الموقف الأمريكي تجاه الثورة الجماهيرية في مصر
شبكة البصرة
الدكتور: عبدالإله الراوي
تحية إكبار لشباب تونس الذين قدموا درسا لا ينسى لكافة القوى الوطنية في الوطن العربي والعالم وتحية لشباب مصر الذين استفادوا من النموذج التونسي لقيادة ثورتهم الرائعة.
نقول بداية : إن أمريكا لا تهتم إلا بمصالحها المرتبطة، بصورة مباشرة، بتطلعات وأهداف الكيان الصهيوني والصهيونية العالمية، التي تسيطر على السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية وعلى أغلب، إن لم نقل جميع الدول الغربية.
إذا إن أمريكا لا تلتزم بأي معيار أخلاقي أو التزام أدبي إزاء عملائها. بل هي مستعدة للفظهم كما تلفظ النواة عندما تشعر بأن دورهم قد انتهى ولعدم قدرتهم على تقديم المزيد، وعندما يتوفر البديل الأفضل.
وهذا ما تم بالنسبة لشاه إيران عام 1989، حيث أن الولايات المتحدة غضبت على حليفها الرئيس في المنطقة عندما قام بتوقيع اتفاقية الجزائر مع ممثل العراق، الذي كان في حينه المرحوم صدام حسين، عام 1975. لكون هذه الاتفاقية أدت إلى تدمير نواة الكيان الصهيوني في شمال العراق.
إضافة لذلك فإنها وجدت البديل الأفضل، ملالي إيران الذين كان على رأسهم خميني، والذي استطاعت بواسطته أن تحقق جل أحلامها وطموحات سادتها الصهاينة. ألا وهو تفتيت الدول العربية وخلق الفتنة بين المسلمين.. (الدكتور عبدالإله الراوي: تفتيت العراق والوطن العربي.. مطلب صهيوني - صليبي - صفوي. شبكة البصرة.10/10/2007)
وإن نفس المعادلة تتكرر الآن في مصر حيث أن حسني مبارك، الذي قدم خدمات لا تحصى لأسياده الأمريكان والصهاينة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر : موقفه بالنسبة للعدوان الغاشم على العراق عام 1991 اثر دخوله الكويت ثم غزوه عام 2003، قد انتهى دوره.
ولذا فإن مسؤولي الولايات المتحدة أخذوا يلحون على مبارك، ولو بصورة غير مباشرة، بترك السلطة والالتحاق بابن علي. وإن أمريكا، ستقوم بضرب عصفورين بحجر واحد، : الأول هو التخلص من مبارك والثاني لالتفاف على ثورة الشباب المصري البطل ببديل، في كل الأحوال سوف لا يكون أسوأ منه، لخدمة أهدافهم.
وبالأخص فإن المرشحين لخلافة مبارك هم كل من عمر سليمان، والذي كان المفروض أن يستلم السلطة ولو مؤقتا في حالة رحيل مبارك. أما الآخران فهما كل من محمد البرادعي وعمرو موسى. وهؤلاء الثلاثة هم عملاء بالتأكيد لأمريكا ومستعدون لتنفيذ جميع طموحات الكيان الصهيوني، عدا ربما بيع الغاز المصري لهذا الكيان. وللأسف لا يسمح لنا المجال هنا لتوضيح مواقف كل منهم.
عفوا قد يقال لنا بأنك تجاهلت "الإخوان المسلمين" الذين من الممكن أن يفوزوا بالانتخابات وبالنتيجة سيقومون بفرض سيطرتهم على مصر. نقول : إن هذا الحزب ليس أفضل من الأشخاص الثلاث الذين ذكرناهم أعلاه.
وذلك لأن هذا الحزب أكد أكثر من مرة التزامه بمعاهدة الاستسلام مع الكيان الصهيوني نذكر منها :
- إن محمد مهدي عاكف المرشد العام لهذه الجماعة أكد "على أن الإخوان لن يسعون لتغيير السياسة الخارجية لمصر ومن ضمنها معاهدة السلام مع (إسرائيل)" (الجزيرة.نت. 28/11/2005)
- إن منهاج الجماعة أوضح بأن "إعادة النظر في معاهدة السلام المصرية – (الإسرائيلية) عام 1979 فتعد خطوة تسيء بسمعة مصر." (الدكتور عبدلإله الراوي: أزمة تنظيم حزب (الإخوان المسلمين). شبكة البصرة. 27/10/2009) وختاما نقول بأن أملنا بأبطال الثورة المصرية وبالشعب المصري المناضل لإجهاض أحلام الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني بعدم السماح لمن ذكرناهم بفرض سيطرتهم على مصر الحبيبة. والله من وراء القصد.
ملاحظة : هذه الكلمة كانت جواب على سؤال وجه من قبل صحيفة العرب اليوم التي قامت بنشره وقمنا ببعض الإضافات البسيطة لكوننا نقوم بكتابة مقال أكثر تفصيلا آملين إنجازه قريبا.
والله من وراء القصد
الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
hamadalrawi@maktoob. Com
شبكة البصرة
السبت 16 ربيع الاول 1432 / 19 شباط 2011
شبكة البصرة
الدكتور: عبدالإله الراوي
تحية إكبار لشباب تونس الذين قدموا درسا لا ينسى لكافة القوى الوطنية في الوطن العربي والعالم وتحية لشباب مصر الذين استفادوا من النموذج التونسي لقيادة ثورتهم الرائعة.
نقول بداية : إن أمريكا لا تهتم إلا بمصالحها المرتبطة، بصورة مباشرة، بتطلعات وأهداف الكيان الصهيوني والصهيونية العالمية، التي تسيطر على السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية وعلى أغلب، إن لم نقل جميع الدول الغربية.
إذا إن أمريكا لا تلتزم بأي معيار أخلاقي أو التزام أدبي إزاء عملائها. بل هي مستعدة للفظهم كما تلفظ النواة عندما تشعر بأن دورهم قد انتهى ولعدم قدرتهم على تقديم المزيد، وعندما يتوفر البديل الأفضل.
وهذا ما تم بالنسبة لشاه إيران عام 1989، حيث أن الولايات المتحدة غضبت على حليفها الرئيس في المنطقة عندما قام بتوقيع اتفاقية الجزائر مع ممثل العراق، الذي كان في حينه المرحوم صدام حسين، عام 1975. لكون هذه الاتفاقية أدت إلى تدمير نواة الكيان الصهيوني في شمال العراق.
إضافة لذلك فإنها وجدت البديل الأفضل، ملالي إيران الذين كان على رأسهم خميني، والذي استطاعت بواسطته أن تحقق جل أحلامها وطموحات سادتها الصهاينة. ألا وهو تفتيت الدول العربية وخلق الفتنة بين المسلمين.. (الدكتور عبدالإله الراوي: تفتيت العراق والوطن العربي.. مطلب صهيوني - صليبي - صفوي. شبكة البصرة.10/10/2007)
وإن نفس المعادلة تتكرر الآن في مصر حيث أن حسني مبارك، الذي قدم خدمات لا تحصى لأسياده الأمريكان والصهاينة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر : موقفه بالنسبة للعدوان الغاشم على العراق عام 1991 اثر دخوله الكويت ثم غزوه عام 2003، قد انتهى دوره.
ولذا فإن مسؤولي الولايات المتحدة أخذوا يلحون على مبارك، ولو بصورة غير مباشرة، بترك السلطة والالتحاق بابن علي. وإن أمريكا، ستقوم بضرب عصفورين بحجر واحد، : الأول هو التخلص من مبارك والثاني لالتفاف على ثورة الشباب المصري البطل ببديل، في كل الأحوال سوف لا يكون أسوأ منه، لخدمة أهدافهم.
وبالأخص فإن المرشحين لخلافة مبارك هم كل من عمر سليمان، والذي كان المفروض أن يستلم السلطة ولو مؤقتا في حالة رحيل مبارك. أما الآخران فهما كل من محمد البرادعي وعمرو موسى. وهؤلاء الثلاثة هم عملاء بالتأكيد لأمريكا ومستعدون لتنفيذ جميع طموحات الكيان الصهيوني، عدا ربما بيع الغاز المصري لهذا الكيان. وللأسف لا يسمح لنا المجال هنا لتوضيح مواقف كل منهم.
عفوا قد يقال لنا بأنك تجاهلت "الإخوان المسلمين" الذين من الممكن أن يفوزوا بالانتخابات وبالنتيجة سيقومون بفرض سيطرتهم على مصر. نقول : إن هذا الحزب ليس أفضل من الأشخاص الثلاث الذين ذكرناهم أعلاه.
وذلك لأن هذا الحزب أكد أكثر من مرة التزامه بمعاهدة الاستسلام مع الكيان الصهيوني نذكر منها :
- إن محمد مهدي عاكف المرشد العام لهذه الجماعة أكد "على أن الإخوان لن يسعون لتغيير السياسة الخارجية لمصر ومن ضمنها معاهدة السلام مع (إسرائيل)" (الجزيرة.نت. 28/11/2005)
- إن منهاج الجماعة أوضح بأن "إعادة النظر في معاهدة السلام المصرية – (الإسرائيلية) عام 1979 فتعد خطوة تسيء بسمعة مصر." (الدكتور عبدلإله الراوي: أزمة تنظيم حزب (الإخوان المسلمين). شبكة البصرة. 27/10/2009) وختاما نقول بأن أملنا بأبطال الثورة المصرية وبالشعب المصري المناضل لإجهاض أحلام الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني بعدم السماح لمن ذكرناهم بفرض سيطرتهم على مصر الحبيبة. والله من وراء القصد.
ملاحظة : هذه الكلمة كانت جواب على سؤال وجه من قبل صحيفة العرب اليوم التي قامت بنشره وقمنا ببعض الإضافات البسيطة لكوننا نقوم بكتابة مقال أكثر تفصيلا آملين إنجازه قريبا.
والله من وراء القصد
الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
hamadalrawi@maktoob. Com
شبكة البصرة
السبت 16 ربيع الاول 1432 / 19 شباط 2011
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire