بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
عودة الماسونية إلى العراق
شبكة البصرة
ترجمة وتعليق : الدكتور عبدالإله الراوي
إن آخر مقال للسيد جيل مونييه، السكرتير العام لجمعية الصداقة الفرنسية –العراقية الذي قمنا بترجمته هو: (ترجمة وتعليق : الدكتور عبدالإله الراوي : قضية غالبرايت... نفط العصابة الكردية. شبكة البصرة. 25/11/2009).
وقد رأينا ضرورة ترجمة المقال الأخير لكونه يتكلم عن موضوع حساس ألا وهو الماسونية وعودتها إلى وطننا الحبيب.
وكما عودنا القارئ العزيز سنحاول تقديم تعليق بسيط قبل عرض الترجمة فنقول :
1- عندما يتكلم الكاتب عن تاريخ دخول الحركة الماسونية إلى العراق يذكر بأنه تم إنشاء المحافل الصهيونية في هذا البلد عام 1917، أي مع الانتداب البريطاني.
ولكن هنالك من يؤكد بأنه ومنذ عام 1839 كانت البصرة قاعدة للماسونية حيث قام بتأسيس أول محفل فيها القنصل البريطاني (السيد مور).
(إحسان وفيق السامرائي : ما التأريخ الذي كَـتبَهُ سليمان فيضــي!؟ قناة الديار الفضائية 14/4/2009. و ميشال سبع : الماسـونيــة فـي الشــرق العـربــي -2- الحزب السوري القومي. 14 شباط 2008)
2- يشير الكاتب إلى وجود ما مجموعه عشرة محافل في العراق، قبل ثورة 14 تموز 1958. بينما يذكر آخرون بأنه كان عددها ثمانية عشر محفلا وإن البصرة، كما ورد ذلك في حفل افتتاح (محفل ما بين النهرين) عام 1918، كانت تمثل أكثر من الثلث من خلال محافلها المعروفة (محفل ما بين النهرين) 1918 و (محفل بابل) رقم (1326) عام 1922الذي يعقد اجتماعاته في مقر شركة اندروير و عبادان ومحفل (صدق الوفا) الذي كان تحت رعاية المحفل الوطني الأكبر المصري، و(محفل البصرة) رقم (5105)، ومحفل (الفيحاء) رقم (1311) وقد (فتح خصيصا لمن لا يجيدون اللغة الإنكليزية)، و(محفل إنكلترا الأعظم) الذي كان تحت رعاية محفل إنجلترا الأعظم.
ويظهر أن مجموعة كبيرة من الوزراء والنواب والشخصيات البارزة والضباط الكبار في العراق كانوا من الماسونيين وقد أشير إلى (نوري السعيد) في هذا الموضوع، كذلك (محمد فاضل الجمالي) الذي كان وزيراً للخارجية عدة مرات. (المقالين المشار لهما..)
3- عندما يتكلم السيد مونييه عن الحركة الماسونية في العراق بعد 1958، يذكر بأنها منعت بعد ثورة 1958 وفي عام 1975 صوت المجلس الوطني العراقي على قانون اعتبر بموجبه الماسونية كالصهيونية وتجريم من يرتبط بها.
ولدينا توضيحات أكثر في هذا المجال تؤكد بأنه :
- بعد نجاح ثورة 14 تموز 1958 تم إغلاق جميع المحافل الماسونية في العراق مع جرد محتوياتها وسجلاتها فاقترح العقيد الركن (عبد السلام عارف) بصفته وزيرا للداخلية بإصدار قرار باعتقال وحجز منتسبي هذه المحافل تمهيدا لإحالتهم إلى المحاكم المختصة ولم يحظ الاقتراح بموافقة الزعيم الركن (عبد الكريم قاسم) رئيس الوزراء وحسما للخلاف بين قطبي الثورة حول الموضوع فقد اقترحت مديرية الاستخبارات العسكرية عرض الأمر على لجنة قانونية شكلت لهذا الغرض للوقوف على رأيها القانوني التي أوصت بضرورة تشريع قانون لتحريم النشاط الماسوني في العراق يمنع بموجبه إنشاء المحافل الماسونية ويتضمن عقوبات ضد كل من يخالف ذلك، فيما إذا ارتأت حكومة الثورة إصدار مثل هذا القانون.
ولكن بقى الأمر على حاله وبعد إقصاء العقيد الركن (عبد السلام عارف) من مناصبه الرسمية واستحواذ (عبد الكريم قاسم) على السلطة والذي لم يشرع مثل هذا القانون بل وعلى العكس من ذلك فقد قام بتعيين أحد الماسونيين وزيرا وعين آخر بمنصب قنصل عام في أهم بلد آسيوي كما عين الضابطين الماسونيين الذين ورد اسميهما في قوائم المحافل الماسونية في منصبين هامين ثم اجتمع في مقره بوزارة الدفاع مع بعض أفراد الجماعة الماسونية ولمدة ساعتين. (المحامي هاشم العبيدي – السويد. الأحزاب الشيوعية العربية الحزب الشيوعي العراقي - نموذجا نشأة مشبوهة وتاريخ أسود. المحرر.10/5/2008)
- أما بعد ثورة 1968، ففي عام 1970 تم اكتشاف صندوق للودائع باسم إحدى الجمعيات الماسونية في البصرة خلال عمليات جرد للبنك العربي (المؤمم) وكشفت من خلاله وبالصدفة بعض الأسماء فجرت محاكمتهم أمام محكمة الثورة في بغداد وصدرت الأحكام بحقهم. (إحسان وفيق السامرائي : المقال المشار له.)
كما نرى من الأفضل هنا أن نذكر نص القرار الذي تم بموجبه تعديل قانون العقوبات :
"قرر مجلس قيادة الثورة بجلسته المنعقدة في 13/8/1975 إصدار القانون رقم 130 لسنة 1975 التعديل الثالث لقانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969.
المادة الأولى: يلغى نص المادة 201 من القانون ويحل محلها ما يلي:
المادة 201 - يعاقب بالإعدام كل من جند أو روج مبادئ صهيونية بما في ذلك الماسونية أو انتسب إلى أي من مؤسساتها أو ساعدها ماديا أو أدبيا أو عمل بأية كيفية كانت لتحقيق أغراضها.
المادة الثانية - ينشر القانون في الجريدة الرسمية ويتولى الوزراء تنفيذ أحكامه.
احمد حسن البكر
رئيس مجلس قيادة الثورة. "
وحسب علمنا فإن هذا القانون لا زال ساري المفعول ولم يتم إلغاءه، ولذا كان من المفروض أن تتم محاكمة كافة الذين قاموا بزيارة الكيان الصهيوني أو قاموا بأية عملية تطبيع مع هذا الكيان المسخ، أو تظهر لديهم أي ارتباط بالماسونية، وفق منطوق المادة المشار لها. وقد ذكرنا قسما منهم في مقال سابق. (الدكتور عبدالإله الراوي : قادة العراق الجديد وعملية التطبيع مع الكيان الصهيوني. شبكة البصرة. 25/8/2005)
4 – يذكر كاتب المقال بأن الماسونية وضعت شيوخ الطريقة الصوفية ورجال الدين الشيعة في مرمى هدفها لغرض كسبهم لتطابق طقوسها مع طقوس هاتين الطائفتين.
وللأسف لم نستطع الحصول على مصادر توضح علاقة شيوخ الطرق الصوفية في العراق مع الحركة الماسونية، ولكن على العكس من ذلك وجدنا ما يؤكد ارتباط رجال الدين الشيعة بهذه الحركة.
علما بأن مؤسسة الخوئي تدار من قبل الماسونية، إضافة لذلك فهي التي تقوم بتعيين المرجع الأعلى للشيعة في النجف. ولا نريد أن نطيل على قارئنا الكريم بل سنترك له المراجع التي توضح ذلك.
(سيف محمد ناطق : الماسونية العالمية وإدارة المؤسسة الدينية في العراق. العراق نيوز. القسم الأول والقسم الثاني. 9 - 10/10/2008. والمقدم حميد جبر الواسطي : السيستاني والسفياني وعلامات المهدي. العرب تايم. 16/1/2006)
ترجمة المقال
عودة الماسونية إلى العراق
وجدت الماسونية في هذا البلد منذ أواخر القرن التاسع عشر عن طريق المنظمات السرية التي كانت القاعدة للقيام بالانقلاب على السلطان عبدالحميد الثاني، والتي لم تظهر في بلاد الرافدين، حقيقة، إلا خلال فترة الانتداب البريطاني على العراق.
هذه المنظمات منعت بعد ثورة 14 تموز (يوليو) 1958 لتعاونها مع العدو واتهامها بالتجسس، ولكنها عادت للظهور بصورة شبه مكشوفة منذ نيسان (ابريل) 2003 من خلال محافل القوات الأمريكية والبريطانية والايطالية، وربما أيضا من قبل المعارضة العراقية التي تم تجميعها من قبل ال (سي آي أي) في (المؤتمر الوطني العراقي) لأحمد الجلبي.
إن انهيار الإمبراطورية العثمانية تحت الضربات العنيفة لتركيا الفتاة ولجنتها الاتحاد والترقي – التي كان قادتها مرتبطين بالمشرق الكبير (ج.و.د.ف) (أي المحفل الفرنسي الكبير – المترجم) والحركة الماسونية الايطالية – والتي وضعت بلاد الرافدين في الفلك البريطاني.
أدخلت الماسونية إلى العراق بواسطة الصحافي اللبناني يوسف الحاج الذي أصبح فيما بعد قائد إقليمي كبير، ونمت منذ الحرب العالمية الأولى بمبادرة محفل جيش الهند البريطاني.
وتم إنشاء أول محفل والذي أطلق عليه (ميزوبوتاميا 3820) عام 1917، ومحفل بغداد عام 1919.
في الخمسينيات، أنشأت تسعة محافل في العراق محسوبة على المحفل البريطاني الكبير، إضافة إلى محفل الفيحاء الذي يتبع شعائر المحفل الاسكتلندي.
وقد تم منع الحركة الماسونية في العراق بعد القضاء على الملكية على يد عبدالكريم قاسم، وفي عام 1975 صوت المجلس الوطني العراقي على قانون اعتبر بموجبه الماسونية كالصهيونية وتجريم من يرتبط بها، ومنذ ذلك التاريخ لم نعد نسمع عن الماسونية في العراق نهائيا إلا ربما بين الملكيين العراقيين اللاجئين في بريطانيا.
الماسونية العسكرية.
لما قرر جورج بوش الأب – المدير السابق ل (سي آي أي)، القائد والمفتش الكبير العام (33 درجة للشعار الاسكتلندي القديم والمعترف به) – الهجوم على العراق، من المؤكد أن الماسونية ستكون شريكة في هذا الهجوم، ولكن علينا انتظار حرب الخليج الأخيرة كي تظهر الحركة الماسونية بصورة علنية.
محفل جاهز في حقيبة يد!
في شهر كانون الثاني (يناير) 2006، ريشارد فيليبي، عضو محفل الملك سليمان، ذكر في مجلة ماسونيك فيلاليثس، لقاءه الأول مع ماسوني عراقي. كان هذا الحدث عام 2001، في مصعد كهربائي، بمناسبة دورة تدريبية نظمت في فلوريدا، لغرض دراسة العلاقات المفترض أن تكون بين المدنيين والعسكريين في بلد " محرر ". وكان من بين المشاركين في هذه الدورة أعضاء من (المؤتمر الوطني العراقي).
وكان المقدم العسكري الكردي يراب من بينهم، وهو أحد المعارضين اللاجئين إلى الولايات المتحدة وكان لجوؤه إليها بعد حرب الخليج الأولى.
في فترة الاستراحة، أخذ الرجل (ريشارد) المصعد معه، وقام الكردي بإيقاف المصعد بين طابقين، وسأل فيليبي هذا : " أنت من جماعتنا، أليس كذلك؟ ". لقد تصور الأمريكي، في البداية، بأنه أمام مجنون. ولكن بعد أن قام الكردي بعرض يده اليمنى مع رسم إشارة خاصة فإنه فهم الموضوع. ثم أجابه، دون قصد، : " نعم "، قال له ياراب، وبحماس : " وأنا أيضا، يا أخي! "
بعد ذلك أصبحا كأصدقاء الطفولة، كما يقول فيليبي. ياراب أعلمه بأنه كان يوجد ماسونيون في العراق، رغم عدم وجود محفل، حيث أن جده، عقيد سابق، كان ماسونيا.
إن أول ظهور علني للماسونية في العراق، بعد منعها، كان بإنشاء محفل أرض، فضاء وبحر رقم (1) من قبل المحفل الكبير لنيويورك، في أيار (مايو) 2005 في قاعدة بلد، النقيب (ماجور) والتر، قائد القاعدة، يوجه شكره ل " الخالق الكبير للعالم " لهذا الحدث الذي ربما سيسمح، كما يقول، " إلى بروز محفل عراقي متستر ". سوف ينتظر طويلا، دون نتيجة!
المنافسة تفرض نفسها، الضياء المنبعث من الشمال يعلن بأن " الأخ.. " سام لي – من محفل القائد هيرام 40، من كارولين الشمالية – كان يقوم بتنظيم اجتماعات ماسونية تحت الخيمة، في قلب الصحراء.
وفي نفس الوقت فإن المحفل الكبير لنبراسكا قدم جدول الأعمال " محفل في حقيبة يد "! كما إن محفل ماساشوسيتس أطلق مشروع باسم (ماسونيك تروب بروغرام)، في الوقت الذي في بغداد، فإن المحفل العسكري فرات 152 يقوم ببذل الجهد في سبيل النضال ضد الانتحار في القوات المسلحة.
الآن ليس من النادر أن نجد "أخ.." تم نقله إلى قاعدة في العراق أو في أفغانستان يقوم بالبحث على الشبكة العنكبوتية في سبيل معرفة فيما إذا يوجد معبد ماسوني. وعليه بعد ذلك التأكد فيما إذا كان المحفل الأمريكي الذي يخضع له ينسجم مع الفرع الذي يتبع له المعبد الذي وجده.
إن أغلب المحافل الجنوبية الكبيرة، مثلا، لا زالت تطبق التفرقة العنصرية برفضها الاعتراف بمحفل (برانس هال) أي الماسونية السوداء.
الطوائف الإسلامية هي الهدف المقصود.
إن المعارضين السابقين لصدام حسين كانت سمعتهم سيئة في سبيل تجنيد أعضاء جدد، ولذا فإن الحركة الماسونية الأجنبية (متمثلة بقوات الاحتلال) عملت على تقارب " العملاء " أو الذين من المحتمل أن يصبحوا كذلك، من كل الأطياف، عسكرية أو قبلية :- الجامعيين ووجهاء رجال الدين مع التركيز على شيوخ الطرق الصوفية ورجال الدين الشيعة، لتوافق الشعائر والسرية التي تطبقها هذه الجماعات، وبالأخص أسلوب الطاعة والخضوع الرباني مع الماسونية. (1)
إن المحافل الأمريكية الأم تأمل كسب بعض الوطنيين المعتدلين المقربين من المقاومة، كما قامت ال (سي آي أي) بتجنيد بعض أعضاء القاعدة في بلاد الرافدين ليتم ضمهم إلى الكتائب القبلية (الصحوات). ولكن بالنسبة للوطنيين العراقيين، فهم يعرفون بوضوح اللعبة ولا يمكن خداعهم. وهذه الوسائل هي بكل تفاصيلها لا تختلف عن تلك التي اتبعتها الماسونية في المرحلة الاستعمارية.
إن المحافل الماسونية توظف جهودها من خلال مساعدة المهجرين والأنشطة الإنسانية. ثم تتحول نشاطاتها إلى مختبرات لتحليل الأفكار لغرض إعادة بناء المجتمع وفق قواعد تناسب مصالح قوات الاحتلال.
إن مجلة (فريماسون) أوضحت، في نهاية عام 2005، عملية توزيع أقلام ودفاتر مصورة للتلوين في مدينة البصرة من قبل ماسونيين اسكتلنديين وبريطانيين، وكان الأطفال يجرون خلفهم ويصرخون : يا سيد أعطني دولار. الصحافي لا ينكر بأن " الإخوان.. " تم استقبالهم، أيضا، بأمطار من الحصى. ولا يوجد شك بأن الماسونيين العراقيين في حالة قيامهم بنشاط علني فإن هنالك احتمال بكونهم يخاطرون بحياتهم.
-------------------------------------------------------------------------
(1) اقرأ الطقوس السرية في الإسلام والطقوس الماسونية. جون- مارك اراكتنجي و كريستيان لوشون. (لهارماتان. 2008).
الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
hamadalrawi@maktoob. Com
http://www.afrique-asie.fr/images_articles//AA51/Irak.pdf
Irak: le retour de la franc-maçonnerie
par Gilles Munier (Afique-Asie – fevrier. 2010.)
La franc-maçonnerie est de retour en Irak. Présente dans le pays dès la fin du 19ème siècle, au sein des organisations secrètes qui ourdissaient le renversement du sultan ottoman Abdul Hamid II, elle s’est véritablement implantée en Mésopotamie pendant l’occupation du pays par les Britanniques. Interdite après la révolution républicaine du 14 juillet 1958 pour collaboration avec l’ennemi, accusée d’espionnage, elle est réapparue plus ou moins ouvertement depuis avril 2003 à l’initiative des loges militaires étatsuniennes, anglaises, voire italiennes, ou des opposants regroupés par la CIA dans le Congrès National Irakien d’Ahmed Chalabi.
L’effondrement de l’Empire Ottoman sous les coups de boutoirs des Jeunes-Turcs et de leur Comité Union et Progrès - dont les dirigeants étaient liés au Grand Orient de France (GODF) ou à celui d’Italie - projeta la Mésopotamie dans l’orbite britannique. La franc-maçonnerie qui y aurait été introduite par Youssef al-Hajj, un journaliste libanais, futur Grand maître régional, s’y est développée dès la Première guerre mondiale à l’initiative des loges de l’Armée des Indes. La première, dite Mesopotamia 3820, date de 1917, celle de Bagdad, de 1919. Dans les années 50, neuf loges opéraient en Irak pour le compte de la Grande Loge d’Angleterre, plus la Loge Faïha de rite écossais. Son interdiction, suite à l’abolition de la monarchie par le général Kassem, fut criminalisée en 1975 par le Parlement irakien qui vota une loi l’assimilant à une organisation sioniste, et on n’entendit plus parler des francs-maçons irakiens ensuite, si ce n’est parmi les monarchistes réfugiés à Londres.
Les franc –maçons soldats.
Lorsque George Bush père - ancien directeur de la CIA, Souverain Grand Inspecteur Général (33°degré du Rite écossais ancien et accepté) - prit la décision d’attaquer l’Irak, il allait de soi que la franc-maçonnerie serait aussi de la partie, mais il fallu attendre la dernière guerre du Golfe pour que ses activités publiques soient connues.
Une loge dans un attaché case!
En décembre 2006, Richard Filippi, membre de la Loge du roi Salomon, a raconté dans la revue maçonnique Philaleths, sa première rencontre avec un franc-maçon irakien. C’était en 2001, dans un ascenseur, lors d’un stage de formation organisé en Floride, pour étudier les relations que devaient entretenir les civils et les militaires dans un pays « libéré ». Des membres du Congrès National Irakien y participaient. Parmi eux, le lieutenant-colonel kurde Yarab, un opposant réfugié aux Etats-Unis après la Première guerre du Golfe. Au cours d’une pause, l’homme avait pris l’ascenseur avec lui, bloqué l’appareil entre deux étages, et lui avait demandé: « Vous êtes l’un d’entre eux, n’est ce pas ? ». Il avait d’abord cru avoir à faire à un dingue. Ce n’est que lorsque le Kurde a montré sa main droite et le signe dessiné qu’il comprit. Il répondit « Oui », à tout hasard. Yarab, enthousiaste, lui dit : « Moi aussi, frère! ». Alors, ils devinrent comme des amis d’enfance, dit Filippi. Yarab lui apprit qu’il y avait encore des francs-maçons en Irak, même s’il n’y avait pas de loge. Son grand-père, ancien colonel, en était un.
La première manifestation visible de la franc-maçonnerie en Irak depuis son interdiction fut la création de la Loge Terre, Air et Mer n°1 par la Grande Loge de New York, en mai 2005. Sur la base de Balad, le major Walter, son grand maître, remercia le « Grand Architecte de l’Univers » pour cet événement qui permettrait peut être, dit-il, de faire « sortir une loge irakienne de la clandestinité ». Il attend toujours! Emulation oblige, La Lumière du Nord annonça que le « frère.˙. » Sam Lee - de la Loge Maître de Hiram 40, de Caroline du Nord - organisait des réunions maçonniques sous la tente, en plein désert. Et, dans la foulée la Grande loge du Nebraska lança le programme « Une loge dans un attaché case » (!), celle du Massachusetts, l’opération Masonic Troop Support Program, tandis qu’à Bagdad, la Loge militaire Euphrate 152 se mobilisait pour lutter contre le suicide dans les forces armées. Aujourd’hui, il n’est pas rare qu’un « frère.˙. » muté dans une base en Irak ou en Afghanistan s’enquiert sur Internet pour savoir s’il y a un temple maçonnique. A lui ensuite de vérifier si la loge dont il dépend aux Etats-Unis reconnaît l’obédience qui y opère. La plupart des grandes loges sudistes, par exemple, pratique toujours la ségrégation et refuse de reconnaître celle de Prince Hall, la franc-maçonnerie noire.
Les sectes islamiques en ligne de mire
Les anciens opposants à Saddam Hussein étant trop discrédités pour recruter de nouveaux membres, les maçons étrangers approchent les « kolabos » de tous poils, militaires ou tribaux, ou potentiels : les universitaires et les notables religieux avec une prédilection pour les cheikhs des confréries soufies et des sectes chiites, en raison des concordances entre leurs rituels et secrets et ceux des obédiences maçonniques*. Les loges mères américaines espèrent attirer des nationalistes modérés proches de la résistance, comme la CIA a recruté des membres d’Al-Qaïda en Mésopotamie pour ses milices tribales. Pour les patriotes irakiens, le scénario est cousu de fil blanc. Il est en tous points identique à celui joué par la franc-maçonnerie à l’époque coloniale. Les loges s’investissent d’abord dans l’aide à l’émigration et dans l’action humanitaire, puis elles se transforment en laboratoire d’idées permettant de reconstruire la société sur des bases conformes aux intérêts de l’occupant. Le magazine Freemason Today décrivait fin 2005 les distributions de crayons et de cahiers à colorier, à Bassora, par des francs-maçons écossais et anglais poursuivis par des enfants criant : « Mister, donne moi un dollar ». Le journaliste ne cachait pas que les « frères.˙. » étaient aussi reçus par des jets de pierres. Il ne fait aucun doute que les franc-maçons irakiens devenus opérationnels risqueront, eux, tout simplement leur vie.
شبكة البصرة الاربعاء 25 صفر 1431 / 10 شباط 2010