الدكتور عبدالاله الراوي
لا الكيان الصهيوني ولا إيران يمكنها إنقاذك يا بوش
شبكة البصرة
بعد تأكد قادة الولايات المتحدة باستحالة نجاح خططهم في العراق اخذوا يتخبطون للبحث عن مخرج ، وبعد اعتراف وزير دفاعهم رامسفيلد يوم 29/11/2005، على شبكة (سي ان ان) بأن " أمل أمريكا الوحيد هو أن تنجح مبادرة الجامعة العربية " . وجوابا على سؤال حول مدى إمكانية نجاح خطته للالتفاف على المقاومة . أجاب :" لن نعرف بنجاح هذه الخطة إلا بعد الانتخابات التي ستتم في 15/12/2005 وبعد أن يتم تشكيل الحكومة العراقية القادمة. فإذا قبل الشعب العراقي بالانخراط في الانتخابات وقبل بمشروعية الحكومة القادمة نكون قد نجحنا."
ولكن حسب تقديرنا فإن وزير الدفاع هذا ومن ورائه المحافظين الجدد يعلمون جيدا بأن لا جامعة الحكام العرب ولا الانتخابات ستساعدهم على الخروج من مأزقهم و إلا لماذا قاموا بالالتجاء إلى إيران ؟
من المؤكد أن رامسفيلد ، قبل تصريحاته هذه قرأ ما كتبه كل من ريتشارد كلارك ، قيصر الاستخبارات الأمريكية في عهد الرئيس كلينتون ، ومارتن فان كريفيلد، الأستاذ في الجامعة العبرية في الكيان الصهيوني، اللذان صرحا بأن " الحرب الأمريكية على العراق كانت خطأ استراتيجيا جسيما" وأضاف الأستاذ مارتن ، في مقال افتتاحي في صحيفة ثقفل اليهودية ، بأن هذه الحرب " أكبر حماقة يشهدها العالم منذ أن أرسل الامبراطور الروماني أغسطس في العام 9 قبل الميلاد جيوشه إلى ألمانيا وخسرها جميعا ." مضيفا أن بوش " يستحق العزل من منصبه." ( واشنطن – من مارتن والكر: كيف ومتى تخرج القوات الأمريكية من العراق. القدس العربي 1/12/2005 )
ولكن بوش (الكاو بوي ) كما عهدناه ، حاول في خطابه - الذي ألقاه يوم 30/11/2005 بالكلية البحرية الأمريكية في انابوليس بولاية ميريلاند - أن يقنع الأمريكيين ، الذين أعمتهم وسائل الإعلام الصهيونية عن رؤية الحقيقة، بأن الوضع في العراق جيدا وإن تدريب المزيد من القوات العراقية سيؤدي إلى السيطرة على الوضع الأمني. كما أشار بأن بقاء القوات الأمريكية في العراق لا تحكمه السياسات في واشنطن ولا الجداول الزمنية المصطنعة بل التقييم الصحيح للقادة العسكريين . مؤكدا أن القوات الأمريكية باقية في العراق حتى تحقيق ما أسماه النصر الكامل رافضا تحديد مهلة للانسحاب الأمريكي من العراق ، وموضحا بأن النصر يحتاج إلى " وقت وصبر"..
ووصف بوش المدافعين عن جدول زمني لسحب القوات الأمريكية من العراق بأنهم مخطئين، مشيرا إلى أن سحب القوات ليس خطة لتحقيق النصر بل خطوة سترسل رسالة إلى من سماهم الإرهابيين بأن الولايات المتحدة ضعيفة ويمكن هزيمتها حسب تعبيره.
وقبل أن نشير إلى ردود الفعل على كلمة الرئيس الأمريكي ننصح القارئ أن ينظر وضعية الجنود الأمريكيين وهم يستمعون إلى كلمة بوش هذه ، والتي نشرتها شبكة البصرة يوم 2/12/2005 نقلا عن مصور رويترز. حيث أن أغلبهم كانوا يغطون في نوم عميق ، بعنوان "لاحظوا كيف استقبل الجنود الأمريكيين قائدهم الأرعن
بوش وخطته لتحقيق النصر في العراق !!!"
إن تصريحات بوش هذه قد أثارت الكثير من الانتقادات لا مجال لذكرها جميعا ولكن ستشير إلى غضب واستهجان الديمقراطيين ، وأنضمت زعيمة المعارضة الديمقراطية في مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوزي إلى صف المنتقدين وأيدت اقتراح النائب جون مورثا الذي طالب قبل أسبوعين بانسحاب فوري للقوات الأمريكية من العراق ، وقالت أن هذه الخطة – أي الانسحاب – ستجعل الولايات المتحدة تشعر بمزيد من الأمان والعراق سيكون أكثر استقرارا. ( الجزيرة. نت : مفكرة الإسلام. 1/12/2005 ). وتوقع مورثا أن معظم القوات الأمريكية ستنسحب من العراق خلال عام واحد . وعلق على خطاب بوش بقوله : لقد توقعت أنه يريدنا أن نعتقد أنه سيبقى على نفس خططه .. ولكن البقاء على نفس الخطط ليس هو ما سيحصل . ( ترجمة : الدكتور فاضل بدران : النائب الأمريكي مورثا: جيشنا في العراق انكسر ويتمزق والانسحاب الكامل سيتم في عام 2006 . شبكة البصرة . 4/12/2005)
إن بوش بخطابه هذا حاول التكابر باعتباره قائد القوة الأعظم في العالم ، نقول على من يضحك بوش ، على نفسه أم على الشعب الأمركي الذي لا يقرأ ولا يرى ولا يسمع ويصدق كل ما تنشرة وسائل الإعلام الصهيونية ؟
ومما يدل على خطأ تفاؤل بوش :
1- إذا كان فعلا واثقا من النصر لماذا يكلف سفيره في العراق بالتفاوض مع المقاومة ؟ ولماذا يطلب من نفس السفير الالتجاء إلى إيران لمساعدته بالخروج من المستنقع العراقي الذي غرق فيه ؟ كما سنبين أدناه.
2- مباشرة بعد كلمة بوش أي يوم 1/12/2005، ذكر تقرير أعده محللان لدراسة الشرق الأوسط ، وهما جيفري وايت الذي عمل لمدة 34 عاما مع الإستخبارات العسكرية الأمريكية و مايكل ايسنشتات المحلل السابق في سلاح البر الأمريكي ، لصالح المعهد الأمريكي لسياسة الشرق الأدنى . أن العراق يمر " بمرحلة حاسمة " ستستمر لمدة بين ستة وتسعة أشهر .
وأوضح المحلل وايت في غداء مع صحافيين " أعتقد أننا سنعرف على الأرجح بعد هذه المرحلة الحاسمة ما إذا كانت القوات الأمريكية قد نجحت أو فشلت ".
وأكد التقرير أنه لم تظهر أي مؤشرات ، في الأشهر ال 32 الماضية بعد الغزو الأمريكي للعراق ، على ضعف حركة المسلحين التي تضم وطنيين وأعضاء سابقين في نظام الرئيس العراقي صدام حسين ومقاتلين إسلاميين.
وأضاف التقرير: رغم قتل آلاف " المتمردين " واعتقال عشرات الآلاف من العراقيين ، تعزز المعلومات حول الحوادث والخسائر بين صفوف القوات الأمريكية ، الشعور بأن " التمرد" لم يكن يوما قويا وقاتلا كما هو حاليا.
ورأى المحللان في المقابل أن حركة المقاومة لم تنجح في الاستفادة سوى من قسم صغير من الأقلية السنية التي تشعر بالاستياء .
وأضاف التقرير : إذا نجحت حركة " التمرد" في استخدام قدرات لم تستغل ، فقد تتمكن من زيادة قدراتها العسكرية إلى حد كبير . ( شبكة عرب أون لاين 2/12/2005، وشبكة محيط ، وصحيفة الزمان 3/12/2005).
3- وأخيرا في يوم 3/12/2005 ، نشرت ( لو كنالر انشينيه ) الأسبوعية الفرنسية الساخرة، مقالا تؤكد فية، بناء على أراء الخبراء وتقارير كثيرة، إلى أن الولايات المتحدة باتت على قاب قوسين أو أدنى من هزيمة منكرة في حربها على العراق . ( الدكتور بهنام نيسان اسناطي : عاجل !عاجل ! دوائر الناتو تتحدث عن هزيمة ساحقة لأمريكا في العراق شبكة البصرة 3/12/2005.)
وللأسباب المذكورة ولغرض محاولة إيجاد مخرج من مأزقهم هذا فقد أخذوا يطلبون النجدة من جهات مختلفة وبالأخص من الكيان الصهيوني وإيران ، إضافة إلى محاولة الادعاء بوجود مفاوضات مع المقاومة.
أولا : محاولة الالتفاف على المقاومة.
الكل يعلم بأن ما قام به عميل المخابرات الصهيونية والأمريكية عمرو موسى من زيارة للعراق وما تبعها من انعقاد ما أطلق علية مؤتمر المصالحة في القاهرة ما هي إلا محاولة لإنقاذ بوش من ورطته أمام تعاظم الهجمات التي تقوم بها المقاومة البطلة.
ولكن هذا المؤتمر كسابقه رفض مشاركة ممثلين لقوى المقاومة الحقيقية الفاعلة في العراق مما أدى إلى فشله الكامل والمتوقع .
وبعد المؤتمر الأخير سمعنا تصريحات المقربين من الطالباني ، العميل الصهيوني ، بوجود اتصالات ، مع بعض فصائل المقاومة . وظهر بأنها تصريحات عارية من الصحة غرضها شق صف المقاومة العراقية البطلة .
ولكن ظهر زيف هذه الادعاءات ، حيث أنه لو كان ما صرح به الطالباني صحيحا لما اضطر السفير الأمريكي في العراق لإعلان استعداده للاتصال بالمقاومة . بل كان من المفروض أن ينتظر ما تؤدي إلية اتصالات الطالباني أولا.
نعم إن زلماي خليل زادة ، سفير الولايات المتحدة والحاكم الفعلي للعراق، أكد ، الاثنين 28/11/2005 ، أن حكومته تسعى لإجراء اتصالات مع بعض " المتمردين " في العراق ،الذين يقاتلون الجيش الأمريكي والحكومة العراقية ، لكنها لن تتفاوض مع الجميع .
وذكر زادة في تصريح لشبكة التلفزة الأمريكية " أي. بي سي." : أنه منفتح على المفاوضات مع أي من مجموعات " المتمردين" باستثناء تلك التي تعلن ولاءها لصدام حسين وأبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق . ( القدس العربي .30/11/2005 و الجزيرة .نت : 29/11/2005)
ومن الطبيعي أن لا تقبل أي من فصائل المقاومة أي عملية تفاوض مع المحتل لأن للمقاومة شروط وطنية معروفة لا يمكن أن تقبلها الولايات المتحدة الأمريكية .
وأمريكا تعلم ذلك ن ولكنها بطرحها هذا تحاول أن توهم العالم بأنها منفتحة لحل الأزمة العراقية هذا من جهة ومن جهة أخرى تحاول ، يائسة ، لشق صف المقاومة المناضلة. أونصب فخ لمعرفة بعض فصائل المقاومة لذا نحذر كافة الماضلين الأبطال من الوقوع في هذا الفخ بإرسال ممثلين عنهم .
حقا إذا كانوا لا يريدون التفاوض مع البعثيين ، وهم يذكرون في جميع تصريحاتهم بأن أغلب عناصر المقاومة هم من البعثيين والحرس الوطني والجيش المنحل ، إذا مع من يتفاوضون !!؟
للأسف أن بعض من يدعي الوطنية اتخذ موقفا ايجابيا من تصريحات زادة المذكورة حيث اعتبر رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني صالح المطلك أن الإدارة الأمريكية بدأت تقترب من العقلانية أكثر من السابق في التعامل مع الشأن العراقي ، مؤكدا أن هذا الاقتراح مطروح منذ نحو ثمانية أشهر.
وأعرب في تصريح للجزيرة عن أمله في تطبيق هذه الفكرة فورا على أرض الواقع . وأضاف أنه يمكن التفاهم مع المجموات التي لها أجندة وطنية وتريد فقط تخليص البلاد من الاحتلال و " ليس مع من يفجرون المدنيين" . (الجزيرة.نت : 29/11/2005)
نقول لهذا الدعي :
1- انك تعلم جيدا من يقوم بقتل المدنيين الأبرياء من العراقيين وأن المقاومة العراقية الشريفة قد استنكرت مثل هذه الأعمال الإجرامية.
إن من يقوم بها فعلا هو الموساد الصهيوني وقوات الاحتلال وكتائب الأحزاب الفارسية ( انظر مقالنا : ماذا ... لو عاد صدام لحكم العراق. شبكة البصرة؛ 2/8/2005 ).
2- إذا كان هذا الاقتراح مطروح منذ ثمانية أشهر كما تقول ولم يؤدي إلى أية نتيجة فلماذا تعتبره أكثر عقلانية ....
إننا نعتقد ، جازمين ، بأن هذه التصريحات لم تطلق مجانا وإن أحد أهدافها الواضحة هو محاولة التقرب من أسيادكم الأمريكان ومحاولة فاشلة ويائسة لكسب بعض الأصوات في الانتخابات المقبلة . والله أعلم.
إن ادعاء الولايات المتحدة تريد التحاور مع بعض فصائل المقاومة ما هي إلا محاولة يائسة وبائسة سوف لا تؤدي إلا إلى إصرار كافة مجموعات المقاومة العراقية الشريفة على النضال المستمر والعمل على رفع قدراتها للإيقاع بمزيد من القتلى في صفوف القوات الغازية، لإجبار بوش وأعوانه الصهاينة إلى الاعتراف بالهزيمة وإرغامهم على الهروب من العراق وهم يجرون أذيال الخزي والعار.
ثانيا -: طلب مساعدة الكيان الصهيوني :
الجميع يعلم بأن لهذا الكيان دورا كبيرا في غزو العراق ومساندة القوات الأمريكية الصليبية قبل وبعد الغزو ، ولكننا سوف لا نتطرق لهذا الموضوع في هذه الكلمة بل سنذكر آخر صرخة أمريكية توجهها لهذا الكيان . .. النجدة .. النجدة .. وذلك اثر قتل العشرات من جنودها على يد المقاومة العراقية الباسلة بالعبوات الناسفة الحديثة التي صنعتها محليا.
نعم لقد قام ،حديثا ، ضباط أمريكيون بالاتصال بنظرائهم من الكيان المسخ طالبين مساعدة قوات الاحتلال في العراق لإبطال مفعول العبوات الناسفة التي يزرعها رجال المقاومة العراقية والتي أدت إلى قتل عشرات ، أن لم تكن مئات ، من الجنود الأمريكيين. وقد أكدت صحيفة هارتس الصهيونية " أن مدير الفريق المشترك لمكافحة العبوات الناسفة البدائية – إنها بدائية ولم يستطيعوا السيطرة عليها أو إبطال مفعولها واضطروا للقيام بطلب النجدة من الكيان الصهيوني فلو لم تكن بدائية فأين يلتجئون !! ؟ - في العراق الجنرال جوزيف فوتيل مساعدة حلفائه من الكيان المسخ في هذا المجال، وأرسل الجنرال المذكور ، عن طريق الملحق العسكري الأمريكي في تل أبيب ، طلبا مستعجلا لغرض الحصول على تكنولوجيا سرية للغاية طورها الكيان الصهيوني لمكافحة العبوات الناسفة . وقال المحلل العسكري من الكيان المذكور المدعو عمير أورين : تم إرسال المعدات المطلوبة مع الدليل والتوجيهات الخاصة بعملها ، في غضون خمسة أيام ، جوا إلى العراق.
وأكد أورين : " أن إنقاذ بوش والجيش الأمريكي في العراق يعتمد على المخابرات العسكرية ( الإسرائيلية ) لمساعدة الأمريكان بإحباط هجمات العبوات الناسفة ، وهي النقطة الأساسية التي تراهن عليها إدارة بوش الآن ."
وفعلا تلقت مجموعة فوتيل الأمريكية شرحا من سلاح الهندسة الصهيوني ومن سلطة تطوير التسلح الصهيوني بتكنولوجيا وأجهزة لتطوير أساليب مكافحة العبوات الناسفة البدائية ، وإن الطلبات الأمريكية على هذه الأجهزة قد ازدادت في الأسابيع الأخيرة اثر قيام القوات الأمريكية تصعيد عملياتها العسكرية في المدن والقرى العراقية ذات الكثافة السكانية العربية السنية وخاصة في غرب العراق.
علما بأن الكيان الصهيوني قد طور هذه الأجهزة للرد على الهجمات التى كانت تقوم بها المقاومة اللبنانية وعلى رأسها حزب الله.
وعلينا أن نشير هنا إلى أن الطلبات الأمريكية لم تكن مقتصرة على تلك الأجهزة بل شملت التكنولوجيا والمعدات العسكرية وطريقة التحقيق مع الأسرى وحرب المدن .
وبالنسبة للتحقيق مع الأسرى فقد قال ، العضو الجمهوري في لجنة القوات امسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي جون ماكين ، : أن مسئولين في الاستخبارات العسكرية ( الإسرائيلية ) زودوا القوات الأمريكية بخبراء في اساليب التحقيق مع الأسرى العراقيين والعرب في المعتقلات الأمريكية بالعراق ، إذ أقنعوا المسئولين العسكريين الأمريكيين بأن الأساليب النفسية أكثر تأثيرا من التعذيب." ( صحيفة المدار : أمركا تستنجد ( بإسرائيل) لإنقاذها من عمليات المقاومة العراقية . 19/11/2005 )
وفي هذا المجال نقول :
1- بالنسبة للتحقيق وأساليبه فإن أبطال العراق قد تعودوا على كافة أنواع التعذيب وإن الأساليب الجديدة سوف لا تؤدي إلا إلى رفع نسبة الهستيريا لدى المحققين ، واللذين كان من بينهم الكثير من الصهاينة ، أما أبناء شعبنا الشرفاء فسوف لا تؤثر عليهم بل ستزيد صمودهم وإيمانهم بالله وبعدالة القضية التي يناضلون من أجلها وهي تحرير أرض وطنهم المقدسة من الصليبيين الجدد وأعوانهم الصهاينة ، والدفاع عن شرفهم وعرضهم .
2- أما قضية الأسلحة : فإذا استطاع الأمريكيون بمساعدة أعوانهم الصهاينة ، فعلا، إبطال مفعول العبوات الناسفة البدائية ، فإن عقلية أبطال وعلماء العراق - بلد العلم والعلماء ومهد الحضارات من سومر وأكد وبابل وأشور إلى العباسيين - التي استطاعت ، خلال أكثر من سنتين ونصف ، قهر أكبر قوة عسكرية في العالم ، أن تخترع عبوات أكثر تطورا وتبتكر وسائل أخرى أكثر فاعلية.
ولذا فإن الكيان الصهيوني ، إذا كان يستطيع مساعدة الأمريكان مرحليا ، فسيكون عاجزا حتما على قهر إرادة الأبطال المجاهدين المؤمنين والمدافعين ، بصدق، عن الدين والوطن والعرض أمام الهجمة الصليبية – الصهيونية . وكما قال سبحانه وتعالى ( قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين .) صدق الله العظيم. أوكما قال الشابي :
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
وحسب قناعتنا فإن الأمريكان يعلمون ذلك جيدا ... ولذا فهم يحاولون لغرض الخروج من المستنقع الذي أوقعوا أنفسهم فيه إلى البحث عن محاور أخرى ، وخصوصا فإن ما قدمه لهم الكيان الصهيوني من معدات عسكرية وأجهزة لم يؤدي إلى إبطال أو التقليل من تأثير مفعول العبوات الناسفة على جنودهم .
وفي هذا المجال يحلو لنا أن نقوم برصد ما ذكرته بعض وسائل الإعلام يومي الخميس والجمعة المباركة : 1 و 2/12/2005 عن العبوات الناسفة التي طالت القوات الأمريكية والبريطانية ،حصرا، أي سوف لا نذكر ما تعرض له الجنود والشرطة العراقية ، وسوف لا نذكر القتلى أو الجرحى من الجنود الأمريكيين بأسلحة أخرى. كما سنوضح أدناه.
1- حسب ما ذكرته (مفكرة الإسلام ) يوم الخميس
- تدمير شاحنة أمريكية ومقتل سائقها شمال بغداد : ذكر مراسل المفكرة المذكورة نقلا عن شهود عيان من أهالي الطارمية أن عبوة ناسفة زرعت بجانب الطريق العام انفجرت أثناء مرور رتلا من الشاحنات المحملة بالمعدات الأمريكية مسفرة عن تدمير كامل لإحدى الشاحنات المحملة بالمعدات بالكامل ومقتل سائقها المتعاون مع القوات الأمريكية.
- مصرع أربعة جنود أمريكيين في الحبانية : لقي أربعة جنود من القوات الأمريكية مصرعهم في هجوم على دورية أمريكية في مدينة الحبانية غربي الفلوجة ، بعبوة ناسفة شديدة الانفجار زرعت على حافة الطريق قرب مأرب لغسل وصيانة السيارات حوالي الساعة التاسعة من هذا اليوم .
إن عبارة " شديدة الانفجار" أثلجت صدورنا آملين أن تكون العبوة الناسفة المتطورة التي توقعنا أن يقوم بابتكارها رجال المقاومة الأشاوس.
- مقتل وإصابة ثلاثة جنود أمريكيين في بعقوبة : انفجرت عبوة ناسفة مستهدفة رتل للقوات الأمريكية ، في حي " السادة" شرق بعقوبة وأن هذه العبوة زرعت بجانب الطريق المؤدي إلى مركز بعقوبة ، انفجرت أثناء مرور الرتل المذكور الذي كان مكونا من عدة مدرعات وعربات همر مما أدى عن إعطاب إحدى المدرعات ومقتل جندي أمريكي وإصابة اثنين آخرين .
- إصابة أربعة جنود بريطانيين في انفجار بشبه جزيرة الفاو : انفجرت عبوة ناسفة في منطقة الفاو الحدودية مع إيران، وإن العبوة دمرت عربة جيب بريطانية وأصيب أربعة جنود كانوا على متنها أحدهم جروحه خطيرة . وقامت القوات البريطانية مباشرة بتطويق المنطقة بالكامل وشن حملة دهم عشوائية على منازل السنة ،فقط، في المنطقة القريبة من مكان الانفجار.
2 - ذكرت جريدة القدس العربي نقلا عن وكالة ( يو . بي .أي ) تعرض دورية للجيش الأمريكي بمدينة الموصل أمس الأربعاء إلى انفجار عبوة ناسفة أدت ، حسب شهود عيان ، إلى مقتل جندي أمريكي وإصابة اثنين آخرين .
وقال شهود عيان أن الانفجار حصل في حي المثنى شمال مدينة الموصل ، فيما قامت القوات الأمريكية إلى تطويق مكان الحادث وغلق الطرق المؤدية إليه. ( القدس العربي : انفجار عبوة ناسفة يؤدي لمقتل جندي أمريكي وإصابة اثنين آخرين بجروح. 1/12/20045)
3- أما يوم الجمعة المبارك :
- فقد أعلنت قيادة جيش الاحتلال الأمريكي أن عشرة من جنود مشاة البحرية الأمريكية " المارينز " قد قتلوا وأصيب أحد عشر آخرون في انفجار في الفلوجة . وأوضح بيان لجيش الاحتلال أن الهجوم وقع مساء الخميس بواسطة عبوة ناسفة وضعت على جانبي الطريق أثناء مرور دورية أمريكية. وأضاف البيان : أن العبوة المتفجرة كانت مصنوعة يدويا من بقايا عدة قذائف مدفعية كبيرة. ( البصرة.نت . و الجزيرة .وكافة وكالات الأنباء يوم 2/12/2005)
وهذه عبوة تم ابتكارها حديثا أيضا ، والله أكبر والعزة للعرب وللمسلمين.
وذكرت ( مفكرة الإسلام ) أنه تم في نفس اليوم ؛
- انفجار عبوة ناسفة على رتل للقوات الأمريكية في منطقة الدوز في ديالى ، وحسب شهود عيان،أن العبوة زرعت على جانب الطريق الرئيس المؤدي إلى مركز الدوز، وانفجرت أثناء مرور رتل أمريكي مكون من 3 عربات همر وناقلتين للجند. وأسفر الانفجار عن تدمير ناقلة جند أمريكية ومقتل وإصابة 6 جنود كانوا على متنها.
- ذكر مراسل المفكرة : أن المقاومة فجرت ثلاث عبوات ناسفة مستهدفة دورية أمريكية بالمدائن جنوب بغداد. وإن عبوتين انفجرتا على الدورية مما أدى إلى إلحاق أضرار بعربتين من نوع همفي ، فيما انفجرت الثالثة لدى ترجل جنود الاحتلال من العربات بعد الانفجارين بقليل .
وأشار المراسل إلى أن الانفجارات أدت إلى مصرع وإصابة عدد من جنود الاحتلال، دون أن يتمكن من معرفة الخسائر التي لحقت بجنود الاحتلال على وجه التحديد.
- كما ذكر مراسل المفكرة : انفجار عبوة ناسفة على دورية للقوات الأمريكية مكونة من عدة عربات همر في الضلوعية جنوب سامراء.وأسفر الانفجار عن تدمير عربة همر بالكامل ومقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة آخر بجروح .
وقد تبنت جماعة " أنصار السنة والجماعة " مسئوليتها عن الهجوم في بيان وزع في بعض مساجد المدينة حصل المراسل على نسخة منه.
- مقتل وإصابة أربعة جنود أمريكيين في انفجار بكركوك : أدى انفجار لغم أرضي شديد الانفجار – وهذا شديد الانفجار أيضا- استهدف دورية أمريكية ، في حي 1 آذار قرب المعهد الفني العالي بكركوك، ألى قتل جندي أمريكي وإصابة ثلاثة جنود آخرين بجروح كما أصيب مترجم عراقي يعمل مع قوات الاحتلال.
وأكد ملازم في الشرطة العراقية الموالية للاحتلال ، كان قريبا من مكان الحادث، : أن الانفجار أسفر عن مقتل جندي كان يعتلي عربة همفي ، حيث عصف به الانفجار إلى خارج العربة مما أدى إلى كسر في الرقبة وتهشيم في الرأس.
وأشار المصدر إلى أن الجنود المصابين ومترجمهم العراقي تم نقلهم إلى مطار كركوك الذي تتخذه قوات الاحتلال مقرا لها.
- كما أن شبكة "محيط" أشارت إلى أن مصادر إخبارية أفادت : أن عبوة ناسفة انفجرت في منطقة الكفل شمال النجف مستهدفة رتل أمريكي . ولم يستطع المصدر تحديد الخسائر .
ثالثا : الالتجاء إلى إيران .
إن المثل العراقي يقول " ما يجبر على شرب المر إلا الأمر منه " وهكذا فإن بوش وزمرته لم يتركوا بابا إلا وطرقوه محاولين إيجاد علاج أو حل لتورطهم بغزو العراق.
وآخر محاولاتهم التوسل بإيران ، التي يدعون ، زورا وبهتانا ، بأنها عدوهم الأول في المنطقة إن لم تكن على المستوى العالمي ، وإن إيران وكما هو معروف تطلق على الولايات المتحدة : الشيطان الأكبر.
نعم إن بوش فوض سفير الولايات المتحدة لدى العراق ، زلماي خليل زادة، إجراء مقابلات مباشرة مع مسئولين إيرانيين من أجل الحصول على مساعدتهم لاستقرار الوضع في العراق.
وقد نقلت مجلة نيوزويك عن زادة قوله : أن لديه تفويضا صريحا من الرئيس بوش للبدء في حوار مع إيران بخصوص العراق . وأوضح السفير الأمريكي لدى العراق الذي كان سفيرا في أفغانستان : " لقد حصلت على تفويض من الرئيس للتعامل مع الإيرانيين كما تعاملت معهم في أفغانستان بشكل مباشر".
وقد لخص زادة مهمته بالقول : أن الاتصالات مع إيران تهدف إلى تشجيع إيران على اعتماد سلوك ايجابي والابتعاد عن السلوك السلبي . وأضاف سنتحدث بصراحة مطلقة وسنحث إيران على عدم التدخل في الشؤون العراقية.
وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية ، شون مكورماك ، أن الولايات المتحدة ترغب في مقابلة الإيرانيين لمناقشة قضايا مرتبطة بالعراق مؤكدا أن المناقشات لن تتجاوز ذلك الموضوع. ( الجزيرة.نت؛ 29/11/ 2005 . والشرق الأوسط 28/11/2005 )
الكل يعلم بأن المفاوضات مع إيران تنطلق من خشية السيطرة الإيرانية الكاملة على العراق ، أو لنقل على جنوبه بشكل خاص بعد انسحاب قوات الغزو . وذلك أن المحتل الأمريكي كما ذكرنا أخذ يفكر جديا بالهروب من العراق ..إذا إن ما تطلبه أمريكا هو أن تضمن إيران بقاء السيطرة الأمريكية ، ولو الغير مباشرة على العراق .
ولكن الإيرانيين ليسوا أغبياء لهذه الدرجة حيث أنه بعد أن سلمتهم أمريكا العراق على طبق من ذهب وبدون أي جهد فعلي من جانبهم فهم غير مستعدين لتقديم أية تنازلات مجانية لأمريكا . كما أن العراق ليس أفغانستان لأن أفغانستان بلد فقير هذا من جانب ومن جانب آخر إن الغالبية العظمى من سكانه هم من السنة وليس من الشيعة .
وكما أن إيران تحلم ببناء امبراطورية فارسية تشمل الهلال الشيعي وربما تمتد لتشمل كل المنطقة لذا فإن إيران لا يمكن أن تقدم تنازلات لأمريكا في هذا المجال.
إضافة لذلك فإن العلاقات الطيبة التي تربط إيران مع قادة الأكراد الصهاينة وعلى رأسهم الطالباني ، الذي زار إيران مؤخرا للقيام بالوساطة وفتح الحوار بين الولايات المتحدة وإيران ، تعتبر ضمانة إضافية لفرض سيطرتها على العراق حسبما تعتقد.
ولهذه الأسباب فقد رفض وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي ،في أنقرة يوم الأربعاء 30/11/2005 ، فرضية اجراء اتصالات مباشرة بين إيران والولايات المتحدة كما عرض السفير الأمريكي في العراق يوم الاثنين 28/11/2005. ( القدس العربي :1/12/2005 )
إن لجوء أمريكا إلى إيران يدل دلالة لا تقبل الجدل واعتراف صريح بأنها خسرت الحرب في العراق ... وإنها نزلت إلى الحضيض فعلا عندما رفضت إيران الحوار.
إن إيران تعلم بأن أمريكا لم تكن مستعدة لفتح الحوار معها إلا بعد أن عجزت عن إيجاد حل آخر ن وأصبح الملالي هم الملجأ والمنقذ الأخير أو القشة التي يتشبث بها الغريق ضنا منه بأنها ستنقذه من الغرق.
ولذا لم توافق إيران حتى على مجرد فتح الحوار ، إذا كان يقتصر على موضوع العراق فقط، بل ستطلب ثمنا باهظا لتخليص أو لمساعدة أمريكا على الخروج من المستنقع العراقي . وربما ستطلب السماح لها بامتلاك السلاح الذري.
ولكننا نقول لإيران ولبوش ولكافة الأحزاب الصهيونية والمسيحية الصهيونية والمحافظين الجدد الذين يساندن بوش ودفعوه لغزو العراق : بأنكم لا تعرفون الشعب العراقي ومقاومته وصموده .
وإن لا إيران ولا الكيان الصهيوني يستطيع أن ينقذكم من محنتكم ... لا حل لمشكلتكم إلا بالاعتراف بالهزيمة والانسحاب كأذلاء من أرض المكرمات الطاهرة وأرض الأنبياء ، من إبراهيم إلى يونس بن متى (عليهم السلام ) التي دنستموها.
الدكتور عبدالاله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا.
hamadalrawi@maktoob.com
شبكة البصرة
الاثنين 3 ذو القعدة 1426 / 5 كانون الاول 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
http://www.albasrah.net/ar_articles_2005/1205/abdel_051205.htm
لا الكيان الصهيوني ولا إيران يمكنها إنقاذك يا بوش
شبكة البصرة
بعد تأكد قادة الولايات المتحدة باستحالة نجاح خططهم في العراق اخذوا يتخبطون للبحث عن مخرج ، وبعد اعتراف وزير دفاعهم رامسفيلد يوم 29/11/2005، على شبكة (سي ان ان) بأن " أمل أمريكا الوحيد هو أن تنجح مبادرة الجامعة العربية " . وجوابا على سؤال حول مدى إمكانية نجاح خطته للالتفاف على المقاومة . أجاب :" لن نعرف بنجاح هذه الخطة إلا بعد الانتخابات التي ستتم في 15/12/2005 وبعد أن يتم تشكيل الحكومة العراقية القادمة. فإذا قبل الشعب العراقي بالانخراط في الانتخابات وقبل بمشروعية الحكومة القادمة نكون قد نجحنا."
ولكن حسب تقديرنا فإن وزير الدفاع هذا ومن ورائه المحافظين الجدد يعلمون جيدا بأن لا جامعة الحكام العرب ولا الانتخابات ستساعدهم على الخروج من مأزقهم و إلا لماذا قاموا بالالتجاء إلى إيران ؟
من المؤكد أن رامسفيلد ، قبل تصريحاته هذه قرأ ما كتبه كل من ريتشارد كلارك ، قيصر الاستخبارات الأمريكية في عهد الرئيس كلينتون ، ومارتن فان كريفيلد، الأستاذ في الجامعة العبرية في الكيان الصهيوني، اللذان صرحا بأن " الحرب الأمريكية على العراق كانت خطأ استراتيجيا جسيما" وأضاف الأستاذ مارتن ، في مقال افتتاحي في صحيفة ثقفل اليهودية ، بأن هذه الحرب " أكبر حماقة يشهدها العالم منذ أن أرسل الامبراطور الروماني أغسطس في العام 9 قبل الميلاد جيوشه إلى ألمانيا وخسرها جميعا ." مضيفا أن بوش " يستحق العزل من منصبه." ( واشنطن – من مارتن والكر: كيف ومتى تخرج القوات الأمريكية من العراق. القدس العربي 1/12/2005 )
ولكن بوش (الكاو بوي ) كما عهدناه ، حاول في خطابه - الذي ألقاه يوم 30/11/2005 بالكلية البحرية الأمريكية في انابوليس بولاية ميريلاند - أن يقنع الأمريكيين ، الذين أعمتهم وسائل الإعلام الصهيونية عن رؤية الحقيقة، بأن الوضع في العراق جيدا وإن تدريب المزيد من القوات العراقية سيؤدي إلى السيطرة على الوضع الأمني. كما أشار بأن بقاء القوات الأمريكية في العراق لا تحكمه السياسات في واشنطن ولا الجداول الزمنية المصطنعة بل التقييم الصحيح للقادة العسكريين . مؤكدا أن القوات الأمريكية باقية في العراق حتى تحقيق ما أسماه النصر الكامل رافضا تحديد مهلة للانسحاب الأمريكي من العراق ، وموضحا بأن النصر يحتاج إلى " وقت وصبر"..
ووصف بوش المدافعين عن جدول زمني لسحب القوات الأمريكية من العراق بأنهم مخطئين، مشيرا إلى أن سحب القوات ليس خطة لتحقيق النصر بل خطوة سترسل رسالة إلى من سماهم الإرهابيين بأن الولايات المتحدة ضعيفة ويمكن هزيمتها حسب تعبيره.
وقبل أن نشير إلى ردود الفعل على كلمة الرئيس الأمريكي ننصح القارئ أن ينظر وضعية الجنود الأمريكيين وهم يستمعون إلى كلمة بوش هذه ، والتي نشرتها شبكة البصرة يوم 2/12/2005 نقلا عن مصور رويترز. حيث أن أغلبهم كانوا يغطون في نوم عميق ، بعنوان "لاحظوا كيف استقبل الجنود الأمريكيين قائدهم الأرعن
بوش وخطته لتحقيق النصر في العراق !!!"
إن تصريحات بوش هذه قد أثارت الكثير من الانتقادات لا مجال لذكرها جميعا ولكن ستشير إلى غضب واستهجان الديمقراطيين ، وأنضمت زعيمة المعارضة الديمقراطية في مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوزي إلى صف المنتقدين وأيدت اقتراح النائب جون مورثا الذي طالب قبل أسبوعين بانسحاب فوري للقوات الأمريكية من العراق ، وقالت أن هذه الخطة – أي الانسحاب – ستجعل الولايات المتحدة تشعر بمزيد من الأمان والعراق سيكون أكثر استقرارا. ( الجزيرة. نت : مفكرة الإسلام. 1/12/2005 ). وتوقع مورثا أن معظم القوات الأمريكية ستنسحب من العراق خلال عام واحد . وعلق على خطاب بوش بقوله : لقد توقعت أنه يريدنا أن نعتقد أنه سيبقى على نفس خططه .. ولكن البقاء على نفس الخطط ليس هو ما سيحصل . ( ترجمة : الدكتور فاضل بدران : النائب الأمريكي مورثا: جيشنا في العراق انكسر ويتمزق والانسحاب الكامل سيتم في عام 2006 . شبكة البصرة . 4/12/2005)
إن بوش بخطابه هذا حاول التكابر باعتباره قائد القوة الأعظم في العالم ، نقول على من يضحك بوش ، على نفسه أم على الشعب الأمركي الذي لا يقرأ ولا يرى ولا يسمع ويصدق كل ما تنشرة وسائل الإعلام الصهيونية ؟
ومما يدل على خطأ تفاؤل بوش :
1- إذا كان فعلا واثقا من النصر لماذا يكلف سفيره في العراق بالتفاوض مع المقاومة ؟ ولماذا يطلب من نفس السفير الالتجاء إلى إيران لمساعدته بالخروج من المستنقع العراقي الذي غرق فيه ؟ كما سنبين أدناه.
2- مباشرة بعد كلمة بوش أي يوم 1/12/2005، ذكر تقرير أعده محللان لدراسة الشرق الأوسط ، وهما جيفري وايت الذي عمل لمدة 34 عاما مع الإستخبارات العسكرية الأمريكية و مايكل ايسنشتات المحلل السابق في سلاح البر الأمريكي ، لصالح المعهد الأمريكي لسياسة الشرق الأدنى . أن العراق يمر " بمرحلة حاسمة " ستستمر لمدة بين ستة وتسعة أشهر .
وأوضح المحلل وايت في غداء مع صحافيين " أعتقد أننا سنعرف على الأرجح بعد هذه المرحلة الحاسمة ما إذا كانت القوات الأمريكية قد نجحت أو فشلت ".
وأكد التقرير أنه لم تظهر أي مؤشرات ، في الأشهر ال 32 الماضية بعد الغزو الأمريكي للعراق ، على ضعف حركة المسلحين التي تضم وطنيين وأعضاء سابقين في نظام الرئيس العراقي صدام حسين ومقاتلين إسلاميين.
وأضاف التقرير: رغم قتل آلاف " المتمردين " واعتقال عشرات الآلاف من العراقيين ، تعزز المعلومات حول الحوادث والخسائر بين صفوف القوات الأمريكية ، الشعور بأن " التمرد" لم يكن يوما قويا وقاتلا كما هو حاليا.
ورأى المحللان في المقابل أن حركة المقاومة لم تنجح في الاستفادة سوى من قسم صغير من الأقلية السنية التي تشعر بالاستياء .
وأضاف التقرير : إذا نجحت حركة " التمرد" في استخدام قدرات لم تستغل ، فقد تتمكن من زيادة قدراتها العسكرية إلى حد كبير . ( شبكة عرب أون لاين 2/12/2005، وشبكة محيط ، وصحيفة الزمان 3/12/2005).
3- وأخيرا في يوم 3/12/2005 ، نشرت ( لو كنالر انشينيه ) الأسبوعية الفرنسية الساخرة، مقالا تؤكد فية، بناء على أراء الخبراء وتقارير كثيرة، إلى أن الولايات المتحدة باتت على قاب قوسين أو أدنى من هزيمة منكرة في حربها على العراق . ( الدكتور بهنام نيسان اسناطي : عاجل !عاجل ! دوائر الناتو تتحدث عن هزيمة ساحقة لأمريكا في العراق شبكة البصرة 3/12/2005.)
وللأسباب المذكورة ولغرض محاولة إيجاد مخرج من مأزقهم هذا فقد أخذوا يطلبون النجدة من جهات مختلفة وبالأخص من الكيان الصهيوني وإيران ، إضافة إلى محاولة الادعاء بوجود مفاوضات مع المقاومة.
أولا : محاولة الالتفاف على المقاومة.
الكل يعلم بأن ما قام به عميل المخابرات الصهيونية والأمريكية عمرو موسى من زيارة للعراق وما تبعها من انعقاد ما أطلق علية مؤتمر المصالحة في القاهرة ما هي إلا محاولة لإنقاذ بوش من ورطته أمام تعاظم الهجمات التي تقوم بها المقاومة البطلة.
ولكن هذا المؤتمر كسابقه رفض مشاركة ممثلين لقوى المقاومة الحقيقية الفاعلة في العراق مما أدى إلى فشله الكامل والمتوقع .
وبعد المؤتمر الأخير سمعنا تصريحات المقربين من الطالباني ، العميل الصهيوني ، بوجود اتصالات ، مع بعض فصائل المقاومة . وظهر بأنها تصريحات عارية من الصحة غرضها شق صف المقاومة العراقية البطلة .
ولكن ظهر زيف هذه الادعاءات ، حيث أنه لو كان ما صرح به الطالباني صحيحا لما اضطر السفير الأمريكي في العراق لإعلان استعداده للاتصال بالمقاومة . بل كان من المفروض أن ينتظر ما تؤدي إلية اتصالات الطالباني أولا.
نعم إن زلماي خليل زادة ، سفير الولايات المتحدة والحاكم الفعلي للعراق، أكد ، الاثنين 28/11/2005 ، أن حكومته تسعى لإجراء اتصالات مع بعض " المتمردين " في العراق ،الذين يقاتلون الجيش الأمريكي والحكومة العراقية ، لكنها لن تتفاوض مع الجميع .
وذكر زادة في تصريح لشبكة التلفزة الأمريكية " أي. بي سي." : أنه منفتح على المفاوضات مع أي من مجموعات " المتمردين" باستثناء تلك التي تعلن ولاءها لصدام حسين وأبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق . ( القدس العربي .30/11/2005 و الجزيرة .نت : 29/11/2005)
ومن الطبيعي أن لا تقبل أي من فصائل المقاومة أي عملية تفاوض مع المحتل لأن للمقاومة شروط وطنية معروفة لا يمكن أن تقبلها الولايات المتحدة الأمريكية .
وأمريكا تعلم ذلك ن ولكنها بطرحها هذا تحاول أن توهم العالم بأنها منفتحة لحل الأزمة العراقية هذا من جهة ومن جهة أخرى تحاول ، يائسة ، لشق صف المقاومة المناضلة. أونصب فخ لمعرفة بعض فصائل المقاومة لذا نحذر كافة الماضلين الأبطال من الوقوع في هذا الفخ بإرسال ممثلين عنهم .
حقا إذا كانوا لا يريدون التفاوض مع البعثيين ، وهم يذكرون في جميع تصريحاتهم بأن أغلب عناصر المقاومة هم من البعثيين والحرس الوطني والجيش المنحل ، إذا مع من يتفاوضون !!؟
للأسف أن بعض من يدعي الوطنية اتخذ موقفا ايجابيا من تصريحات زادة المذكورة حيث اعتبر رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني صالح المطلك أن الإدارة الأمريكية بدأت تقترب من العقلانية أكثر من السابق في التعامل مع الشأن العراقي ، مؤكدا أن هذا الاقتراح مطروح منذ نحو ثمانية أشهر.
وأعرب في تصريح للجزيرة عن أمله في تطبيق هذه الفكرة فورا على أرض الواقع . وأضاف أنه يمكن التفاهم مع المجموات التي لها أجندة وطنية وتريد فقط تخليص البلاد من الاحتلال و " ليس مع من يفجرون المدنيين" . (الجزيرة.نت : 29/11/2005)
نقول لهذا الدعي :
1- انك تعلم جيدا من يقوم بقتل المدنيين الأبرياء من العراقيين وأن المقاومة العراقية الشريفة قد استنكرت مثل هذه الأعمال الإجرامية.
إن من يقوم بها فعلا هو الموساد الصهيوني وقوات الاحتلال وكتائب الأحزاب الفارسية ( انظر مقالنا : ماذا ... لو عاد صدام لحكم العراق. شبكة البصرة؛ 2/8/2005 ).
2- إذا كان هذا الاقتراح مطروح منذ ثمانية أشهر كما تقول ولم يؤدي إلى أية نتيجة فلماذا تعتبره أكثر عقلانية ....
إننا نعتقد ، جازمين ، بأن هذه التصريحات لم تطلق مجانا وإن أحد أهدافها الواضحة هو محاولة التقرب من أسيادكم الأمريكان ومحاولة فاشلة ويائسة لكسب بعض الأصوات في الانتخابات المقبلة . والله أعلم.
إن ادعاء الولايات المتحدة تريد التحاور مع بعض فصائل المقاومة ما هي إلا محاولة يائسة وبائسة سوف لا تؤدي إلا إلى إصرار كافة مجموعات المقاومة العراقية الشريفة على النضال المستمر والعمل على رفع قدراتها للإيقاع بمزيد من القتلى في صفوف القوات الغازية، لإجبار بوش وأعوانه الصهاينة إلى الاعتراف بالهزيمة وإرغامهم على الهروب من العراق وهم يجرون أذيال الخزي والعار.
ثانيا -: طلب مساعدة الكيان الصهيوني :
الجميع يعلم بأن لهذا الكيان دورا كبيرا في غزو العراق ومساندة القوات الأمريكية الصليبية قبل وبعد الغزو ، ولكننا سوف لا نتطرق لهذا الموضوع في هذه الكلمة بل سنذكر آخر صرخة أمريكية توجهها لهذا الكيان . .. النجدة .. النجدة .. وذلك اثر قتل العشرات من جنودها على يد المقاومة العراقية الباسلة بالعبوات الناسفة الحديثة التي صنعتها محليا.
نعم لقد قام ،حديثا ، ضباط أمريكيون بالاتصال بنظرائهم من الكيان المسخ طالبين مساعدة قوات الاحتلال في العراق لإبطال مفعول العبوات الناسفة التي يزرعها رجال المقاومة العراقية والتي أدت إلى قتل عشرات ، أن لم تكن مئات ، من الجنود الأمريكيين. وقد أكدت صحيفة هارتس الصهيونية " أن مدير الفريق المشترك لمكافحة العبوات الناسفة البدائية – إنها بدائية ولم يستطيعوا السيطرة عليها أو إبطال مفعولها واضطروا للقيام بطلب النجدة من الكيان الصهيوني فلو لم تكن بدائية فأين يلتجئون !! ؟ - في العراق الجنرال جوزيف فوتيل مساعدة حلفائه من الكيان المسخ في هذا المجال، وأرسل الجنرال المذكور ، عن طريق الملحق العسكري الأمريكي في تل أبيب ، طلبا مستعجلا لغرض الحصول على تكنولوجيا سرية للغاية طورها الكيان الصهيوني لمكافحة العبوات الناسفة . وقال المحلل العسكري من الكيان المذكور المدعو عمير أورين : تم إرسال المعدات المطلوبة مع الدليل والتوجيهات الخاصة بعملها ، في غضون خمسة أيام ، جوا إلى العراق.
وأكد أورين : " أن إنقاذ بوش والجيش الأمريكي في العراق يعتمد على المخابرات العسكرية ( الإسرائيلية ) لمساعدة الأمريكان بإحباط هجمات العبوات الناسفة ، وهي النقطة الأساسية التي تراهن عليها إدارة بوش الآن ."
وفعلا تلقت مجموعة فوتيل الأمريكية شرحا من سلاح الهندسة الصهيوني ومن سلطة تطوير التسلح الصهيوني بتكنولوجيا وأجهزة لتطوير أساليب مكافحة العبوات الناسفة البدائية ، وإن الطلبات الأمريكية على هذه الأجهزة قد ازدادت في الأسابيع الأخيرة اثر قيام القوات الأمريكية تصعيد عملياتها العسكرية في المدن والقرى العراقية ذات الكثافة السكانية العربية السنية وخاصة في غرب العراق.
علما بأن الكيان الصهيوني قد طور هذه الأجهزة للرد على الهجمات التى كانت تقوم بها المقاومة اللبنانية وعلى رأسها حزب الله.
وعلينا أن نشير هنا إلى أن الطلبات الأمريكية لم تكن مقتصرة على تلك الأجهزة بل شملت التكنولوجيا والمعدات العسكرية وطريقة التحقيق مع الأسرى وحرب المدن .
وبالنسبة للتحقيق مع الأسرى فقد قال ، العضو الجمهوري في لجنة القوات امسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي جون ماكين ، : أن مسئولين في الاستخبارات العسكرية ( الإسرائيلية ) زودوا القوات الأمريكية بخبراء في اساليب التحقيق مع الأسرى العراقيين والعرب في المعتقلات الأمريكية بالعراق ، إذ أقنعوا المسئولين العسكريين الأمريكيين بأن الأساليب النفسية أكثر تأثيرا من التعذيب." ( صحيفة المدار : أمركا تستنجد ( بإسرائيل) لإنقاذها من عمليات المقاومة العراقية . 19/11/2005 )
وفي هذا المجال نقول :
1- بالنسبة للتحقيق وأساليبه فإن أبطال العراق قد تعودوا على كافة أنواع التعذيب وإن الأساليب الجديدة سوف لا تؤدي إلا إلى رفع نسبة الهستيريا لدى المحققين ، واللذين كان من بينهم الكثير من الصهاينة ، أما أبناء شعبنا الشرفاء فسوف لا تؤثر عليهم بل ستزيد صمودهم وإيمانهم بالله وبعدالة القضية التي يناضلون من أجلها وهي تحرير أرض وطنهم المقدسة من الصليبيين الجدد وأعوانهم الصهاينة ، والدفاع عن شرفهم وعرضهم .
2- أما قضية الأسلحة : فإذا استطاع الأمريكيون بمساعدة أعوانهم الصهاينة ، فعلا، إبطال مفعول العبوات الناسفة البدائية ، فإن عقلية أبطال وعلماء العراق - بلد العلم والعلماء ومهد الحضارات من سومر وأكد وبابل وأشور إلى العباسيين - التي استطاعت ، خلال أكثر من سنتين ونصف ، قهر أكبر قوة عسكرية في العالم ، أن تخترع عبوات أكثر تطورا وتبتكر وسائل أخرى أكثر فاعلية.
ولذا فإن الكيان الصهيوني ، إذا كان يستطيع مساعدة الأمريكان مرحليا ، فسيكون عاجزا حتما على قهر إرادة الأبطال المجاهدين المؤمنين والمدافعين ، بصدق، عن الدين والوطن والعرض أمام الهجمة الصليبية – الصهيونية . وكما قال سبحانه وتعالى ( قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين .) صدق الله العظيم. أوكما قال الشابي :
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
وحسب قناعتنا فإن الأمريكان يعلمون ذلك جيدا ... ولذا فهم يحاولون لغرض الخروج من المستنقع الذي أوقعوا أنفسهم فيه إلى البحث عن محاور أخرى ، وخصوصا فإن ما قدمه لهم الكيان الصهيوني من معدات عسكرية وأجهزة لم يؤدي إلى إبطال أو التقليل من تأثير مفعول العبوات الناسفة على جنودهم .
وفي هذا المجال يحلو لنا أن نقوم برصد ما ذكرته بعض وسائل الإعلام يومي الخميس والجمعة المباركة : 1 و 2/12/2005 عن العبوات الناسفة التي طالت القوات الأمريكية والبريطانية ،حصرا، أي سوف لا نذكر ما تعرض له الجنود والشرطة العراقية ، وسوف لا نذكر القتلى أو الجرحى من الجنود الأمريكيين بأسلحة أخرى. كما سنوضح أدناه.
1- حسب ما ذكرته (مفكرة الإسلام ) يوم الخميس
- تدمير شاحنة أمريكية ومقتل سائقها شمال بغداد : ذكر مراسل المفكرة المذكورة نقلا عن شهود عيان من أهالي الطارمية أن عبوة ناسفة زرعت بجانب الطريق العام انفجرت أثناء مرور رتلا من الشاحنات المحملة بالمعدات الأمريكية مسفرة عن تدمير كامل لإحدى الشاحنات المحملة بالمعدات بالكامل ومقتل سائقها المتعاون مع القوات الأمريكية.
- مصرع أربعة جنود أمريكيين في الحبانية : لقي أربعة جنود من القوات الأمريكية مصرعهم في هجوم على دورية أمريكية في مدينة الحبانية غربي الفلوجة ، بعبوة ناسفة شديدة الانفجار زرعت على حافة الطريق قرب مأرب لغسل وصيانة السيارات حوالي الساعة التاسعة من هذا اليوم .
إن عبارة " شديدة الانفجار" أثلجت صدورنا آملين أن تكون العبوة الناسفة المتطورة التي توقعنا أن يقوم بابتكارها رجال المقاومة الأشاوس.
- مقتل وإصابة ثلاثة جنود أمريكيين في بعقوبة : انفجرت عبوة ناسفة مستهدفة رتل للقوات الأمريكية ، في حي " السادة" شرق بعقوبة وأن هذه العبوة زرعت بجانب الطريق المؤدي إلى مركز بعقوبة ، انفجرت أثناء مرور الرتل المذكور الذي كان مكونا من عدة مدرعات وعربات همر مما أدى عن إعطاب إحدى المدرعات ومقتل جندي أمريكي وإصابة اثنين آخرين .
- إصابة أربعة جنود بريطانيين في انفجار بشبه جزيرة الفاو : انفجرت عبوة ناسفة في منطقة الفاو الحدودية مع إيران، وإن العبوة دمرت عربة جيب بريطانية وأصيب أربعة جنود كانوا على متنها أحدهم جروحه خطيرة . وقامت القوات البريطانية مباشرة بتطويق المنطقة بالكامل وشن حملة دهم عشوائية على منازل السنة ،فقط، في المنطقة القريبة من مكان الانفجار.
2 - ذكرت جريدة القدس العربي نقلا عن وكالة ( يو . بي .أي ) تعرض دورية للجيش الأمريكي بمدينة الموصل أمس الأربعاء إلى انفجار عبوة ناسفة أدت ، حسب شهود عيان ، إلى مقتل جندي أمريكي وإصابة اثنين آخرين .
وقال شهود عيان أن الانفجار حصل في حي المثنى شمال مدينة الموصل ، فيما قامت القوات الأمريكية إلى تطويق مكان الحادث وغلق الطرق المؤدية إليه. ( القدس العربي : انفجار عبوة ناسفة يؤدي لمقتل جندي أمريكي وإصابة اثنين آخرين بجروح. 1/12/20045)
3- أما يوم الجمعة المبارك :
- فقد أعلنت قيادة جيش الاحتلال الأمريكي أن عشرة من جنود مشاة البحرية الأمريكية " المارينز " قد قتلوا وأصيب أحد عشر آخرون في انفجار في الفلوجة . وأوضح بيان لجيش الاحتلال أن الهجوم وقع مساء الخميس بواسطة عبوة ناسفة وضعت على جانبي الطريق أثناء مرور دورية أمريكية. وأضاف البيان : أن العبوة المتفجرة كانت مصنوعة يدويا من بقايا عدة قذائف مدفعية كبيرة. ( البصرة.نت . و الجزيرة .وكافة وكالات الأنباء يوم 2/12/2005)
وهذه عبوة تم ابتكارها حديثا أيضا ، والله أكبر والعزة للعرب وللمسلمين.
وذكرت ( مفكرة الإسلام ) أنه تم في نفس اليوم ؛
- انفجار عبوة ناسفة على رتل للقوات الأمريكية في منطقة الدوز في ديالى ، وحسب شهود عيان،أن العبوة زرعت على جانب الطريق الرئيس المؤدي إلى مركز الدوز، وانفجرت أثناء مرور رتل أمريكي مكون من 3 عربات همر وناقلتين للجند. وأسفر الانفجار عن تدمير ناقلة جند أمريكية ومقتل وإصابة 6 جنود كانوا على متنها.
- ذكر مراسل المفكرة : أن المقاومة فجرت ثلاث عبوات ناسفة مستهدفة دورية أمريكية بالمدائن جنوب بغداد. وإن عبوتين انفجرتا على الدورية مما أدى إلى إلحاق أضرار بعربتين من نوع همفي ، فيما انفجرت الثالثة لدى ترجل جنود الاحتلال من العربات بعد الانفجارين بقليل .
وأشار المراسل إلى أن الانفجارات أدت إلى مصرع وإصابة عدد من جنود الاحتلال، دون أن يتمكن من معرفة الخسائر التي لحقت بجنود الاحتلال على وجه التحديد.
- كما ذكر مراسل المفكرة : انفجار عبوة ناسفة على دورية للقوات الأمريكية مكونة من عدة عربات همر في الضلوعية جنوب سامراء.وأسفر الانفجار عن تدمير عربة همر بالكامل ومقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة آخر بجروح .
وقد تبنت جماعة " أنصار السنة والجماعة " مسئوليتها عن الهجوم في بيان وزع في بعض مساجد المدينة حصل المراسل على نسخة منه.
- مقتل وإصابة أربعة جنود أمريكيين في انفجار بكركوك : أدى انفجار لغم أرضي شديد الانفجار – وهذا شديد الانفجار أيضا- استهدف دورية أمريكية ، في حي 1 آذار قرب المعهد الفني العالي بكركوك، ألى قتل جندي أمريكي وإصابة ثلاثة جنود آخرين بجروح كما أصيب مترجم عراقي يعمل مع قوات الاحتلال.
وأكد ملازم في الشرطة العراقية الموالية للاحتلال ، كان قريبا من مكان الحادث، : أن الانفجار أسفر عن مقتل جندي كان يعتلي عربة همفي ، حيث عصف به الانفجار إلى خارج العربة مما أدى إلى كسر في الرقبة وتهشيم في الرأس.
وأشار المصدر إلى أن الجنود المصابين ومترجمهم العراقي تم نقلهم إلى مطار كركوك الذي تتخذه قوات الاحتلال مقرا لها.
- كما أن شبكة "محيط" أشارت إلى أن مصادر إخبارية أفادت : أن عبوة ناسفة انفجرت في منطقة الكفل شمال النجف مستهدفة رتل أمريكي . ولم يستطع المصدر تحديد الخسائر .
ثالثا : الالتجاء إلى إيران .
إن المثل العراقي يقول " ما يجبر على شرب المر إلا الأمر منه " وهكذا فإن بوش وزمرته لم يتركوا بابا إلا وطرقوه محاولين إيجاد علاج أو حل لتورطهم بغزو العراق.
وآخر محاولاتهم التوسل بإيران ، التي يدعون ، زورا وبهتانا ، بأنها عدوهم الأول في المنطقة إن لم تكن على المستوى العالمي ، وإن إيران وكما هو معروف تطلق على الولايات المتحدة : الشيطان الأكبر.
نعم إن بوش فوض سفير الولايات المتحدة لدى العراق ، زلماي خليل زادة، إجراء مقابلات مباشرة مع مسئولين إيرانيين من أجل الحصول على مساعدتهم لاستقرار الوضع في العراق.
وقد نقلت مجلة نيوزويك عن زادة قوله : أن لديه تفويضا صريحا من الرئيس بوش للبدء في حوار مع إيران بخصوص العراق . وأوضح السفير الأمريكي لدى العراق الذي كان سفيرا في أفغانستان : " لقد حصلت على تفويض من الرئيس للتعامل مع الإيرانيين كما تعاملت معهم في أفغانستان بشكل مباشر".
وقد لخص زادة مهمته بالقول : أن الاتصالات مع إيران تهدف إلى تشجيع إيران على اعتماد سلوك ايجابي والابتعاد عن السلوك السلبي . وأضاف سنتحدث بصراحة مطلقة وسنحث إيران على عدم التدخل في الشؤون العراقية.
وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية ، شون مكورماك ، أن الولايات المتحدة ترغب في مقابلة الإيرانيين لمناقشة قضايا مرتبطة بالعراق مؤكدا أن المناقشات لن تتجاوز ذلك الموضوع. ( الجزيرة.نت؛ 29/11/ 2005 . والشرق الأوسط 28/11/2005 )
الكل يعلم بأن المفاوضات مع إيران تنطلق من خشية السيطرة الإيرانية الكاملة على العراق ، أو لنقل على جنوبه بشكل خاص بعد انسحاب قوات الغزو . وذلك أن المحتل الأمريكي كما ذكرنا أخذ يفكر جديا بالهروب من العراق ..إذا إن ما تطلبه أمريكا هو أن تضمن إيران بقاء السيطرة الأمريكية ، ولو الغير مباشرة على العراق .
ولكن الإيرانيين ليسوا أغبياء لهذه الدرجة حيث أنه بعد أن سلمتهم أمريكا العراق على طبق من ذهب وبدون أي جهد فعلي من جانبهم فهم غير مستعدين لتقديم أية تنازلات مجانية لأمريكا . كما أن العراق ليس أفغانستان لأن أفغانستان بلد فقير هذا من جانب ومن جانب آخر إن الغالبية العظمى من سكانه هم من السنة وليس من الشيعة .
وكما أن إيران تحلم ببناء امبراطورية فارسية تشمل الهلال الشيعي وربما تمتد لتشمل كل المنطقة لذا فإن إيران لا يمكن أن تقدم تنازلات لأمريكا في هذا المجال.
إضافة لذلك فإن العلاقات الطيبة التي تربط إيران مع قادة الأكراد الصهاينة وعلى رأسهم الطالباني ، الذي زار إيران مؤخرا للقيام بالوساطة وفتح الحوار بين الولايات المتحدة وإيران ، تعتبر ضمانة إضافية لفرض سيطرتها على العراق حسبما تعتقد.
ولهذه الأسباب فقد رفض وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي ،في أنقرة يوم الأربعاء 30/11/2005 ، فرضية اجراء اتصالات مباشرة بين إيران والولايات المتحدة كما عرض السفير الأمريكي في العراق يوم الاثنين 28/11/2005. ( القدس العربي :1/12/2005 )
إن لجوء أمريكا إلى إيران يدل دلالة لا تقبل الجدل واعتراف صريح بأنها خسرت الحرب في العراق ... وإنها نزلت إلى الحضيض فعلا عندما رفضت إيران الحوار.
إن إيران تعلم بأن أمريكا لم تكن مستعدة لفتح الحوار معها إلا بعد أن عجزت عن إيجاد حل آخر ن وأصبح الملالي هم الملجأ والمنقذ الأخير أو القشة التي يتشبث بها الغريق ضنا منه بأنها ستنقذه من الغرق.
ولذا لم توافق إيران حتى على مجرد فتح الحوار ، إذا كان يقتصر على موضوع العراق فقط، بل ستطلب ثمنا باهظا لتخليص أو لمساعدة أمريكا على الخروج من المستنقع العراقي . وربما ستطلب السماح لها بامتلاك السلاح الذري.
ولكننا نقول لإيران ولبوش ولكافة الأحزاب الصهيونية والمسيحية الصهيونية والمحافظين الجدد الذين يساندن بوش ودفعوه لغزو العراق : بأنكم لا تعرفون الشعب العراقي ومقاومته وصموده .
وإن لا إيران ولا الكيان الصهيوني يستطيع أن ينقذكم من محنتكم ... لا حل لمشكلتكم إلا بالاعتراف بالهزيمة والانسحاب كأذلاء من أرض المكرمات الطاهرة وأرض الأنبياء ، من إبراهيم إلى يونس بن متى (عليهم السلام ) التي دنستموها.
الدكتور عبدالاله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا.
hamadalrawi@maktoob.com
شبكة البصرة
الاثنين 3 ذو القعدة 1426 / 5 كانون الاول 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
http://www.albasrah.net/ar_articles_2005/1205/abdel_051205.htm
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire