الولايات المتحدة..... المنعطف العراقي
شبكة البصرة
ترجمة وتعليق : الدكتور عبدالإله الراوي
هذا مقال آخر يتكلم عن أزمة أمريكا في العراق قام بكتابته بيير بيلاو وتم نشره في مجلة لو بوان الفرنسية في عددها الصادر بتاريخ 14/12/ 2006. وقد قمنا بترجمته لقناعتنا بأنه يقدم عرضا جيدا لوضع أمريكا في العراق.
ولكن قبل أن نقوم بترجمته سنحاول، وبشكل سريع، تقديم بعض الملاحظات.
إن الكاتب يذكر في مقاله أزمة أمريكا ومحاولاتها الخروج من المستنقع العراقي "دون تقديم خسائر لا يمكن تعويضها". لقد سبق وأن ترجمنا مقالا وكتبنا تعليقا عليه ونصحنا بوش بالالتجاء إلى المقاومة العراقية الباسلة التي تملك وحدها مفتاح باب الخروج (بوش يبحث عن باب للخروج : شبكة البصرة.28/10/2006 ).
كما أن الكاتب يؤكد، عندما يتكلم عن مقترحات لجنة بيكر- هاملتون بأن على اللجنة أن تقدم " مقترحا لغرض إيجاد حل لأمر مستحيل ".
حسب قناعتنا أن الخروج ممكن ولكن ليس دون خسائر من الناحيتين المعنوية والمادية : أي اعتراف أمريكا بجرائمها في العراق وتقديم التنازلات والتعويضات التي تفرضها المقاومة الباسلة وقد ذكرناها، تقريبا، بشكل مفصل في مقال سابق (ملاحظات على مبادرة المؤتمر العربي : شبكة البصرة. 8/1/2006).
انه يتكلم عن مقترحات اللجنة المذكورة حول " العمل على تقدم المفاوضات بين (الإسرائيليين) والفلسطينيين في سبيل تخفيف التوتر في المنطقة ".
وحسب قناعتنا فإن أية مفاوضات والتي قد تؤدي إلى بعض التنازلات الشكلية، وليست الجوهرية، من قبل الكيان الصهيوني فإن غرضها واضح وهو تعميق الخلاف بين حماس وفتح في سبيل وقوع الحرب الأهلية لا أكثر.
وهذا ما يحدث الآن ويا للأسف الشديد، لأن محمود عباس وعصابته، وعلى رأسهم دحلان، يريدون إجبار حماس على الاعتراف بالكيان الصهيوني، قبل أن يقدم هذا الكيان أية تنازلات تذكر، وهذا ما يؤدي إلى إذكاء نار الفتنة بين الطرفين.
إنه يذكر بأن اللجنة أوصت بالتآلف مع الواقع، أي بالتفاوض مع إيران وسوريا، لأن " إيران أصبحت على طريق أن تصبح دولة نووية والتي أصبحت القوة التي تهيمن على كل المنطقة."
يحق لنا أن نسأل : من الذي سمح لإيران بذلك؟ إنهم المحافظون الجدد وبوش، أي اللوبي الصهيوني في أمركا الذي هدفه تمزيق العراق والوطن العربي والذي يعلم جيدا بأن إيران لا تشكل ولن تشكل أي تهديد للكيان الصهيوني.
4- ملاحظات أخيرة : أولا إن الكاتب لا يذكر، ولو بكلمة واحدة، المقاومة العراقية بل يتكلم فقط عن " الفوضى العراقية " وثانيا يذكر : " ويوميا فإن شبان أمريكيين يسقطون.. " وطبعا فإنه كأغلب الكتاب الغربيين لا يهتمون نهائيا بالعراقيين الذين يسقطون بالمئات يوميا من قبل قوات الاحتلال وبأيدي العصابات الصفوية المدعومة من قبل قوات الاحتلال والكيانين الصهيوني والصفوي في إيران.
ترجمة المقال
أمام الورطة في العراق، فإن جورج بوش يبحث عن باب للخروج.
إن تقرير لجنة بيكر- هاملتون لم تسلم المفتاح السحري بيد بوش ليخرجه من الورطة. ولكن هذا التقرير يعلن عن تغيير في السياسة الأمريكية في العراق.
كل العسكريين يعرفون هذه القاعدة : عليك فحص طريق الانسحاب المحتمل قبل خوض أية معركة.
ولكن لكونهم أهملوا هذه القاعدة الاحتراسية – من الناحيتين العسكرية والسياسية – فإن أمريكا العظمى وقعت في شرك متعذر حله وهو الحرب في العراق.
واشنطن تبحث عن مخرج من هذا المستنقع دون تقديم خسائر لا يمكن تعويضها.
إن اللجنة التي شكلت في الربيع الماضي بناء على مبادرة الكونكرس، ولكن مع مباركة البيت البيض، هذه اللجنة تضم أعضاء من الحزبين – الجمهوري والديمقراطي – كلفت بصياغة بعض الأفكار.
يرأس هذه الجنة كل من : جيمس بيكر (جمهوري) وهو سكرتير دولة سابق في زمن بوش الأب. هذا السياسي المحنك المتبني للدبلوماسية الواقعية، وهاملتون (ديمقراطي). وهي مكونة من عشرة أعضاء.
قدمت هذه اللجنة تقريرها، المنتظر كانتظار المسيح، الأسبوع الماضي.
يتكون التقرير من 24 صفحة ويضم 79 مقترح لغرض محاولة إيجاد حل لأمر مستحيل.
بعد خسارة الجمهوريين - في الانتخابات الأخيرة – فإن لجنة بيكر – هاملتون أصبحت بشكل حقيقي تمثل قوة ضد السلطة الحالية، وحتى لو أن بوش لا يأخذ بكل المقترحات التي قدمتها، فإنه لا يستطيع إهمالها.
التآلف مع الواقع : إجمالا إن اللجنة توصي بنقل المسئولية إلى العراقيين، الذين ستوكل إليهم العمليات العسكرية، وإن القوات الأمريكية لا تتدخل إلا بدعم القوات العراقية. هذا التطور سيسهل الأمر على أمريكا وسيسمح لها بسحب قواتها في عام 2008.
إن اللجنة تقترح، بشكل خاص، خلق جو سياسي ملائم وذلك بالتفاوض مع إيران وسوريا في سبيل أن تساهما في سيرورة تؤدي إلى استقرار الوضع في العراق.
وهي تشير، في النهاية، إلى ضرورة العمل على تقدم المفاوضات بين (الإسرائيليين) والفلسطينيين في سبيل تخفيف التوتر في المنطقة.
وهكذا نرى بأن برنامج اللجنة الواسع الذي يمثل، تقريبا، الموقف المضاد لاديولوجية المحافظين الجدد، الذين سبق وتقلصت سلطاتهم في البيت الأبيض.
وهذا الطرح يعني تنازل أمريكا عن فكرة نشر الديمقراطية وتطبيق اقتصاد السوق بين دجلة والفرات، ولكن التآلف مع الواقع ومع القوى المفروضة في المنطقة.
بعد الهروب الفيتنامي، فإن الولايات المتحدة تبنت عقيدة ثابتة بقيامها بصياغة مبدأ للتدخل البسيط مفاده : لغرض إرسال جنودها إلى الحرب، يجب توفر ثلاثة شروط وهي : أن تكون القضية حيوية، وأن تكون الأهداف محددة بشكل واضح مع تحديد المدة التي تحتاجها العملية العسكرية.
ولكن المحافظين الجدد، استغلوا صدمة 11 أيلول (سبتمبر) 2001، ليكفوا عن استخدام هذا الاحتراس.
إن بوش لم ينتظر الانتخابات النصفية ليلاحظ بأن القضية العراقية قد تؤدي إلى الإخفاق التام.
تدريجيا تم إبعاد المحافظين الجدد من الملف العراقي. وإن السكرتير العام للبيت الأبيض، جوش بولتين، الذي تسلم مهامه في شهر نيسان (أبريل)، قام بعقد عدة اجتماعات مع معارضين لسياسة بوش في العراق و مع خبراء للشرق الأوسط. وبوضوح هناك إعادة تقييم عامة للوضع.
وإن النتيجة واضحة وتشكل عبئا ثقيلا : ارتفاع الإرهاب، عدم استقرار إقليمي شمل كل المنطقة، إيران على طريق أن تصبح دولة نووية والتي أصبحت القوة التي تهيمن على كل المنطقة.
ويوميا فإن شبان أمريكيين يسقطون في الفوضى العراقية في سبيل قضية بدأت تفقد أي معنى لها.
الدكتور عبدالإله الراوي
دكتزر في القانون وصحافي عراقي سابق مقيم في فرنسا
hamadalrawi@maktoob.com
نص المقال المترجم
Etats-Unis
Le virage irakien
Face à l'enlisement en Irak, George Bush cherche une porte de sortie. Le rapport de la commission Baker-Hamilton ne fournit pas une solution clés en main pour se désengager. Mais il annonce un revirement de la politique américaine en Irak.
Pierre Beylau
Tous les soldats le savent : il convient d'examiner les éventuels chemins de repli avant de s'engager dans une bataille. Pour avoir négligé cette élémentaire précaution - à la fois militaire et politique -, la puissante Amérique se trouve engluée dans l'inextricable conflit irakien. Washington cherche désormais à s'extirper de ce bourbier sans dommages irréparables. Créée au printemps à l'initiative du Congrès, mais avec la bénédiction de la Maison-Blanche, une commission bipartisane était chargée de formuler des idées. Coprésidée par James Baker (républicain), ex-secrétaire d'Etat de Bush père, vieux routier pragmatique de la diplomatie, et par Lee Hamilton (démocrate), elle est composée de 10 membres. Elle a rendu la semaine dernière son rapport, attendu comme le Messie. Quatre-vingt-dix-neuf pages et 79 propositions pour tenter de résoudre la quadrature du cercle. Avec la défaite républicaine, cette commission Baker-Hamilton est devenue un véritable contre-pouvoir et, même s'il n'endosse pas la totalité de ses conclusions, George Bush ne peut les négliger.
Composer avec la réalité. En substance, la commission préconise un transfert de responsabilité aux Irakiens, qui se verraient confier les opérations militaires, l'US Army n'intervenant qu'en soutien. Une telle évolution permettrait d'amorcer, en 2008, un retrait des troupes américaines. La commission suggère, surtout, de créer un environnement politique favorable en discutant avec l'Iran et la Syrie afin de les insérer dans un processus de stabilisation. Elle souligne, enfin, la nécessité de faire progresser le dialogue israélo-palestinien pour diminuer les tensions dans la région. Vaste programme qui prend à peu près l'exact contre-pied de l'idéologie néoconservatrice naguère encore dominante à la Maison-Blanche. Il ne s'agit plus de répandre la démocratie et l'économie de marché entre Tigre et Euphrate, mais de composer avec la réalité et les rapports de forces existants. Après la débandade vietnamienne, les Etats-Unis avaient formulé une doctrine d'intervention simple. Pour expédier les GI au feu, il fallait trois conditions : que l'enjeu soit vital, les objectifs clairement définis et la durée des opérations limitées dans le temps. Les néoconservateurs, profitant du traumatisme du 11 septembre 2001, avaient rompu avec cette prudence.
Bush n'a pas attendu les élections de mi-mandat pour s'apercevoir que l'affaire irakienne risquait de tourner au fiasco. Peu à peu, les néoconservateurs ont été écartés du dossier. Le chief of staff (secrétaire général) de la Maison-Blanche, Josh Bolten, qui a pris ses fonctions en avril, a organisé cet été une série de réunions avec des adversaires déclarés de la politique de Bush en Irak et avec des experts du Moyen-Orient. Manifestement, une réévaluation globale est en cours. Le bilan est accablant : davantage de terrorisme, une instabilité régionale généralisée, l'Iran, en voie de nucléarisation, devenu la puissance dominante de toute la zone. Et, chaque jour, de jeunes Américains qui tombent dans la pétaudière irakienne pour une cause de moins en moins comprise
le point 14/12/06 - N°1787 - Page 53 - 457 mots
شبكة البصرة
االاثنين 19 ذو الحجة 1427 / 8 كانون الثاني 2007
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire