الانتخابات
الفرنسية المرحلة الثانية بين جوبيه وفيون
الدكتور
عبدالإله الراوي
لقد تكلمنا في
مقالنا السابق ( الدكتور عبدالإله الراوي : المسلمون
والانتخابات الفرنسية . 18/11/16 )
عن عزوف العرب والمسلمين من المساهمة في الانتخابات مما أدى إلى سيطرة الصهيونية
على كافة مناحي الحياة في فرنسا وكافة الدول الغربية مع ذكرنا بالأرقام عدد اليهود
في فرنسا وفي الجمعية الوطنية الفرنسية ... الح
من جانب آخر لم
نتكلم عن فيون بشكل واضح لكونه لم يكن من المتوقع أن يحصل على كل تلك الأصوات الني
حصل عليها وإن كافة استطلاعات الرأي كانت تتوقع أن تتم المنافسة في المرحلة
الثانية بين جوبي وساركوزي وفيون الثالث أو الرابع .ولكنه فاجأ الجميع
( فابين منينو
:نقل مباشر : الأول لليمين .. اليوم الأخير قبل الجولة الأولى. فرنس تلفزيون .
18/11/16و لافي : لماذا نجحت خطة فرانسوا فيون بين الكاثوليك . 20/11/16 . فرانس
أنفو :كيف فاجأ فيون الجميع 21/11/16
بالفرنس )
وفيما يتعلق بلا
مبالاة المسلمين نذكر : في حديث مع أحد أئمة الجوامع في مدينتنا – وأنا أسلمه المقال
المذكور أعلاه – قال لي : نحن في البيت
سبعة أشخاص لهم الحق في التصويت والذين ينتخبون اثنان فقط أنا وأحد أولادي .
كما اتصلت
بأخوين عراقيين يحملان شهادة الدكتوراه وحاولت اقناعهما بالمساهمة في الانتخابات
ورفضا .
ودون الإطالة
نقول ستتم الانتخابات للدور الثاني للانتخابات الأولية للجمهوريين والوسط حيث بقي
اثنان من السبعة الذين ذكرناهم في مقالنا السابق وهما سوف يتنافسان على تمثيل ما
يطلق عليه اليمين الفرنسي في الانتخابات الرئاسية وهما كل من جوبيه ( JUPPE
) وفيون ( fillon ) ولذا سنتكلم عن الخطط المستقبلية ( برنامج ) لكل منهما من
خلال تقديم مقارنة بسيطة .بين مشروعيهما
أولا : تعريف
سريع بكل منهما :-
ألان جوبي كان
رئيسا للوزراء لشيراك ويعتبر يساريا ومعتدلا وهو علماني يؤمن بمساواة المرأة
والرجل بينما فرنسوا فيون كان رئيسا للوزراء لساركوزي وهو يميني متشدد وكاثوليكي
تمت وتتم مساندته من قبل منظمات محافظة ومن اليمين المتطرف ومن الكاثوليك .ومن
الصهاينة .
وإن مشروع فيون
متشدد جدا ويقود المجتمع الفرنسي إلى وضع صعب للغاية .( نقل مباشر .. مشار له و فيون.. سياسي قد يفجّر مفاجأة
في سباق الرئاسة في فرنسا : باريس- رويترز. 18/11/16 )
ومشروعه
الاقتصادي متحرر ولكنه محافظ في الجانب الاجتماعي .( بلانت.فر. زواج المثليين ..35
ساعة . تقاعد مشروع فرنسوا فيون المثير . 21/11/16 )
وعن كونه
كاثوليكي يقول بكونه مؤمن : " أنا تربيت على هذه العقيدة وأنا أحافظ على هذا الإيمان " ( لا كروا
:فرانسوا فيون يقول بأنه كاثوليكي متحرر .20/9/2015 )
ثانيا.. الموقف
من العرب والمسلمين
1 - فلسطين والكيان
الصهيوني .
بالنسبة لفيون
:- سوف لا نقوم ببحث طويل في هذا الموضوع ولكننا سنكتفي بمقتطفات من خطابه الذي
ألقاه في إحدى زياراته للكيان الصهيوني والذي يقول فيه : "
أقول لكم لي كل الشرف
لأشعر بأني ضيفكم وأعبر عن كل أحاسيسي أمام الشباب ( الإسرائيلي ) والذي يمثل روح
أمتكم المدهشة .
كنت دائما متحمسا
لمستقبل ( إسرائيل ) ومهتم بالوضع في المنطقة والتي شهدت أقدم صفحات الكتابة
الإنسانية .وأهمها .
خلال حرب ( كيبور ) ( 1973 الكاتب ) كنت أرتجف خوفا على (
إسرائيل )
بالنسبة لي ، القضايا
واضحة إن حرية التعبير لا يمكن أن تكون وسيلة للخصم ليتخذ منها وسيلة لتهديد
الوحدة الفرنسية ومغتصبي الذاكرة .
إن ذكريات المحرقة تكون
جزأ من روحنا ، وتكون كذلك جزأ من ضمائرنا .
طبعا يشير هنا إلى
قانون فابيوس الذي بموجبه تم منع المؤرخين بدراسة حقيقة قصة المحرقة وخصوصا بعد
صدور كتاب المرحوم روجيه غارودي : " la mythes
fondateurs de la politique Israélienne )
ويضيف :
( إسرائيل ) هي الباب الحقيقي لتاريخنا ، إنها الصديق والحليف وهي موضع
الثقة بالنسبة لأوربا القديمة .
( فرنسوا
فيون الرجل الذي ارتجف خوفا على (
إسرائيل ) خلال حرب كيبور . بالفرنسي على الرابط
وفيما يتعلق بموضوع تصويت اليونسكو مؤخرا يقول
:" كان المفروض على فرنسا أن تصوت ضد هذا القرار الغير متوازن الذي لا يعترف
بالحقيقة التاريخية للقدس ".
ونرى لزاما علينا أن نقدم للقارئ الذي لم يطلع على مضمون هذا القرار
أن نوضحه له بصورة موجزة .
إن هذه المنظمة أي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة
أصدرت يوم 18/10/2016 قرارا ينفي وجود ارتباط ديني لليهود
بـالمسجد الأقصى وحائط البراق، ويعتبرهما تراثا إسلاميا خالصا.
واعتمد القرار بعد أن تمت
الموافقة عليه على مستوى اللجان يوم 13/10/16 باجتماع في باريس، حيث صوتت 24 دولة لصالح
القرار وامتنعت 26 عن التصويت منها فرنسا ، بينما عارض القرار ست دول بينها الولايات
المتحدة الأميركية وبريطانيا، وتغيبت دولتان.
( قرار اليونسكو: الأقصى تراث إسلامي خالص الجزيرة 18/10/2016 عن الفرنسية ) وبإمكان
القارئ الاطلاع على مقال يوضح الموضوع بصورة مفصلة ( سليمان الشّيخ : لا آثار لليهود
في القدس .القدس العربي . 18/10/16 )
ولذا فإن فيون غضب على
فرنسا لكونها امتنعت عن التصويت حيث وفق دوافعه الصهيونية كان المفروض على فرنسا
أن تقف ضد القرار لمساندة الكيان الصهيوني
.
أما بالنسبة إلى جوبيه فهو من المساندين للحق الفلسطيني ولذا فهو يقول
:
بكونه فخورا لكونه ذفع الفلسطينيين للدخول إلى اليونسكو وهو يطالب من
المجموعة الأوربية أن تقوم باتخاذ موقف مشترك بالاعتراف بالدولة الفلسطينية
1- الموقف من
الإسلام والمسلميين .
يقول فيون :
" لا توجد مشكلة دينية في فرنسا ولكن توجد مشكلة مع الإسلام ، وإن الأعداء هم
المتشددين الإسلاميين " ويضيف : " ليس من الضروري وضع النقاب أو ال (
بوركيني ) على الشواطئ ." ( فيون لا
توجد مشكلة متعلقة بالإسلام .
ويؤكد على طرد
الأشخاص " الذين ينتمون لمنظمات
إرهابية " ومنع الجهاديين الذين ذهبوا يحاربون في سوريا من العودة إلى
فرنسا .
يذكر أن فيون كان صدر له كتاب قبل أشهر تحت عنوان
« الشمولية الإسلامية »، حيث يبرز فيه خطورة الدين الإسلامي على القيم الغربية والمسيحية
ويدعو للوقوف في وجه والتصدي له بكل صرامة. كما أن فيون لن يتوانى عن استخدام فزاعة
« الإسلام » لاستمالة أصوات أنصار نيكولا ساركوزي الذي خرج من السباق منذ الدور الأول،
وأصوات اليمين المتطرف.
بينما ألان جوبي
لا يؤيد منع ( البوركيني ) وبالنسبة للإسلاميين الذين
ينتمون لمنظمات إرهابية فإن جوبي لا يؤيد طردهم من فرنسا ولكن وضعهم تحت الإقامة
الجبرية في منازلهم وفيما يتعلق بالعائدين من سوريا فإن جوبي يفضل توقيفهم كإجراء
احترازي .
( لوموند المقال المشار
له و هشام حصحاص : اليمين الفرنسي المحافظ يشنّ حملة مسعورة ضد ألان جوبيه الذي يمثل
التيار المعتدل .
القدس العربي 24/11/16
)
ولأهمية المقال الأخير
فضلنا عرض مقتطفات منه لكونها توضح بصورة جلية موقف كل من المرشحين المذكورين
عبّر جوبيه خلال مقابلة
مع إذاعة «أوربا 1» ، يوم أمس الأربعاء ، عن غضبه الشديد واتهم أطرافا في اليمين واليمين
المتطرف بشن « حملة وضيعة ورخيصة ضدي ، هدفها النيل مني ومن حملتي "
وأضاف « لقد اتهموني بكوني
أتعاطف مع السلفيين ، ومعاد للسامية. بل أطلقوا علي اسم « علي جوبيه ». هذا عار، إنها
تهم مقيتة وحقيرة ".
ودعا موقع « ريبوست لاييك
» وهو تيار يضم عدداً من النخب السياسية والإعلامية الفرنسية المعروفة بعدائها الشديد
للإسلام والمسلمين ، بالتصويت ضد " علي جوبيه ".
كما استغلت هذه الأوساط
اليمينية المتطرفة ، مجموعة من المعطيات لضرب جوبيه ، من بينها، كونه على رأس بلدية
مدينة بوردو، التي تضم جالية مسلمة كثيفة ، وتم اتهامه بإعطاء الضوء الأخضر للمسلمين
لبناء مسجد كبير بمساحة 8500 متر مربع
1 – الأزمة
السورية
بالنسبة لفيون فهو يؤيد
التقارب الحربي التخطيطي ( الستراتيجي ) مع روسيا وسوريا . وهو يفضل رفع العقوبات
التي فرضت على موسكو بعد ضمها الكريميه ، ويتعاون مع الكريملن فيما يتعلق بالقضية
السورية .
وهو يفضل تكوين حلف مع
بشار الأسد بالتعاون مع روسيا في سبيل استئصال الدولة الإسلامية .
أما جوبي فهو يؤيد
المباحثات مع روسيا ولكنه ينتقد بشدة
روسيا ، ويلومها على قصفها لمدينة حلب وتحالفها مع بشار الأسد . مع ذلك فهو لا
يؤيد التدخل العسكري المباشر على الأرض السورية .
الفرق بين مشروعي قيون
وجوبي . لوموند 21/11/16. الرابط
ثانيا : المواضيع
المتعلقة بالفرنسيين .
لا نرى أي داع للدخول
بتفاصيل حول مشروع كل منهما فيما يتعلق بالوضع الداخلي الفرنسي ولكننا مع ذلك
سنشير إلى :-
1- عدد ساعات العمل في
الأسبوع .
بالنسبة للاثنين فهما
متفقان على أن أرباب العمل من حقهما التفاوض مع العاملين لتحديد ساعات العمل
الأسبوعية ، ولكن الخلاف بينهما يكمن
في أن جوبيه يقول يجب
أن يكون الحد الأعلى 39 ساعة في الأسبوع . بينما فيون يضع الحد الأعلى المسموح به
من قبل القانون الأوربي وهو 48 ساعة .
أي أن العامل وفق فيون
عليه أن يعمل أكثر من 9 ساعات ونصف يوميا وهذا كثير ويعيدنا إلى العصور الوسطى .
2- جوبيه يقترح تخفيف
الضريبة الدخل بما يعادل 2 مليار يورو بينما فيون يطرح تخفيض ضريبة الدخل على
الأشخاص الذين يستثمرون في الشركات الصغيرة والمتوسطة بمعدل 30% من مبلغ
استثماراتهم .
3 – فرنسوا فيون يريد
إلغاء000 500 وظيفة من القطاع العام بينما جوبية يطرع إلغاء 000 200 درجة وظيفية كما أن الأول
يريد أن يعمل الموظف بمعدل 39 ساعة أسبوعيا بينما جوبيه يطرح زيادة ساعات العمل
دون أن يحددها .
( مقال لوموند المشار
له )
ونكتفي بهذا القدر
آملين أن يبذل العرب والمسلمون كل ما يستطيعون للمساهمة بالانتخابات ليحقق جوبيه
الفوز على فيون .
وبالله التوفيق .
الدكتور
عبدالإله الراوي
دكتور
في القانون محام عراقي سابق وكاتب وصحافي مقيم في فرنسا
Abdulilah.alrawi@club-internet.fr
تجدون
كافة مقالاتنا التي نشرت بعد الغزو على
شبكة البصرة
الخميس
23 صفر 1438 / 24 تشرين الثاني 2016
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire