الدكتور عبدالاله الراوي
عقد مؤتمر عربي ... عربي. في القاهرة
شبكة البصرة
استلمت بتاريخ 25/12/2005 رسالة الأستاذ كمال عبالغفور، التي تتضمن مقترحات الصحافية المصرية ندى القصاص .
ونظرا لكوني سبق وساهمت في موضوع عقد مثل هذا المؤتمر، لذا أرى من واجبي أن أوضح وجهة نظري حول إحدى النقاط التي أثيرت في هذا المجال.
وفي الوقت الذي أشيد فيه بأهمية النقاط التي أثارتها الصحافية المذكورة والتي سوف لا أناقشها في هذه الكلمة الموجزة، فسأحاول التركيز على نقطة مهمة جدا ألا وهي اختيار العاصمة المصرية التي لا يمكن انعقاد مثل هذا المؤتمر فيها للأسباب التالية:
إن سبب كافة النكبات التي عانتها وتعانيها الأمة العربية سببها الأنظمة المصرية المتعاقبة منذ الملك فاروق إلى مبارك المتصهين.
نعم إن الملك فاروق أرسل الجيش المصري العربي والمناضل بأسلحة فاسدة لمحاربة الصهاينة وكانت هذه الأسلحة سببا مباشرا لهزيمة الجيش المصري (د. جمال مجدي حسين : القوى المحركة لثورة 23 يوليو. مجلة الكاتب. العدد 160 – يوليو 1974)
ثم تبعتها زيارة العار لأبي رغال السادات إلى الكيان الصهيوني التي كانت نتيجتها التطبيع الكامل مع الكيان المسخ وعزل مصر عن محيطها العربي.
ثم توجت الخيانة على يد ما يطلق عليه الرئيس الحالي لمصر حسني مبارك والذي أدت مواقفه الإجرامية إلى احتلال العراق.
نعم إن موقفه في مؤتمر الساعات الأخيرة في القاهرة لمحاولة إيجاد مخرج لقضية انسحاب العراق من الكويت .
والكل يعلم بأن الرئيس العراقي صدام حسين كان مستعدا للانسحاب ولكن مبارك، وبناء على أوامر سيده بوش الأب استطاع أن يلزم الجامعة المذكورة بإصدار قرار بمساندة القوات الأجنبية لما أطلق عليه عملية :" تحرير الكويت "
علما بأن هذا القرار صدر بالأغلبية وليس بالإجماع كما ينص عليه ميثاق الجامعة (انظر مقالنا : شيوخ الكويت .... يهود الخليج؛ شبكة البصرة : 7/10/2005).
ولولا ذلك القرار، أي لو أن ذلك المؤتمر وافق على مقترحات صدام حسين لتم سحب البساط من تحت أرجل قادة أمريكا ومن كان يساندهم. ولما عانى العراقيون من حصار أكثر من 12 عاما ، ولما تم استباحة العراق واحتلاله وتدمير تراثه الحضاري وبنيته التحتية ولما استشهد ما يقارب مليوني عراقي .
إذا أن رأس البلاء على العراق والأمة العربية هو النظام المصري الحالي والأنظمة التي سبقته .
يضاف لما ذكرناه، أن نظام مبارك سبق وقام بعقد مؤتمرين في القاهرة باسم المصالحة لمختلف الأطراف العراقية، ولكن في كلا المؤتمرين لم تدع المقاومة العراقية الشريفة للمشاركة بناء على عدم موافقة سلطات الاحتلال ومن يساندها من عملاء الصهيونية وممن يطلق عليهم ، ظلما ، قادة العراق.
إذا بأي وجه يتم قد المؤتمر المقترح في عاصمة دولة هي أساس البلاء لبلدنا وما أصابه من نكبات!!؟ ومن يضمن بأن يستطيع المؤتمر المقترح أن يحقق أي نجاح لا يتفق مع ما تريده قوى البغي والعدوان ، القوى الصهيو- صليبية.
وأخيرا كيف يوافق أي عربي شريف أن يتم انعقاد مؤتمر، يساند المقاومة العراقية والفلسطينية وحقها بالنضال ويطالب بمحاكمة الغزاة وإلزامهم بتحمل كافة تبعات الغزو، في بلد عربي يرفرف في عاصمته علم الكيان الصهيوني؟
وفقنا الله جميعا لما يؤدي لخدمة قضايانا المصيرية وبالأخص قضيتي تحرير العراق وفلسطين .
الدكتور عبدالاله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
25/12/2005
hamadalrawi@maktoob.com
شبكة البصرة
الاحد 23 ذو القعدة 1426 / 25 كانون الأول 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
http://www.albasrah.net/ar_articles_2005/1205/abdal_251205.htm
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire