http://www.albasrah.net/ar_articles_2008/0108/abdal_180108.htm
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الانتقال أو الموت
شبكة البصرة
ترجمة وتعليق : الدكتور عبدالإله الراوي
شبكة البصرة
المقال الذي نقدم ترجمته هذا اليوم قامت بكتابته آن نيفا ، مراسلة مجلة لوبوان الفرنسية ، وتم نشره في نفس المجلة بعددها الصادر بتاريخ 3/1/2008 .
والذي دفعنا لترجمة هذا المقال كونه يتطرق لموضوعين مهمين : الجدران الإسمنتية وأزمة المهاجرين ، وإن المراسلة المذكورة قامت بمقابلة بعض العراقيين في العراق وسوريا .
ونظرا لكون المقال طويل نسبيا لذا سنحاول أن يكون تعليقنا مختصرا ، يتضمن :
1- إن المراسلة المذكورة أشارت ، كما تعود أن يؤكد أكثر الكتاب وبشكل خاص الغربيون وعملاؤهم ، : " إن الصراع بين الشيعة والسنة أدى إلى قيام الكثير من العراقيين بتغيير محل سكناهم . وكانت النتيجة القضاء على التوازن السكاني في البلد بأكمله ."
ونحن نؤكد هنا بأنه لا يوجد أي صراع بين الشيعة والسنة ، ولكن الصراع الحقيقي هو بين الصفويين والعراقيين الشرفاء من كافة الطوائف والأديان ، كما ذكرنا في مقال سابق . (ترجمة وتعليق : الدكتور عبدالإله الراوي : صدام حسين.... تنفيذ الإعدام قبل أوانه . شبكة البصرة . 15/1/2007 )
2- قضية جدران العزل : إن الكاتبة ستذكر بعض الأقوال اللطيفة لبعض العراقيين حول من تحمي هذه الجدران .. الخ . ولكننا سنشير إلى بعض الجوانب الأخرى المتعلقة بالموضوع .
إن العميل الصهيوني أحمد الجلبي ( الدكتور عبدالإله الراوي : قادة العراق الجديد !! وعملية التطبيع مع الكيان الصهيوني . شبكة البصرة . 25/8/2005 ) اتفق مع فريق عمل من الكيان الصهيوني لبناء جدران لتطويق 50 مدينة عراقية .
ووفق ما ذكر فإن هذا الفريق يعمل " بتنسيق كامل مع لجنة الحشد الشعبي والتي يرئسها احمد الجلبي لتطويق أكثر من خمسين مدينه في العراق بسياج عزل وإقامة سجون كبيره على غرار المخيمات الفلسطينية ومحاجر الهنود الحمر في أمريكا وسوف يقف على أبواب تلك السجون منتسبي المليشيات مرتدين زي الشرطة والجيش لقتل واعتقال أبناء تلك المدن وتجويعهم وحشرهم داخلها.
وقد عرض احمد الجلبي الخرائط والخطة على عزيز الحكيم في آخر لقاء بينهم ... وإن كاتب المقال ذكر أسماء الشركات الصهيونية وتفاصيل كثيرة لا مجال لذكرها هنا ( فريق عمل إسرائيلي يتفق مع أحمد الجلبي على تطويق 50 مدينة عراقية... ومقاول إسرائيلي يرمم شقة الربيعي بإسرائيل! . دار بابل . 19/11/2007 )
إن هذه الجدران كان هدفها تقسيم العراق ، ليس إلى ثلاث دويلات فقط ( الدكتور عبدالإله الراوي : تفتيت العراق والوطن العربي .. مطلب صهيوني – صليبي – صفوي . شبكة البصرة . 10/10/2007 ) ولكن إلى دويلات صغيرة لا يمكن حصر عددها ، وبالأخص فإن عملية العزل تتم من خلال توزيع بطاقات تعريف كما ذكر أحد المسئولين :
أعلن المتحدث العسكري باسم الحكومة العراقية في تصريحات نشرت أمس بأن الحكومة ستبدأ بتوزيع بطاقات تعريفية في " المناطق الآمنة " ببغداد لتنظيم عمليات دخول وخروج الأهالي فيها ولضمان منع تسلل المسلحين إليها.
وقال العميد قاسم عطا في تصريحاته التي نشرتها الصحف العراقية " إن بعض مناطق بغداد الآمنة سيتم توزيع بطاقات خاصة للمواطنين الساكنين فيها لتنظيم عملية دخولهم وخروجهم "، موضحا إن " هذا الأمر سيعمم على مناطق بغداد بعد تطهيرها من العناصر الإرهابية ". وأضاف: " ستقوم المجالس البلدية بتوزيع هويات على المواطنين الساكنين في القواطع الآمنة وفق آلية معتمدة من خلال المراكز الأمنية المشتركة وذلك لتنظيم عملية دخولهم وخروجهم من مناطقهم ولفرض الأمن ولفرز العناصر الإرهابية وضمان منع دخولهم إلى المناطق التي تم تطهيرها . ( توزيع بطاقات تعريف في أحياء ببغداد لمنع تسلل المسلحين .الشرق القطرية . 18/7/2007 )
وهذا يعني بأن كل من يريد الدخول إلى هذه المناطق لزيارة أحد أقربائه سيضطر للحصول على تأشيرة دخول !! ولكن للأسف لا نعرف الجهة التي تمنح مثل هذه التأشيرات !!
- كما أن الكاتبة لم تتطرق إلى الآثار السلبية الأخرى لإقامة هذه الجدران اللعينة ، فبالإضافة لما ذكرنا ، فإن أحد الخبراء في الاقتصاد يقول : شكلت هذه الكتل خسائر كبيرة لموازنة الدولة وجعلت السوق العراقية أكثر احتياجا إلى الأسمنت، حيث حولت الحواجز الإسمنتية العراق الذي كان يصدر الأسمنت منذ أكثر من 40 عاماً إلى مستورد له ، بل مستورد لأسوأ أنواعه .
وقال حسام الساموك الخبير الاقتصادي :" لا استطيع أن أعطي رقما تقريبا عن تكلفتها الحواجز الإسمنتية على الدولة " . مشيراً إلى أن سعر القطعة الواحدة الصغيرة الحجم يقدر بـ 300 دولار ".
وأشار الساموك إلى أنه وبفعل الاستخدام الواسع للكتل الإسمنتية تحول العراق إلى مستورد وارتفعت أسعار الاسمنت بشكل جهنمي بحدود 230 إلف دينار عراقي للطن الواحد في حين كان قبل 5 سنوات لا يزيد على 50 ألف دينار عراقي، أي ارتفع بنسبة 450 % للطن الواحد . ( بعد انتشار الحواجز الإسمنتية بالشوارع ..العراقيون يعيشون داخل سجن كبير . شبكة محيط . 24/11/2007 )
3- يقول أحد الرسامين الذين يعملون مع الحكومة العميلة لتجميل جدران العار نقوم : " برسم مناظر .... تصور العراق قبل الحرب . " ل : " السماح للمارة أن يحلموا " . أي يحلموا بالعراق قبل الغزو ، وهذا اعتراف صريح بأن النظام العراقي السابق أصبح حلما بالنسبة للمواطن العراقي . وهذا ما ذكرناه في إحدى مقالاتنا القديمة ( الدكتور عبدالإله الراوي : ماذا لو عاد صدام لحكم العراق .. ؟ شبكة البصرة . 2/8/2005 ) .
4- فيما يخص المهاجرين .
- ذكرت كاتبة المقال بشكل موجز قلة عدد العراقيين الذين عادوا من سوريا إلى الوطن والصعوبات التي يعانيها هؤلاء العائدون وقد أكدت عدة جهات هذه المعلومات نذكر منها :
أن جمعية الهلال الأحمر العراقية أشارت في تقرير لها في بداية عام 2008 أن 46 ألف شخص عادوا إلى العراق بين أيلول (سبتمبر ) و كانون الأول ( ديسمبر ) عام 2007 وهو رقم يقل كثيرا عما قدمته حكومة المالكي التي حرصت على تضخيم أعداد العائدين .
كما أكدت المنظمة الدولية للهجرة أن : النازحين العراقيون يبدءون العودة من الخارج ومن داخل البلاد، ولكن الإعداد الحالية للعائدين لا تمثل سوى نسبة ضئيلة من الذين فروا.
وأشارت المنظمة أن نسبة العائدين إلى بغداد لا تتجاوز 8 في المائة من عدد النازحين .
ويضيف التقرير الصادر عن المنظمة المذكورة : أن كثيرا من اللاجئين الذين يعودون من خارج العراق يعودون ليصبحوا نازحين داخل العراق؛ لأنهم قد لا يعودون بأمان إلى ديارهم أو لأن آخرين شغلوها.
وقد أكد 31 في المائة من العائدين إن ممتلكاتهم محتلة من قبل الغير.
وذكر التقرير : على الرغم من تراجع العنف وتباطؤ معدلات النزوح ومحدودية أعداد العائدين في عام 2007 إلا أنه لا يزال نزوح السكان داخل العراق والى خارجه واحدا من الأزمات الإنسانية الأكبر والأكثر خطورة في العالم". ( واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في العالم.. قلة من المهجرين العراقيين يعودون إلى ديارهم . الهيئة . نت . 12/1/2008 . و العراق: تحذيرات دولية من كارثة إنسانية . الخليج . 12/1/2008)
5- في آخر المقال تمدح إحدى اللاجئات العراقيات الموقف السوري لقبوله العراقيين . وهنا علينا أن نشير ، رغم عدم رغبتنا بمدح النظام السوري ، بأن موقف سوريا أفضل من موقف أغلب الدول العربية الأخرى وبالأخص النظام المصري المتصهين الذي يعامل اللاجئين العراقيين معاملة سيئة جدا ومخالفة لكافة القوانين والأعراف الدولية والإنسانية ، وطبعا لا داعي لأن نتكلم عن الأخوة العربية أو الإسلامية ، لأن هذا النظام ليس له أي علاقة لا بالعروبة ولا بالإسلام . ( بفضل بوش والسيستاني - تقرير لشبكة تابعة للأمم المتحدة ــ لاجئو العراق يفضلون القتل بأيدي الميليشيات على الموت في مصر جوعًا .القوة الثالثة 14-01 -2008 )
6 – لكون الكاتبة ليست عراقية فقد وقعت بكثير من الأخطاء حول الأحياء المختلطة أو التي يقطنها أغلبية سنية أو شيعية ، مثل الكاظمية التي تقول بأن فيها بعض الشيعة .أو عندما تتكلم عن الضفة الغربية أو الشرقية من دجلة .. الخ . ولا نرى داع لذكر كافة التفاصيل لأن القارئ العراقي يستطيع معرفة هذه الأخطاء .
7- وأخيرا عندما يأمل أحد العراقيين ، ساخرا ، أن يدخل العراق موسوعة الأرقام القياسية ، ويقوم بتعداد ( فضائل تحرير العراق !! ) ينسى نقاط مهمة أخرى منها : تفشي الأمية في العراق ، وكون العراق لديه أكبر عدد من السجناء والسجون ، وكونه أصبح من أكثر الدول فسادا ، وبأنه أصبح أحد الدول المصدرة للمخدرات .
يضاف لذلك أن معدل وفيات الأطفال في العراق يقترب من مستواه في دول جنوب الصحراء في أفريقيا . ( ميدل ايست اون لاين 16 /01 /2008 )
والذي يريد تعداد فضائل التحرير !! سوف يكتب مجلدات دون حصر هذه ( الفضائل ) .
ترجمة المقال
الانتقال أو الموت
إن الصراع بين الشيعة والسنة أدى إلى قيام الكثير من العراقيين بتغيير محل سكناهم . وكانت النتيجة القضاء على التوازن السكاني في البلد بأكمله .
هؤلاء الرسامون لا يحملون حتى الصدرية البرتقالية التي تسمح لقائدي السيارات لرؤيتهم من بعيد .
في قلب الزحام في العاصمة العراقية ، ريشة الرسم بأيديهم ، هؤلاء الفنانون تم تعينهم من قبل أمانة العاصمة لغرض تلوين الجدران الإسمنتية . وعلينا أن نقول بأن هذه الجدران أصبحت حاضرة أينما نتجه .
في محاولة أخيرة لجعل هذه المدينة قابلة للحياة ، بعد أن أقام الأمريكان هذه الجدران في كل مكان : أمام العمارات ، والجامعات ، والشوارع ، ولغرض عزل الأحياء السكنية ، وأيضا لعزل المواطنين والطوائف . إن هذه الجدران غزت كافة الأماكن الخالية .
يقول كامل ، أحد المتحمسين للقيام بهذه العملية " التجميلية " : " نرسم مناظر هادئة ، بحيرات ، أنهار ، حقول لطيفة ... تصور العراق قبل الحرب ."
وهذه العملية ترمي إلى : " السماح للمارة أن يحلموا " .
ولكن شباب بغداديين يتساءلون : " لماذا لا يستعمل كل هذا الاسمنت وهذا الماء والرمل لأغراض أكثر فائدة ، مثل تشييد منازل للذين هم بأمس الحاجة لها ، والذين ، ربما ، يكونون هم الذين يرغموننا على الاحتماء ؟ "
بانتظار ما سيحدث ، فإن الأحياء المختلطة مستمرة بتشييد جدران العزل التي تشبه الجروح الحية التي تم تضميدها بصورة سيئة من قبل شخص غير مؤهل لذلك .
في أغلب الأحيان ، فإن هذا الطوق من الجدران يثير الحيرة : من يحمي في الحقيقة ؟ الجيش الأمريكي أو المدنيين ؟
بعض العراقيين يخشون من أن إمكانية المصالحة بين الطوائف تبتعد أكثر فأكثر كلما تم تشييد جدران أخرى .
بالنسبة لآخرين ، فإن الجدران الإسمنتية أصبحت مجالا للنكت ، مثل هذا الخباز ، الذي يأمل أن يدخل العراق " موسوعة غينيس للأرقام القياسية " : " لأن لدينا أكبر عدد من الوزراء ، وأكبر عدد من القوات الأمريكية ، وعندنا أكبر عدد من الجدران الإسمنتية التي تحمي جدران إسمنتية أخرى . ( قريبا يحتاج كل منا إلى جدار في سبيل المرور " بأمان تام " من غرفة نومنه إلى حمامه ! ) .
وأيضا نحن البلد الوحيد الذي تحدث فيه هذه الكمية الكبيرة من التفجيرات اليومية ! "
إذا كان أكثر من مليوني مواطن اختاروا الهروب إلى خارج البلد ، خلال السنتين الأخيرتين ، فإننا نلاحظ حركة نزوح مثيرة للمواطنين من منطقة إلى أخرى داخل البلد ، وكذلك من حي لآخر داخل العاصمة ، مما يؤدي إلى تغيير المعادلات الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية للبلد .
وهكذا فإن مليوني عراقي ، ما يعادل 15% من المواطنين ، " مهجرين داخل البلد " .
العائلات تتنقل أو تعود وفق إحساسها بما تقوم به الكتائب من عنف ، مما يمنع القيام بأي إحصاء مقبول .
ولعدم ثقتهم بالسلطات الحكومية ، فإن العراقيين لا يسجلون عناوين إقامتهم الجديدة لدى هذه السلطات ، يضاف لذلك ففي بعض الحيان من الصعوبة الذهاب إلى العاصمة لهذا الغرض .
قي بغداد ، من الصعوبة ، تقريبا ، أن تصادف إنسانا لم يقم بتغيير الحي الذي كان مقيما فيه ، بسبب حوادث مأساوية .
الحياة المشتركة لم يعد لها وجود ، كل شخص فقد جذوره وعليه أن يتأقلم .
وهكذا فإن الضفة الشرقية من دجلة أصبحت تدريجيا مسكونة من قبل الشيعة فقط ، مع استثناء واحد تقريبا حي الأعظمية الواقع على ضفة النهر ، والذي جميع قاطنيه من السنة . وهذا الحي مطوق بالجدران الإسمنتية التي حصرته بشكل محكم تقريبا .
الضفة الغربية ، تقريبا كليا للسنة فقط ، حسب الحدود الجغرافية التي لم تحدد بشكل واضح ولكنها معروفة من قبل الجميع ، مع استثناء حي العامل الذي بقي " مختلط " وكذلك الكاظمية التي يقطن فيها بعض الشيعة .
التصريحات الحديثة للضباط الأمريكيين الكبار تؤكد بأن انخفاض عدد الجثث التي تكتشف يوميا لم يزل الرعب لدى المواطنين .
-: " إنني أقضي أيامي في هذا المعرض الذي أشعر فيه ، تقريبا ، بنوع من الآمان . " أسر ماهر لطيف الخزفي المعروف والذي أصبح رساما رغما عنه ، بسبب عدم وجود الكهرباء الكافية لصنع تماثيل فخارية . الذي يقول : " إن حقيبتي التي حملتها معي بعد الظهر ، موضوعة في إحدى الزوايا ، ولا أدري أين أنام هذا المساء . "
قصة ماهر المأساوية ممكن أن تؤثر على نمط حياته إلى ما لا نهاية .
هذا الفنان السني الذي يقيم في حي البنوك ، حي شيعي ليس بعيدا عن مدينة الصدر ، في هذا الحي الذي قامت فيه ، الكتائب التابعة للإمام الشيعي المتعصب مقتدى الصدر ، حديثا بقتل 36 شخص من أصدقاء ماهر .
ولذا وخوفا على حياته وحياة ولده البكر ، اضطر مرغما لتغيير سكنه من الضفة الشرقية وتأجير دار في حي المنصور ، حي سني معروف وراق ، بينما زوجته وابنته اللتان يكون تعرضهما للقتل أقل ، بقيتا في حي البنوك .
إنه لا يزورهما إلا في حالات استثنائية ، مثلا بمناسبة عيد الفطر الذي يقع في نهاية شهر رمضان . حيث وصل إلى ذلك الحي لزيارتهما في آخر المساء وغادر الحي مع طلوع الفجر حتى لا يراه أحد .
إن جيرانه قاموا بتحذيره : إن زياراته يجب أن تكون نادرة قدر المستطاع ، لأن هنالك " رجال " يراقبونه .
في نفس الوقت فإن عراقي شيعي ممكن أن يروي قصة معكوسة .
النتيجة أن ماهر يلتقي بزوجته مرة واحدة كل شهر في معرض ، هو مقهى حوار ، مكان ثقافي بغدادي راق ، الذي لم يغلق بسبب شجاعة وتضحية مالكه قاسم السبتي ، والذي بقي فاتحا أبوابه في هذا الظرف الصعب والذي أصبح يمثل أحد الأماكن النادرة في بغداد التي يلتقي فيها السنة والشيعة الذين بإمكانهم أن يتحاورا بهدوء .
خارج العاصمة التي تم تشويهها بالجدران الإسمنتية والكثير من الحدود الجديدة بين أحيائها ، فإن المحافظات الأخرى ملزمة على التأقلم لاستقبال آلاف المهجرين من الشيعة في الجنوب ، ومن السنة في الغرب ، ومن الأكراد في الشمال .
خلال الأشهر الثمانية عشر الأخيرة ، أبو غربي : قصبة عدد سكانها 12 ألف نسمة ، والتي تقع على ضفاف دجلة وعلى مسافة 280 كيلومتر إلى الجنوب الشرقي من بغداد . وتقع قرب الحدود الإيرانية ولذا عانت من تدفق " المهاجرين " الشيعة الذين قدموا إليها من كافة المحافظات .
يصل إليها هؤلاء بسيارات صغيرة ( تكسي ) جماعية ( نفرات ) مع سواق من المعارف ، وإلا ، فإن الركاب يتعرضون للخطر . في السيارة ، عندما يتكلم الركاب ، يكون كلامهم دائما بتوجيه النقد الساخر للحكومة المتواطئة مع الأمريكان ، كما يؤكد أحدهم : " لا أستطيع أن أفهم الأمريكان ، هم الآن يساعدون السنة في الرمادي والفلوجة . هل أنهم سذج لدرجة تجعلهم يعتقدون بان السنة أصبحوا من جانبهم ، أن السبب الوحيد الذي أرغم شيوخ العشائر على اتخاذ هذا الموقف لكونهم خدعوا من قبل القاعدة . "
إن شعورا بالمرارة ، من هذا الموقف ، متفق عليه كثيرا ، لدى الشيعة .
في المدينة الصغيرة ، أبو غربي ، عائلة رنا ، 26 سنة التي تعمل في الإسعاف في إحدى مستشفيات بغداد ، عملت حديثا على تشييد منزل في أرض والدها حسن الذي كان عضوا في حزب البعث وكان لديه موقعا مهما ، هذا الموظف في وزارة الصحة والذي أصبح متقاعدا بعد عدة أسابيع من الغزو الأمريكي عام 2003 . يعيش الآن في أرضه البعيدة عن العاصمة .
تقول رنا : " والدي أصبح مشمئزا من الوضع ، ولذا لا يريد أن يتكلم قي السياسة ، نحن ، أولاده ، نخاف عليه : القاعدة ممكن أن تعتبره هدفا لكونه شيعي ، وإذا عاد إلى العمل مع الحكومة ( لأن تقاعده قليل جدا ) فسوف يعتبر عميل . ولذا فهو واقع في مأزق ."
في هذه القصبة الهادئة ، ( الحدود ) تمر بين السكان الشيعة : هنا المجلس البلدي مخترق ، تقريبا كما هو متبع في هذه المناطق ، من قبل جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر وقوات بدر . هذه القوات تمثل الفرق المسلحة للمجلس الأعلى الإسلامي في العراق ، الحزب العراقي الشيعي الأكثر تسلطا، والذي لديه أكبر عدد من الممثلين في مجلس النواب .
إن شوارع أبي غربي هادئة ، ولكن الحدود الإيرانية القريبة ، 30 كيلومتر، تشجع التهريب . تهريب السلاح وبصورة خاصة المخدرات .
" كل الناس يعبرون الحدود بالاتجاهين ، كما يقول حسين معلم في الحي . ولكن لا يوجد من يبلغ عما يحدث ، لكونهم يخافون أن يتم قتلهم ."
إن الذين جاؤوا للعيش هنا لا يريدون ، بصورة خاصة ، إفساد التوازن في المنطقة . إذا كان في بغداد ، لا يوجد شخص يذهب إلى عمله بشعور هادئ بسبب عدم توفر الأمن ، " هنا نحن نعيش بصعوبة .. ولكن بالأحرى بهدوء . " وهذا يعتبر ترفا في عراق اليوم .
سوريا : بلد الاستقبال بتحفظ .
تقول أحلام 42 سنة : " عالم 2005 ، خلال ثمانية أيام ، كنت مخطوفة لأنني امرأة تتمتع بالاستقلال ."
الذين قاموا بخطفي كانوا يلبسون السواد وهم أعضاء في تنظيم القاعدة ، لقد وضعوا شرطين لإطلاق سراحي : دفع مبلغ 50 ألف دولار ومغادرتي البلد .
منذ شهر كانون الأول ( ديسمبر ) 2005 ، إنها تعيش بالكاد في العاصمة السورية مع زوجها وأولادها الثلاثة .
وتقول : أولادنا يتابعون الدراسة ، ولكن لا يحق لها أو لزوجها ممارسة أي عمل .
سوريا ( 19 مليون نسمة ) يعيش فيها مليون وأربع مائة عراقي نصفهم من الأطفال . في البداية ، دمشق شرعت أبوابها للعراقيين انطلاقا من التعاضد العربي ، ولكن أعداد العراقيين أصبحت كبيرة ، ولذا تم تشديد عملية الدخول : حيث أن أي عراقي يريد الدخول لهذا البلد يحتاج الآن لتأشيرة . ومن لديه بطاقة إقامة فهو ملزم بتجديدها كل ثلاثة أشهر .
بالنسبة لأسعار العقارات فقد ارتفعت بشكل كبير ، والسوريون يقولون بأن العراقيين هم السبب . كما أن أطفالهم اعتبروا مسئولون عن اكتظاظ الصفوف في الدارس .
في شهر حزيران ( جوان ) ، الابن البكر لأحلام عندما كان يلعب كرة القدم ، كعادته بعد ظهر كل يوم ، شعر بألم شديد في كتفه . تم نقله إلى المستشفى ، ولكنه توفى بعد أربع ساعات من وصوله المستشفى .
تقول أحلام وعيونها محمرة : " إن الأطباء حقنوه بإبرة بالخطأ ، لقد سمعت ما قالوه ، عندما اعترفوا بالخطأ الذي اقترفوه وهم يتحاورون باللغة الانكليزية .. "
إنهم لا يتصورون بأن أحلام تفهم هذه اللغة والتي كانت السبب باختطافها ن في بغداد ، لكونها ليس فقط تتقن الانكليزية ، بل كانت عضو في المجلس البلدي للحي الذي تقطن فيه ، كما أنها كانت تعمل في منظمة أنشأت من قيل الأمريكان ومرتبطة بقوات التحالف .
تصرح بجدية بنت الفلاح التي كانت الأولى على تلاميذ حيها في المدرسة الابتدائية : " أنا لا يمكن أن أعود للعيش في العراق ، وإذا قام السوريون بطردنا ، سأنصب خيمتي مع الفلسطينيين على الحدود العراقية – السورية ، ونعيش مع عنزتين وبقرة . "
إنها ليست الوحيدة التي ترفض العودة . في نهاية تشرين الثاني ( نوفمبر ) ، قامت الحكومة العراقية بتهيئة مجموعة من الحافلات لإعادة المهاجرين من دمشق . ولكن هذه العملية أخفقت بالكامل ، لأن من بين الثلاثين عائلة التي صعدت إلى هذه الحافلات ، فقط عشرة عائلات استطاعت العودة إلى مساكنها .
الآخرون اضطروا للسكن لدى الأقارب أو الأصدقاء ، لأن أموالهم نهبت أو سرقت .
مؤخرا أحمد ، زوج أحلام ، قام بتقديم طلب إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين في سبيل الحصول على اللجوء في الولايات المتحدة الأمريكية .
تشير أحلام : " أنا لا أفهم العقلية الأمريكية ، إنهم يريدون أن يجلبوا لنا الديمقراطية ، ولكنهم لم يحسبوا حساب الفوضى والعنف الذي كان نتيجة تواجدهم في العراق ."
في دمشق ، في بيتها ذو الجدران العارية إلا من صورة وحيدة تلفت النظر : صورة بشار الأسد ، الرئيس السوري الذي ، رغم كل شيء ، تعترف له بالفضل : " لكونه قبل استقبال الناس الذين يتضايق منهم الجميع : العراقيين ."
الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
hamadalrawi@maktoob.com
تجدون كافة مقالاتنا التي نشرت بعد الغزو على
http://iraqrawi.blogspot.com
نص المقال المترجم
Irak
Déménager ou mourir
03/01/2008 - De notre envoyée spéciale Anne Nivat - © Le Point - N°1842
Les combats entre les communautés chiite et sunnite entraînent de grands mouvements de population. C'est tout l'équilibre du pays qui s'en trouve bouleversé.
Ils ne portent même pas les gilets orange qui permettraient aux automobilistes de les voir de loin. Au coeur des embouteillages de la capitale irakienne, pinceau à la main, des artistes embauchés par la municipalité colorent les murs de béton. Il faut dire que les murs de Bagdad sont devenus omniprésents. Dans une ultime tentative pour rendre la ville plus vivable, les Américains en ont élevé partout : devant les immeubles, les universités, sur les avenues, séparant les quartiers, les populations, les sectes. L'espace est envahi de murs. « On peint des paysages paisibles, des lacs, des rivières, des fermes tranquilles... l'Irak tel qu'il était avant la guerre », explique Kamil, un fervent partisan de cette opération « esthétique » qui voudrait « faire un peu rêver les passants".
"Pourquoi ne pas utiliser tout ce ciment, cette eau et ce sable pour des tâches moins inutiles, comme construire des maisons pour ceux qui en ont le plus besoin et qui sont peut-être ceux-là mêmes contre lesquels on se protège ? » se demandent de jeunes Bagdadiens. En attendant, les différents quartiers continuent à se hérisser de murs de séparation comme autant de plaies à vif maladroitement pansées. La plupart du temps, ces boucliers de béton entretiennent la confusion : qui protègent-ils finalement ? L'armée américaine ou les civils ? Certains Irakiens craignent que les possibilités de réconciliation entre les communautés s'éloignent au fur et à mesure que les murs s'élèvent. Pour d'autres, l'étalage de béton est devenu l'objet de blagues, comme pour ce blagueur qui souhaite que l'Irak entre dans le « Livre Guinness des records » « parce qu'on a le plus grand nombre de ministres, le plus grand nombre de troupes américaines ; le plus grand nombre de murs de béton qui protègent d'autres murs de béton (bientôt il faudra presque un mur pour passer " en toute sécurité " de sa chambre à sa salle de bains !) ; et qu'on est sans doute le seul pays au monde avec autan d'explosions quotidiennes ! »
Si plus de 2 millions de personnes ont choisi de fuir vers l'étranger, ces deux dernières années, d'impressionnants mouvements de population d'une région à l'autre du pays et d'un quartier à l'autre de la capitale sont en train de modifier l'équilibre démographique, économique et social du pays. Ce sont aussi 2 millions d'Irakiens, soit 15 % de la population, qui sont des « déplacés internes ». Les familles vont et viennent au gré de leur perception de la violence des milices, empêchant toutes statistiques fiables. Très méfiants vis-à-vis des autorités, les Irakiens ne s'enregistrent pas nécessairement à leur nouvelle adresse, d'autant qu'il leur est parfois difficile de se rendre jusqu'à la capitale.
A Bagdad, il est presque impossible de rencontrer quelqu'un qui ne vient pas de changer de quartier à cause d'un événement dramatique. La communautarisation explose. Chacun perd ses racines et doit se réadapter. Ainsi, la rive orientale du Tigre est peu à peu devenue habitée par les seuls chiites, à une exception près, le quartier d'Adhamiya, en bordure du fleuve, entièrement sunnite et coupé des alentours par de hauts murs de béton qui l'enserrent presque hermétiquement. La rive occidentale est, elle, presque totalement sunnite, à l'exception d'Ou Amal, qui reste un quartier « mixte » selon des frontières géographiques non tracées mais connues de tous, et de Qaddimiya, où demeurent quelques chiites.
Les récentes déclarations de gradés américains affirmant que moins de cadavres sont découverts quotidiennement n'ont pas effacé l'horreur des récents mois : « Je passe mes journées dans cette galerie où je me sens plus ou moins en sécurité », confie Maher Latif, un céramiste reconnu qui a dû s'improviser peintre, faute d'électricité suffisante pour fabriquer ses céramiques. « Ma valise est posée dans un coin, je déciderai en milieu d'après-midi où je coucherai ce soir. » La triste histoire de Maher pourrait se décliner à l'infini. Cet artiste sunnite était installé à Benouk, un quartier chiite non loin de Sadr City, où, récemment, la milice se réclamant de l'imam chiite ultraconservateur Moqtada al-Sadr a éliminé 36 personnes de ses amis. Craignant pour sa vie et celle de son fils aîné, il a été contraint de changer de rive et de louer une maison dans Mansour, un quartier sunnite anciennement huppé, tandis que sa femme et sa fille, moins exposées, sont restées à Benouk. Il leur rend exceptionnellement visite, comme lors de la dernière fête de l'Aïd-el-Fitr, qui marque la fin du ramadan. Arrivé en voiture tard le soir, il a décampé à l'aube pour ne pas être vu. Ses voisins l'ont prévenu : ses visites doivent être le plus rares possibles, car des « agents » l'observent. Un Irakien chiite pourrait raconter l'histoire inverse. Résultat : Maher retrouve sa femme une fois par mois seulement à la galerie-café Hiwar, haut lieu culturel bagdadien qui, grâce au courage et à la pugnacité de son propriétaire, Qasim al-Sabti, reste ouvert en ces temps troublés et s'affiche comme un des rares endroits de la capitale où sunnites et chiites peuvent encore discuter tranquillement.
En dehors de la capitale défigurée par ses murailles de béton comme autant de nouvelles frontières, les régions ont également dû s'adapter et accueillir par milliers des chiites au sud, des sunnites à l'ouest et des Kurdes au nord. Dans les dix-huit derniers mois, Abou Gharbi, une bourgade de 12 000 habitants située à 280 kilomètres au sud-est de Bagdad, au bord du Tigre, près de la frontière iranienne, a subi un afflux de « réfugiés » chiites de toutes provenances. On s'y rend en taxi collectif avec un chauffeur que l'on connaît, sinon, c'est trop risqué. A bord, quand les hommes prennent la parole, c'est toujours pour fustiger la politique du gouvernement proaméricain : « Je ne comprends pas que, maintenant, les Américains aident les sunnites de Ramadi et de Fallouja , avance l'un d'eux. S ont-ils naïfs au point de croire que les sunnites sont de leur côté alors que ce ralliement est 100 % tactique ? C'est uniquement parce qu'ils se sont fait avoir par Al-Qaeda que les chefs de tribus sunnites ont changé de bord », affirme-t-il . Un sentiment plein d'amertume largement partagé en terre chiite. Dans la petite ville d'Abou Gharbi, la famille de Rana, 26 ans, urgentiste dans un hôpital de Bagdad, a fait construire récemment une maison sur les terres de son père, Hassan. Ancien membre du parti Baas où il jouissait d'un grade élevé, ce fonctionnaire du ministère de la Santé a pris sa retraite quelques semaines après l'invasion américaine de 2003 et se terre, depuis, loin de la capitale. « Mon père est dégoûté, il ne veut plus parler politique , explique Rana. Nous, ses enfants, on a peur pour lui : Al-Qaeda peut le prendre pour cible parce qu'il est chiite, et s'il se remettait à travailler pour le gouvernement (sa retraite est minime), il serait considéré comme un traître... Il est coincé. »
Dans cette bourgade tranquille, les « frontières » passent à l'intérieur de la communauté chiite : ici, le conseil municipal est infiltré à peu près de la même façon par l'armée du Mahdi de Moqtada al-Sadr et les forces Badr. Celles-ci sont le bras armé du Conseil suprême islamique d'Irak, le parti politique irakien chiite le plus influent, qui possède le plus grand nombre de députés au Parlement. Les rues d'Abou Gharbi sont calmes, mais la proximité de la frontière iranienne, à 30 kilomètres, encourage les trafics, ceux des armes et de la drogue en particulier. « Tout le monde passe dans les deux sens , s'exclame Hussein, un instituteur du quartier. Mais personne ne dénonce qui que ce soit, de peur de se faire tuer. » Ceux qui sont venus vivre ici ne veulent surtout pas gâcher le fragile équilibre de la région. Si, à Bagdad, personne ne peut aller à son travail l'esprit paisible à cause de l'insécurité, « chez nous, on vivote... plutôt tranquillement ». Un vrai luxe dans l'Irak d'aujourd'hui
La Syrie, terre d'accueil... réticente
«E n 2005, pendant huit jours, j'ai été kidnappée parce que j'étais une femme qui avait un travail et qui était indépendante. » Les ravisseurs d'Ahlam, 42 ans, vêtue de noire, étaient des membres d'Al-Qaeda et ont posé deux conditions à sa libération : 50 000 dollars et son départ du pays. Depuis décembre 2005, elle survit dans la capitale syrienne avec son mari et ses trois garçons. Ses enfants vont en classe, mais ni elle ni son mari n'ont le droit de travailler.
La Syrie (19 millions d'habitants) abrite 1,4 million d'Irakiens, dont la moitié sont des enfants. Dans un premier temps, Damas a largement ouvert ses portes au nom de la solidarité arabe, mais les Irakiens devenus trop nombreux, les conditions d'entrée se sont durcies : un visa a été instauré et la carte de résident doit être renouvelée tous les trois mois. Quand les prix de l'immobilier ont flambé, les Irakiens ont été montrés du doigt. Leurs enfants sont rendus responsables des classes surchargées...
En juin, le fils aîné d'Ahlam jouait au foot comme tous les après-midi, lorsque le garçon s'est plaint d'une forte douleur à l'épaule. Transporté à l'hôpital, il y est décédé quatre heures plus tard. « Les médecins lui ont fait une piqûre et ils se sont trompés , explique Ahlam les yeux rougis. J'ai tout entendu lorsqu'ils ont admis leur erreur en discutant entre eux en anglais... » Ils ne soupçonnaient pas qu'Ahlam comprenait cette langue-ce qui fut d'ailleurs à l'origine de son enlèvement, car non seulement Ahlam l'anglophone était, à Bagdad, membre du conseil municipal de son quartier, mais elle travaillait pour un organisme lié à la coalition instaurée par les Américains.
« Jamais je ne retournerai vivre en Irak et, si les Syriens nous renvoient, je planterai ma tente avec les Palestiniens à la frontière irako-syrienne. On vivra avec deux chèvres et une vache », annonce sérieusement cette fille de fermier, la première de son quartier admise à l'école primaire.
Elle n'est pas la seule à refuser de rentrer. Fin novembre, le gouvernement irakien a organisé un convoi de bus pour rapatrier des réfugiés à partir de Damas. Un fiasco : sur la trentaine de familles qui ont sauté le pas, une dizaine seulement ont pu se réinstaller dans leur maison. Les autres campent chez des amis ou de la famille, leurs biens ayant été pillés ou volés. Dernièrement, Ahlam a déposé un dossier auprès du Haut-Commissariat aux réfugiés de l'Onu pour être accueillie aux Etats-Unis. « Je ne comprends pas vraiment la mentalité américaine : ils ont voulu nous apporter la démocratie, mais ils ne se rendent pas compte du chaos et de la violence engendrés par leur présence... » constate-t-elle. A Damas, dans son intérieur aux murs nus, une unique photo attire l'oeil : le portrait de Bachar el-Assad, le président syrien à qui, malgré tout, elle est reconnaissante « parce qu'il a été accueillant avec ceux qui gênent tout le monde : les Irakiens » A. N.
شبكة البصرة
الجمعة 10 محرم 1429 / 18 كانون الثاني 2008
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire