قصة التعرف على المحتاجين المتعففين ومساعدتهم
الدكتور : عبدالإله الراوي
لانريد ان نتكلم عن أزمة الغالبية العظمى من لشعب العراقي فهي معروفة للجميع
وقد رأينا الكثير من الأشرطة التي تظهر الكثير من الأطفال والنساء والرجال وهم
يقومون بجمع بعض القناني الفارغة او غيرها من مكبات النفايات وفي أغلب المحافظات
وخصوصا الوسطى والجنوبية .
كما ان هنالك شريط لطفل عمره ١٠ سنوات
واخته ٣ سنوات يعملون بعربة صغيرة لإعانت عائلتهم ، وطبعا لا داعى لأن نتكلم عن
عدد الأطفال المحرومين من مقاعد الدراسة .... الخ .
كما لا نرى داع لنشير إلى ما أطلق عليه راتب الرعاية
الاجتماعية 175 ألف دينار عراقي والذي لا يعادل 1% مما يتقاضاه أحد أعضاء مجلس
الدواب ( النواب ونعتذر للدواب لأن فوائد أغلبها كثيرة جدا بينما هؤلاء لا نحصل
منهم إلا على ما يضر ؤيدمر وطننا وشعبنا )
عدا المخصصات والحماية وما يدره الفساد بكافة الطرق ....
وعلى ذكر
راتب الرعاية يحلو لنا أن نشير لما ذكره أحد الأطباء وهو مدير عام صحة بغداد الكرخ
والذي كان يقوم بفحص المواطنين فيما يتعلق بمرض كورونا فيقول :-
طرقت باب بيت مجاور لمصاب
بفايروس كورونا في مدينة الشعلة للاطمئنان
وهو عبارة عن نصف او ربع قطعة بباب حديدية صغيرة ، ففتحته امرأة أربعينية مجللة بالسواد بثوب رث نحيفة البدن
شاحبة الوجه وعلامات الحزن بادية عليها ، ووقف الى جنبها طفل صغير عمره ثلاث سنوات
او اربع لا يقل شحوباً عن وجهها ضعيف البنية وعليه ثوب قصير قديم حافي القدمين، مضيفا
(حييتها فردت التحية بصوت خافت حزين ، وسألتها أين زوجك ؟، سكتت ونظرت الى الأرض وقالت
اصيب بسرطان العظم ومات. وبان التأثر عليها و كأني نكأت الجرح المؤلم لديها.).
وتابع (عندما سألتها كيف تعيشون، سكتت
قليلاً وقالت براتب الرعاية الاجتماعية ، وكررت هل يكفي راتب الرعاية لك ولأطفالك فردت:
ماذا نفعل الله كريم) ، يقول الحجامي عن هذا الموقف (أخذتني الحيرة ، جئت اسألها عن
فايروس كورونا فتبين انها مصابة بفايروس اخطر). ويواصل الحجامي السرد فيقول (بعد ذلك
انسحبنا الى مكان آخر في المدينة نفسها نحو منزل فيه إصابتان ، كان على يمين البيت
عمارة قديمة ومتهالكة مؤلفة من طابقين ، تساقطت
منها كتل كونكريتية تضم شققا صغيرة ، واخذت اطرق أبواب الشقق للاستفسار وكانت احدى
الشقق في الطابق العلوي ذات باب بسيط، فتحت امرأة ستينية نحيلة مكللة بالسواد وغطى
الحزن محياها ، سلمت وردت السلام بإستحياء)، مضيفا (سألناها من معك ، فكانت الاجابة
ابنتي وأولادها ، و أين زوج ابنتك؟ ردت بحزن شديد استشهد في الانفجار بالجامع المجاور
، وكيف تعيشون؟ فتلعثمت في الجواب واهتزت وكادت تسقط وخنقتها العبرة وانسحبت الى داخل
المسكن). لكن الحجامي اخذ يطرق الباب مرات
عدة ومدد رأسه للداخل ليطمئن عليها قبل ان ينسحب، متمتما (اي فايروس نحارب ، كورونا
ام الفقر والحزن واليتم والجوع؟).
( مدير صحة شاهد إثبات على فايروس عراقي أخطر
من كورونا. الزمان .15/4/20 )
ولكننا سنقدم قصة تستحق أن نرويها بايجاز :-
يوم 22/4/2020 اتصل بي احد الاخوة من سكنة محلة
العامرية في بغداد وأخبرني بأن خيرا أوصل له مبلغا من المال قائلا له : حاول
تقديمه إلى المحتاجين من المتعففين .
يقول : بداية كنت اعرف عائلة محتاجة فعلا وإن معيلها
مصاب بمرض عضال فاشتريت لهم الدواء وبعض المواد الغذائية .
ثم هداني الله لطريقة لتوزيع مبالغ أخرى وقد طبقتها ،
حيث ذهبت صباح هذا اليوم إلى السوق ووقفت هناك في مكان تجمع العمال الذين يعملون
باجر يومي وليوم واحد او عدة أيام ، ومباشرة تجمع حولي الكثير منهم ، فقلت : انا
محتاج لعامل أو عاملين ولمدة يوم وحد فقط ، فقالوا 30 الف قلت كثير جدا ، ثم قال أحدهم
25 ألف ، قلت لهم أنا لا أدفع أكثر من 10 آلاف دينار فتفرقوا عني وقال أحدهم : هذا
استغلال للفقراء ، فاجبته وأنا فقير أيضا .
التفت إلي رجل ستيني وقال لي : أنا اعمل معك ونظر إلى
شخص اربعيني يجلس قربه وقال له لنذهب سوية 10 آلاف افضل من لا شيء ، ثم قال لي :
انا وصاحبي سنذهب معك على أن ننهي عملنا الساعة الثالثة بعد الظهر لكوننا نسكن في
الرضوانية وهي بعيدة كما تعلم ، قلت له : لا إلى الساعة الرابعة ، قال ، وإذا
انهينا العمل الساعة الثالثة ، قلت ، سأجلس معكما ونشرب الشاي إلى الساعة الرابعة
، فوافق على مضض .
سرت وسارا معي وسألتهما : كيف جئتما من الرضوانية
وكيف ستعودان ؟ قال أحدهم : جئنا ثلاثة اشخاص أجرنا سيارة ب 6 آلاف دفع كل منا
ألفين وسنعود بنفس الطريقة .
قلت له أي سيبقى لكل منكما ستة آلاف فقط فما تعملون
بها فأجابني الستيني : افضل من العودة لللعائلة وقد فقدنا أربعة آلاف أجور الذها
والإياب .
ثم سألتهما هل لديكم أطفال فقال الأول لدي أربعة
والثاني لدي خمسة ، وفي هذا الوقت وصلنا لمحل تجاري فقلت لهما نتسوق أولا ثم نذهب
للعمل ، فدخلنا المحل وطلبت من كل منهما أن يأخذ سلة وبدأت اضع في الكيسين من
المواد الغذائية بالتساوي وبعد أن دفعت
لصاحب المحل حقه أخرجت مبلغا من المال وأعطيته لكل منهما وقلت لهما الآن عودوا
لاطفالكما.
ففوجئا واخذا بالدعاء لي بصورة لا يمكن تصورها مما
ترك عيناي تغرق بالدموع وقلت لهما الدعوة يستحقها الذي تبرع بالمال وليس لي .
وتركتهما وانا أقول : أيصدق أحد في العالم بما وصل
إليه أغلب أبناء الشعب العراقي .
ونحن نقول : لقد وصل العراق لما وصل إليه بسبب التآمر
الدولي والذي قاده و يقوده الكيان الصهيوني بالتنسيق مع الصليبية المتعصبة في
امريكا والخاضعين للصهيونية ومع الصفويين .
وختاما ندعو كافة ميسوري الحال الذين من الله عليهم
أن يفكروا بهؤلاء وامثالهم من المتعففين لأن ملئ معدة طفل جائع أفضل من الحج
والعمرة وفق رأي الكثير من الفقهاء والله اعلم .ولنشاهد هذا الشريط
مثلا
vendredi 24 avril 2020
فضل النفقة على الحج والصوم والصلاة
فماذا نقول
للذين يذهبون سنويا للحج والعمرة وهم اغلب المسؤولين في الحكومة والأحزاب العميلة والكثير من أعضاء مجلس
الدواب والذين لم يقدموا للشعب العراقي سوا المأسي والالام مع إيصال العراق لمرحلة
البلد الأسوأ في العالم في اغلب المجالات وعلى كافة الأصعدة .
راجين من الله تعالى نصر ثوار تشرين الابطال ليقوموا
بمحاسبتهم وإعادة الكرامة للعراق والعراقيين .
والله من وراء القصد
الدكتور
عبدالإله الراوي
دكتور
في القانون محام عراقي سابق وكاتب وصحافي مقيم في فرنسا
iraqrawi@gmail.com
تجدون
كافة مقالاتنا التي نشرت بعد الغزو على
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire