http://www.albasrah.net/ar_articles_2012/0512/abdul_240512.htm
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الاشتراكي الفرنسي هولاند والعلاقات الفرنسية – العربية
شبكة البصرة
الدكتور عبدالإله الراوي
(يتوجب علينا أن نشير أن هذا المقال تم تطويره من تعليق بسيط نشر على موقع مركز الدراسات العربي – الأوربي بتاريخ. 16/5/2012)
وسوف نقوم بعرض وبصورة سريعة موقف الديغوليين والاشتراكيين من قضايانا المصيرية ثم نتكلم عن الحكومة الاشتراكية التي تشكلت اثر فوز هولاند.
أولا : نظرة سريعة على مواقف الديغوليين والاشتراكيين من القضايا العربية.
بداية علينا أن نوضح بأن هنالك فرق كبير بين مواقف الديغوليين من جهة والاشتراكيين الفرنسيين من جهة أخرى فيما يتعلق بمواقفهم من القضايا العربية.
علما بأن ساركوزي ليس له أية علاقة لامن بعيد ولا من قريب بالديغولية وقد أوضحنا ذلك في مقالنا (الدكتور عبدالإله الراوي :
مدى انعكاسات المظاهرات والإضرابات الحالية على مستقبل ساركوزي. شبكة البصرة. 2/11/2010)
وفي هذا المقال أوضحنا مواقف ديغول من قضية فلسطين وكونها كانت السبب الحقيقي لتنازله عن الرئاسة.
وبالنسبة لمواقف ساركوزي من القضايا العربية فقد سبق وكتبنا عدة مقالات وسنكتفي بالإشارة لمقالين في هذا المجال :
- الأول وقد اضطررنا أن نكتبه باسم مستعار لكوننا في ذلك التاريخ لم نفكر نهائيا على الحصول على الجنسية الفرنسية وهو (بقلم: أبو الواثق: التنسيق لقمع الانتفاضات الشعبية بين فرنسا والكيان الصهيوني. شبكة البصرة. 26/6/2006)
- والثاني (ترجمة وتعليق الدكتور عبدالإله الراوي: تآمر ساركوزي على ليبيا منذ عام 2010. شبكة البصرة.24/5/2011)
أما بالنسبة للاشتراكيين فإن مواقف متيران من الكيان الصهيوني واضحة لا تحتاج إلى تعليق طويل ودون الرجوع إلى مواقف متران من الكيان الصهيوني سنشير إلى مقالين ظهرا حديثا وهما :
1- ساركوزي و (إسرائيل) : التماهي مع متيران. لو موند 10/1/2012 (Sarkozy et Israël : le syndrome Mitterrand)
وفي هذا المقال تم توضيح بأن أكثر من 83% من الفرنسيين الذين هاجروا إلى الكيان الصهيوني صوتوا لمتران ضد جيسكار ديستان.
2 - متيران هو أول رئيس فرنسي يزور الكيان الصهيوني يوم 4/3/1982 وألقى خطاب في الكينيست.
(لكسبرس. 6/3/2012. هولاند سيذهب أبعد من متيران في الطريق فيما يتعلق بالشرق الأوسط. Hollande va prolonger le chemin de Mitterrand au Proche-Orient على الرابط
http://www.lexpress.fr/actualite/politique/hollande-va-prolonger-le-chemin-de-mitterrand-au-proche-orient_1090147.html)
ونرى لزاما علينا أن نشير بأن متيران كان المشجع لعرفات ليقوم بسياسة التعري وبالنتيجة للتوقيع على اتفاقات اوسلو. (الدكتور عبدالاله الراوي: القذافي... ورقصة التعري التنازلات المتتالية.. من عرفات.. إلى القذافي. شبكة البصرة. 30/11/2005)
كما علينا أن نتذكر موقف زوجته دانيال متران عند زيارتها للكيان الصهيوني في شمالنا الحبيب أثناء الحصار في تسعينيات القرن الماضي، وتعرض سيارتها لتفجير، وقولها بأنها تشعر بكونها كردية.
وبعد الاحتلال قام قادة هذا الكيان بدعوتها لحضور افتتاح أول مدرسة فرنسية باسمها ومنحها لقب أم الأكراد. (دانيل متيران. المستقبل نيوز. 23/11/2011 وأرملة ميتران ترفض لقب أم الأكراد وتقبل بإطلاق اسمها علي مدرسة فرنسية في أربيل. أربيل - الزمان: 6/10/2009)
وقد تم استقبالها في مطار أربيل من قبل رئيس الإقليم مسعود برزاني
(http://www.krg.org/articles/detail.asp?lngnr=14&smap=01010100&rnr=81&anr=31750)
وطبعا فهي رغم مرورها بالمناطق الكردية في تركيا التي تعرضت لمجازر من قبل القوات التركية فهي لم تدافع عن أتراك تركيا لكون السلطات التركية ترتبط بعلاقات متقدمة مع الكيان الصهيوني.
وهنا يجب أن لا يفوتنا أن نذكر الموقف التاريخي لشيراك الديغولي من غزو العراق. بينما كان موقف الاشتراكيين متأرجح وغير واضح وبالأخص الصهاينة منهم ونذكر على سبيل المثال موقف بيرنارد كوشنير الذي لم يخف مساندته لبوش بغزو العراق.
ونحن مـتأكدون بأنهم اضطروا لمساندة موقف شيراك لكون أكثر من 80% من الفرنسيين كانوا ضد الغزو.
ولذا نحن نقول وبصراحة بأن على العرب أن لا يحلموا بقيام هولاند بمعجزة لتغيير مواقف فرنسا فيما يتعلق بالعلاقات الفرنسية – العربية.
فلو قرأنا أجوبة كل من ساركوزي وهولاند حول السياسة الخارجية الفرنسية وبالأخص بالنسبة للقضية الفلسطينية والموقف من الثورة السورية لوجدنا أن موقفيهما متطابق بصورة لا يمكن تصورها.
حيث أن كل منهما أكد على موافقته على قيام دولة فلسطينية مع التأكيد على أمن الكيان الصهيوني. ولكنهما كالعادة لم يذكرا حدود الدولتين. كما على القارئ الرجوع إلى (هولاند سيذهب أبعد.. مشار له)
أما بانسبة لسوريا فكلاهما أكدا على مساندهما للثورة السورية ضد نظام بشار الأسد.
وهنا نرجو من القراء الاطلاع على ذلك في مجلة لو نوفيل اوبزرفاتور بتاريخ 16/4/2012 على الرابط
http://tempsreel.nouvelobs.com/election-presidentielle-2012/20120418.OBS6503/syrie-palestine-iran-russie-10-questions-aux-10-candidats.html
يضاف لذلك فإن هولاند أرسل لوران فابوس إلى الكيان الصهيوني، في شهر شباط 2012، والذي قابل رئيس وزراء الكيان وعدد كبير من قادة هذا الكيان ونقل لهم تمسك هولاند بأمن الكيان المسخ وتعهده بزيارة هذا الكيان في حالة فوزه في الانتخابات.
(بنيامين نيتنياهو يهنئ فرانسوا هولاند. لوبوان. 7/5/2012 رابط المقال
http://www.lepoint.fr/politique/election-presidentielle-2012/israel-benyamin-netanyahou-felicite-francois-hollande-07-05-2012-1458982_324.php (
ونقول هذا كي لا يقع العرب في نفس الخطأ في التقييم عندما طبلوا وزمروا لفوز اوباما عندما توقعوا أن تكون مواقفه من القضايا العربية مخالفة كليا لمواقف بوش الأرعن وربما حلم بعضهم بأنه سيعيد لنا فلسطين السليبة!!. وبالأخص بعد تصريحاته في القاهرة والتي كانت تدل على مساندته للعرب وللمسلمين. (النص الكامل لخطاب أوباما في القاهرة. ب.ب.س. 4/6/2009)
ثانيا : التعرف على تشكيل الحكومة الاشتراكية الأخيرة.
(بالإمكان الاطلاع على تشكيل حكومة جون مارك ايرو. لونوفيل اوبزرفاتور 16/5/12
http://tempsreel.nouvelobs.com/election-presidentielle-2012/20120516.OBS5721/la-composition-du-gouvernement-de-jean-marc-ayrault.html)
لو ألقينا نظرة على تشكيل الحكومة الاشتراكية الجديدة لوجدنا بأن الصهاينة يسيطرون على الوزارات الرئاسية ونذكر بصورة موجزة :
1 - وزارة الخارجية : لوران فابوس وهو من عائلة يهودية ولكنه تربى في عائلة كاثوليكية وهو يعتبر نفسه من (اللا أدريين).
وعندما قيل له بأن الناس يعتبرونك يهودي أجاب : اتركهم يقولون ذلك وأنا أتقبله بل أنا أطالب بذلك، أي أن يكون يهوديا. أنظر الرابط :
(http://www.lexpress.fr/region/languedoc-roussillon/georges-freche-tyran-et-titan_844950.html)
وعلينا أن نشير إلى أن لوران فابوس كان أحد الوجوه البارزة التي حضرت المؤتمر الذي دعا له بيرنارد هنري ليفي وكان يجلس بين كل من بيرنارد ليفي وبيرنارد كوشنير. كما ألقى كلمة أكد فيها صداقته لبرنارد ليفي وثقته به.
وقد أطلق على هذا المؤتمر " الاجتماع الشعبي للمعارضة السورية "
صاحب الدعوة هو المفكر الفرنسي الصهيوني برنار هنري ليفي، اليهودي الوثيق الصلة بإسرائيل والحركات الصهيونية وجماعات اللوبي الإسرائيلي، والمشهور في الأوساط الدولية والإقليمية بدعمه اللامحدود ل(إسرائيل).
قيام بعض الشخصيات الفرنسية الكبيرة بالتوقيع على الدعوة، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: وزير الخارجية الفرنسي السابق برنار كوشنير ـ رئيس بلدية باريس بيرتراند دولانويه ـ رئيس الوزراء الفرنسي السابق لوران فابوس ـ الفيلسوف أندريه كلوكسمات ـ ميشيل روكار ـ فرانسوا هولاند.
(العرض الأول لفيلم الحدث السوري في صالة السان جيرمان الباريسية للمخرج برنار ليفي. الجمل: 4/7/2011 و من احمد المصري : 'مؤتمر باريس' بمشاركة 'الصهيوني' ليفي يربك المعارضة السورية لندن ـ 'القدس العربي'. 5/7/11 و
Escroquerie : Infosyrie était au meeting « pro-syrien » de BHL.Par Louis Denghien - revue de presse: Infosyrie – 5/7/11 (
وكان الهدف الرئيس لهذا الاجتماع، وفق قناعتنا، هو شق صف المعارضة السورية. وللتأكد ننصح القارئ بالاطلاع على مقال القدس العربي المشار له.
وختاما سبق وذكرنا بكون فابوس هذا كان المبعوث الشخصي لهولاند إلة الكيان الصهيوني قبل الانتخابات الرئاسية الفرنسية.
2 – وزارة المالية : بيير موسكوفيسي (Pierre Moscovici)؟ سياسي فرنسي من مواليد عام 1957. من عائلة يهودية مهاجرة من رومانيا. كان والده احد الناشطين في الحزب الشيوعي الروماني. حصل على دبلوم الدراسات العليا في العلوم الاقتصادية وفي الفلسفة، وتخرج أيضا من معهد الدراسات السياسية في باريس. قام بنشر كتاب مشترك مع فرانسوا هولاند بعنوان ساعة الخيار. تقلد في سن مبكرة منصب السكرتير الوطني للحزب الاشتراكي في عام 1990. أصبح وزيرا للشؤون الأوربية ما بين العامين 1997 و2007. في حكومة ليونيل جوسبان. كما انتخب نائبا في البرلمان الأوربي. (الرأي العربي ـ باريس. 16/5/12)
وهو يعترف بأنه يهودي وصهيوني ويدافع عن الكيان المسخ ولكنه يريد السلام..!!!! الشريط المصور
http://www.dailymotion.com/video/xqy2hk_pierre-moscovici-pourquoi-je-suis-juif-sioniste-et-socialiste_news
كما أنه قام بعقد مؤتمر في مجلس تمثيل المنظمات اليهودية في فرنسا (كريف) يوم 2/4/2012 لغرض الدعاية الانتخابية للحزب الاشتراكي. الرابط (http://www.crif.org/lecrifenaction/le-crif-re%C3%A7u-pierre-moscovici/30731)
3 - أما وزارة الداخلية فقد أسندت إلى الصهيوني مانويل فالس، وهو ليس يهوديا ولكنه متزوج من يهودية صهيونية، وهو نفسه الذي صرح يوم 17/6/2011 لراديو ستراسبورغ جودايكا : بواسطة زوجتي أنا مرتبط وبصورة نهائية وإلى الأبد ب (إسرائيل) (أما كم. 29/9/2011) وبإمكان مشاهدة وسماع أقواله على الرابط
http://www.youtube.com/watch?v=BQ2hPmaKB5Y
أما الفرنسيين من الجالية المغاربية والتي لولاها لما فاز هولاند في الانتخابات الأخيرة حيث أن أكثر من 90% من هذه الجالية صوتت لصالح فرانسوا هولاند. (حسين مجدوبي : الكتلة الناخبة الفرنسية من أصل مغاربي وفرت لهولاند فارق الفوز برئاسة فرنسا على ساركوزي. مدريد ـ 'القدس العربي. 8/5/12)
هذه الجالية لم تحصل إلا على الفتات التي تلقى للمتسولين حيث حصل ثلاثة منهم على حقائب وزارية وهم كل من :
- قادر عارف وزيرا للمحاربين القدماء وهو من أصول جزائرية.
- ياسمينة بنغيغي وزيرة للفرنكوفونية والفرنسيين في الخارج وهي ليست وزيرة حقيقة بل نستطيع اعتبارها مساعدة وزير لكونها تعمل تحت اشراف وزير الخارجية فابوس. وهي من أصول جزائرية. وإن اسمها الحقيقي يمينة زورا بلعايدي وهي كاتبة ومخرجة أشرطة سينمائية وخصوصا الأشرطة الوثائقية.
وتعود شهرتها لكنها :
1- انتقادها للإسلام من خلال عرضها لوضع المرأة في الإسلام ولديها كتاب بهذا العنوان طبع في دار ألبان ميشيل 1996.
2- التنكر لاسمها واسم عائلتها باتخاذها لقب بنغيغي. وعائلة بنغيغي يهودية من أصول جزائرية وإن الكثير من أفراد هذه العائلة هم من الفنانين والإعلاميين المشهورين في فرنسا.
وما على القارئ إلا أن يبحث عن (benguigui) وكذلك
http://fr.wikipedia.org/wiki/Yamina_Benguigui ..
ونحن نعلم بأن أي مسلم يريد الحصول على الشهرة الرخيصة والاحترام في الغرب ما عليه إلا أن ينتقد سلبيا الإسلام والعرب. ولذا علينا أن نتساءل هل من حقنا اعتبارها من الجالية المغاربية أو اليهودية؟.
- نجاة فالود بلقاسم أصبحت وزيرة حقوق المرأة والناطقة باسم الحكومة. وهي من أصول مغربية. (من حسين مجدوبي : قادر عارف وزيرا لقدماء المحاربين... وياسمينة بنغيغي وزيرة للفرنكفونية.... القدس العربي. 18/5/12)
ونؤكد بأن المشكلة لا ترتبط بموقف الساسة الفرنسيين ولكنها مرتبطة بمواقفنا نحن العرب لكون أصحاب الأموال العرب لا يبذلون أي جهد للضغط على الدول الأوربية، التي تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، ولا يقومون بالتأثير على الرأي العام الأوربي والغربي من خلال استحداث أو شراء وسائل إعلام بلغاتهم لتوضيح قضايانا العادلة. بل على العكس نراهم يقومون بشراء الفنادق ونوادي كرة القدم... الخ
ولكننا ويا للأسف بقينا، كما قالت محامية بريطانية عندما ذكرت موضوع فلسطين، أسوأ محامين لأعدل قضية.
وختاما نقول بأننا نأمل أن يكون هولاند أفضل من ساركوزي ولكن يجب أن لا نحلم كثيرا.
الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
hamadalrawi@maktoob. Com
تجدون كافة مقالاتنا التي نشرت بعد الغزو على
http://iraqrawi.blogspot.com
23/5/2012
شبكة البصرة
الخميس 3 رجب 1433 / 24 آيار 2012