر  :-
 
أ- محاربة مناضلي حركة مقاطعة  ( إسرائيل ).
 
يوم 20/10/2015 وبحكمين ، قررت محكمة النقض الفرنسية عدم شرعية الدعوة لمقاطعة المنتجات (الإسرائيلية) وأكدت بإيقاع عقوبات قاسية على مجموعة من المناضلين من حركة مقاطعة (إسرائيل) وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات الدولية (ب.د.س).
 
ولهذا الغرض فقد استندت إلى مادة من قانون الإعلام الذي يشير إلى جريمة " إثارة التفرقة (العنصرية) والحقد والعنف تجاه شخص أو ضد مجموعة أشخاص بسبب أصلهم أو بسبب انتمائهم إلى طائفة أو إلى قومية أو إلى جنس أو إلى دين معين "
 
هذا الحكم المثير كثيرا (للسخرية)، والمشين. هذا القانون يدعي بأنه يقدم الحماية لشخص أو لمجموعة أشخاص ضحية التفرقة العنصرية بسبب أصلهم أو بسبب انتمائهم أو عدم انتمائهم إلى طائفة أو إلى قومية أو إلى جنس أو إلى دين. ولكنه لم ينص نهائيا على حماية سياسة دولة إزاء نقد مواطنين ، وخصوصا عندما يأخذ هذا النقد صيغة نداء لمقاطعة منتجات.
(  قرار محكمة النقض بتاريخ 20/10/2015 لغرض التوقيع على هذا الطلب
 
علما بأن هذه الحركة الداعية للمقاطعة حازت على نجاح منقطع النظير على المستوى العالمي ، لكونها الوسيلة الوحيدة التي لا تدعو إلى العنف في سبيل الضغط على (إسرائيل). إن هذه الحركة سمحت لجميع النساء والرجال الراغبين بالتظاهر سلميا للتعبير عن مساندتهم وليعبروا عن رفضهم بهذه الطريقة ضد المعاملة المتميزة التي يحظى بها هذا البلد (إسرائيل) من قبل المنظمة الدولية بالرغم من الخروقات المستمرة للقانون الدولي التي يقوم بها.
 
ونشير هنا إلى عدم منع هذه الجمعية في أي دولة أخرى عدى الكيان الصهيوني .علما بأنه تم اعتقال عدد غير قليل من مناضلي هذه الجمعية وإحالتهم للقضاء . يراجع (  ترجمة وتعليق: الدكتور عبدالإله الراوي: حركة مقاطعة (إسرائيل)... والقضاء الفرنسي.  شبكة البصرة  16/2/2016. الرابط
( http://www.albasrah.net/ar_articles_2016/0216/abdul_160216.htm) علما بأننا ذكرنا في هذا المقال أغلب بحوثنا المتعلقة بمساندة فرنسا للكيان الصهيوني .
 
ونرى من حقنا هنا أن نشير إلى موقف هذا القضاء من نشر صور مسيئة لرسولنا الكريم ( ص ) وعدم اعتبارها " جريمة " إثارة التفرقة (العنصرية) والحقد والعنف تجاه شخص أو ضد مجموعة أشخاص بسبب أصلهم أو بسبب انتمائهم إلى طائفة أو إلى قومية أو إلى جنس أو إلى دين معين " بل سمح لكافة وسائل الإعلام بنشرها على أساس حرية التعبير .
بينما نشر هذه الصور في الحقيقة ينطبق عليها هذا النص لكونها ضد مجموعة كبيرة من الشعب الفرنسي الذين ينتمون إلى دين معين وهو الإسلام .
 
بينما طلب مقاطعة منتجات الكيان لا تمس لا من قريب ولا من بعيد إثارة التفرقة ...الخ . وهذا هو الكيل بمكيالين  
أي عندما يكون الموضوع  ضد المسلمين فيتم تأطيره تحت شعار حرية التعبير ولكن عندما يمس الكيان فهو جريمة ضد السامية  وربما ضد الإنسانية .!!!
 
ب – التهديد بالقتل وحيازة أسلحة ممنوعة قانونيا .
 
لقد قام أحد المتعصبين للدفاع عن الكيان الصهيوني بإرسال رسائل تهديد لعدد من المناضلين  الذين يدافعون عن الفلسطينيين إزاء ما يقوم به الكيان الصهيوني من جرائم ضد العرب في فلسطين المحتلة .
 
يقول السيد جيل مونييه " استلمت في شهر أب ( أغسطس ) 2003 بالبريد – ومرسلة أيضا إلى عشرين شخصا -  طلقة بندقية طويلة بالبريد مع رسالة نصها : " الطلقة المقبلة سوف لا تصل بواسطة البريد " .! في تلك الفترة قام أحد القضاة بتوحيد الشكاوى والشرطة استطاعت أن تتعرف على المجرم : وهو متطرف بتأييده ل ( إسرائيل )  ، متقاعد من شركة استيراد وتصدير .
 
عملية التفتيش التي تمت على داره سمحت بكشف مخزن للأسلحة والعتاد ، من بينها نظارات للرؤية الليلية وأسلحة كاتمة للصوت . خلال المحاكمة هذا الشخص كان عدواني مقارننا بحيوانات مضرة تستحق القتل . فكرنا جميعا بأن عقوبته ستكون مثالية . ولكننا كنا مخطئين . حيث أنه لم يحكم الإ ....بمبلغ يورو واحد كتعويض ."
( ترجمة وتعليق الدكتور عبدالإله الراوي .: إقامة دعوى ضد منظمة صهيونية . شبكة البصرة 19/7/2016 )
 
ومن حق أي شخص أن يستغرب من هذا الحكم ولا ندري كيف استطاع القاضي تجاوز قضية التهديدات بالقتل ولنفرض أنه تجاهلها كليا ولكن كيف تمكن من عدم الحكم على المتهم بقضية حيازة أسلحة هجومية وغير متوفرة في الأسواق العادية ؟– إن المتهم ادعى بأنه أدخلها من سويسرا بصورة غير مشروعة – علمأ بأنه وفق القانون الفرنسي فإن مجرد حيازة أي شخص لأسلحة دون ترخيص المفروض أن يحكم عليه بين سنتين إلى خمس سنوات مع غرامة بين 25-100  ألف يورو .انظر الرابطين .رجاء :-
 
ونرى أن من حقنا أن نتساءل : لو أن هذه الأسلحة وجدت في بيت مسلم ماذا سيحدث ؟ من المؤكد سيتم توقيفه مباشرة مع توقيف عدد كبير من المقربين له مع ضجة كبيرة من قبل كافة وسائل الاعلام  موضحة بأنه تم اعتقال مجموعة من الإرهابيين الخطرين مع أسلحة فتاكة .. إلخ . ولكن الحال يختلف مع من يدافع عن الكيان طبعا .
 
علما بأن هذا الشخص لم يتم توقيفه نهائيا ولا حتى يوم واحد وهذه مهزلة فعلا لو حدثت في أحد بلداننا لثارت كل وسائل الإعلام والمنظمات التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان ضد هذا الحكم الجائر .
 
ج- التهديد من قبل منظمة صهيونية .
 
يقول السيد جيل مونييه : استلمت الأسبوع الماضي – كما استلم قبلي عدد كبير من الشخصيات والمناضلين ضد الاحتلال وضد الصهيونية – من زمرة صغيرة أطلقت على نفسها " المفرزة اليهودية " تهددني ب " سلخ رأسي " وقلب حياتي إلى كابوس "
 
مضيفا بأن : هذه المفرزة منبثقة من زمرة صغيرة تابعة لرابطة الدفاع اليهودية ( ل.د.ج ) ، وهي منظمة إرهابية ممنوعة في الولايات المتحدة . وفي ( إسرائيل ) ولكن مسموح لها العمل  – أو بالأحرى -  مدعومة وتحصل على التشجيع - في فرنسا .
ورغم تقديمه الدعوى فهو لا ينتظر نهائيا أن يتخذ أي إجراء قانوني ضد هذه المنظمة المدعومة من قبل المجموعة التي تساند الكيان الصهيوني . ( إقامة دعوى .. مشار له  )
 
علما بأن الرسالة المشار لها والتي استلمها السيد مونييه هي باللغتين الفرنسية والإنكليزية وإن مرسليها ( المفرزة اليهودية ) يقولون بأنها أرسلت إلى 8000 شخص الذين لديهم أسمائهم وعناوينهم .مؤكدين بأنهم سوف لا يتركوهم نهائيا دون عقاب. الرابط .
 
ومعنى هذا بأن هذا العدد الهائل لا يقتصر على الفرنسيين بل لمواطنين  أو مقيمين في عدة دول في العالم .ولذا من حقنا هنا أن نتساءل كيف حصلوا على أسماء وعناوين هؤلاء ال 8000 ؟ نقول من المؤكد بأن سفارات الكيان والموساد قاموا بتزويد هذه العصابة بهذه الأسماء .
 
وفي هذا المجال يقول السيد مونييه :
" إن العدالة الفرنسية تتعامل بطريقة هندسية متغيرة عندما تقوم بمحاكمة أنشطة جنائية تتعلق بالنزاع في الشرق الأوسط . تصوروا الضجة التي ستثار لو أن إرسال التهديد بالقتل موجه لمناضلين مؤيدين ل( إسرائيل ) والعقوبة التي ستقع على القائم بذلك العمل إذا كان اسمه محمد ...
 
إن الحكومة الفرنسية أعلنت حالة الطوارئ للرد على تهديدات الدولة الإسلامية . وأصدرت أمرا بغلق مواقع على الشبكة العالمية بدعوى أنها تعود لسلفيين وقامت باعتقال الإسلاميين الذين يشك بكونهم ينتمون لخلايا إرهابية . وفي سبيل عدم اتهامها باتخاذ موقف " الكيل بمكيالين " ، كان على وزير الداخلية أن يتخذ وبنفس القسوة موقفا إزاء المتشددين اليهود الصهاينة ."
 
ونحن نقول هيهات وهذا مستبعد طبعا .
ونكتفي بما قدمناه لنتكلم في المقال المقبل إنشاء الله عن قضية استقلال الكيان الصهيوني في شمال العراق ومواقف فرنسا مما يطلق عليه القانون الدولي .
26/6/17
الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون محام عراقي سابق وكاتب وصحافي مقيم في فرنسا
Abdulilah.alrawi@club-internet.fr
تجدون كافة مقالاتنا التي نشرت بعد الغزو على
 


Aucun commentaire: