بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
العلاقات العربية الإيرانية والسيطرة الإيرانية على العراق
شبكة البصرة
الدكتور عبدالإله الراوي
عندما نريد الكتابة عن العلاقات بين العرب ونظام إيران الصفوي علينا أن نقوم بعرض ذلك على محورين : الأول يتعلق بالعراق والثاني بموقف هذا النظام من بقية الأقطار العربية.
أولا : الهيمنة الإيرانية على العراق.
- إن نظام الملالي في طهران هو الذي يسيطر على كافة أجهزة السلطة العميلة في وطننا الحبيب. أي بكلمة موجزة "الإيرانيون تغلغلوا في كل مكان وفي كافة المرافق الحيوية في العراق" كما ذكر العميل على الدباغ عندما كان نائبا ومستشارا للسستاني قبل أن يصبح الناطق الرسمي لحكومة المنطقة الخضراء (أنظر مقالنا بنفس العنوان. شبكة البصرة. 30/3/2006)
ولهذا الغرض فإن ما لا يقل عن ثلاثة ملايين إيراني تم منحهم الجنسية العراقية ليفرضوا هيمنة إيران على المرافق الحيوية العراقية.
مساعدة المحتل وزرع الطائفية :
لقد تم غرس فكرة الطائفية والمحاصصة وما تم من تصفيات لأبناء الشعب العراقي بعد الاحتلال.
وإن الكثير من المفكرين ألقوا تبعة ذلك على سلطات الاحتلال، ونحن نقول بأنه من المنطقي أن تتعامل قوات الغزو مع من يساندها، ونظرا لكون حكام طهران ساعدوا الولايات المتحدة الأمريكية على احتلال العراق وباعتراف رفسنجاني : " لولا إيران لما استطاعت أمريكا غزو أفغانستان والعراق ".
كما أن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد عبر عن فرحه عندما قال : " قد وضع الله ثمار احتلال البلدين المجاورين لإيران وهما العراق وأفغانستان في سلّة إيران"! وهكذا فقد حررت أمريكا إيران من فكي كمّاشة من حيث تدري ولا تدري لتضيف النقاط إلى صالح الجانب الإيراني. (د. محمد مسلم : من سينتصر: دهاء ايران أم قوة أمريكا؟
http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?Action=&Preview=No&ArticleID=5557)
وعلينا أن لا ننسى ما أعلنه محمد علي أبطحي، في محاضرة ألقاها في ختام أعمال مؤتمر "الخليج وتحديات المستقبل" الذي عقد بإمارة أبو ظبي مساء الثلاثاء 13/1/2004، عندما قال : إن بلاده قدمت الكثير من العون للأمريكيين في حربهم ضد أفغانستان والعراق. مؤكدا " لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة. (حسن خليل غريب : هل يُنبئنا العرَّافون العرب، القارئون بالفنجان الإيراني: لماذا ساعدت إيران باحتلال العراق؟ ولماذا تطالب بالانسحاب منه؟ شبكة البصرة. 20/4/2009
لذا من الطبيعي أن يقوم المحتل الأمريكي بتقريب الأحزاب الطائفية وكتائبها التي دخلت العراق من إيران بعد الاحتلال. ومن هذه الأحزاب المجلس الأعلى وحزب الدعوة، هذا دون ذكر الأحزاب الصغيرة الأخرى كحزب الله وثأر الله وغيره هذا دون إغفال الحرس الثوري الإيراني.
هذه الكتائب (المليشيات) التي شكلت فرق الموت التي قامت بقتل وتهجير الملايين من العراقيين العرب الشرفاء لسبب بسيط لكونهم رفضوا الخضوع لقوات الاحتلال وللهيمنة الصفوية.
ولولا موقف النظام الإيراني، المتعاون مع الاحتلال، لما استطاعت سلطات الاحتلال بغرس نظام المحاصصة سيء الصيت.
تقسيم العراق :
إن نظام الملالي، ومن خلال الأحزاب المرتبطة به، وبالتنسيق مع سلطات الاحتلال والكيان الصهيوني، يعمل جاهدا على تفتيت العراق. (يرجى مراجعة مقلاتنا : تفتيت العراق والوطن العربي.. مطلب صهيوني – صليبي – صفوي. شبكة البصرة.10/10/2007 وما بعدها)
ولذا عندما شعرت إيران بأن المالكي العميل أخذ يدافع عن وحدة العراق – وهذا الدفاع طبعا لا علاقة له بوطنيته ولكن الغرض منه كسب أصوات الناخبين السذج والذين انطلت عليهم هذه اللعبة للأسف – وخشية من حدوث شرخ في (البيت الشيعي) الذي دعا له العميل أحمد الجلبي، والذي أطلق عليه فيما بعد الائتلاف الشيعي، قامت بإرسال لارجاني، الذي وصل العراق يوم 24/3/2009، ليطلب من السستاني الإيراني – الذي رفض الجنسية العراقية – بالقيام بالوساطة بين حزب الدعوة وحزب المجلس الأعلى للاتفاق على تقاسم إدارة المحافظات في جنوب العراق. (لندن ــ نضال الليثي و بغداد ــ كريم زاير: لاريجاني في النجف يطلب دعم السيستاني للوساطة بين المالكي والحكيم حول تقاسم إدارات محافظات جنوب العراق. الزمان. 25/3/2009)
ونتيجة هذه الوساطة وافق المالكي على خوض الانتخابات النيابية مع المجلس الأعلى على أن يتم تقاسم المقاعد بالتساوي. (نضال الليثي : المالكي يشترط توزيع المقاعد بين الائتلاف بالتساوي لتجديد التحالف مع الحكيم في الانتخابات البرلمانية. الزمان. 28/3/2009)
كما أن قادة إيران يلحون على أن يبقى هذا الائتلاف موحدا، وبالتنسيق مع الحزبين الكرديين العميلين، ليتحكموا بالعراق من خلال حصول هذا الائتلاف على غالبية المقاعد في مجلس النواب في سبيل تطبيق الهدف الأساس للصهيونية العالمية بشرذمة العراق إلى عدة أقاليم : إقليم الشمال وإقليم الجنوب وإقليم الوسط وربما إقليم كركوك... الخ.
ولذا كانت أحد أهداف زيارة لارجاني – رئيس مجلس الشورى الإيراني – هو، إقناع قادة الائتلاف العراقي الموحد الذي انفرط عقده، بخوض انتخابات البرلمان العراقي القادم ضمن قائمة موحدة بعد التفكك الذي تعرّض له الائتلاف بانسحاب حزب الفضيلة والتيار الصدري، وبعد الفجوة التي اتسعت بين المالكي والحكيم الناجمة عن طبيعة البرنامج السياسي لكل منهما. (ستار الدليمي : هل ينجح لاريجاني في مهمة تقليص "زعل الحبايب". المدار.28/3/09)
كما أن صحيفة " البينة الجديدة " ذكرت أن : القيادة الإيرانية تبذل جهودا كبيرة لإعادة بناء الائتلاف العراقي الموحد لأنه لا يجوز إحداث شروخ أو وجود فرقة بعد الآن في جسد الائتلاف العراقي الموحد".وذكرت الصحيفة أن " أحمد الجلبي وإبراهيم بحر العلوم سيعودان إلى خيمة الائتلاف العراقي الموحد اللذين أبعدا منها نتيجة المحاصصة السياسية وان هناك أمرا بهذا الشأن من المرشد الروحي الإيراني علي خامنئي".وأوضحت الصحيفة أن "ضياع فرصة الشيعة في العراق هو ضياع لفرصتهم في لبنان وغيرها وان الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني أكد خلال زيارته الأخيرة للعراق بأن عودة الائتلاف العراقي الموحد قويا أمر مفروغ منه. (طهران تعيد بناء الائتلاف الشيعي العراقي. الدستور الأردنية. 14/4/09)
وهذه كلها دلائل على سيطرة ملالي طهران وقم على هذه الأحزاب. والتي تخضع بشكل مباشر لتوجيهات المرشد الروحي للصفويين، ليس في العراق فقط ولكن كافة الأحزاب المرتبطة بالنظام الإيراني في بقية الأقطار العربية والدول الإسلامية.
سيطرة إيران على حقول النفط وشط العرب :
علينا أن لا ننسى ما قام به النظام الصفوي من السيطرة على العديد من حقول النفط في جنوب العراق وكذلك على شط العرب وجزيرة مجنون وبالأخص بعد تغيير مجرى الشط المذكور ورفض حكام طهران المطلق للموافقة على كري شط العرب ليعود إلى مجراه الأصلي.
كما أن إيران قامت بسد جميع المنافذ المائية التي كانت تتجه للعراق ويجب أن لا ننسى الأزمة الكبيرة التي يعانيها إخواننا أبناء الاهوار من جراء هذا العمل الإجرامي المخالف لكافة القوانين والأعراف الدولية. (الشرقية. 23/4/2009)
المناهج التعليمية وسيطرة إيران على جامعة البكر:
لو عدنا إلى المناهج التعليمية في العراق وبالأخص فيما يتعلق بالتاريخ والتربية الوطنية لوجدنا بأن أسماء القادة الصفويين بدأت تدرس في كافة المراحل الدراسية مع حذف كل ما يتعلق بالقادة العرب، وبصورة خاصة، ما له علاقة بتحرير العراق من الحكم الفارسي المجوسي.
ليس هذا فقط ولكن طباعة كافة الكتب المدرسية تتم، وبالاتفاق مع ما يطلق عليها السلطات العراقية، في المطابع الإيرانية والغرض من هذا الإجراء هو : استحصال موافقة النظام الصفوي على محتوى هذه المناهج من جهة، ولغرض أن تحقق إيران الأرباح الكبيرة من هذا العمل الذي حرمت منه المطابع العراقية من جهة أخرى.
ونرى أن نذكر أخيرا بأن وزير تربية حكومة العمالة في العراق قرر حذف تسمية الخليج العربي من المناهج الدراسية لكافة المراحل واستبدالها بتسمية الخليج الفارسي. (خضير طاهر: وزير التربية قرر حذف تسمية الخليج العربي واستبدالها بالخليج الفارسي. كتابات. 20/3/2009)
أما فيما يتعلق بجامعة البكر: تتحدث المعلومات المؤكدة عن أن هناك عددا من الباحثين والإداريين من إيران تمت سيطرتهم على هذه الجامعة التي دمجت معها الكلية الهندسية العسكرية، وأطلق عليها اسم جامعة الإمام جعفر الصادق وأصبح هذا الصرح وكرا يدار من قبل المخابرات الإيرانية ولا توجد علاقة لهذه الجامعة بوزارة التعليم العراقية حيث أصبحت متخصصة بالدراسات العليا في المجالات العلمية وهي (الكيمياء – الأحياء – الفيزياء – الهندسة) وبالذات هندسة البكتريا.
وهذه الجامعة وأساتذتها مرتبطين مباشرة بالمجلس الأعلى وتدار بصورة مباشر من قبل عمار الحكيم وقد ساهمت الحكومة العميلة في تصفية إدارة (جامعة جعفر الصادق) حيث تخلصت من الكوادر القديمة بالطرد والاجتثاث أو التقاعد فيما يتعلق بجميع أساتذة جامعة البكر ومن ضباط الكلية الهندسية العسكرية والذين لا يتفقون معها في الولاء والانتماء وأبقت على بعض من تعاون معها وخصوصا من أساتذة الكليات العلمية وبعض أساتذة الجامعة المستنصرية لما لهذه الجامعة من دور في تخريب العملية التعليمية في العراق.
لقد حددت جامعة جعفر الصادق قبول الطلبة للدراسات العليا ممن يرشحهم المجلس الأعلى حصرا واغلب الذين قبلوا فيها هم من التبعية الإيرانية ومن خريجي الجامعات الإيرانية أو السورية.
وقد جاء الدور الخطير لهذه الجامعة بتكليفها بإجراء البحوث والدراسات التي تخدم برامج التسليح الإيراني.
وكل هذه الإجراءات تتم بعيدة عن أنظار أو علم وزارة التعليم العالي الحالية وتشير معلومات مؤكدة إن بحوث السموم والتقنيات الجرثومية متواصلة في مختبرات بعض الجامعات العراقية الأخرى تحت سيطرة وإشراف كوادر إيرانية متخصصة جيء بهم من مراكز البحوث العسكرية الإيرانية والبعض الآخر من العراقيين الذين هم عملاء لإيران وكذلك وجود الكثير من الخبراء الإيرانيين في وزارة النفط العراقية والذين دائما يسعون بتقديم الاستشارات والنصائح إلى العميل الإيراني وزير النفط العراقي ببيعة إلى العراق بأسعار خيالية. (د. يوسف اليوسفي : إيران تصفي علماء العراق وتطور سلاحها الجرثومي على أرضه. شبكة البصرة. 22/4/2009)
بعد كل ما ذكرنا، ماذا نأمل من مستقبل العلاقة مع النظام الإيراني الصفوي وهو يبتلع العراق؟ هل ننتظر منه أن يتوقف عن أطماعه؟
نحن متأكدون بأن لا أحد يستطيع إيقافه سوى مقاومتنا الباسلة،التي أجبرت أعتا قوات العالم على الهروب مستنجدة بملالي طهران والأحزاب التابعة لها لتوقيع اتفاقية مشينة لغرض إتاحة الفرصة لها للهروب.
إن هذه المقاومة لقادرة بعون الله تعالى على إذاقة هؤلاء العملاء الويلات وتحرير وطننا الحبيب منهم ومن أعوانهم الصهاينة والصليبيين.
ثانيا : على المستوى العربي :
معاداة اللغة العربية :
رغم كون اللغة العربية هي لغة القرآن وبالنتيجة فعلى كل مسلم أن يتقنها، وكما قال العالم الكبير أبو الريحان البيروني، في مقدمة كتابه " الصيدنة في الطب ": " ديننا والدولة عربيان توءمان، يرفرف على أحدهما القوة الإلهية وعلى الآخر اليد السماوية، وكم احتشد طوائف من التوابع، وخاصة منهم الحيل والديلم في إلباس الدولة جلابيب العجمة فلم تنفق لهم في المراد سوق. وما دام الآذان يقرع آذانهم كل يوم خمسا، وتقام الصلوات بالقرآن العربي المبين خلف الأئمة صفا صفا، ويخطب به في الجوامع بالإصلاح، كانوا لليدين والفم، وحبل الإسلام غير منفصم، وحصنه غير منثلم." كما أنه قال : " الهجو بالعربية أحب إلي من المدح بالفارسية." (أنظر كتاب. على أحمد الشحات : أبو الريحان البيروني. دار المعارف بمصر. 1968)
علما بأن هذا العالم الجليل لم يكن عربيا في النسب ولكنه أصبح عربيا في ثقافته وروحه. وإنه في الأصل من خوارزم التي هي اليوم جزء من جمهوريتي أوزبكستان وتركمانستان.
هذا الموقف من المفروض أن يتبناه كل من يعتنق الدين الإسلامي، فما هو موقف ملالي طهران وقم؟
إننا نعلم بأن أكثر من 150 صحافيا عربيا قابلوا الخميني، وكانوا يوجهون له الأسئلة باللغة العربية،ورغم إتقانه للغة القرآن الكريم، إلا أنه كان يجيب دائما باللغة الفارسية. وعلى نفس هذا النهج سار جميع رجال الدين الصفويين ومنهم السستاني. وأتحدى من يستطيع أن يجد لنا تصريح أو خطبة لخميني أو للسستاني أو لخامنئي باللغة العربية.
وطالما ذكرنا خامنئي فسنشير إلى شهادة أحد الكتاب الفلسطينيين في هذا المجال :
ومن المواقف التي تدل على التعصب القومي لخامنئي والتي شهدتها بنفسي واشهد الله عليها ففي عام 1990 وفي الذكرى الأولى لوفاة الخميني اجتمع والدي الشيخ اسعد بيوض التميمي بالخامنئي في طهران وكنت مرافقا له فطلب والدي رحمه الله من الخامنئي أن يكون الحديث بينهما باللغة العربية وبدون مترجم فهي لغة القران وكليهما يتقنها وتكريما للغة القران فما كان من الخامنئي إلا أن انتفض وكأنه استفزه واجاب بحدة أنا لا أتقن العربية وهو في الحقيقة يتقنها جيدا, وبفضل الله إن والدي رحمه الله افترق مع هذه الثورة فورا عندما اكتشف حقيقتها المذهبية القومية المتعصبة وبأنه كان على خطا عندما ظن بها خيرا فكان من أشد أنصارها. (محمد أسعد بيوض التميمي : هل الثورة الإيرانية إسلاميه أم مذهبيه قومية؟ http://www.almaqreze.net/munawaat/artcl109.html)
- لقد سبق وذكرنا بصورة موجزة تدخلات نظام طهران في أقطار الخليج العربي وأطماعه بضم بعضها إلى دولة الفرس لإعادة الإمبراطورية المجوسية. (انظر مقالنا : إلى كافة الشرفاء العرب والأصوات العربية الحرة.. دفاعا عن المناضلة سميرة رجب. شبكة البصرة. 28/4/2008)
يجب علينا أن نذكر بموقف النظام الإيراني العنصري من إخواننا العرب في الأهواز، رغم كون أغلبيتهم من المذهب الشيعي، ولكن سبب معاملتهم بهذه الطريقة لكونهم يرفضون العنصرية الفارسية والمذهب الصفوي.
إن هذا النظام قام ويقوم بترحيل الكثير من سكان هذه المحافظة لإسكان فرس بدلهم لغرض تفريس هذه المحافظة العربية التي احتلتها إيران بالتنسيق مع بريطانيا عام 1925.
كما أن عمليات القتل والإعدامات العنصرية،المستمرة وغير المبررة، وانتهاكات حقوق الإنسان تطال هؤلاء المواطنون دون أن تحرك، الضمير العالمي وتنظيماته، التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، لكونها مرتبطة بالصهيونية العالمية حليفة ملالي طهران، وتلتقي معهم على هدف أساس هو القضاء على الأمة العربية.
أما أن نطلب من الأنظمة العربية أن تقف إلى جانبهم، فهذا حلم لا يحق لأحد منا أن يتخيله، لكونهم جميعا ألاعيب بيد الصهيونية وأمريكا.
قضية الجزر العربية :
وهذه الجزر، كما هو معلوم، هي أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى والتي استولى عليها شاه إيران، وكنا نأمل أن يقوم النظام الذي يدعي الإسلام بإعادتها لأهلها وإذا به، ليس يرفض بإعادتها ولكنه يطالب بضم بعض دول الخليج.
فمن حقنا أن نتساءل : هل أن ملالي إيران مستعدون بالتنازل عنها لتعود إلى وطنها الأصلي؟
من خلال تصريحاتهم الكثيرة هم غير مستعدين لذلك. إذا ما أخذ بالقوة لا يعاد إلا بالقوة.
وأخيرا نذكر عملية بث المذهب الصفوي في البلدان العربية التي لا يوجد فيها أي شيعي صفوي بالأساس.
وسبق وتطرقنا، بشكل موجز، لهذا الموضوع عندما علقنا على الأزمة بين حزب الله اللبناني ومصر وتم نشر ذلك في صحيفة العرب اليوم.
وختاما للأسف أن الكثير من العرب والمسلمين السذج لازالوا مقتنعين بأن النظام الصفوي في إيران يدافع عن فلسطين والقضايا العربية. فنقول لهم :
إذا كان هذا النظام يريد الدفاع فعلا عن القضايا العربية والإسلامية.. فلماذا إذا تعاون مع (الشيطان الأكبر) في العراق وأفغانستان، ولماذا حارب مع الأحزاب المرتبطة به المقاومة العراقية البطلة؟
ولماذا لا يمنح أبسط الحقوق القومية لإخواننا العرب في الأهواز؟ ولماذا لا يعيد الجزر الثلاث لأهلها الشرعيين؟
وأخيرا لماذا لا يسمح للمسلمين السنة بالصلاة في الجامع الذي أنشأه أحد السفراء العرب عام 1982 في طهران؟ وبدل من ذلك قاموا بهدمه. وفي هذا المجال يقول أحد الكتاب :
" فمنذ أن قامت هذه الثورة لم يعين وزير سني واحد في أية وزارة إيرانية حتى ولا سفير بل أنها قامت بهدم مسجد ألسنه الوحيد في العاصمة طهران ومن المعلوم بأن ألسنه يشكلون ما نسبته 40% من الشعب الإيراني فإيران أصلا كانت سنيه حتى مطلع القرن التاسع عشر ولكن الصفويين قاموا بتشييعها بالقوة.
ولأن المنتظري نائب الخميني وشريكه في الثورة كان لديه بعض التسامح مع أهل ألسنه وكان يدعوا إلى نوع من التقارب معهم فقد اتهم بأنه متسنن (سني) فحيكت مؤامرة للإطاحة به بقيادة الخامنئي المرشد الحالي للثورة وكان حينها رئيساً للجمهورية وابن الخميني أحمد ورفسنجاني وكان رئيس للبرلمان يوم ذاك وبالفعل قام هذا الثالوث بتحريض الخميني عليه مما جعله يوجه له رسالة شديدة اللهجة يوبخه بها متهماً إياه بالسذاجة والتأمر على الثورة واستغلاله من قبل أعداءها واتهم صهره مهدي هاشمي احد قادة الحرس الثوري بالتعاون مع(السافاك) المخابرات الإيرانية في عهد الشاه ضد الثورة وتم إعدامه كرسالة قوية لمنتظري الذي قام الخميني بعزله من منصبه كنائب له وتنزيل مرتبته الدينية من اّية الله إلى حجة إسلام ووضع تحت الإقامة الجبرية وهذا الثالوث الذي تأمر على منتظري أعضاءه متعصبون قومياً ومذهبيا ًحتى النخاع فهم الذين سيطروا على الثورة الإيرانية بعد موت الخميني. (محمد أسعد بيوض التميمي : هل الثورة الإيرانية.. مشار له)
هكذا يعامل المسلمون السنة في بلد يدعي قادته بأنهم مسلمون، في الوقت الذي يسمح فيه لليهود وللمسيحيين بممارسة شعائرهم بحرية مطلقة في أماكن عباداتهم؟
ولذا من حقنا أن نقول : طالما أن مواقف حكام طهران على هذه الصورة.. فمن الصعوبة أن نأمل أي انفتاح أو بناء علاقات حسن جوار أو علاقات إسلامية مع النظام الصفوي في إيران قريبا. آملين أن تقوم الشعوب الإيرانية بالقضاء على هذا النظام العنصري الطائفي لفتح صفحة جديدة مع العالم العربي والإسلامي.
الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
hamadalrawi@maktoob. Com
20/4/2009
شبكة البصرة
الجمعة 28 ربيع الثاني 1430 / 24 نيسان 2009
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
http://www.albasrah.net/ar_articles_2009/0409/abdul_240409.htm
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire