dimanche 1 septembre 2013
هدية العيد : قصيدة مارون عبود بمدح رسولنا الكريم (ص)
http://www.albasrah.net/ar_articles_2013/0813/abdul_070813.htm
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
هدية العيد : قصيدة مارون عبود بمدح رسولنا الكريم (ص)
شبكة البصرة
الدكتور عبدالإله الراوي
في كلمتنا هذه، وفي هذا اليوم العظيم، فضلنا أولا أن نبتعد عن السياسة لكوننا وقرائنا الأعزاء بحاجة للحظات من النقاهة.
وثانيا قررنا أن لا يكون مقالنا طويلا ومملا ولذا سنقوم بتقديم القصيدة فقط دون كتابة أي سطر عن حياة كاتبنا وشاعرنا الكبير مارون عبود رحمه الله.
علما بأننا سنقدم قريبا، إن شاء الله، قصيدة أخرى لنفس الشاعر والتي لها علاقة مباشرة بهذه القصيدة، وسوف نقدم عرضا موجزا للتعريف بالشاعر ومؤلفاته.
وأخيرا إن من يقرأ اسم (مارون عبود) سيقول بأنه مسيحي. فهل أنه اعتنق الإسلام ليكتب هذه القصيدة والقصيدة التي سنقدمها قريبا؟
هذا السؤال سنجيب عليه في مقالنا القادم إن شاء الله.
وختاما سنقوم بشرح بعض الكلمات والتعريف السريع ببعض الأعلام.
وإليكم القصيدة.
في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم للشاعر مارون عبود
طَـبعتْكَ كـفُ الله سيفَ أمان كـمنَ الـرّدى في حدِه للجاني
الـعدلُ قـائمهُ وفـي اِفْـرَنْدهِ(1) سـورُ الـهدى نُزلّن سحر بيان
وعـليك أمـلى الله مـن آياته شـهباً هـتكْنَ مـدارع(2) البُهتان
لـولا كـتابك مـا رأينا معجزاً فـي أمـةٍ مـرصوصة الـبنيان
حملت إلى الأقطار من صحرائها قـبسَ الهدى ومطارفَ(3) العمران
هـادٍ يُـصوَّر لـي كأنّ قَوامه مـتجسدٌ مـن عـنصر الإيمان
وأراه يـغضب لـلإله مـوحداً مـن نـخلةٍ فـي عِرقِها صِنوان
لـم يُـزْهِهِ بـدرٌ ولا أحدٌ ثنى عـزماتِه عـن خِـطة العرفان
فـهو الـيقين يصارع الدنيا ومنْ جـاز الـيقين يـعودُ بالخذلان
وكـذا الـنّبوة حكمةٌ وصرامةٌ وتـقى وإلـهام وفـرطُ حـنان
هـي ذلـك الرّوح التي تَتَقَمَّصُ الأبـطالَ للحدث العظيم الشان
تُـلقي على الأبطال شِكّتها فتد فـعهم فـينفجرون كـالبركان
لـك فـي السماء منصةٌ قدسيةٌ قـامَتْ عـلى التوحيد والميزان
مـا كنتَ سفاحا ولم تسفك دماً إلا بـحـق الـعـادل الـديان
لـو كنتَ في قوم تسيخُ عقولهم وحـياً لـكنت كأطوع الحملان
قـد أحرجوك فأخرجوك فنِلْتَهم ومـذ ارعووا عن ذلك الطغيان
وسمحتَ ثم صفحتَ عن آثامهم وغـمرتَهم بـالفيءِ والإحسان
لـلـه ديـنك جـنةٌ مـختومةٌ مـن كـل فـاكهةٍ بها زوجان
ديـنٌ تـدفّق حـكمةً وتجدداً كـالبحر لـفظاً والسماءِ معاني
ألّـفت مـنه وحـدةً كـونيةً الـعـبدُ والـمولى بـها نِـدان
يـامَنْ يـموتُ ودرعـه مرهونةٌ قـد دُسـتَ مجدَ الأصفرِ الرّنان
لـو أَدّتِ الناسُ الزكاةَ وأنصفوا مـا كـان فـي الدنيا فقيرٌ عاني
يـسّرتَ للناس الشؤونَ فأيسروا أمـا الـهوى فـكبحتَهُ بـعِنان
وجمعت حولك يا رسولُ صحابةً بـعمائمٍ أزهـى مـن التيجان
خَـشُنَتْ ملابسهم ولان جوارهم بـالعدل فـالأعداءُ كـالإخوان
تشقى العدالةُ في القصور وأنت قدْ أسـعدْتَها بـمضاربِ الـعربان
أمـعلمَ الـتوحيد وَحِّـد أمـةً قــدْ فـرقَتْها نُـعرة الأديـان
يـتنازعون على السماء وأرضهم فـي قـبضة الـرُّواد والـحَدثان
فـلتنحنيْ الأجـيالُ إجلالاً لدى ذكـرِ الـنّبي الأطـهر العدنان
ولـينعق الـمتعصبون فـلم يَضُرْ طـيرَ الـجنان تـمنطقُ الغربان
غزوة أحد
أحــدٌ سـبـيلُ الله سـيناءُ الـنّبي الـهاشميّ ومصرعُ الأوثان
ألـواحُه هـبطتْ سطوراً مِنْ دم لـما تَـناضَل عـنده الـحِزبان
يـمشي برايةِ أحمدٍ حزبُ الهدى والـشركُ يُـزجِيه أبـو سفيان
فـعلا فـحيحُ المشركين كأنّ في تـلكَ الـصدورِ جهنّمُ الأضغان
والـنوق سـاهمةٌ تـخبُّ هوادراً يـحدو الـحنينُ بها إلى الأعطان(4)
والـصاهلات تلوك ألجمة الوغى وتـشبُّ عـند الكفّ كالثّعبان
هـزجٌ هو الرعدُ الأجشُّ وزحفةٌ كـالموج فـوق نـواهدِ الكُثبان
يمشون والرّمضاءُ ترقصُ في الفَلا رقص السّراب على بساط جمان
دهـموا الرسول فما ألانَ جناحَه لـلكافرينَ وقـام كـالصَّفْوان(5)
مـتـماسكٌ إيـمانه مـستوثقٌ وجـدانُـه مـن ربّـه الـحنّان
سـرْ يـا محمّد لا تخفْ غمراتِها فـستنجلي عـن قُـدرةِ الربّان
وأمـامك الـميناءُ بـسامُ اللَمى فـاضربْ بجوجئها(6) العبابَ القاني
والـريحُ بين يديكَ يُرسلُها الذي يـطوي الـوجودَ بأمرهِ الملوانِ
دارتْ رحـى الهيجا على لهواتِها(7) مـجـنونةً وتـلاحمَ الـجمعان
وكـأن عـاصفةً تـحركُ غابةً مـن مـشرفياتٍ ومـن مُـرّان(8)
فـصليل أَسْـيُفِهِم زئـيرُ مآسدٍ ورنـينُ أَنـبُلِهم عـزيفُ الجان
وكـأنّما فـي كـل لأمةٍ باسل عِـزريلُ فـالصّرعى بكلّ مكان
مـا أرخصَ الأرواح عند العُرب إن جَـهلوا وكمْ تُمسي بلا أثمان
وقـضى الـمهيمن أن يمهتر(9) عبده بـدمٍ بـلاغ الـوحي للأكوان
فـثنيتاه ومـبسمُ الـدين ازدهى بـهما ونـالَ الـحقُ خير ضمان
وكـذا الـرسالةُ لا يُؤيّدُ وحيها إلا إذا كُـتـبت بـأحمرَ قـاني
أبو دجانة(10)
وأبـو دجـانةَ فـي حسامِ محمدٍ يـختالُ كـالجنّي فـي الـميدان
بـطلُ الجلادِ إذا تعصّبَ وانتمى فـالفجُّ أيـنعَ والقطوفُ دواني
أخـذَ الـحسامَ مـن النّبي بحقِهِ فـلواهُ فـوقَ مـناكبِ الأقرانِ
كـم شكَّ مدرعاً وجندلَ فارساً وهـوى عـلى مـتجبرٍ طعّان
حُـمَّ القضاءُ فكان ترساً من دمٍ دونَ الـنّبي وأسـهمِ الـعُدوان
وابَـن اليقين إذا دعوتَ وجدتَه فـي الساعةِ السوداء ثبْتَ جَنان
أأبـا الـعصابةِ أخـلدتْكَ هنيهةٌ حـمراءُ صـانتْ بـيضةَ الإيمان
كـرَّمْتَ سيفَ محمدٍ والموت يف ترش الرجال فعِفْتَ ضربَ غواني
أم عمارة(11)
لـلـه أمُّ عـمارةٍ مـن بـاسلٍ أنـثى تـطاحنُ أشجع الشجعان
لـلـه درُّ أبـيـكِ أنـصارية مضت الدهور وأنتِ نصب عيان
هـي مـجدليةُ أحـمدٍ وسلاحُها غـيرُ الـطيوبِ ومـدمعٍ هتان(12)
سـلكتْ سـبيلَ اللهِ تحملُ قربةً تَـروي ظـماءَ مُـجاهدٍ حرَّان
حـتى إذا ما المسلمون تضعضعوا ومـحمدٌ أمـسى بـلا أعـوان
ألـقتْ بـقربتها وسَلَّتْ صارماً نـفحَتْ بـه عن سيدِ الفرسان
مـهتاجةٌ كَـلَبُوْءَةٍ فـي فـجوةٍ مـنـقضةٌ كـكواسرِ الـعقبان
أنـثى تـذود يـشدُّها إيـمانها بـالـمصطفى بالله بـالـقرآن
فتح مكة
مـاذا أبـا لهبٍ و مكةُ أُشرِعَتْ أبـوابُـها لـعساكر الـرحمن
قد غمك النصر الصغير فلو ترى الـفتح الـكبير لَـمُتَّ قبل ثمان
انـظرْ فـإن الـنّاس حول محمدٍ كـربائضٍ أحـدقن بـالرّعيان
قـد طافَ بالبيت العتيق مطهِّراً و غـداً سـيعدوه إلـى البلدان
الله أكـبر دُهـوِرَتْ أصنامُكم فـتحطمتْ أسمعت صوتَ أذان؟
هـذا بـلالُ يـبلغُ النبأَ العظيمَ ويـطبعَ اسـمَ اللهِ فـي الأذهان
و مـحمدٌ مـغضٍ جلالاً خاشعاً مـلءُ الـنفوس جمالُه الروحاني
------------------
1- (الفرند : وشى السيف وفرند السيف وإفرنده : ربده ووشيه. والفرند السيف نفسه)
2- (مدراع : لابس الدرع)
3- الطريف والطارف من المال : المستحدث وهو خلاف التالد والتليد)
4- (الأعطان : عطنت الإبل إذا رويت ثم بركت)
5- (الصفوة : خيار الشيء)
6- (الجؤجؤ : الصدر)
7- (اللهاة : اللحمة المشرفة على الحلق والجمع لهوات..)
8- (المشرفيات : السيوف اليمنة. والمران : شجر الرماح)
9- (الهتر : مزق العرض ورجل مستهتر : لا يبالي ما قيل فيه)
10- (أبو دجانة (رض) : أحد الصحابة الذين حموا الرسول (ص) يوم أحد)
11- (أم عمارة (رض) : صحابية معروفة)
12 – (هتان : هتون الدمع أي كثيرة البكاء)
الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
Abdulilah.alrawi@club-internet.fr
تجدون كافة مقالاتنا التي نشرت بعد الغزو على
http://iraqrawi.blogspot.com
شبكة البصرة
الاربعاء 29 رمضان 1434 / 7 آب 2013
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire