vendredi 30 novembre 2007



الدكتور عبدالاله الراوي


ملاحظات على عقد مؤتمر شعبي في القاهرة

شبكة البصرة


لقد قامت شبكة البصرة بتاريخ 4/1/2006 بنشر كلمة للأستاذ هشام البستاني تتضمن الدعوة نحو تحالف شعبي عربي مقاوم. وإن هذه الدعوة مفتوحة للجميع .

ولهذا نرى أن من حق أي شخص كان ، وبالأخص العربي الذي يشعر بأنه معني بمثل هذه المؤتمرات أو الندوات ، أن يناقش سلبيات أو ايجابيات عقد مثل هذه المؤتمرات .
ونظرا لكوني سبق وساهمت بمناقشة موضوع عقد مؤتمر عربي – أمريكي جنوبي ثم عقد مؤتمر عربي- عربي ، مع بعض الأخوة نذكر منهم الأساتذة كمال عبدالغفور وهشام البستاني وعبدالجبار سعد ، كما قمت بكتابة كلمتين لهما علاقة بعقد مثل هذه المؤتمرات : الأولى تخص (عقد مؤتمر عربي-عربي في القاهرة . شبكة البصرة؛ 25/12/2006) والثانية مناقشة الحلول المقترحة للأزمة العراقية (ملاحظات على مبادرة المؤتمر العربي : شبكة البصرة؛ 8/1/2006)، لذا أرى من حقي، إذا لم يكن من واجبي، توضيح وجهة نظري فيما يتعلق بهذا المؤتمر.

وأود أن أوضح بأني سوف لا أناقش هنا أهداف المؤتمر، بل سأركز على مكان انعقاده.
في كلمتي السابقة (عقد مؤتمر عربي .. عربي) ذكرت بشكل موجز الأسباب التي دعتني لمعارضة عقد المؤتمر المذكور في القاهرة وسوف لا نعيد ذكرها وبإمكان من يرغب الإطلاع عليها مراجعة الكلمة المذكورة، ولكنني هنا سأذكر أسبابا إضافية لمعارضتنا لعقد أي مؤتمر يتعلق بمستقبل الأمة العربية أو بمساندة المقاومة المسلحة، في العراق وفلسطين .... الخ، في القاهرة بشكل خاص أو في مصر بشكل عام.

وأهم هذه الأسباب -:

1- لم يذكر في الدعوة الجهة أو الجهات أو الشخصيات التي تقوم بتنظيم هذا المؤتمر ، كل ما نعلمه أن الأستاذ موجه الدعوة يقول في مقدمتها " استكمالا للقاء التحضيري الذي تم في القاهرة في آذار/مارس 2005 .... " كما ذكر في أحد رسائله الموجهة للأخ كمال عبدالغفور : أنه بعد اللقاء مع بعض الأخوة في القاهرة ... الخ . دون ذكر أي اسم .
2- الجميع يعلم بأنه توجد نسبة ، قد تكون كبيرة أو صغيرة ، من بين الذين يحضرون أو يقومون بتنظيم مثل هذه المؤتمرات مدفوعين من قبل بعض أجهزة المخابرات ، ونحن نعلم غاية المخابرات المصرية ، والتي سنقوم بعرض بعضها ، من التغلغل في هكذا مؤتمرات . وعندما نقول المخابرات المصرية فإننا نقصد ، في نفس الوقت الموساد . لأن التنسيق بين الجهازين معروف منذ عملية التطبيع التي قام بها النظام المصري في عهد الخائن السادات مما ترك مصر مكشوفة ، إن لم نقل عارية كليا ، أمام الموساد الصهيوني منذ إن تم رفع علم الكيان الصهيوني في أكبر عاصمة عربية ( القاهرة ) ولحد الآن.
ولذا فقد تم اختيار القاهرة على هذا الأساس ،أي سيطرة الموساد على كل ما يدور فيها. ولذا فهي أفضل مكان لمثل هذه المؤتمرات أو الاجتماعات بالنسبة لهذا الجهاز الصهيوني
3- إننا نعتقد وبثقة أن من مصلحة الصهيونية بشكل خاص ، والمخابرات المصرية بدرجة أقل ، عقد مثل هذه المؤتمرات في القاهرة لعدة أسباب نذكر منها :
- سهولة مراقبة كل ما يدور فيها والحصول على الأشرطة المصورة والمسموعة لكل من يشارك فيها ومعرفة محل إقامتهم ، ليس ممن يقيم منهم في مصر أو الأقطار العربية الأخرى فحسب ، بل وبشكل خاص المقيمين في البلدان الأجنبية .
وبهذه الحالة يسهل عليها متابعتهم في تلك الدول التي يقيمون فيها بشكل مستمر أو مؤقت ، وحسب علمنا أن غالبيتهم ، وأنا منهم ، يحلمون بالعودة إلى وطنهم وقضاء بقية حياتهم فيه.
لقد قلنا " يسهل عليها متابعتهم " ولكن ليس هذا فقط بل إن الموساد ، وأجهزة المخابرات المصرية ، مستعدة كذلك للتنسيق مع مخابرات البلد الذي يقيم فيه العربي لملاحقته9 ومحاولة ابتزازه.

- إن من مصلحة الموساد التعرف على المناضلين العراقيين ، بشكل خاص ومن بقية الأقطار العربية بدرجة أقل ، لمحاولة معرفة التنظيمات والشخصيات التي لها علاقة بالمقاومة الوطنية البطلة لمحاولة تطويقها وإجهاض أو قتل كل محاولة تقوم بها لمساندة المقاومة ، إضافة إلى محاولة كشف المقاومة أو بعض عناصرها من خلال تحرك الشخصيات المذكورة.

4- نتمنى أن لا يقوم هذا المؤتمر بالتركيز على الشأن العراقي لأننا نخشى بأن يكون ، ما يطرحه ، استمرارا لما قام به العميل الصهيو – أمريكي عمرو موسى في هذا المجال .
نعم إن عمرو موسى أرسل للعراق وقام بتنظيم مؤتمر ، ظاهره الوفاق والمصالحة الوطنية وباطنه في سبيل شق صف القوى المعارضة للاحتلال . وتم عقده في القاهرة أيضا !!
فعلا ، إن الرئيس الأمريكي بوش أرسل هذا العميل للعراق ، بعد أن تأكد بأن وضع قواته أصبح ميئوس منه أمام الضربات القوية والمستمرة للمقاومة الوطنية ، للغرض المذكور أعلاه أي شق صف كافة المخلصين الشرفاء، والمساندين للمقاومة المسلحة البطلة ، بمحاولة إقناع قسم منهم للمشاركة بالعملية السياسية ، وبالنتيجة محاولة شق صف المقاومة الوطنية المسلحة.
وفعلا استطاع إقناع بعض ضعاف النفوس للمساهمة في الانتخابات الأخيرة ودفعهم للتفاوض مع الذين باعوا وطنهم لألد أعداء العراق والأمة العربية ، لقاء الحصول على بعض الكراسي في الحكومة المقبلة كما ذكرنا في رسالتنا للأخ المناضل عبدالجبار الكبيسي (شبكة البصرة : 2/1/2006.) فهل أن غرض هذا المؤتمر وأمثاله إكمال ما قام به عمرو المذكور !!؟
إن التركيز على الشأن العراقي وفي هذه المرحلة ، الحرجة وبالأخص على بوش وأعوانه ، تلزمنا بالحذر من دوافع مثل هذه المؤتمرات وغاياتها وتطلعاتها.

5- إننا ومن خلال ما طرحناه نأمل من كافة العراقيين المخلصين ، وكافة الأخوة العرب مقاطعة مثل هذه المؤتمرات التي لا نعلم من ينظمها أو يشرف عليها أو يقوم بتمويلها. ولذا فإن أحد الدوافع الرئيسة لكتابة هذه الكلمة هو شعورنا بأن هناك الكثير من الأخوة العرب ، الذين لا نشك بوطنيتهم ، قد خدع بهذه الدعوة وأخذ يطبل لها مندفعا بإخلاصه وقناعته بصحة ما طرح من مبادئ عامة ، دون التفكير بدوافعها الحقيقية.
6- وختاما نقول للأخوة المصريين والذين نتوسم فيهم الإخلاص للقضايا العربية ولا نشك بحسن نيتهم :
- منذ متى أصبح النظام المصري المتصهين ديمقرطيا ومنفتحا لعقد اجتماعات أو مؤتمرات تقف ضد الصهيونية والإمبريالية العالمية ؟
- نقول لكم : إذا أردتم فلا وبنية حسنة ، مساندة المقاومة في العراق وفلسطين ومحاربة الإمبريالية ، نتمنى أن تركزون نضالكم على الساحة المصرية للقضاء على النظام المصري ربيب الصهيونية والإمبريالية والذي هو أساس البلاء الذي وقع على العراق وفلسطين.
أعملوا ما تستطيعون كي تجبروا هذا النظام ، على الأقل ، على قطع كافة العلاقات مع الكيان الصهيوني وطرد سفارته من القاهرة.
اعملوا ما بوسعكم لإنهاء سيطرة هذا الكيان على عصب الحياة المصرية وفي كافة المجالات السياسية والاقتصادية ... الخ
وكونوا على ثقة بأنكم بهذا العمل البطولي ستقدمون خدمة جليلة وسند قوي للمقاومة الوطنية في العراق وفلسطين.
نعم إذا استطعتم إنقاذ مصر مما هي عليه من الهوان والذلة والانحطاط ، الذي تعانيه على يد عملاء الكيان الصهيوني والصهيونية العالمية ، فستقدمون الأمل بانبثاق فجر الأمة العربية والإسلامية من جيد ، وستسدون خدمة ما بعدها خدمة ليس للحركات الثورية العربية فحسب بل لكل أحرار وشعوب العالم التواقة للتحرر والعيش الكريم.

وفق االله المخلصين االباذلين دماءهم في سبيل الدفاع عن الدين والوطن والشرف .
واعملوا وتوكلوا على الله (وعليه فليتوكل المتوكلون) صدق الله العظيم.
الدكتور عبدالاله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
hamadalrawi@maktoob.com
شبكة البصرة
الاربعاء 11 ذو الحجة 1426 / 11 كانون الثاني 2006
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس

Aucun commentaire: