vendredi 30 novembre 2007

انتصر أهالي الفلوجة .... و أرغموا الولايات المتحدة للخضوع لمطالبهم. كيف ستحل مشكلة الصدر وأعوانه ؟

د. عبدالاله الراوي *

صحيفة القدس العربي : 25/5/2004
قبل أن نبارك لأهالي الفلوجة الأبطال انتصارهم التاريخي، نرى من واجبنا أن نستنكر الموقف المخزي والمتخاذل لكافة القادة العرب والمسلمين، ولأغلب وسائل الإعلام العربية والدولية ،و لأغلب، إن لم نقل لكافة ، رجال السياسة في العالم.
إضافة لذلك علينا أن نركز ، أيضا، على الصمت الشبة مطلق للمنظمات التي تدعي بالدفاع عن حقوق الإنسان، وتلك التي تدعي بمحاربة الجرائم العنصرية، للموقف المخجل أمام المجزرة الوحشية التي ارتكبتها القوات الأمريكية بحق مواطني الفلوجة والتي راح ضحيتها أكثر من 600 شهيد عراقي بينهم 450 من الشيوخ والنساء والأطفال، إضافة إلى مئات، إن لم تكن آلاف ، الجرحى.
وفي هذا المجال يحلو لنا أن نذكر حادثة واحدة تدل بصورة واضحة على انتهازية الموقف العالمي ومكياله بمكيالين، انطلاقا من مصالح ما يطلق عليه : العالم المتحرر أو اللبرالي.
الحدث الذي نريد التذكير به هو: قيام الشرطة الصينية بقتل بعض الطلبة المتظاهرين في ساحة ( تيان ان من ) في حزيران [ يونيو] 1989 . بعد هذا الحدث قامت الدنيا ولم تقعد ، حيث عمت الاحتجاجات الرسمية والشعبية والمظاهرات كافة أنحاء العالم، دون أن ننسى أطنان الورق والحبر التي صرفت لكتابة المقالات والكتب للتنديد بهذا العمل الاجرامي والوحشي !!، أما محطات الإذاعة والتلفزة فحدث ولا حرج. شمل رد الفعل هذا أغلب دول العالم وبالأخص ما يطلقون عليه، جزافا، العالم المتحضر.
كنا في حينها في فرنسا، والذي آثار انتباهنا بشكل خاص هو أن الجهة التي قامت بتنظيم إحدى أكبر المظاهرات في هذا البلد، إن لم تكن أكبرها، جمعية تطلق على نفسها اسم [ا س. او. اس. راسست] أي [ استغاثة ضد العنصرية]، والكل يعلم بأن الحدث المذكور لا يندرج ضمن ما يطلق علية موقف عنصري، لأن المتظاهرين والشرطة جميعا من عنصر واحد: أي صينيين. علما بأن هذه الجمعية، منذ تأسيسها ولحد الآن، لم تقم بتنظيم أو بالمشاركة بأية مظاهرة لنصرة الشعب الفلسطيني الذي عانى ويعاني يوميا من الممارسات العنصرية الصهيونية.
والمثير في هذه التظاهرة ، انه قد شارك فيها كافة قادة البلد بما فيهم رئيس الجمهورية و الوزراء وقادة الأحزاب اليمينية واليسارية وخصوصا كبار مسؤولي الحزب الحاكم [ الحزب الاشتراكي] المعروف بالمواقف المخجلة لكثير من قادته من القضية الفلسطينية.
لذا يحق لنا أن نتساءل: لماذ لم نشاهد أو نسمع بتنظيم مظاهرات في العالم المتحضر!! أو في العالم العربي للاحتجاج على المجازر التي ارتكبها الأمريكيون في الفلوجة ؟ بالنسبة للعالم الحر!! لا نعتقد بأننا نحتاج إلى تعليق، لأن الجميع يعلم من يفرض سيطرته على وسائل الإعلام والمنظمات التي تدعي بالدفاع عن حقوق الإنسان.
ولكن يحق لنا أن نطرح سؤالا يتعلق بالموقف العربي فنقول: إذا افترضنا جدلا أن السلطات الرسمية العربية لا تجرأ " على مناطحة الثور الأمريكي "، كما كتب أحد الصحافيين الكبار اثر نكبة 1967 " أو " هذه أمريكا.. نحن لا نستطيع مجابهة أمريكا." كما صرح رئيس أول دولة عربية تطبع علاقاتها مع الكيان الصهيوني " ، أين الشعب العربي ؟
نجيب بكل بساطة : أن الشعب العربي لم يتم تخديره ، كما يحلو لبعض حملة الأقلام أن يقول، ولكنه مات ويا للأسف، وما علينا إلا قراءة الفاتحة على روحه، نعم إن هذا الشعب مات منذ اغتيال الحركات والأحزاب القومية والتقدمية التي كانت تقود نضاله.
لقد تم القضاء على هذه الحركات والأحزاب بناء على خطة قديمة جدا، تعود إلى بداية بروز هذه الحركات والأحزاب على الساحة العربية، ولكن هذه الخطة لم تظهر بشكل رسمي وشبه علني إلا في السبعينيات من القرن الماضي.
ففي عام 1977 وضع مستشار الأمن القومي الأمريكي الصهيوني زبيغنو بريجنسكي تقريرا ، استند إلى دراسات أجراها عدد كبير من الباحثين المتخصصين التابعين لأجهزة المخابرات الأمريكية
تضمن هذا التقرير الدعوة ، بصراحة، إلى الاستفادة من الحركات الدينية والطائفية والمذهبية والعرقية لغرض تمزيق المنطقة العربية ومنع قيام أية قاعدة مادية قد ترتكز عليها الجهود التي تؤدي إلى بناء ولو حد أدنى من الوحدة والتضامن بين الأقطار العربية.
وفي عام 1979 ، وضع أوديد بنيون ، أحد كبار المستشارين في وزارة الخارجية للكيان الصهيوني، تقريرا بعنوان [ استراتيجية إسرائيل للثمانينيات] أكد فيه على ضرورة تشجيع الحركات الدينية والطائفية والمذهبية والعرقية من أجل تقسيم الوطن العربي، باعتبار أن ذلك يشكل الضمان الوحيد لأمن الكيان الصهيوني ووجوده ومستقبله. ( مجلة الطليعة العربية . 3/3/1986 ص 27 )
ولهذا السبب فإن الحركة الانفصالية الكردية في العراق وكذلك القبائلية في الجزائر حضت وتحضى دائما بمساندة الحركة الصهيونية العالمية.
ولنفس الهدف تم تشكيل مجلس الحكم في العراق، السيئ الصيت، على أساس المحاصصة الطائفية والمذهبية والعرقية.
بعد أن ذكرنا سبب عدم استنكار بشكل كاف ما تم من مجازر في الفلوحة ، علينا أن نتكلم عن السبب الذي دفع الإدارة الأمريكية إلى الرضوخ لمطالب مناضلي الفلوجة ثم نحاول طرح وجهة نظرنا حول إمكانية إيجاد مصالحة مع الصدر.

أولا: كيف.. ولماذا .. وافق قادة الولايات المتحدة على الرضوخ لمطالب مناضلي الفلوجة ؟
الجميع يعلم بأن الرئيس الأمريكي جورج بوش، كان مصرا على قمع انتفاضة الفلوجة وإذلال أهاليها باستعمال كافة ما تملكه القوات العسكرية الأمريكية ( ويست فرانس. 29/4/2004 ص 2 ) وإن القادة الأمريكيين كانوا يريدون فعلا إخضاع المدن العراقية باستعمال القوة. ( القدس العربي. 6/5/2004 . ص 1).
ولكن بعد أن استعملوا كل ما لديهم من أسلحة فتاكة، مدفعية، صواريخ، قصف بطائرات ف.16 و ف.18، دون أن يستسلم أبطال المقاومة في هذه المدينة الباسلة، اضطر القادة المذكورون على قبول الحلول الاستسلامية والرضوخ لمطالب أهالي الفلوجة الشجعان.
نعم إن رجال المقاومة في الفلوجة استطاعوا تمريغ أنف الدولة التي تسيطر على العالم، بقواها العسكرية ، في التراب.
ولكن مما يثير التقزز أن نرى أعضاء مجلس الحكم، الذين تم تعينهم من قبل سلطة الاحتلال الأمريكية في العراق ، يرفضون ( تشكيل لواء الفلوجة ووصفوه، في اجتماع مع الحاكم المدني الأعلى للعراق بول بريمر وقائد القوات الأمريكية ريكاردو سانشير، بأنه يشجع مدن عراقية أخرى ) لتحذو حذو الفلوجة ( القدس العربي. نفس المقال أعلاه).
من المخجل ، حقا، أن يصبح أعضاء المجلس المذكور، الذين يدعون بأنهم عراقيون، أكثر حرصا على مصلحة المستعمر، بإحكام سيطرته على وطنهم، من المستعمر نفسه. فبدل أن يبذلوا كل ما لديهم من جهد لحقن دماء العراقيين، نراهم يشجعون القوات البربرية الاستعمارية لارتكاب مزيدا من المجازر بحق أبناء وطنهم . هذا إن كان من الممكن أن يعتبروا من مواطني هذا البلد الأبي.
ولكن موقفهم هذا ليس غريبا على المطلع على نواياهم، لأن همهم الوحيد ليس الدفاع عن العراق والعراقيين ، بل تحقيق مصالحهم الخاصة التي من أجلها باعوا أنفسهم وضمائرهم ، إن كان لديهم ضمائر، لألد أعداء وطنهم وأمتهم. نعم إنهم يطمحون للحفاظ على المكاسب الشخصية التي حققوها ويأملون البقاء مدة طويلة في مناصبهم التي حصلوا عليها.
وهم يعلمون ، حق العلم، أن انتصار المقاومة العراقية وفرض إرادتها على المحتل، سيؤدي ليس فقط إلى إعفائهم من مناصبهم بل تقديمهم إلى المحاكم العراقية باعتبارهم عملاء، لبلد أجنبي، أغلبهم قام بتحريض قوى الشر لتغزو وطنهم وتحتله وتقوم بتدميره وقتل وتعذيب أبنائه. ثم بعد ذلك تعاونوا مع هذا المحتل إلى أقصى درجة لتركيع كافة الشرفاء والمخلصين من أبناء شعبنا الأبي.
بعد أن ذكرنا كيفية اضطرار القوات الغازية للرضوخ لمطالب أهالي الفلوجة البطلة، والموقف المخزي لأعضاء مجلس الخيانة ، علينا أن نتطرق للسبب الذي دفع بوش وزمرته من صقور إدارته لتقديم هذا التنازل المهين.
من حق أي مطلع على مجريات الأمور أن يسأل: أمام الصمت العربي والعالمي ، فانه كان بإمكان بوش أن يدك الفلوجة دكا و يمحيها من الخريطة ، إذا لماذا قبل بوش ورجال إدارته بالتنازل المهين هذا ؟.
للإجابة على هذا السؤال نقول: إن ما يقلق بوش في الوقت الحاضر ليس الالتزام بما يصرح به ، بل كسب الانتخابات المقبلة.
ولهذا السبب فإنه لم يوافق على تسليم مدينة الفلوجة ، إلى قوة عراقية تم تشكيلها بعد موافقة المقاومة الباسلة، من منطلق إنساني أو وطني ، أي حقنا لدماء جنوده ودماء العراقيين، ولكن خشية من أن يؤثر قتل عدد كبير من الجنود الأمريكيين على شعبيته في أمريكا ، وبالتالي المخاطرة بعدم إعادة انتخابه .

ثانيا: كيف سيتم حل المشكلة مع الصدر ومؤيديه ؟
حسب قناعتنا فإن الإدارة الأمريكية هي التي أثارت المصادمات بين جيش المهدي التابع للصدر وقوات الاحتلال. حيث أن الكل يعلم بأن القشة التي قصمت ظهر البعير هي قيام سلطات الاحتلال بغلق الجريدة الناطقة باسم الصدر واعتقال أحد أعوانه باتهامه بقتل عبد المجيد الخوئي.
فهل أن غلق الجريدة كان ضروريا ، وفي هذا الظرف بالذات؟ أما قضية الخوئي فقد مضى عليها أكثر من عام ، فلماذا تم إثارتها الآن ؟
وبالأخص مع اقتراب ، ما يطلقون عليه ، تسليم السلطة للعراقيين الذي من المفروض أن يتم في 30 حزيران (يونيو) المقبل.
يعلق أحد العراقيين على غلق صحيفة الصدر وما تم بعد ذلك بأنه ( يعتبر ذلك وسيلة للتهرب من تسليم السلطة للعراقيين بحجة عدم استقرار الوضع الأمني وعدم قدرة الشرطة العراقية على ضبط الأوضاع ) ( القدس العربي. 7/4/2004 ص 3 ).
معنى هذا أن الأمريكيين إذا أرادوا تسليم " السيادة " فعلا في نهاية حزيران (يونيو) فسوف لا يسلمون إلى العراقيين !! إلا ما يريدون التخلص منه ، وإن افتعال الأزمة مع الصدر كانت لغرض بقاء سيطرتهم الكاملة على العراق.
وحسب قناعتنا أن هناك أهداف أخرى وراء افتعال هذه الأزمة أهمها.
ـ بعد فشل سلطة الاحتلال بإثارة حرب أهلية بين السنة والشيعة فقد فكرت بإمكانية حدوث مصادمات شيعية ـ شيعية ، أو على الأقل تمزيق الشيعة وشق صفوفهم مما يؤدي إلى إضعافهم.
ولكن لم تحدث أية مصادمات تذكر بين الشيعة أما الخلافات فكانت موجودة سابقا، ولكننا لا نستطيع أن ننكر بأنها تفاقمت بسبب الأحداث الأخيرة.
ـ إن شق صفوف الشيعة سيؤدي حتما ، حسب اجتهاد الأمريكيين، إلى إبعاد خطر سيطرة رجال الدين الشيعة على العراق مما يؤدي إلى إقامة نظام سياسي على غرار النظام الإيراني. ولذا أثيرت هذه المشكلة وفي هذا الظرف بالذات.
ولكننا لحد الآن لم نقدم أي جواب حول كيفية إنهاء مشكلة الصدر. حسب قناعتنا إن هذه القضية سوف لا تنتهي بإخضاع الصدر وأعوانه باستعمال القوة العسكرية فقط، بل ستضطر الولايات المتحدة إلى تقديم تنازلات إلى الصدر تتضمن.
ـ ضم بعض أعوان الصدر إلى المجلس الاستشاري المزمع إنشائه.
ـ احتمال إشراك أحد المقربين من الصدر في الحكومة المقبلة، أي إسناد إحدى الوزارات لهذه المجموعة، ونحن نعلم بأن الصدر يتطلع لذلك وبالأخص أنه سبق وصرح، عندما تم استحداث وزارة الدفاع، بأن هذه الوزارة من المفروض أن تسند لنا.
ـ الاتفاق على تحويل جيش المهدي التابع للصدر إلى منظمة سياسية اجتماعية، كما طرح الصدر سابقا لحل المشكلة ، ولكن سلطات الاحتلال لم تكتف بذلك بل اشترطت أن يقوم مقتدى الصدر بتسليم نفسه لمحاكمته عن مقتل الخوئي.
أما بالنسبة إلى قتل الصدر أو تسليم نفسه لمحاكمته فيما يتعلق بقتل الخوئي والقضايا المثارة الأخرى كاستيلائه على أموال بصورة غير شرعية ..الخ ، فنحن نعتقد بأنه سيتم القيام بعمل مسرحية ، مشابهة لعملية إطلاق سراح وحيد جورجي، تؤدي لحل هذه المشكلة العويصة.
وقبل أن نقوم بعرض المسرحية المفترضة، سنذكر بإيجاز تلك التي تم بموجبها إطلاق سراح جورجي: أدت تحقيقات السلطات الفرنسية في حينه إلى اتهام وحيد جورجي العامل في السفارة الإيرانية في باريس بضلوعه أو بكونه الرأس المدبر ، لكافة التفجيرات التي وقعت في باريس وراح ضحيتها أكثر من مائة مواطن فرنسي بين جريح وقتيل. وفي وقتها أصر الرئيس الفرنسي فر انسوا ميتيران أنه يجب تقديم هذا الشخص أمام المحاكم الفرنسية لينال جزائه العادل.
ولكن بعد مباحثات مطولة مع السلطات الإيرانية في حينه، تم الاتفاق على أن يسمح لجورجي ، الذي بقي عدة أشهر معتصما بالسفارة الإيرانية في باريس ، بالعودة إلى بلاده بعد مثوله أمام الحاكم الفرنسي المختص بشكل رمزي أو حفضا لمء الوجه كما يقال ، وهذا ما تم فعلا. ويقال بأن ما ربحته فرنسا من هذه الصفقة هو تعهد إيران بعدم القيام بأي عمل إرهابي في فرنسا.
أما الخيوط العريضة لمسرحية الصدر المفترضة فتتضمن : الاتفاق على قيام مقتدى الصدر بتسليم نفسه ،بشكل رمزي ، إلى قاض عراقي ، ويتم ذلك على الأكثر في النجف أو ربما في كر بلاء ، ثم كتابة وثيقة يتم بموجبها إطلاق سراح الصدر بكفالة على أن تؤجل محاكمته لحين تشكيل حكومة عراقية شرعية، أي بعد الانتخابات التي من المفترض أن تنظم عام 2005 .
علما بأن الصدر سبق وطلب محاكمته أمام محكمة عراقية شرعية، لأنه يعلم جيدا بأنه ستبرأ ساحته إذا تمت محاكمته أمام مثل هذه المحكمة، وذلك لأنه لم يقم أو يحرض إلا على قتل أحد العملاء الذي وصل على ظهر إحدى الدبابات الأمريكية ، حاملا معه ملايين الدولارات لتوزيعها على مؤيديه المفترضين كي يقوموا بمساندة القوات الغازية وتأييد بقائها في العراق.
هناك احتمال آخر وهو: إقناع الصدر الشاب ، وبالأخص من قبل أستاذه الإيراني كاظم الحائري، للقبول بالإقامة في إيران لحين تنظيم الانتخابات العامة في العراق وتشكيل حكومة وطنية.
قد يعترض أحدهم قائلا: إن هذه الفرضية لا تتفق مع إصرار بوش ورجال إدارته على تصفية الصدر أو إلقاء القبض عليه لمحاكمته. إضافة لذلك فإن بريمر ، حاكم العراق الأمريكي، أكد قبل أيام على ضرورة تجريد جيش المهدي من أسلحته وتقديم الصدر للمحكمة المختصة لمحاكمته عن تورطه بمقتل عبد المجيد الخوئي.
نجيب على ذلك : بأن بوش سبق وقدم تنازلا أكبر في الفلوجة فلما لا يوافق على تسوية مشكلة الصدر وبهذه الطريقة التي لا تبدو أقل مهانة من الرضوخ الكامل لمطالب أهالي الفلوجة. إضافة لذلك فإن متران سبق ووافق على تسوية قضية جورجي بنفس هذا الاسلوب كما ذكرنا.
ونحن نعلم بأن الولايات المتحدة الآن تبحث ، وبكل الوسائل على أيجاد مخرج لها من المستنقع العراقي الذي غرقت فيه. مؤكدين بأن الرئيس الأمريكي ، ليس لديه في المرحلة الحالية إلا هاجسا واحدا ، وهو: إعادة انتخابه لرئاسة الولايات المتحدة وبأي ثمن كان. وهو مستعد ، لهذا الغرض ، للتنازل عن كافة المبادئ والقيم سياسية كانت آو أخلاقية.

* دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق، مقيم في فرنسا.

Aucun commentaire: