vendredi 30 novembre 2007

ماذا... لو عاد صدام لحكم العراق...؟
شبكة البصرة
د. عبدالاله الراوي*
قبل مدة قرأت نكتة لطيفة في إحدى الصحف، ملخصها : سأل أحدهم طارق عزيز، كم من الوقت يحتاج الأمريكان ليسيطروا على الوضع الأمني في العراق؟
- أجابه طارق: عشر سنوات
ثم سأله: وإذا عاد حزب البعث لحكم العراق ؟
- قال طارق : بين ثلاث إلى أربع سنين
بعدها وجه له السؤال الأخير: وإذا عاد صدام لحكم العراق ؟
- فكان الجواب مفاجئا، حيث قال: ستعود الأمور كما كانت عليه قبل الغزو بمرسوم جمهوري واحد
ما دعاني لذكر هذه النكتة، اعتراف اثنين من القادة الأمريكيين بأنهم فعلا يحتاجون إلى عشر سنوات على الأقل لإنهاء (التمرد).
تحت عنوان (الحرب العراقية 20/4/2005، نشرت جريدة براءة العراقية بتاريخ طويلة) الخبر التالي استبعد رئيس الأركان الأمريكي ريتشارد (مايزر) إخماد ما أسماه (بالتمرد) في العراق خلال سنة أو اثنتين، لأن التاريخ يثبت أن مثل هذه الانتفاضات قد تستمر عشر سنين أو أكثر، وقال في كلمته التي ألقاها أمام مجلس لوس أنجلوس للشؤون العالمية: أن عمليات (التمرد) خلال القرن العشرين سنة، مما يجعل التوصل إلى حل سريع للمشكلة في 12 استمرت من سبع سنين إلى العراق غير محتمل، وكان قد ألقى تلك الكلمة نيابة عن وزير دفاعه رامسفيلد الذي قيل أنه أصيب بوعكة صحية . إذا هذا الكلام صادر عن وزير الدفاع الأمريكي نفسه.

ونفس هذا الكلام تقريبا أعاده أحد القادة بعد شهر من التصريح المذكور ونرى من الأفضل ذكر الخبر كما ورد دون أي تعليق. اعترف مارك كيميت نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية للتخطيط، بأن اعتقال أبي مصعب الزرقاوي لن ينهي ما وصفه بالتمرد في العراق، وإن إنهاء التمرد يحتاج إلى عشر سنوات على الأقل.
وأوضح لشبكة (سي. إن. . إن.) أن الزرقاوي يلعب دورا مهما في عدم الاستقرار، ولكن اعتقاله لن ينهي التهديدات الأمنية التي يشكلها مساعدوه. واستبعد إرسال قوات إضافية، مشيرا إلى أن قوات الأمن العراقية ستتحمل الأعباء الناتجة عن سحب العديد من الدول لقواتها، وأوضح أن عدد القوات الأمريكية في العراق حاليا 160 ألف عسكري.
(الاتجاه الآخر: 21/5/2005 ) تذكرت هذه النكتة والشعب العراقي يعيش معاناة قاسية بعد أكثر من سنتين على تحريره!! على يد القوات الصهيو- أمريكية. نعم إنه يعيش مأساة حقيقية وعلى كافة الأصعدة.
فبالإضافة لانعدام الأمن الذي يشكل الحجر الأساس لحياة أي إنسان، فإن الأزمة المعيشية وانتشار البطالة والاعتقالات العشوائية إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي وانعدام توفر الماء الصالح للشرب في أغلب، إن لم نقل، في كل أنحاء العراق، أصبحت حديث الشارع العراقي.
في مجال انعدام الأمن: سنذكر قصة غريبة قد لا تصدق، اتصلت هاتفيا بأحد إخوتي، وهو يسكن في حي الخضراء في بغداد، وطلبت منه أن يقوم بشراء بعض الكتب وإرسالها! لي بالبريد، فكان جوابه مفاجئا بالنسبة لي، نعم لقد قال لي: أنت مجنون! أنا مستعد أن أذهب إلى دمشق أو إلى أي مكان آخر لشراء هذه الكتب ولكن ليس من بغداد، وسأشرح لك الأسباب؛ فأنا أحتاج إلى ثلاث أو أربع ساعات لأصل إلى مركز بغداد بسبب الحواجز (الكونكريتية)، والتي نضطر للالتفاف حولها، والتي لا يمكن إحصاءها.
وهذه الكتل الاسمنتية أصبحت، كما وصفها أحدهم بقوله: جدار برلين في قلب كل بيوت العراقيين هذا إذا حفظني الله من عملية تفجير أو من قافلة أمريكية، أو من نقطة تفتيش، مما يؤدي، ربما إلى توقيفي بدون سبب وفي هذا المجال نذكر: أن مدينة الرشيد أصبحت مدينة أشباح، وأصبح مرأى الجثث في الشارع أمرا عاديا، جثث لبشر وليس لكلاب، فقد ذكرت ( القدس العربي) بتاريخ - (القدس العربي: 5/7/2005) الخبر التالي بغداد- رويترز: 11- 12/6/2005 مر عدد من قائدي السيارات ، وألقوا نظرة عابرة ثم حولوا أنظارهم عن جثة ملقاة على قارعة الطريق ما زالت تنزف اثر إصابة بطلقات نارية في الوجه. والمشهد سيثير الفزع في معظم المدن لكن بعد عامين من التفجيرات الانتحارية وحوادث إطلاق الرصاص والخطف فإن أهل بغداد يبدون في حالة تلبد تجاه إراقة الدماء في مدينتهم. ولم يهرع رجال الشرطة إلى موقع الحادث. وبقيت الجثة ملقاة بالقرب من كومة من القمامة بينما يمر الناس في طريقهم إلى أعمالهم ولقضاء مصالحهم في منطقة الدورة.
وحتى إذا أبدت الشرطة اهتماما فإن تحقيق العدالة مهمة عسيرة على الضباط الذين يستطيعون بالكاد حماية أنفسهم من المسلحين الذين قتلوا كثيرين من زملائهم وقد يكون القتيل ضحية للمسلحين أو لعصابات إجرامية انتشرت نتيجة الفوضى في بغداد. وكانت الجثة مغطاة بمفرش مائدة وضعت عليه كتلة من الاسمنت لتحول دون أن يزيحه الهواء ولم يتضح من الذي غطى الجثة. وأزاح أحد المارة الغطاء وكشف وجه القتيل المصاب بعدة طلقات وقال إن القاتل من ناهبي السيارات. وقال الرجل: اتصلت بالشرطة بينما كان سارقو السيارات مازالوا هنا.
أما عن أزمة الماء والكهرباء: فقد وصل الأمر بالبغداديين أن يقوموا بملء جرارهم من الشوارع، أي من الأنابيب المكسورة. بالنسبة للتيار الكهربائي، الذي كان يقطع، في عهد النظام السابق، بمعدل ساعتين في اليوم، بالتوالي عن كل منطقة من مناطق بغداد ، والذي حسب قناعتنا كان هذا النظام متقصدا بهذا الإجراء لإشعار العراقيين والعالم بأن العراق تحت الحصار.
وفي هذا المجال نذكر أولا: ما أظهرته إحدى الفضائيات الفرنسية، من البصرة، قول أحد المواطنين العراقيين: إن صدام حسين، بعد حرب 1991 استطاع إعادة كل البنى التحتية إلى ما كانت عليه خلال ستة أشهر فقط، وهذه أمريكا، أعظم بلد في العالم، لم تستطع إعادة الماء والكهرباء، بعد مضي سنتين على الغزو ، ثانيا: لقد كتب الصحافي المعروف مالكولم لاغوش بتاريخ 25- 26/2/2005 بعنوان (في كل مرة . . . يثبت للعراقيين أن صدام هو الأفضل) يقول فيها ولو تركنا كل شيء . . . . فلو عاد صدام إلى السلطة لاستطاع أن يعيد الكهرباء إلى كل العراق خلال شهر، وهو ما سيجده العراقيون كافيا رغم البطالة والحرمان malcolmlagauche. com والجرائم الكثيرة التي يعاني منها العراقيون الآن .
إن قادة العراق الجديد!! يدعون بأن أسباب انقطاع التيار الكهربائي وندرة الماء الصالح للشرب . . تعود إلى عمليات التخريب التي تقوم بها فصائل المخربين، أي المقاومة ولكن الحقيقة لا تنسجم مع طرحهم هذا، حيث كشفت صحيفة (البصائر) العراقية في عددها -97 أن سلطات الاحتلال هي التي تقوم ، بهذه الأعمال لغرض تشويه سمعة المقاومة، وهذا نص الخبر، وهو بعنوان (سرية أمريكية خاصة لتنفيذ مهام قذرة وإلصاقها بالمقاومة (البصائر- عن وكالات الأنباء: حزيران ( يونيو) 2005 وصلت إلى العراق قبل ثلاثة أيام سرية أمريكية خاصة تسمى (الفئران القارضة) التي تم إعدادها منذ أكثر من ستة أشهر وتم تدريبها، تدريبا خاصا من أجل القيام بعمليات إجرامية قذرة في العراق كالتفجيرات والاغتيالات والتخريب للمنشآت الحكومية وخصوصا المرافق الخدمية العامة من أجل إلصاقها بالمقاومة وبهدف التأثير عليها وعلى زخم الدعم الشعبي الواسع لها والتأثير على الرأي العام في العراق.
أما إذا عدنا إلى الحصة التموينية فحدث ولا حرج حيث كما يقول أحد الصحافيين العراقيين سؤال لكل عراقي ما الذي جناه منذ سقوط صدام ليومنا هذا ؟ إن أبسط الأمور سيحرم منها بعد أن تم تقطيرها، وهي الحصة التموينية التي اختفت موادها شيئا فشيئا . . سعد الاوسي: بعد عامين من الاحتلال واغتيال الحقيقة 12/4/2005). صحيفة الشاهد المستقل) .
يحق لنا أن نتساءل عن السبب الذي يكمن وراء اختفاء هذه المواد، دون أن ننسى : صفقة الحبوب الأسترالية المسمومة والتي تحتوي على برادة الحديد، فنقول أن السبب واضح ولا يحتاج إلى بحث وتمحيص، إنه يكمن في عمليات التلاعب والصفقات المشبوهة التي يقوم بها قادة العراق المتحرر!! هؤلاء لم يتركوا وسيلة للإثراء غير المشروع إلا وطرقوها، ونحن لا يحق لنا أن نسألهم لماذا ؟ لأن السبب واضح، إن هؤلاء جميعا عادوا إلى العراق على ظهور الدبابات الأمريكية يدفعهم هدف واحد، ليس خدمة البلد طبعا، لأنهم جميعا باعوا الوطن وكانوا عملاء للأمريكان والصهيونية حتى قبل أن يؤلبوا أسيادهم لغزوا العراق وتدميره وقتل مئات الآلاف من أبنائه، إنهم في الحقيقة عادوا لتحقيق مصالحهم الشخصية ومنها طبعا الإثراء السريع.
ولكن قد يعترض أحدهم قائلا: ولكن لماذا لا يأكلون كما يقول المثل (أكل العنب حبة . . حبة،) نقول : لا . . هذا تجني عليهم لأنهم يعلمون، جميعا، بأن مدة بقائهم على كراسيهم محدودة جدا، لأنها كراسي غير ثابتة، وإن العمالة للأجنبي عمرها قصير دائما. ألا ترى أن أعلب وزراء علاوي وبطانته عادوا سريعا إلى بلدانهم، التي يحملون جنسياتها، والتي كانوا يتواجدون فيها قبل الغزو، بعد أن أخذ كل منهم حصته من (كعكة) ثروات العراق علما بأن حكومة الجعفري أصدرت قرارا بمنع هؤلاء من السفر إلا بعد قيام لجنة : النزاهة بتبرئتهم، ولكن كما يعلم الجميع فإن اياد علاوي قال مهددا بما معناه إذا حاولتم التدقيق في هذا المجال فلدي وثائق دامغة سأقوم بكشفها، أي اسكتوا لأسكت لأننا كلنا(في الهوى سواء) أي كلنا من (الحواسم) أي السراق كما يطلق العراقيون على أمثال هؤلاء وفي نهاية شهر ايار (مايو) 2005 أصدرت المحكمة المختصة مذكرة إلقاء قبض على سبعة وزراء من حكومة علاوي، ولكن أكدت مصادر: أن أطرافا نافذة تعمل على غلق الملفات المتعلقة بهؤلاء وإلغاء مذكرت الاعتقال، لوجود تهديدات بكشف قضايا كثيرة لا زالت مستورة لحد الآن. (شبكة البصرة :30/5/2005) علما بأننا لم نسمع بأي عملية توقيف طالت أحد هؤلاء الوزراء وعلى ذكر (الحواسم) وللتأكيد بأن وزراء الجعفري لا يختلفون عن أمثالهم في حكومة علاوي، يحلو لنا أن نورد كلمة بسيطة في (ملحق صحيفة الشاهد المستقل : بتاريخ 21/4/2005 بعنوان وزراء حواسم) حيث يقول الكاتب: بدأ الهمس هنا وهناك من أن البعض الذي رشح من قبل بعض القوائم الفائزة لتولي حقيبة وزارية في التشكيلة الجديدة (زمن التشكيلات الانتقالية) قد بدأ بعقد الجلسات مع كبار رجال الأعمال من أجل إبرام العقود والصفقات مقدما!! قبل أن يستلم الوزارة بعد أن أدرك الجميع بأن الزمن الذي نعيشه ليس ديمقراطيا بل (حواسميا)!! الطريف في الأمر أن أحد أصحاب (الجنط) عفوا (الحقائب) بدأ بوضع أسعار تنافسية مما أحدث إرباك في بورصة (الرشاوي)!!
أما إذا تكلمنا عن زعيم (الحواسم) أحمد الجلبي، نائب رئيس الوزراء حاليا، فنحتاج، ليس إلى مقالة بسيطة، ولكن إلى مجلدات لإحصاء سرقاته وتلاعبه.
فهو لم يكتف بملايين الدولارات التي كانت تدفعها له المخابرات الأمريكية والصهيونية، ولكنه انتهز كافة الفرص لنهب أموال الشعب العراقي، نذكر على سبيل المثال؛
أولا: إن كل من كان يريد إجازة حمل سلاح عليه الاتصال بمكتب الجلبي ودفع مبلغ 150 دولار أمريكي، وسيحصل على ترخيص يسمح له ولسلاحه بالتجوال في كافة أنحاء العراق بحرية كاملة، حتى لو أوقفته القوات الأمريكية فلن تعترض على حيازته السلاح لأنه مرخص من قبل حزب الجلبي
ثانيا: كل من كان يريد الذهاب إلى الحج، ما عليه إلا أن يدفع للمقربين من الجلبي 200 دولار امريكيا، وإن الجلبي سيسهل له الحصول على الموافقات الأصولية من السلطات العراقية المختصة. (شبكة البصرة 18/6/2004)
ثالثا: سبق وأصدرت الحكومة العراقية قرارا بموجبة تم منع استيراد كافة السيارات المنتجة قبل عام 2000 مما أدى إلى ارتفاع أسعار السيارات بشكل يلفت النظر ولكن لحسن حظ العراقيين!! ، إن منقذهم كان حاضرا !! نعم إن أحمد الجلبي أخذ يدخل السيارات القديمة دون أن يتقيد بالقرار المذكور، وسواء وافقت الجهات التي أصدرت القرار أم لا، وهكذا فإن أسعار السيارات عادت إلى وضعها السابق للقرار المذكور.
أترى أيها القارئ العزيز كيف يقوم الجلبي بخدمة أبناء وطنه!! في هذا المجال حاول أحد المتطفلين على المهنة! ! وهو الصميدعي، الذي كان يشغل منصب وزير الداخلية، أن يتم السماح لبعض أعوانه باستيراد السيارات أسوة بالجلبي، ولكن محاولاته ذهبت هباء، لأن هذا الباب لا يستطيع دخوله إلا الجلبي وقد تساءل أحدهم ، والذي ذكر هذا الخبر، بقوله: هل أن الجلبي رئيس معارض سيارات أو رئيس حزب، ثم يضيف قائلا: هذه ليست مشكلتنا . . لنتركهم يستفيدون لأنهم عانوا كثيرا خلال فترة لجوئهم في الخارج .!! (صحيفة الخبرالعراقية : 22/3/2005) ونضيف وبالأخص خلال فترة الحصار!!
نتساءل هنا: لو عاد صدام فهل سيبقى احد من هؤلاء العملاء يعبث بمقدرات هذا البلد؟ صحيح قام بعض المقربين من صدام بالاستغلال. ولكن حاليا نجد أن لكل مسئول عدد لا يحصى من المقربين الذين يستغلون كافة الوسائل لامتصاص دماء العراقيين.
ولكن أخطر سرطان زرعته ديموقراطية بوش هو الطائفية اللعينة، والتي كان العراقيون سابقا يجهلونها كليا، هذا السطران الذي بدأت بتطبيقه سلطات الغزو، والوافدين معها، منذ تشكيل مجلس الحكم سيء الصيت واستمر يتفاقم مع تشكيل الحكومات والمجالس المتعاقبة، والتي وصلت ذروتها بحكومة الجعفري والانتخابات الأخيرة وتشكيل الجمعية الوطنية.
والغرض من زرع هذا المرض الخطير معروف جدا؛ آلا وهو تمزيق العراق خدمة لأهداف
الصهيونية العالمية والكيان الصهيوني ولهذا الغرض، ونتيجة فشل القوات الأمريكية في كسر شوكة المقاومة العراقية البطلة، فإن سلطات الاحتلال والكيان الصهيوني ومن يسير علي خطواتهما، أخذوا يراهنون علي قيام حرب أهلية ، وبشكل خاص بين السنة والشيعة، الغرض منها إبقاء القوات الأمريكية لمدة طويلة في العراق ثم تقسيم العراق إلى عدة دويلات ضعيفة لا يمكنها، نهائيا، أن تقوم بتهديد الكيان الصهيوني، بل بالعكس ستكون بقمة سائغة لهذا الكيان لتحقيق هدفه التوراتي (من الفرات إلى النيل).
علما بأن المخطط الصهيوني لتقسيم العراق وكافة دول المنطقة هو قديم جدا، وسبق وأشرنا إلى هذه المخططات في كلمة سابقة ولا نرى داع لإعادتها. (القدس العربي : انتصر أهالي 25/5/2004)
ونرى من المفيد هنا أن نشير إلى ما قاله طارق عزيزعام 1982 لمراسل صحيفة اللوموند الفرنسية حيث أكد خطة (إسرائيل)، منذ مدة طويلة، تجزئة الوطن العربي، إلى كيانات صغيرة، طائفية ومذهبية وعرقية، في سبيل أن تبقى (إسرائيل) هي المسيطرة الوحيدة على المنطقة وبالنسبة للعراق، تتضمن هذه الخطة، إلى تقسيمه إلى ثلاث دول: واحدة للأكراد وأخرى للعرب السنة وثالثة للشيعة في الجنوب
(Paul Balta: La guerre du golfe et l'avenir de la région. La Monde. 17/8/1982)
ولهذا الغرض فإن أكثر التفجيرات والسيارات المفخخة، التي تطال العراقيين الأبرياء أو المساجد والحسينيات واتي يراد منها خلق حرب أهلية، تقف وراءها المخابرات الصهيونية وسلطات الاحتلال وبعض كتائب الأحزاب الطائفية.
ومما يؤكد ذلك ما أشار إليه الإعلام السياسي مما يسمى بقيادة فدائي صدام ببيانا على الأنترنت أكدت فيه على أن الفدائيين لا يتعرضون بالأذى لأي شرطي أو لحرس المنشآت أو لموظفي الدولة ما لم تثبت عمالته. واتهمت هذه المنظمة عناصر الموساد، الذين تسللوا بين صفوف الشعب العراقي، بالقيام بمثل هذه الأعمال). الشاهد المستقل: 12/4/2005)

كما اتهم رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق الشيخ حارث الضاري: جهاز الموساد وأجهزة استخبارات دول أجنبية بالوقوف وراء بعض العمليات الإرهابية. وأكد بأن مصادر الإرهاب في العراق عديدة منها : الاحتلال وسلطات الأمن في الحكومة المؤقتة، وكتائب الأحزاب المشتركة في الحكم ومخابرات الدول الأجنبية وفي مقدمتها جهاز الموساد( الإسرائيلي) التي تعيث في أرض العراق فسادا، وبعض الفئات التي تدعي المقاومة وهي ليست من المقاومة. صحيفة البيان الإماراتية: 5/5/2005 مأمون كيوان: التغلغل الحلقة الثالثة
ودون الدخول في تقديم الأدلة والتصريحات الكثيرة في هذا المجال سوف نذكر بعض الحالات التي تقدم دليلا دامغا لا يقبل الجدل على قيام قوات الاحتلال بهذه الأعمال القذرة. لغرضين؛ الأول قيام حرب أهلية كما ذكرنا والثاني تشويه سمعة المقاومة .
في الأسبوع الأول من شهر أيار (مايو) 2005 في بغداد صادرت وحدة عسكرية أمريكية إجازة سوق أحد المواطنين العراقيين وطلبت منه مراجعة المعسكر الأمريكي القريب من مطار بغداد في اليوم التالي لاستلامها بعد إجراء التحقيق معه ذهب السائق المذكور إلى المعسكر الأمريكي، وعند وصوله تم إدخاله مع سيارته المعسكر، ودعوه إلى غرفة للتحقيق معه. واستمر التحقيق معه لمدة نصف ساعة
تقريبا، ثم قال له الضابط المحقق: لا (بأس لم يظهر لدينا شيء ضدك. لكنك تعرف أن السيادة في العراق هي للحكومة العراقية وقد أحلنا أوراقك إلى مركز شرطة الكاظمية، فاذهب إلى هناك الآن لاستلامها. وفي مركز الشرطة، حين تصل، اسأل عن الضابط حسين محمد، وهو ينتظرك، أسرع للحاق به قبل أن يغادر مقر عمله).
وفعلا غادر المواطن بسيارته، إلا أنه شعر وكأن سيارته أصبحت ثقيلة نسبيا مما أثار شكوكه، ومما أثار هذه الشكوك أكثر وجود طائرة مروحية تحلق عاليا فوقه وكأنها ترافقه فنزل من السيارة وعاينها وإذا بالكرسي الخلفي ومتكأه محشوين بما يزيد عن مئة كيلوغرام من المتفجرات ولا يوجد في هذه الحالة إلا تفسيرا واحدا، وهو أن السيارة لغمت لغرض تفجير مركز الشرطة الذي طلب منه أن يراجعه، أو ربما يتم تفجيرها في أحد شوارع المدينة المزدحمة بالسيارات والمارة. ونظرا لكون الغالبية العظمى من سكان الكاظمية. هم من إخواننا الشيعة فإن الهدف واضح لا يحتاج إلى تعليق ومثل هذه العملية تكررت في مدينة الموصل، حيث صودرت سيارة مواطن وإجازة سوقه، بعدها راجع المواطن واستلم سيارته، لكن عطلا حدث في الطرق إلى مركز الشرطة الذي طلب منه مراجعته لاستلام إجازة السوق، وعندما حضر المصلح اكتشف المتفجرات التي تم حشوها بدل عجلة الاحتياط. إن الله أراد أن ينجيه ليروي هذه القصة!!
(د. نوري المرادي: عاجل! عاجل! إلى المواطنين من أصحاب السيارات. شبكة البصرة : 11/5/2005).
أما جرائم الخطف والاتجار بأعراض العراقيات، دون ذكر ما قامت به قوات الاحتلال في السجون العراقية، فهل هناك أي عراقي شريف يرضى بذلك؟ وهل كانت مثل هذه الأعمال تحدث في زمن النظام السابق.؟
نعم وللأسف لقد وصلت عملية الاتجار هذه، حتى، إلى اليمن بفضل النظام الديموقراطي!!!
الذي يعيش العراقيين تحت ظلاله. (القدس العربي: 11-12/6/2005 د. أكرم عبدالرزاق المشهداني: من يقف وراء المتاجرة بشرف وسمعة العراقيات؟)
وبفضل الجارة الحريصة على مصلحة العراقيين إيران!!، فإن المخدرات أصبحت رائجة، بعدما كان العراق من أنظف دول العالم، إن لم يكن أنظفها على الإطلاق في هذا المجال.
أما فيما يتعلق بسيطرة المخابرات الصهيونية والإيرانية على أكثر المرافق العراقية، فحدث ولا حرج
نعم إن إيران فرضت سيطرتها على أغلب مدن جنوب العراق، ويقال إنها احتلت أخيرا جزيرة أم الرصاص، قرب البصرة. (سعد الاوسي: 26/6/2005 بعد عامين. . . المقال المذكور أعلاه. والجزيرة).
ويقول السيد سعد الاوسي في كلمته المذكورة: لإيران والكويت أحقاد دفينة وكبيرة على كل شيء له صلة بالعراق فإذا كانت دوافع ذلك صدام فإنه قد ذهب إلى حيث هو الآن، لكن من جعل هذا الحقد والغل الدفين ينفجر في نيسان 2003 لكون بوش هذه المرة قدم لهم العراق على طبق من الماس ليفعلوا ما يشاءون وليستبيحوا كل شيء بمعاونة بعض الشخصيات والأحزاب العراقية مع الأسف التي ارتمت في أحضان الشيوخ والملالي فاستولت مخابراتها على ضفاف شط العرب بأثمان بخسة بعد قيامها بشراء تلك الضفاف مثلما استولى جهاز الاطلاعات على مناطق ودور وعمارات في النجف وكربلاء والكاظمية لتفعل ما تشاء ولتحقق أمور لم تجدها حتى في الأحلام.

وهناك احتمال كبير بأن يكون سبب احتلال جزيرة أم الرصاص من قبل إيران يعود إلى قيام الموساد الصهيوني بالتعاون مع قوات الاحتلال بنصب (رادارات) وأجهزة تجسس متطورة في هذه الجزيرة بهدف التقاط جميع الإشارات اللاسلكية والاتصالات الهاتفية الخلوية ورصد التحركات العسكرية في عمق الأراضي الإيرانية. (مأمون كيوان: التغلغل . . الحلقة الثالثة. وموقع هيئة علماء المسلمين في العراق).
أما فيما يتعلق بفساد الأخلاق وانتشار الأفلام الخلاعية وعمليات الاغتصاب، فالحديث يطول جدا، ولكننا سنذكر حادثة واحدة، تقدم الدليل القاطع والذي لا يقبل الجدل، بأن العراقيين بدءوا يتمتعون بالحرية التي لا غبار عليها!!
روى أحد الإخوان المقيمين في فرنسا، والذي زار العراق قبل ما يقارب السبعة أشهر، حادثة غريبة جدا شاهدها بنفسه، حادثة تقشعر لها الأبدان موجز الحادثة، أن هذا الأخ كان مارا في ساحة التحرير، في قلب العاصمة العراقية، بغداد، فأثار انتباهه تجمع عدد غفير من الناس عند أحد مداخل نفق التحرير، فدفعه الفضول لمعرفة السبب الذي دفع بهؤلاء الناس للتجمهر. وعند وصوله سأل أحدهم عن السبب، فقال له: انظر، وأشار إلى أسفل، أي إلى النفق. يقول الأخ المذكور عندما نظرت أصبت بصدمة كبيرة جدا، ماذا رأيت؟ شاهدت رجلين، نعم رجلين، يقومان بعملية اللواط، غير آبهين بالناس الذين ينظرون إليهما. واستمرا بالعملية غير مكترثين بالنظرات التي تلاحقهما وبعد أن انتهيا، خرجا من النفق ينظران إلى المتفرجين بتحد، وكأنهما يقولان إنكم قوم متخلفون لا تفهمون الحرية، إنكم طفيليون. . ابتعدوا من هنا نحن نتمتع بالديموقراطية والحرية التي جلبها لنا السيد بوش!!
من المؤكد أن الكثير من القراء سوف لا يصدقون هذه القصة، ولكني واثق بأن الأخ الذي روى لي هذه القصة لا يكذب، وإنه لم يرها في الحلم ولكن بأم عينه وفي وضح النهار.
نسأل القراء الكرام، هل ممكن أن تحدث هذه الواقعة في أي بلد متحضر في العالم، وليس في بلد عربي مسلم كالعراق، وأمام العراقيين الذين يضعون الشرف والكرامة فوق أي اعتبار آخر؟
فلو كان صدام موجودا هل يجرأ أمثال هؤلاء المنحطين من تحد القيم بهذة الطريقة المخزية؟
وختاما، سأل مراسل أحد الفضائيات الفرنسية مواطن عراقي من مدينة الثورة، قبل عدة أشهر، ماذا حصلتم من تحرير العراق على أيدي القوات متعددة الجنسيات؟
فكان جوابه، على بساطته، معبرا عن الحقيقة المرة، حيث قال: لم نحصل من الأمريكان إلا حق اللطم نعتقد بأن هذا المواطن تكلم بعفوية، ليوضح لهذا الصحفي بأن الشيعة كانوا محرومين من اللطم في الشوارع في بعض المناسبات الدينية ، وبشكل خاص، خلال أيام عاشوراء ولكنة رغم ذلك أصاب كبد الحقيقة، فاليوم وبفضل الديموقراطية والحرية التي جلبها بوش للعراق، فإن الشعب العراقي بأكمله يلطم، ليس في مناسبات معينة، ولكن بشكل يومي ومستمر. فهو لا يلطم على الشهيد الحسين بن علي (رض،) فقط، ولكن كل يلطم على قتلاه وعلى المعتقلين من أقربائه، في سجون القهر والظلم، وكذلك على الوضع المعيشي المتدهور والأزمات التي يعانيها على كافة الأصعدة.
وأخيرا لو وجه لي سؤال: هل تفضل عودة صدام أم بقاء الأوضاع على ما هي عليه اليوم. لأجبت: ، دون تردد: ليعد صدام لأن عودته ستكون، على كل حال، أفضل للشعب العراقي ولاستتباب الأمن، وربما عودة الحياة الطبيعية إلى ما كانت عليه، قبل الغزو، ولو خلال سنة أو سنتين ... بدل عشر سنوات أو أكثر كما يتصور الأمريكيون
* دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق، مقيم في فرنسا

شبكة البصرة
الثلاثاء 27 جمادى الآخر 1426 / 2 آب 2005
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس

Aucun commentaire: