المسلمون
والانتخابات الفرنسية .
الدكتور
عبدالإله الراوي
قبل أن نتكلم عن
موضوعنا هذا نود أن نشير إلى مقال سابق عن بعض السلبيات لدى مسلمي فرنسا ومن خلال
الملاحظة المباشرة .( الدكتور عبدالإله الراوي : الإسلام والمسلمون : رمضان شهر النعم أم
شهر النقم؟ شبكة البصرة 17/8/2012 ) الرابط .
إن مشكلة عزوف
العرب والمسلمين ، الذين لديهم جنسيات دول غربية ، عن المساهمة الفعالة في
الانتخابات أدى ويؤدي لسيطرة الذين يقفون موقفا معاد للتطلعات التحررية العربية
والإسلامية .
وحقيقة فإن
المستفيد الأول من ذلك هو الكيان الصهيوني والحركة الصهيونية العالمية .التي تفرض
سيطرتها على العالم .
وفي هذه الكلمة
المتواضعة سنتكلم بصورة سريعة عن الانتخابات الأولية .والموقع الاستثنائي للصهاينة
والتخلف المخجل للعرب والمسلمين .
أولا :
الانتخابات الأولية للجمهوريين والوسط .
بتاريخ 20 و 27
من الشهر الحالي ستتم الانتخابات الأولية لليمين والوسط الفرنسي وإن المرشحين هم
كل من - ولا نرى داع لذكر المواقع الوزارية والحكومية التي تبوأها كل منهم - :-
أسماء المرشحين
عن حزب الجمهوريين (Les Républicains ) والذي كان يطلق عليه اتحاد الأغلبية الرئاسية
UMP)) والوسط وهم كل من :-
1- ألان جوبي (Juppé
) وهو معروف جدا ومدعوم من الكثير من المساندين للقضية الفلسطينية والقضايا
العربية .وبالأخص من قبل فرانسوا بيرو (bayrou )
2- نيكولا ساركوزي (Sarkozy ) وهو من أصدقاء الكيان الصهيوني وسبق وكتبنا عدة مقالات عنه منها
:-
- http://www.albasrah.net/ar_articles_2006/0906/wathq_260906.htm
الدكتور عبدالإله الراوي (أبو الواثق):
التنسيق لقمع الانتفاضات الشعبية بين فرنسا والكيان الصهيوني شبكة البصرة
3/11/2006
الدكتور عبدالإله الراوي: مدى انعكاسات
المظاهرات والإضرابات الحالية على مستقبل ساركوزي. شبكة البصرة 2/11/1010
3- جون فرانسوا
كوبي (Copé
) وهو يهودي ولد في فرنسا من أم جزائرية
يهودية ووالده يهودي من رومانيا وهو من المقربين
من ساركوزي وشغل موقع رئيس حزب اتحاد الأغلبية الرئاسية ( U.M.P
) من 2012- 2015 . وقد زار الكيان الصهيوني حديثا ليحصل على أصوات الفرنسيين
المقيمين في فلسطين المحتلة .
4- نتالي كوسيوسكو –
موريزي (
Kosciusko-Morizet ) وهي يهودية ومساندة للصهيونية ، وذلك أنها طالبت مع المنظمات
اليهودية في فرنسا من بواسون – والذي سنذكره - الاعتذار لكونه قال بأن كلينتون
تخضع للمجموعة الصهيونية ( lobbies
sionistes)
وهي طبعا كانت من المقربين لساركوزي .وقامت بعدة زيارات للكيان المسخ .
يضاف لذلك فهي
رئيسة مؤسسة فرنسا – ( إسرائيل ).
5- برونو لو مير
( Le Maire ) وهو من المساندين
للكيان المسخ وقام بعدة زيارات للكيان آخرها في هذا الشهر .
6- فرانسوا فيون (Fillon )
عندما كان رئيسا للوزراء طالب المجموعة الدولية بالضغط على ( إسرائيل )
للوصول لحل للنزاع بين الكيان المسخ والفلسطينيين ورغم ذلك فهو من المساندين
للكيان الصهيوني مثل ساركوزي
7 – عن الحزب
المسيحي الديمقراطي ( الوسط ) جون فرانسوا بواسون ، والذي ذكرناه سابقا والذي اضطر
للاعتذار لكونه ذكر عبارة ( اللوبي
الصهيوني )
ثانيا : سيطرة
الصهاينة وغياب المسلمين
رأينا في الفقرة
السابقة بأن عدد المرشحين من الصهاينة -
اليهود 3 من 7 مرشحين يضاف لهم مرشح آخر هو برونو لومير المساند للكيان المسخ
أيضا وطبعا لا يوجد أي عربي أو من أصول
عربية أو مسلم من بين المرشحين .
وقبل أن نذكر
بعض الأسباب التي أدت لذلك نقدم :-
1 عدد اليهود والمسلمين
في فرنسا .
في الحقيقة لا توجد أية
إحصائية رسمية لكون فرنسا ترفض ذلك باعتبار ذلك يؤدي إلى تمزق الوحدة الوطنية
ولكننا رغم ذلك سنحاول عرض بعض التخمينات في هذا المجال .
- أن عدد اليهود يتراوح
بين 475 ألف و 550 ألف فقط
أما فيما يتعلق بعدد المسلمين في فرنسا فالخلافات كثيرة نذكر منها
- هنالك من يقدر عددهم ب 20 مليون مسلم
- ومصدر آخر يقدر عددهم ب
10% من سكان فرنسا أي حوالي 6.6 مليون مسلم حيث أن عدد نفوس فرنسا
عام 2014 هو 66. مليون نسمة
- ووفق رئيس المجلس الفرنسي للمسلمين فهو يقدر عددهم ب 7 ملايين
( صحيفة إسبانية: 7 ملايين مسلم فى فرنسا يجعلها أول دولة إسلامية فى
أوروبا. اليوم السابع الأحد، 05 أبريل 2015 )
- وهنالك من
يقول في الحقيقة فإن نسبة المسلمين في فرنسا هي 20% أي يكون عددهم في هذه الحالة
أكثر من 12 مليون مسلم . (http://www.dreuz.info/2015/03/19/france-disparition-de-110-deputes-musulmans/ )
علما بأن هذه
التقديرات مضى عليا سنة أو سنتين ولذا وفق قناعتنا ومعلوماتنا الشخصية من خلال
علاقاتنا بعدة جمعيات عربية وإسلامية نقول من المؤكد بأن عدد المسلمين في فرنسا
أكثر من 10 ملايين .
2- عدد النواب
من اليهود والمسلمين .
إن عدد اليهود
في الجمعية الوطنية الفرنسية 60 نائبا أي أكثر من 10% من مجموع عدد أعضاء الجمعية
المذكورة وهو 577 .
(وكما ذكرنا عدد اليهود في فرنسا سابقا فهم لا يشكلون أكثر من 04% من
سكان فرنسا .
أما عدد المسلمين فهم 6 نواب فقط أي حواي 1% فقط من مجوع أعضاء الجمعية
المذكورة
بينما كان المفروض أن لا يقل عددهم عن 60 نائبا على أسوأ الفرضيات أي كونهم
يشكلون 10% فقط من عدد نفوس فرنسا .
أما إذا قدرنا بأن نسبتهم بحدود 20% فالمفروض أن تكون حصتهم بحدود 120
نائبا .
3- عدد السجناء في فرنسا من المسلمين واليهود .
لقد أظهرت عدة مواقع فرنسية بأن السجناء المسلمين في فرنسا يشكلون 60% من
مجموع السجناء وحسب وزارة العدل الفرنسية
فإنها تقدر نسبة المسلمين في السجون الفرنسية بين 50- 80%
وإن عدد السجناء من المغرب العربي هو 15.5 ألف بينما يقدر عددهم في
فرنسا بحوالي 3.5 مليون نسمة .
ووفق مقال باللغة العربية نشر عام 2008 يشير بأن نسبة المسلمين في السجون
الفرنسية هي 70% .
واشنطن بوست : المسلمون يشكلون نحو 70 من نزلاء السجون
الفرنسية
الفجر نيوز نشر في الفجر نيوز يوم
30 - 04 - 2008
أما عدد اليهود فللأسف لم نجد أي معلومات واضحة حول الموضوع ونوضح :-
مثلا في عام 2011 كان يوجد سجين يهودي فقط حكم عليه لقيامه بالسرقة .
Le seul juif de la prison, Samuel a vécu un
vrai calvaire
وفي عام 2012 نقرأ شكاوى من سجينين يهوديين يقولان بأنه تم الاعتداء عليهما
من قبل السجناء الإسلاميين .
وهكذا فليفخر المسلمون لكونهم حصلوا على رقم قياسي ، ولكن للأسف هذا الرقم
في السجون . فما هي الأسباب ؟
في المقال الذي ذكرناه سابقا ( واشنطن بوست : المسلمون يشكلون ...) نرى
بعضهم يقدم المبررات التالية لهذه الظاهرة قيقول : رأي موسي خادم الله، عالم الاجتماع الذي
أمضي سنوات يجري أبحاثاً بشأن المسلمين المسجونين في فرنسا، أن: النسبة العالية للمسلمين
في السجون (الفرنسية) هو نتيجة مباشرة لفشل دمج الأقليات في فرنسا .
من جهتهم برر مسؤولو السجون
الفرنسيون العدد المرتفع للمساجين المسلمين بأنه نتيجة انتشار الفقر بين الناس الذين
هاجروا إلي فرنسا قادمين من أفريقيا الشمالية وغيرها من البلدان الإسلامية خلال العقود
الأخيرة.
وقال مدير دائرة الاندماج
والمجموعات الدينية في دائرة السجون الفرنسية جيني سوتيير إن العديد من المهاجرين يصلون
إلي فرنسا وهم في أوضاع مالية صعبة ما يجعل ارتكاب الجنح يحدث بصورة متكررة .
وشدد سوتيير علي أن الشيء
الأكثر أهمية هو القول أن لا علاقة بين الإسلام وارتكاب الجنح .
من جهتهم رد قادة الجالية
المسلمة في فرنسا وعلماء الاجتماع ونشطاء حقوق الإنسان أن السياسات الاجتماعية التي
تتبعها الحكومة الفرنسية أدت ، وعلي العكس مما حدث في معظم الدول الأوروبية ، إلي عزل
المسلمين في الأحياء الفقيرة التي تتميز بارتفاع نسبة البطالة والمستوي المتدني للمدارس
ومساكن دون المعايير المطلوبة.
واعتبروا أن ذلك ساعد في
تشكل جيل من أطفال المهاجرين ولد في فرنسا لكن لا يحدوه الأمل الكبير في إحراز تقدم
علي صعيد السياسة الاجتماعية، كما يكن احتراماً أقل للسلطات الفرنسية..
وو فق قناعتنا
فإن هؤلاء قد نسوا أو تناسوا موضوع مهم جدا وهو عدم وجود التربية الإسلامية في
بيوت غالبية المسلمين في فرنسا وسأذكر قصة واقعية موجزها .
التقيت بعدد من المدرسات والمعلمات اللواتي شكون
من قيام الكثير من التلاميذ المسلمين بسرقة الحلويات وغيرها من رحلات أو من حقائب
الفرنسيين فالتقيت بأحد المسؤولين في أحد الجوامع في مدينتي وقلت له بعد أن شرحت
له الشكاوى المذكورة : لماذا لا تعطون أولادكم مصرف جيب أسوة بالفرنسيين ؟ فكان
جوابه : وهل أن والدي كان يعطيني مصرف جيب . فقلت له لا توجد مقارنة بين ظروف
معيشتك عندما كنت في بلدك والآن في فرنسا وذلك أولا ربما كان والدك لا يملك ما يسد
رمق عائلته يضاف لذلك ربما لا يوجد حانوت في قريتك أصلا .
نحن الآن في
فرنسا ولديكم الإمكانية المادية ولذا المفروض أن تعاملوا أولادكم كما يعامل
الفرنسيون أولادهم في هذا المجال . تركني ولم يجب .
وهنالك قضية
أخرى فإن ما يطلق عليهم أئمة الجوامع في فرنسا تعودوا أن يقولوا في خطبهم "
المسلم ممكن أن يسرق وأن يزني وربما والعياذ بالله أن يشرب الخمر ." أي أن
جريمة السرقة وكذلك الزنى أخف بكثير من شرب الخمر !!!
وربما بعض
الآباء يعتبرون السرقة نوع من الشطارة والعياذ بالله .
أما أسباب عدم
مشاركة المسلمين في الانتخابات فهي تحتاج لدراسة مفصلة ولكننا نقول : أن غالبية
المسلمين لا مبالين وليس لديهم أي شعور بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم في هذا
المجال وهم غير مستعدين للتضحية سواء بالجهد البدني أو المادي .
إضافة لكون
الإسلام بدل من أن يجمعنا فقد أصبح مفرقنا وبالأخص بعد ظهور الحركات التكفيرية من
قبل من يطلقون على أنفسهم ( السلفيين ) أو من قبل الصفويين .
بينما الغالبية
العظمى من اليهود متفقين على هدف رئيس وهو الدفاع عن الكيان الصهيوني . فهل نستطيع
أن نتوحد على هدف واحد فقط وهو عندما نذهب لنصوت يكون معيارنا الأساس هو القضية
الفلسطينية .
ونتوقف عن
البكاء والشكوى بأن الصهاينة يسيطرون على كل مناحي الحياة ، الإعلام والمال
والسياسة متجاهلين مواقفنا المتخاذلة ورحم الله الشافعي الذي قال :
نعيب زماننا
والعيب فينا وما لزماننا عيبٌ سوانا
ونهجو ذا
الزمانَ بغير ذنبٍ ولو نطق الزمان لنا
هجانا
وليسَ الذئبُ
يأكلُ لحمَ ذئبٍ ويأكلُ بعضنا بعضاً عيانا
وفي الختام نقول
إن الدافع لكتابة هذه الكلمة هو قيامنا بالاتصال بعدد كبير من المعارف من العرب
لحثهم على المساهمة في هذه الانتخابات مع توضيح أسماء المرشحين والدافع لمشاركة
كافة العرب والمسلمين في هذه الانتخابات ولكن للأسف الشديد إن نسبة الاستجابة
لطلبي هذا معدومة تقريبا .
ولذا سأقوم
باستنساخ هذا المقال وتوزيعه آملا لا يخيب ضني وأن يستجيب عدد كبير من العرب
والمسلمين لهذا النداء وأن يجهضوا قول الشاعر عبدالرحمن بن الحكم أخو الخليفة
الأموي مروان .
لقد أسمعْتَ لو ناديْتَ حيّاً ........ ولكن لا حياة
لمن تنادِي
والله من وراء
القصد
18/11/2016
الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون محام عراقي سابق وكاتب
وصحافي مقيم في فرنسا
Abdulilah.alrawi@club-internet.fr
تجدون كافة مقالاتنا التي نشرت بعد الغزو
على
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire