dimanche 16 mars 2014
آخر تعقيب على الأستاذ علي الكاش
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
آخر تعقيب على الأستاذ علي الكاش
شبكة البصرة
الدكتور عبدالإله الراوي
بداية نوجه شكرنا للأخ علي الكاش على المعلومات التي زودنا بها. وليسمح لنا الأخ الفاضل أن نقول له بأن هذا سيكون آخر تعقيب لكوننا لا نريد الدخول في مساجلات طويلة قد لا تؤدي ألا إلى ضياع وقتنا ووقت القراء الأعزاء. ولذا سنذكر بصورة سريعة فقرتين وردت في (علي الكاش : تعقيب على تعقيب الأستاذ عبد الاله الراوي. شبكة البصرة.12/3/14)
1- الفقرة الأولى : "وكان سبب الخطأ النقطة وما أدراك ما مشاكل النقط! فقد جاءت العبارة كالتالي "فأبو حنيفة النعمان مثلا ضربه يزيد بن عمر بن هبيرة الفرازي –أميرالعراقيين- مائة وعشرة أسواط، وكل يوم عشرة أسواط أخرى، وذلك لما أراده لقضاء الكوفة أيام مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية، فأبى وبقي على الامتناع، وسجنه وتوفي في السجن". وأصل الجملة "فأبى وبقي على الامتناع، وسجنه. وتوفي في السجن". دون الإشارة إلى تأريخ موته."
كل من قرأ هذه الفقرة، وحتى بعد تثبيت النقطة، فلا يمكن أن يفهم بأن أبا حنيفة لم يتوفى في سجن يزيد بن عمر بل في سجن الخليفة أبي جعفر المنصور العباسي.
2 – ذكر السيد الكاش "فتفضل الأستاذ الرواي بتصويب الخطأ مشكورا ومعترفا بفضله. وأود الإشارة بأن المصادر شبه متفقة على تأريخ ولادة أبي حنيفة ووفاته حسبما أشار الأستاذ الفاضل. وربما هذا هو الإتفاق الوحيد بين الفقهاء عليه. فقد إختلفوا فى كل الأمور الأخرى المتعلقه به سواء سيرة حياته أو مواقفه أو فقهه ومستوى الثقه به."
ولكنه للأسف يورد بعدها الفقرة التالية : "ومما يكذب تأييده لثورة ذي النفس الزكية إن أبا حنيفة رفض الخروج عن طاعة الخليفة. وهذا يفسر عدم خروجه لنصرة ذي النفس الزكية. فقد جاء في كتاب الكفاية عن عمر بن إبراهيم قال: "سمعت ابن مبارك يقول: سأل أبو عصمة الإمام أبا حنيفة بمن تأمرني أن أسمع الأثر؟... الخ " وهنا يستند إلى أحد المصادر ويعتبره حجة وهذا لا يتفق مع ما ورد أعلاه.
فنقول للأخ نحن لم نقل بأن أبا حنيفة خرج لنصرة ذي النفس الزكية، ولكننا ذكرنا بصورة واضحة : "فخلال هذه الثورة راج بين الناس أن الإمام أبا حنيفة بالعراق والإمام مالك بالمدينة يؤيدان هذه الثورة.. الخ" وهنالك فرق كبير بين الخروج والتأييد كما يعلم الجميع.
هذا من جهة ومن جهة أخرى، ونظرا لوجود الاختلاف بين المصادر، نقول، واستنادا للمنطق، لو أن المنصور وصله رفض "أبو حنيفة الخروج عن طاعة الخليفة".. أي طاعته هو، فمن المؤكد لقربه إليه ولم يسجنه نهائيا.
وختاما أرجو أن يتقبل الأخ الفاضل خالص شكري على رحابة صدره.
الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون محام عراقي سابق وكاتب وصحافي مقيم في فرنسا
Abdulilah.alrawi@club-internet.fr
تجدون كافة مقالاتنا التي نشرت بعد الغزو على
http://iraqrawi.blogspot.com
شبكة البصرة
الجمعة 13 جماد الاول 1435 / 14 آذار 2014
تعليق على (علي الكاش: أقضاء أم سيف مسلط على رقاب الضعفاء؟ شبكة البصرة.10/3/2014)
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تعليق على (علي الكاش: أقضاء أم سيف مسلط على رقاب الضعفاء؟ شبكة البصرة.10/3/2014)
شبكة البصرة
الدكتور عبدالإله الراوي
تعليقنا سيقتصر على الفقرة التالية : "فأبو حنيفة النعمان مثلا ضربه يزيد بن عمر بن هبيرة الفرازي –أميرالعراقيين- مائة وعشرة أسواط، وكل يوم عشرة أسواط أخرى، وذلك لما أراده لقضاء الكوفة أيام مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية، فأبى وبقي على الامتناع، وسجنه وتوفي في السجن."
لنقول للأخ علي الكاش، الذي نحترم ونقدر وطنيته، بأنك وقعت في خطأ، فيما يتعلق بأبي حنيفة، وسبحان الذي لا يخطأ، وذلك :
1 – إن كافة المصادر تؤكد بأن أبا حنيفة النعمان بن ثابت (رض) ولد عام 80 هجرية وتوفي عام 150 هجرية، ولذا لا يمكن أن تكون وفاته في السجن في زمن بني أمية.
2 – صحيح أنه سجن وعذب من قبل يزيد بن عمر بعد رفضه لقضاء الكوفة، علما بأن يزيد المذكور يعلم مسبقا بأن أبا حنيفة سيرفض العرض ولكنه أراد أن ينتقم من أبي حنيفة ويعذبه لكونه وقف مع ثورة الإمام زيد بن على (رض).
بعدها استطاع أبو حنيفة من الهرب ولجأ إلى مكة، واتخذها مقاماً ومستقراً له من سنة (130 - 136) للّهجرة. وهذه الحادثة يطلق عليها المحنة الأولى لأبي حنيفة.
أما المحنة الثانية : فعندما اندلعت ثورة النفس الزكية سنة 145هـ بقيادة أخوين من آل البيت وهما محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن (رض) فخلال هذه الثورة راج بين الناس أن الإمام أبا حنيفة بالعراق والإمام مالك بالمدينة يؤيدان هذه الثورة، وكان الإمامان من أكبر علماء العصر وقتها، فلما انتهت الثورة انتهز الوشاة والحاقدون الأمر وأخذوا في تأليب الخليفة المنصور على العالمين الجليلين.
دعا المنصور أبا حنيفة إلى منصب القضاء وهو يعلم علم اليقين أن الإمام سيرفض تمامًا كما فعل من قبل مع الأمويين وواليهم ابن هبيرة، وإنما أراد المنصور بهذا العرض أن يختبر مدى طاعة وولاء أبي حنيفة للدولة العباسية، وفي مجلس المنصور دار هذا الحوار الفريد بين الخليفة المستبد والإمام الكبير :
دعا المنصور أبا حنيفة إلى القضاء فامتنع، فقال المنصور: أترغب عما نحن فيه ؟
فقال أبو حنيفة: لا أصلح.
فقال المنصور وقد احتد: كذبت.
فقال أبو حنيفة: فقد حكم أمير المؤمنين علي أني لا أصلح، ثم استخدم أبو حنيفة مهارته الفائقة في الإقناع والقياس فقال: فإن كنت كاذبًا فلا أصلح [يعني لكذبه]، وإن كنت صادقًا فقد أخبرتكم أني لا أصلح، وعندها غضب أبو جعفر المنصور بشدة وأقسم بأغلظ الأيمان ليولي الإمام منصب القضاء.
فما كان من أبي حنيفة إلا أن يرد على الخليفة المنصور وقسمه بقسم أغلظ ويمين أقسى، ويقسم أبو حنيفة ألا يلي هذا المنصب الخطير، ومع قوة رد الإمام لم يستطع الخليفة المنصور أن يرد، وعندها يتدخل الربيع حاجب الخليفة المنصور في الحوار لعله أن يستطيع إثناء أبي حنيفة عن رأيه، ويقول للإمام أبي حنيفة مهددًا : ترى أمير المؤمنين يحلف وأنت تحلف؟ فرد أبو حنيفة بهدوئه ووقاره وفطنته المعهودة : أمير المؤمنين على كفارة يمينه أقدر مني، وهو بذلك يؤكد على إصراره ورفضه لمنصب القضاء، وأنه مهما كانت الضغوط ومهما كانت شخصية صاحب هذه الضغوط وسطوته فلن يرضخ الإمام.
عندها قرر الخليفة المنصور أن يصعد ضغوطه على الإمام فخيره بين قبول القضاء أو السجن، وكأنا بالخليفة المنصور قد تأكدت عنده الشائعات التي راجت حول دعم أبي حنيفة لثورة النفس الزكية، وأراد أن ينكل بالإمام ويؤدبه بشدة كما حدث مع الإمام مالك، فأصر أبو حنيفة على الرفض ولسان حاله يقول: "رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه "، فأمر المنصور بضربه أولاً ثم حملوه في القيود إلى سجن بغداد.
وفي السجن المظلم عانى الإمام أبو حنيفة من التضييق والتشديد وأيضًا من التهديد بالقتل يومًا بعد يوم، وتوفي في السجن في رجب عام 150 هجرية ويقال بأن المنصور قد دس على الإمام أبي حنيفة من وضع له السم في السجن.
والله من وراء القصد.
الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون محام عراقي سابق وكاتب وصحافي مقيم في فرنسا
Abdulilah.alrawi@club-internet.fr
تجدون كافة مقالاتنا التي نشرت بعد الغزو على
http://iraqrawi.blogspot.com
شبكة البصرة
الثلاثاء 10 جماد الاول 1435 / 11 آذار 2014
vendredi 7 mars 2014
تعقيب على ( عزة ابراهيم الدوري يطل على العالم من خلال مجلة افريقيا اسيا المعروفة
تعقيب على ( عزة ابراهيم الدوري يطل على العالم من خلال مجلة افريقيا اسيا المعروفة )
الدكتور عبدالإله الراوي .
لقد وجدنا عدم وضوح وإمكانية الوقوع في إلتباس ، لا يمكن السوت عنه ، بين المقال الأصلي ، باللغة الفرنسية ، وبين المقال الذي تم نشره ، باللغة العربية ، على شبكة البصرة . 2/3/2014 . كما أن المقال يتكلم عن مقابلة .
1- لقد ورد في الفقرة الأخيرة من المقال ، باللغة العربية : " اجرى المقابلة الصحفي الفرنسي جيل مونيه بالتعاون مع بهنام نيسان السناطي
دمشق في السادس من اذار 2003 "
إن من يقرأ هذه العبارة يتصور ، وهو على حق ، بأن المقابلة تمت في دمشق في 6/3/2003 ، وهذا لا ينسجم مع ما تضمنه المقال حيث أن الأسئلة والإجابات تتكلم عن المقاومة والأنبار ... الخ ولذا فنحن واثقون بأن المقصود بعبارة " دمشق في السادس من آذار 2003 " أن الصورة ، المثبتة في المقال ، أخذت في التاريخ المذكور وليس المقابلة .
2 - في المقال الأصلي باللغة الفرنسية نقرا العبارة التالية :
"Izzat Ibrahim a bien voulu répondre à nos questions, mais par écrit, ce qui ne permet pas d’aller au fond des choses. On s’en contentera pour ce qui concerne l’Irak."
وترجمتها الحرفية : أن عزة إبراهيم قبل على الإجابة على أسئلتنا ، ولكن عن طريق الكتابة ، وهذا ما لم يسمح لنا بالتعمق في الموضوع . ولكنا قبلنا ذلك فيما يتعلق بالعراق .
وقد اتصلنا بالأخ جيل مونييه الذي أكد لنا بأنه لم تتم مقابلة مباشرة مع الرفيق عزة الدوري وإن الأسئلة والإجابات تمت عن طريق المراسلة .
وختاما نقول : بأننا كتبنا هذه الكلمة لإزالة الالتباس الذي قد يقع فيه القراء الأفاضل . والله من وراء القصد .
3/3/2014
الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون محام عراقي سابق وكاتب وصحافي مقيم في فرنسا
Abdulilah.alrawi@club-internet.fr
تجدون كافة مقالاتنا التي نشرت بعد الغزو على
http://iraqrawi.blogspot.com
هذه الكلمة لم تنشر . ولكن على اثرها قامت شبكة البصرة بإجراء تعديل بسيط وهو " اجرى المقابلة الصحفي الفرنسي جيل مونيه بالتعاون مع بهنام نيسان السناطي
اخر صورة للرفيق عزة ابراهيم . وذلك لغرض إزالة الالتباس كما قاموا بتثبيت المقال الأصلي باللغة الفرنسية .
وأرسلول لي رسالة شكر وهي " الاخ الفاضل الدكتور عبدالاله الراوي
تحية طيبة
نشكرك جزيل الشكر على ملاحظاتك القيمة ونؤكد بان المقابلة لم تتم مباشرة وانما بوسيط وملاحظتك حول الصورة صحيحة ففي النص الاصلي كتب انها اخر صورة للرفيق عزة ابراهيم واخيرا فان الموضوع مقابلة وليس مقالا مع تقديرنا واحترامنا
شبكة البصرة " 4/3/2014
mercredi 5 mars 2014
مات المجرم شارون... وعاش ويعيش شارونيون عرب (القسم الثاني)
http://www.albasrah.net/pages/mod.php?mod=art&lapage=../ar_articles_2014/0314/abdul2_020314.htm
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مات المجرم شارون... وعاش ويعيش شارونيون عرب (القسم الثاني)
شبكة البصرة
الدكتور عبدالإله الراوي
القسم الأول على الرابط
http://www.albasrah.net/ar_articles_2014/0214/abdul1_160214.htm
2 – بداية الحرب الأهلية اللبنانية.
أ – انطلاق الحرب.
ملاحظة (سيكون بحثنا عن مجزرة تل الزعتر طويل نسبيا وربما مملا، ولكن الذي دفعنا لذلك هو ندرة المقالات والدراسات عن هذا الموضوع على الشبكة العالمية. فنرجو من القراء الأفاضل المعذرة).
عندما بدأت الحرب الأهلية في لبنان في 13/4/1975 استطاعت القوات الفلسطينية بالتعاون مع القوات الوطنية اللبنانية دحر الكتائبيين وحلفائهم من الموارنة، وألحقوا بهم شر هزيمة، وأطبقت القوات الفلسطينية وجيش لبنان العربي على معظم لبنان.
هذا مما دعا قادة الولايات المتحدة الأمريكية للطلب من عميلهم حافظ الأسد التدخل بالبرقية التي أشرنا لها.
وتم ذبح أهل السنة من الفلسطينيين واللبنانيين في تل الزعتر عام 1976 على يدي الطاغية حافظ الأسد. أنا المسلم. 13/8/2008 والدكتور. مسلم محمد جودت اليوسف : الحرب الأهلية اللبنانية. تاريخ وعبر. الرابط.http://www.saaid.net/Doat/moslem/38.htm)
علما بأن هذه الحرب كانت بين الأحزاب اليمينية اللبنانية المتكونة، بصورة رئيسية، من الموارنة المسيحيين، وبين الأحزاب اليسارية اللبنانية والمكونة غالبيتها من المسلمين، والتي سوندت فيما بعد من قبل المنظمات الفدائية الفلسطينية. (الدكتور نيقولاوس فان دام: الصراع على السلطة في سورية. مكتبة مدبولي – القاهرة. الطبعة الثانية.1995. ص. 115)
ويذكر أحد الأخوة : إن التدخل الأمريكي- الصهيوني المباشر عام 1974 الذي أفرز "الحرب المؤامرة" التي استمرت حوالي (16) عاماً شاركت بدعمها القوى التي يسمونها "عظمى" ودول عربية مختلفة الاتجاهات الفكرية والسياسية، والتي مات وفقد خلالها أكثر من (200) ألف مواطن إضافة للمعوقين، وانهيار الاقتصاد الوطني اللبناني، بحيث أصبحت عملته الرسمية عالة على المواطن في حملها وعدّها. (فؤاد الحاج: لبنان بلد التناقضات والله يستر من الآت. المحرر. 15/2/2014)
ويؤكد أحد الكتاب بأن هذه الحرب بدأت في يوم 13/4/1975 عندما اقترفت مجزرة (عين الرمانة). ويرى بعض الدارسين أن هذه الحرب ليست (أهلية) بمفهوم الحروب الأهلية كما أنها ليست حربا تدور بين (كل) لبنان وقوى خارجة عنه، ولا بين لبنان (الرسمي) ودولة أخرى. بل هي حرب استهدفت الثورة الفلسطينية وعروبة لبنان.
منذ معركة كفر شوبا، كانون الثاني (يناير) 1975، وأحداث صيدا، شباط – آذار (فبراير- مارس) 1975، والثورة الفلسطينية تواجه مؤامرة استعمارية رجعية في لبنان بدأت تكشف عن نفسها في مسلسل مذكرات بيار جميل، وتحرك بعض جيوب القوى المضادة اللبنانية لتتفجر في صراع مسلح بعد مجزرة (عين الرمانة).
وقد أتى تحرك القوى المضادة للثورة هذا ضمن الخط العام لسياسة الاستعمار الأمريكي الهادف إلى إخضاع المنطقة العربية للهيمنة الأمريكية وتصفية القضية الفلسطينية. (نواف عبدالله: حول الأزمة اللبنانية. دراسة في مجلة شؤون فلسطينية. العدد 56. نيسان (أبريل) 1976. ص.57 وما بعدها)
في استعراض تاريخي للحرب الأهلية اللبنانية في عام 1975 يتبين لنا أن العامل الأساس في تفاقم هذه الحرب كان هو انقسام الجيش اللبناني بين قسم مؤيد للمسيحيين وقسم آخر للمسلمين، وقد سبق هذا الانقسام حوادث عدة بين الجيش اللبناني والقوى والشخصيات الإسلامية والوطنية مثل مقتل النائب معروف سعد مؤسس التنظيم الشعبي الناصري في عام 1975 في صيدا بتظاهرة الصيادين على يد عناصر الجيش اللبناني، وقيام الجيش اللبناني بقصف المخيمات الفلسطينية في بيروت بالطائرات، وهو ما دفع الرئيس رشيد كرامي إلى تقديم استقالته، وغير ذلك من الحوادث الأمنية المتفرقة في أكثر من منطقة، ما أوجد جواً من الرفض لسياسة الانحياز التي كان يتبعها الجيش في تلك الفترة، وأوقعه في مأزق الانقسام الطائفي بين اللبنانيين. («معركة عبرا».. هل تكون عِبرة حتى لا يسقط لبنان مجدداً في الحرب الأهلية؟ صيداويات. 8/6/2013)
ولذا نرى من واجبنا القيام بعرض سريع للأحداث المذكورة لكون الغالبية العظمى من القراء يجهلوها وفق تقديرنا وبالأخص الشباب من غير اللبنانيين.
- أحداث صيدا
بدأت يومي 1 و2/3/1975 حين سادت الاضطرابات في عدة مناطق في لبنان اثر الاشتباك الذي وقع في صيدا احتجاجا على منح امتياز صيد الأسماك لشركة (بروتين) التي يرأسها كميل شمعون ووقوع انفجارين في بعض مناطق بيروت.
وفي 5-7 من نفس الشهر قام الصيادون بمظاهرات وحدثت صدامات استشهد فيها النائب معروف سعد مؤسس التنظيم الشعبي الناصري.
وعلى اثر ذلك حدثت مصادمات عديدة. (الحرب الأهلية اللبنانية. ثانيا دور اللبنانيين في حربهم الأهلية. والفصل الثاني الحرب الأهلية اللبنانية. الرابطين
http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Siasia21/HarbLebnan/sec402.htm
http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Siasia21/HarbLebnan/sec10.doc_cvt.htm )
ومقال آخر يذكر : رجت اضطرابات مختلفة في لبنان كان أخطرها مظاهرة الصيادين في صيدا والتي أدت إلى استشهاد الزعيم معروف سعد. والعديد من المناوشات بين المسيحيين والفلسطينيين في مناطق مخيم تل الزعتر والكحالة.. (وكيبيديا. حرب أهلية لبنانية)
وعن صيدا ومعاناتها يقول أحد الكتاب : أكثرها مرارة اغتيال ثلاث شخصيات مرموقة من أبنائها... رئيس حكومة الاستقلال الأول رياض الصلح، رئيس حكومة الاستقلال الثاني رفيق الحريري، و«زعيمها الشعبي» معروف سعد الذي شكل اغتياله شرارة حرب 1975 ـ 1990. (بيروت ـ من وسام ابو حرفوش: صيدا.. من يصطادها؟! مدينة ما بين النهرين.. بين نارين. دنيا الرأي. 2/12/2012.)
إذا فإن شرارة الحرب الأهلية انطلقت بعد أحداث صيدا وليس بعد مجزرة عين الرمانة.
- مجزرة عين الرمانة
بدأت الكتائب، بمساعدة السلطة اللبنانية، تنفيذ مخططاتها في 13 نيسان (إبريل) 1975 عندما ارتكبت مجزرة عين الرمانة، (باص) عين الرمانة حسبما أصبح معروفاً، الذي كان يقُلِ 33 راكباً استشهد منهم 22 وبقي 11 شخصاً منهم على قيد الحياة.
ويروي أحد الناجين من المجزرة بقوله : "كنا ننوي العودة إلى تل الزعتر في بيروت الشرقية، ونحن في طريق العودة، وعندما وصلنا إلى أمام الكنيسة في عين الرمانة كان فيه كمين مسلحين جاهز. واحد من ركاب الباص اسمه صلاح سمعته يصيح لأحد المسلحين ويقول لأ. لأ بأعلى صوته، لكن بدون جدوى، المسلح بدأ يطلق النار على دواليب الباص، الباص كان صغير بيحمل 24 راكباً، كان فيه شي تسعة أشخاص واقفين بالباص ما في إلهم محلّ للقعود، اثنين من المسلحين حملوا عامود كهرباء حديد وضعوه في الطريق أمام الباص، أغلقوا الطريق وبلّشو بإطلاق الرصاص من جميع الجهات على الباص، دون إنذار، ثم صعدوا إلى الباص، كان في شيخ معنا بالباص كان بعده حي، سمعته يقرأ القرآن، كان معنا بالباص طفل صغير اسمه صلاح ووالده كانوا بعدهم عايشين، ثم تم إعدامهم داخل الباص". (محمود كلّم: حادثة باص عين الرمانة. الحوار المتمدن-العدد:. 14/4/2012) أي أن جميع ركاب الحافلة هم من سكان تل الزعتر.
وفي رواية أخرى : أما الشرارة الحقيقية لبدء الحرب الأهلية اللبنانية كانت في 13 نيسان (أبريل) 1975 كان هناك محاولة فاشلة لاغتيال رئيس حزب الكتائب اللبنانية ذو الأغلبية المسيحية بيار الجميّل قام بها مسلّحون مجهولون أثناء قيام الشيخ بيار بواجب اجتماعي في إحدى كنائس عين الرمانة، وأدى هذا الحادث إلى مقتل مرافقه "جوزيف أبو عاصي"، ولاحقاً في ذلك اليوم حصلت المواجهة المسلحة بين أبناء عين الرمانة والبوسطة (الحافلة) التي كانت تقل فلسطينيين عائدين إلى مخيم تل الزعتر بعد مشاركتهم باحتفال في مخيم صبرا. وقد أدّى الكمين الذي نصبه مقاتلو حزب الكتائب إلى مقتل 27 فلسطينياً. سميت الحادثة بحادثة البوسطة والتي كانت بمثابة الشرارة لبدء القتال في كل أنحاء البلاد. بانتشار الخبر، سرعان ما اندلعت الاشتباكات بين الميليشيات الفلسطينية والكتائبية في أنحاء المدينة.
والتي اعتبرت فيما بعد الشرارة المباشرة لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية. (وكيبيديا. حادثة عين الرمانة)
وفي مقال آخر نقرأ : لقد كانت منطقة عين الرمانة صباح الأحد 13/4/1975 مسرحاً لعمليات تصفية حسابات بين قبضايات الكتائب في المنطقة وبعض سكانها، وكان نتيجة هذه الحوادث سقوط مسؤول الكتائب في المنطقة المدعو «أبو عاصي» على يد أحد سكان المنطقة وعلى إثر سقوط هذا الكتائبي قتيلاً، قامت عصابات الكتائب بالتجمع في المنطقة وصادف في هذه الأثناء مرور الباص الذي يقل عدداً كبيراً من الفلسطينيين واللبنانيين الذين كانوا عائدين من الاحتفال بذكرى معركة الخالصة البطولية.
كيف وقع الحادث:
بينما كانت سيارة الباص التي تقل عدداً من اللبنانيين والفلسطينيين عائدة إلى منطقة تل الزعتر عن طريق عين الرمانة تعرضت لنيران مكثفة من ثلاثة كمائن كتائبية أعدت مسبقاً لهذا الغرض وتحضيراً لمرور الباص الذي كان يقل قرابة 50 مواطناً وما كاد الباص يقترب من الشارع الرئيسي في المنطقة حتى انهمرت عليه رصاصات الغدر الكتائبية، التي أدت إلى سقوط 27 شهيداً وجرح ما يقرب من عشرين آخرين.
ولم تكتف الأيدي المجرمة التي اقترفت هذه المجزرة الرهيبة عند هذا الحد وإنما أجهزت على الجرحى والمصابين منهم بالحراب بأسلوب همجي تماماً كما فعل الصهاينة حينما بقروا بطون النساء والأطفال برؤوس حرابهم في مذبحة دير ياسين.
ولم يكتف الكتائبيون ببشاعة مجزرتهم وإنما ازدادت بشاعتها وغدرها حينما منعت عصابات الإرهاب الكتائبي سيارات الإسعاف التي هرعت إلى مكان الحادث لنقل الجرحى والمصابين إلى المستشفيات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
(مجزرة عين الرمانة الشرارة التي أشعلت الحرب الأهلية. الرابط http://pflp.ps/note.php?id=161)
– معركة كفر شوبا
قامت مجموعة من قوات المقاومة الفلسطينية في 11 نوفمبر1975 بمهاجمة مركز تل العلم (جبل الروس) في جبل الشيخ المشرف على معظم الجولان ومناطق حاصبيا والقسم الأكبر من أراضي الحولة والجليل ومنطقة جبل الشيخ السورية. واستطاعت المجموعة تطهير المركز من العناصر (الإسرائيلية) الموجودة فيه والعودة إلى قواعدها، وقد اعترف العدو بإصابة أربعة من جنوده.
الرد على العملية
وردا على هذه العملية قامت القوات (الإسرائيلية) في اليوم ذاته بشن هجوم واسع على قرية كفر شوبا في منطقة حصابيا جنوب لبنان بعد أن مهدت لذلك بقصف مدفعي شديد لضواحي هذه القرية والعرقوب. ثم تقدمت باتجاه القرية من ثلاثة محاور ولكنها اصطدمت بمقاومة عنيفة من كمائن قوات المقاومة واستمرت الاشتباكات من الساعة الثامنة مساء حتى منتصف الليل حين انسحبت قوات العدو.
تابعت القوات (الإسرائيلية) بعد انسحابها قصف القرية وضاحيتها بالمدفعية من مواقعها في العباسية وتلة الرمثا وجبل الروس مما أدى إلى انقطاع الكهرباء والماء والهاتف ونسف الطرق المؤدية إلى كفر شوبا. وظلت تحاصر القرية وتقصفها بالمدافع طوال يوم 1 ديسمبر 1975. (وكيبيديا. معركة كفر شوبا وبقلم اللواء مازن عز الدين: من الميدان، الكتيبة الثانية معركة كفر شوبا من أيامها الخالدة. دنيا الرأي. تاريخ النشر : 2014-01-15)
ووفق قناعتنا، إن هذا النجاح الذي حققته المقاومة، اعتبره الكاتب الفلسطيني أحد الأسباب لقيام اليمين اللبناني بمحاولة تصفية المقاومة بقوله " وقد أتى تحرك القوى المضادة للثورة هذا ضمن الخط العام لسياسة الاستعمار الأمريكي الهادف إلى إخضاع المنطقة العربية للهيمنة الأمريكية وتصفية القضية الفلسطينية". (نواف عبدالله: حول الأزمة اللبنانية.... مشار له)
ولدينا قناعة تامة بأن زعماء الكتائب اللبنانية والذين ساندوهم كانوا يقولون : طالما أن الأردن استطاع أن يخرج المقاومة الفلسطينية ويتخلص منها فلماذا لا نقوم نحن بذلك؟ وخصوصا :
قيام الفلسطينيين بالعديد من الأعمال الفدائية ضد (إسرائيل) مما جعل العالم يعتبر لبنان مرتعا للإرهابيين. (وكيبيديا. حرب أهلية لبنانية)
- مجزرة الكرنتينا
كانت بيروت الشرقية ذات الأغلبية المارونية محاطة بمخيمات الفلسطينيين المحصنة مثل : منطقة الكرنتينا ومخيم تل الزعتر، وفي 18 كانون الثاني (يناير) 1976، قامت الميليشيات المسيحية باقتحام منطقة الكرنتينا ذات الأغلبية المسلمة والواقعة تحت سيطرة منظمة التحرير الفلسطينية والتي كان يسكنها أكراد وسوريون وفلسطينيون وقتلت المليشيات المسيحية 1500 من سكان المنطقة. (وكيبيديا. مذبحة تل الزعتر.)
ومقال آخر يذكر : لعب الإعلام حينها دوراً متطرفاً، تمثّل بإذاعة "صوت لبنان" آنذاك، حيث كان المذيعان المدعوان جوزيف الهاشم (الذي أصبح -لاحقاً- نائباً ووزيراً) وإدمون رزق (الذي أيضاً أصبح -لاحقاً- وزيراً للتربية) ينتهجان مبدأ التحريض المذهبي والطائفي، ويشجعان على ارتكاب المجازر تحت شعار أن "نزلاء الكرنتينا غرباء"، ليسوا بلبنانيين، بل خليط غير متجانس من مسلمي فلسطين وسوريا.
قبل دخول ميليشيا الكتائب اللبنانية، ومن كان معها من مرتزقة، بدأوا بحصار دام حوالي حول كامل، مارسوا خلاله أبشع أنواع الإرهاب، من قنص وقطع أوصال الحياة (كالمياه والكهرباء والخبز والدواء).
كثّفت القوات الغاصبة هجومها في ليل 18 كانون الثاني 1976، مثيرةً زوبعة من الفزع الشديد في أوساط سكان المنطقة، وبدأت مسيرة تساقط الشهداء ولم تنتهي بانبلاج النهار، فصباح يوم 19، شهد اقتحاما مدعوماً بالأسلحة الناسفة والحارقة، حيث نكّل الكتائبيون ومن معهم بالرجال والشيوخ والأطفال، واغتصبوا النساء بأبشع الصور (حتى الحيوان لا يقدم على فعل كهذا). ولم تستشفّ الأحداث أن الكتائبيون كانوا مجرد قتلة، بل تبيّن أنهم كانوا لصوصاً، حيث تمّت سرقة البيوت (خاصة في الشارع المسمّى بشارع الذهب - لكثرة الذهب الموجود بداخل منازل أبنائه من تجّار اللحم)، وبادروا بحرقها لاحقاً حتى لا يكتشف أحد فعلتهم، لكن من يستطع حرق عيون شاهدي العيان؟! ومن يستطع أن يحرق الذكرى، ولو بعد تهجّر مديد مرير؟!
كان الكتائبيون ومرتزقتهم يقتلون العزّل في الساحات، ويمثّلون بجثثهم الطاهرة، بقطعها وبتر أعضاء أصحابها، وفقأ أعينهم... ومن أشهر عملية تنكيل، كانت ضحيتها الحاجة الطاهرة ديبة - زوجة الحاج محمد الموسى - حيث قطعوا رأسها، ثم بتروا أطرافها الأربعة، وبادروا بتزيين إحدى الشجيرات بأجزاء جسدها المقطّع، ليرقصوا ويعاقروا الخمر، مزهوين بنصرهم الهمجي. (مجزرة الكرنتينا. المجزرة في سطور. الأربعاء، 23 أبريل، 2008. الرابط.
http://karantinamassacre.blogspot.fr/)
ب – المؤيدون للغزو السوري والوطنيون المعارضون (القوات المشتركة).
الأحزاب والتنظيمات المؤيدة لشارون الأب (اليمين اللبناني).
القوى التي تسمى يسارية :
- الصاعقة بقيادة زهير محسن.
- جيش التحرير الفلسطيني بقيادة مصباح البديري.
- حزب البعث اللبناني المرتبط بسوريا بقيادة عصام قانصوه.
جبهة القوى اليمينية اللبنانية :
- الكتائب بقيادة بيير جميل.
- النمور – القوى المسلحة للحزب الوطني الحر، الوطنيين الأحرار برئاسة كميل شمعون.
- جيش التحرير الزغرتاوي بقيادة سليمان فرنجية.
- حراس الأرز بقيادة الدكتور فؤاد شمالي.
- منظمة الموارنة بقيادة الأب شربل قسيس.
- قوى الكولونيل رشوان بركات – قسم من الجيش اللبناني مع بعض المدنيين الطائفيين.
التنظيمات والقوى الوطنية (القوات المشتركة).
الفصائل الفلسطينية :
- حركة التحرير الوطني الفلسطيني بقيادة ياسر عرفات.
- جبهة التحرير العربية بقيادة عبدالوهاب الكيالي.
- وحدة عين جالوت من جيش التحرير الفلسطيني.
- الجبهة الشعبية (القيادة العامة).
- الجبهة الشعبية (وديع حداد).
- الجبهة الشعبية الديمقراطية (نايف حواتمة).
- الجبهة الشعبية (دكتور جورج حبش).
التنظيمات اللبنانية :
- الحزب الاشتراكي التقدمي بقيادة كمال جنبلاط (زعيم الدروز – المسلمين ومسيحيين ارثدوكس)
- الحزب القومي الاجتماعي (القومي السوري) بقيادة أنعام رعد.
- الحزب الشيوعي اللبناني بقيادة جورج حاوي.
- الفرق والفئات الناصرية وتضم : تنظيم الإصلاح بقيادة عصام العرب. الاتحاد الاشتراكي : القوى الناصرية – جبهة قوى الشعب العامل (كمال شاتيلا). المرابطون (إبراهيم قليلات).
- حركة 24 أكتوبر بقيادة فاروق المقدم.
هذه هي القوى الفعلية التي أسهمت في المعارك في لبنان منذ 1975. (عديد عصام داويشا سورية والأزمة اللبنانية. عن كراس. دور حافظ أسد التخريبي في لبنان. سلسلة بردى.10. دار بردى للنشر. دون تاريخ)
3 - مباركة أمريكا والكيان الصهيوني لتدخل شارون سوريا الأب في لبنان.
لم يكن حافظ الأسد سفاحاً للشعب السوري فقط، بل وصل إرهابه للشعب اللبناني والفلسطيني، وقتل من الفلسطينين في (تل الزعتر) أضعاف ما قتله الصهاينة، واحتل لبنان ليعيث فيها الفساد كما فعل في سوريا.وليتخذ ضباطه من الساحل اللبناني موانئ لبواخرهم التي تنقل المخدرات من منطقة الشرق الأوسط إلى أوربا.
وكانت لبنان الرئة الاحتياطية للمواطن السوري، يتنفس منها عندما تحاول السلطة السورية خنقه، فالسفر إلى لبنان بالبطاقة الشخصية، وحالما يشعر المواطن السوري بزوار آخر الليل (المخابرات) اقتربوا من بيته، يهرب من البيت، وفي الصباح يستطيع السفر إلى لبنان، ومن هناك إلى أي بلد في العالم. وأدرك حافظ الأسد أنه لن يستطيع إذلال الشعب السوري وتجويعه وترويضه؛ إلا إذا سيطر على لبنان، لذلك بدأ يتدخل في السياسة الطائفية اللبنانية، من أجل السيطرة على لبنان لإحكام السيطرة على الشعب السوري، وإذلاله وتحقيق ما تريده (إسرائيل).
إن سياسة شارون الأب تمثلت "أنه يضرب المسلمين في لبنان ليتحكم بأوضاعهم ويشدد الطوق حول نشاطهم ويضرب المسيحيين ليشدد من علاقتهم بالكتائب وبقية الأحزاب الانعزالية وليعمق الشرخ الطائفي في لبنان لصالح التجزئة وضد عروبة لبنان. (دراسة في النظام السوري. سلسلة بردى 3. دار بردى للنشر. دون تاريخ. ص. 114)
لكن كيف يستطيع الأسد إرسال قواته إلى لبنان، ويتصرف فيه حسب مصالحه الشخصية والطائفية والعشائرية؟ لابد من موافقة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، وقد استطاع حافظ الأسد أن يحصل على هذه الموافقة ؛ عندما تعهد بتصفية المقاومة الفلسطينية واللبنانية.
- في (21/1/1976م) تحدث ناطق رسمي باسم البيت الأبيض قال : إن الرئيس فورد تخلى عن معارضته لتدخل عسكري خارجي في لبنان، وإن الولايات المتحدة كان من الضروري عليها، أن تأخذ بعين الاعتبار طبيعة ومآرب سوريا ونواياها.
وبتاريخ (29/1/1976م) تحدث ناطق رسمي باسم الخارجية الأمريكية قائلاً : إن الولايات المتحدة تعترف بأهمية الدور الذي تقوم به سوريا، بالنسبة لتسوية الأزمة اللبنانية.
- ويوم (27/1/1976م) نقلت وكالة اليونايتد برس من واشنطن بأنها كانت تقوم بنقل الرسائل من الكيان الصهيوني إلى سوريا، حول الوضع في الجنوب اللبناني، وقال (فريدريك براون) إننا على اتصال مع حكومات (إسرائيل) وسوريا ولبنان، وإننا نراقب الوضع عن كثب، واعترفت الصحف (الإسرائيلية) بأن اتصالات من هذا النوع قد جرت، وأوضحت أن سوريا أكدت لمسؤولين أمريكيين أن وجود قواتها في الجنوب إنما يستهدف المقاومة واليساريين اللبنانيين. ولهذا وقف اليهود والأمريكان إلى جانب التدخل السوري في لبنان.
- ونشرت صحيفة الجماهير الأسترالية أنه في يوم (12/4/1976م) اجتمع في جونية كل من رفعت الأسد و(دين براون) مبعوث الرئيس الأمريكي وعدد من قادة اليمين اللبناني (الكتائب وأمثالها) واتفق المجتمعون على ما يلي :
1 - دعم ومساندة النظام السوري، وكشف المؤامرات التي تستهدف النظام في دمشق والسماح للمخابرات الأمريكية بتواجد أكثر في سوريا لكشف المخططات المعادية للنظام.
2 - إبقاء المبادرة السورية في لبنان، والاتفاق على إضفاء صفة المشروعية لدخول الجيش الوجود السوري إلى لبنان.
3 - قيام نشاط إعلامي من سورية ومن الدول المؤيدة لأمريكا، من أجل إنجاح الدور الأمريكي السوري المشترك في لبنان.
4 – تنفيذ سورية لتعهدها المتفق عليه مع كيسنجر، بالتمديد الدوري لقوات الطوارئ الدولية في الجولان، والسير بطريق الحل السلمي وفقا للمخطط الأمريكي.
5 - أخذت سوريا على عاتقها وضع المقاومة تحت سلطاتها في مؤتمر جنيف، وضرب اليسار في الداخل والخارج.
6 - تتعهد الولايات المتحدة بعدم تحرك (إسرائيل) على الجبهة السورية، تمكينا لسورية من تنفيذ عملها في لبنان.
ونقلت رويتر في (15/4/1976م) قول كيسنجر – أمام لجنة الاعتمادات في الكونغرس - إن الولايات المتحدة تلعب دوراً رئيسياً في لبنان، وإننا شجعنا المبادرة السورية هناك، وإن الوضع يسير لصالحنا ويمكن رؤية خطوط تسوية.
وبعد خمسة أيام من حديث كيسنجر في الكونغرس الأمريكي، صرح رونالدنيسين الناطق باسم البيت الأبيض للصحفيين قائلا : "إن الدور الذي تقوم به سورية في الوقت الراهن في الأزمة اللبنانية، هو دور بناء وإن الحكومة الأمريكية ستظل تعارض أي تدخل عسكري لدولة أجنبية في لبنان قد يترتب عليه حدوث مواجهة، وإن البيت الأبيض لا يرى التدخل السوري يندرج في هذا الباب، كما أن دين براون يواصل اتصالاته مع جميع الأطراف المعنية عدا منظمة التحرير الفلسطينية.
وبتاريخ 11/5/1976 علقت صحيفة لومانيتيه الفرنسية – الناطقة باسم الحزب الشيوعي الفرنسي، على دور سورية بقولها : "إن دين براون المبعوث الخاص جدا للرئيس الأمريكي جيرالد فورد قد قام بتحريك خيوط هذه العملية من وراء الكواليس، وإن التدخل السوري الذي باركته واشنطن وسمحت به (إسرائيل) لم يؤد إلى تسوية الأزمة اللبنانية بل زادها حدة".
- وصرح موشي دايان لوكالة الصحافة الفرنسية في (5/6/1976م) قائلاً : إن على (إسرائيل) أن تظل في موقف المراقب، حتى لو غزت القوات السورية بيروت واخترقت الخط الأحمر، لأن غزو القوات السورية للبنان، ليس عملاً موجهاً ضد أمن (إسرائيل).
ونقلت إذاعة (إسرائيل) عند بداية التدخل السوري في لبنان تصريحاً لرئيس وزراء الكيان الصهيوني (إسحق رابين) قال : إن (إسرائيل) لا تجد سبباً يدعوها لمنع الجيش السوري من التوغل في لبنان، فهذا الجيش يهاجم الفلسطينيين، وتدخلنا عندئذ سيكون بمثابة تقديم دعم للفلسطينيين، ويجب علينا أن لانزعج القوات السورية أثناء قتلها للفلسطينيين فهي تقوم بمهمة لا تخفى نتائجها الحسنة بالنسبة لنا.
وفي نفس الفترة لمح أبو عرفات عن تواطؤ الولايات المتحدة وحافظ أسد والعدو الصهيوني والانعزاليين على تصفية قوى الرفض بقوله : "لقد علمنا أنه خلال زيارة الرئيس حافظ أسد إلى باريس، بأنه تم لقاء سري سوري - أمريكي، وقد حصل السوريون على موافقة واشنطن لاستخدام كافة الأسلحة من أجل الوصول إلى الجبل وبيروت" - عن كتاب المرحوم كمال جنبلاط: هذه وصيتي. ص. 129
وبتاريخ 9/8/1976 أعلن شلومو فنيري المدير العام لوزارة الخارجية للكيان الصهيوني : إن سورية لم تتعد الخط الأحمر الذي حددته السلطات (الإسرائيلية) كأقصى مدى للتدخل السوري في لبنان، وإن السلطات العسكرية (الإسرائيلية) تتابع الموقف العسكري ساعة بعد ساعة.
- وفي مقال نشر في مجلة تايم الأمريكية بتاريخ 8/9/1976، تحت عنوان "(إسرائيل) تشارك في حرب لبنان سرا". ما يلي : إن التفاهم غير المعلن بين (إسرائيل) والنظام السوري، قد وصل حد قيام النظام السوري بسحب قواته العسكرية المتواجدة في الجبهة، ونقلها تدريجيا إلى لبنان وإلى الحدود مع العراق."
كما يتكلم كاتب المقال عن زيارة شمعون بيرز إلى لبنان قائلا : "إن بيرز وصل إلى ميناء جونية بسفينة شحن، أحاطت به زوارق قاذفة للصواريخ، وتم نقله مع طاقم الحراسة من على ظهر السفينة بواسطة طائرة مروحية.
وإن زيارات بيرز التالية إلى لبنان، أصبحت من الأمور العادية، وإن اسحق رابين رافقه في زيارته الثالثة، وإن الاجتماعات مع قادة اليمين اللبناني انتهت بتدخل (إسرائيلي)، وإن كان سريا، في الحرب الأهلية اللبنانية الدائرة رحاها منذ سبعة عشر شهرا، وعملا بالاتفاق لتحرك (إسرائيلي) لإبادة قواعد الفدائيين في جنوب لبنان ".
وأضافت المجلة "إن هذه التدابير وضعت (الإسرائيليين) في الجانب الذي يقف فيه النظام السوري بعد تدخله الفعلي إلى جانب القوى الانعزالية، والذي يتحدد بالأساس، بتصفية الفدائيين الفلسطينيين، تمهيدا لفرض تسوية سلمية لصدام الشرق الأوسط، وتقوم (إسرائيل) بفرض حصار يشمل عدة موانئ لبنانية يسيطر عليها الوطنيون، وخاصة مينائي صيدا وصور لمنع وصول الأسلحة إلى الوطنيين والمقاومة.
لقد استطاعت (إسرائيل) بعملها هذا، الحصول على سيطرة فعلية، على شريط من الأرض جنوب لبنان يمتد حتى نهر الليطاني".
وتضيف المجلة "أن عددا من أركان النظام السوري الحاكم حضروا الاجتماع الموسع الأخير، بين شمعون بيرز والقوى الانعزالية في جونية، حيث شجع نجاح المباحثات بيرز، على إمضاء ليلة على ظهر سفينة الشحن التي أقلته إلى لبنان ". (حافظ الأسد والمقاومة.. مشار له ص. 142 وما يليها)
- ونقلت الشرق الأوسط في (18/8/1977م) في تعليق لها على اجتماع الأسد بكارتر في جنيف تقول : إن عملية إخضاع المقاومة اللبنانية والفلسطينية في لبنان، كانت جزءاً من (استراتيجية) كبيرة، لإضعاف المقاومة ومعارضي التسوية، وقدم كارتر للأسد مكافأته بالاستجابة إلى طلبه والاجتماع به في جنيف بدلاً من واشنطن، كما كان يفعل مع غيره من الرؤساء العرب
(تل الزعتر- لبنان. 1976 الرابط http://ghrorg.arabblogs.com/12345/%203.html وحافظ أسد والمقاومة الفلسطينية والتسوية... سلسلة بردى (5). دار بردى للنشر. بدون تاريخ. ص. 118 وما بعدها.)
كما أن المرحوم كمال جنبلاط توجه بنداء إلى مؤتمر وزراء الخارجية العرب – نشر في جريدة النداء – بيروت في 9/6/1976 قال فيه : "لا يخفى على أحد موقف التأييد الضمني تارة والمعلن تارة أخرى الذي تتخذه (إسرائيل) حيال الدور الذي يضطلع به النظام السوري في لبنان. فضرب الثورة الفلسطينية هدف صهيوني استعماري يجري تنفيذه اليوم على أرض لبنان".
ويعلق الكاتب بقوله : فلم يلبث حافظ أسد أن اغتاله بعد ذلك بقليل.
وجاء في مقال كتبه هنري كيسنجر في صحيفة "انترنشيونال هيرالد تريبون" في شهر حزيران 1982 ذكر فيه : "على الرغم من الكراهية المتبادلة بين سوريا و(إسرائيل) فإن وجودهما في لبنان يرمي إلى غاية واحدة هي تدمير منظمة التحرير الفلسطينية".
ويعلق الكاتب بقوله : ونحن ندعو القارئ إلى تأمل عبارة "رغم الكراهية المتبادلة" كأسلوب صهيوني صادر عن صهيوني مثل كيسنجر يلحس بلسانه فيه فروة حافظ أسد كما تفعل القطة، من إعلانه الحقيقة بأن مهمة حافظ أسد في لبنان هي تدمير منظمة التحرير الفلسطينية كما تبغي (إسرائيل). فلماذا الكراهية المتبادلة له إذن؟ أليست لتغطية خيانته؟ أليست لتغطية خيانة الأسد وتواطئه مع (إسرائيل)؟. (حافظ أسد: مسيرة الخيانة في سورية. من منشورات التحالف الوطني لتحرير سورية. بدون تاريخ. ص. 37 وما يليها.)
- وأخيرا علينا أن نذكر بان الولايات المتحدة قامت بمكافأة شارون الأب عن المجازر الذي قام بها في لبنان وعملية تصفية المقاومة الفلسطينية، حيث أدلى، (نوتر) أمام اللجنة الفرعية لمجلس النواب الأمريكي، بقوله : "فلقد أشار المسؤولون السوريون مؤخرا عن قلقهم إزاء استمرار التكاليف العالية للجهود المبذولة من أجل الحفاظ على السلام في لبنان، فتحت هذه الظروف تزداد مساعداتنا الاقتصادية من حيث الأهمية بالنسبة للسوريين إذ بلغ مجموع الدعم الأمريكي لسوريا خلال السنوات 74- 78 حوالي 481 مليون دولار".
علما بأن النظام السوري تلقى أكثر من 600 مليون دولار عام 1976 إثر تدخله في لبنان. (العلاقات الأمريكية السورية. سلسلة بردى. (6). دار بردى للنشر. بدون تاريخ. ص. 38).
4 - العلاقة بين الكتائب ونظام حافظ.
بتاريخ 28/9/1973م ألقى بيار الجميل زعيم حزب الكتائب بياناً في المؤتمر السنوي السادس للكتائب قال فيه : "إننا نلاحظ بفرح وأمل أن الإخوان السوريين (يقصد النظام السوري) ؛ يبدون في هذه الأيام انفتاحاٌ مهماً على ما كانوا يعتبرونه انعزالية ورجعية في تفكيرنا".
وفي 10/9/1974 تم عقد لقاء بين ممثلين عن الكتائب ووفد سوري برئاسة عاصم قانصوه ـ رئيس البعث الأسدي في لبنان ـ وعلق بيار الجميل فقال : "قانصوه صديق قديم؛ نتعاون معه دائماً لتقريب وجهات النظر بين حزبينا ".
ويوم 7/12/1975 زار بيار الجميل دمشق واستقبل فيها كما يستقبل رؤساء الدول، وفي نهاية الزيارة صرح قائلاً : "يوجه حزب الكتائب تحية الشكر والإكبار للرئيس حافظ الأسد، ويعتبر الحزب أن هذه الزيارة تكمل ما بدئ به منذ سنتين، على صعيد توطيد العلاقات مع الشقيقة سوريا ".، وبعد ذلك يصرح عاصم قانصوه : "إن حزب الكتائب أكثر وطنية من بعض الفئات التي تدعي ذلك".
ونشرت الأخبار القاهرية في 16/6/1976م قول كميل شمعون : "لقد اتفقنا مع سوريا على خطط ترضينا".
وأثناء الحصار، وقبل سقوط تل الزعتر، وصل كميل شمعون إلى دمشق في 9/8/1976م وصرح يقول : أنه يثق ثقة كاملة بالرئيس حافظ الأسد، وأن سوريا هي الدولة الوحيدة التي تستطيع فرض السلام في لبنان. (حافظ أسد والمقاومة... مشار له. نواف عبدالله: حول الأزمة اللبنانية.. مشار له. ص. 108 وما بعدها والحرب الأهلية اللبنانية. الرابطين المشار لهما)
5 - محاولات القيادة الفلسطينية إقناع شارون الأب لإيقاف نزيف الدم.
- في رسالة لياسر عرفات بتاريخ 25/6/1975، وجهها إلى اللبنانيين والفلسطينيين، كشف فيها الأهداف القريبة والبعيدة التي يتوخاها أعداء المقاومة وأعداء لبنان، جاء فيها : "من البديهيات التي لا بد من تكرارها، هي أن ما حدث ويحدث، وما قد يحدث في لبنان – لا قدر الله – ليس في صالح لبنان أو الثورة الفلسطينية، فلبنان لا يمكن أن يستفيد من فتنة تذهب بالأخضر واليابس ن وتقضي على ما حباه الله به من مزايا، والثورة الفلسطينية بالمقابل،تعرف ميدان معركتها الحقيقي، وتقاتل من أجل التحرير، وتناضل في سبيل العلمانية على أرض فلسطين، وتتصدى لشتى أنواع التحديات والمؤامرات.
هذه الثورة لا يمكن هي الأخرى، أن تستفيد من معارك جانبية تستنزف قواها، وتلهيها عن مسارها الرئيسي ومعركتها الحقيقية.
بديهي إذن، أن الفتنة في لبنان تعود بأبلغ الضرر على الشعبين الشقيقين، فلماذا حدث ما حدث والأمر كذلك؟
هل هو مخطط أجنبي ساء أن يرى لبنان ينعم ويزدهر ويقوى ويضع ثقله باتجاه أمتنا العربية؟
هل هو مخطط صهيوني لا يحتمل أن يرى لبنان، بفعل ظروف مؤقتة لا بد أن تزول، أخوة له في السلاح والنضال والمصير؟
هل هي محاولة لإشعال الفتنة بين الشعبين الشقيقين، للتشويش على ما حققه الشعب الفلسطيني في الآونة الأخيرة، من انتصارات حاسمة على الصعيدين العربي والدولي وانتزاعه اعتراف العالم بقيادته وكيانه وبحقه في تقرير مصيره؟
أم هي مساندة (لإسرائيل) التي بدأت تتململ وتتألم، بفعل ضربات ثوارنا المتلاحقة في العمق المحتل؟
لا بد أن نضع في الحسبان، أن هناك مخططا يستهدف ضرب لبنان في وحدته كغاية في حد ذاتها، ويستهدف أيضا ضرب الوطن العربي، من خلال ضرب الوحدة اللبنانية، بغية زحزحة أحد أركان الأمة العربية القائم على التلاحم الإسلامي المسيحي حتى تصاب الأمة بشرخ عامودي مستحدث في بنيانها". (حافظ أسد.. والمقاومة الفلسطينية.. مشار له. ص. 98 وما بعدها)
ويذكر أحد الكتاب الغربين: "فقد تصاعدت حدة المعارك بشكل لم يكن متوقعًا على الإطلاق وتورط السوريون في البداية في مواجهة عسكرية عنيفة مع الفدائيين الفلسطينيين ومليشيات اليسار اللبنانية، وهم الحلفاء التقليديون لنظام البعث وقد كان لهذا الجانب بالذات تأثير مزعج على وضع الأسد داخل البلاد، وارتفعت أصوات المعارضة القوية ضد تدخله في لبنان" (الصراع على السلطة.. مشار له. ص. 116)
- يقول كمال جنبلاط في كتابه (هذه وصيتي) في الصفحة (105) : نقل عن ياسر عرفات قوله للأسد عند اجتماعه به في 27/3/1976 : إن قلب المقاومة ومستقبلها موجود في لبنان، وإن إرهاب الجيش السوري والصاعقة لن يفيد، وإنه يعز علينا أن نصطدم بالجيش السوري ونحن على مرمى مدفعية العدو الصهيوني والأسطول السادس الأمريكي. فكان رد الأسد : "ليس هناك كيان فلسطيني، وليس هناك شعب فلسطيني، بل سوريا وأنتم جزء من الشعب السوري، وفلسطين جزء من سوريا، وإذن نحن المسؤولون السوريون الممثلون الحقيقيون للشعب الفلسطيني".
- ويقول صلاح خلف، أبو إياد يرحمه الله، في مجالسه الخاصة أرسل ياسر عرفات اثنتي عشرة رسالة إلى حافظ الأسد يطالبه بفك الحصار المفروض علينا في بيروت، وعندما لم يتلق جواباً أرسل مبعوثاً خاصاً، وبعد أن سلم رسالة عرفات، وعرض عليه سوء الأوضاع وصلف العدو أجاب الأسد : "أنا أريد أن تهلكوا جميعاً لأنكم أوباش".
ويقول صلاح خلف، يرحمه الله، : عندئذ أدركنا تآمر الأسد علينا، وأن له أوثق العلاقات مع (إسرائيل) والولايات المتحدة وحزب الكتائب. (حافظ أسد.. والمقاومة.. مشار له ص. 98 وما بعدها. وتل الزعتر- لبنان. 1976.. مشار له)
6 - دخول القوات الشارونية إلى لبنان.
أ - كان صمود المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، أمام هجمات الانعزاليين والجيش اللبناني من طرف وغارات العدو الصهيوني الجوية على المخيمات وقواعد الفدائيين وهجماته في الجنوب من طرف آخر، كان ذلك ما يرفع سمعة المقاومة وجبهة الرفض، وكان بالمقدار نفسه يغضب حافظ ويحرجه، على الصعيد الشعبي داخل سورية، وعلى الصعيدين العربي والدولي.
وعلى ضوء هذا الواقع اختار حافظ أسد أن تكون وحدات من لواء اليرموك، هي أول دفعة من القوات التي دخلت إلى سهل البقاع من سورية في الأسبوع الأخير من كانون الأول 1975. واختيار حافظ هذا كان محسوبا بدقة وللاعتبارات التالية :
- كون الوحدات من لواء اليرموك الفلسطيني، فإن ذلك يخفف من حدة رد الفعل لدى المقاومة وحلفائها، إضافة إلى أن قيادات هذه الوحدات من الضباط، توخى حافظ، أن تكون موالية له.
- إن إدخال هذه الوحدات سيبعدها عن الساحة السورية، سيما وقد ظهرت بوادر تحرك شعبي وجماهيري على الساحة السورية وفي مخيمات الفلسطينيين ضد تحالفات حافظ في لبنان ووقوفه بصف أعداء المقاومة والحركة الوطنية اللبنانية.
- بالإمكان اعتبار إدخال هذه الوحدات عملية ضغط أولى، تسمح بكشف ردود الفعل لدى الأطراف المتصارعة على الساحة اللبنانية، وعلى الصعيدين العربي والدولي كذلك.
ب – بتاريخ 19/12/1976 عبرت الحدود اللبنانية قوات سورية جديدة وبدأت تأخذ مواقعها وفق خطة مرسومة، في البقاع وشمال لبنان وغيرها من المناطق اللبنانية.
بدأت معركة تل الزعتر، أطول معارك الحرب الأهلية وأكثرها خسائر وضحايا منذ شهر كانون الثاني (يناير) 1976.
وأدخل حافظ الأسد قواته إلى لبنان في 5/6/1976م، وقوامها 30 ألف جندي، كي يسحق المقاومة الفلسطينية وليعيد السلطة إلى يد الموارنة.
إن البداية كانت من قبل بضع مئات من أفراد (ميليشيا) كميل شمعون التي عاد الكتائبيون بعد خمسة أيام فانضموا إليها بعد تردد بمحاصرة المخيم وذلك بعد دخول الجيش السوري إلى لبنان بعشرة أيام وببديهة الحال، فإنهم انتظروا مبادرة دمشق ليقوموا بهذه المذبحة.
وفي 22 حزيران 1976 بدأ حصار مخيم تل الزعتر الفلسطيني من الجيش السوري والقوات المارونية اللبنانية، وقد تم قطع الماء والكهرباء والطعام عن المخيم ثم تم شن هجوما واسع النطاق على تل الزعتر وعلى التجمعين المجاورين له، جسر الباشا والتبعة وبدأت القذائف والصواريخ تمطر هناك بلا انقطاع من الفجر إلى المغيب وعلى مدى 55 يوما متتالية تقدر عدد القذائف التي سقطت على تل الزعتر بحوالي 55000 قذيفة.
"وبدخول القوات السورية لمساندة اليمين اللبناني خطف حافظ الأسد، من يد القوات المشتركة الانتصار الذي كاد أن يتحقق، ويتحقق معه قيام لبنان عربي ديمقراطي رافض للتسوية، وليحل محله لبنان الممزق بالأحقاد التي عمقها الدم والخراب.
حيث طاردت قوات شارون الأب القوات المشتركة، في البقاع والجبل وفي بحمدون وعكار متابعة طريقها باتجاه بيروت وصيدا، في نفس الوقت وبشكل منسق مع هجمات قوات اليمين اللبناني، على المخيمات الفلسطينية، وعلى النقاط الحيوية في مدينة بيروت التي كانت القوات المشتركة قد أحكمت سيطرتها عليها. (حافظ أسد.. والمقاومة الفلسطينية والتسوية. مشار له. ص. 134)
سقط مخيم تل الزعتر في 14-8-1976، بعد أن كان قلعةً حصينة أنهكها الحصار. فدخلته الكتائب اللبنانية، تحت غطاء حليفها الجيش السوري. (تاريخ يأبى النسيان.. مجزرة تل الزعتر. رسالة فلسطين. 15/8/2012.)
وهكذا بعد أن كان تل الزعتر قلعةً حصينة أنهكها الحصار، فدخلته الكتائب اللبنانية، تحت غطاء حليفها الجيش السوري. وارتكبت فيه أفظع الجرائم من هتكٍ للأعراض، وبقرٍ لبطون الحوامل، وذبحٍ للأطفال والنساء والشيوخ! وكذلك ارتكبوا المجازر والجرائم، من اغتصابٍ وهدم البيوت وإبادة الأطفال وسلب الأموال، في مخيمي “جسر الباشا” و “الكارنتينا” اللذين سقطا بيد الكتائب قبل تل الزعتر.
وعند الانتهاء من سكان تل الزعتر إما قتلًا أو تشريدًا، قامت الجرافات التابعة للقوات اللبنانية بتسويته بالأرض والقضاء عليه تمامًا، وما زال الدمار في المخيم قائمًا إلى اليوم ولا يسمح بإعادة بنائه، وتشتت سكان تل الزعتر في عدد من المناطق اللبنانية خاصة البقاع وبعلبك، ثم انتقلوا إلى منطقة الدامور الساحلية القريبة من بيروت؛ إلا أنهم هجروا منها مرة أخرى بعد الاجتياح الإسرائيلي، وانتهى بهم الأمر أن أقاموا مساكن من صفائح التنك على أرض مجاورة لمخيم البداوي وأطلقوا على المخيم الجديد اسم "مخيم تل الزعتر" باعتبار أن سكانه من مهجري تل الزعتر، ويسكن في هذا المخيم بحسب تقدير السكان ما يقرب من ثلاثة آلاف شخص في مساحة ضيقة تقدر بعشرات الأمتار المربعة، وقد حظيت كل عائلة من السكان اللاجئين بمساحة ضيقة لا تكاد تكفي في الحقيقة لغرفة واحدة، وأحيانا تضم هذه الغرفة أكثر من سبعة أفراد، فهي تكفيهم كي يبقوا على قيد الحياة وحسب ولا تعترف وكالة الأونروا بهذا المخيم وتتعلل بأن سكانه هم في الأصل من سكان تل الزعتر ولا تستطيع أن تقدم خدماتها إلا لذلك المخيم الشرعي البائد، في حين يطالب السكان الأونروا بتحسين ظروفهم أو بإعادتهم إلى مخيمهم الأصلي التي ما زالت الوكالة تدفع أجرة أرضه للدولة اللبنانية بحسب مصادر السكان، وأقصى ما حصل عليه سكان المخيم بشق الأنفس من تسهيلات الأونروا أنها التزمت برمي النفايات المنزلية التي يخرجها المقيمون إلى خارج مساكنهم ويتم حرقها في المخيم نفسه (كي لا ننسى: مذبحة تل الزعتر. موقع بُكرا، وكالات 12/8/2013)
7 - المجزرة
إبادة جماعية تمت في حق سكان المخيم الذي يقطنه 20 ألف فلسطيني و15 الف لبناني مسلم لجؤوا إليه،، تم حصاره وتجويع ساكنيه بطريقة همجية ولا يمكن تصور حدوثها في القرن العشرين.
– الحصار والجوع وعدد الشهداء.
لقد اختلف في عدد شهداء مجزرة تل الزعتر فهناك من قدر عددهم ب 3000 (وكبيديا) وعدد قتلى تل الزعتر الفلسطيني 6800 وليس 3000. (غوغول. إجابات). بينما يقول أحد الكتاب :
ويقدر عدد القتلى من 9 الأف الى 11 ألف. (شفاء عبندة : الاسدان وكذبة النظام الممانع لإسرائيل. عرب نيوز. 1/6/2011)
ويذكر مقال آخر : معركة تل الزعتر، هي معركة دارت في محيط مخيم تل الزعتر في بداية الحرب "الأهلية اللبنانية"، حيث دارت اشتباكات عنيفة وشرسة وضارية بين (قوات اليمين اللبناني المسيحي والجيش السوري من جهة، ومسلحين الفصائل الفلسطينية المتمركزين في مخيم تل الزعتر من جهة أخرى) وتم محاصرة المخيم من قبل اليمين المسيحي وأخضعت القوى اليمينة المخيم لقصف شديد وحصار دام لمدة 52 يوماًَ وبعدها استطاع المسلحين الفلسطينيين مغادرة المخيم عن طريق الغابات، وكانت في تلك الفترة تسيطر حالة الجوع والعطش على المخيم، فوافق الناس على الخروج من المخيم ومن ثم دخلت جرافات البلدوزر و جرافات D9 وهدمت كل المخيم وقدر عدد القتلى من ناحية الفلسطينيين بـ(2000) قتيل من المدنيين أما المسلحين الفلسطينيين لم يقتل منهم سوى (10)، أما قتلى اليمين اللبناني المسيحي (500) قتيل وخسائر الجيش السوري (78) قتيل ودمر (150) دبابة. (وكبيديا. مذبحة تل الزعتر. مشار له)
ووفق مصادر أخرى : فقد ذكرت نشرة أخبار راديو بيروت يوم 16/6/1976 "كان أكثر من خمسة عشر ألفا من اللبنانيين والفلسطينيين قد قتل أو جرح خلال المعارك التي دارت مع الجيش السوري جراء قصفه للمدن والقرى اللبنانية" وكانت أرقام الضحايا تتصاعد باطراد مع تصميم حافظ أسد انجاز ما كلف به في أقصر وقت ممكن. (عن كتاب : حافظ أسد والمقاومة.. مشار له ص. 155)
وخلال الحصار الظالم جاع أهل المخيم من النساء والأطفال حتى أكلوا القطط والكلاب!
حيث منعت القوات السورية وصول الطعام والماء والذخيرة إلى المخيم، كما شاركت في الإعدامات وهتك الأعراض والنهب تحت قيادة العقيد علي مدني، قائد الشرطة العسكرية، ومن قبل رجال ما أطلق عليه الحركة التصحيحية.
فعلت منظمة الصاعقة وقوات الردع السورية الأفاعيل في لبنان من نهب المصارف، والسيارات والمخازن والمستودعات.
وطلب الفلسطينيون في تل الزعتر من علماء المسلمين فتوى تبيحُ لهم أكلَ جثثِ الشهداء كي لا يموتوا جوعاً!
وفي ذلك كتب احد الشعراء:
".. والآن تكفِّنُهُ عيني.. فدعوني آكلُ من إبني.. كي أنقذَ عمري.. ماذا آكل من أبني؟!! من أين سأبدأ؟!
لن أقربَ أبداً من عينيه.. عيناهُ الحدُ الفاصل.. بين زمانٍ يعرفني.. وزمانٍ آخر ينكرني..
لن أقرُبَ أبداً من قدميه.. قدماهُ نهايةُ ترحالي.. في وطنٍ عشتُ أطاردُهُ.. وزمانٍ عاشَ يطاردني..
ماذا آكلُ من أبني؟! يا زمنَ العار.. تبيعُ الأرض، تبيعُ العرض.. وتسجدُ جهراً للدولار..
لن آكل شيئاً من أبني يا زمنَ العار.. سأظلُّ أقاومُ هذا العفن.. لآخرَ نبضٍ في عمري.. سأموتُ الآن.. لينبُتَ مليون وليد.. وسطَ الأكفان على قبري.. وسأرسم في كل صباح.. وطناً مذبوحاً في صدري.." (عن مذبحة تل الزعتر - الاهالي طلبوا فتوة شرعية لاكل ابنائهم الشهداء. ;. وكالة معا الإخبارية. 25/6/2012 الرابط http://maannews.net/arb/ViewDetails.aspx?ID=498650)
وإلى القسم الثالث من هذا البحث قريبا بعون الله.
الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون محام عراقي سابق وكاتب وصحافي مقيم في فرنسا
Abdulilah.alrawi@club-internet.fr
تجدون كافة مقالاتنا التي نشرت بعد الغزو على
http://iraqrawi.blogspot.com
شبكة البصرة
الاحد 1 جماد الاول 1435 / 2 آذار 2014
فضيحة جديدة : الكيان الصهيوني يصدر أسلحة إلى النظام الصفوي في إيران ( القسم الأول
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
فضيحة جديدة : الكيان الصهيوني يصدر أسلحة إلى النظام الصفوي في إيران ( القسم الأول )
شبكة البصرة
الدكتور عبدالإله الراوي
المقال الذي نقوم بترجمته قام بكتابته السيد جيل مونييه، الأمين العام لجمعية الصداقة الفرنسية – العراقية، والذي سبق وترجمنا له عدة مقالات كان آخرها ( ترجمة وتعليق : الدكتور عبدالإله الراوي : بوش يريد الآن من اليهود أن يعتنقوا المسيحية وأن يؤمنوا بأن عيسى هو المسيح. شبكة البصرة. 13/11/2013).
وقد رأينا أن نقوم بترجمة هذا المقال لأهميته ولأن القضية المطروحة فيه لم يتم طرحها في أي من وسائل الإعلام الأخرى وفق معلوماتنا.
وقبل أن نعرض ترجمة المقال نذكر :
1- لقد سبق وقامت إيران خلال الحرب العراقية – الإيرانية باستيراد كميات كبيرة من الأسلحة من الكيان الصهيوني وقد أطلق على هذه القضية : إيران كونترا وإيران غيت، وقد أشرنا لها في عدة مقالات سابقة نذكر منها :
- الدكتور عبدالإله الراوي : ماذا ينتظر العرب من قمة الدوحة؟ شبكة البصرة. 29/3/2009.
والذي ذكرنا فيه " المفروض بقادة حماس أن يعلموا بأن ملالي طهران لا تهمهم، لا من بعيد ولا من قريب، القضية الفلسطينية وأن تحالفهم مع الكيان الصهيوني معروف وبالأخص منذ فضيحة إيران كونترا. التي كشفت مساندة الكيان المسخ لنظام الملالي خلال الحرب العراقية - الإيرانية، عندما قام هذا الكيان بتزويد إيران بكافة أنواع الأسلحة وقطع الغيار التي كان يستوردها من الولايات المتحدة. وإن هذا التعاون مستمر ولم ينقطع ولكنه موضوع طويل يحتاج إلى بحث مستقل."
- الدكتور عبدالإله الراوي : تمرد الحوثيين وأهدافهم من اختراق الأراضي السعودية. شبكة البصرة. 25/11/2009)
- الدكتور عبدالإله الراوي : حماس والحزب الإيراني لنصرالله. شبكة البصرة. 14/2/2012)
2 – إن السيد جيل مونييه يتساءل عن مدى الإحراج الذي سيقع فيه نيتانياهو عندما يقابل اوباما بعد هذه الفضيحة.
نقول للسيد مونييه : كن مطمئنا فإن الرئيس الأمريكي يستطيع إحراج أو توجيه إنذارات لكافة دول العالم وقادتها عدا الكيان الصهيوني.. لكون هذا الكيان مدعوم من قبل العصابات الصهيونية " اللوبي اليهودي " التي تتحكم بالولايات المتحدة الأمريكية.
(الدكتور عبدالإله الراوي : تفتيت العراق والوطن العربي... مطلب صهيوني - صليبي – صفوي.. شبكة البصرة. 10/10/2007)
والذي ذكرنا فيه تشبيه كاتبان أمريكيان العلاقة التي تربط أمريكا بالكيان المسخ "بتشبيههما أمريكا بالكلب و (إسرائيل) بذيل الكلب وهنا يستغرب الباحثان كيف " أن الذيل يتحكم بالكلب والمنطق أن يتحكم الكلب بذيله ".
ترجمة المقال
اكتشاف تهريب السلاح بين (إسرائيل ) وإيران .
بقلم : جيل مونييه
بينما يناضل بنيامين نيتانياهو لغرض تشديد العقوبات الدولية المفروضة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، واعتباره هذه الدولة تشكل تهديدا ل (إسرائيل) وللشرق الأوسط وللسلام العالمي.
فإن محققين من، الأمريكان هملاند سيكورتي ومن قبل وحدة يونانية المتخصصة بالنضال ضد الجرائم المالية، اكتشفوا.. تهريب أسلحة بين (إسرائيل) وإيران.
إن الصحيفة اليونانية كاثيميريني كشفت، يوم 16/2/20014، بأن حاويات مواد احتياطية لطائرات المطاردة فانتوم ف-4، تم تحميلها من ميناء بنيامين – جيفا أدا، قرب حيفا، كان المفروض أن تسلم في شهر نيسان (ابريل) المقبل إلى إيران، بواسطة باخرة يونانية.
وإن شركة وهمية باسم تاسو كاراس س.ا، مسجلة في فوتانيكوس، تعود لبريطاني يقيم في سالونيك، لعبت دور الوسيط.
حمولة السفينة المذكورة تم مصادرتها، ولكن شحنة أخرى تم تسليمها إلى إيران في كانون الثاني (ديسمبر) 2012.
بنيامين نيتانياهو ينتظر أن يقوم بزيارة الولايات المتحدة في شهر آذار (مارس) المقبل.
ماذا سيقول له أوباما الذي أنذر شركات ميديف (جمعية رؤساء الشركات الكبرى في فرنسا) الذين يقومون بزيارة طهران في بداية هذا الشهر، شباط (فبراير)؟
أن القضية لا تتعلق بتجارة الأسلحة، ولكن الرئيس الأمريكي مع ذلك صرح – خلال المؤتمر الصحافي مع فرانسوا هولاند – : بأن الشركات التي تتفاوض مع إيران تقوم بذلك "على مسؤوليتها وتتحمل تبعة مجازفتها" وسوف تقع عليها "تبعة تصرفها هذا وبعنف" في حالة فشل المفاوضات المتعلقة بالمفاعلات النووية الإيرانية.
نص المقال المترجم
http://www.france-irak-actualite.com/2014/02/d%C3%A9couverte-d%E2%80%99un-trafic-d%E2%80%99armes-entre-isra%C3%ABl-et-l%E2%80%99iran.html
Découverte d’un trafic d’armes entre Israël et l’Iran
Publié par Gilles Munier sur 18 Février 2014, 09:53am
Par Gilles Munier
Alors que Benyamin Netanyahou milite pour le durcissement des sanctions internationales imposées à la République islamique d’Iran, et présente ce pays comme une menace pour Israël, le Proche-Orient et la paix mondiale, des enquêteurs de l’American Homeland Security et d’une unité grecque luttant contre les crimes financiers ont découvert… un trafic d’armes entre Israël et l’Iran!
Le quotidien grec Kathimerini* a révélé, le 16 février, que des containers de pièces détachées d’avions de chasse Phanthom F-4, chargés au port de Binyamina-Givat Ada, près de Haïfa, devaient être livrés en avril prochain en Iran, via un cargo battant pavillon grec.
Une compagnie fantôme du nom de Tassos Karras SA, enregistrée à Votanikos, appartenant à un Britannique résident à Salonique, jouait les intermédiaires. La cargaison a été confisquée, mais une première livraison aurait eu lieu en décembre 2012.
Benyamin Netanyahou est attendu en mars aux Etats-Unis. Que va lui dire Barack Obama qui a mis en garde les entreprises du Medef en visite début février à Téhéran? Il ne s’agissait pas de marchands d’armes, mais le président des Etats-Unis a tout de même déclaré – lors de sa conférence de presse en compagnie de François Hollande – que les sociétés démarchant l’Iran le faisaient « à leurs risques et périls » et qu’il leur tomberait « dessus à bras raccourcis » si les pourparlers actuels sur le nucléaire échouaient.
*Israelis tried to send arms to Iran via Greece, probe finds
http://www.ekathimerini.com/4dcgi/_w_articles_wsite1_1_16/02/2014_537424
الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون محام عراقي سابق وكاتب وصحافي مقيم في فرنسا
Abdulilah.alrawi@club-internet.fr
تجدون كافة مقالاتنا التي نشرت بعد الغزو على
http://iraqrawi.blogspot.com
شبكة البصرة
الاربعاء 19 ربيع الثاني 1435 / 19 شباط 2014
http://www.albasrah.net/ar_articles_2014/0214/abdul2_200214.htm
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
فضيحة جديدة : الكيان الصهيوني يصدر أسلحة إلى النظام الصفوي في إيران.
(القسم الثاني) . كشف أسماء المهربين (الإسرائيليين)
شبكة البصرة
الدكتور : عبدالإله الراوي
لقد ذكرنا في مقالنا السابق (الدكتور عبدالإله الراوي : فضيحة جديدة : الكيان الصهيوني يصدر أسلحة إلى النظام الصفوي في إيران. شبكة البصرة. 19/2/2014) "وقد رأينا أن نقوم بترجمة هذا المقال لأهميته ولأن القضية المطروحة فيه لم يتم طرحها في أي من وسائل الإعلام الأخرى وفق معلوماتنا".
وقد ظهر بأن صحيفة القدس العربي قامت بنشر مقال حول الموضوع مستندا إلى القناة الفضائية الثانية (الإسرائيلية) وإلى الصحيفة اليونانية التي أشرنا لها في المقال المذكور أعلاه في نفس اليوم.
(زهير أندراوس: تجار سلاح إسرائيليون يبيعون إيران قطع غيار لطائرات حربية.القدس العربي. شبكة البصرة. 19/2/14)
ولكن المقال الأخير لم يشر إلى ما سنذكره في الكلمة التي نقوم بترجمتها، إي ذكر أسماء المهربين الصهاينة ولذا قمنا بترجمته. واعتبرناه القسم الثاني متوقعين بأن السيد مونييه سيقوم بكتابة مقالات أخرى حول هذا الموضوع وسنقوم بترجمتها إن شاء الله.
ترجمة المقال
أسلحة إلى إيران : أسماء المهربين (الإسرائيليين).
ذكرت الصحيفة (الإسرائيلية) هارتس يوم 17 شباط (فبراير) 2014 الكشف عن تهريب الأسلحة بين (إسرائيل) وإيران، ولكنها لم تقل أية كلمة عن افيشاي ونستين في هذه العملية.
مع ذلك، هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها ضبط، رجل الدين اليهودي هذا، متلبسا بجريمة التجارة غير المشروعة مع الجمهورية الإسلامية.
ففي عام 1999، فإن هذا الشخص مع زوج أخته الي كوهين، قاما بإيصال وبطريقة سرية أسلحة إلى إيران عن طريق بلجيكا.
الموقع (الإسرائيلي) تيكون اولان يشير إلى أنه في عام 2003، فإن شركة كبس العائدة ملكيتها إلى ونستين قامت بشراء، من الولايات المتحدة، أدوات احتياطية لطائرات فانتوم ف-4 و(رادارات) عسكرية لإرسالها إلى إيران، وكذلك أنظمة توجيه صواريخ هوك ومكبرات صوت عالية التردد لطائرات حربية ف-5.
وهذه الأجهزة جميعا لصالح إيران، وقد تم تصديرها دون الحصول على موافقة حكومة الولايات المتحدة، وقد سلم قسما منها في (إسرائيل) إلى ميناء بنيامينا – جيفات ادا، الواقع جنوب حيفا، عن طريق ل. و م. كانوفاكتورانغ و نيسكو ن ي ي ن س، شركتان مقرهما في بروكلين وتداران من قبل ليب كوهين شريكه في الولايات المتحدة.
في ذلك الوقت، فإن عملية التهريب هذه تم كشفها من قبل الشرطة (الإسرائيلية)، وتم توقيف ليب كوهين ولكن ليس وينستين ولا الي كوهين. الصحافي في القناة الثانية (الإسرائيلية) الذي قدم تقريرا عن الفضيحة الأخيرة، يتصور بأن العملية عبارة عن "نوع من عملية تسريب" وإن منظمها – الذي لم يذكر اسمه - "لم يتصرف بأي صورة ضد مصالح (إسرائيل).
ومن جهته قإن تيكون اولان أعطانا تصور بأنه من المحتمل فإن وينستين هو الذي قام ببيع قطع الغيار التي فيها خلل المتعلقة بأجهزة الطرد المتعلقة بالمفاعلات الإيرانية.
يتبع... المصادر
نص المقال المترجم.
http://www.france-irak-actualite.com/2014/02/des-armes-pour-l%E2%80%99iran-les-noms-des-trafiquants-isra%C3%A9liens.html
Des armes pour l’Iran : les noms des trafiquants israéliens
Publié par Gilles Munier sur 20 Février 2014, 05:33am
Par Gilles Munier
Le quotidien israélien Haaretz a annoncé le 17 février dernier la découverte du trafic d’armes entre Israël et l’Iran (1), mais n’a dit mot de l’implication probable d’Avichai Weinstein dans cette affaire. Pourtant, ce n’est pas la première fois que ce juif religieux, est pris en flagrant délit de commerce illicite avec la République islamique. En 1999, avec son beau-frère Eli Cohen, il aurait livré des armes canadiennes à l’Iran, via la Belgique.
Le site israélien Tikun Olan (2) rappelle qu’en 2003, la société QPS appartenant à Weinstein avait commandé aux Etats-Unis des pièces détachées de Phantom F-4 et de radars militaires destinés à l’Iran, des systèmes de guidage de missiles Hawk et des amplificateurs audio de haute fréquence pour avions de chasse F-5. Ces matériels destinés à l’Iran, exportés sans autorisation du gouvernement étasunien avaient été en partie livrés en Israël à Binyamina-Givat Ada, au sud de Haïfa, par L & M Manufacturing et NESCO NY Inc, deux entreprises basées à Brooklyn dirigées par Leib Kohn, son partenaire aux Etats-Unis.
A l’époque, le trafic avait été découvert par la police israélienne, Leib Kohn arrêté, mais pas Weinstein et Cohen. Le journaliste de la chaine de télévision israélienne Canal 2 qui a rendu compte du dernier scandale, pense qu’il s’agit d’« une sorte d’opération d’infiltration » et que son organisateur – dont il n’a pas donné le nom - « n’a pas agi contre les intérêts d’Israël » (3). De son côté Tikun Olan laisse entendre que ce pourrait bien être Weinstein qui a vendu à l’Iran des pièces défectueuses de centrifugeuses!
A suivre…
(1) Report: Israeli arms dealers tried to sell Iran spare jet parts
http://www.haaretz.com/news/diplomacy-defense/1.574752
(2) Serial israeli sanction buster again guilty of shipping arms to Iran
http://www.richardsilverstein.com/2014/02/17/serial-israeli-sanctions-buster-again-guilty-of-shipping-arms-to-iran /
(3) Jerusalem silent on report Greece blocked Israeli arms shipments to Iran
http://www.timesofisrael.com/greece-intercepts-israeli-sent-arms-shipments-to-iran /
Sur le même sujet, lire aussi:
Découverte d’un trafic d’armes entre Israël et l’Iran
http://www.france-irak-actualite.com /
الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون محام عراقي سابق وكاتب وصحافي مقيم في فرنسا
Abdulilah.alrawi@club-internet.fr
تجدون كافة مقالاتنا التي نشرت بعد الغزو على
http://iraqrawi.blogspot.com
20/2/14
شبكة البصرة
الخميس 20 ربيع الثاني 1435 / 20 شباط 2014
Inscription à :
Articles (Atom)