samedi 1 décembre 2007

بوش..الكذب الرخيص.. والفتنة الطائفية

http://www.albasrah.net/ar_articles_2007/0307/3bdul_270307.htm
بوش..الكذب الرخيص.. والفتنة الطائفية

شبكة البصرة

الدكتور عبدالإله الراوي
ليس الغرض من كتابة هذه الكلمة إحصاء ما قام به الرئيس الأمريكي وعصابته في البيت الأبيض من كذب وخداع، سواء لغرض غزوا العراق أوبعد احتلاله، ولكن للتعليق على آخر كلمات بوش التي قالها أثناء لقاءه بعادل عبدالمهدى، الذي يطلقون عليه جزافا نائب الرئيس العراقي، في المكتب البيضاوي في البيت الأسود بواشنطن.
نعم في هذه المناسبة قال بوش أن : " السبب الرئيسي الذي حدا بي زيادة عدد القوات في العراق، هوإتاحة الفرصة أمام القادة العراقيين مثلكم من أجل بذل أقصى جهد ممكن لتحقيق المصالحة الوطنية " وأضاف : " أعلم أنها مهمة صعبة، لكنكم تستطيعون تجاوز حوائط عدم الثقة التي شيدتها سنوات طويلة من حكم الطاغية، الذي بذر الشقاق وعدم الثقة بين مكونات الشعب العراقي." (بوش يشدد على ضرورة المصالحة الوطنية في العراق.صحيفة الخليج 15/3/2007.)
يحق لنا هنا أن نتساءل : هل أن بوش غبي إلى هذه الدرجة ليتصور بأن كافة الناس مثله ويصدقوا ما يطرحه هنا، أوأنه يتصور نفسه عبقريا بهذا الاكتشاف الغريب معتقدا بأن الآخرين، لكونهم عديمي الفهم سيصدقونه.
إن كلمات بوش هذه ينطبق عليها المثل العراقي المشهور (عيرتني بعارها وحملتني شنارها : أي عارها)، وذلك لأن كافة الأنظمة السياسية التي توالت على حكم العراق لم تحاول اللعب على وتر الطائفية نهائيا.
وإن من أوجد عدم الثقة وبذر الشقاق بين أبناء العراق المغاوير أنت وزبانيتك الذين خلقتم هذه الفكرة وبشكل خاص منذ تشكيل مجلس الحكم. ولذا فإن ما تقوله ليس إلا عملية تجارية بائرة والغرض منها واضح كوضوح الشمس، وهوخلق الفتنة بين أبناء الشعب العراقي وبالنتيجة تقسيم العراق كما تريده أنت وأسيادك الصهاينة وحلفاؤك الصفويون.
وكما يعلم الجميع فإن حزب البعث العربي الاشتراكي ضم بين مناضليه، ليس فقط السنة والشيعة، ولكن كثيرا من المسيحيين والأكراد والتركمان وكافة الأقليات، الدينية والإثنية الأخرى.
أغلب هؤلاء لم ينتموا لهذا الحزب وفق المقولة، التي يروجها الكثير من حكام العراق الجديد أوما يطلق عليهم بحق عملاء الاستعمار، والتي تقول بأن الكثير من هؤلاء انظموا لحزب البعث لتحقيق مكاسب شخصية، بل عن إيمان بمبادئ هذا الحزب وأهدافه البناءة.
ونحن نخطئ إذا قلنا بأن محاولة إتباع سياسة " فرق تسد " لغرض كسب بعض الأطياف العراقية تمت منذ تشكيل مجلس الحكم الانتقالي، السيئ الصيت، على أساس المحاصصة، لأنها، في الحقيقة، تمت قبل ذلك بسنوات طويلة. أي منذ التخطيط للقضاء على النظام العراقي الذي رفض الانصياع للمخططات الأمريكية والكيان الصهيوني في المنطقة.
نعم إن الولايات المتحدة الأمريكية كانت متأكدة من نجاحها بغزوالعراق وفرض مخططاتها معتمدة على مقولة عملائها بأنه سيتم استقبال جنودها بباقات الورد من قبل بعض الأطياف العراقية. أومن قبل طائفة معينة.
نعم إن أحمد الجلبي وأزلامه أكدوا للأمريكيين ذلك كما توضح دراسة عن التصورات الأمريكية لدور الشيعة في العراق في مقال كتبته جوان كول أستاذة تاريخ الشرق الأوسط الحديث في جامعة ميشيغان وتم نشره في دورية (بوسطن ريفيو) عدد تشرين ثاني (نوفمبر) 2003. تقول فيه : " إن أحمد الجلبي زعيم المعارضة العراقية في المنفى (في ذلك الوقت) المتعاون مع الأمريكان أقنع الإدارة الأمريكية أن الغالبية الشيعية الموجودة في العراق هي "غالبية علمانية"، وأنها سترحب بالقوات الأمريكية وستكون أغلبية هادئة علي طول المدى!." (محمد جمال عرفة : انتفاضة الصدر : الحلقة الشيعية في المقاومة تنشط!. إسلام ونلاين 6/4/2006)
ولذا فإن بوش وأزلامه استمروا بالضرب على هذا الوتر، وبالأخص منذ غزوالعراق ولحد الآن، وتر الطائفية اللعين. الذي هوفي الحقيقة وهم خيال قام بخلقه، كما ذكرنا هووعملاؤه والذي تبناه الصفويون لبث سمومهم داخل المجتمع العراقي والعربي وعملوا على كسب بعض البسطاء من أبناء شعبنا. والتي انجر وراءها، ويا للأسف بعض ضعاف النفوس لتحقيق مأربهم الشخصية.
ودون الخوض في الدور القذر الذي قامت به سلطة الاحتلال في هذا المجال، منذ الغزوولحد الآن، سنكتفي بذكر بعض الفقرات التي وردت في مذكرات حاكم العراق السابق بول بريمر. (السفير بول بريمر : عام قضيته في العراق. ترجمة عمر الأيوبي. دار الكتاب العربي. بيروت 2006). نعم بعض الفقرات فقط لكون أكثر صفحات الكتاب تثير النعرة الطائفية.
أتناء لقاء مع عزيز الطبطبائي لمناقشة إمكانية إعادة بعض الضباط من جيش العراق الذي قام بريمر بحله، يوجه الطبطبائي سؤال إلى بريمر : " قل لي يا سعادة السفير، أنت تقول إن ضباطا عراقيين سيقودون كتائب هذا الجيش، فمن سيكون هؤلاء الضباط؟ ". يجيبه بريمر : " أعدك يا سيد بأن يكون قائد الكتيبة الأولى شيعيا." (ص 80)
أرأيت قارئي العزيز كيف يجيب بريمر وعلى أي وتر يضرب؟ فبدلا من أن يقول مثلا سنختارهم من بين الذين يؤمنون بالديمقراطية!! والذين نضمن تعاونهم معنا يقول له سيكون قائد الكتيبة الأولى شيعيا.
2- وأثناء محاولة تشكيل ما أطلق عليها إدارة مؤقتة للعراق، فإن بريمر عندما يتكلم مع الجعفري العميل يقول له : " دكتور جعفري، انسجاما مع قرار الأمم المتحدة، يعتزم الائتلاف إنشاء إدارة مؤقتة بأسرع ما يمكن، ونحن نأمل أن يتعاون القادة المسئولون في الطائفة الشيعية مع هذا المسعى. ولا شك في أن ارتكاب الشيعة اليوم الخطأ الذي ارتكبوه في سنة 1920 يعد مأساة "
ثم يقوم بشرح ما أطلق عليه خطأ الشيعة فيقول : " في أعقاب الحرب العالمية الأولى، عندما تقدمت القوات البريطانية داخل مقاطعات الإمبراطورية العثمانية المنهارة في بلاد ما بين النهرين، أطاع الشيعة العراقيون فتوى مرجعهم الديني بعدم التعاون مع (الصليبيين) فهمش هذا القرار الشيعة في حكم بلدهم، والآن ها هوالتحرير يقدم إليهم فرصة جديدة بعد ثمانين عاما.
بالمقابل، تعاون العراقيون العرب السنة، الذين تمتعوا بقرون من المعاملة التفضيلية في ظل الحكام العثمانيين الأتراك السنة، مع الاحتلال البريطاني وبقوا الطائفة المميزة، تحت حكم الملكية التي أنشأها البريطانيون أولا، ولاحقا في أثناء النظام البعثي."." (ص 108 و109 )
قبل أن نناقش هذه القضية علينا أن نشير بأن بريمر أعاد طرح هذه القضية، فرصة 1920!مرات عديدة.
هكذا يقلب بريمر الحقائق رأسا على عقب كما يقال، والجميع يعلم بأن تشكيل الحكومة العراقية الأولى وكذلك اختيار الملكية كان بناء على مؤتمر موسع ضم وجهاء العراق من كافة الطوائف ولم تتعاون أي طائفة مع المستعمر البريطاني.

علما بأننا سبق وأن أوضحنا كذب هذه المقولات في عدة مقالات سابقة، مؤكدين بأنه لم يفكر أي عراقي في ذلك الوقت بقضية المحاصصة الطائفية وإن الشيعة لم يتعرضوا للتهميش نهائيا منذ تكوين الدولة العراقية الحديثة بعد الحرب العالمية الأولى لغاية الغزو. كما بينا بأنه خلال فترة حكم صدام حسين، الذي تم اغتياله من قبل قوات الاحتلال والصفويويين، لم تكن هناك أي نوع من التفرقة بين العراقيين نهائيا وخضع كافة المواطنين للمساواة في التعامل دون النظر إلى الانتماء الطائفي أوالديني أوالاثني. نذكر على سبيل المثال من مقالاتنا :(مشاهدات في العراق قبيل الاحتلال. القدس العربي. 2-3/ 8/2003، ثورة العشرين لم تكن ثورة دينية : القدس العربي.4/8/2003)
3- عندما يتكلم بريمر، عن الدستور، مع رئيسه بوش يقول : " المشكلة الأساسية بالنسبة لهم هي احتمال انتقام الشيعة مما فعله السنة بهم منذ ألف عام. لذا فإن بناء ضمانات حقوق القليات في الدستور المؤقت سيكون ضمانة مهمة للسنة." (ص 290)
هل سمع أحد مثل هذا الكذب الفاضح!!؟ لا نرى داع هنا لاستقصاء التاريخ لكشف ذلك ولكن حتى الذي لم يطلع إلا قليلا على مجريات الأمور يعلم بأنه لم يتم أي اقتتال بين الشيعة والسنة منذ الفتوحات الإسلامية لحد الآن. ولكن تمت فقط في بعض الفترات حروب بين الصفويين والعثمانيين. ومنذ تكوين الدولة العراقية الحديثة، كما ذكرنا، لم يحدث أي خلاف بين هاتين الطائفتين المسلمتين، والغالبية العظمى من العراقيين كانوا بعيدين جدا عن التفكير، مجرد تفكير، بكون هذا شيعى أوذاك سني.
4 - هذا المخطط اللعين، فرق تسد، أدى إلى نجاح سلطات الاحتلال، كما يقول بريمر، ولذا فهويتخوف من إعادة وحدات من الجيش المنحل وذلك لأنه : " منذ التحرير، حض القادة الشيعة أتباعهم على التعاون مع الائتلاف، وكنت أعلم أننا إذا أعدنا بإهمال وحدات من الجيش القديم، فإننا نعرض هذا التعاون للخطر، وربما ندفع الشيعة إلى معارضة الائتلاف. وسيزهق ذلك أرواحا ويعقد المهمة كثيرا." (ص 302)
نعم بهذا الأسلوب البعيد عن النزاهة والأخلاق عمل المستعمر على كسب بعض قادة الشيعة من الصفويين.
هذا دون أن نذكر كيف أن بريمر وسلطته خلقت من السستاني قائدا كبيرا بيده الحل والربط كما يقال.
ولذا نحبذ الاكتفاء بما ذكرناه لعدم إرهاق القارئ بذكر الكثير من الدلائل على الأسلوب الاستعماري لبذر الفتنة بين أبناء العراق أولا ثم بين أبناء الأمة العربية ثانيا.
ولكن علينا أن نوضح بان طروحات بريمر وأعوانه والتي تبناها بعض العملاء من الصفويين، والذين يطلق عليهم ظلما قادة شيعيون.
فرقت القزويني : وهو صفوي طبعا، أحد رجال الدين الشيعة في الحلة، يقول لبريمر : " إنني معجب بالديمقراطية كثيرا. يجب أن يكون العراق الولاية الأمريكية الثالثة والخمسين." (ص 71، و488 من نفس الكتاب)
وكما نري فإن هذا العبقري!! يجهل عدد الولايات الأمريكية. وهذه النكتة طرحها غارنر، حاكم العراق الأول بعد الاحتلال، أمام الرئيس الأمريكي ليبعث السرور إلى قلب بوش عندما يقول أن : " أحد علماء الشيعة أعرب عن رغبته في أن يصبح العراق الولاية الأمريكية رقم 51." (عمر حنين : عرض كتاب : حالة إنكار للكاتب بوب وودوارد. دار بابل للدراسات والإعلام. مختارات – 48)
اعتبار يوم الاحتلال عيدا وطنيا. وتم طرح هذه الفكرة، أيضا، أحد رجال الدين الصفويين، وهو محمد بحر العلوم.
أصبحت المحاصصة الطائفية الوسيلة المعترف بها كأساس لتشكيل أية سلطة في العراق، اعتبارا من مجلس الحكم، سيء الصيت، وصولا إلى حكومة المالكي العميل. وحسب اعتراف بريمر نفسه بأنه تم تشكيل أول حكومة من قبل " البيت الشيعي " بالتعاون مع السستاني (ص 436 و461)
دفعت هذه الطروحات لتكوين القوائم الانتخابية على أساس طائفي، والدليل على ذلك القائمة الشيعية الموحدة التي لم تضم أي مواطن عراقي لا ينتمي إلى هذه الطائفة. ولم يتم هذا من قبل الشيعة العرب الشرفاء الذين قاطعوا الانتخابات المزورة، بل تم ذلك من قبل عملاء الاحتلال والصفويين.
إبراز دور بعض ما أطلق عليهم رجال الدين الشيعة وجميعهم، طبعا من الصفويين، وهذا ما أكده بريمر في أكثر من مجال في كتابه وبالأخص بالنسبة للسستاني.
إن المأساة الكبرى أن هذه التفرقة أخذت منحى خطيرا، ليس في العراق فحسب، ولكن في الكثير من الأقطار العربية، يغذيها بوش وزبانيته والصفيون في إيران.
وفي هذا المجال يحق لنا أن نذكر مقال لكاتبة عربية من البحرين، واتي تؤكد، ويا للأسف، صعوبة التعايش بين الشيعة والسنة في كثير من الأقطار العربية، بحيث أصبحت عملية المصاهرة بين الطائفتين عملية صعبة جدا. (لميس ضيف : محاصرة المصاهرة.. مقدمة للعيش في الكرادة أوالصدر. صحيفة الأيام البحرين. 15/3/2007)
إن الهدف الأساس لغرس الفتنة الطائفية من قبل المستعمر والكيان الصهيوني ونظام طهران الصفوي هوخلق حروب طائفية تؤدي بالنتيجة إلى تفتيت، ليس العراق فقط، ولكن كافة القطار العربية.
ولكننا نقول لهم خاب فالكم وستقبر مؤامراتكم، ولقد ذكرنا في كثير من مقالاتنا بأن الحرب الأهلية أوالطائفية لا يمكن أن تحدث قي العراق، وإن ما يتم من صراع، حاليا، هوبين العراقيين العرب الشرفاء من شيعة وسنة وكافة الشرفاء من أبناء العراق البررة من كافة الأديان والقوميات الأخرى ضد الهجمة الصهيو– أمريكية - صفوية. (نذكر هنا آخر مقال لنا حول هذا الموضوع : تقرير أمريكي مفحم : شبكة البصرة. 17/2/2007)
وفي هذا المجال نضيف هنا :
- بأن بريمر نفسه يعترف بأن الشعب العراقي لم يفهم المحاصصة الطائفية ويعارضها، عندما يقول :" أن الحصص الطائفية التي هيمنت على تفكير الساسة العراقيين في المجلس الحاكم كانت أقل وضوحا إلى حد بعيد بين عامة العراقيين. " (ص 474)
- وفي مقال لأحد الكتاب يقول : " فقد شدّد المحلل اليكسيس ديبات من مركز نيكسون في واشنطن على العداء العميق بين الشيعة من أصول عربية والشيعة من أصول فارسية، وقال "إنني لا آخذ بنظرية الهلال الشيعي على الإطلاق، فالبعض يتحدث عنه من منطلق سياسي، لكن الشيعة شديدوالتنّوع، وهناك الكثير من الفرق الشيعية، والكثير من الولاءات المتعارضة أيضا"· (جاسون بورك : هل بات الشرق الوسط منطقة خاضعة للهيمنة الشيعية؟ عن الأبزيرفر. http://www.taleea.com/newsdetails.php?id=9028&ISSUENO=1749
- إن الشيخ حارث الضاري يقول، تعليقا على ما طرحه رئيس هيئة الأركان الأمريكية من أن الانتخابات ستؤدي إلى حرب أهلية، : " أطمئن العالم بأنه سوف لا تقوم أي حرب أهلية لآن العراقيين واعون ورغم كل المؤامرات سوف لم يحدث أي شيء من هذا القبيل." (فضائية الجزيرة : المشهد العراقي. 21/11/2004)
وختاما نقول بأننا واثقون بأن إرادة العراقيين الشرفاء ستحقق النصر، بعون الله وبنضال مقاومتنا الباسلة، وسيتم ردم كافة الحفر، التي أقامتها قوات الاحتلال ومن ساندهم من الصهاينة والصفويين، بوضع جثثهم العفنة فيها، وسيعود العراقيون شعبا موحد ن وهويردد أبيات أبي القاسم الشابي :
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر


الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
hamadalrawi@maktoob.com

شبكة البصرة
الثلاثاء 8 ربيع الاول 1428 / 27 آذار 2007يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس

Aucun commentaire: