samedi 1 décembre 2007


من يقف وراء تفجير الروضة العسكرية في سامراء .. محاولة لكشف الحقيقة
شبكة البصرة
الدكتور: عبدالاله الراوي
بتاريخ 22/2/2006 تم تفجير ضريحي الإمامين العاشر والحادي عشر السيد علي الهادي والسيد حسن العسكري عليهما السلام.
وفي الوقت الذي نستنكر فيه هذا العمل الإجرامي وما تبعه من جرائم بربرية ووحشية طالت مئات مساجد أهل السنة وقتل المئات من المواطنين الأبرياء علينا أن نحاول معرفة من يقف وراء هذه الأعمال المخزية.
ومن الطبيعي، في مثل هذه الحالات، أن يقوم أي محقق جنائي بالبحث عن الدوافع وأسبابها ولمصلحة من يصب وقوع مثل هذه الجرائم.

الفصل الأول : دوافع التفجير والاتهامات.

بالنسبة للدوافع فهي واضحة ولا تحتاج إلى أي منجم أو ساحر ليقوم بكشفها .. إن الغاية من ذلك :
1- اتهام السنة بأنهم وراء هذه العملية ، عملية التفجير ، ليتم تهديم مساجدهم وقتل المزيد منهم ، بعد أن قامت قوات غدر ومغاوير صولاغ بقتل الآلاف منهم سابقا، وهذا ما تم فعلا.
2- تقسيم العراق. لتحقيق حلم الصهيونية العالمية والكيان الصهيوني وكافة القوى التي تقف بالمرصاد لكل ما هو عربي.
وطبعا هناك جهات عديدة ترغب بتقسيم العراق أولها الكيان الصهيوني ، الذي يعلم جيدا بأن العراق هو الثقل الحقيقي للأمة العربية والذي يهدد ، بصورة لا تقبل الجدل ، وجوده ، ولذا فهو يطمح لتقسيم العراق إلى عدة دويلات ضعيفة لا تشكل أي تهديد له بل بالعكس ستكون لقمة سائغة لهذا الكيان لتحقيق الحلم التوراتي (إسرائيل من الفرات إلى النيل). ( انظر مقالينا : ماذا .. لو عاد صدام لحكم العراق. شبكة البصرة 2/8/2006 وانتصر أهالي الفلوجة ...( القدس العربي 25/5/2004 )
ونضيف إلى ما ذكرناه سابقا حول الموضوع قول اليهودي الأمريكي بريجنسكي ، الذي كان مستشارا للأمن القومي في عهد كارتر وهو الآن أحد أبرز منظري إدارة بوش " الشرق الأوسط مثلا مكون من جماعات عرقية ودينية مختلفة ، يجمعها إطار إقليمي ..... تتحول إلى كانتونات طائفية وعرقية يجمعها إطار كونفدرالي ." ثم يضيف " وهذا سيسمح للكانتون ( الإسرائيلي) أن يعيش في المنطقة بعد أن تصفى فكرة القومية." (عوني فرسخ : الأقليات في الوطن العربي مالها وما عليها . مجلة المنابر : أيلول (سبتمبر) تشرين الأول ( أكتوبر) 2003 )

ومن الطبيعي أن هذه الفكرة ، تقسيم العراق ، تخدم ،أيضا، الولايات المتحدة الأمريكية لأنها ستحقق مصالحها أي ستستطيع ببساطة السيطرة على أكثر هذه المناطق المقسمة ، وتتحقق أهدافها الإستراتيجية وبالأخص السيطرة على الثروة النفطية. ولا نرى داع لذكر المشاريع العديدة التي طرحت حول هذا الموضوع من قبل قادة ومفكرين أمريكيين.
ولكن يجب أن لا يفوتنا بأن هناك طرف ثالث له مصلحة حقيقية واستراتيجية بتقسيم العراق ، الا وهي الجارة العزيزة جدا جدا !! إيران التي لا يقل حقدها على كل ما هو عربي عن حليفها وصديقها الدائم الكيان الصهيوني.

ولكن إيران ، طبعا، لا تحتاج إلى التصريح بصورة علنية عن أهدافها وأطماعها بالعراق لأن وجود عملائها الذين تربوا على مبادئها يقومون بهذا الدور لتحقيق تطلعاتها.

ولكننا مع ذلك نحتاج إلى معرفة المستفيد الأكثر من عملية التفجير وما تبعها من أعمال إجرامية:
إن كافة الجهات التي ذكرناها يمكن أن يشار لها على أنها مستفيدة من عملية التقسيم .. ولكن على أي محقق جنائي أن يقوم بتحديد الجهة التي تحظى بحصة الأسد من هذه العملية.. وفي هذا الظرف بالذات.
في الوقت الذي اتهم فيه السستاني، عقب الحادث مباشرة، من أسماهم بالتكفيريين بالقيام بعملية تفجير الحضرة العسكرية، فإنه دعا المواطنين بالتظاهر لإدانة التفجير كل في محافظته، كما دعا إلى عدم الاعتداء على المساجد السنية وخاصة مسجدي أبو حنيفة والكيلاني.(الجزيرة .نت : 22/2/2006).
ويقال بأن مؤسسة السستاني طلبت بأن " يجري الاستنكار حسب الطرق المناسبة " (د. نوري المرادي : تفجير حضرة الهادي .. الوقائع والتبعات. شبكة البصرة. 23/2/2006)
من خلال ما ذكرناه نستطيع أن تستنتج :
- أن السستاني اتهم بشكل مباشر أهل السنة بالقيام بعملية التفجير ، كما أنه حرض الجماهير ، بشكل شبه مباشر، للاعتداء على المساجد السنية عدا مسجدي أبو حنيفة والكيلاني.
ولهذا السبب فإن ممثل هيئة علماء المسلمين في الخارج محمد عياش الكبيسي انتبه لأقوال السستاني عندما قال : أنه يود أن يكون خطاب السستاني أرقى ولا يحمل اتهامات مبطنة لأهل السنة. (الجزيرة.نت .22/2/2006)

- كما أنه يفهم من قول مؤسسة السستاني " حسب الطرق المناسبة) بأن هذه المؤسسة الدينية أطلقت يد الجماهير المتظاهرة لتقوم بكافة الجرائم بحق السنة . وهذا ما تم فعلا.
وهذا يدل دلالة قاطعة على أن العملية بأكملها مبيتة ومخطط لها مسبقا.
علما بأنه بعد تصريحات السستاني المشار لها، ردد، أمام مكتبه حيث كان يجتمع بمعظم زعماء الشيعة ، ألفا متظاهر هتافات " الله أكبر .. ثوروا يا شيعة وخذوا بثأر الإمام علي الهادي ". كما قال أحد معاوني الصدر الذي كان يقود فصائل من جيش المهدي وهم يهجمون على المواطنين الأبرياء العزل، على الهوية،: " إذا لم تكن الحكومة العراقية تؤدي واجبها – أي قتل السنة – في الدفاع عن الشعب العراقي فجيش المهدي مستعد لذلك"
( القدس العربي.23/2/2006)
وزيادة على ذلك، فإن شهود عيان أكدوا بأنه بدأ مسلحون من عناصر غدر وكتائب جحش المهدي في جمع متطوعين شيعة من أهل النجف للتوجه إلى بغداد ومحافظات السنة لتنفيذ أعمال اعتداء وتخريب. وإن عمليات الدعوة والتجنيد تتم على بعد خمسمائة متر من منزل علي السستاني ، وإن حامد الخفاف – وهو إيراني والناطق الرسمي باسم السستاني – يشرف على هذه العملية شخصيا.(مفكرة الإسلام. 23/2/2006)
فإن كان السستاني وأتباعه لا يريدون فعلا قتل السنة وتدمير مساجدهم كلن بإمكانه إيقاف هؤلاء، الذين قرب مكتبه، عن ترديد الشعارات الانتقامية ومنع الناطق الرسمي المذكور من القيام بتجنيد متطوعين لقتل السنة وحرق وتدمير مساجدهم. مع إصدار فتوى بكافة وسائل الإعلام تحرم قتل أي مسلم أو التعرض لأي مسجد .
ولكن القضية مخطط لها ومتفق عليها بين إيران وأتباعها في العراق والكيان الصهيوني لإثارة حرب طائفية.
يضاف لذلك فإن العميل الصهيوني جلال الطالباني (انظر مقالنا : قادة العراق الجديد وعملية التطبيع مع الكيان الصهيوني شبكة البصرة .25/8/2005) سار على خطى السستاني عندما قال: إن الهجوم يهدف إلى تعطيل العملية السياسية وعرقلة المسيرة الرامية إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وحمل من سماهم " التكفيريين الزنادقة " مسئولية الاعتداء.
كما أن العميل الصهيوني الآخر موفق الذي تبرأت منه عشائر ربيعة، ذهب إلى إلقاء المسئولية على مسلحين سنة مقربين من تنظيم أبو مصعب الزرقاوي.
أما بالنسبة إلى ضياء الشكرجي، عضو الجمعية الوطنية السابق عن حزب الدعوة، فقد اتهم أيضا " تكفيريين دخلوا العراق " بالمسئولية عن التفجير، مشيرا في تصريح للجزيرة.نت إلى وجود جهات عدة مستفيدة من إشعال فتنة طائفية ابتداء ممن سماهم مناهضي التحول الديمقراطي وأزلام النظام البعثي السابق وقوى إقليمية لم يسمها. واستبعد الشكرجي ضلوع القوات الأمريكية بالحادث. (الجزيرة .نت.22/2/2006)

مقتدى الصدر، الذي يدعي أنه ضد قوات الاحتلال وإنه التحق بقائمة الائتلاف لغرض عدم شق صف الشيعة (مقابلة معه على فضائية الجزيرة يوم 21/2/2006)، فإنه حمل من وصفهم " بالتكفيريين والبعثيين بالإضافة إلى الاحتلال الأجنبي المسئولية عن التفجير". (الجزيرة.نت .22/2/2006)

كما أنه قال: أدعو الجميع إلى ضبط النفس وعدم مهاجمة المساجد السنية. كما دعا العراقيين للقيام بالاحتجاجات والمظاهرات التي يبقى العراق معها سالما وعزيزا، ولا تمس فيه الأماكن المقدسة في أية حرب أهلية.. كما طالبهم بعدم الاكتفاء بالاستنكارات الخطية والورقية بل طالبهم باتخاذ موقف حازم وقوي وشديد نابعا من جميع القوى الإسلامية داخل العراق وخارجه. (هدى سلامة: الصدر يتوعد بالثأر. صحيفة الشرق .23/2/2006)
لا نريد أن نعلق كثيرا ولكن القارئ يفهم جيدا معني التركيز على المظاهرات وعلى الثأر.
ولا ندري، إن، كانت نياتهم غير سيئة، هو والسستاني وغيره، ما هي الضرورة لقيام المظاهرات وضد من ؟ نكرر القول بأن العملية مبيتة ومخطط لها مسبقا.

أما عزير الطبطبائي الغير حكيم فإنه اتهم العناصر "التكفيرية المجرمة" التي ناصبت أهل البيت وأتباعهم العداء بتفجير مرقد الإمامين.
كما أن وزير خارجية الاحتلال، الإيراني صولاغ، اتهم في تصريحه الذي سنبين فقرات منه عندما نتكلم عن من قام بتفجير الضريح، اتهم الطائفيين التكفيريين بالقيام بالتفجير.

بعد هذا العرض السريع لتصريحات بعض المسئولين نستطيع الاستنتاج ببساطة، وبدون إجراء أي تحقيق أن كافة العملاء، وجميعهم من قائمة الائتلاف، يتهمون السنة " التكفيريين" مما يدل، دلالة قاطعة على وجود اتفاق مسبق بينهم على إقامة المجازر بحق السنة على الهوية وهذا ما حصل فعلا. أما بالنسبة إلى الطالباني فنعتقد بأنه اتهم " التكفيريين" حتى تتماشى تصريحاته مع تصريحات بقية المسئولين.
إضافة لذلك فقد استغرب محللون " طريقة تناول الحكومة العراقية لواقعة تفجير مرقد الإمام علي الهادي، فبدلا من التهدئة وبدلا من خطابات ضبط النفس المعتادة في مثل هذه الحالات، قامت الحكومة العراقية بتصعيد إعلامي غير مسبوق لعملية التفجير، حيث قطعت أغلب القنوات المحلية، وخاصة تلك التابعة للأحزاب والقوى الشيعية بثها وقامت بتلقي ردود الأفعال الغاضبة للمواطنين، بل وساهمت تلك القنوات ومنها القناة الرسمية " العراقية" بتأجيج مشاعر المواطنين باتجاه التصعيد، في حين كانت وتيرة التصريحات الرسمية ترتفع حينا بعد آخر. (القدس برس. 23/2/2006)

ولكن عزيز الغير حكيم، الذي يقال بأنه كان ضابطا برتبة عقيد في الاستخبارات الإيرانية، فقد كشف عن الحقيقة، وبدون إرادته أو بغباء، عندما حمل السفير الأمريكي في بغداد زلماي خليل زادة جزأ من المسئولية عن التفجير، مشيرا إلى أن تصريحاته " غير المسئولة " والمتعلقة باستبعاد "الطائفيين" من الحكومة أعطت الضوء الأخضر للإرهابيين. (الجزيرة.نت .22/2/ 2006 )
علما بأن السفير الأمريكي سبق ووبخ الجعفري، قبل يومين من عملية التفجير، قائلا: لا توكلوا الأمن إلى طائفيين. (القدس العربي . 21/2/2006 )

كما أن السفير المذكور قام باعتقال وزير الداخلية صولاغ وأطلق سراحه رامسفيلد عند زيارته الأخيرة للعراق.
يضاف إلى ذلك أن أمريكا وبريطانيا ضغطتا على التحالف الشيعي لكي يتخلى عن وزارتي الداخلية والدفاع.(القدس العربي. 22/2/2006)
إذا إن أحد الأسباب الرئيسة لدفع الطبطبائي وزمرته لتفجير المرقد والقيام بالمجازر اثر ذلك ما هي إلا محاولة منهم لإظهار قوتهم أمام سلطات الاحتلال، ليوجهوا لها رسالة واضحة بأن عليكم قبل محاولة القيام بأي عمل أن تحسبوا لنا ألف حساب ولذا فإنكم مجبرون على السماح لنا بتشكيل الحكومة والاحتفاظ بالوزارات والهيئات الأمنية.

وعلينا أن نضيف إلى ما ذكرناه أن الجميع، وبالأخص العراقيون، يعلمون بأنه تم اتفاق مبدئي، وبضغط أمريكي أي بتخل مباشر من قبل السفير الأمريكي لغرض تقليل السيطرة الإيرانية على العراق، بين الأكراد والقوائم السنية وقائمة علاوي على ترشيح برهم صالح لرئاسة الوزراء وقيامهم بتشكيل الحكومة لأن هذه القوائم مجتمعة ستشكل الأغلبية المطلقة في البرلمان العراقي. حيث سيكون لهذه الكتلة 138 مقعدا مقابل 130 مقعدا لصالح قائمة الائتلاف. وقد اعتبرت بعض المصادر العراقية أن هذه العملية تشكل انقلاب أبيض لتغيير التوازنات السياسية في البلاد وسحب البساط من تحت أقدام الائتلاف (شبكة محيط. 21/2/2006) و (القدس برس. 23/2/2006 )
أي أن أمريكا التي سلمت مقادير العراق لإيران على طبق من ذهب بدأت الآن تشعر بخطورة الوضع وتحاول، بعد خراب البصرة – كما يقول العراقيون- التقليل من السيطرة الإيرانية.

إذا إن الهدف الذي فرضه الظرف الراهن هو إجبار السلطات الأمريكية على السماح للائتلاف بتشكيل الحكومة.
أما الأهداف الأخرى فهي:
- تكوين فيدرالية الجنوب التي نادى وينادي بها دائما عزيز الطبطبائي وكافة الإيرانيين في القيادة العراقية.
- محاولة الاستيلاء على إدارة الروضة العسكرية في سامراء والتي هي دائما تدار من قبل عائلة سامرائية سنية. علما بأنه سبق وطرح السفير البريطاني في العراق، أثناء احتلال العراق من قبل بريطانيا هذا الموضوع. وكان الغرض من طرحه محاولة من بريطانيا لإثارة الفتنة الطائفية، غير أن المرجع الشيعي الكبير، في حينه، الميرزا محمد تقي الشيرازي بما يمتلكه من وعي وقدرة على فهم مؤامرات المحتل الأجنبي رفض بشدة هذه اللعبة وأعلن تأييده ورضاه عن الكليدار وبقية خدم الروضة العسكرية. (موسى الحسيني: هل من المعقول أن يدمر السامرائيون ضريحي أجدادهم؟ .شبكة البصرة . 23/2/ 2006 )
ولكن الظروف والنيات تغيرت الآن، ومن المؤكد بأن المرجعية في النجف وعلى رأسها الإيراني علي السستاني سيطالبون بذلك وبالأخص بعد قيام قوات غدر وكتائب جيش المهدي بالاستيلاء على ضريح الصحابي سلمان الفارسي يوم 22/2/2006 (شبكة البصرة. 22/2/ 2006 )

الفصل الثاني: كيف تم تفجير المرقد.

سوف نشير بشكل سريع إلى 1- التصريحات الرسمية وشبه الرسمية
2-شهادت مواطنين عن الحادث.

أولا: التصريحات الرسمية وشبه الرسمية.

أ‌- تصريحات وزير الداخلية.

تضمن أول تصريح لوزير الداخلية صولاغ ما يلي:" قامت مجموعة إرهابية مساء الثلاثاء 21 شباط في الساعة السابعة وخمسين دقيقة، أحدهم يرتدي ملابس عسكرية مرقطة وثلاثة يرتدون بدلات سوداء وسيطروا على ضريح الإمامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام وقاموا بوضع عبوات ناسفة داخل الضريحين المقدسين... وفي الساعة السادسة و40 دقيقة صباح هذا اليوم 22 شباط تم تفجير العبوتين مما أدى إلى هدم القبة بشكل كامل وجزء من الجدار الشمالي للضريح وعلى الفور تحرك لواء المغاوير في سامراء إلى محل الحادث وتمت السيطرة على الموقف. وتود وزارة الداخلية أن تبين أن قوة حماية الضريح تبلغ 35 عنصرا من قوة حماية المنشآت ."
وفي نهاية البيان يحذر" من تصرفات هؤلاء الطائفيين التكفيريين الذين يحاولون الإساءة إلى العراقيين الشرفاء والنيل من الوحدة الوطنية وعلى الفور شكلنا لجنة تحقيقية للوقوف على مجريات الحادث وسيتم إشعاركم بالإجراءات."
إننا نستغرب كيف تسول له نفسه توجيه الاتهامات اعتباطا قبل قيام الجنة التي شكلها بالتحقيق عن مجريات الحادث. لو لم تكن القضية مخطط لها مسبقا وهو يعلم من قام فعلا بالجريمة !! ؟

ب‌-تصريح أحد ضباط الشرطة.
ونفس هذا المصدر يذكر أن أحد ضباط الشرطة العراقية قال: أن رجالا مسلحين أحدهم بملابس عسكرية دخلوا إلى المرقد قبل شروق الشمس واستطاعوا السيطرة على الحراس الشرطة الخمسة وقاموا بتفجير المرقد.( عماد خدوري : لا سر من رأى . وكالة الأخبار العراقية.22/2/2006 )

ج- تصريحات مستشار الأمن القومي.

إن موفق الغير ربيعي أكد " أن مجموعة من المسلحين ترتدي زي مغاوير الشرطة قامت بدخول المرقد صباح يوم الأربعاء 22 شباط وتكبيل عناصر الشرطة الخمسة الموجودين فيه وتفجير الضريح بمادة ( تي ان تي ) شديدة الانفجار ولاذوا بالفرار.
وفي وقت لاحق من نفس اليوم تحدث الربيعي عن اعتقال 10 مشتبه بتنفيذهم حادثة التفجير ( رويترز 22/2/2006 و شبكة البصرة.23/2/2006 )

د- قول الحراس.

يذكر أحد الشهود وهو حذيفة السامرائي بأن أفراد شرطة ضريح الإمام الذين شاهدوا الحادث وهم في الواجب ما يلي: بعد بدء حضر التجول، علما بأن حضر التجول من الساعة الثامنة مساء إلى الساعة السادسة صباحا، تسلل إلينا أربعة أشخاص أو خمسة، وهم ملثمون ويرتدون زي المغاوير، حيث قاموا فجأة بتطويقنا وربط أعيننا وسلسلة أيدينا، ومن ثم بدؤوا إلغامه بال (تي ان تي) وبقينا على حالنا إلى الصباح. وبعد الانفجار جاء الناس وفكوا قيودنا. (شبكة البصرة. 23/2/2006)

بعد أن عرضنا ما لدينا من معلومات رسمية أو شبه رسمية سنقوم أولا بمقارنة تصريح الغير ربيعي مع أقوال الشرطة أولا ثم مقارنة تصريح وزير داخلية الاحتلال مع أقوال مستشار الأمن المذكور.

أ- عندما نحاول مقارنة رواية حراس الضريح مع تصريح المستشار وأقوال ضابط الشرطة نستطيع أن نلاحظ:
1- أن أقوال ضابط الشرطة تنطبق مع تصريحات موفق مع فارق بسيط وهو أن الضابط يقول أن أحد المهاجمين فقط كان بملابس عسكرية بينما المستشار يقول أن جميعهم كانوا يرتدون زي مغاوير الشرطة. كما أن المستشار يؤكد بأن الجناة بعد أن قاموا بعملية التفجير لاذوا بالفرار بينما لا يذكر شيء من هذا القبيل ضابط الشرطة.
2- ولكن عند محاولة مقارنة ما ذكره الغير ربيعي مع رواية حراس الضريح نرى أن هناك اختلافات كبيرة منها:
- أن الحراس يذكرون أن المهاجمين كانوا ملثمين وهذا ما لا يذكره المستشار ولكن الروايتين تتفقان على أنهم جميعا من مغاوير الشرطة.
- الخلاف الكبير بين الروايتين أن الحراس يؤكدون وصول الذين يرتدون زي المغاوير ليلا، أي ليلة الأربعاء 22/2/2006 بعد بدء حضر التجول، أي بعد الساعة الثامنة مساء، بينما المستشار يذكر بأنهم دخلوا المرقد صباح يوم 22/2، وهذا تناقض واضح..
- كما أن الحراس لا يذكرون عددهم بينما الغير ربيعي يؤكد بأن عددهم خمسة.

ب – محاولة مقارنة تصريحات صولاغ مع ما قاله مستشار الأمن.

- عدد الحراس :" في الوقت الذي يؤكد فيه المستشار – مع ضابط الشرطة – أن عدد الحراس خمسة بينما صولاغ يذكر أن عددهم 35.
وهذه نقطة مهمة يجب مناقشتها، حيث ممكن أن يقال بعدم وجود أي خلاف أو تناقض في هذا المجال، حيث أن وزير الداخلية يتكلم عن عدد أفراد القوة المكلفة بحراسة المرقد والمتواجدين حول بناء المرقد أو بقربه. بينما يذكر المستشار والحراس وضابط الشرطة: الحراس الخمسة المتواجدين داخل الحضرة فقط.
نقول هذه ملاحظة مهمة فعلا ولكن في هذه الحالة ألم يسمع الحراس المطوقين لبناء المرقد أصوات الحفر لزرع المتفجرات أو يشعروا بشيء غير طبيعي عن اختفاء الحراس الذين داخل بناية المرقد طوال الليل ؟ ، هذا إذا أخذنا برواية تسلل العناصر ليلا وليس صباحا إلى داخل البناء.

هذا من جهة ومن جهة أخرى كيف سمح الحراس الذين يطوقون البناء للذين يقال بأنهم قاموا بالتفجير بالدخول ألي البناء ؟ ألكونهم يلبسون زي المغاوير وثقوا بهم ؟ وهذا غير معقول طبعا وبالأخص بعد الجرائم الكثيرة التي ارتكبت من قبل أشخاص يلبسون نفس الزي !!؟ أو أنهم استطاعوا الدخول بطريقة سحرية وهذا ما لا يقبله عاقل ؟
- لغز آخر يحتاج إلى حل رموزه: وهو ادعاء مستشار الأمن المذكور بدخول الذين قاموا بالتفجير صباح يوم الأربعاء بينما تصريح وزير داخلية الاحتلال يؤكد بأن دخولهم كان الساعة السابعة وخمسين دقيقة مساء، أي قبل منع التجول بعشرة دقائق. بينما الحراس يؤكدون بأن وصول هؤلاء كان بعد بدء حضر التجول أي بعد الساعة الثامنة مساء.
المفروض أولا وقبل كل شيء أن يتم التأكد من عدم بقاء أي إنسان في داخل بناء المرقد قبل بدء منع التجول هذا من الناحية المنطقية فإذا كانوا قد دخلوا قبل ذلك، حسب قول الوزير، كان المفروض إخراجهم أو التأكد من هوياتهم.
- إن وزير الداخلية يوضح بأن أحدهم، المتهمين بالتفجير، فقط يرتدي ملابس عسكرية وهذا يتطابق مع قول ضابط الشرطة ولكنه يتناقض مع ما ذكره المستشار، الذي أكد بأن جميعهم بملابس المغاوير كما أكد الحراس ذلك.

ثانيا: شهادات مواطنين من سامراء عن الحادث.

ثلاثة مواطنين قدموا شهادات في هذا المجال، نحاول إيجاز كلا منها:
أ‌- إن حذيفة السامرائي الذي ذكرنا قسما من شهادته أعلاه والذي ولد وترعرع في الحي المجاور لحي الإمام علي الهادي عليه السلام، يوضح بأنه خلال ساعات منع التجول من الساعة الثامنة مساء إلى الساعة السادسة صباحا، مساء يوم 22/2 بدأت سيارات مغاوير الداخلية تجوب حي الإمام وتفرض طوقا عليه. واستمر هذا الطوق حول المرقد الليل كله إلى الصباح.
ويشير " أني خرجت قبل الانفجار بقليل ذاهبا إلى دوامي، وفوجئت بسيارات المغاوير تحيط بشارعنا الذي يربط بحي الإمام، وقد أشار إلي بالرجوع وعدم الخروج، ثم بعد بضع دقائق حدث انفجار قوي ثم بعد مضي ثلاث دقائق أخرى حدث انفجار هائل حتى كاد زجاج البيت ينهال علي من قوة الانفجار المرعب."

ب – أما المواطن علي السامرائي فيقول: أني صاحب محل في السوق ومن المعتاد أن اذهب باكرا بعد رفع حضر التجول لشراء المواد الغذائية ذات الاستهلاك اليومي كالحليب والجبن وغيره ولذلك افتح أبواب محلي صباحا.
اليوم الأربعاء وقبل الانفجار كنت في طريقي إلى محلي ففوجئت بالتواجد الكثيف والطوق الأمني حول مكان الضريح، فحسبت انه أمر روتيني أو أن مسئولا سيأتي.. وبعد ما يقارب السابعة صباحا انسحبت قوات الحرس والمغاوير وفتحوا الشارع المؤدي إلى سيدنا الهادي، ثم حصل الانفجار المدوي بعد ربع ساعة من انسحابهم.
نحن في سامراء نعرف ومتأكدون أن مغاوير الداخلية يقفون وراء الانفجار، لأنهم مسيطرون على المنطقة سيطرة كاملة. ثم لو أن التكفيريين كانوا يريدون تفجير الإمام فلماذا لم يفجروه عندما كانوا مسيطرين على سامراء؟
ولكن والحق يقال، فان المجاهدين لم يعترضوا أحدا من الزوار الشيعة القادمين من خارج سامراء على الإطلاق، وجميع زوار الإمام الهادي شهود على ذلك. (الرابطة العراقية. وشبكة البصرة: 22/2/2006)

ج- شهادة المواطن الثالث الذي يقول: أنا محمد السامرائي وعندي محل انترنيت قرب الإمام عليه السلام. جاء الحرس الوطني في الساعة الثامنة والنصف مساء الأربعاء وطوقوا الصحن الشريف وقالوا ممنوع الخروج من المحلات، ونحن في العادة نبيت في المحل ليلا لأننا نخاف عليه وعلى الحاسبات من السارقين.

الحرس الوطني والأمريكان طوقوا الإمام على الهادي عليه السلام ثم ذهبوا في الساعة التاسعة مساء يوم الأربعاء، بعدها رجعوا إلى الصحن الشريف في الساعة الحادية عشر مساء الأربعاء ثم أخذوا يتجولون قرب الصحن،
وبقوا إلى الفجر حتى الساعة السادسة صباحاَ قرب الإمام عليه السلام.

بعدها غادر الأمريكان وبقى الحرس الوطني قرب الإمام علية السلام، ثم عاد الأمريكان ليغادروا الساعة السادسة والنصف في صباح الأربعاء، ثم وقع العمل الجبان على جدنا الإمام علي الهادي وحسن العسكري عليهم السلام، الانفجار الأول في الساعة السادسة وأربعون دقيقة والانفجار الثاني في الساعة السادسة وخمسة وأربعين دقيقة من صباح الأربعاء.

لم نكن نعلم أين كان الانفجاران القويان اللذان هزا ارض سامراء وعند خروجنا من المحل رأينا أسد سامراء الإمام علي الهادي علية السلام والحرس يقولون أنهم ارهابيون..

ولكن والله والله إن العمل الإجرامي قامت به عناصر الحرس الوطني والأمريكان وأنا على ما أقول شهيد، فنحن في سامراء الساعة الثامنة يبدأ عندنا حضر التجوال، ولا يستطيع أحد أن يخرج من البيت بعد الساعة الثامنة من أي مكان لأنه عندما تكون الساعة الثامنة تحاصر المدينة من قبل القوات الأمريكية والحرس الوطني.(شبكة البصرة . 232/2/2006)

من خلال قراءة هذه الشهادات نستنتج :-
- إن الشهادات الثلاثة متفقة على تواجد قوات كثيرة، عراقية أو أمريكية بطريقة غير معتادة، تطوق الضريح طول ليلة الحادث مع الفارق أن أحدهم لم ير هذه القوات إلا صباحا.
- إن صاحب محل الأنترنت، والذي كان متواجدا طوال الليل قرب الحادث، يؤكد وبدقة أن هذه القوات قامت بعملية التطويق الساعة الثامنة والنصف مساء، أي بعد دخول الذين قاموا بوضع المتفجرات حسب قول الوزير. إذا فإن السلطات المختصة وبالأخص وزارة الداخلية كانت على علم بوجود الذين قاموا بزرع المتفجرات ولذا فإن تواجد القوات كانت لحمايتهم وعدم السماح لأحد باكتشاف وجودهم في داخل الروضة. ولنفس السبب فإن هذه القوات حذرت أصحاب المحلات من الخروج من محلاتهم.
أما عملية تكبيل الحراس الخمسة فممكن أن تكون صحيحة. أي أنها تمت لإكمال فصول المسرحية ولإيهام الناس بأن من قام بالعملية هم ليسوا من الحراس أو من القوات الرسمية.
ولو لم يكن تحليلنا منطفيا إذا لماذا لم تقم القوات التي تطوق الضريح بإبطال مفعول هذه المتفجرات.

- كما أن كل من محمد وعلي السامرائي يؤكدان انسحاب تلك القوات قبل الإنفجار. لماذا ؟ بكل بساطة ليقال بأنه وقت الانفجار لم تكن هناك قوات كبيرة مما سمح للمتسللين بالهروب. كما ذكر المستشار المذكور أعلاه.

ثالثا – إعلان رئيس الوزراء.
أعلن رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايتها إبراهيم الجعفري بان تفجير ضريح الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في مدينة سامراء نفذته عناصر اخترقت أجهزة الأمن وأكد اعتقال عدد منهم وقال في مؤتمر صحافي عقب اجتماع لمجلس الوزراء بحث فيه العملية الإجرامية بتفجير المرقدين انه تم الاتفاق على عقد مؤتمر مشترك لعلماء السنة والشيعة لاحتواء الفتنه.
وقال الجعفري إن المعلومات الأولية التي أدلى بها حوالي عشرة أشخاص شاركوا في الاعتداء من بين عشرات آخرين كانوا يرتدون زي مغاوير الشرطة العراقية تشير إلى اختراقهم لأجهزة الأمن وأشار إلى انه يستطيع أن يعلن هذا من دون حساسيات سياسية. وأكد اتخاذ إجراءات أمنية مشددة حول أماكن العبادة في عموم العراق والتابعة لمختلف الطوائف والأديان لتجنب تكرار الاعتداءات. ( شبكة البصرة.22/2/2006 )

ولكن هذا الإعلان لا يؤثر ولا يغير مسار التحقيق.لأن ما نريد إثباته هو تواطئ الجهات المسئولة مع منفذي العملية سواء أكانوا من ضمن القوات التابعة لصولاغ أو للذي تبرأت منه عشائر الدليم.
وهذا ما أوضحناه أعلاه.

ولكن قد يوجه لنا سؤال: إذا كانوا فعلا متفقين على القيام بهذه الجريمة النكراء للأسباب التي ذكرتها فلماذا توجد تناقضات في تصريحاتهم ؟
نقول أولا: إنهم لا يمكن أن يتفقوا على كافة التفاصيل وثانيا: إن المجرم يترك دائما بعض الدلائل التي تكشف قيامه بالجريمة. كما قال الشاعر: كاد الجاني أن يقول خذوني.
". أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يخذلهم بقوله: " وما كيد الكافرين إلا في ضلال." ." وكذلك " إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا. " صدق الله العظيم.

ملاحظات ختامية:
نعم إن عزيز الطبطبائي وعصابة غدر وصولاغ ومغاويره هم أهلا للقيام بمثل هذه الأعمال التي تصب في مصلحة الكيان الصهيوني بالدرجة الأولى ومصلحة النظام الصفوي بالدرجة الثانية.
لقد ذكر وزير داخلية الاحتلال في تصريحه المذكور أعلاه بأنه شكل لجنة للتحقيق في حادث الانفجار، علما بأنه سبق ووعدنا من قبل سلطات الاحتلال ومجلس الحكم سيء الصيت والحكومات المتعاقبة المعينة من قبل سلطات الاحتلال، بالقيام بالتحقيق في كثير من القضايا نذكر منها: قضية اغتيال محمد باقر الطبطبائي وتفجير مقر الأمم المتحدة في بغداد وتفجير السفارة الأردنية ونكبة جسر الأئمة، وفضيحة معتقل الجادرية.
إضافة إلى قتل وتعذيب مئات العراقيين الشرفاء من قبل قوات غدر وعصابات الداخلية. دون ذكر قتل آلاف العلماء والبعثين الأبرياء.
ولحد الآن لم تقدم نتائج أي تحقيق... لماذا ؟ بكل بساطة لأن الذين قاموا بكل هذه الجرائم هم من أعوان النظام أو من قبل حلفائه الصهاينة. ولذا يغلق التحقيق على أساس أنهم لم يستطيعوا التوصل إلى معرفة الفاعل.
ولهذا السبب نطلب من أعضاء البرلمان العراقي، الذين يدعون بأنهم شرفاء وتهمهم مصلحة العراق، أن يصروا على أن تشكل لجنة برلمانية تقوم بالتحقيق بنفسها بالتعاون مع بعض القضاة المعروفين بنزاهتهم.
ليس هذا فقط بل أن يسلم لهم المتهمين ويوضعون بمعتقل خاص تشرف عليه نفس اللجنة لكشف الذين قاموا بالتفجير وكذلك الذين قاموا بالجرائم الطائفية التي وقعت بعد التفجير والعمل على كشف، ليس القتلة والمخربون فقط بل، وهو المهم كشف الذين قاموا بالتحريض على القيام بتلك الجرائم.
على شرط أن لا يشترك أي عضو في اللجنة من جماعة الطبطبائي أو الجعفري. وفي حالة رفض الأطراف الأخرى ذلك فعلى من يدعون أنهم شرفاء بالانسحاب من البرلمان. وفي حالة عدم قيامهم بذلك فإنهم سيعاملون معاملة الخونة العملاء.
ولكن قد يقال لنا بأن الجعفري صرح بأن هناك مجموعة من الذين اخترقوا أجهزة الأمن.....اعترفوا بقيامهم بالتفجير. نقول إن هذه التصريحات لا قيمة لها لأن الكثير من الأبرياء حوكموا وجرموا باعترافات أخذت بالإكراه وما أكثرها.
فعلى إخواننا الشيعة العرب أن يصححوا الموقف بعزل هؤلاء الدخلاء وطردهم من عراقنا الحبيب.
نعم إن عدم وجود قوات عراقية أو شرطة أو حتى شرطة مرور في الشوارع (قدس برس : 23/2/2006 )
لا تثير الاستغراب من قبل أي متبع للأمور، وذلك لأن هذه القوات تأتمر بأوامر الكتائب المذكورة وقادتها، ولكن القوات الأمريكية وقوات الاحتلال الأخرى لماذا انسحبت وسمحت للمجرمين بالقيام بجرائمهم ؟.
نقول بأنه بالرغم من أن هذه القوات لا ترغب بسيطرة إيران الكاملة على العراق ولكنها مع تقسيم العراق كما ذكرنا. ومن جهة أخرى فإن من مصلحة أمريكا أن تندلع الحرب الأهلية التي تبرر استمرار سيطرتها على العراق.
كما يجب أن لا يغيب عنا بان سلطات الاحتلال سبق وسكتت عن الكثير من الجرائم التي قام بها أتباع الصهيونية وإيران، نذكر منها على سبيل المثال: عدم الموافقة على تشكيل لجنة دولية للتحقيق في جرائم معتقل الجادرية.. وكذلك عدم فتح أي تحقيق حول قيام القوات الأمريكية بإلقاء القبض على مجموعة من مغاوير صولاغ وهم يقومون بقتل أحد العراقيين الشرفاء.. وغيرها كثير.
إن سبب سكوت قوات الاحتلال، حسب تقديرنا، يعود إلى أن عصابات الطبطبائي والجعفري سكتوا بالمقابل عن الكثير من الجرائم التي قامت بها قوات الاحتلال ابتداء بجرائم أبو غريب، وقضية الجنود البريطانيين والأمريكيين الذين تم إلقاء القبض عليهم وهم ينوون القيام بتفجيرات لإثاة الفتنة الطائفية.
وطالما أن الطرفين يلتقيان بالأهداف، عدا بعض التفصيلات البسيطة، لذا فهما متفقان على مبدأ واضح " اسكت لأسكت "، طالما أن هدفنا في نهاية المطاف واحد.0. وهو تقسيم العراق والوطن العربي وإعادة ترسيم المنطقة لتكوين الشرق الأوسط الكبير الذي يضم بالإضافة للدويلات العربية – بعد التجزئة- إيران والكيان الصهيوني. والغرض منه طبعا القضاء على العدو المشترك: العرب. فهل يستيقض الشيعة العرب الشرفاء أم ستبقى الطائفية تسيطر على الغالبية العظمى منهم للأسف.
نأمل، بعد هدر هذه الدماء البريئة أن تستيقظ ضمائر أكثر إخواننا الشيعة المغرر بهم.
أما قضية تحقيق أحلام الصهيونية وأعوانها فكلنا ثقة بأن الشعب العراقي، الذي أنجب أبطال المقاومة، لا يموت بل سيترك القوات الغازية يعضون أصابعهم على تورطهم بغزوا العراق.
وليخسأ الخونة والعملاء الذين باعوا وطنهم وشرفهم للصهيونية وأعوانها، وإن هذا الشعب الأبي سيحطم جميع أحلامهم على صخرة صمود مقاومتنا البطلة. و" سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون " صدق الله العظيم.
الدكتور عبدالاله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
شبكة البصرة
السبت 26 محرم 1427 / 25 شباط 2006يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس

Aucun commentaire: