بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
هل ستحصل قطيعة بين حماس والنظامين السوري والإيراني؟
شبكة البصرة
الدكتور عبدالإله الراوي
(ملاحظة : تم نشر هذا المقال من قبل مركز الدراسات العربي – الأوربي بتاريخ 10/1/12 وقد قمنا بإجراء تعديلات وإضافات جوهرية عليه.)
أولا : حركة حماس والنظامين السوري والإيراني
1- موقف حماس من النظام الإيراني
وفق قناعتنا فإن حركة حماس ربطت مصيرها بمصير نظام الملالي في طهران أسوة بالحزب الإيراني لنصرا لله ولذا فإن احتمال حدوث قطيعة بين حماس والنظام الإيراني مستبعدة.
وبالأخص فإن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "اعتبر "حماس" الابن الروحي للإمام الخميني (رض) وذلك لدي لقائه السيد حسن الخميني حفيد الإمام الراحل. وفق وكالة مهر الإيرانية (http://www.mehrnews.com/ar/NewsDetail.aspx?NewsID=294030)
"وأفادت وكاله مهر للأنباء أن "خالد مشعل" رئيس المكتب السياسي لحركه المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" أكد في هذا اللقاء الذي تم اليوم الأربعاء بعد وضعه إكليلا من الزهور علي المرقد الطاهر للإمام الخميني (قدس سره الشريف) علي الدور الذي أداه مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية في يقظة وصحوة الشعوب الإسلامية.
إضافة لذلك فإنه لا تزال تواصل الجهود العلنية لنشر التشيع في غزة، ومن ذلك توزيع العديد من الكتب الدعائية للفكر الشيعي مثل : كتاب "لأكون مع الصادقين" للتيجاني وكتاب "ليالي بيشاور" وكتاب "ولاية الفقيه" وكتاب "مختارات من أقوال الخميني"، كما تم توزيع نشرة معنونة بـ "عاشوراء مدرسة البطولة والفداء" في يوم عاشوراء الماضي.
كما أنه حين تم اغتيال عماد مغنية المسؤول الأمني لحزب الله، تسابق قادة حماس على رثائه وتأبينه وأقاموا له حفل تكريم في غزة!!
مغنية الذي كان وراء العديد من الجرائم بحق الإسلام والمسلمين في السعودية والكويت ولبنان والعراق، كما أنه كان وراء دعم ورعاية إيران لجيش المهدي التابع لمقتدى الصدر، الجزار الذي أمعن في قتل المسلمين من أهل السنة في العراق إضافة إلى الفلسطينيين هناك!!
*تصريح خالد مشعل: "إننا نتلقى أموالا من مصدر واحد وهو إيران"! مثل هذه التصريحات تجعل الإنسان يظن أن حماس هي الطفل المدلل لدى إيران والشيعة.
رغم ذلك فإن خالد مشعل قال في مقابلة أخرى في نفس الفترة تقريباً: "الله تبارك وتعالى تفضل علينا ومنّ علينا بدعم شعوب الأمة الخيرة، مما أغنانا عن أن نطلب من أحد من الدنيا....الأغنياء والتجار ورجال الأعمال وأصحاب الأموال ما قصروا في دعمنا طوال العشرين السنة الماضية".
في هذا التصريح اختفى ذكر إيران من الدعم، ربما لأن المقابلة مع مجلة سعودية سلفية (البيان). هذا لا يليق بخالد مشعل كسياسي مسلم أو كمجاهد في سبيل الله. (مستشار إسماعيل هنية يقول : الشيعة هم عز هذا الزمان وفلسطين تسكن كل بيت في إيران. خالد مشعل: حماس الابن الروحي للإمام الخميني. أنا المسلم. 3/5/08 وحامد عبد الحميد : مستشار إسماعيل هنية.. المسلم. نت. 3/5/08)
وهكذا نرى تصريحات مشعل الانتهازية، فعندما يصرح في السعودية لا يذكر بأن إيران هي الداعم الوحيد لحركته.
يضاف لذلك فإن قادة حماس لم يتورعوا من تقبيل يد خامنئي (إسماعيل هنية : السني في الثوب الشيعي. الجريدة. 6/1/12)
كما أننا سبق وأشرنا إلى ما يقوم به النظام الإيراني من نشر التشيع الصفوي في غزة
(الدكتور عبدالإله الراوي: مغالطات في "العلاقات الأمريكية – الإيرانية" شبكة البصرة. 17/7/2011)
2- الوضع في سوريا وموقف حماس
إن تواجد حماس في سوريا لا يمكن أن يستمر وخصوصا "لم تعد الأراضي السورية تشكل مكاناً مفضلاً لمعظم قادة الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة حماس، بعد ثورة الشعب التي تنادي بإسقاط النظام، وعملياً تعد الأردن أكثر الأماكن ملائمة لقادة الفصائل خاصة حماس، كونها أحد دول الطوق المحاذية لحدود فلسطين.
ولذا فإن مصادر متعددة كشفت للجزيرة نت- عن عودة معظم عائلات قادة حماس التي كانت مقيمة في دمشق للأردن، حيث عادت عائلات قادة الحركة ومنها عائلة مشعل للإقامة بشكل دائم في الأردن.
وتحدثت المصادر عن أن عضو المكتب السياسي للحركة محمد نزال يقيم في عمان منذ رمضان الماضي، كما أن لقاءات عقدت بين قيادات في الحركة وضباط كبار في جهاز المخابرات كان آخرها الشهر الماضي.
(أشرف الهور : الأردن يؤجل مجدداً زيارة مشعل وقادة حماس في مؤشر يظهر تأثير الضغوط الأمريكية والإسرائيلية
غزة - القدس العربي 13/1/12 والرئيسية : محمد النجار- عمان : "واشنطن" تؤجل زيارة مشعل للأردن عون الخصاونة (يمين) دافع عن السماح لقادة حماس بالعودة للأردن (الجزيرة). الجزيرة. نت.11/1/12)
يضاف لذلك فإن صحيفة 'هآرتس' العبرية قد ذكرت قبل أسبوعين أن قيادات من حماس في دمشق تركت سورية سرا وتدرس عدة بدائل في دول عربية أخرى لنقل القيادة الرئيسة لها، وأضافت الصحيفة نقلا عن مصادر فلسطينية قولها إن حماس اتخذت القرار رغم الضغط الشديد الذي يمارسه النظام الإيراني عليها لإبقاء قيادتها في دمشق وعدم إدارة الظهر للرئيس السوري بشار الأسد.
وأشارت إلى أنه في هذه المرحلة يسارع في الفرار من سورية ناشطو حماس في الصف الثاني، والثالث للحركة، بينما كبار رجالات المكتب السياسي لحماس بقيادة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي يواصلون التوجه إلى العاصمة السورية بين الحين والآخر والتشويش على قرار المغادرة.
وأضافت الصحيفة : أنّ رجال حماس الذين تركوا سورية معظمهم غادروا مع عائلاتهم إلى عدة مقاصد بينها قطاع غزة، السودان، قطر ولبنان. ونقلت الصحيفة عن مسؤول ملف الأسرى في حماس صالح العاروري قوله إنه لا يوجد قرار جديد لحماس وبالتأكيد لا يوجد قرار لترك سورية. (أنباء عن اقتراح قطري للأردن لاستضافة قادة حماس مقابل مليار دولار سنويا.. وعمان تنفي. الحقيقة الدولية – الرصد الاخباري 12/31/2011)
وأخيرا فإن قيادة حركة حماس "لديها تخوف من إقدام سوريا على اغتيال قيادات بارزة للحركة في دمشق وعلى رأسهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة تحت زعم أن الثوار السوريين هم من خططوا لاغتياله، حيث يتم تبرير هذا الأمر بأن الثورة السورية هي مخطط لاستهداف حركة المقاومة والنظام السوري الذي يناصر المقاومة الفلسطينية.
موضحة أن الحركة شددت الحراسة على قياداتها في سوريا خوفا من الإقدام على اغتيال أحد قادتها ". (الأردن يرفض استقبال حماس وقطر ترحب بهم.. مشار له)
ثانيا : ولذا نرى أن يتم توجيه سؤال آخر وهو : في حال اضطرارها للهروب من سوريا أين ستتجه حركة حماس؟
1- مصر
من الناحية المنطقية والجغرافية : فإن أفضل دولة عربية لتواجد حماس ومكاتبها، هي مصر وذلك لوجود حدود مباشرة بين مصر وقطاع غزة وبالأخص فتواجد هذه الحركة في مصر قد يؤدي إلى التأثير على القيادة المصرية لفتح ممر رفح بصورة دائمة.
كما أن حركة حماس ما هي إلا فرع من فروع الإخوان الذين فازوا في الانتخابات الأخيرة في مصر ولذا، منطقيا، سيقوم الإخوان، بفتح الممر المذكور دون تردد.
ولكن رغم ترحيب الإخوان بزيارة هنية الأخيرة لمصر فإن القيادة العسكرية المصرية رفضت ذلك ولذا لم يتم استقباله من قبل أي مسؤول كبير في الدولة المصرية. وقد رفض رئيس الوزراء ووزير خارجية مصر استقباله. (مصطفى على وإبراهيم رشوان : استجابة للسلطة الفلسطينية.. الجنزوري يرفض استقبال هنية للمرة الثانية جريدة مصريون. 11-01-2012)
إذا فإن مكاتب حماس سوف لن تكن مرحب بها في مصر في الوقت الراهن.
2- الأردن
إن أفضل دولة عربية أخرى ممكن أن تكون ملجأ لحماس هي الأردن، التي لديها حدود مع فلسطين المحتلة.
نحن نعلم بأن الأردن وافق على استقبال قادة حماس المتواجدين في سوريا بصفتهم الشخصية أي رفض نقل مكتب حماس من سوريا إلى الأردن. (الأردن يرفض استقبال حماس وقطر ترحب بهم. إجبد. 10 - 09 – 2011)
كما "تشير التصريحات التي أدلى بها مسؤولون من الأردن وحركة حماس في الساعات الـ 48 الأخيرة، إلى وجود خلافات بينهما سببها الظاهر خضوع المملكة لضغوط أمريكية و(إسرائيلية) أدت لتأجيل زيارة مرتقبة لقادة حماس برئاسة خالد مشعل إلى عمان ولقاء الملك عبد الله الثاني، حيث أعلنت الحركة رفضها لشرط وضعه رئيس الحكومة الأردنية عون الخصاونة، بأن تكون عودتهم لبلاده مجدداً مرهونة بعدم ممارسة أي نشاطات سياسية.
وتقول مصادر مطلعة على سير الترتيبات التي تتوسط فيها قطر لإتمام زيارة رسمية لخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس إلى الأردن، أن المملكة اعتذرت عن الزيارة التي كان مرتبا لها أن تتم في غضون الأيام المقبلة، إلى ما بعد إنهاء الملك جولة خارجية الأسبوع المقبل سيلتقي خلالها بالرئيس الأمريكي باراك أوباما.
هذا التأجيل للزيارة الذي سبق وأن تكرر أكثر من مرة لأسباب متعددة، تشير معظم الشواهد إلى أن السبب الرئيسي وراءه الضغوط الأمريكية (الإسرائيلية)، التي يؤكد مطلعون أنها كانت أكثر فعالية من الحوافز القطرية التي ستمنح للمملكة الأردنية، حال تمت الزيارة، وما يترتب عليها من انتقال لقادة حماس من دمشق المضطربة إلى عمان الأكثر هدوءاً ودفئاً.
فعدة مصادر ذكرت قبل أسبوعين عن عرض لدولة قطر يقضي بتقديم معونات اقتصادية للملكة وتخصيص مبلغ قدره مليار دولار سنويا، إضافة لتزويد المملكة بالغاز الطبيعي مجانا مقابل موافقتها على قبول استضافة قادة حركة حماس على أراضيها.
ولكن أشير إلى قيام السفير الأمريكي في عمان إبلاغ رئيس الوزراء عون الخصاونة تحفظ بلاده على الزيارة أو إقامة علاقات مع حركة حماس، أو السماح لقادتها بالعودة للأردن.
وهنا يرى مراقبون أنه لا يعقل أن يستضيف الأردن الذي يرعى مفاوضات سياسية، تنظيما يعرض عملية السلام، ويدعو لهجمات، حيث سبق وأن شن مسلحو حماس سلسلة هجمات خلال تواجد قيادتهم قبل الإبعاد في الأردن.
فالأردن الذي أهمل زيارة وفد حماس بعد الاهتمام الكبير من قبل وسائل إعلامه في الفترة السابقة، بدأ في التركيز أكثر إعلامياً وسياسياً وبكل ما هو معلوم ومجهول حتى لساسة كبار من طرفي التفاوض على إنجاح مهمته الهادفة لإعادة التفاوض بشكله الطبيعي بناء على توكيل من رباعي السلام قبل تاريخ 26 الجاري، وإن كانت هناك احتمالات لأن يكون هذا التاريخ المخصص لاجتماعات الرباعية غير مقدس.
وبالعودة إلى الاختلاف في وجهات النظر الذي سببه عدول الخصاونة عن تصريحات سابقة أدلى بها قبل نحو الشهر مع بداية الحديث عن زيارة هنية، والتي أكد فيها أن بلاده ارتكبت 'خطأ سياسيا' حين أبعدت قادة حماس قبل 12 عاما، حيث قال في تصريحات نشرتها أول أمس مجلة 'تايم' الأمريكية أن بلاده تبحث السماح لأفراد من حماس وعائلاتهم الإقامة في الأردن 'دون السماح لهم بتأسيس مكتب للحركة على الأراضي الأردنية أو ممارسة أي نشاط سياسي.
ونقل عن الخصاونة القول 'الفكرة لا تنطوي على إعادتهم كي يشكلوا نقطة انطلاق للجهاد، سواء ضد (إسرائيل) أو غيرها، بل على عودتهم كأفراد'، مجددا تأكيده بأن طردهم كان 'غير دستوري وخطوة خاطئة'، وقال 'سنجد سبلاً لاستعادة أعضاء حماس وعائلاتهم (..) لكن لا نريدهم أن يقيموا مقرات هنا'.
التراجع هذا أثار حفيظة حركة حماس، التي أعربت على لسان الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي رفضها للشرط الجديد، بتأكيده أن 'العمل السياسي حق لا يمكن إسقاطه'.
وأكد في تصريحات لموقع 'الرسالة نت' المقرب من حماس على أن من حق حماس أن يكون لها تواجد في كافة العواصم العربية لاسيما الأردن كون أن جلهم 'يحمل الجنسية الأردنية'.
ويقول أبو مرزوق أنه لا يستطيع أحد أن يمنع قادة حماس من ممارسة العمل السياسي لأنه يهدف لحماية حقوق الشعب الفلسطيني، متمنيا أن يعيد الأردن قراره في هذا الشأن.
وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية راكان المجالي أكد بأن بلاده تترقب زيارة ثنائية سيقوم بها ولي العهد القطري الشيخ تميم برفقة مشعل، حيث رحب بضيوف المملكة، وقال إن اللقاء المرتقب لا زال على الأجندة وسيشكل نقطة انطلاق لبحث التفاصيل المتعلقة بعلاقة الأردن مع حركة حماس وقادتها بما فيه مصلحة الشعبين الأردني والفلسطيني.
وعزز من هذه المعلومات ما نشرته مجلة تايم الأميركية أمس، التي تساءلت إن كانت عودة قادة حماس من دمشق لعمان يمثل تراجعا للنفوذ الأميركي في المنطقة.
ولذا فإن حماس رفضت العودة إلى الأردن (أشرف الهور: الأردن يؤجل مجدداً زيارة مشعل وقادة حماس.. مشار له وأشرف الهور : حماس ترفض العودة إلى عمان دون ممارسة نشاطها السياسي. القدس العربي. 13/1/12 و محمد النجار- عمان : "واشنطن" تؤجل زيارة مشعل للأردن.. مشار له)
ووفق قناعتنا فإن السلطات الأردنية رفضت السماح لحركة حماس بممارسة العمل السياسي على أراضيها لسبب جوهري، يضاف للأسباب المذكورة، ألا وهو خشية هذه السلطات من كون تواجد حماس سيؤدي لتعاظم قوة الإخوان في الأردن.
والجميع يعلم بأن الإخوان يشكلون قوة لا يمكن تجاهلها في هذا البلد وبالأخص فإن نسبة عالية من الأردنيين هم من المهجرين من فلسطين المحتلة.
3- تونس
فبالنسبة لتونس ففي الوقت الذي تم فيه استقبال هنية بصورة رسمية من قبل رئيس حكومة تونس في المطار واعتراف تونس بحركة حماس.(هنية يبدأ زيارة إلى تونس وسط استقبال رسمي وشعبي كبير... تونس- (يو بي اي): 5/1/12)
فلا نعتقد بأن حماس ترغب بنقل مكاتبها إلى العاصمة التونسية وذلك لكونها بعيدة جغرافيا عن فلسطين وغزة.
وبالأخص فقد نفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تقارير إعلامية تحدثت عن سعيها لنقل مكتبها من دمشق إلى تونس.
وقال عضو المكتب السياسي للحركة صلاح البردويل في تصريح السبت إن حركته لم تناقش حتى اللحظة مع أي طرف عربي انتقال مكتبها من سوريا إلى أي بلد عربي، ولم تطلب ذلك منها القيادة السورية.
واعتبر أن كل الدول العربية حاضنة لمكتبها وللشعب الفلسطيني الذي يمثله مكتبها في هذه الدول.
وشدد على أن المكتب الحقيقي والرسمي لحركة حماس هو حيث يوجد مركز صراعها مع المحتل الصهيوني داخل فلسطين وخارجها حيث ساحة الصراع مع العدو الصهيوني وداخل كل قلب عربي حر.
وكانت وسائل إعلام متعددة ذكرت أن رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية الذي يعد من أبرز قادة حماس بحث أثناء زيارته الحالية لتونس إمكانية فتح مكتب للحركة بديل عن مكتبها في دمشق بسبب تطورات الأزمة السورية. حركة حماس نفت نقل مكاتبها إلى تونس (حماس تنفي نقل مكاتبها إلى تونس. الجزيرة.نت. 8/1/12)
4- العراق
وأخيرا هنالك احتمال آخر وهو نقل مكاتبها إلى العراق، لكون العراق أصبح مستعمرة إيرانية دون جدال، وهذا احتمال بعيد لكون العراق غير مستقر أمنيا ونعلم جيدا ما عاناه ويعانيه الفلسطينيون على أيدي الحكومة العميلة والتي تلاقي الدعم من سلطات الاحتلالين الأمريكي والإيراني وكذلك من قبل العصابات الصفوية المدعومة من إيران ولذا سوف لا يرحب بها الفلسطينيون المتواجدون في العراق ومن جهة أخرى فإن العراق ليس لديه حدود مع فلسطين المحتلة.
وسوف لا نطيل الحديث عن معاناة الفلسطينيين في العراق من قتل وتهجير وسنكتفي بذكر ما يعانيه القلة الباقية من الفلسطينيين في العراق حاليا :
"أعربت الشبكة الدولية للحقوق والتنمية عن قلقها مما وصفته بالحملة المنظمة التي تقوم بها السلطات العراقية ضد اللاجئين الفلسطينيين في العراق، وفيما حذرت من كارثة إنسانية في حال استمرت الحملة على شكلها الحالي، حثت الجامعة العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية ومنظمة التعاون الإسلامي على إيجاد حل جذري لمشكلة اللاجئين ووقف معاناتهم الإنسانية.وقالت الشبكة في بيان إن هناك "حملة إعلامية منظمة أطلقتها بعض القنوات (التلفزيونية) المحلية في العراق صاحبتها اعتداءات طائفية متفرقة واقتحامات وانتهاكات خطيرة من قبل قوات المغاوير العراقية لمجمع البلديات الذي تقيم فيه غالبية اللاجئين"، مضيفة انه " تم تنفيذ اقتحامات ليلية للمنازل، واعتقال العشرات والاعتداء بالضرب على آخرين، كما تم اقتحام مسجد القدس ونادي أريحا والجمعية التعاونية ".وكانت قوة من مغاوير الداخلية أقدمت في (11 كانون الثاني) الجاري على اقتحام مجموعة من المنازل في مجمع البلديات في بغداد مستخدمة الكلاب البوليسية الأمر الذي أثار الرعب في نفوس الأهالي، وتم اعتقال مجموعة من اللاجئين الفلسطينيين بدعوى وجود أسلحة وذخائر وسيارة ملغومة تم العثور عليها في أحد مآرب (كراجات) السيارات وفي أماكن النفايات، وذكر موقع " فلسطينيو العراق " أن عددا من القنوات والمواقع الإخبارية العراقية روجت " أنباء كاذبة " فحواها العثور على سيارة مفخخة معدة للتفجير في شقق الفلسطينيين في بغداد في حملة تحريضية جديدة ضد اللاجئين الفلسطينيين في العراق"على حد قول الموقع.وطالبت الشبكة السلطات العراقية بـ " توفير الحماية اللازمة والواجبة عليها لهؤلاء اللاجئين الذين يعيشون حالة رعب وخوف شديد من مغادرة المجمع لقضاء احتياجاتهم اليومية "، محذرة من " كارثة إنسانية إذا استمرت الحملة على شكلها الحالي ".ودعت الشبكة مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لـ"تكثيف زياراتها لمخيم البلديات وتوثيق الانتهاكات الواقعة في المخيم " محذرة من أن " الإجراءات التي تُتخذ حاليا ضد اللاجئين تشابه كثيرا الحملة التي أطلقت بين عامي 2007 و2009 وراح ضحيتها عشرات اللاجئين وفر الآلاف إلى الحدود ومناطق متفرقة من العالم"، كما حثت جامعة الدول العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية ومنظمة التعاون الإسلامي على إثارة قضية لاجئي العراق ودراسة مشاكلهم وإيجاد حل جذري لها ووقف معاناتهم الإنسانية".يشار إلى أن الفلسطينيين في العراق تعرضوا إلى حملات تصفية واسعة بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وتم استهدافهم من قبل ميليشيات منظمة بالخطف والقتل والتنكيل، لاسيما في الفترة التي تفجر فيها النزاع الطائفي في العراق حيث تعرضت المنطقة التي يقطنها غالبية الفلسطينيين في حي البلديات شرق بغداد إلى هجمات عديدة من قبل مليشيات مسلحة.وذكر البيان العراق بالتزاماته الدولية تجاه اللاجئين الفلسطينيين، وطالب السلطات العراقية بـ " الإفراج الفوري عن المعتقلين والتوقف عن المداهمات الليلية والاستفزازية وممارسة دورها في وقف حملة التحريض على اللاجئين الفلسطينيين".يذكر أن أعداد اللاجئين الفلسطينيين قبل احتلال العراق من قبل قوات التحالف عام 2003 كان 23 ألفا و300 لاجئ بحسب إحصائية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أما عددهم الآن فهو في حدود العشرة آلاف لاجئ، وكانوا يتمتعون في حقبة حكم النظام السابق بكثير من الحقوق منها الإقامة والعمل وحق الملكية ووثائق الإقامة وغيرها، وهي حقوق حرموا من معظمها في الوقت الحاضر وباتت السلطات العراقية تمنحهم اقامات مؤقتة تجدد كل ثلاثة أشهر.وتقدر أعداد اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات عند نقطة حدود الوليد مع الأردن وعند نقطة التنف مع سوريا، بالمئات، وتم منح مائتي لاجئ منهم اللجوء إلى دول مثل البرازيل ورومانيا وتشيلي والسويد بمساعدة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، في حين ما يزال عدد كبير منهم ينتظرون في هذه المخيمات منحهم حق اللجوء إلى دول أخرى. " (شبكة حقوقية دولية تطالب العراق بحماية اللاجئين الفلسطينيين والكف عن استهدافهم صوت العراق. 19/1/12)
علما بأن " ففي مقابلة لمجلة البيان، مع خالد مشعل، سئل عن مأساة ومجزرة (الميلشيات) الشيعية التي ترتكبها ضد فلسطينيي العراق فأجاب أنه " لما بدأ الظلم يصيبهم، ولما بدأ القتل من (الميلشيات) الظالمة؛ حاولنا من خلال علاقاتنا السياسية أن نوفر لهم الحماية، لكن للأسف لم ننجح! واستمر القتل والإيذاء، ولذلك اضطررنا إلى أن نبحث مشروعاً آخر، وهو إيواؤهم في بلاد مختلفة ". وهنا نقول لخالد مشعل لماذا لم تسمّ المجرم باسمه؟ ومشاعر من تراعي؟ (مستشار هنية.... مشار له)
مع ذلك فالكل يعلم مأساة الفلسطينيين الذين اضطروا للهروب من العراق، ومن العصابات المدعومة من النظام الصفوي في إيران حليف حماس، وبقوا عالقين على الحدود السورية والأردنية دون أن تستطيع حركة حماس إقناع النظام السوري باستقبالهم.
يضاف لذلك، يقال بأن هنية ندد "بالجيش العراق والبيش مركه ويتهمهم بالعمالة وينعتهم بنعوت ليس لها من الواقع شيء." (سيف الله علي : هنيه قائد أعظم دوله في العالم يذم العراق وجيشه. براثا. 12/10/2006)
وختاما هنالك احتمال أخير وهو نقل مكاتبها إلى الكيان الصهيوني في شمال العراق ولكن هذا الكيان لديه علاقات متينة مع عباس وسلطته (عبد الكريم الخزرجي: محمود عباس في كردستان العراق... لماذا؟ شبكة البصرة. 14/4/09)
إضافة لكون ما يطلق عليهم قادة الإقليم لا يمكن أن يوافقوا على ذلك دون ضوء أخضر من الكيان الصهيوني.
إذا فأين ستتجه مكاتب حماس إذا غادرت سوريا!!!؟
5 - إيران وقطر
أما بالنسبة لإيران
ففي الوقت الذي تدرس حركة الجهاد الإسلامي إمكانية نقل قيادة الحركة إلى طهران، موضحة أن العلاقة الوثيقة بين حركة الجهاد وإيران تمكنها من هذا الأمر. (الأردن يرفض استقبال.. مشار له) فنحن طبعا لا نعتقد بأن حماس ستوافق على نقل مكاتبها إلى إيران لسببين : الأول ستبتعد الحركة عن محيطها العربي وستعاني العزلة من قبل أكثر الأنظمة العربية والثاني أن إيران ليس لديها أي حدود مع فلسطين.
يضاف لذلك فإن حماس ستفقد جميع أو أكثر المساعدات المادية التي تحصل عليها من المواطنين العرب وبالأخص من السعودية ودول الخليج العربي.
مع ذلك تبز إشكالية جديدة وهي إذا توحدت حركة الجهاد الإسلامي مع حماس وخصوصا فقد "أعلن قيادي بارز في حركة الجهاد الإسلامي الثلاثاء عن بدء حوار 'عميق' بين حركته وحركة المقاومة الإسلامية 'حماس' التي تسيطر على قطاع غزة لبحث دمج الحركتين في كيان واحد 'في مرحلة فشل كل الخيارات الأخرى'.
وأكد محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد في تصريح مكتوب وزع على الصحافيين على أن 'وحدة قوى المقاومة الفلسطينية واجب شرعي وضرورة وطنية'.
وقال الهندي 'نحن نؤمن بوحدة قوى المقاومة انطلاقا من وعينا بأهمية هذه الخطوة على طريق استعادة الحقوق الوطنية'، مضيفا أن 'وحدة الحركة الإسلامية ضرورة لاستقبال نهضة الشعوب وإعطائها بعدها الإسلامي'.
وجاء تصريح الهندي عقب دعوة إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حماس في غزة في وقت سابق أمس إلى إجراء حوار معمق لتحقيق الاندماج التام بين حركته وحركة الجهاد.
وجاءت دعوة هنية في بيان صحافي مقتضب وزعه مكتبه الإعلامي عقب لقائه وفدا من حركة الجهاد في غزة 'بحث آخر المستجدات السياسية ونتائج الجولة الخارجية (التي قام بها هنية) وآخر تطورات ملفات المصالحة ونتائج الثورات العربية والعلاقات الثنائية بين الحركتين'.
وأعرب الهندي عن تقديره لدعوة هنية، مشددا على ضرورة البحث في سبل توحيد الحركة الإسلامية والمقاومة في الأراضي الفلسطينية. وقال إن الوحدة هدف صاحب حركته منذ انطلاقتها.
وأضاف قيادي الجهاد الإسلامي 'علينا البدء فورا بحوار عميق بين الحركتين في الداخل والخارج لدراسة كل الجوانب المتعلقة بهذا الملف'.
وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها رسميا عن بدء حوار معمق بهدف الاندماج بين الحركتين الإسلاميتين في ظل اختلافات في مواقفهما من جهة والإعلان عن قربهما من دخول منظمة التحرير الفلسطينية من جهة أخرى. (من أشرف الهور : الإعلان عن بدء حوار 'عميق' بين الجهاد الإسلامي وحماس للاندماج في كيان واحد.غزة - القدس العربي: 18/1/12)
ففي هذه الحالة هل سيتفق التنظيم الجديد بنقل مكاتبه إلى إيران مثلا؟ لقد سبق وأوضحنا بأنه ليس من مصلحة حماس نقل مكاتبها إلى إيران ولذا فإن هذه الحركة :
ومن مهازل القدر أن نقرأ بأن قيادة حركة حماس ستنقل القيادة السياسية فقط إلى قطر بعد رفض الأردن ومصر استضافة قيادة الحركة على أراضيها أو فتح مكاتب للحركة في عواصمها، موضحة أن خالد مشعل ووفدا من الحركة سيسافران إلى الدوحة لترتيب هذا الأمر.
وبينت المصادر أن قيادة الحركة تدرس حاليا بشكل مكثف كيفية نقل مكاتبها السياسية إلى قطر، موضحة أن الحركة شددت الحراسة على قياداتها في سوريا خوفا من الإقدام على اغتيال أحد قاداتها. (الأردن يرفض استقبال حماس وقطر ترحب بهم.. مشار له)
ولا نعلم كيف ستستطيع حركة حماس أن نتاضل!!! من دويلة قطر، هذه الإمارة التي ما هي إلا مستعمرة صغيرة صهيو – أمريكية.
ومن الطبيعي أن يرحب الكيان الصهيوني بنقل مكاتب حماس إلى هذه المستعمرة لأن قادة حماس سيصبحون مكبلي الأيدي في قطر وسيقعون تحت سيطرة الموساد الصهيوني الذي يفرض سلطاته على هذه الإمارة.
وهنا من حقنا أن نتساءل : هل أن هذه الحركة التي تدعي محاربة الكيان الصهيوني تجهل علاقة النظام القطري بالكيان الصهيوني، وهل أنها أخذت الضوء الأخضر من حليفتها إيران بأن أفضل من يحمي مكاتب حماس هو الكيان الصهيوني وحليفته قطر؟
وهنالك احتمال أخير وهو فتح مكاتب للحركتين المتوحدتين –حركة الجهاد الإسلامي وحماس وقد يكون اسمها "حركة الجهاد الحماسي"!!– في كل من إيران وقطر لتكتمل المسبحة إي الاتفاق الصهيو – صليبي – صفوي.
وفي هذه الحالة ستقوم منظمة الجهاد الحماسي بالتنسيق بين الثلاثي المذكور للعمل على القضاء على كل ما له علاقة بالمقاومة الفلسطينية وتفتيت الوطن العرب أو عفوا الدول العربية إلى دويلات (مجهرية).
من المؤكد بأن إيران وافقت وستوافق على ذلك لأن مصلحة الكيان الصهيوني ونظام الملالي الصفوي في طهران يلتقيان بضرورة تفتيت القوى الفلسطينية والدول العربية. وننصح قراءنا الكرام بمراجعة مقالنا (الدكتور عبدالإله الراوي: تفتيت العراق والوطن العربي.. مطلب صهيوني - صليبي - صفوي. شبكة البصرة.10/10/2007) والمقالات الأخرى بنفس العنوان.
ونرى أن ننهي مقالنا بأن نتساءل : هل يعي قادة حماس خطورة نقل مكاتبهم إلى قطر وإيران؟ فإن وعوها ولم يراعوها فتلك مصيبة وإن لم يعوها فالمصيبة أعظم.
والله من وراء القصد
الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
hamadalrawi@maktoob. Com
تجدون كافة مقالاتنا التي نشرت بعد الغزو على
http://iraqrawi.blogspot.com
شبكة البصرة
السبت 27 صفر 1433 / 21 كانون الثاني 2012
هل ستحصل قطيعة بين حماس والنظامين السوري والإيراني؟
شبكة البصرة
الدكتور عبدالإله الراوي
(ملاحظة : تم نشر هذا المقال من قبل مركز الدراسات العربي – الأوربي بتاريخ 10/1/12 وقد قمنا بإجراء تعديلات وإضافات جوهرية عليه.)
أولا : حركة حماس والنظامين السوري والإيراني
1- موقف حماس من النظام الإيراني
وفق قناعتنا فإن حركة حماس ربطت مصيرها بمصير نظام الملالي في طهران أسوة بالحزب الإيراني لنصرا لله ولذا فإن احتمال حدوث قطيعة بين حماس والنظام الإيراني مستبعدة.
وبالأخص فإن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "اعتبر "حماس" الابن الروحي للإمام الخميني (رض) وذلك لدي لقائه السيد حسن الخميني حفيد الإمام الراحل. وفق وكالة مهر الإيرانية (http://www.mehrnews.com/ar/NewsDetail.aspx?NewsID=294030)
"وأفادت وكاله مهر للأنباء أن "خالد مشعل" رئيس المكتب السياسي لحركه المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" أكد في هذا اللقاء الذي تم اليوم الأربعاء بعد وضعه إكليلا من الزهور علي المرقد الطاهر للإمام الخميني (قدس سره الشريف) علي الدور الذي أداه مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية في يقظة وصحوة الشعوب الإسلامية.
إضافة لذلك فإنه لا تزال تواصل الجهود العلنية لنشر التشيع في غزة، ومن ذلك توزيع العديد من الكتب الدعائية للفكر الشيعي مثل : كتاب "لأكون مع الصادقين" للتيجاني وكتاب "ليالي بيشاور" وكتاب "ولاية الفقيه" وكتاب "مختارات من أقوال الخميني"، كما تم توزيع نشرة معنونة بـ "عاشوراء مدرسة البطولة والفداء" في يوم عاشوراء الماضي.
كما أنه حين تم اغتيال عماد مغنية المسؤول الأمني لحزب الله، تسابق قادة حماس على رثائه وتأبينه وأقاموا له حفل تكريم في غزة!!
مغنية الذي كان وراء العديد من الجرائم بحق الإسلام والمسلمين في السعودية والكويت ولبنان والعراق، كما أنه كان وراء دعم ورعاية إيران لجيش المهدي التابع لمقتدى الصدر، الجزار الذي أمعن في قتل المسلمين من أهل السنة في العراق إضافة إلى الفلسطينيين هناك!!
*تصريح خالد مشعل: "إننا نتلقى أموالا من مصدر واحد وهو إيران"! مثل هذه التصريحات تجعل الإنسان يظن أن حماس هي الطفل المدلل لدى إيران والشيعة.
رغم ذلك فإن خالد مشعل قال في مقابلة أخرى في نفس الفترة تقريباً: "الله تبارك وتعالى تفضل علينا ومنّ علينا بدعم شعوب الأمة الخيرة، مما أغنانا عن أن نطلب من أحد من الدنيا....الأغنياء والتجار ورجال الأعمال وأصحاب الأموال ما قصروا في دعمنا طوال العشرين السنة الماضية".
في هذا التصريح اختفى ذكر إيران من الدعم، ربما لأن المقابلة مع مجلة سعودية سلفية (البيان). هذا لا يليق بخالد مشعل كسياسي مسلم أو كمجاهد في سبيل الله. (مستشار إسماعيل هنية يقول : الشيعة هم عز هذا الزمان وفلسطين تسكن كل بيت في إيران. خالد مشعل: حماس الابن الروحي للإمام الخميني. أنا المسلم. 3/5/08 وحامد عبد الحميد : مستشار إسماعيل هنية.. المسلم. نت. 3/5/08)
وهكذا نرى تصريحات مشعل الانتهازية، فعندما يصرح في السعودية لا يذكر بأن إيران هي الداعم الوحيد لحركته.
يضاف لذلك فإن قادة حماس لم يتورعوا من تقبيل يد خامنئي (إسماعيل هنية : السني في الثوب الشيعي. الجريدة. 6/1/12)
كما أننا سبق وأشرنا إلى ما يقوم به النظام الإيراني من نشر التشيع الصفوي في غزة
(الدكتور عبدالإله الراوي: مغالطات في "العلاقات الأمريكية – الإيرانية" شبكة البصرة. 17/7/2011)
2- الوضع في سوريا وموقف حماس
إن تواجد حماس في سوريا لا يمكن أن يستمر وخصوصا "لم تعد الأراضي السورية تشكل مكاناً مفضلاً لمعظم قادة الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة حماس، بعد ثورة الشعب التي تنادي بإسقاط النظام، وعملياً تعد الأردن أكثر الأماكن ملائمة لقادة الفصائل خاصة حماس، كونها أحد دول الطوق المحاذية لحدود فلسطين.
ولذا فإن مصادر متعددة كشفت للجزيرة نت- عن عودة معظم عائلات قادة حماس التي كانت مقيمة في دمشق للأردن، حيث عادت عائلات قادة الحركة ومنها عائلة مشعل للإقامة بشكل دائم في الأردن.
وتحدثت المصادر عن أن عضو المكتب السياسي للحركة محمد نزال يقيم في عمان منذ رمضان الماضي، كما أن لقاءات عقدت بين قيادات في الحركة وضباط كبار في جهاز المخابرات كان آخرها الشهر الماضي.
(أشرف الهور : الأردن يؤجل مجدداً زيارة مشعل وقادة حماس في مؤشر يظهر تأثير الضغوط الأمريكية والإسرائيلية
غزة - القدس العربي 13/1/12 والرئيسية : محمد النجار- عمان : "واشنطن" تؤجل زيارة مشعل للأردن عون الخصاونة (يمين) دافع عن السماح لقادة حماس بالعودة للأردن (الجزيرة). الجزيرة. نت.11/1/12)
يضاف لذلك فإن صحيفة 'هآرتس' العبرية قد ذكرت قبل أسبوعين أن قيادات من حماس في دمشق تركت سورية سرا وتدرس عدة بدائل في دول عربية أخرى لنقل القيادة الرئيسة لها، وأضافت الصحيفة نقلا عن مصادر فلسطينية قولها إن حماس اتخذت القرار رغم الضغط الشديد الذي يمارسه النظام الإيراني عليها لإبقاء قيادتها في دمشق وعدم إدارة الظهر للرئيس السوري بشار الأسد.
وأشارت إلى أنه في هذه المرحلة يسارع في الفرار من سورية ناشطو حماس في الصف الثاني، والثالث للحركة، بينما كبار رجالات المكتب السياسي لحماس بقيادة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي يواصلون التوجه إلى العاصمة السورية بين الحين والآخر والتشويش على قرار المغادرة.
وأضافت الصحيفة : أنّ رجال حماس الذين تركوا سورية معظمهم غادروا مع عائلاتهم إلى عدة مقاصد بينها قطاع غزة، السودان، قطر ولبنان. ونقلت الصحيفة عن مسؤول ملف الأسرى في حماس صالح العاروري قوله إنه لا يوجد قرار جديد لحماس وبالتأكيد لا يوجد قرار لترك سورية. (أنباء عن اقتراح قطري للأردن لاستضافة قادة حماس مقابل مليار دولار سنويا.. وعمان تنفي. الحقيقة الدولية – الرصد الاخباري 12/31/2011)
وأخيرا فإن قيادة حركة حماس "لديها تخوف من إقدام سوريا على اغتيال قيادات بارزة للحركة في دمشق وعلى رأسهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة تحت زعم أن الثوار السوريين هم من خططوا لاغتياله، حيث يتم تبرير هذا الأمر بأن الثورة السورية هي مخطط لاستهداف حركة المقاومة والنظام السوري الذي يناصر المقاومة الفلسطينية.
موضحة أن الحركة شددت الحراسة على قياداتها في سوريا خوفا من الإقدام على اغتيال أحد قادتها ". (الأردن يرفض استقبال حماس وقطر ترحب بهم.. مشار له)
ثانيا : ولذا نرى أن يتم توجيه سؤال آخر وهو : في حال اضطرارها للهروب من سوريا أين ستتجه حركة حماس؟
1- مصر
من الناحية المنطقية والجغرافية : فإن أفضل دولة عربية لتواجد حماس ومكاتبها، هي مصر وذلك لوجود حدود مباشرة بين مصر وقطاع غزة وبالأخص فتواجد هذه الحركة في مصر قد يؤدي إلى التأثير على القيادة المصرية لفتح ممر رفح بصورة دائمة.
كما أن حركة حماس ما هي إلا فرع من فروع الإخوان الذين فازوا في الانتخابات الأخيرة في مصر ولذا، منطقيا، سيقوم الإخوان، بفتح الممر المذكور دون تردد.
ولكن رغم ترحيب الإخوان بزيارة هنية الأخيرة لمصر فإن القيادة العسكرية المصرية رفضت ذلك ولذا لم يتم استقباله من قبل أي مسؤول كبير في الدولة المصرية. وقد رفض رئيس الوزراء ووزير خارجية مصر استقباله. (مصطفى على وإبراهيم رشوان : استجابة للسلطة الفلسطينية.. الجنزوري يرفض استقبال هنية للمرة الثانية جريدة مصريون. 11-01-2012)
إذا فإن مكاتب حماس سوف لن تكن مرحب بها في مصر في الوقت الراهن.
2- الأردن
إن أفضل دولة عربية أخرى ممكن أن تكون ملجأ لحماس هي الأردن، التي لديها حدود مع فلسطين المحتلة.
نحن نعلم بأن الأردن وافق على استقبال قادة حماس المتواجدين في سوريا بصفتهم الشخصية أي رفض نقل مكتب حماس من سوريا إلى الأردن. (الأردن يرفض استقبال حماس وقطر ترحب بهم. إجبد. 10 - 09 – 2011)
كما "تشير التصريحات التي أدلى بها مسؤولون من الأردن وحركة حماس في الساعات الـ 48 الأخيرة، إلى وجود خلافات بينهما سببها الظاهر خضوع المملكة لضغوط أمريكية و(إسرائيلية) أدت لتأجيل زيارة مرتقبة لقادة حماس برئاسة خالد مشعل إلى عمان ولقاء الملك عبد الله الثاني، حيث أعلنت الحركة رفضها لشرط وضعه رئيس الحكومة الأردنية عون الخصاونة، بأن تكون عودتهم لبلاده مجدداً مرهونة بعدم ممارسة أي نشاطات سياسية.
وتقول مصادر مطلعة على سير الترتيبات التي تتوسط فيها قطر لإتمام زيارة رسمية لخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس إلى الأردن، أن المملكة اعتذرت عن الزيارة التي كان مرتبا لها أن تتم في غضون الأيام المقبلة، إلى ما بعد إنهاء الملك جولة خارجية الأسبوع المقبل سيلتقي خلالها بالرئيس الأمريكي باراك أوباما.
هذا التأجيل للزيارة الذي سبق وأن تكرر أكثر من مرة لأسباب متعددة، تشير معظم الشواهد إلى أن السبب الرئيسي وراءه الضغوط الأمريكية (الإسرائيلية)، التي يؤكد مطلعون أنها كانت أكثر فعالية من الحوافز القطرية التي ستمنح للمملكة الأردنية، حال تمت الزيارة، وما يترتب عليها من انتقال لقادة حماس من دمشق المضطربة إلى عمان الأكثر هدوءاً ودفئاً.
فعدة مصادر ذكرت قبل أسبوعين عن عرض لدولة قطر يقضي بتقديم معونات اقتصادية للملكة وتخصيص مبلغ قدره مليار دولار سنويا، إضافة لتزويد المملكة بالغاز الطبيعي مجانا مقابل موافقتها على قبول استضافة قادة حركة حماس على أراضيها.
ولكن أشير إلى قيام السفير الأمريكي في عمان إبلاغ رئيس الوزراء عون الخصاونة تحفظ بلاده على الزيارة أو إقامة علاقات مع حركة حماس، أو السماح لقادتها بالعودة للأردن.
وهنا يرى مراقبون أنه لا يعقل أن يستضيف الأردن الذي يرعى مفاوضات سياسية، تنظيما يعرض عملية السلام، ويدعو لهجمات، حيث سبق وأن شن مسلحو حماس سلسلة هجمات خلال تواجد قيادتهم قبل الإبعاد في الأردن.
فالأردن الذي أهمل زيارة وفد حماس بعد الاهتمام الكبير من قبل وسائل إعلامه في الفترة السابقة، بدأ في التركيز أكثر إعلامياً وسياسياً وبكل ما هو معلوم ومجهول حتى لساسة كبار من طرفي التفاوض على إنجاح مهمته الهادفة لإعادة التفاوض بشكله الطبيعي بناء على توكيل من رباعي السلام قبل تاريخ 26 الجاري، وإن كانت هناك احتمالات لأن يكون هذا التاريخ المخصص لاجتماعات الرباعية غير مقدس.
وبالعودة إلى الاختلاف في وجهات النظر الذي سببه عدول الخصاونة عن تصريحات سابقة أدلى بها قبل نحو الشهر مع بداية الحديث عن زيارة هنية، والتي أكد فيها أن بلاده ارتكبت 'خطأ سياسيا' حين أبعدت قادة حماس قبل 12 عاما، حيث قال في تصريحات نشرتها أول أمس مجلة 'تايم' الأمريكية أن بلاده تبحث السماح لأفراد من حماس وعائلاتهم الإقامة في الأردن 'دون السماح لهم بتأسيس مكتب للحركة على الأراضي الأردنية أو ممارسة أي نشاط سياسي.
ونقل عن الخصاونة القول 'الفكرة لا تنطوي على إعادتهم كي يشكلوا نقطة انطلاق للجهاد، سواء ضد (إسرائيل) أو غيرها، بل على عودتهم كأفراد'، مجددا تأكيده بأن طردهم كان 'غير دستوري وخطوة خاطئة'، وقال 'سنجد سبلاً لاستعادة أعضاء حماس وعائلاتهم (..) لكن لا نريدهم أن يقيموا مقرات هنا'.
التراجع هذا أثار حفيظة حركة حماس، التي أعربت على لسان الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي رفضها للشرط الجديد، بتأكيده أن 'العمل السياسي حق لا يمكن إسقاطه'.
وأكد في تصريحات لموقع 'الرسالة نت' المقرب من حماس على أن من حق حماس أن يكون لها تواجد في كافة العواصم العربية لاسيما الأردن كون أن جلهم 'يحمل الجنسية الأردنية'.
ويقول أبو مرزوق أنه لا يستطيع أحد أن يمنع قادة حماس من ممارسة العمل السياسي لأنه يهدف لحماية حقوق الشعب الفلسطيني، متمنيا أن يعيد الأردن قراره في هذا الشأن.
وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية راكان المجالي أكد بأن بلاده تترقب زيارة ثنائية سيقوم بها ولي العهد القطري الشيخ تميم برفقة مشعل، حيث رحب بضيوف المملكة، وقال إن اللقاء المرتقب لا زال على الأجندة وسيشكل نقطة انطلاق لبحث التفاصيل المتعلقة بعلاقة الأردن مع حركة حماس وقادتها بما فيه مصلحة الشعبين الأردني والفلسطيني.
وعزز من هذه المعلومات ما نشرته مجلة تايم الأميركية أمس، التي تساءلت إن كانت عودة قادة حماس من دمشق لعمان يمثل تراجعا للنفوذ الأميركي في المنطقة.
ولذا فإن حماس رفضت العودة إلى الأردن (أشرف الهور: الأردن يؤجل مجدداً زيارة مشعل وقادة حماس.. مشار له وأشرف الهور : حماس ترفض العودة إلى عمان دون ممارسة نشاطها السياسي. القدس العربي. 13/1/12 و محمد النجار- عمان : "واشنطن" تؤجل زيارة مشعل للأردن.. مشار له)
ووفق قناعتنا فإن السلطات الأردنية رفضت السماح لحركة حماس بممارسة العمل السياسي على أراضيها لسبب جوهري، يضاف للأسباب المذكورة، ألا وهو خشية هذه السلطات من كون تواجد حماس سيؤدي لتعاظم قوة الإخوان في الأردن.
والجميع يعلم بأن الإخوان يشكلون قوة لا يمكن تجاهلها في هذا البلد وبالأخص فإن نسبة عالية من الأردنيين هم من المهجرين من فلسطين المحتلة.
3- تونس
فبالنسبة لتونس ففي الوقت الذي تم فيه استقبال هنية بصورة رسمية من قبل رئيس حكومة تونس في المطار واعتراف تونس بحركة حماس.(هنية يبدأ زيارة إلى تونس وسط استقبال رسمي وشعبي كبير... تونس- (يو بي اي): 5/1/12)
فلا نعتقد بأن حماس ترغب بنقل مكاتبها إلى العاصمة التونسية وذلك لكونها بعيدة جغرافيا عن فلسطين وغزة.
وبالأخص فقد نفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تقارير إعلامية تحدثت عن سعيها لنقل مكتبها من دمشق إلى تونس.
وقال عضو المكتب السياسي للحركة صلاح البردويل في تصريح السبت إن حركته لم تناقش حتى اللحظة مع أي طرف عربي انتقال مكتبها من سوريا إلى أي بلد عربي، ولم تطلب ذلك منها القيادة السورية.
واعتبر أن كل الدول العربية حاضنة لمكتبها وللشعب الفلسطيني الذي يمثله مكتبها في هذه الدول.
وشدد على أن المكتب الحقيقي والرسمي لحركة حماس هو حيث يوجد مركز صراعها مع المحتل الصهيوني داخل فلسطين وخارجها حيث ساحة الصراع مع العدو الصهيوني وداخل كل قلب عربي حر.
وكانت وسائل إعلام متعددة ذكرت أن رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية الذي يعد من أبرز قادة حماس بحث أثناء زيارته الحالية لتونس إمكانية فتح مكتب للحركة بديل عن مكتبها في دمشق بسبب تطورات الأزمة السورية. حركة حماس نفت نقل مكاتبها إلى تونس (حماس تنفي نقل مكاتبها إلى تونس. الجزيرة.نت. 8/1/12)
4- العراق
وأخيرا هنالك احتمال آخر وهو نقل مكاتبها إلى العراق، لكون العراق أصبح مستعمرة إيرانية دون جدال، وهذا احتمال بعيد لكون العراق غير مستقر أمنيا ونعلم جيدا ما عاناه ويعانيه الفلسطينيون على أيدي الحكومة العميلة والتي تلاقي الدعم من سلطات الاحتلالين الأمريكي والإيراني وكذلك من قبل العصابات الصفوية المدعومة من إيران ولذا سوف لا يرحب بها الفلسطينيون المتواجدون في العراق ومن جهة أخرى فإن العراق ليس لديه حدود مع فلسطين المحتلة.
وسوف لا نطيل الحديث عن معاناة الفلسطينيين في العراق من قتل وتهجير وسنكتفي بذكر ما يعانيه القلة الباقية من الفلسطينيين في العراق حاليا :
"أعربت الشبكة الدولية للحقوق والتنمية عن قلقها مما وصفته بالحملة المنظمة التي تقوم بها السلطات العراقية ضد اللاجئين الفلسطينيين في العراق، وفيما حذرت من كارثة إنسانية في حال استمرت الحملة على شكلها الحالي، حثت الجامعة العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية ومنظمة التعاون الإسلامي على إيجاد حل جذري لمشكلة اللاجئين ووقف معاناتهم الإنسانية.وقالت الشبكة في بيان إن هناك "حملة إعلامية منظمة أطلقتها بعض القنوات (التلفزيونية) المحلية في العراق صاحبتها اعتداءات طائفية متفرقة واقتحامات وانتهاكات خطيرة من قبل قوات المغاوير العراقية لمجمع البلديات الذي تقيم فيه غالبية اللاجئين"، مضيفة انه " تم تنفيذ اقتحامات ليلية للمنازل، واعتقال العشرات والاعتداء بالضرب على آخرين، كما تم اقتحام مسجد القدس ونادي أريحا والجمعية التعاونية ".وكانت قوة من مغاوير الداخلية أقدمت في (11 كانون الثاني) الجاري على اقتحام مجموعة من المنازل في مجمع البلديات في بغداد مستخدمة الكلاب البوليسية الأمر الذي أثار الرعب في نفوس الأهالي، وتم اعتقال مجموعة من اللاجئين الفلسطينيين بدعوى وجود أسلحة وذخائر وسيارة ملغومة تم العثور عليها في أحد مآرب (كراجات) السيارات وفي أماكن النفايات، وذكر موقع " فلسطينيو العراق " أن عددا من القنوات والمواقع الإخبارية العراقية روجت " أنباء كاذبة " فحواها العثور على سيارة مفخخة معدة للتفجير في شقق الفلسطينيين في بغداد في حملة تحريضية جديدة ضد اللاجئين الفلسطينيين في العراق"على حد قول الموقع.وطالبت الشبكة السلطات العراقية بـ " توفير الحماية اللازمة والواجبة عليها لهؤلاء اللاجئين الذين يعيشون حالة رعب وخوف شديد من مغادرة المجمع لقضاء احتياجاتهم اليومية "، محذرة من " كارثة إنسانية إذا استمرت الحملة على شكلها الحالي ".ودعت الشبكة مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لـ"تكثيف زياراتها لمخيم البلديات وتوثيق الانتهاكات الواقعة في المخيم " محذرة من أن " الإجراءات التي تُتخذ حاليا ضد اللاجئين تشابه كثيرا الحملة التي أطلقت بين عامي 2007 و2009 وراح ضحيتها عشرات اللاجئين وفر الآلاف إلى الحدود ومناطق متفرقة من العالم"، كما حثت جامعة الدول العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية ومنظمة التعاون الإسلامي على إثارة قضية لاجئي العراق ودراسة مشاكلهم وإيجاد حل جذري لها ووقف معاناتهم الإنسانية".يشار إلى أن الفلسطينيين في العراق تعرضوا إلى حملات تصفية واسعة بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وتم استهدافهم من قبل ميليشيات منظمة بالخطف والقتل والتنكيل، لاسيما في الفترة التي تفجر فيها النزاع الطائفي في العراق حيث تعرضت المنطقة التي يقطنها غالبية الفلسطينيين في حي البلديات شرق بغداد إلى هجمات عديدة من قبل مليشيات مسلحة.وذكر البيان العراق بالتزاماته الدولية تجاه اللاجئين الفلسطينيين، وطالب السلطات العراقية بـ " الإفراج الفوري عن المعتقلين والتوقف عن المداهمات الليلية والاستفزازية وممارسة دورها في وقف حملة التحريض على اللاجئين الفلسطينيين".يذكر أن أعداد اللاجئين الفلسطينيين قبل احتلال العراق من قبل قوات التحالف عام 2003 كان 23 ألفا و300 لاجئ بحسب إحصائية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أما عددهم الآن فهو في حدود العشرة آلاف لاجئ، وكانوا يتمتعون في حقبة حكم النظام السابق بكثير من الحقوق منها الإقامة والعمل وحق الملكية ووثائق الإقامة وغيرها، وهي حقوق حرموا من معظمها في الوقت الحاضر وباتت السلطات العراقية تمنحهم اقامات مؤقتة تجدد كل ثلاثة أشهر.وتقدر أعداد اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات عند نقطة حدود الوليد مع الأردن وعند نقطة التنف مع سوريا، بالمئات، وتم منح مائتي لاجئ منهم اللجوء إلى دول مثل البرازيل ورومانيا وتشيلي والسويد بمساعدة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، في حين ما يزال عدد كبير منهم ينتظرون في هذه المخيمات منحهم حق اللجوء إلى دول أخرى. " (شبكة حقوقية دولية تطالب العراق بحماية اللاجئين الفلسطينيين والكف عن استهدافهم صوت العراق. 19/1/12)
علما بأن " ففي مقابلة لمجلة البيان، مع خالد مشعل، سئل عن مأساة ومجزرة (الميلشيات) الشيعية التي ترتكبها ضد فلسطينيي العراق فأجاب أنه " لما بدأ الظلم يصيبهم، ولما بدأ القتل من (الميلشيات) الظالمة؛ حاولنا من خلال علاقاتنا السياسية أن نوفر لهم الحماية، لكن للأسف لم ننجح! واستمر القتل والإيذاء، ولذلك اضطررنا إلى أن نبحث مشروعاً آخر، وهو إيواؤهم في بلاد مختلفة ". وهنا نقول لخالد مشعل لماذا لم تسمّ المجرم باسمه؟ ومشاعر من تراعي؟ (مستشار هنية.... مشار له)
مع ذلك فالكل يعلم مأساة الفلسطينيين الذين اضطروا للهروب من العراق، ومن العصابات المدعومة من النظام الصفوي في إيران حليف حماس، وبقوا عالقين على الحدود السورية والأردنية دون أن تستطيع حركة حماس إقناع النظام السوري باستقبالهم.
يضاف لذلك، يقال بأن هنية ندد "بالجيش العراق والبيش مركه ويتهمهم بالعمالة وينعتهم بنعوت ليس لها من الواقع شيء." (سيف الله علي : هنيه قائد أعظم دوله في العالم يذم العراق وجيشه. براثا. 12/10/2006)
وختاما هنالك احتمال أخير وهو نقل مكاتبها إلى الكيان الصهيوني في شمال العراق ولكن هذا الكيان لديه علاقات متينة مع عباس وسلطته (عبد الكريم الخزرجي: محمود عباس في كردستان العراق... لماذا؟ شبكة البصرة. 14/4/09)
إضافة لكون ما يطلق عليهم قادة الإقليم لا يمكن أن يوافقوا على ذلك دون ضوء أخضر من الكيان الصهيوني.
إذا فأين ستتجه مكاتب حماس إذا غادرت سوريا!!!؟
5 - إيران وقطر
أما بالنسبة لإيران
ففي الوقت الذي تدرس حركة الجهاد الإسلامي إمكانية نقل قيادة الحركة إلى طهران، موضحة أن العلاقة الوثيقة بين حركة الجهاد وإيران تمكنها من هذا الأمر. (الأردن يرفض استقبال.. مشار له) فنحن طبعا لا نعتقد بأن حماس ستوافق على نقل مكاتبها إلى إيران لسببين : الأول ستبتعد الحركة عن محيطها العربي وستعاني العزلة من قبل أكثر الأنظمة العربية والثاني أن إيران ليس لديها أي حدود مع فلسطين.
يضاف لذلك فإن حماس ستفقد جميع أو أكثر المساعدات المادية التي تحصل عليها من المواطنين العرب وبالأخص من السعودية ودول الخليج العربي.
مع ذلك تبز إشكالية جديدة وهي إذا توحدت حركة الجهاد الإسلامي مع حماس وخصوصا فقد "أعلن قيادي بارز في حركة الجهاد الإسلامي الثلاثاء عن بدء حوار 'عميق' بين حركته وحركة المقاومة الإسلامية 'حماس' التي تسيطر على قطاع غزة لبحث دمج الحركتين في كيان واحد 'في مرحلة فشل كل الخيارات الأخرى'.
وأكد محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد في تصريح مكتوب وزع على الصحافيين على أن 'وحدة قوى المقاومة الفلسطينية واجب شرعي وضرورة وطنية'.
وقال الهندي 'نحن نؤمن بوحدة قوى المقاومة انطلاقا من وعينا بأهمية هذه الخطوة على طريق استعادة الحقوق الوطنية'، مضيفا أن 'وحدة الحركة الإسلامية ضرورة لاستقبال نهضة الشعوب وإعطائها بعدها الإسلامي'.
وجاء تصريح الهندي عقب دعوة إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حماس في غزة في وقت سابق أمس إلى إجراء حوار معمق لتحقيق الاندماج التام بين حركته وحركة الجهاد.
وجاءت دعوة هنية في بيان صحافي مقتضب وزعه مكتبه الإعلامي عقب لقائه وفدا من حركة الجهاد في غزة 'بحث آخر المستجدات السياسية ونتائج الجولة الخارجية (التي قام بها هنية) وآخر تطورات ملفات المصالحة ونتائج الثورات العربية والعلاقات الثنائية بين الحركتين'.
وأعرب الهندي عن تقديره لدعوة هنية، مشددا على ضرورة البحث في سبل توحيد الحركة الإسلامية والمقاومة في الأراضي الفلسطينية. وقال إن الوحدة هدف صاحب حركته منذ انطلاقتها.
وأضاف قيادي الجهاد الإسلامي 'علينا البدء فورا بحوار عميق بين الحركتين في الداخل والخارج لدراسة كل الجوانب المتعلقة بهذا الملف'.
وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها رسميا عن بدء حوار معمق بهدف الاندماج بين الحركتين الإسلاميتين في ظل اختلافات في مواقفهما من جهة والإعلان عن قربهما من دخول منظمة التحرير الفلسطينية من جهة أخرى. (من أشرف الهور : الإعلان عن بدء حوار 'عميق' بين الجهاد الإسلامي وحماس للاندماج في كيان واحد.غزة - القدس العربي: 18/1/12)
ففي هذه الحالة هل سيتفق التنظيم الجديد بنقل مكاتبه إلى إيران مثلا؟ لقد سبق وأوضحنا بأنه ليس من مصلحة حماس نقل مكاتبها إلى إيران ولذا فإن هذه الحركة :
ومن مهازل القدر أن نقرأ بأن قيادة حركة حماس ستنقل القيادة السياسية فقط إلى قطر بعد رفض الأردن ومصر استضافة قيادة الحركة على أراضيها أو فتح مكاتب للحركة في عواصمها، موضحة أن خالد مشعل ووفدا من الحركة سيسافران إلى الدوحة لترتيب هذا الأمر.
وبينت المصادر أن قيادة الحركة تدرس حاليا بشكل مكثف كيفية نقل مكاتبها السياسية إلى قطر، موضحة أن الحركة شددت الحراسة على قياداتها في سوريا خوفا من الإقدام على اغتيال أحد قاداتها. (الأردن يرفض استقبال حماس وقطر ترحب بهم.. مشار له)
ولا نعلم كيف ستستطيع حركة حماس أن نتاضل!!! من دويلة قطر، هذه الإمارة التي ما هي إلا مستعمرة صغيرة صهيو – أمريكية.
ومن الطبيعي أن يرحب الكيان الصهيوني بنقل مكاتب حماس إلى هذه المستعمرة لأن قادة حماس سيصبحون مكبلي الأيدي في قطر وسيقعون تحت سيطرة الموساد الصهيوني الذي يفرض سلطاته على هذه الإمارة.
وهنا من حقنا أن نتساءل : هل أن هذه الحركة التي تدعي محاربة الكيان الصهيوني تجهل علاقة النظام القطري بالكيان الصهيوني، وهل أنها أخذت الضوء الأخضر من حليفتها إيران بأن أفضل من يحمي مكاتب حماس هو الكيان الصهيوني وحليفته قطر؟
وهنالك احتمال أخير وهو فتح مكاتب للحركتين المتوحدتين –حركة الجهاد الإسلامي وحماس وقد يكون اسمها "حركة الجهاد الحماسي"!!– في كل من إيران وقطر لتكتمل المسبحة إي الاتفاق الصهيو – صليبي – صفوي.
وفي هذه الحالة ستقوم منظمة الجهاد الحماسي بالتنسيق بين الثلاثي المذكور للعمل على القضاء على كل ما له علاقة بالمقاومة الفلسطينية وتفتيت الوطن العرب أو عفوا الدول العربية إلى دويلات (مجهرية).
من المؤكد بأن إيران وافقت وستوافق على ذلك لأن مصلحة الكيان الصهيوني ونظام الملالي الصفوي في طهران يلتقيان بضرورة تفتيت القوى الفلسطينية والدول العربية. وننصح قراءنا الكرام بمراجعة مقالنا (الدكتور عبدالإله الراوي: تفتيت العراق والوطن العربي.. مطلب صهيوني - صليبي - صفوي. شبكة البصرة.10/10/2007) والمقالات الأخرى بنفس العنوان.
ونرى أن ننهي مقالنا بأن نتساءل : هل يعي قادة حماس خطورة نقل مكاتبهم إلى قطر وإيران؟ فإن وعوها ولم يراعوها فتلك مصيبة وإن لم يعوها فالمصيبة أعظم.
والله من وراء القصد
الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
hamadalrawi@maktoob. Com
تجدون كافة مقالاتنا التي نشرت بعد الغزو على
http://iraqrawi.blogspot.com
شبكة البصرة
السبت 27 صفر 1433 / 21 كانون الثاني 2012